التخطي إلى المحتوى

 فـــريـــد!!!! فـريـد!!!

نظرت للمارة حولها ترجوهم بصراخ:

– ده جوزي!!! جوزي حد يطلب الإسعاف أبوس إيديكوا!!!! طلعوه من العربية!!!

تلملم المرء يحاولون إخراجه من السيارة و أُناس آخرون يهاتفون سيارة الإسعاف و هي واقفة ترتجف واضعة كفيها على فمها، جائت الإسعاف فورًا و نقلتُه أسفل أنظارها و إرتجافة بدنها، صعدت بسيارة الإسعاف معه لا تستطيع السيطرة على شهقاتها و بكاءها و هي ترى ملامحه قد خُفيت الدماء التي عليها، إمسكت بكفُه بأيدٍ ترتعش تضمها لصدرها تناديه ببكاء ينفطر القلب له:

– فريد .. قوم يا فريد!!! حبيبي إيه اللي حصلك!!!

وصلا إلى المشفة فأنزلوه بالفراش و ركضوا به إلى غرفة الطوارىء، ترجتهم أن تدخل معه لكن أحدهم هدر في وجهها:

– مينفعش طبعًا يا مدام، لو سمحتِ إستني هنا!!!

أغلق الباب في وجهها فـ لم تعُد قدميها تُحملها، لتسقُط على الأرضية البـ.ـاردة جوار المقاعد المتراصة، تبكي بقهرٍ تبحث عن هاتفها لا تعلم تُحادث من، وجدتُه لتهاتف دُنيا تخبرها بـ أنفاس متقطعة:

– دنيا .. فريد .. فريد عمل حادثة يا دنيا!!!

شهقت الأخير تقول مصدومة:

– يا نهار أزرق، إنتِ فين طيب؟!

– في .. في مُستشفى الحياة .. حاسة إن قلبي هيُقف!!!

قالت دُنيا مُسرعة:

– طب أنا هجيب جوزي و جاية يا حبيبتي مسافة السكة!!!

أغلقت نور مع و ظلت على حالها تبكي، حتى مرت ساعة لتجد دُنيا تأتي راكضة في الرواق و زوجها خلفها، شهقت فورما رأت حالها فـ مالت عليها تسندها حتى تنهض قائلة بحزُن:

– يا حبيبتي .. قومي .. قاعدة على الأرض يا نور!!!

أجلستها على المقعد و جلست جوارها فإنهارت الأخرى في أحضانها تشـ.ـدد على ثيابها تقول بحُرقة:

– العربية إتقلبت بيه، أنا السـبـب!!! أنا اللي سيبتُه و هو كان محتاجلي، أنا اللي عملت فيه و في نفسي كدا!!! آآآه يارب .. يارب أنا ماليش غيرُه، يارب متاخدهوش مني!!!

– شششش!!!

مسدت على خصلاتها و قد أدمعت عيناها تنظُر لزوجها الذي طالع نور مُشفقًا على حالتها، ثم نظر إلى زوجته التي أخذت عيناها تذرف الدمـ.ـو.ع هي الأخرى و هي تنظر له، إقترب منها و مسح فوق خصلاتها يميل عليها مُقبلًا خصلاتها هامسًا بهدوء:

– هستنى أنا برا!!

أومأت له بأعين قلقة، فـ خرج من المشفى يقف مُنفثًا دخان سيجارته، ظلت دُنيا تربت على ظهرها و تمسح فوق خصلاتها حتى نامت من شـ.ـدة تعبها، فـ أخبرت إحدى الممرضات أن تجهز لها غرفة لكي تستريح بها فـ فعلت، و ساعدتها في نقلها إلى الفراش، دثرتها دُنيا بغطاء الفراش و تركتها شاردة و هي تخرج من المشفى، تضع نفسها بـ مكان صديقتها، لتشعر بقلبها يُعتصر و هي تتخيل زوجها في نفس المكان، خرجت فوجدتُه واقفًا ينظر أمامه، إلتفت لها ليحاوط وجهها بخصلاتها المفرودة مبعدًا السيجارة عنها قائلًا بحنان:

– حبيبتي كانت بتدمع ليه؟!

شهقت في بكاء مُفاجئ لتلقي بجسدها بأحضانه تقول بألم:

– للحظة بعد الشر عليك تخيلت إنك مكانُه، ده أنا ممكن يجرالي حاجه يا عز والله أموت فيها!!

إبتسم يربت على ظهرها قائلًا بحنو:

– بعد الشر عليكِ يا قلب عز!!!

إبتعدت عنه تحاوط وجهه هامسة ببكاء:

– ربنا يخليك ليا يا حبيبي و يبـ.ـاركلي فيك .. و ميحرمنيش من وجودك أبدًا!!

إبتسم مُقبلًا باطن راحتها، مُتأملًا وجهها الذي يعشق تكوينُه!!

• • • • • •

إستفاقت نور بعد ساعاتٍ غابت بها عن واقعها، واقعها الذي يخلو منه و من صوته و كلمـ.ـا.ته، نظرت حولها تعي ما حدث، و آلت سوداوية أفكارها أنه .. مـ.ـا.ت!! و أنها في هذه الغرفة بعد أن إنهارت أعصابها من الخبر، شهقت و صرخت بإسمه و هي تنهض تخرج من الغرفة تسير في الرواق كالمـ.ـجـ.ـنو.نة تُفتش عنه في كل مكان، حتى وجدته خلف الزجاج نائم كـ جُثة هامدة، جسدُه مُصِل بأسلاكٍ ذبحت روحها، وضعت كفها فوق الزجاج تبكي بصمت و هي ترى وجهه مُلِء جروحًا، ملفوفة رأسه بـ شاش طبي، ظلت واقفة حتى إزرقّت قدميها، لتسمع صوت دنيا من خلفها تقول بخضةٍ:

– قومتي إمتى يا نور!!!

لم تُجيبها ظلت شاردة تتمتم بإسمه تمسح على الزجاج كأنها تربت عليه هو، فـ وقفت دنيا تربت فوق ظهرها مشفقة على حالها، ثم قالت بحنان:

– تعالي يا حبيبتي أقعدي ريحي رجلك!!!

نفت برأسها تغمغم بـ صوت مبحوح:

– مش هقعد غير لما أدخلُه، ده ظُلم إني أبقى قاعدة مرتاحة و هو جوا العناية كل شبر في جـ.ـسمه بيوجـ.ـعُه!

حزنت دُنيا علىما قالت فتنهدت و صمتت، ظلت واقفة جوارها حتى خرج الطبيب من الغرفة يزيل حبات العرق من فوق جبينه، إقتربت منه نور تسير بالكاد على قدميها التي تنملت من وقفتها، تسأله برجاء ألا يُخبرها بأمرٍ سيء:

– جوزي .. كويس؟ 

تنهد الطبيب وقال بأسف:

– يعني .. في رضوض عنيفة في جـ.ـسمه و مُخه، هنحتاج نتأكد من إشاراته الحيوية لما يفوق بإذن الله!!!

– طب .. هيفوق إمتى؟ ينفع أدخلُه طيب؟

قالت مستندة على الزجاج، فـ قال الطبيب بهدوء:

– مش هينفع حضرتك تدخلي غير لما ننقله غرفة عادية الأول .. و مش هنقدر نحدد هيفوق إمتى للأسف..

– طيب!

تركها و ذهب فـ ترجتها دُنيا تقول:

– عشان خاطري يا نور أقعدي إرتاحي لحد ما يفوق، إنتِ مش قادرة تمشي على رجلك يا حبيبتي!!

نفت برأسها تقول بوهن:

– مش هقعد لحد ما يفوق .. و أطمن عليه!

– ليه العند ده يا نور بس!!

قالت دُنيا بيأسٍ من إقناعها، فـ لم تجيبها الأخرى، تلتفت مجددًا تتأمله و يفصل بينهما لوح زجاجي لولاه لكانت إرتمت بأحضانه، بكت و هي تنظر له بحُزن، و بعد ساعة بالضبط كانوا يقلوه من العناية إلى غرفة عادية، وضعت كفها فوق شفتيها و هي تراه يُنقل على فراش المشفى أمامها، عيناها تُتابعه حتى دلف للغرفة فـ سارت خلفُه تستند جوارها، حتى دلفت للغرفة ترى الممرضة تنزع أسلاك جسده و تضع أخرى، و دُنيا خلف نور تتابعها بخوفٍ على حالتها، وقف نور جواره، تمُد كفها الذي يرتجف إلى وجهه المخدوش .. تتحسسُه و هي تبكي، ثم صعدت إلى لُفافة الشاش تلك و خصلاته تتحسسها بحنان، تنهدت دُنيا و تركتها تخرج من الغرفة تغلق الباب عليهما، إزدردت نور ريقها، و أمسك بكفُه ترفع إلى شفتيها تُقبله و قد تساقطت دمعاتها عليه، تقول بألمٍ:

– فريد .. كفاية كدا و قوم، الساعة من غيرك سنين يا فريد، قوم عشان إنت وحـ.ـشـ.ـتني أوي، مش عابز تقوم ليه يا حبيبي .. هو أنا موحشتكتش؟ إنت زعلان مني صح؟ زعلان إني سيبتك لما إحتاجتني مش كدا؟ طب قوم و أنا مش هسيبك .. والله ما هسيبك تاني، أنا عاقبتك باللي عملتُه .. مترُدليش ده و تعاقبني بـ إن يجرالك حاجه، متعاقبنيش أنا عاقبت نفسي و واقفة أهو لحد ما تقوم، رجلي والله مش حاسة بيها من كُتر ما وجعاني، عشان خاطري يا فريد فتّح عينيك!!! يارب!!

فتحت كفه واضعة وجهها به تبكي عليه بحُرقةٍ، حتى سمعت تآوه خفيف شهقت مصدومة على أثرُه، فـ أبعدت كفه تنظر له بلهفة لتجد ملامحه منكمشة رُبما من الألم، جلست تلقائيًا تقول بجنونٍ:

– فريد .. فريد سامعني!!!!

حاوطت وجهه تمسح فوق خصلاته تقول و عيناها متسعة من فرحتها، فتح عيناه و أخيرًا ينظر لها، فـ أخذت تبكي ساندة رأسها على معدته و شهقات بُكائها قد تعالت أغمضت عيناه يرفع كفه بصعوبة ثم وضعها على رأسها، يربت عليها بخفةٍ، أسرعت ترفع رأسها تمسك بكفُه تُقبلها و دمعاتها أغرقته، تغمغم بـ صوتٍ باكٍ زاد ألم جسدُه وروحُه:

– حـ.ـر.ام عليك ليه بتعمل فيا كدا!! أنا .. أنا قلبي كان هيُقف أقسم بالله كان هيجرالي حاجه!!!

حاوطت وجنتيه بكفيه تميل عليه تُقبل عيناه التي كانت تتمنى أن يظهرا عن عسليتاه، تُقبل وجنتُه و فكُه و ذقنه و تُشبعه قبلاتٍ تُشبه قبلات أُم إنفطر قلبها قلقًا على صغيرها الذي كادت أن تفقدُه أبديًا، أغمض عيناه يقسم بأن ما تفعلُه الآن أكثر تأثيرًا عليه من تلك الأسلاك الموصولة بجسده، أنهقت بلاته بأن حاوطت عنقه بقوةٍ تلصق جسدها بجسده فـ كتم أنينًا مُتألمًا من جسدُه الذي يـ.ـؤ.لمه كل إنش به، و لم يخبرها أن تبتعد .. أو أن تخفف ذلك العناق .. كيف سيطلب منها شيء هو بالأساس لا يُريده، رفع ذراعه و حاوط خصرها بذراعٍ واحد و الثاني إكتشف أنه لا يستطيع تحريكُه، أغمض عيناه و تغاضى عن الأمر يمسح فوق خصلاتها بحنوٍ فـ دفنت وجهها في عنقُه تمسح على ظهر رقبته، ثم إبتعدت عنه تحاوط وجهها تهمس له بـ ألمٍ:

– إيه واجعك يا حبيبي؟

نطق أخيرًا بتعب:

– جـ.ـسمي .. كلُه!!!

بكت تمسح على وجنته بكفيها المرتجفين، تغمغم وسط بكائها:

– يا قلبي أنا!!!

تابعت:

– هقوم أجيبلك الدكتور!!

أومأ لها بهدوء، فـ نهضت و ما إن مسّت قدميها الأرض حتى تآوهت بألم ضـ.ـر.ب جسدُه قبل جسدها فـ ناظرها بخضةٍ يقول مُتلهفًا:

– في إيه!!!

طالعتُه تبتسم إبتسامة مُتألمة:

– ولا حاجه يا حبيبي .. متقلقش رجلي بس منملة شوية!!!

أمسك بكفها يمسح عليه بإبهامُه يقول:

– طب إقعدي لحد ما تفُك!!

نفت برأسها تقول بنهيجٍ:

– لاء .. هروح أجيبه و هتفُك على طول!!

سارت بقدميها الحافيتان و اللتان إزرورقا بفعل تيبُسهما، بعد قليل دلفت خلف الطبيب الذي بدأ يتأكد من إشارات جسده الحيوية، فأخبره الأخير بوهن:

– دراعي الشمال .. مش قادر أحركُه!!!

قال الطبيب بأسف:

– يبقى هنحتاج نجبسُه!!

ثم تابع بهدوء:

– طيب رجلك قادر تحركها؟

أومأ له الأخير و هو يحرك قدميه و أنظار نور تُتابعُه بلهفةٍ، ليلتفت الطبيب لها قائلًا بهدوء:

– هيفضل معانا في المستشفى يومين لحد ما نطمن على حالتُه، و بعدها هيقدر يمشي لكن الجبس هيفضل في إيدُه مُده لا تقل عن شهر! هبعتلكوا ممرضة بالأكل دلوقتي لإن التغذية مهمة جدًا بالنسباله!

– ماشي يا دكتور شكرًا لحضرتك!!

غادر الطبيب و إقتربت منه هي تسير بصعوبة، فـ تمتم بتعب:

– رجلك واجعاكِ؟

نفت برأسها تقول و هي تزيل دمعاتها:

– لاء يا حبيبي لاء!! 

رفع كفُه يمسح على وجهها فأمسكت به تقبل باطنه، ليبتسم مغمغمًا:

– حشـ.ـتـ.ـيني و  .. و وحـ.ـشـ.ـتني اللهفة اللي في عينيكِ عليا دي!! يعني لازم أتكسَّر عشان أحس بحنيتك عليا؟

قالت مُسرعة:

– متقولش كدا!!!

دلف المُمرضة بـ صينية الطعام الصحي، ثم أسندتها على الكومود و غمغمت إلى نور بضيق:

– بعد إذنك عشان ياكل!!

قالت نور بهدوء:

– إطلعي إنتِ و أنا هأكلُه!!

إحتجت الأخرى، فـ تلك تقطع عليها فرصتها الوحيدة في الإقتراب من رجل أعمال مشهور كهذا، لتقول بعدم تهذيب:

– لاء مينفعش طبعًا آآ!!

بتر هو عبـ.ـارتها يقول بضيق:

– إسمعي كلامها .. و إطلعي برا!!

نظرت مُتضايقة من كلمـ.ـا.ته، ثم تركت الصينية على الكونود و خرجت صافعة الباب خلفها، إستغربت نور طريقتها لكنها لم تُعلق لتنهض تقترب من جزعه العلوي تقول بلُطفٍ:

– يلا يا حبيبي .. إسند عليا عشان تقوم تُقعد!!

وضعت ذراعيها على ظهر من أسفل ذراعيه، و شـ.ـددت جسدها حتى تتحمل ثقل جزعه فقط، فـ إستند هو بكفه على الفراش يحاول النهوض، لكنه تآوه بصوتٍ عالٍ فـ جزعت عليه وقالت بحزن:

– حبيبي اسم الله عليك .. معلش براحة خالص!!

أخذ يتنفس بألمٍ مغمضة عيناه، فـ ربتت على ظهرُه تقول بحنو:

– بالراحة .. خُد نفَسك، إحنا مش مستعجلين!!

فتح عيناه ينظر لها مُتأملًا معاملتها له كمعاملة أم حنون إلى طفلها، إبتسم و قال بعشقٍ:

– أنا بحبك أوي!!!

إبتسمت تقول:

– و أنا بعشقك!!

إبتسم على كلمتها التي أعطته قوة جعلته يستند بظهره على الفراش بعدما وضعت خلف ظهره وسادة، ثم جلست أمامُه تأخذ الصينية على قدمها اليُسرى التي إنثنت قليله لكي تسند الصينية، فـ رأى قدمها ليُصدم، وضع كفُه عليها يقول:

– رجلك زرقا!!! مالها؟!!!

حاولت تشتيت ذهنه عن الأمر لم لم يستجيب و إنهمر بأسئلته عليها فـ قالت أخيرًا:

– فضلت واقفة عليها أكتر من أربع ساعات .. بشوفك من ورا الإزاز!!!!

صُدم مما قالت، و لم يتحدث، فقط وضع كفُه على خصلاتها من الخلف و قرّب وجهها منه يُقبل جبينها قبلة عميقة تنفسها بها، ثم همس مبتعدًا بشفتيه فقط:

– أنا آسف .. آسف على كل حاجة و حقك عليا على كل حاجة عملتها في حقك وجعتك!!! سامحيني يا نور!!

رفعت عيناها له تقول بحنوٍ:

– أنا مسامحاك!!!

ثم قالت بلهفة تغير مجرى الحديث:

– يلا بقى عشان حبيبي ياكُل!!

ثم ملئت الملعقة بالشوربة و أخذت تُطعمه و تمسح فمه بـ أناملها دون أن تتقزز فيُهيم بها عشقًا أكثر، قطّعت له الفرحة و أطعمتُه و هو يتأمل ملامحها التي إشتاق لها، أنهى الطعام بأكملُه بعد إلحاحٍ منها، ثم أسندت الصينية فوق الكومود مجددًا، نظر هو لها ثم قال بهدوء:

– إرفعي رجلك!!

– ليه؟

قالتها بإستغراب فـ هتف بهدوء:

– إسمعي الكلام بس!!

فعلت لأنها تعلم أنه بالكاد يتكلم، فوضعت كلتا قدميها أمامها، أمسك هو بقدمها اليُمنى، يُفردها قليلًا يُردف:

– إرجعي بجـ.ـسمك لورا شوية!!

فعلت فـ إنفردت قدمها، دلّك لها كاحلها و قدمها برفق وسط إنكماش وجهها من ألمها، إنتقل للأخرى و هو يغمغم بضيق:

– إياكِ تاني مرة تإذي نفسك بالشكل ده .. لما بتإذي نفسك كإنك بتإذيني!!!

قالت بحُزن:

– مكُنتش قادرة أرتاح و أنا شايفاك جوا بتحارب الموت!!

مسح على قدمها بحنان، ثم فرد ذراعها لها لتأتي و تقترب منه فـ فعلت، تستند برأسها فوق صدرُه، ليهمس لها مُتلهفًا:

– أبعت أجيب المأذون؟

ضحكت و نظرت له تومئ برأسها، فـ إنهال على وجهها بالقُبلات الفرِحة مُشتاقًا لكل شيء بها، و بالفعل لم يتوانى عن مُهاتفة ذات المأذون عبر هاتفه الذي بالكاد كان صالحًا للإستخدام، و أتى المأذون في المشفى، مع شهود كان أحدهما زوج دنيا، دُنيا التي سعدت لأنها رأت صديقتها تبتسم من قلبها و أخيرًا، و فورما نطق المأذون بـ “بـ.ـارك لكما و بـ.ـارك عليكما و جمع بينكما في خير” حتى إلتقط أنفاسه و عادت له روحه بعودتها زوجتُه مرةً أخرى، غادر الجميع بما فيهم دُنيا مودعة نور، ليستند برأسه على ظهر الفراش يقول براحةٍ سرت في خلاياه:

– آآآه و أخيرًا .. أخيرًا بقيتي مراتي تاني!!

تابع بشغفٍ يفتح لها ذراعُه و الآخر قد لُف بجبيرةٍ قوية و جبس:

– تعالي في حُضني بقى!!!

 إبتسمت له و ركضات تقبع في أحضانه جالسة جوارُه على فراش المشفى، تحاوط خصرُه ساندة رأسها على صدرُه تغمغم بـ صوتها الذي يُذيبُه:

– بس ده ميمنعش إني لسه زعلانة منك!!

إبتسم و قرص ذقنها قائلًا بمكر:

– أخف بس .. و هصالحك بطريقتي!!

إستشعرت الخبث في كلمـ.ـا.ته فـ قررت مُجاراته تقول بإستنكار:

– طريقتك إيه بس بإيدك المتجبسة دي!!

ضحك من قلبُه ثم مال عليها يقول بنفس النبرة:

– مش مهم .. التانية بتعمل أحلى شُغل!!

شهقت من وقاحته لتضـ.ـر.ب صدرُه فـ تآوه بألم لتضع كفيها فوق شفاهها بخضة تقول مسرعةً و هي تربت على صدرُه:

– يا نهار .. أنا أسفة نسيت والله!!!

– بوسيها بقى!!

قال بملامح مُنكمشة من الألم، فـ إبتسمت تطبع قبلة فوق صدرُه المُغطى بثياب المشفى، و عانقت رقبته تتنهد هامسة:

– كُنت واحشني أوي، حاسة إني عايزة أفضل في حُضنك مطلعش منُه أبدًا عشان أعوض الأيام اللي مكُنتش معايا فيها!!

ضمها لصدرُه مشـ.ـددًا على عناقها و يدُه تسير على ظهرها بدفءٍ، يقول شاردًا:

– أنا من ساعتها مبنامش في سريرنا .. بنام على الكنبة أو في أوضة تانية أصلًا!

مسحت على خصلاته من الخلف تُغمض عيناها غارقة في إحساس أنها بين ذراعيه مُجددًا، تستشعر لمسة ذراعه على خصرها مرةً أخرى، تريح رأسها على كتفُه تارةً .. و تُقبل عنقه تارة أخرى، و هو .. هو ظل صامتًا كفه يمسح على خصرها مُستشعرًا غضاضة جسدها بأحضانه مجددًا، يقسم أن أنفاسها تصل لمسامعُه فـ يسعد بها، يسعد بكونها بين يداه، رائحتها .. يدفن أنفه و يستنشق رائحتها التي بات يدمنها، ثم يعود و يغمر وجهه في خصلاتها مشـ.ـددًا على جسدها، ينعم بـ نعيم أحضانها، يمرر كفُه على خصلاتها المفرودة على ظهرها، أبعد وجهها عنه يحاوط وجنتها بكفٍ واحد، يميل مُقبلًا كل إنش صغير في وجهها بأنفاسٍ تلهّفت لها، إبتسمت و لم تُنبث بشيء، أغمضت عيناها فـ سنحت له الفرصة يُقبل جفونها، ترك وجهها و قبّل عنقها عدة قُبلات أذابتها، حتى رفعت كفيها ووضعتهما على صدرُه تهمس بخفوت:

– فريد .. كفاية!!!

تنهد مُستندًا بشفتيه فوق عظمة الترقوة الخاصة بها، يُقبلها هي الأخرى ثم يغمغم:

– عايز أرجع البيت!!

قالت بتردد:

– ليه .. إنت لسه مش كويس!

رفع وجهه له يمرر إبهامه على شفتيها هامسًا بوله:

– طول مـ إنتِ معايا .. فـ أنا كويس!! بس أنا محتاج أرجع البيت!!

ثم تابع مبتسمًا:

– و عايز أستحمى .. حاسس إني معفن!!

ضحكت من قلبها تعود برأسها للخلف، ثم قبّلت وجنته تقول بحُب:

– إنت زي العسل .. هروح أقول للدكتور ييجي يشوفك عشان لو كدا نمشي!!

قبّل جوار شفتيها و قال بهدوءٍ:

– طيب يا حبيبتي!!

تركها تنهض و تنادي للطبيب الذي أتى يقول بضيق:

– مينفعش يا فريد بيه تمشي دلوقتي!! حالتك لسه لازملها إشراف طبي!!

قال فريد مُصرًا:

– أنا عايز أمشي .. إتخـ.ـنـ.ـقت من قاعدة المُستشفى، و لو على الإشراف فـ مافيش مُشكلة تقدر تيجي كل يوم تطمن!

قال الطبيب بهدوء:

– طيب يا فنـ.ـد.م .. بس تمضي على إقرار إن خروجك هيبقى مسئوليتك مش مسئولية المُستشفى! 

نظرت له نور تقول بقلق:

– طيب يا فريد نُقعد يومين كمان مدام الدكتور بيقول إن الموضوع خطير كدا!!

قال فريد بضيق:

– لاء .. أنا خلاص قررت .. و مافيش مشكلة هاتلي الإقرار أمضي عليه!!!

غادر الطبيب يائسًا من إقناعه، فـ جلست نور أمامه تقول و قد لمعت عيناها بالدمـ.ـو.ع:

– يا فريد .. إسمعني يا حبيبي عشان خاطري أنا خايفة عليك!! لو جرالك حاجة أنا مُمكن أموت فيها والله!!

حاوط وجهها يقول بهدوء:

– ششش إهدي يا عُمري كلُه، متخافيش مش هيحصل حاجه بإذن الله، و زي ما قولت أنا هخلي الدكتور ييجي يطمن كل يوم على وضعي، إتفقنا؟

تنهدت و لم تقتنع بعد، لكن دخول الطبيب منعها من إكمال حديثها، فـ مضى فريد على الإقرار ليقول الطبيب بهدوء:

– تمام كدا .. ثواني و هجيب لحضرتك كُرسي!!!

هدر به فريد بقسوة:

– نعم!!! شايفني مشلول قُدامك ولا إيه؟!!!

قال الطبيب مسرعًا بخجل:

– مش القصد يا فريد باشا، أنا عشان عارف بس إنك مش هتقدر تمشي على رجلك!! 

هتف فريدة بحدة:

– دي حاجه متخُصكش، و أنا لو إحتاجت كرسي هقول!!

– اللي يعجب سيادتك يا فنـ.ـد.م!!

قال الطبيب و غادر، بينما نظرت له نور بحُزن على حاله، يحاوط مقدمة رأسه مغمضًا عيناه، فـ نهضت تقف أمامُه تُربت على ظهرُه قائلة بحنان:

– متدايقش نفسك يا حبيبي!!

رفع رأسه لها يقول بوهن:

– ساعديني أقلع البتاع دي يا نور .. و في حد من الخدم جايبلي لبس عشان ألبسُه!!

– حاضر!!

قالت مُسرعة، ثم ذهبت لتغلق الباب و بدأت في نزع ذلك القماش الطبي من فوق جسدُه تُمزقُه بحذرٍ ليكشف عن صدرُه العاري، أسرعت تأخذ ثيابه لكي لا يبرد تدخل فراغ البنطال في قدمه و لأول مرة لا تخجل منه، بل كانت تصُب جل تركيزها على أن تساعده مهما كلفها الأمر، ساعده في أن يرتدي القميص لكن وضعت كفيها بخصرها بحيرة لا تعلم كيف سيرتدي فوق جبيرة يدُه، ليحسم هو الأمر عنـ.ـد.ما قال بهدوء:

– هاتي مقص و قُصي الكم و خلاص!!

– طيب!

قالتها ثم سألت الممرضة عن مقص فأتت لها به، و بالفعل مزقت الكم لكي يرتديه بشكلٍ صحيح، أخذت حذاءه و لم تتردد في أن تجلس أسفل قدمُه، تُلبسه جواربٍ سوداء اللون، و تُلبسه الحذاء برفق تحرص على ألا تؤلمه، شقت الإبتسامة وجهه و أمامه زوجة لن يعوضها أبدًا، فـ قال يمسح على وجنتها الغضة بإبهامُه:

– إنت .. حياتي!!!

رفعت رأسها له و إبتسمت ثم أكملت ما تفعلُه، و عنـ.ـد.ما إنتهت نهضت تمُد له ذراعها ممسكة بذراعه السليم تقول برفق:

– يلا يا حبيبي إسند عليا و حاول تقوم!!

تنهد و حاول بالفعل الإستناد عليها، فـ يبّست جسدها حتى تتحملُه و فورما وقف حتى تآوه بألم سار في كامل قدمُه، قطّبت حاجبيها  تحاوط خصره بذراعها الآخر جاعله من ذراعُه الصحيح حول رقبتها قائلة بجزعٍ:

– يا حبيبي .. معلش إتحمل!!

أخذت أنفاسه تعلو ثم سار خطوتان يغمغم بضيق:

– ليه مش قادر أمشي عليها!!! 

قالت بهدوء:

– يا فريد إنت عملت حادثة قوية .. ده طبيعي إن جـ.ـسمك كله يبقى مش مستحمل و فيه رضوض!! بإذن الله كل ده هيلتئم و هتتعافى!!

سار معها مغمضًا عيناه بتعب، فـ قالت بتردد:

– نجيب الكُرسي؟!

– لـاء!!

قال بحدةٍ يعود فاتحًا عيناه، فـ ربتت على ظهرُه تقول بحنوٍ:

– طيب إهدى خلاص!!

سارا إلى الرواق بخطواتٍ بطيئة، حتى وصلا إلى سيارة فريد التي كان سائقها ينتظرهما بها، و فورما رآه حتى ترجل من السيارة يفتح له الباب قائلًا بحزن على حال رب عمله:

– ألف مليون سلامة على حضرتك يا فريد بيه!! 

أعطاه فريد إبتسامة خفيفة، و ساعدته نور في أن يصعد بالسيارة في الخلف، ثم أغلقت الباب و ذهبت للناحية الأخرى كي تصعد جواره دون أن تجعله يفسح لها، تحركت السيارة بهم فـ أسند رأسه للخلف مُغمضًا عيناه، وجّهت جسده له تربت على صدرُه تحاول أن تكُن داعم نفسي له، ثم أسندت برفق رأسها على صدرُه و لازالت أنامله الصغيرة تربت على صدرُه بحنانٍ جعلها يضمها لها أكثر، و بعد نصف ساعة وصلا، فـ ترجلت من السيارة أولًا وساعدته في أن يترجل منها، سارت معه حتى وصلا لجناحهما، ظلت معه حتى جلس على فراشهما و أراح ظهرُه عليه يتآوه من مشقةٍ بذلها في مجرد السير، جلست جواره تغلغل أناملها في خُصلاته فأغمض عيناه يستمع لصوتها العذب و هي تقول:

– ألف سلامة عليك!

ثم همت بالنهوض لكنه أمسك بكفها يقول و هو ينظر لها:

– رايحة فين؟

– هقلّعك الجزمة!

قالتها ببراءةٍ مُشيرة على حذائه فـ حرق قدمه بحذر ينزعهما قائلًا بضيق:

– آدي الزفتة .. خليكِ قاعدة!!

إبتسمت قائلة:

– حاضر

– نامي جنبي .. تعالي في حُضني!!

قالها بخشونةٍ يفرد ذراعها لها فـ إستلقت جوارُه على صدرُه تحاوط خصره، أغمض عيناه يمسح على خُصلاتها مُغمغمًا بـ :

– يعني يرضي مين تبقى مراتي في حُضني .. و مش قادر أقرّبها عشان مش قادر أحرك شبر فيا!!!

تعلم أن الأمر حساس للغاية بالنسبةِ له، فـ حاول تلطيف الأجواء و أخذ الأمر بدعابةٍ قائلة و هي ترفع رأسها له تمسح فوق ذقنُه:

– إنت دماغك قليلة الأدب ليه! م أنا في حُضنك أهو عايز إيه تاني؟

نظر لها بنزقٍ يقول:

– إنتِ مش مُتخيلة ولا هتفهمي أنا مدايق أد إيه!!

نهضت على ركبتيها تشهق قائلة بصدمةٍ زائفة محاوطة وجهه بكفيها:

– يا نهار مش فايت!!! حبيب قلبي فريدة فرودة مدايق و أنا معاه!! إخص على الزمن و الدنيا و الناس!!

منع إبتسامة من الظهور على وجهه يتابع حركاتها الطفولية، لتنفرج أساريرُه عنـ.ـد.ما مالت عليه تُقبل وجنتيه و عيناه و ذقنه و جبينه بقبلاتٍ سريعة مـ.ـجـ.ـنو.نة تقول:

– لازم أصالحك .. مش ممكن .. متحاولش هصالحك يعني هصالحك!!

ضحك من قلبُه ثم غمز لها بخبث قائلًا:

– طب في حتة في وشي لسة مبوستيهاش!

وقع طرف إنملها فوق أرنبة أنفُه تقول بضيق زائف:

– شايف بقى قلة الأدب!! و مع ذلك عشان إنت حبيبي بس هعملها!!

طبعت شفتيها فوق شفتيه بقبلة سريعة أنعشت قلبُه، ليحاوط خصرها يقول بهدوء مشيرًا إلى معدتُه:

– أُقعدي! 

نظرت له بتردد قائلة:

– ما بلاش .. جـ.ـسمك هيوجـ.ـعك و أنا تقيلة أصلًا!!

أمسك بقدميها و دفعها بلُطف لتجلس على معدته بالفعل، ثم جذبها له يحاوط وجهها قائلًا و عيناه تلمع بالرغبة:

– نور!!

– إيه يا حبيبي!!

قالت بلُطفٍ تتأمل عيناه، و قبل أن ينطق وجدها تقول بعفوية:

– تعرف إن عنيك خطيرة؟

– أنا عايزك!!

قالها متغافلًا تمامًا عما قالت محددًا هدفه، لكنها هتفت في محاولة بائسة لتشتيت عقلُه:

– بحبها أوي .. مع إنها بُني عادي و بُني غامق بس بجد بموت فيها!!

– و أنا بموت فيكِ .. و عايزك!!!

قالها و كأنه يؤكد لها أنها لن تُحيدُه عما يُريد، طالعتُه بهدوء و مالت عليه تحاوط رقبته تعانقُه قائلة بهمسٍ:

– مينفعش يا حبيبي .. هتتعب أكتر!!

قال بضيق:

– لاء مش هتعب ملكيش دعوة إنتِ!!

نفت برأسها تقول بحنان:

– ماليس دعوة إزاي يا فريد، و الله ماينفع الدكتور مانع أي مجهود عليك!! عشان خاطري إسمع كلامي و يومين تلاتة لما تتحسن ساعتها هنبقى نتكلم!!

إنفلتت أعصابُه فـ أبعدها برفق عنه يقول بحدة:

– متحسسينيش إني عاجز يا نور!!!

تلك النقطة التي لم تكُن تريد الوصول لها من البداية، فـ قررت التعامل معه بحذر شـ.ـديد تثول بضيق:

– ليه بتقول كدا يا فريد بعد الشر عليك من العجَز، يا حبيبي و الله أنا كمان عايزة أكون معاك بس أنا خايفة تتعب!، ليه على طول بتفهمني غلط؟ أنا هقوم!!

همّت بالنهوض لولا يدُه التي ثبتتها يتنهد قائلًا مزيحًا خصلاتها عن وجهها:

– لاء متقوميش، حقك عليا يا حبيبتي بس أنا بجد مش طايق نفسي!!

قالت بهدوء:

– حصل خير .. يلا عشان ننام!

ثم إبتعدت عنه تغلق الأنوار و تعود لتستلقى جواره، أعطاها ظهره من شـ.ـدة ضيقُه فهجمت عليه من الخلف تحاوط خصره تُداعب قدميه بقدميها قائلة بطفولية:

– لولا بس إنك تعبان كان زماني عاقبتك على حركة زي دي!! 

تنهد و إلتفت لها، ليأخذها بأحضانه فتغمر وجهها بصدرُه، يتحسس خصلاتها الناعمة و يمسد فوقها حتى شعر بها نامت، فـ نام هو الآخر يحاول كتم تلك الأصوات المزعجة من عقلُه!

• • • • • •

مرّ شهرٌ كامل، شهر كانت معه في كل شيء، لم تذهب لعملها فقط كي تكُن جواره و تخدمه بعيناها، حتى تعافى إلى حدٍ كبير و أصبح يسير بمُفرده دون مساعدتها مع العلاج الطبيعي الذي ساعده كثيرًا، حتى أن ذراعه المجبور بات يحركه بحرية، و في أحد الأيام، كانت نائمة بأحضانُه تحاول إقناعه بأنها لن تستطيع ترك العمل، تقول برجاء:

– يا فريد .. والله ما هقدر أقعد من غير شغل خلاص أدمنتُه!!!

قال بحدةٍ:

– أبو الشغل في الأرض، مافيش شغل خلاص ده كان زمان!!

– طب ليه!! قول سبب مقنع!

قالت بحدةٍ أكبر فـ هدر بها:

– مش عايز حد يؤمر مراتي و يقولها تعمل إيه و متعملش إيه!! شايفاني قُرني قدامك!!!

– طب والحل؟!!

قالت بضيق تكتف ذراعيها، فـ هتف و عيناه تسير على عبوس محياها:

– عايزة تشتغلي يبقى عندي و تحت عنيا، الشركة مليانة موظفين هشغلك فيها!!

– طيب!

قالت زامة شفتيها، فـ قال و هو يميل مُقبلًا جوار ثغرها:

– بقولك إيه بقى .. أنا بقالي شهرين .. 60 يوم مجيتش جنبك، مش كفاية كدا؟

إبتسمت قائلة:

– بصراحة إنت أنجزت!، بس بردو لسه!!

قالت آخر جملتها بجدية فـ صرخ بوجهها:

– إنسي ياما الكلام ده! أنا حاسس إني مش متجوز!

– أنا الغلطانة إني خايفة عليك يا فريد فرودة؟!!

قال ببراءة زائفة فـ هتف بحدةٍ:

– بلا فرودة بلا زفت، أنا مش بهزر دلوقتي أنا بجد عايزك!

حاوطت عنقه تقول بدلعٍ:

– م أنا معاك و في حـ.ـضـ.ـنك أهو!!

– متستعـ.ـبـ.ـطيش يا نور!!

قال بغضبٍ فـ إمتصتُه مسرعة تقول بهدوء:

– طيب خلاص، أنا معنديش مشكلة! 

إبتسم فجأة فـ ضحكت على تحول تعابير وجهه المفاجئة و قالت:

– إيه الفرحة دي!!

قال و عيناه ثُبتت على شفتيها:

– طبعًا لازم أبقى فرحان، مش هتبقى في حُضني ألذ و أطعم بني آدمة في الدنيا!!

إبتسمت تحاوط وجنتُه تهمس بـ حُب:

– و أنا هبقى في حـ.ـضـ.ـن أحسن .. و أحلى و أحن راجـ.ـل في الدُنيا!

إنهال على شفتيها يستنشق رحيقهما كـ بتلات وردٍ تفتّحت على يدُه، بجوعٍ له مبرر ينهل من كُل إنشٍ منها دون أن يشبع، و دون أن تعارضه هي!!

 • • • • • •

وضعت كفها فوق شفتيها و هي تنظر لذلك الإختبـ.ـار ابمنزلي للحمل، تمسكه بكفٍ يرتعش لتضمه بين كفيها و عيناها تلمع بالدمعات، تخرج من الغرفة فوجدته نائم على معدته عاري الصدر، إتجهت ناحيته و الصدمة ملئت قلبها، جلس جواره، ثم مدّت كفها تضعه على ظهره تقول بصوتٍ يرتجف:

– فريد .. فريد قوم!!

همهم بنعاسٍ و أدار وجهه لها ينام على ظهره قائلًا بصوته الناعس:

– في إيه؟ إنتِ كويسة!!

إنهمرت دمعاتها تنفجر في البكاء دون أن تتحدث، إنتفض ينهض جالسًا يحاوط وجنتها قائلًا بصوتٍ قلق:

– ششش في إيه!! مالك يا حبيبي إهدي؟!!

رفعت أمام وجهه الإختبـ.ـار الطبي، نظر لها و لم يفهم، يقول و هو يلتقطه بكفه:

– ده إيه؟

– إختـ .. ـبـ.ـار حـ .. حمل!!!

قال ببكاء، فـ توسعت عيناه يقول مبتسمًا:

– طلعتي حامل؟!

أومأت برأسها فـ إلتقطها بأحضانه من فرحته يصـ.ـر.خ بسعادة:

– و بتعيطي!!! بتعيطي يا هبلة!!!

حاوطت عنقه تبكي أكثر فـ أبعدها عنه يقول بفرحة:

– بس كفاية!! ليه العـ.ـيا.ط ده كله!!

غمغمت ببراءة وسط بكائها:

– أنا فرحانة أوي .. أوي والله متفهمنيش .. غلط أنا بعيط من كُتر م أنا مبسوطة و مش متخيل بجد إني هبقى أم!!

ضم رأسها لصدرها يقول بسعادة إن ووُزعت على العالم بأكمله ستفيض، ثم أبعدها يحاوط وجهها ساندًا برأسه فوق رأسها قائلًا بعشق:

– الحمدلله! هيبقى عندي نُسخة مُصغرة من أكتر بني آدمة بعشقها!!!

ضحكت و عانقتُه بقوة من شـ.ـدة فرحتها، تريح رأسها على كتفه، لتُكتب نهاية قصة الزيات .. و هواه الذي جعل منهُ شخصًا آخر لا يهمه سوى من هواها و لا يعنيه سوى فرحها و حزنها، تلك من هواها بجوارحه بأكملها، و جعلها تتربع على عرش قلبُه دون غيرها، لتُخرج منه هواه .. هوى الزيات””

تمت بحمد الله

لو خلصتي الرواية دي وعايزة تقرأيي رواية تانية بنرشحلك الرواية دي جدا ومتأكدين انها هتعجبك

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *