التخطي إلى المحتوى

رواية زهراء الفصل الرابع عشر 14 بقلم هنا عادل

رواية زهراء الجزء الرابع عشر

رواية زهراء البارت الرابع عشر

زهراء

رواية زهراء الحلقة الرابعة عشر

كلام كيظم خلاني اتوه اكتر ما كنت تايه، بقيت كاره نفسي، كاره زهراء، كاره كل حاجة حصلت خلتني اجي اعيش فى البيت ده ولو ساعة واحدة، مكنتش متخيل ان اللى بيحصل ده فى حياتي كان ممكن اتفرج عليه حتى لو فى التليفزيون، سابني لدماغي، سابني لمرار زاد اضعاف اضعاف من اللى كنت حاسس بيه، فى اللحظة دي مفكرتش فى حاجة خالص غير اني بس اوصل لمرحلة الخروج من البيت ده، فكرة ان اختي تبقى طرف فى كل اللى بيحصل ده انا مش هقبلها، اختي لا لها دعوة بحبي، ولا لها دعوة بأتفاقي مع كيظم، ولا حتى لها علاقة بزهراء من الاساس، كانت مجرد جيرة استمرت شوية ايام من غير حتى ما يوصلوا لمرحلة الصحوبية، مبقيتش عارف انام، ولا عارف افكر، ولا حتى عارف اتكلم مع حد فى اللى بيحصل حواليا، مش بس كده، رغم خوفي على فكرية الا اني بقيت خايف منها كمان، كل ما افتكر شكلها ونظرة عنيها احس برعب، رجعت مكاني وانا جسمي بيتنفض، خايف ابص على امي واختي واشوفهم نايمين ولا صاحيين؟ خايف ابص عليهم احسن الاقي مصيبة جديدة مستنياني! خايف ومرعوب من كل حاجة، ومفيش حد منهم بيطمني…لا انس ولا جن حتى، على الحال ده لحد ما طلع النهار وخدت بعضي ونزلت حتى قبل ما حد من البيت كله يصحى، طلعت مشيت على البحر مع انه فيه مسافة كبيرة بينه وبين البيت لكن كنت مخنوق، تعبان، حاسس بضياع مش عارف نهايته، وصلت للبحر وقعدت، الهوا البارد، وموج البحر اللى بيضرب فى الصخر ينشر قطراته على وشي، نقط الشتا اللى نازلة بهدوء على رأسي، كلها حاجات حسستني اني لازم افوق، لازم اركز واركن الخوف على جنب شوية، سألت نفسي وسألت البحر:
– طيب كاترين وسهل اوصلها للي عايزه كيظم، احمد ده هلاقي طريقه برضو له هو كمان، لكن فكرية هتصرف معاها ازاي؟ هلحقها ازاي من عالم زي ده؟ انا ايه وقعني فى كل اللى انا فيه ده؟
فى اللحظة دي ضربت الصخر موجة عالية مرعبة، حسيت اني غرقت بسبب صدمتها بالصخر، اتخضيت وانا ببص ناحية الموجة اللى مكنتش واخد بالي من حجمها ومع رجوعها لورا ظهرت من بينها حاجة غريبة، كان زي تمثال ضخم واقف بين البحر وماسك سيف..رمح…حديدة، مش قادر احدد بالظبط، لكن كان فى ايديه حاجة طويلة لها بريق، وعلى رأسه تاج بيبرق، مش عارف جه منين ولا ازاي تمثال زى ده؟ انا حافظ المكان ده كويس، وعارف ان مفيش تماثيل فى البحر عندنا، الحاجة الوحيدة اللى وسط البحر فى المكان ده هي قايتباي، شد عيني وسمعت صوت جاي من ناحيته بيقول بوضوح هيج امواج البحر:
– تكمل اتفاقك، الاهم هو تنفيذ الاتفاق، والا هتخسر اكتر من اللى خسرته، خاف من اللى جاي لو رجعت فى اتفاقك.
الكلام كان بيتقال بصوت اغرب من اني اكلمك عنه، صوت البحر نفسه بأمواجه خافوا من صداه وقوته لدرجة ان الامواج ابتديت تزيد وتخرج لأبعد من الصخر..لالا مش مجرد كده، الامواج ابتديت تغرقني وتغطيني وانا قاعد فى مكاني، والتمثال الثابت فى مكانه واقف بشموخ رهيب، عارفة الاغرب من كده ايه؟
رديت على عم وجدي وسألته:
– ايه؟ هو فى اغرب من اللى اتقال ده؟
رد عليا وقال:
– الاغرب من كده اني لحد ما مشيت من المكان ده والتمثال بيتحرك معايا حرفيا جوة البحر، يعني فى كل الاتجاهات اللى اتحركت فيها كان التمثال ده بيتحرك ووشه موجه ناحيتي، ومع وصولي لأخر الطريق اللى هيطلعني برة منطقة القلعة كان اختفى ومبقاش له اثر، بقيت ماشي لأول مرة احس اني عايز اصرخ، مش شاغل بالي بقى بأني راجل، بأني عيب اصرخ، عيب اعيط، عيب اخاف، بقيت ماشي بكلم نفسي زي المجانين:
– انتم عايزين مني ايه؟ ليه انا؟
فى اللحظة دي جسمي اتنفض، مسمعتش رد ولا اجابه، وفى نفس الوقت توقعت ان رجفة جسمي دي بسبب المياه اللى غرقتني، بس عقلي وكل اللى انا فيه مش محسسني بالبرد اللى حسيت بيه اول ما قعدت على البحر، غيامة السما كانت مزودة رهبة اللى بيحصل معايا، معرفش ليه لقيت نفسي بفكر فى تنفيذ باقي الخطة، وقررت اوصل لأحمد اخو زهراء، انا هنفذ اتفاقي مع كيظم، وبعد تنفيذ المطلوب مني..هطلب منه يساعدني فى اني اخرج من البيت ده ويساعدني انقذ اختي من عالم الجن اللى مستعمر تحت البيت القديم…تحت البيت اللى بندم دلوقتي ندم عمري اني عيشت فيه لو ساعة فى اللحظة دي، مشيت زي ما مشيت لحد ما وصلت للوكالة بتاعت ابو زهراء واخواتها، ولأجل حظي كان اللى هناك احمد…اول ما عينه وقعت عليا استغرب وبص ليا بصدمة:
– انت ايه اللى عامل فيك كده؟ وايه اللى جايبك هنا؟
بقيت باصص له وانا مش عارف هقول ايه؟ لكن كان لازم الاقي اجابة يصدقها، اتكلم بطريقة عكس اللى كنت متوقعها منه وقال:
– ادخل ادخل اقعد جوة الوكالة، هجيبلك واحد قرفة يدفيك، انت ايه اللى بهدلك كده؟
دخلت فعلا معاه جوة الوكالة وكان جوة الوكالة اخوه ابراهيم وعادل ابن ام عادل اللى مكنتش اعرف انه بيشتغل معاهم، شافوني وهما عارفين اني جارهم، استغربوا شكلي وهدومي المبلولة وشعري المنكوش، اتجمعوا حواليا فى الوقت اللى نده احمد لواحد من صبيانه وقال:
– هاتله واحد قرفة كبير، وابعت حد لعربية الفول يجيبله طبق وكام رغيف خليه ياكل لقمة.
رغم الوضع والموقف، ورغم اللى حصل يوم زهراء ما اتوفيت، ورغم قلقهم وتوترهم لما شافوني بالمنظر ده، الا اني لسه مصمم على اني انفذ اتفاقي، اكيد هما مش اهم من اختي، ولا اهم من حياتي…ولا حتى اهم من راحة روح زهراء اللى تقريبا بقيت اخر حاجة بفكر فيها بعد ما عرفت موضوع فكرية ده، لكن اصراري ميمنعش اني مكسوف من نفسي من اللى بفكر فيه وناوي اعمله، اتكلم عادل وقال:
– ايه يا جدع انت اللى بهدلك كده؟ انت وقعت فى البحر ولا ايه؟
رديت وانا ببص لهم وهما واقفين حواليا:
– خايف..انا خايف، ومش عارف اعمل ايه ولا اروح فين، لقيت نفسي عند البحر، لكن حتى البحر مقبلش وجودي وقلب موجه عليا علشان ابعد، مبقاش فى ايدي حاجة اعملها.
سألني ابراهيم اخو زهراء:
– انت بتقول ايه؟ احنا مش فاهمين منك حاجة! ايه اللى رماك علينا هنا؟ وايه اللى عمل فيك كده؟
رديت وقولت:
– موج البحر، موج البحر وانا قاعد عند القلعة غرقني، كنت هقع فى البحر بس لحقت نفسي.
رد احمد وقال:
– وايه اللى جابك على هنا؟ ومرجعتش على البيت ليه؟
لقيت عيني بتدمع وصوتي مخنوق وعايز اعيط، اتكلمت وانا بحاول اقاوم احساسي ده:
– حاسس بندم، حاسس بوجع، حاسس اني مش مرتاح ولا عارف انام من يوم اللى حصل…
هنا احمد اتكلم بأنفعال:
– اوعي تنطق بنص كلمة، اللى حصل حصل والموضوع ده اتدفن خلاص.
ابراهيم:
– خلينا نفهم كلامه يا احمد، الكلام مش هيغير حاجة، بس يمكن لو اتكلم يرتاح، تلاقيه حاسس بالذنب لأنه هو كان سبب فضيحة زي دي.
اتكلم عادل وقال:
– فضيحة ايه يا ابراهيم واحد الله، اختك زي الفل ومحدش يقدر ينطق فى حقها بنص كلمة، اللى حصل ده مكانش مقصود ولا كان فيه من وراه اي حاجة تكسف ولا تفضح.
رد ابراهيم واحمد فى صوت واحد:
– لا اله الا الله.
اتكلم عادل:
– مش مرتاح ليه انت بقى؟ مش بتنام ليه؟ ايه اللى خلاك تفكر تيجي هنا وانت عارف مقابلتك هيكون شكلها ايه؟
مش عارف جاتلي الفكرة ازاي وانا بقول:
– كاترين…كاترين السبب.
استغربوا وبصوا لبعض، لكن عادل سأل:
– كاترين؟! مالها دي؟ وايه اللى يخليك تيجي هنا بسببها؟
لقيت نفسي بكمل فى الكدب وبقول:
– هي اللى كانت مسلطاني على زهراء، هي عارفة انها ما بتصدق تلاقي حد يتكلم معاها ويديلها ريق حلو، كانت عايزاني اكون مفتاح لوصولها باب بيتكم.
استغربوا اكتر، هنا اتكلم ابراهيم وقال بأندهاش:
– كاترين؟! وهي مالها بينا؟ وتوصل لينا ليه؟ وايه علاقتها بيك؟ واشمعنى اختي يعني؟
كان لازم اجمع الاجابات فى دماغي، وصلت القرفة واخدت منها شوية يمكن احس بالتركيز، كانوا باصين ليا ومستنيين ردي فى نفس الوقت اللى لمحت فيها لمعة عيون من وراهم بصالي من غير ملامح ولا تفاصيل تعرفني مين صاحب العيون دي، لكن كل اللى قدرت اقوله ساعتها:
– كاترين عينها فى بيتكم وعشقانة واحد منكم.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهراء)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *