التخطي إلى المحتوى

رواية أشباه عاشقين للكاتبة سارة ح ش الفصل الأول

(ميرنا).

دعوني اخبركم بأكثر مااكرهه، اكره تلك اللحظة التي ادخل فيها لشركة ابي وصوت كعب حذائي العالي يدوي في المكان يجعل البعض يلتفت إلى ليلكز من بجانبه ليبدأ التهامس ميرنا اليوسفي هنا، كانت تصلني همساتهم ولكني كنت اتجاهل النظر اليهم. فلااحد منهم يثير اهتمامي او يجذب نظري لألتفت. لالست مغرورة على الاطلاق. ولكن انا اعرف الغاية الاولى والاهم في العقل البشري، المال! من اجله يتنازع الاخوة وفي سبيله تتحارب الشعوب. انها الطبيعة البدايئة للأنسان. فالمال يعني السلطة والسلطة هي كل شيء بالنسبة لهم، يمكن ان اخمن انه هناك، مممم. حسناً لنرى. ربما99% من الشباب الذين ينظرون إلى مانحيني نظرات عشقهم ومستعدين ان يفعلو اي شيء من اجلي فأنهم لن يفعلوه لوكنت فقيرة او من طبقة وسطى. انهم لايحبوني لكوني انا. بل يحبوني لكوني ميرنا ادهم اليوسفي. وهذا شيء كنت امقته ويثير استفزازي كثيراً. كانو يبالغون بتصرفاتهم ويجسدون ادواراً كانو سيئين جداً بتمثيلها. هذا الذي يرسم ابتسامة عريضة على وجهه لاسبب لها عندما يحادثني ويطلي عيونه بالحب والهيام وهو يدقق بتفاصيل وجهي. وذلك الذي يقف بأحترام بجانبي ولايكف عن الثرثرة ابداً وماان تنفرج شفتاي لأطلب شيئاً حتى اجده قد نفذه قبل ان اغلقهما مجدداً وكأنني مديرته في العمل. واخر يبدع في هدايا عيد ميلادي مانحاً اياي رسالة طويلة داخل الهدية يبدي فيها مدى اعجابه بي منذ سنين، بالله عليك ياروميو هل هناك احد لايزال يكتب رسائله في ورقة؟ ألم يسمع بأختراع الهاتف والرسائل النصية؟ هل نحن في العصور الوسطى؟ يااللهي انها سخافة لايمكنني تحملها من جانب هؤلاء الشباب. ولما لايكونون كذلك وانا الوريثة الوحيدة. لااخوة ولااخوات، كل هذه المصانع والشركات والاملاك ستكون بأسمي يوماً ما فلما لايخططون لزرع شباكهم في طريقي ليسقطوني ويفوزو بالغنيمة؟ اوه وبالاضافة اني ادير مركز تجاري ضخم يعود لأبي، اي انا فرصة متاحة امامهم غير مرتبطة عليهم اقتناصها بأسرع وقت. وكأنني مثل كرة القدم. الجميع يسعى للحصول عليها كي يسجل هدفه الاسطوري وتتعالى الهتافات بأسمه وتتوسع شهرته.

حسناً. هذا الامر خاص بالشباب. اما الفتيات فهذا موضوع اخر. تكاد نظرات الحسد والحقد تنخر عظامي ان مررت بالقرب منهم ولكنهن يخفينها بأبتسامتهن المزيفة. فأن كان الشباب يملكون امل في دخول عالمي يوماً وعيش هذه الرفاهية عن طريق الزواج بي فالمسكينات لايملكن الفرصة ابداً ليعشن داخل حياتي. وياليتهن رأين حياتي. انا متأكدة انهن سيتركنها وسيفضلن حياتهن هذه! فليس كل شيء ذو مظهر جميل يجب ان يمتلك جوهر جميل ايضاً. هكذا حال الحياة التي اعيشها. براقة وباهضة من الخارج. ولكنها محطمة ومظلمة من الداخل.

طن جرس المصعد يعلن انفتاحه لي فنزعت نظارتي الشمسية العريضة عن وجهي لتبرز من خلفهما عيناي العسليتين ورموشي الكثيفة وصعدت الى داخل المصعد الذي سينقلني الى الطابق ا?خير حيث مكتب ابي. استغرق المصعد ربما دقيقة كاملة كي اصل الى وجهتي. انفتح الباب على مصراعيه فظهر امامي على مسافة مكتب سكرتيرته الخاصة دانة، دانة تبلغ ال27 من عمرها وهي من اكثر الاشخاص الذين احبهم واحترمهم في هذه الشركة. فلا ابتسامتها كنت استشعرها مزيفة ولاتصرفاتها مبالغ فيها. كانت تتصرف حسب طبيعتها فحسب…

اقتربت من مكتبها بينما كانت تغرق عينيها وكامل تركيزها داخل مجموعة من الملفات ونقرت ثلاث نقرات فوق مكتبها فرفعت رأسها إلى فقلت لها فوراً بأبتسامة:
علي ابي ان يعطيك ع?وة كل يوم مقابل جهدك هذا، يا له من رجل بخيل!
تبسمت وبادلتني المزاح قائلة:
من الجيد انه لايجعلك تعملين بدلاً منه في الادارة لأنك ستصرفين اموال الخزينة كلها على العلاوات.
ضحكت ثم قلت لها:
هل ابي في مكتبه؟

اجل. انه مع السيد سيف. ولكن بأستطاعتك الدخول انه ليس اجتماعاً انهما يتناقشان فحسب…
حسناً.

دعوني اصدقكم القول. عندما الصقت دانة كلمة سيد ب سيف رسمت صورته كرجل ربما في ال45 من عمره. ولكن عندما نسبت اليهما كلمة اجتماع محوت تلك الصورة لأرسم بدل منها رجل في 56 من عمره ربما. فهكذا سيكون رجلاً مهماً في الشركة لتطلق عليه دانة كلمة سيد بدلاً من استاذ مثلاً وكذلك سيكون ذو منصب قوي في الشركة يجعل هناك امكانية خوض اجتماع فردي مع ابي. أليس من المفترض ان يكون الكبار في السن هم اصحاب المناصب العليا حسب خدمتهم الطويلة؟ تفسيراتي منطقية اليس كذلك؟ لأني لم اتوقع ولو للحظة ان افتح الباب لأجد رجلاً واحداً فقط كبيراً في السن. وبالطبع كان ابي. اما الاخر فكان شاباً استطيع ان اعترف انه حقاً وسيم يبلغ ال28 من عمره. كان هناك بعض الاستغراب في عيناي لم استطع محوه بسهولة، وكانت تلك هي المرة الاولى التي شاهدت فيها سيف، او بالاصح انتبهت على وجوده فيها.

كان ابي ذو شخصية صارمة في هذه الشركة جعل الجميع يهابه، يقفون دائماً امامه بأحترام شديد. بظهر مستقيم وانظار ثابتة بداخل عينيه الحادة ويركزون في كل كلمة يقولها ولايقفون ملاصقين لمكتبه بل على بعد بضع خطوات امامه مباشرةٍ ان لم يكن هناك ملفات او شيء بحاجة ان يعطوه له، اما هذا الشاب فكان مختلف. كان يقف بجانب كرسي ابي يحني جذعه بأتجاه المكتب يشارك ابي التحديق في ملف ما امامهما يقوم ابي بتقليب اوراقه بشكل ثابت ويضع الشاب احدى يديه على ظهر كرسي ابي ويستند براحة يده الاخرى فوق سطح المكتب، أليس شيئاً يدفعني للأستغراب فعلاً؟ فبالنسبة لأبي لم يكن سيسمح لأحد الموظفين ان يتصرف بأريحية هكذا ولكن هذا الشاب كان يفعل! رفع سيف بصره الحاد إلى فجأة وهو يقطب جبينه ويلصق حاجبيه ببعضهما. والمفاجأة انه اعاد انزال ابصاره مرة اخرى نحو الملف دون ان يبالي بوجودي كثيراً او يطيل النظر إلى كما يفعل البقية! سقط فكي السفلي من الدهشة. لم يبتسم. لم يمنحني نظرة اعجاب كالباقين. والاسوأ. لم يهتم! لايعقل ان هناك شاب لايهتم بميرنا اليوسفي. اوه عفواً اقدم اعتذاراتي. اقصد لايعقل ان هناك شاب لايهتم بأموال ميرنا اليوسفي، حسناً. سأفترض انه لم يعرفني.

مرحباً ابي.
قلتها وانا اتقدم بأتجاه المكتب. اعتقد ان هذه الكلمة كافية لتعريفه بي. وعرفني. ولم يرفع ابصاره من فوق الملف! يااللهي. أهو جاد؟ رفع ابي ابصاره إلى بأبتسامة مما اجبرني ان احول نظري عن ذلك الغامض بأتجاه عيون ابي وهو يقول لي:
اوه اهلاً صغيرتي.

جلست على احدى الكرسيين امام المكتب وبالطبع اخترت الكرسي على جهة اليمين لأتمكن من مقابلة وجه ذلك الغامض سيف الذي يقف بجوار ابي. ولكنه لم يمنحني ولو نظرة خاطفة وكان يحدق بالملف بنفس الاقتضاب.
ثواني وسأكون معكِ عزيزتي.
قالها ابي وهو يعيد تركيزه نحو سيف ويقول:
والان ماالحل ياسيف؟

ياالهي. أحقاً ماسمعت؟ منذ متى وابي يتحدث مع الموظفين بهذه الطريقة اللبقة. لاوبل يطلب مساعدتهم بأيجاد حل! انتبهو معي جيداً. ليس يأمرهم بصرامة بأيجاد حل. بل يطلب منهم ذلك! حسناً. لنهدأ قليلاً. الامر لايستحق. ربما قرر ابي فجأة ان يصبح لطيفاً…

لم اكن اظن في يومها ان هذا الاحترام كان يفرضه سيف بشخصيته الغامضة التي تجبر الجميع ان يكن له الاحترام والخضوع من دون ان يجدو سبب لكنهم يفعلونه فحسب. كما فعلت انا تماماً لاحقاً. وسترون ذلك…
قال سيف بنبرة هادئة ولكن رجولية وبملامح حافظ عليها مقتضبة:
اترك الامر لي فحسب وسأحل كل شيء.
حسناً. انا اثق بقراراتك.

اوووه لقد. ل، حسناً لاتعليق. قرر ابي ان يعطي ثقته لقرارات الموظفين. ماالغريب؟ قرر فجأة ان يمدح موظف لديه. اين المشكلة؟ هيا بالله عليكم تقبلو الامر براحبة صدر!

سحب الملف من امام ابي واتجه للخزنة الحديدة الصغيرة الموضوعة داخل الجدار لايبرز منها سوى بابها تقع خلف مكتب ابي وضغط على الرمز وفتحها ليخرج بعض الملفات، حسناً. لقد فاق الامر حده! منذ متى وابي يسمح لللموظفين بالعبث بخزنته المكتبية؟ لااحد يفتحها سواه! وهذا الغريب الغامض يعرف الرمز حتى؟.
جذبني من تحديقي الابله بسيف الذي يدير ظهره إلى صوت ابي وهو يسألني ممازحاً:.

اذاً. ماالذي دفع ميرنا اليوسفي بجلالة قدرها ان تأتي لزيارتنا اليوم؟ بالطبع لستِ مشتاقة لرؤيتي فحسب.
ضحكت وانا اجيبه:
بالطبع ليس كذلك ابي. ألا يوجد منزل لأراك فيه من اجل ان اتي للشركة؟
ضحك وهو يكمل:
كما توقعت تماماً. اذاً هيا قولي.
اخرجت بطاقة الائتمان الخاصة بي من حقيبتي وانا اقول:
لقد نفذت.
فتح ابي عينيه بدهشة وهو يقول:
ولكني الاسبوع الماضي فحسب وضعت لكِ مبلغاً كبيراً في حسابك. اين انفقته؟

اوه هيا بالله عليك ابي هل ستحاسبني على مصاريفي؟
ليس كذلك صغيرتي. ولكن احتاج ان اعرف اين تذهبين بكل ذلك المال؟ انها المرة الثالثة التي تنفذ فيها بطاقتك. فأين كل تلك الاموال؟
أسنخوض هذا النقاش حقاً؟ هل قررت فجأة ان تخوض النقاشات الان؟.
مط ابي شفتيه بملل وقرر الانسحاب. لايريد ان يدخل بتلك المتاهة معي. هذا مايفعله دائماً. قال بقلة حيلة:.

حسناً. انزلي نحو الحسابات وانا سأتصل بهم واعلمهم بقدومكِ وبقيمة المبلغ المالي الذي سيتم تحويله لكِ.
انا لااعرف اين هي غرفة الحسابات…
وقبل ان يجيب قاطعته قائلة:
ولن اسأل.
تأفأف بملل قطعه صوت اغلاق سيف لباب الخزنة معلناً انتهاء حاجته منها وقرر الخروج من الغرفة ولكن قبل ان يخرج من خلف مكتب ابي مد ابي البطاقة بأتجاهه وقال:
لو سمحت ياسيف هلا ذهبت نحو الحسابات لتنظر بهذا الامر.

حسناً. سأتغاضى عن كلمة لوسمحت التي لايستخدمها ابي ابداً ولن اعلق بشيء.
سحب سيف البطاقة من يد ابي وقلبها بين يديه وهو يحدق بها وكأنه ضابط شرطة قدمت له هويتي الخاصة. ثم تمتم بهدوء:
حسناً لامشكلة.
لن اعلق على هذا ايضاً لأني كنت مشغولة بشيء اخر تماماً. فهذا البارد نظر نحوي وقال بعدم مبالاة:
تعالي معي نحو الحسابات.
رفعت كلتا حاجبي بأستغراب. كيف يحادثني هكذا؟
حسناً. انا لست ابي ولن يفرض شخصيته على ايضاً!

كتفت يدي امام صدري وانا اضع ساقٍ فوق اخرى وارفع احدى حاجبي بحدة وقلت بحزم وثقة:
اذهب بمفردك. سأنتظر هنا ريثما تنتهي منها وتحضرها لي.
اجابني بنفس الثقة ولكن بهدوء:
ليس لدي قت لأنزل للحسابات ثم اعود لأسلمها لكِ. انا لدي عمل ضروري ومضطر لأن اخرج من الشركة. لذلك انزلي معي لتستلميها بنفسك. او اذهبي بمفردكِ ان شئتي.
لحظة. هل يهددني؟ ك. كيف يمكن ان.
اذهبي معه ميرنا بدل ان تؤخرينا.

كان ذلك صوت ابي الذي قطع على تذمراتي العقلية. ابي الذي كان سيطرد ببساطة كل شخص يحادثه او يحادثني بتلك الطريقة او على الاقل يوبخه. لكنه الان ببساطة يطلب مني ان اطيع اوامر ذلك البارد.
خرج من المكتب وانا اتبعه. انظرو كيف لن اكون مثل ابي ولن ادعه يفرض شخصيته علي؟

طوال الطريق الى الطابق السفلي كنت اسير خلفه نوعاً ما ولكني احدق في وجهه وهو ينزل ابصاره المستاءة لسبب لااعرفه نحو الملف الذي بيده. يااللهي. لااستطيع نكران كم هو وسيم! وتلك النظرات الغاضبة تزيده وسامة! لحظة لحظة. هل فقدت عقلي؟ ماهذا الكلام السخيف؟ هناك الكثير من الشباب من هم اوسم منه بكثير. فيجيبني ذلك الصوت اللعين في رأسي والذي لااعرفه مصدره. نعم، ولكن ليس كل الشباب لايهتمون كثيراً بمكانتك ويتجاهلوها. حسناً لنكف عن هذا الكلام الغريب، انا لاانكر انه خلق بداخلي اعجاب بشخصيته هذه ولكنه مجرد اعجاب لااكثر ربما سيزول وانساه ماان اخرج من باب الشركة.

وبالفعل حصل هذا. ماان استلمت بطاقتي منه حتى خرجت من دون شكره حتى وقدت سيارتي راحلة بعيداً عنه فبدأت ذكراه تتلاشى من عقلي كما تلاشت صورته المنعكسة في مرآة سيارتي الامامية وانا اراه يخرج من الشركة نحو سيارته…

عدت نحو المنزل وصعدت نحو غرفتي مباشرةٍ لأغير ملابسي بأخرى مريحة اكثر. فأنا اكره بالفعل تلك الملابس التي تجبرني امي على اختيارها من ماركات عالمية ومصممين مشهورين وكنت اعشق ملابس المنزل لأني اختارها حسب ذوقي الشخصي ولن اسمح لأمي بأن تتدخل بها. وبالطبع كانت تسمح لي بأرتدائها فقط في عدم حضور ضيوف لنا. فكما استنتجتم الان بالضبط فأن امي امرأة ثرية تقليدية ودائماً ماكانت تلقي كلمة ملابس فضيعة او رثة او همجية على تلك الملابس التي ارتديها في المنزل. ولكن لابأس. المهم انها تريحنيي.

نزعت عن جسدي ذلك الفستان القصير الفاخر الذي كنت ارتديه ولبست بدلاً منه سروال من الجينز قصير وبلوزة بيضاء فضفاضة ذات اكمام تكشف عن احد اكتافي وتغطي الاخر ورفعت شعري بشكل عبثي وثبته بمشبك اسود مع حذاء رياضي ابيض، اااه كما انا مرتاحة الان بدل من ذلك الكعب الذي يسبب لي آلام مبرحة في قدمي وظهري وذلك الفستان الذي يشعرني انهم يربطوني بشريط لاصق.

جلست فوق اريكتي الوثيرة وفتحت حاسوبي الشخصي وبدأت بالعمل. ربما مرت على ساعة او اكثر وانا بذلك الشكل اركز في شاشة حاسوبي وتتراقص اصابعي فوق ازراره الى ان انتشلني من وسط هذا طرقات سريعة فوق باب غرفتي يليها دخول امي مباشرة بعدها. اسمها سلوى بالمناسبة…
دخلت بتنورتها القصيرة وسترتها الضيقة وكعبها العالي وتمسك بيدها حقيبتها الفضية وبالاخرى مفاتيح سيارتها وقالت لي:
اهلاً عزيزتي متى عُدتِ؟

اجل انهم كذلك. لايعلمون بالضبط متى اخرج ومتى اعود. وكأن كل شخص فينا يعش حياته بأستقلالية عن الاخر. اجبتها بينما اعود لأكمل عملي:
لااعلم. لم انتبه للوقت. ربما ساعة.
حسناً. سأذهب في مشوار سريع واعود جهزي نفسك جيداً وارتدي ملابس مناسبة فالسيدة ميساء ستزورنا. بدل من ملابس الروك اند رول التي ترتديها هذه.
لم استطع كبح ابتسامتي وانا اجيبها دون ان ارفع بصري عن شاشة الحاسوب:
لكن الروك اند رول لا يرتدون هكذا.

لايهم كيف يرتدون المهم ان ملابسك غير مناسبة. غيريها قبل ان تأتي الينا وتراكِ بهذا الشكل.

اطلقت زفيراً حاداً ورفعت ابصاري بتململ. ولكنها بالطبع لم تكن موجودة. اعطت توجيهاتها واوامرها ورحلت. دون ان تسأل كيف كان يومكِ عزيزتي؟ هل انتِ جائعة؟ هل اكلتي جيداً على الغداء؟ ألم يحصل اي شيء مهم معكِ، هذه اسئلة لانكتبها في كتاب عائلتنا والعياذ بالله. لديكِ اموال تكفيكِ اذاً انتِ بخير لاداعي ان نهتم اكثر. فحسب قانونهم الخاص الاموال هي كل شيء ومادامو قد وفروها لي ليسو مضطرين ان يبالو بالاشياء الاخرى التي يروها حسب اعتقادهم سخيفة.

ولكن الان لم افكر بهذا الامر ولم يشغلني كثيراً. بقيت احدق في الفراغ واذناي تنصتان بتركيز اكثر واكثر لتلتقط الصوت المطلوب، لحظات. وثواني. وها هو صوت سيارتها ينطلق ويبتعد بأتجاه البوابة. انتظرت لدقائق قليلة لأتأكد من رحيلها ثم اغلقت حاسوبي في الحال وقفزت بسرعة من الاريكة. فتحت باب غرفتي بهدوء ونزلت كلص متسلل من السلم. اراقب الطابق السفلي بحذر لأتأكد من خلوه من الخدم تماماً وانا اسير على اطراف اصابعي كي لااحدث اي صوت او ضجة. واخيراً وصلت نحو مبتغاي، مكتب ابي الذي في المنزل، فتحت بابه بهدوووووء شديد ودخلت واغلقته بهدوء اكبر. عندها بسطت قدماي بأريحية وسرت بسرعة باتجاه مكتبه وفتحت حاسوبه الشخصي بأستعجال. اصابعي كانت تركض فوق ازراره بسرعة الى ان وصلت الى مااريد وانا انقل بصري بسرعة مابين شاشة الحاسوب ومابين باب المكتب خشية ان يشعر احد بوجودي ويدخل. اعتلت ابتسامة نصر ثغري وانا اقوم بالضغط على زر طباعة لأحصل على الاوراق بعد ثواني من الطابعة التي بجانبي. ولكن ماان فعلت ذلك حتى انفتح باب المكتب فجأة. شعرت بمعدتي تتحرك وتتضارب امواجها ببعض. وامعائي اصبحت مرتخية فجأة ومتأكدة ان وجهي شديد الاصفرار. اما قلبي فهذا شيء اخر. اشعر ان جهتي اليسرى كلها تنبض من قوة ضرباته. انا في ورطة حقيقة الان، وفجأة اطل اخر وجه كنت اتوقع ان اراه هنا. كان سيف! لحظة. سيف؟ ماهذا بحق السماء؟ وماالذي يفعله في منزلنا؟! هل انا من اخطأت بالعنوان ام هو؟ كلينا كان يحدق في وجه الاخر بنفس الاستغراب. ربما استغرابه كان اقل كون هذا منزلي وليس غريباً ان اتواجد فيه او ربما كان مستغرباً ردة فعلي والفزع المرسوم على وجهي. فصدقوني لو كان ابي وامي هم من دخلو على فأنا في ورطة حقيقة. طرفت برموشي عدة مرات احاول التركيز جيداً لأستوعب ماالذي يفعله بالضبط هنا؟ وكأنه فهم نظراتي فأشار بأصبعه نحو الملف الذي بيده وقال لي وملامحه لاتزال تحافظ على اقتضابها الصباحي:.

اريد اخذ بعض الملفات من هنا.

هل هذا يوم المفاجأت العالمي؟ منذ متى وابي يرسل موظفيه نحو مكتبه المنزلي؟ منذ متى وهو يعطي هذه الثقة لأحدهم؟ ولكني لم اكن بوضع يسمح لي بالتحقيق معه حالياً. فكلانا قد التفت نحو الطابعة التي صدح صوتها بالارجاء معلنة بدائها العمل. لحظات والمصيبة التي طبعتها ستظهر وقد يشاهدها سيف. انا متأكدة انه يلاحظ ارتجاف جسدي وانتفاضته والوان الطيف في وجهي وانا احدق بتلك الورقة تخرج ببطئ من داخل الطابعة، يااللهي. ألايمكنها الاسراع اكثر؟ اشعر اني بداخل فيلم يعرضونه باللقطة البطيئة.

احسست بخطوات سيف تقترب بثبات مني ورفعت بصري لأرى نظراته المتشككة من مظهري تنتقل مابيني ومابين الورقة وكأنه يحاول ان يلمح ولو كلمة واحدة ليعرف ماهيتها الى ان وقف امام المكتب ورفع ابصاره لي وقال بنبرة لم افهم معناها جيداً. أهو يسألني بشكل عادي؟ ام انه يحاول ان يكتشف الحقيقة ويسترق مني الكلام؟

اسف لدخولي بتلك الطريقة من دون طرق الباب. ولكن انا دائماً معتاد الدخول الى هنا هكذا. فحسب مااعرف لااحد يدخل الى هنا.

قال جملته الاخيرة وهو يضيق عينيه بتشكيك اكبر واستطع ملاحظة انه غير نبرة صوته عندما نطقها وكأنه يسألني ماالذي تفعلينه هنا؟ . بالطبع لو كنت في حالة طبيعية لكنت اجبته بكبريائي المعتاد او لربما قد كنت تجاهلته. ولكني الان مثل اللص الذي يعرف بأنه قد سرق ويظن ان الناس كلها تعرف بهذا الامر وحتى نظراتهم الاعتيادية يفسرها انهم اكتشفو امره ويبدأ يبرر لهم حتى ما لايسألونه عنه من شدة ارتباكه فقلت بتلعثم وانا اواجه صعوبة كبيرة في ازدراد ريقي:.

أ. م. لقد تعطل حاسوبي الشخصي. وكنت. انا احتاج لأتمام عملي. فأستعنت بحاسوب ابي.
اومأ برأسه من غير ان يجيب وانتقل ببصره نحو تلك الورقة التي خرجت كلياً واستكانت هناك وقبل ان اترك له الفرصة وضعت يدي على الورقة وسحبتها فوراً لأهرب من هنا ولكن ماان استدرت من خلف المكتب ومررت بالقرب منه حتى سمعت صوته يقول:
انسة ميرنا.
توقفت والتفت اليه ببطئ لأجده لايزال يدير ظهره إلى وهو يقلب اوراق الملف الذي بيده وقال:.

لدي بعض الخبرة في مجال صيانة الحواسيب.
ثم التفت إلى بنظرة باردة وهو يكمل:
لذلك لربما امكنني معرفة المشكلة في حاسوبكِ.
ال. المشكلة في. في حاسوبي؟ اللعنة! هل اذهب لأكسره الان لأخبره ان هذه هي المشكلة ام ماذا؟ بللت شفتي بلساني وانا لااشعر انها تبللت بالفعل لأن فمي قد يبس تماماً وتصلب جسدي…
اخذت نفساً عميقاً ولكن شعرت به مرتجف لايمكن ان اسحبه متماسكاً وحاولت ان اخرج صوتي واثقاً وانا اقول:.

لاشكراً. انا سأتصرف. لست بحاجة للمساعدة.

وبالفعل، ادعائي للغرور والكبرياء بكوني لااحتاج مساعدة شخص مثله جعله يصمت ولايصر على رؤية حاسوبي. ولكن برغم استدارتي وخروجي من المكتب ولكني لاازال اشعر بعينيه المتشككة تتبعني. صعدت السلم راكضة عكس الهدوء الذي نزلت به ودخلت الى غرفتي وانا الهث وكأنني خضت سباق المئة متر فأغلقت الباب بأحكام ورفعت الورقة التي كانت بيدي وتتراقص مع ارتجافة جسدي وكأنني اريد التأكد تماماً من انها الورقة المطلوبة ثم اسرعت نحو خزانتي وابعدت صندوق صغير كنت اركنه في احدى زواياها فظهر من تحته مربع خشبي صغير قابل للأنفتاح. انه مكاني السري لتخبئة الاوراق المهمة حيث انضمت هذه الورقة الى الاخريات واعدت اغلاق الفتحة ووضعت الصندوق فوقها. عندها فقط استطعت التنفس براحة وتوقف جسدي عن الاهتزاز. ولكني انتفضت بسرعة عندما سمعت صوت سيارة امي تعود. يااللهي بهذه السرعة؟ لااعلم كيف اصبحت سوبرمان فجأة ولكن كل ما اعرفه انه خلال خمس دقائق كنت قد انتهيت من ارتداء الفستان لأظهر بالشكل المثالي الذي يعجب امي وضيفتها المتملقة وفتحت شعري بأستعجال ولااعلم كيف رتبته ولكنه ترتب فحسب وابقيته منسدلاً مع رفع خصلة بسيطة من الجانب ورميت ذلك الحذاء الرياضي المريح لاحظى بغيره ذو كعب مزعج. اجل. كل هذا استغرق خمس دقائق. ألم اقل لكم. سوبرمان!

نزلت بأستعجال مرة اخرى من السلم كي اصل في الوقت المناسب من اجل ان اقنع امي اني كنت طوال الوقت في غرفتي اجهز نفسي. ولكني تفاجأت عندما وجدتها تقف في الردهة تتحدث مع سيف. التقيا في طريقها للدخول وفي طريقه للخروج. تباطأت قدماي عن سرعتهما عندما وجدتهما يتحدثان وشعرت بوجهي سيتحول الى بحيرة صغيرة من كثرة التعرق. هل سيقول لها اني كنت في المكتب؟ ارجو ان لايفعل. يااللهي ارجوك ساعدني! وقفت كالصنم في منتصف السلم فأنتبهت امي الى وجودي ورفعت بصرها إلى ممادفع سيف ان يستدير خلفه ليراني. حدقنا في اعين بعضنا لثواني. هو ببرود وانا بمشاعر مضطربة. واخيراً قطع هذا التواصل البصري صوت امي وهي تقول:.

مابكِ تقفين هكذا ميرنا؟.
التفت اليها بأرتباك واكملت نزول السلم الى ان وصلت قريب منهما فزلزل كياني سؤال امي وهي تقول:
اين كنتِ طوال هذا الوقت؟
ارتبكت اكثر وتوترت وتشابكت اصابعي مع بعضهما لدرجة انها جذبت نظر سيف اليها. ماهذا السؤال الغريب؟ هل اخبرها؟ هل عرفت؟ ازدردت ريقي بصعوبة لأول مرة في حياتي وانا لااشعر اني ابتلعته حقاً بل سد على المجرى الهوائي فحسب واجبتها بتوتر:
ف. في غرفتي. اين عساني اكون؟

التفت بنظرة سريعة اتجاه سيف لأجده ينظر إلى بنظرة اكثر تشكك، أمن ارتباكي؟! أم من نفي لوجودي في الطابق الاول قبل دقائق؟ اكملت امي لتعيد انفاسي الى مجاريها عندما قالت:
لقد اتت السيدة ميساء قبل حضوري وهي تجلس في غرفة الضيوف لما لم تذهبي لتجلسي معها لحين قدومي؟
ااااه الحمدلله. لم يخبرها، فأكملت بثقة اكثر هذه المرة:
كنت اتجهز ياامي ولم اعلم بحضورها.

ولكن. ألا تلاحظون ان هذا غريب؟ فحسب مااستنتجته من شخصية سيف انه شخص بارد لم يهتم بي كثيراً ليتملق لي الان. فلماذا بقي صامت ولم يقل شيء رغم علمه بكوني اكذب؟ لما لم يفضح كل شيء ليحقق بأمر تلك الورقة التي انا متأكدة انها اثارت فضوله؟ حسناً لايهم. المهم انه فضل الصمت مع تلك النظرات المستغربة التي يحدق بها بي…
تركتني امي لتلتفت الى سيف وهي تقول بأبتسامة:.

اليوم لدينا حفلة شواء ياسيف سيأتي لها اصدقائنا ومعارفنا. اتمنى ان تسعدنا بحضورك.
يااللهي. حتى امي؟ ما بال عائلتي اصبحو فجأة لطفاء مع موظفيهم؟ لا ليس مع موظفيهم. بل مع هذا فقط، حسناً، الان ازداد فضولي اكثر لأتحرى عنه…
منح سيف امي شبه ابتسامة متكلفة وهو يجيب:
سيشرفني القدوم سيدتي…

فبادلته امي ابتسامته ثم تركتنا ودخلت نحو غرفة الضيوف. امي قد دخلت فما بالي لاازال واقفة كالحمقاء بالقرب منه تكاد نظراته تخترق جدران عقلي لتسحب منه الحقيقة؟ سرت خطوتين من امامه اريد تخطيه والعبور الى غرفة الضيوف اتبع امي ولكن اصابني الذهول عندما وجدته يمسكني من معصمي ليسحبني بقوة اتجاهه وقبل ان يترك لي فرصة لأبعده واصرخ بوجهه بغضب وجدته يهمس بأذني قائلاً:.

لاتظني اني كأولئك الحمقى الذي يطاردوكِ ياانسة ميرنا وتسترت على كذبتكِ لأنال رضاكِ. ولاتظني اني غبي لأقتنع بأمر حاسوبكِ المعطل. وامر تلك الورقة التي سحبتها من الطابعة سأكتشف امرها عاجلاً ام اجلاً. اعتقد انكِ تفهمين كلامي ايتها الصغيرة؟

صغيرة؟ من يظن نفسه هذا الاحمق ليحدثني بهذا الاسلوب؟ أيظن لأنه تستر على كذبتي فله الصلاحية بتهديدي؟ لاياعزيزي. ليس ميرنا اليوسفي من تتهدد. افلت يدي وسحبتها بعنف منه واشتعل وجهي بنيران غضبي وانا ارفع اصبعي السبابة في وجهه مهددة وانا اقول مخرجة حروفي من بين اسناني:
لاتنسى نفسك يا هذا وانتبه مع من تتحدث.
اجابني ببرود وهو يرفع حاجبه الايسر بحدة:
اعتقد اني قلت للتو انسة ميرنا فلا اظن اني نسيت مع من اتحدث.

ثم رفع يده وانزل اصبعي من امام وجهه بحدة وهو يقول:
انا في عملي لايهمني الالقاب والاشخاص. العمل هو اهم لدي من اي شخص اخر، سواء كنتِ ابن ادهم اليوسفي او ابنة خادمتهم، امر دخولكِ للمكتب واخذكِ لتلك الورقة لن اتغاضى عنه. فمن يعلم. قد تكونين متفقة مع شركة منافسة لنا لتسربي لهم المعلومات.
فتحت عيناي بقوة وانا اهتف به:.

هل فقدت عقلك ايها الاحمق؟ هل سيكون شخص مثلك حريصاً على عمل ابي اكثر مني؟ هل انت المخلص وانا الخائنة؟
لااعرف. ولن استطيع ان احكم قبل ان اعرف ماكان مضمون تلك الورقة التي اثارت رعبك وارتباككِ بذلك الشكل اول مادخلت ودفعتكِ للكذب على والدتكِ.

وقبل ان يترك لي الفرصة لأجيب. لا. بل لأنقض عليه واقتله وجدته يتركني ويخرج، بقيت واقفة في مكاني كالبلهاء لم يستوعب عقلي ماحصل بالضبط قبل ثواني، من هذه الشخصية الغريبة التي اقتحمت حياتي منذ الصباح؟

انضممت بعد لحظات لأمي لأرحب بضيفتنا التي معها، القيت التحية. تبادلت الحديث، شربت كوب من الشاي. ضحكت. ولكن عقلي لم يكن معهم على الاطلاق، بل كان كله معه. جميل. ولكن مخيف، اجل مخيف، كان ينطق حروفه بثقة. لاينوي تهديدي. ولاينوي اخافتي فحسب. بل كان يعني مايقول. لم يهتم لي. ولم يتملق. الرجل الاول الذي لاتعني له ثروتي شيء ليتملقني.
استغللت فرصة تحدث السيدة ميساء في الهاتف لأقترب من امي واهمس لها:.

امي. من كان ذلك الشاب؟
التفتت إلى امي بدهشة وهي تقول:
ألا تعرفينه؟
قطبت حاجبي بأستغراب وانا احرك رأسي بالنفي فأكملت هي:
انه سيف منصور. نائب ابيكِ في الشركة.
رفعت حاجبي بذهول وانا اقول:
هذا الطفل؟!
اي طفل يا ميرنا. عمره ربما 28 عاماً.
ولكنه لايزال صغير على كونه نائب لرئيس شركة.

وصل لهذا المركز بعقله واجتهاده وابيكِ يثق به كثيراً ويمنحه كامل الصلاحيات في غيابه. لقد كان صاحب قرارات حكيمة انقذت الشركة اكثر من مرة من الافلاس ومن المعروف عنه انه مخلص جداً لعمله واستطاع في فترة قصيرة ان يتخلص من معظم الموظفين الفاسدين وطردهم.

اه يااللهي. اذاً تلك المجزرة كان هو سببها؟ حسناً انا لااعني المجزرة كما تتخيلوها دماء وقتل. بل مجزرة الطرد التي هي اسوأ من القتل بالنسبة للموظفين. فقبل سنة من الان تم طرد اكثر من مئة موظف من شركة ابي. مئة موظف اصبحو عاطلين، مئة عائلة ستحرم من الراتب الشهري الذي يعتمودن عليه. وكان هذا الوقت لأتصرف انا. من دون علم عائلتي بالطبع فلو علمت كانو سيعاقبوني بشدة…
انتشلني من تفكيري المشتت امي وهي تقول:.

ولكن غريب انكِ لم تعرفيه، انها لربما المرة العاشرة التي يأتي فيها للمنزل ليأخذ بعض الملفات من مكتب ابيكِ وقد حضر اكثر من مناسبة اقيمت في منزلنا.
تمتت لها بشرود:
ربما لم الاحظه.

وكيف عساي ان الاحظه؟ فأن حضر للمنزل فبالتأكيد سأكون انا في غرفتي التي لااخرج منها ألا نادراً وان حضر لأحدى الحفلات فأنا دائماً اتخذ زاوية بعيدة عن الجميع فلا احب الاختلاط كثيراً بأفراد الاسر الغنية فأحاديثهم تثير مللي فأكتفي بالقاء التحية وخوض بعض الاحاديث البسيطة ثم ابتعد عن الجميع. وبالطبع لايعيدني مجدداً لأنضم اليهم سوى نظرات امي او قدومها إلى لتعيدني لأعود بذهن بعيد تماماً عنهم. ومن الواضح ان شخصية سيف ليست اجتماعية جداً ايضاً لذلك بالتأكيد اما سيخوض احاديث مع ابي ورجال الاعمال وهذه المجموعة لااقترب منها ابداً لأنها تصيبني بألم معدة من شدة الملل، او انه سينعزل ايضاً. فكيف عساي سأتذكره؟!

عادت امي لتتحدث مع السيدة ميساء وعدت انا لشرودي بذلك المعقد التركيب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *