التخطي إلى المحتوى

رواية زهراء الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية زهراء الجزء الثالث

رواية زهراء البارت الثالث

زهراء

رواية زهراء الحلقة الثالثة

كان لساني مربوط وانا شايف عنيها تايهة ودبلانة، وشها بهتان وشفايفها ناشفة، مش عارف انطق وهي بصالي والست ام عادل بترد عليها:
– ادخلي ريحي انتي، هخلي فاطمة تحضر لهم الاكل.
بصيت زهراء ليا وهي بتقولي:
– ازيك؟ عامل ايه؟
لساني تقيل ومش حاسس اني عارف ارد، لكن هي قالت ليا وكأنها حاسة بحالي:
– متقلقش، الحمد لله، انا فى نعمة من ربنا، افتكاره رحمة وهو فاكرني.
دموعي نزلت، مش عارف ازاي مقدرتش امنعها قدامهم؟ لكن سيبتها تنزل لأني مخنوق ومش قادر اعبر عن خنقتي بالكلام، الست ام عادل اتكلمت:
– وبعدين بقى؟ انت هتنكد علينا ليه؟ البت كويسة وزي الفل، دي جدعة وجامدة وتقدر على اي حاجة بعون الله.
نظرة زهراء ليا فى الوقت ده كان فيها حنان غريب، احساسي بزعلي عليها وصل لها تقريبا وعلشان كده كانت باصة ليا بحب غريب، اتكلمت هي وقالت:
– الا هي الدموع دي علشاني؟
مكنتش عارف ارد عليها، لكن هي اتكلمت تاني وقالت:
– ان شالله تسلم ويخليك، متخافش عليا انا كويسة.
صوتي مخنوق، لكن اضطريت ارد واقول:
– بجد انتي كويسة؟
ابتسمت ووشها باين عليه التعب:
– كويسة، وكل ما بلاقي حد خايف عليا كده بحس اني بقيت كويسة اكتر.
قولت لها:
– انا قلقت اني مش شايفك الايام اللى فاتت، مكنتش اعرف انك عيانة….
هنا اتدخلت الست ام عادل وقالت:
– طيب يلا يابني اتوكل على الله انت وشوف رايح فين، وانتي يا زهراء ادخلي ارتاحي فى الاوضة قبل ما اخواتك يرجعوا.
ضحكت زهراء، واضطريت امشي لاني اتحرجت من الست ام عادل، لكن سمعت زهراء بتتكلم وانا ماشي وبتقول للست:
– لو رجعوا شافوني نايمة هيتعاركوا معايا.
طلعت برة البيت كله وانا متغاظ جدا، يعني ايه اخواتها يرجعوا يلاقوها نايمة لانها عيانة فيتعاركوا معاها؟ طول اليوم هي فى بالي لدرجة ان بقى اللى رايح واللى جاي عليا فى دكان ابويا اتكلم معاه واسأله عن المرض المهبب ده، وانتي عارفة بقى يابنتي على ايامنا وفى الزمن ده كان المرض ده مالهوش علاج، نهايته كانت معروفة طول الوقت، علشان كده مكتفيتش اني اسأل حد واحد، بالعكس كل اللى رايح والجاي، وبرغم اني بسمع نفس الردود:
– ربنا يتولاه برحمته اللى بيعاني من المرض اللعين ده.
بسأل تاني برضو، وبعيد عن كل اللى سمعته وانه كله واحد وبيتكرر من حد لحد، الا اني اصلا من قبل ما اسأل انا عارف الاجابة دي، يومي كان مضروب وتقيل جدا، خلص بالعافية اليوم ورجعت على البيت وانا مش عايز ادخله اصلا، عارف انك هتقولي اني ببالغ، واني مكبر الموضوع مع اني معرفهاش، بس علشان كده قولتلك ان هي كان فيها قبول ربنا قسمه ليها مش موجود عند غيرها، المهم دخلت البيت وطلعت تاني ولما وصلت للدور بتاعنا لقيتها قاعدة على سلم السطح ومغطية رجليها بجلابيتها وعليها شال اسود قطيفة، قربت منها بسرعة وعيني دمعت:
– حقك عليا.
ضحكت هي وقالت ليا:
– حقي عليك فى ايه؟
قولت وانا بتمنى اطبطب عليها:
– اني مش عارف اساعدك.
ابتسمت بعد ما كانت بتضحك:
– تساعدني؟! المساعد ربنا، هو فاكرني وحاببني، علشان كده ابتلاني، عايز مساعدة ايه اكتر من كده؟
قعدت على درجة من درجات السلم بالجنب وبقيت رافع وشي باصص لها، ابتدينا نتكلم، لكن المرة دي ابتديت تتكلم هي وتقول:
– خليني ارتاح، انا يعني فى ايه فى العيشة اللى انا عايشاها يخليني عايزة اكملها؟
رديت:
– انتي لسه صغيرة، والدنيا مليانة حاجات حلوة من حقك تشوفيها.
قالت زهراء:
– خليني اروح لأمي، انا نفسي اشوفها، نفسي تحضني، تعرف اني متحضنتش ولا حسيت بالحضن ده ودفاه عمري كله.
لقيت نفسي بسألها:
– هما اخواتك وابوكي اغبيا عليكي؟
سكتت لحظة، بصيت للسما ورجعت بصيت ليا تاني وقالت رد مكنتش متوقعه:
– انا روحهم اللى برة جسمهم، انا النفس اللى بيتنفسوه، ويمكن دي الحاجة الوحيدة اللى معذباني وبتخليني ادعي اني اتحمل الالم علشان ميتعذبوش لما افارقهم، مع اني بتمنى ارتاح.
استغربت جدا من ردها:
– اومال ليه قولتي انهم هيتعاركوا معاكي؟
ردت برد اغرب:
– علشان لما بيحسوا اني عيانة مبيقدروش يطيبوا خاطري، زعلهم عليا بيطلعوه بقسوة، خوفهم عليا بيطلع بغضب، قلة حيلتهم قصاد ضعفي ومرضي بتحسسهم بالعجز فبيطلعوا احساسهم ده عليا رغم انهم بيتعذبوا بسببي.
استغربتهم جدا:
– ازاي يكونوا مقهورين عليكي وقادرين يقسوا بالشكل ده؟ ده انا معرفكيش ومن ساعة من عرفت وانا حالي متشقلب.
ضحكت وقالت:
– كبرت على طبعهم ده، ملحقتش اشوف حنية امي ولا هما عارفين ان الرجالة ينفع تكون حنينة ويحاولوا يعوضوا غياب الام.
قولت بأبتسامة:
– يعني انتي عارفة ان الرجالة ينفع تكون حنينة؟
ضحكت وقالت:
– اه، عرفت النهاردة، لما شوفت دموعك علشاني وانت ملحقتش تعرفني..عرفت ان الرجالة بيعرفوا يكونوا حنينين.
خدنا الكلام، مكانش فيه صعبانيات كتير بقى، ابتديت تحكيلي عن علاقتها بالست ام عادل وبناتها…فاطمة وعزيزة وسعاد اللى كانت بتعتبرهم اخواتها اللى مش من امها وابوها، اه عزيزة كانت بتغير منها شوية بسبب حب امها وفاطمة الزايد اوي ليها، لكن فى النهاية برضو بتحبها، اتكلمت عن علاقتها بالناس اللى فى البيت واللى بيتريقوا عليها، والناس اللى بتحبها وبتزعل عليها بجد، كلمتني عن الوحدة اللى بتحس بيها قبل ما تنام كل يوم، اتكلمت معايا عن كل حاجة حصلت فى حياتها، شوية تضحك وشوية تعيط، ومش عارف انا ازاي كنت زي الاهبل كده؟ كل كلمة تحزن تقولها الاقي دموعي نزلت معاها…مع ان والله ده مش طبعي، المهم اليوم ده ختم لما كانت هتسيبني وتنزل بقى قبل اخواتها ما يرجعوا من دكانتهم وقالت:
– كان نفسي حد من اخواتي ولا ابويا يديني وقت كده اقعد اتكلم معاهم فيه، كتر خيرك يا وجدي.
تقريبا كانت اول مرة اسمع اسمي منها، رديت وقولت:
– اعتبرني اخوكي وابوكي..اعتبريني كل حاجة، انا موجود وجنبك اي وقت وكل وقت.
ضحكت زهراء وسابتني ونزلت..دخلت اوضتنا وكانت اختي صاحية، لقيتها قاعدة ورا الباب وتقريبا كده كانت سامعة كل اللى دار، اختي اكبر مني، لكن ناصحة وعقلها متنور، اول ما شوفتها اتفجعت، لكن قلقت لما لقيت وشها غرقان دموع، قربت منها بخوف:
– فى ايه؟ معيطة ليه؟
ردت بشحتفة:
– البت زهراء دي مقطعة قلبي يا وجدي، مع اني كنت ناوية اطلع ازعق فيكم علشان القاعدة دي غلط، لكن الكلام اللى كانت بتقوله يوجع القلب.
اتوترت وقلقت:
– تطلعي تزعقي ليه بس؟ هو جرى ايه؟ احنا قاعدين فى البراح على عينك يا تاجر، ايه الغلط فيه؟
ردت هي وقالت:
– الغلط انك راجل وهي ولية، الغلط ان الوقت ليل وانت وهي قاعدين تتسامروا لواحدكم والشيطان معاكم، الغلط ان انت وهي متنفعوش مع بعض لو السما اطبقت على الارض، الغلط فى انك لو حطيت اختك مكانها….مش هتقبل انها تقعد قاعدة زي دي، صح ولا انا غلطانة يا ابن ابويا؟
طبعا كل كلمة قالتها كانت صح، فعلا الوضع غلط، مش هقبل اختي تقعد قاعدة زي دي حتى لو مع ابن عمها ولا ابن خالها مش مجرد جارها، حسيت بأني غلطت فى حق زهراء اني حطيتها فى موقف ممكن يتشاف بشكل وحش لو من حد تاني غير اختي، طبيعي لو حد تاني هو اللى سمع كلامنا او شاف قاعدتنا دي هيتكلم..فى النهاية انا راجل الكلام مش هيشغل راسي، لكن هي بنت مينفعش حد يجيب سيرتها ولا ينفع اخواتها يوصلهم كلمة واحدة عنها ممكن تعمل مشكلة، وعلشان كده قررت قرار وقولته لأختي:
– اخر مرة تحصل، لا هكلمها ولا هفكر اكرر القاعدة دي تاني طول ما محدش قاعد معانا وبنتكلم قصاد الناس.
لقيتها بتقول:
– احنا جيران يا وجدي، ومش هينفع نبقى اكتر من جيران، لا تعلق نفسك، ولا تعلقها، دي ضيفة على وش الدنيا.
الكلمة بتاعت ضيفة دي خطفت قلبي مع ان كلنا ضيوف، لكن فكرة تعبها خلتني احس انها ضيفة خفيفة وزيارتها هتنتهي بسرعة، ومش عارف ليه كنت عايز اثبتلها اني مسؤول عنها؟؟! ومش عارف ازاي اثبتلها ده اصلا؟! لكن قراري اللى خدته قصاد فكرية خلاني ابقى عارف اني مش هقدر اثبت ده، لحد ما فات كام يوم وانا بحاول استخبى منها…لكن هي كانت اجرأ مني لما….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهراء)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *