التخطي إلى المحتوى

في لحظة مشحونة بالترقب والتوتر، اقتحم أمجد وإسماعيل المكان بحزم وعصبية.

عينا أمجد اتسعتا غضبًا عندما رأى زوجته سارة بجوار سليم. الدـ.م فار في عروقه، قبض على يده بقوة وكأنها تستعد للانفجاـر، وصاح بصوت جهوري:

“سارة! آه يا خاـ.ينة! بترفعي عليا قضية وتدخّليني القسم عشان تلفي حوالين راجل تاني؟!”

اندفع نحوها، وتعبيرات وجهه كانت تحمل نوايا غير مبشرة.

سارة كانت ترتعش بين العياط والخوف، همست بصوت متهدج:

“أنت… مش قلت إنه مش هيطلع من السجن؟”

سليم، رغم ارتباكه الداخلي، تمالك نفسه ووقف بينها وبين أمجد كجدار حامي.

دفع سليم سارة خلفه وقال بجمود:

“اهدى يا باشا… السجن كان لمّك، خرجت إزاي منه؟!”

أمجد ضيق عينيه بسخرية:

“ابعد إيدك كده بس، عشان متوحشكش. وبعدين أنت مالك؟ دي مراتي وأنا صاحب الكلمة هنا!”

سليم بسخرية لاذعة:

“أنت مش هتاخد سارة. كلمتي ثابتة، وده من علامات الرجولة.”

ضحك أمجد بضحكة مشوبة بالاحتقار:

“آه! ومن علامات الرجولة إنك تاخد واحدة من حضـ.ن جوزها وتلف حواليها؟ ده حتى يبقى من علامات الرخص، مش الرجولة!”

اشتعل غضب سليم، قبض على قميص أمجد ووجه له ضرـبات متتالية على وجهه، كل ضرـبة كانت تعبر عن قهر مكبوت:

“ده من علاماتك انت يا جبان!”

حاول إسماعيل وسيد الفصل بينهما، وسليم يكمل بصوت حاد:

“لما مراتك تهرب منك بسبب قذاـ.رتك وحقاـ.رتك، تبقى أنت آخر واحد يتكلم عن الرجولة!”

صرخت سارة بصوت مرتعش:

“بس بقى! كفاية! سيبوا بعض!

تدخل الأمن بسرعة، وفرقوا بينهما. كان أمجد يلهث بغضب، وكأن الهواء أصبح ثقيلًا عليه:

“أنا مش هسكت! سارة، ارجعي معايا أحسن لك! وإلا والله ما هرحمك!”

إسماعيل بحزم يحاول كبح جماح الموقف:

“كفاية يا أمجد! وبعدين…

وجه كلامه لسيد وقال بنبرة تحمل خبثًا:

“أنت ظهرت إمتى يا سيد؟ هو أنا مش قلت لك أنت وأختك متقربوش ناحية ولاد أخويا؟”

سيد رفع حاجبيه باستنكار، نبرته كانت تحمل تحديًا:

“ومين قالك إني هسيبهم؟ دول ولاد أختي، ومن حقها تشوف عيالها ويرجعوا لحضنها.”

إسماعيل بصوت حاد كالسيف:

“ملكمش حقوق عليهم، وانت عارف ليه يا سيد. بلاش نفتح في القديم ونكتب في تاني. خد أختك وارجعوا مطرح ما جيتوا.”

سيد بشموخ لا ينحني:

“مش هرجع إلا لما ولاد أختي يبقوا في أمان. أختي ضحت بروحها عشان ابنها. ولما أسر يعرف إن أمه أنقذته، هيقف في صفها. الد.م بيحن على أهله يا إسماعيل.”

إسماعيل ضحك ببرود وكأن كلام سيد لا يمسه:

“فاكر لما أسر يعرف إن أمه باعت حتة منها هيقف معاها؟ ده أنت بتحلم! الأحسن ليك تاخد أختك بعد العملية ومنشوفش وشك تاني. وسارة، ارجعي لجوزك. أنا موجود لو حصل حاجة، مش عايزين نحوج لحد.”

سارة، والدموع تجري على خديها كالأنهار:

“مش هرجع! محدش يقدر يتحكم فيا. كفاية الوجع اللي شوفته، مش مستعدة اتكـ.سر تاني طلقني يا امجد.”

أمجد جز على أسنانه، كأنه يحاول كبح بركان داخلي:

“مش هطلقك يا سارة! أنتِ مجنو.نة؟ الكلمة دي متجيش على لسانك! أنا بحبك، بس أنتي كرهتيني في وقت غلط. يلا يا حبيبتي، أغلبي شيطانك وارجعي لجوزك.”

في تلك اللحظة، خرجت الدكتورة، وجهها مرتاح وابتسامتها خففت بعض التوتر:

“الحمد لله، اتخطينا مرحلة الخطر. الحالتين كويسين.”

سارة وضعت يدها على قلبها، كأن نبضاتها عادت للحياة:

“محتاجة أروح الحمام.”

سليم بابتسامة مطمئنة:

“تعالي.”

لكن أمجد وقف كحائط صد:

“رايحين فين؟ دي مراتي وأنا اللي هنفذ طلبها!”

سليم ببرود لا يضاهى:

“عندك مشكلة؟ عايزة تروح الحمام.”

أمجد بإصرار لا ينكسر:

“آه، عندي مشكلة. دي مراتي وأنا المفروض اتحكم، مش أنت.”

سارة بتعب وزهق:

“أمجد، هو فاهم أماكن المستشفى. أنا راجعة تاني.”

لكن أمجد تمسك برأيه:

“لا! هندور إحنا. هو أنا بقرون ولا إيه؟ يلا يا سارة.”

نظرت سارة لسليم بنظرة استنجاد، ثم بحسم قالت:

“ولا أنت ولا هو. خلاص، أبعدوا!”

مشيت سارة بسرعة، ودخلت الحمام.

غسلت وجهها، شعرت بالماء كأنه يغسل همومها، لكنها لم تجد راحة.

بدأت الأفكار تحاصرها، وكأن جدران الحمام تضيق عليها.

قررت أنها لازم تهرب من كل ده. فتحت الباب بحذر، وتأكدت أن المكان فاضي، وخرجت للشوارع، تايهة وسط الزحمة والضوضاء.

سليم بدأ يقلق من تأخرها، مشي بحجة إنه راجع تاني، وراح يدور عليها.

لما ملقهاش، اتسعت عيناه بالخوف، وصار قلبه يدق وكأنه يحاول الهروب من صدـ.ره.

مسك موبايله، رن على سيد، حكاله كل حاجة. سيد اتصدم وأمجد جن جنوـ.نه، الكل نزل يدور عليها في كل مكان.

مرّ اليومين ببطء شديد، كأن الوقت واقف مكانه، وكل دقيقة كانت بتزيد من القلق والتوتر.

أمجد كان بيدور على سارة في كل مكان، عنيـ.ف في بحثه، عينيه زي النا.ر وكل خطوة منه كأنها بتطاردها.

سليم بردو مشي في كل الشوارع، سأل كل الناس، قلب الدنيا عليها لكن مفيش ولا أثر.

أسر لما فاق واتصدم بشوفة أمه، الغضب اتفجر جوه:

“إنتي إيه اللي جابك هنا؟ عايزة إيه تاني مني ومن حياتي؟!”

زهره بدموع صادقة، صوتها كله ندم ووجع:

“يا بني… أنا أمك. مش جايه أذيك، أنا جايه عشانك!”

أسر ببرد وجمود:

“أمي؟! أمي ماـ.تت من زمان. انتي مجرد ذكرى مؤلمة. برا حياتي!”

سيد حاول يهدي الموقف، صوته كان هادي لكن حاسم:

“اسمع منها يا أسر، فيه حاجات أنت متعرفهاش. ادِّيها فرصة توضح لك الحقيقة.”

أسر بتمرد واضح:

“الحقيقة إيه؟ ماانا شوفت كل حاجه بعيني شوفتك وانتي بتقتـ.لي ابويا بدـ.م بارد انتي عايزه اى تاني عايزه المرادي تخلصي علينا انا واختي!!؟.

زهره بدموعها:

“حرام عليك يا بني، ده انا قلبي اد.فنه ولا عمري ما اذيك يا حبيبي كل ده كنت مريضه هتحكم علي مرضي وبعدين ابوك كان تعبان مين قالك كدا بس عمك عايز يخلق فتن ما بينا عشان ياخدوكو في صالحهم وعشان يتمتعوا بالورث بتاعت ابوكو 

أسر بهجوم:

“كدابة! عمري ما هصدقك! أنتي السبب في كل وجع عشته كمان عايزه تتبلي علي اللي ربانا وعيشنا علي كتاف خيره سبوني بقا!”

الدكتورة دخلت بسرعة لما شافت التوتر بيزيد:

“برا، من فضلكم. الحالة مش مستحملة الضغط ده!”

“اهدى يا استاذ أسر ، خلي نفسك ريلاكس. لازم أشوف الجرح.”

فريدة كانت بتسنده بحرص وهو اتوجع بصوته، وأسر حس بيها باستغراب و حاول يرسم ابتسامة باهتة:

“أول مرة أشوف دكتورة بتتخض! أنا عارف إن الدكاترة عادة باردين، ما بيحسوش!”

فريدة ردت بسخرية خفيفة:

“آه، بس أنا مش زي أي دكتورة. عادي، مش كل الناس عندها قلب متحجر!”

ابتسم أسر ابتسامة خفيفة، كأنها أول نقطة ضوء وسط عتمته:

“طيب، بلاش تتحجري عليا! أنا أصلي مريض رقيق المشاعر.”

فريدة ضحكت، الضحكة كانت زي النسمة في جو خانق:

“رقيق المشاعر؟ بطل تهريج بقى! خلينا نخلص شغلنا.”

أسر كتم ألمه، وسابها تتابع حالته. .

 زهره كانت بره الغرفة، وهي كانت بتبكي بصمت، قلبها بيتقطع على ابنها اللي مش عارف الحقيقة قرب منها سيد وقال اهدي كل حاجه هتتحل بصت لي بقهره وقالت يارب .

في الوقت ده بردو، كانت سارة بعيدة عنهم كلهم.

اختفت تمامًا، كأنها نقطة في بحر.

مشيت بعيد، ركبت أول مواصلة، وراحت على مدينة تانية.

اختارت تبدأ من جديد، من غير أي حد يعرف عنها حاجة.

حجزت أوضة بسيطة في فندق صغير، عاشت بأقل الإمكانيات، اشتغلت في شغل بسيط بعيد عن عينين أي حد يعرفها.

كل يوم كانت بتخرج الصبح، تشتغل، ترجع تقفل على نفسها الباب.

كتبت في ورقة كل أحلامها اللي راحت، وكل الوجع اللي شافته.

كانت بتتكلم مع نفسها، تكتب مشاعرها، كأنها بتعيد بناء نفسها من الصفر.

أما أسر لما عرف هب في سليم و أمجد وكل أهله وكان بيشخط ويزعق عشان هما السبب في راحيلها وبعدين سابهم وبدأ يدور عليها في كل حته علي امل يشوف ضلها حتي

أمجد وسليم بردو حسوا بتأنيب، فضلوا يدوروا عليها، لكن الوقت كان بيمر من غير أي نتيجة.

أمجد بدأ يشك في كل الناس، حتى في نفسه.

أما سليم، فكان دايمًا متفائل إنها في مكان آمن، وإنها محتاجة وقت وحاسس بيها.

عدت شهور، وكل واحد فيهم كان بيحاول يلاقي طريقة يعيش بيها من غير سارة.

سليم بدأ يركز في شغله، لكن دايمًا كان بيحس بفراغ كبير جواه ضميره صحي وحب يقابل مراته راح عند اهلها بكل احراج طلب نهي ولكنها رفضت تماما مقابلته قفلت علي قلبها من شوقه عليه طلب سليم يخشلها وفعلا دخل شافها اتغيرت اوي و وشها بهتان وعيونها كلها اثر دموع اتحسر عليها وعلي معاملته ليها و طعم في رزقه ومفكرش فيها بل بالعكس ده كسـ.رها قرب منها بحزن وقال نهي ! بصت عليه وهجمت بصوتها وقالت هو أنا مش قولت محدش يدخله اطلع برا اطلع روحلها أنا واحده عقيـ.مه مليش لازمه هي هتعرف تجبلك عيل هي سليمه أنا لا…سليم بحسره نهي أنا محبتهاش عشان اروحلها أنا بحبك انتي دي مجرد مساعده هامشيه صدقيني …صرخت في وقالت اطلع برااا مش عايزه اسمع حاجه زقته وطلعته برا البيت وقالت بحرقه اسمع اللي ما بينا انتهي وبكرا نتقابل عند محامي ونطلق خلاص نهي ف حياتك انتهت معدش في نهي تاني مع السلامه قفلت في وشه الباب وسليم قلبه كان بيحتر،ق زي البركان من الندم وبعدين مشي بدموعه ..

عند أمجد بدأ يواجه الحقيقة إنه خسرها بيده، وإنه مهما عمل مش هيقدر يرجع اللي ضاع.

مرّت الشهور، وسارة بقت عندها حياة جديدة بعيد عن كل اللي عرفوها قبل كده. بقت تشتغل في مكتبة صغيرة في مدينة بعيدة، وبنت لنفسها شخصية جديدة وهدوء نفسي.

في يوم من الأيام، وهي قاعدة في المكتبة، الباب فتح ودخل زبون جديد. سارة كانت بتقرأ كتاب ومركزة فيه، لحد ما سمعت الصوت اللي خلا قلبها يقع في رجلها:

“ممكن تساعديني ألاقي كتاب؟”

رفعت عينيها ببطء، والصورة اللي شافتها قدامها كانت كابوس بالنسبة لها. كان واقف قدامها… أمجد!

عينيه كانت فيها نظرة غريبة، خليط من الشوق والغضب والانتقام. ابتسم ببرود وقال:

“وحشتيني يا سارة… مش قلتيلي إنك بتحبي الكتب!”

سارة اتسمرت في مكانها ووو يتبع علي كدا قرار صح ام خطأ أنها تبعد عنهم سيبولي رايكم في التعليقات وعايزه تفاعل حلو بقا عشان البارت اللي فات زعلت بجد

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *