التخطي إلى المحتوى

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل الخامس

دخلت سميرة المنزل يتبعها عبدالرحمن، جلست على أقرب مقعد، جرت عليها حبيبة.
سميرة: ابعدى عنى، أنا جاية من برة تعبانة ومفرهدة.
عبد الرحمن: سيبى ماما يا حبيبة على ما ترتاح.
حبيبة: أنا كنت عايزة أقول لها أنى غسلت المواعين ونضفت الشقة.
عبد الرحمن: شاطرة يا حبيبتى.
سميرة بانفعال: مش المواعين دى اللى كلتوا فيها؟ وإلا هتستنينى أنا أما أرجع أغسلها لك؟

عبد الرحمن: ما فيهاش حاجة يا سميرة لما تشجعيها وتقولى لها شاطرة.
سميرة بفتور: شاطرة.
اتجهت الى عبد الرحمن وقالت: لو هتسأل اتأخرت ليه كان عندنا سهر إجبارى في القسم بتاعى، وفين وفين على ما لقيت عربية، انت ما بترضاش تخلينى أركب تاكسى.
عبد الرحمن: ولا يهمك، انتى عارفة انا ما بأحبش زوجتى تختلى بأى رجل غريب حتى لو كان في تاكسى ماشى في الشارع، في سواقين رغايين بيفضلوا يتكلموا، والودن أهم مداخل الشيطان.

سميرة: مش واثق فيا؟
عبد الرحمن: لا طبعا يا حبيبتى، أنا واثق فيكى والا ما كنتش خرجتك تشتغلى.
سميرة: طبعا قاعدين من غير أكل مستنينى أما أجى؟
عبد الرحمن: إحنا مجهزين لك كل حاجة، يا دوب انتى تعملى الأكل.
سميرة: أنا مش قادرة أعمل حاجة، هأقوم أجيب جبنة من التلاجة ونفتح علبتين تونة أو ابعت جيب لنا أى حاجة ناكلها من برة.
عبد الرحمن: بس أنا نفسي أكل حاجة سخنة من إيدك الحلوة تدفينا في البرد ده.

سميرة بضيق: يووه يا عبدو قلت لك تعبانة.
عبد الرحمن: يا ستى تعالى معايا المطبخ قولى لى أعمل إيه وأنا أطبخ.
سميرة: طب ما أقول لك وأنا هنا.
عبد الرحمن: عايزك تقفى معايا، أصلك واحشانى قوى.
نظرت له سميرة باشمئزاز واتجهت نحو حجرتها دون أن تنطق بكلمة، ثم عادت بعد قليل، قالت مراوغة: يوم الأجازة أعمل لكوا اللى انتوا عايزينه.

عبد الرحمن: خلصى بقى يا سميرة العيال جعانة وعايزة تنام، وبعدين انتى يوم الاجازة بتغسلى.
سميرة: أعمل لك ايه؟ ما انت لو صلحت لى الغسالة الاتوماتيك كنت ارتحت وعملت لكوا اللى انتوا عايزينه.
عبد الرحمن: ما أنا كل ما أصلحها تبوزيها، ودى تصليحها مش قليل.
سميرة: جيب لى غيرها، ما هي بقالها أكتر من عشر سنين شغالة.
عبد الرحمن: حاضر يا ستى من عنيا، لما تيجى لى مكافأة رمضان أكمل عليها وأجيبهالك.

سميرة: هتجيب الغسالة وإلا الأسورة اللى قلت لك عليها وإلا الموبايل؟
عبد الرحمن: كل حاجة إن شاء الله هتيجى بالصبر، ما هو انتى لو تمسكى ايدك في المصاريف شوية.
سميرة: أنا اللى أمسك أيدى والا أنت؟ أعمل لك إيه يعنى؟ على الأقل انا بأصرف على بيتك وولادك.
عبد الرحمن: خلاص يا سميرة، ما تعمليش حاجة، أعملى لنا أكل بس دلوقتى وبعد كدة ربنا يحلها.

جلس عمر امام جهاز اللابتوب الخاص به، يتصفح برنامج التواصل الاجتماعى الفيس بوك، وفي خانة البحث كتب كلمة سميرة حسين وظل يبحث، وكلما وجد حسابا بهذا الاسم دخل إليه، قرأ بعض بياناته وسرعان ما يتركه عندما لا يجد فيه ضالته، حدث نفسه: يمكن ما عندهاش فيس بوك، ويمكن عندها وعاملة حسابها باسم وهمى، معظم الستات بتعمل كدة، أنا بس لو أعرف رقم تليفونها كنت عرفت أوصل لها.

أعدت سميرة الطعام مكرهة، فكان بلا طعم ولا رائحة، انتهت من إعداده بعد نوم طفلها عبد الله، الغريب أنها ألقت باللوم على زوجها عبد الرحمن.
سميرة: قلت لك نأكل أى حاجة، أهو الواد نام.
عبد الرحمن: صحيه يا سميرة.
سميرة: أصحيه عشان يدوخنى، الصبح يبقى ياكل.
عبد الرحمن: هأروح أصحيه أنا.

يوم عزة مرهق وشاق تبدأه من الخامسة صباحا، حيث تعد طعام الغداء وتتركه ليبرد، ثم تجهز الإفطار والساندويتشات، ثم توقظ بنتيها لوجى وإيمى، تلبسهما زى المدرسة وتمشط شعرهما، ثم تضع طعام الغداء بالثلاجة، ثم توقظ عمر زوجها بعد أن تعد له الحمام، يجلس الجميع لتناول الأفطار ثم تأخذ عزة بنتيها وتنصرف توصلهما للمدرسة والحضانة ثم تذهب للسوق لتشترى ما يلزمها، ثم تذهب للعمل وبعد عودتها تعد الطعام الغداء الذي سبق أن جهزته صباحا وبعد تناوله تقوم بغسل الاوانى وتنظيف المطبخ والشقة وكى ملابس الجميع، ثم تراجع لبناتها دروسهما، ثم تعد عشاء خفيف لمن يرغب، في حين كانت تكتفى هي بكوب نعناع دافئ، وأخيرا تأخذ حمام دافئ قبل ان تخلد للنوم.

انتهت عزة من جميع مهامها واتجهت لحجرة عمر، كان هو مازال منهمك في البحث عن حساب سميرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *