التخطي إلى المحتوى

رواية نذير شؤم الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد

رواية نذير شؤم الجزء الرابع

رواية نذير شؤم البارت الرابع

نذير شؤم

رواية نذير شؤم الحلقة الرابعة

أشتعل وجهها بنيران الغضب وظهر جليًا عليها فهتفت بتحذير أخير من بين أسنانها :
-ابعد عنى يابن الحلال وإكسر الشر .
اقترب خطوه منها وهو يهتف بتحدى :
-وإن مبعدتش يا جميل ؟ هتعملى ايه ياشبح ؟
كانت تقف بالقرب من أحد الطاولات الخاصه بالمقهى , وكان أحدهم جالسًا عليها يتابع ما يحدث وأمامه كوب من الشاى الساخن , وفى أقل من ثانيه كانت تلتقط كوب الشاى وتقذفه فى وجه الواقف أمامها وهى تصرخ بهِ :
-يبقى أنت الى جبته لنفسك ياروح أمك .
أغمض عيناه بألم من الاحتراق الذى يشعر بهِ فى وجهه ثم نظر لها بشر وهو يقترب منها ومد يده ليمسك بمعصمها لكنه وجد يد سبقته وهو يقول :
-جرا ايه يا زفت أنت مش هتبطل و**** بقى !
رفع نظره ” لإبراهيم المهدى ” وضغط على أسنانه بضيق وهو يقول :
-ما أنت مشوفتش الى هى عملته يا كبير .
رد بسخريه :
-لا ياخويا شوفت , الشاى ملطش وشك اهو , وأكيد معملتش ده من فراغ .
رفع ذراعيهِ وهو يقول بصوت عالِ :
-أنا مهوبتش ناحيتها وهى الى بدأت معايا الكلام ولما لاقيتها مش مظبوطه وشديت عليها فى الكلام وظبطها , عملت كده وقال ايه بعاكسها ..والكل يشهد .
اجتمع الناس على صوته ووقفوا يتابعون ما يحدث , وهتف أحد الرجال الذى كان جالس فى المقهى وهو يقول :
-ايوه يا كبير دسوقى معاه حق , هو مهوبش ناحيتها هى الى رمت بلاها عليه .
شهقت ” نواره ” بغضب وهى ترد عليهِ :
-وده من ايه ! من عنيه الخضرا ولا شعره المسبسب , ماتقول كلمه الحق ياراجل يا ضلالى أنت .
احتج رجل على حديثها واقترب منها وهو يهتف بغضب :
-أنا ضلالى ولا أنتِ الى بت مش مظبوطه يا…..
قاطعهم ” إبراهيم ” بغضب وهو يقول :
-بس أنت وهى , واتفضلوا قدامى للكبير هو يشوف صرفه معاكوا , يلا ….
___________( ناهد خالد )_________
وقفوا جميعًا أمام ” منتصر المهدى ” وإبراهيم ولده و “يوسف ” الذى كان مع والده يراجعون بعض الأعمال الخاصه بالمصنع , نظر لها ” يوسف ” باستغراب فقد أتت بالأمس فقط وافتعلت مشكله اليوم !
هتف ” منتصر ” بتساؤل :
-ايه الى حصل يا إبراهيم ؟ مالهم دول ؟
-معرفش يا حاج أنا كنت راجع من مشوارى وسمعت صوت عالى ناحية القهوه ولما روحت لاقيت الأنسه بترمى دسوقى بكوباية الشاى فى وشه وهو كان هيمد ايده عليها …
اشتعل ” يوسف ” غضبًا من جملة أخيه الأخيره , هل كان سيضربها هذا المعتوه ! بالطبع كان سيكسر يده حينها دون أى تردد …
هتف ” منتصر ” متسائلاً بهدوء :
-ايه الى حصل يابنتى ؟
ردت ” نواره ” بتقرير :
-أنا كنت بدور على سوق الخضار , وعديت على القهوه لاقيت الجدع ده وقف قدامى وفضل يرازى فيا , حذرته يبعد عنى أكتر من مره ومفيش فايده وطول لسانه عليا قومت بكوباية الشاى وفى وشه .
كانت تسرد ما حدث وكأنها تسرد فلمًا ما ! ضحك يوسف عليها بخفوت وكبت ” منتصر ” ضحكته وهو يقول ل دسوقى :
-اسمع يا دسوقى كلنا عارفينك وعارفين مشاكلك , فابعد عنها وعن أى بت فى المنطقه لو جالى شكوه منك تانى هطردك من الحته .
أومأ برأسه بإنصياع مُجبرًا وهو يغمغم بضيق :
-ربنا ما يجيب مشاكل يا كبير , بلأذن .
تحرك خارجًا ووقفت هى تنظر ل “منتصر ” بخجل ثم قالت :
-أنا والله مش بتاعت مشاكل بس هو الى وقف فى وشى .
ابتسم لها بلطف وهو يقول :
-عارف يابنتى , المهم أنتِ مقولتليش اسمك ايه ؟
قال الأخيره وهو ينظر ليوسف الذى انتبهت حواسه لسؤال والده …
ردت بابتسامه :
-نواره , اسمى نواره .
ابتسامه مغتصبه طفرت على شفتيهِ وهو يردد بهمس لم يصل إلا لوالده المجاور له :
-نواره .
ابتسم ” منتصر ” حين تأكد من شكه تجاه ولده ثم قال لها :
-ماشى يانواره , هبعت معاكِ سمر تشترى الى تحتاجيه وتوريكِ الأماكن هنا .
كادت تعترض بحرج لكنه قاطعها بإصرار :
-مفيش رفض , واتعودى لما الكبير يقول حاجه متعارضيهوش .
أومأت بموافقه وهى تقول :
-حاضر .
خرجت من عندهم ووقفت أمام المنزل تنتظر المدعوه ” سمر ” وهى تفكر بضيق , لِمَ لم يوجه لها أى حديث ولو بكلمه وكأنها لا تعنيه ! حتى حين استمع لحديث أخيه بأن ذلك الحقير كاد يضربها لم يفرق معه الأمر ! غمغمت بضيق :
-ايوه يعنى هو أنتِ تهميه فى ايه ! هو ساعدك وخلص الحوار , هو أنتِ بنت خالته عشان يتحمقلك ! , ايوه بس نظراته ليا …نظرات ايه يا عبيطه أنتِ متوهميش نفسك بحاجه مستحيل تحصل , ده ابن الكبير هيبصلك أنتِ يا نذير الشوم !
وهنا صمتت حين أتى بعقلها تلك الجمله ” نذير شوم ” لقد جاءت منذُ أمس ولم يحدث شئ لجميع من قابلوها , إذًا أكان كل شئ سئ يرتبط بوجودها فى تلك الحاره .
-أنتِ نواره صح ؟
قالتها ” سمر ” بابتسامه فنظرت لها نواره وجدتها فتاه يبدو أنها فى السابعة عشر تقريبًا , ابتسمت لها بلطف وهى تقول :
-وأنتِ أكيد سمر ..
ابتسمت لها ” سمر ” بمرح وقالت :
-ايوه أنا , هيا لنبدأ رحلتنا .
ضحكت ” نواره ” بخفوت وذهبت معها ….
______( ناهد خالد )_______
فى الثالثة عصرًا …
كانت قد انتهت من غداءها ورتبت شقتها ثم ارتدت فستان أبيض بهِ ورود حمراء صغيره ووضعت هذه المره وشاح مختلف عن وشاحها المعتاد وضعت حجاب صغير لفته حول شعرها بإهمال فهى ليست محجبه فى طبيعة الحال ومعظم أهالى منطقتها والمناطق المجاوره هكذا قليل منهم هو من يرتدى الحجاب حقًا والباقى يضع وشاح فوق رأسه كعاده من عادتهم , ارتدت وشاح صغير من اللون الأحمر ظهر منه خصلات شعرها من الأمام وكذلك طول شعرها من الخلف وارتدت خفها وترجلت للطابق السفلى حيثُ عيادة الطبيب ” يوسف المهدى “…
_______( ناهد خالد )______
دلفت للشقه التى أصبحت مركز طبى ولم تنتبه للافته الموجوده بجوار الباب ..وجدت ” يوسف ” جالسًا على أحد المقاعد الموجوده فى الصاله المُعده لإستراحة المرضى ينتظر قدومها , رفع رأسه عن هاتفه حين شعر بدلوفها , كاد يتحدث لكن تجمدت الكلمات على لسانه حين طالعها بمظهرها الغريب عليهِ , لم يعتاد رؤيتها بألوان فاتحه كالآن , لكنها بدت رائعه عليها , بل بدت هى فاتنه بها , وخصلات شعرها الشقراء التى ظهرت بوضوح , انتبه على حديثها ولكنه لم يدرى ماذا قالت , وقف محمحمًا بحرج وقال :
-كنتِ بتقولى ايه ؟
اختضبت وجنتيها بالحمره حين شعرت بنظراته إليها وهى تقول :
-كنت بسأل هى العياده لسه مفتحتش ؟
-لا النهارده مفيش عياده , حنة محمد أخويا النهارده والفرح بكره , فالنهارده وبكره أجازه ..بس قولت أعرفك نظام الشغل وأسيبلك مفتاح العياده عشان تبقى تنزلى تفتحى قبل ما اجى .
مرت ثلاث دقائق يشرح لها فيهم طبيعة عملها , حتى هتفت له باستفسار :
-صحيح نسيت أسألك هو أنت دكتور ايه ؟
رد بتقرير :
-دكتور نسا وتوليد ..
شهقت وهى تنتفض واقفه وتردد بذهول :
-نهارك أسوود .
اتسعت عيناه بصدمه من ردها وقال بتحذير :
-لسانك يا نواره .
وأين نواره الآن ! , وهل تعى نواره ما يحدث حولها بعدما نطق اسمها لأول مره منذُ رأته ! , رعشه بسيطه دغدغت جسدها وحواسها وهى تستمع لإسمها من نبرته المميزه , مابها هى وماذا يحدث معها ؟!
-نواره !
رددها ” يوسف ” بتنبيه حين انتبه لشرودها , فنظرت له وهى تردد بتذمر :
-ملقتش غير النسا والتوليد ! مجال غريب يعنى !
-عادى ما فى كتير دكاتره رجاله نسا وتوليد انتى أول مره تشوفى دكتور نسا راجل !
نفت برأسها وهى تقول :
-لأ شوفت .
نظر لها قليلاً ثم قال بتوتر قليل :
-بالمناسبه , حاولى تلبسى زى ماكنتِ بتلبسى الأول , بالنسبه للطرحه يعنى بلاش الطرحه القصيره دى وكمان الالوان الفاتحه أوى دى بتلفت النظر ….
نظرت له مضيقه حاجبيها باستغراب فما شأنه بثيابها ؟!..
أدرك استغرابها فقال مبررًا :
-أنتِ عارفه المناطق الشعبيه وكنتِ فى واحده منهم , وهنا بييجى رجاله مع مراتتهم , وأكيد مش كلهم محترمين فعشان محدش يضايقك منهم , وكمان عشان محدش يقول عليكِ كلمه وأنتِ عارفه كلام الناس مبيسيبوش حد فى حاله .
اقتنعت بحديثه رغم أنه لم يكن الحقيقه , هو فقط لم يحب أن يراها أحد هكذا فيفُتن بها كما فُتن هو , لكنها رغم كذبه اقتنعت وردت بهدوء :
-معاك حق , طيب هطلع أنا مدام مفيش عياده النهارده ..
ابتسم براحه حين اقتنعت بحديثه فقد ظن أنها ستجادله وقال :
-تعالى بليل , هبعتلك سمر تاخدك وقضى الحنه معاهم أنا عارف أنك متعرفيش حد هنا …
ردت بحرج :
-ايوه بس …
قاطعها بإصرار وهو يقول :
-ده كلام الحاج , أنا بوصله بس …
امتعضت ملامحها وهى تسأله :
-يعنى أنت مش عاوزنى أجى ؟
نفى برأسه سريعًا وهو يقول :
-لا طبعًا مش قصدى أنا بس بقولك كده عشان توافقى تيجى .
ابتسمت بسعاده وهى تقول بلؤم :
-وأنا مقدرش أرفض كلمه للحاج ..
ابتسم لها ابتسامه جانبيه ساحره فبادلته ابتسامته بخجل قبل أن تنسحب ذاهبه ….
_______( ناهد خالد )_______
شهران مروا دون جديد …
فقط تقربت ” نواره ” من عائلة المهدى أكثر وأكثر وخاصًة النساء بالطبع ..
كانت جالسه فى العياده وهى تنظر للمرضى بضيق , لِمَ عليهم أن يكونوا جميعًا نساء ! ماهذا الحمق أليس هو طبيب نساء ! , أخذت تهز قدمها بضيق مؤخرًا بدأت لا تطيق هذا الجمع الغفير من النساء الذى يأتى له , وأكثر ما يثير غيظها ويزيد اشتعالها إن جاءت أحدهم لتلد , فهو مخصص غرفه بها جميع مستلزمات غرفة العمليات يقوم بها بعمليات الولاده , انتبهت لخروج المريضه من غرفته وكادت تدلف التاليه ولكن رن الجرس الصغير معلنًا إنه يحتاجها , أوقفت المريضه ودلفت هى …
سألها وهو ينزع قفازه الطبى :
-باقى كام بره يانواره ؟
ردت بضيق :
-خمسه .
رفع نظره لها وهو يسألها بإهتمام :
-مالك مضايقه ليه ؟
كادت تجيبه لكنهما انتفضا على صوت صراخ عالِ يأتى من الخارج ركض يوسف واتبعته هى لشرفة الغرفه ليهتف يوسف بفزع وهو يركض للداخل :
-الصريخ جاى من بيتنا .
ركض بعدما نزع معطفه الطبى للأسفل …
وقفت هى وقد تصلبت قدماها فى الشرفه وتنظر لمنزل المهدى الذى يبعد عنهما ثلاث بيوت فقط ..
رأت تجمع الناس وركض يوسف فى الحاره متجهًا للمنزل ..
تعالى الصراخ أكثر وأكثر واستمعت لصوت أحد الماره أسفل الشرفه حين سأله آخر :
-هو فى ايه فى بيت الكبير ؟
رد الأخير بأسف وحزن…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نذير شؤم)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *