التخطي إلى المحتوى

رواية بين الرذاذ للكاتبة أنستازيا الفصل الثامن

هل ركضت يوماً بهذه السرعة؟
لا أتذكر أنني وصلت إلى وجهتي يوماً بثواني معدودة! بل أنني قفزت لأنزل معظم الدرجات أعود أدراجي واقتحمت غرفتي اسند ظهري على الباب لاهثاً ولم يطرف لي جفن، ضربات قلبي قد تجاوزت الحد المعقول في الثانية! الغضب أعمى بصيرتي وتهورت كثيراً بصعودي إلى الغرفة حيث تتواجد. يا لي من متهور لم يكن على الانفعال!

نظرت إلى الأعين المستنكرة الموجهة نحوي، تجاهلتهم وحاولت التقاط أنفاسي بينما أمرر يدي على عنقي.
رأسي يكاد ينفجر من شدة تمركز الدماء فيه!
رفعت يدي بإضطراب شديد بين عيناي بينما أغمضهما أحاول طرد تلك الصورة من عقلي.
كان على الاستئذان قبل الاندفاع كالأحمق الهائج!
لم أتوقع رؤيتها.
تقوم بتغيير ملابسها! لماذا لم توصد الباب بحق الإله؟ ستفقدني عقلي!

علي كل حال. تلك الرضة في كتفها! هل تمازحنا أم ماذا؟ أي نوع من الأفران سيتسبب في هذا لوجهها وكتفها؟ ما خطبها تحديداً! هل هي بخير حتى؟
زفرت منهكاً وجلست على الأرض اسند ظهري للباب لأسمع صوت كيفين ذو النبرة الباردة المترعة بالشك: عدت بهذه السرعة! هل طردتها حقاً؟
اقترب لاري مني وجثى بجانبي بقلق: داني! هل أنت بخير؟ هل فعلت تلك القبيحة المشعوذة لك شيئاً؟

انتابني الانزعاج الشديد ونظرت إليهم بغضب: تباً لكم! أرجو ان تشعروا بالسرور ان اصاب عقلي خطباً.!
سحقا ذلك المظهر لا يفارق مخيلتي! كيف تجرؤ على فعل ذلك في منزلنا! شعرت بسخونة مزعجة في وجهي فثنيت قدمي اليمنى وزمجرت بحنق: اندفعتُ أكثر من اللازم، سحقاً أشعر بالإعياء.
عقد كارل حاجبيه بعدم فهم: ما خطبك تحديداً؟ هل تحدثت معها حتى؟
جادلته بإنزعاج: عن أي جدال تتحدث! لقد خسرتُ قبل أن أبدأ حتى.

ساد الصمت الغرفة واستوعبت نظراتهم المستنكرة والمنتظرة فتمالكت نفسي ووقفت بصعوبة ألهث محاولاً الحفاظ على هدوئي وجديتي: أنصتوا، علينا أن نتعاون. هذه المرأة خطيرة لا يمكنني وصف صعوبة الأمر، سنحاول التخلص منها مهما كلفنا الثمن.

أومأوا بجدية فوضعت يدي في الهواء أحثهم بحزم: لنتعاهد على هذا، سنجعلها تقرر الخروج من هنا من تلقاء نفسها. سنتعاون ضد رغبة أبي هذه المرة. لن نسمح بولوج امراة إلى منزلنا بمنتهى البساطة.!
تنهد كارل: يؤسفني ان نتعاون ضد رغبي أبي.
رمقته بحزم: لقد تمكنت تلك الفتاة منه تماماً.
وضع كيفين يده على يدي وقال بجمود: أتفق. لا يمكنني التركيز في دراستي في ظل وجودها هنا.

وضع كارل يده على يد كيفين وضاقت عينيه الزرقاء بتركيز: سنبرهن أننا لا نحتاج النساء في أي شيء، وسنقنع أبي بطريقتنا ليتوقف عن اتباع حيل كهذه، أنا أيضاً واثق أنه يقف في صفها ولا يمانع وجودها. ليس لدي أي مشكلة شخصية مع الآنسة كتاليا ولكن يصعب تقبل الوضع!
حاول لاري وضع يده ولكنه لم يستطع لصغر قامته فنزلنا معاً ليضع يده ويقول بحدة: سنعمل يد واحدة. سنحمي داني من هذه المرأة!

ابتسمت له بتشجيع وتحفيز فابتسم بمرح وسعادة، جيد. إن اتفقنا عليها. فسيكون الأمر أسهل بكثير.
نبهته بهدوء وحزم: بشرط ألا تتهور، لا تمسها بسوء مهما حدث وتوقف عن ممارسة الاعيبك، اتفقنا؟
ابتسم كارل: وأخيراً نصيحة قيّمة!
كتاليا: كنت أعلم هذا.
الستائر البيضاء الخفيفة ستكون مجرد مصدر إزعاج في الصباح الباكر.
استيقظت قبل أن يرن منبه هاتفي حتى.
تباً. هذا مزعج في وقت كهذا!
مع أنني أستيقظ غالباً بمزاج جيد وبحيوية.

تقلبت على جانبي فتأوهت بخفة بسبب كتفي فأسرعت أعتدل مخففة الألم، فتحت عيناي أنظر إلى النافذة ثم إلى السقف.
بقيت استلقي على ظهري للحظات طويلة.
أتذكر دانيال الذي اقتحم الغرفة فجأة بينما أغير ملابسي، هه. مجرد أحمق! أتى بلا شك ليطردني ولكنه تراجع فوراً والخجل يسيطرعليه! كنت أعلم أنني لن أواجه مشكلة معه أو مع اخوته.
توقعت أنه سيعود إلى الغرفة مجدداً ما ان انهي تغيير ملابسي ولكنه اختفى تماماً بلا أثر!

لا أدري كم أمضيت من الوقت وأنا أستلقي بهذه الطريقة فقط.
في النهاية تحركت وارتديت الخفين وفتحت الباب راغبة في التوجه إلى دورة المياه، إلا أنني توقفت فوراً وعدت أدراجي لأغير ملابس النوم، لا يجب أن أنسى انني في مكان مليء بالرجال، حتى وإن كنت واثقة ببقائي آمنة هنا، لا يزال على الحذر.
رتبت السرير وفتحت النافذة ليدخل الهواء الغرفة.

تركت شعري مسدلاً وخرجت من الغرفة أتجه إلى الحمام مباشرة أسفل الدرج في نهاية الممر.
وقفت أمام الباب أنظر إلى الورقة المعلقة عليه الحمام بات مخصص للنساء فقط، من أراد منكم الاغتسال بحمم الجحيم فليدخل
لقد كان تحذير السيد هاريسون، بل وكتبها على الورقة بالخط الأحمر العريض وأسفلها خط التنبيه!

في النهاية غسلت وجهي وفرشت اسناني، وضعت الفرشاة في مكانها وخرجت أمدد جسدي بصعوبة، لا زال الألم ينتابني. كما أشعر ببعض الوخزات في ظهري تمتد إلى كتفي.
كم هذا مؤلم.
بقيت أقف في الممر حائرة أنظر من حولي.
لا يبدو أن أحدهم قد استيقظ حتى الآن! لا يزال الوقت مبكر إنها السادسة تقريباً.
الصمت يعم المكان والهدوء يسيطر على الأجواء، أتساءل عما على فعله في وقت مبكر الآن.

انتابني الجوع فتوجهت إلى المطبخ، بحثت في الثلاجة عما يمكنني تناوله، أخرجت زجاجة المربي وبحثت عن شرائح الخبز حتى وجدتها على الطاولة الرخامية بجانب الفرن، اخذت قطعة الخبز بالمربى ووقفت أمام النافذة في غرفة المعيشة أنظر إلى الشارع.
حتى الشارع لا يزال ساكناً هادئاً، قضمت من الطعام امضغه ببطء بسبب انزعاجي من الجروح التي تسبب بها باتريك داخل فمي.

الأجواء لطيفة، لم يكن الجو حاراً أو الرطوبة مرتفعة وانما معتدلاً اليوم، الشمس لطيفة كذلك وأعداد السيارات تكاد تكون معدومة الآن والمارة معظمهم من الموظفين الأكبر سناً يسيرون بخطاهم الهادئة الموزونة.
استيقظا حالاً! لا تحلما بأن أوقع على أي اخطار من المدرسة في حال تأخرتما
أجفلت وكدت اختنق بسبب غصتي وتوقف اللقمة في حلقي!
التفت بذعر للوراء أدرك أن الصوت قادم من إحدى الغرف!
السيد هاريسون؟

لماذا كل هذا الغضب!
أجفلت مجدداً لصراخه وقد خمنت أنه يحاول ايقاظ كيفين ولاري للمدرسة، لا يعقل. هل هذا روتين الصباح في هذا المنزل؟
كانت لحظات حتى رأيته يدخل غرفة المعيشة وقد كنت أنهيت قطعة الخبز في يدي، عقد حاجبيه متسائلاً بحزم: تستيقظين في وقت مبكرة عادة؟
أومأت فوراً بتوتر رغماً عني خشية أن يستكمل تفريغ غضبه علي.
اتجه إلى المطبخ بينما يقول: سأعد الفطور، تأكدي أن كيفين ولاري لم يعودا إلى النوم مجدداً.

هاه!
مهلاً.؟
لماذا أنا؟
وقفت في مكاني ببلاهة وتساءلت أقف عند باب المطبخ أتابعه بعيناي: هل قلت أذهب إلى غرفتهما وايقظهما؟
امتعض وهو يخرج الطعام من الثلاجة وما يلزم: يفترض انهما قد استيقظا ولكن قد يعود لاري إلى النوم بعد خروجي من الغرفة. تحركي!
قال كلمته الأخير بإنزعاج وبنبرة جافة فطرفت بعيني بتفاجؤ وانا اتحرك بسرعة.!
لم يكن هذا. ما توقعته!

ظننت أنني سأستكمل حياتي المسالمة دون اي عناء، هل سيعاملني كما يعاملهم تماماً؟
تنهدت بعمق وخرجت من غرفة المعيشة، اتجهت إلى باب الغرفة وطرقته بخفة لأدخل.
كانت ثواني معدودة فقط وخرجت مجدداً دون ان أدخل أكثر عندما لمحت كارل ينام بعمق بصدره العاري وعلى السرير المجاور دانيال الذي لمحته ينام بفوضوية بصدره العاري أيضاً وقد انزلق نصف الغطاء على الأرض! تباً اعتقدت انها غرفة الاثنان الأصغر!

اتجهت إلى الغرفة الأخرى وكما توقع السيد هاريسون فلقد رأيت أحد الأسِرة فارغاً بينما الآخر لا يزال ينام عليه لاري.
اقتربت منه ووقفت أمام سريره، كان شعره البني فوضوي ومبعثر بشدة، ملامحه بدت مسالمة طفولية جداً وكأنها لا تخفي شيطان يستيقظ فور رؤيتي!، وضعت يدي على كتفه أهزه محاولة جعل نبرتي هادئة لطيفة: لاري. استيقظ، ستتأخر عن الذهاب إلى المدرسة.
لم يتحرك قيد أنملة.

عاودت أهزه مجدداً وتململت بترقب فما كان مني إلا ان جلست على السرير بجانب رأسه، ابتسمت بمكر بينما اقرب وجهي من أذنه، كدت أهمس فيها لولا ان شعرت بوجود شخص ما.
رفعت عيناي نحو باب الحمام الذي فُتح لأرى كيفين يحدق إلى بعدم استيعاب وتفاجؤ.
طرفت ببطء واعتدلت لأقف فعقد حاجبيه بإرتياب ونظر إلى لاري بتوتر قبل ان يقول يشيح بناظره: ما الذي كنتِ تنوين فعله به!

لويت شفتي بتهكم: وماذا سأفعل برأيك؟ كنت أحاول ايقاظه!
طرف بإضطراب شديد ومرر يده في شعره الرطب من الماء الذي غسل به وجهه، بدى مرتبكاً فابتعدت مشيرة إلى الآخر: أيقظه حتى لا يغضب والدك.
أعقبت بسخرية: لا تقلق لم أكن أخطط لمنحه قُبلة الصباح مثلاً.
خرجت من الغرفة وعدت إلى المطبخ لأخبر السيد هاريسون وما ان نويت العودة إلى غرفتي حتى قال بجمود وهو منهمك في إعداد الفطور: هل لديكِ أي خطط اليوم؟

خطط؟ أنوي الخروج والاطمئنان على بينديكت، ربما بعدها سأتنزه قليلاً، نظرت إليه وأجبته: سأخرج عند العاشرة تقريباً، إلى ذلك الحين سأرتب ملابسي في الخزانة أولاً.
أومأ إيجاباً دون ان يلتفت: قبل ذلك قومي بتنظيف الأرضية والكراسي في محل الحلاقة.
ساد صمت مطبق للحظة.
استدار على إثره تجاهي فوجدني أحدق إليه بعدم استيعاب!
أنظف؟
ما. ما الذي!
فغرت فمي احاول استيعاب الأمر ليقطب جبينه: ماذا هناك؟

أعقب يستدير مجدداً: فكرت في موضوع الإيجار وقررت أنه لا داعي لتقومي بدفعه نقداً.
لن أدفعه نقداً؟ وبدلاً من ذلك قرر أن ادفعه براحتي واسترخائي؟ لا يمكنه أن يكون جاداً!
اقتربت اعترض محاولة التصرف بهدوء ولطف: مهلاً سيد هاريسون اعتقد أنني أفضل دفع الايجار نقداً كما لا أريد أن أفسد أي غرض في المنزل ولا ارى انه يوجد جدوى من.

انتفضت لصوته المليء بالجمود: انا لا افكر في قراراتي مرتين، اسرعي قبل ان تشير الساعة إلى الثامنة.
بحق الإله!
بقيت في مكاني بعدم تصديق وحاولت مجدداً بحبور: الا تعتقد أنه من الأفضل تسوية الأمر نقداً؟ وجود فرد إضافي معكم يعني زيادة التكاليف لذا سيكون من المنطقي أن.
توقفت عن الحديث عندما ترك ما في يده واستدار إلى ينظر إلى كلتا عيناي بنفاذ صبر.
استدرت فوراً وغادرت المطبخ لأنزل بسرعة.!

نزلت الدرج أحاول استيعاب ما يحدث! اعتقدت أنني سأسكن هنا واحصل على مكان آمن واكون قريبة من دانيال وحسب! لماذا على ان انظف أو استخدم يداي في أي شيء هنا؟ لماذا لا يتولى هذه المهمة أحد أبناءه؟ انتابني الانزعاج الشديد وتذمرت بصوت خافت أواجه صعوبة في مسايرة الوضع.
لا يجب ان يعاملني كما يفعل معهم! في النهاية انا هنا ضيفة مؤقتة!

زفرت بضيق ابحث عن عدة التنظيف من حولي، وكيف على البدء أصلاً؟ وماذا استخدم لتنظيف الأرضية؟ ماذا عن الكراسي؟
بقيت حائرة في مكاني حتى قررت الصعود مجدداً لأسأله وما ان فعلت حتى تنهد ممتعضاً واشار لي ان ابتعد: اصعدي إلى غرفتك لا بأس سيقوم دانيال بذلك. ولكنكِ ستتعلمين لاحقاً كيفية تقديم المساعدة.
تنفست الصعداء وابتسمت لأخرج من المطبخ: سأرتب خزانتي.

الحمدلله! المرة القادمة عندما يحين الوقت سأتعذر بأي عذر مناسب وحسب.

انتهيت من ترتيب ملابسي في الخزانة وقد استنزفت وقتاً وجهداً، كتفي يؤلمني كلما حركت يدي لذا واجهت صعوبة بالغة.!
اخرجت من حقيبتي خافي العيوب وبدأت بوضعه على الكدمات لأخفي أثرها في وجهي، ثم وضعت مسكناً للألم على كتفي بينما أجيب على مكالمة روز وارتدي السماعة في اذني: صباح الخير.
صباح الخير كات، كيف تشعرين الآن؟ هل أنتِ بخير؟
نعم أنا بخير لا تقلقي. تتجهين إلى العمل؟

صحيح أخذني ديفيد معه في طريقه، أخبريني كيف هو يومك الأول؟
تساءلت بنبرة ساخرة مترعة بالحماس فقلت بتبرم: لن يكون الأمر سهلاً كما ظننت ولكنني سأتدبر شؤوني، آه ولا تقلقي بشأنهم مرت الليلة الأولى بسلاسة.
رددت بحيرة من أمرها: بسلاسة؟ هذا غير متوقع.

ثم صمتت قليلاً وأكملت: لا تنسي كتاليا أنكِ هناك لسببين. عليك أن تستغلي الفرصة وتتقربي إلى دانيال لتكسبيه جيداً، كما عليك أن تحذري وتقلقي على نفسك، وكما اتفقنا. عندما أصل الى مقر العمل سأخبر رجال الأمن هناك أن يمنعوا ذلك الوغد من الدخول مهما حدث.
وكأن هذا سيمنعه، لديه عقل عميق التفكير ولا ينكف يفكر بالخطط البديلة. سيفعل المستحيل حتى يجدني.

آه نعم، توقفي عن تقبيل دانيال كلما سمحت لكِ الفرصة أيتها الحمقاء.
لويت شفتي بإمتعاض حتى سمعت صوت بجانبها ذو نبرة مندهشة: كتاليا قبلت ذلك العارض! متى ولماذا؟ آه يا الهي، مسكين أنت يا جاك لابد وأنه سيتحطم!
انزعجت لأصرخ محذرة بغيظ: روز أخبري ديفيد أن يغلق فمه للأبد، إن علم أي أحد بالموضوع فسأقتله بلا تردد! تباً لماذا تتصرفون مثل مكبرات الصوت التي تعمل على نشر الفضائح فقط!

قالت متنهدة: هل سمعت ديفيد؟ انه سر.
اتسعت عيناي: هل تضعين المكالمة على وضع المكبر بحق الإله!
صوتك وصل إلى الشارع المجاور أيتها الحمقاء! على كل حال سأغلق الآن وسآتي لأراك في المساء إن استطعت. إن احتجت أي شيء فأعلميني اتفقنا؟
حسناً، أعلميني بأخر المستجدات المهمة في العمل. وأنتْ ديفيد لن أتساهل معك إن علم أي شخص بالأمر لا تجرؤ على التحدث بهذا الشأن مهما حدث!
أتى صوته منزعجاً: لن أفعل!

انهيت المكالمة ممتعضة ونظرت إلى شاشة هاتفي، تفقدت المدونة لعله يوجد أي تحديث فيها. ولكن لا شيء جديد!
زفرت بإحباط وتركت هاتفي جانباً، لم يقم بتحديثها بعد!
يا ترى ما الذي سيتحدث عنه هذه المرة؟
لفت انتباهي وجود ورقة أسفل باب غرفتي لم يكن ظاهراً منها سوى طرفها، استنكرت الأمر واقتربت من الباب!
منذ متى كانت هذه الورقة هنا؟
جثيت التقطها بحيرة.
كانت مطوية لذا فتحتها لأقرأ المكتوب فيها.

لا مكان للقبيحات في منزلنا، لن تأخذي داني ولن تحققي أهدافكِ مهما حاولتِ، غادري منزلنا طالما تسنح لك الفرصة بذلك
عفواً؟ رسالة تهديد؟
هذا الخط. يبدو فوضوياً وكبير جداً! من الواضح ان ذلك الشيطان الصغير من كتبها!
ما الذي سيفعله على أي حال؟
ابتسمت بسخرية وبحثت عن قلم في حقيبتي، أخرجته وطويت الورقة لأكتب خلفها.

سترى وجهي القبيح كثيراً لذا لنحرص على تقبل بعضنا البعض، داني هو هدفي ولا مفر من ذلك، لا ترسل رسائلك وإلا منحتك قبلة لطيفة على وجنتك الممتلئة
كنت أعلم أنهما غادرا إلى المدرسة لذا لم أتردد في النزول ودخول غرفتهما لأضع الرسالة على سريره وأخرج لأعود أدراجي إلى غرفتي.

لم أتناول فطوري بعد، فبينما كنت أرتب ملابسي صعد السيد هاريسون بنفسه لينادي إياي لأتشارك معهم الفطور ولكنني رغبت في الانتهاء من افراغ الحقيبتين أولاً.
علي كل حال سأتناول فطوري بعد قليل واخرج.
دانيال:
أغلقت منبه الهاتف وتقلبت على السرير للحظات قبل ان اجلس أبعثر شعري بتثاقل شديد وأمدد جسدي، تأوهت ليدي التي ضربت طرف السرير بالخطأ قبل أن اعتدل و أتفقد هاتفي قليلاً.

تحركت بنعاس وابتعدت عن سريري بخطى بطيئة، نظرت إلى كارل الذي يغط في نوم عميق وقد وقع غطاءه على الأرض.
أمسكت بالغطاء لألقيه على وجهه ثم خرجت من الغرفة.
إنها الثامنة والنصف، هل نظف أبي المحل؟ اردت أن أفعل ذلك قبله ولكنني لم أستيقظ من أول مرة لرنين المنبه، سأتناول الفطور بسرعة لأساعده، اتجهت إلى الحمام لأغسل وجهي، ولكنني وقفت بدهشة أمام الباب أقرأ المكتوب.

الحمام بات مخصص للنساء فقط، من أراد منكم الاغتسال بحمم الجحيم فليدخل
ن. نساء! هذا يعني أنه بات لها؟ ما الذي يظن بأنه فاعل لأجلها؟ الغرفة والحمام أيضاً؟
علي أن أراه حالاً.
استدرت فورا واتجهت إلى الدرج لأنزل، ولكنني لمحتها تقف معه وتتحدث بكل بساطة بل وتبتسم أيضاً ترتدي ملابسا أنيقة كما لو كانت ستخرج.
اجفلت ما ان انتبهت لي ولكنني قلت بحزم أنظر إلى أبي بينما أتنحنح: أبي. علينا التحدث.

نظر إلى بتبرم ثم عاود يكنس الأرضية بلا اكتراث، ي. يتجاهلني! لا يوجد أي زبائن بعد على أن أنتهز الفرصة لأتفاهم معه.
لمحتها تبتسم بثقة وترمقني بنظرة هادئة، عقدت حاجباي وصرخت بنفاذ صبر وغيظ: ماذا!
أشارت لي: ستتمشى في الأرجاء عاري الصدر؟ معجب بنفسك إلى هذه الدرجة؟

أضافت تنظر إلى أبي بأسى: سيد هاريسون. من الصعب الشعور بالأمان لرؤية رجل يتمشى في الأرجاء نصف عارٍ! أنا فتاة كما تعلم وليس من السهل التأقلم بسرعة لرؤية أمر مماثل.
نظر أبي إلى وقال بحزم: آه صحيح. طالما الآنسة كتاليا هنا فعليك أنت والباقين ان تنتبهوا لهذه النقطة، حاول ارتداء ملابسك في الغرفة.
وضعت يديها على وجنتيها وتمتمت تنخفض ناظريها: صحيح، أنا في النهاية أنثى وليس من اللائق رؤية أمر مماثل.

استوعبت الأمر أغطي صدري بيدي وزمجرت بحنق: أبي لماذا تفعل هذا! إن كنت تظن بأن طريقتك هذه ستزيل عقدتنا فهذا لن يحدث، لماذا عليها أن تبيت هنا؟ إن واصلت فعل هذا فأنا سأتصرف بطريقتي حقاً.! منحتها الغرفة والآن الحمام! لا تخبرني أنك تتوقع ان نستخدم جميعنا حمام الغرفة الأخرى؟
نظر إليها وأشار إلى احد الكراسي قائلاً: هذا الكرسي أيضاً بحاجة إلى بعض التعديلات، لذا أظنني سأخرج في المساء لشراء بعض اللوازم.

يتجاهلني ببساطة!
أجابته مبتسمة: سأرافقك إن كنت متفرغة سيد هاريسون.
ولكنها بدت وكأنها تذكرت أمراً وتغيرت ملامحها إلى القلق ولا يبدو لي أنها زيفت ذلك!
قالت تسرع في خطواتها إلى الباب: أرجو المعذرة أخشى أنني سأتأخر على بينديكت. إلى اللقاء.
بينديكت؟

وقفت باستغراب قبل أن أتذكر الأمر برمته وزفرت بغيظ أصعد إلى الأعلى، دخلت الغرفة لأرتدي قميصي واضطررت لإستخدام حمام الغرفة الأخرى ثم اتجهت إلى المطبخ لأتناول الفطور، وجدت الأطباق قد تم تغطيتها فجلست أبعدها لأرى شطائر تفقدتها لأرى ما فيها.
أكملت تناول الطعام وغطيت الأطباق مجدداً ثم تحركت بلا حيلة لأنزل وأساعد الرجل الذي يُدعى أبي.
علي التفاهم معه في الوقت المناسب. وجود هذه الفتاة هنا كارثة!
كتاليا:.

ضاقت عيناي أحدق إلى بينديكت الذي يستلقي على سرير صغير في إحدى غرف العيادة المخصصة للراحة بعد إجراء العمليات البيطرية. يتنفس بصعوبة. ينام بتعب ووهن ويصدر صوتاً بأنفاسه دل على شدة الجهد الذي يبذله في التنفس، رفعت يدي التي ارتدي فيها قفازات بيضاء مخصصة في العيادة، مررتها على جسده الضئيل صغير الحجم وهمست بصوت أبح: كم أنت قوي لتحتمل هذا الألم.

علق الطبيب خلفي مبتسماً ومطمئنا: سيكون بخير في غضون أسابيع قليلة، تمت معالجة الكسر في أضلعه ولا داعي للقلق.
أعقب باستغراب: كيف أصيب بهذا على أي حال؟
بماذا أجيب!
وماذا غير الكذب.
رسمت ابتسامة مسايرة وقلت دون أن أستدير: كان يتنزه معي في أحد الشوارع ولكنه خطأي، لم ننتبه لسيارة مسرعة. أنا أيضاً أصبت وكان على أن أكون أكثر انتباهاً.
من الجيد أنكِ بخير! حسناً إذاً سأكون في الخارج في الغرفة المجاورة.

عندما خرج عاودت أحدق إلى الجرو أمرر يدي بلطف على جسده، وأداعب فروه الأبيض أسند يدي الأخرى على السرير، هذا الصغير. فعل ما بوسعه محاولاً حمايتي. ارتخت ملامحي اتذكر تفاصيل ما حدث بألم شديد. وفجأة زاد الألم في جسدي كذلك وبدت الرضة في كتفي وكأنها إصابة قد تعرضت لها للتو فقط.
ما ذنب بينديكت! كل ما كان يحاول فعله هو تقديم العون لي. وانتهى الأمر به طريحاً بالكاد يلتقط أنفاسه.

همست بينما أداعب فروه بحذر ولطف: أنتَ بطلي الصغير، أسفة. أقحمتك في مشاكلي الخاصة!
مررت سبابتي على أنفه مردفة: عليك أن تتعافى بسرعة، سأعوضك بشراء العاب جديدة، طعام ذو جودة أفضل، وسأشتري لكَ طوق عصري أكثر. عليك أن تتحسن بينديكت، لست معتادة على قضاء يومي بدونك. أحتاج إلى وجودك معي في منزل يعج بالرجال، لا يمكن أنك لن تشعر بالغيرة علي.؟

استمر يلهث بتعب وبقي مغمض العينين، عقدت حاجباي بأسى وقد تمكن الضيق مني.
بقيت إلى جانبه للحظات.
وعندما أدركت أن لا شيء سيجنيه من جلوسي بجانبه وقفت مستسلمة وخرجت من العيادة أسير بخطى بطيئة ثقيلة كمختطفة مكبلة بالقيود الحديدية التي تعيق حركتها، ذهني شارد. عقلي لا ينكف يفكر في عشرات المواضيع في وقت واحد.

التناقض يسيطر على أفكاري، ترغب قدماي في اللجوء إلى منزل العائلة، ولكن ينتابني الحرج الشديد لمجرد التفكير بالأمر.
أخرجت هاتفي من جيبي أحدق إلى اسم ريتشارد بتردد لثواني قبل أن أتصل به عندما انتهى الأمر بي أجلس على رمال الشاطئ القريب من الشارع العام.
ترقبت رده. ولكنه لم يجب.
حاولت مجدداً والنتيجة نفسها.
لا بد وأنه مشغول، فبعد انقضاء ساعات العمل الرسمي في مدينة أبي الإعلامية سيعود ليستكمل كتاباته.

تركت هاتفي بجانبي على الرمال الناعمة ومررت يدي على كتفي التي تؤلمني أتأمل الأمواج الهادئة والراكدة، الشبان اللذين يمارسون الرياضة على الرمال، و الفتيات اللواتي يلعبن كرة الطائرة ويضحكن مستمتعات بشدة على بعد مسافة كبيرة نوعاً ما.
بالطبع لا يوجد أطفال أو مراهقين في وقت كهذا، إنه وقت الدراسة على أي حال.
لهيت نفسي بصعوبة وقضيت وقتي أحدق إلى الشاطئ وقد وضعت السماعة في أذني أنصت إلى موسيقى هادئة.

ما الخطة التالية؟ مضى يوم واحد فقط على العيش مع هاريسون وأبناءه، لم أتعرض لأي صعوبة أو مشكلة.
أتساءل إن كان هذا السلام والهدوء. سيستمر!
أحدهم يمقت النساء، والثلاثة الأخرين لن يتقبلوا وجودي! في الواقع لا أنوي مساعدة أحدهم. ولكن.
ما أفكر به خاطئ. لا أريد استغلال رجل سمح لي بالبقاء في منزله دون مقابل مادي.

ما على التركيز عليه الآن هو الحذر من باتريك أولاً والبحث في حقيقة خروجه من السجن بعد انقضاء فترة قصيرة، ثم التركيز على انهاء اجراءات الأوراق الرسمية لدانيال، قلت بكل ثقة للسيد كوفمان أنني سأدير أعماله ولا زال على تحمل مسؤولية ذلك.
أجفلت واتسعت عيناي أنظر إلى الشاشة عندما تعالى رنين هاتفي. أبي!
زميت شفتاي بقوة أستمر في التحديق إلى هاتفي. ولم أجرؤ على الرد على مكالمته.

اعتدت مؤخراً محادثته بالرسائل عوضاً عن ارغامه على سماع صوتي، يفترض انه خارج البلاد هذه الفترة في رحلة عمل.
ولكن رقمه وارد من هنا لذا لا بد وانه قد عاد ولكن منذ متى! وفقاً لما أعرفه فسيعود في نهاية الشهر!، أريد حقاً الاجابة ولكن. لا تتوقف يدي عن رجفتها الطفيفة!
في النهاية بقيت أحدق إلى هاتفي وعشرات المشاعر تتخطب في جوفي، حتى توقف عن الرنين تماماً.

ضممت قدماي إلى أخفف من ارتباكي وشعوري بالخزي لتجاهل اتصاله.
أحتاج إلى المزيد من الوقت أبي لأتشجع وأواجهك بطريقة ملائمة.
دانيال:.

أخرجت سلة الملابس من حمام غرفة كيفين ولاري واخذتها معي بينما أعبث بهاتفي اتفقد الرسائل والمحادثات، هذا غريب انقطع كيدمان عن التواصل معي منذ أسبوعين حتى الآن! أين اختفى هذا المغفل؟ هل شقيقته الصغيرة بخير؟ أتساءل إن كان لا يزال قادراً على اعالتها وتوفير العلاج لها، هذه الطفلة لا يجب ان تعاني لوقت طويل!
فليجب على تساؤلاتي على الأقل!
زفرت بإنزعاجي بينما أكتب له بإيجاز هل أنت على قيد الحياة؟

امتعضت ادس الهاتف في جيبي ودخلت الى الحمام الآخر لأستكمل جمع الملابس قبل غسيلها، ولكن جسدي دخل في حالة من التخشب التام أستوعب قطعة الملابس المستقرة بين يدي!
ما هذا؟
انتابني الدوار أدرك هول مصيبتي وتركت القطعة فوراً لأخرج بقفزة لم أقفز مثلها يوماً.
ا. اللعنة!
أغلقت باب الحمام بعنف ووضعت يدي عليه وكلتا عيناي تستوعبان أمر الورقة التي وضعها أبي على باب الحمام منذ الأمس! كيف بحق الإله نسيت هذا الأمر؟

مررت يدي على جبيني أهدء من روعي ولكنني فشلت وقد ضربت الباب بقدمي بخفة بغضب.
لا أصدق أنني أمسكت بذلك الشيء بكلتا يداي العارية! يا لوقاحة هذه الفتاة لم تتهاون او تتظاهر بالرسمية حتى!
هرعت فوراً لأتجه إلى غرفتي، دفعت الباب واقتربت من كارل الذي يغط في نوم عميق.
ضربت كتفه بأنفاسي المتقطعة وقلت مضطرباً: استيقظ! كارل استيقظ والا جعلتك تنام إلى الأبد!

تقلب منزعجاً بشدة وهو يقطب جبينه ويضع الوسادة فوق رأسه معترضاً: اغرب عني وجهي مناوبتي تبدأ مساءً اتركني لأرتاح!
اعترضت اسحب الوسادة بقوة وجلست على السرير أدفعه بعنف على رأسه وكتفيه: أيها الأحمق أخاك يعاني وقد لمس بيده قطعة محظورة، لا أتذكر رغبتي في اللجوء إلى شخص ما يوماً بهذا القدر!

تأفف بغضب وانزعاج يمرر يده في شعره المبعثر واعتدل ليجلس على السرير: ما الذي تثرثر بشأنه الآن! انه دورك في التنظيف فما شأني أنا الآن؟
جزيت على أسناني أرفع يدي أمامه: أنظر!
طرف بنفاذ صبر: لا أرى شيئاً!
لمستُ بيدي أمراً قد انتهك مبادئي كارل! تلك المزيفة لم تتردد في استخدام دورة المياة وتركت ملابسها هناك وكأن شيئاً لم يكن! لقد. لقد! كانت.

تلعثمت بإنزعاج فأغمض عينيه محبطاً: بالطبع ستستخدمه لماذا برأيك وضع أبي تحذيراً! سيقتلك ان اكتشف الأمر، دعني أنام ولا تزعجني مهما كانت أسبابك.
سحب الوسادة من يدي بقوة وعاد ليستلقي مندساً تحت الغطاء.
بقيت أجلس على سريره أحدق إلى يدي بعدم استيعاب.!

فاق الوضع حده! خرجت من الغرفة بخطى واسعة ونزلت الدرج حيث أبي الذي يخفف ذقن أحد زبائنه، اقتربت منه وزمجرت بغيظ: أبي! متى تنوي التوقف عن اتخاذ قرارات من شأنها التأثير على الآخرين؟ وجود تلك الفتاة هنا يعني وجود عوائق كثيرة في المنزل! ان كنت قلقاً بشأننا فسنتصرف عاجلاً أو آجلاً ولكن لا داعي لوجودها معنا تحت سقف واحد!

تمتم ببرود دون أن يستدير نحوي منهمكاً فيما يقوم به: لا تنسى تنظيف كافة الغرف لا تترك أي مهمة لاخوتك وتحاول التلاعب بجدول المهام كعادتك.
اعترضت بنفاذ صبر: هذا ليس موضوعنا!
رمقني بطرف عينه: لا تعكر مزاجي.
اقتربت أكثر ووقفت بجانبه بحزم: عليها أن تغادر، هل تبدو بمظهرها المتأنق امرأة عاجزة عن ايجاد مأوى أو شقة بديلة؟

ضاقت عيناه وترك الزبون ليلتفت نحوي بجمود وتمعن: لماذا كل هذا الإصرار على عدم تواجدها؟ ما الذي يؤرقك إلى هذه الدرجة؟
رفعت كتفاي بعدم تصديق وانزعاج: اليس الأمر واضحاً بما يكفي! اليس من الواضح انها تبحث عن مصالحها الخاصة فقط؟ ما الغرض من وجودها هنا سوى رغبتك أنت في.
سبق وقد قلت بأن الموضوع منتهِ تماماً.

تهدج صوتي بغيظ: لا ترهق نفسك بالتفكير بشأننا أبي لم نعد صغاراً لنكون في حاجة ماسة إلى شخص غريب بحجة معالجة شؤوننا الخاصة! وهل تبدو هذه الفتاة بالنسبة لك الأنسب للعب دور المعالجة حقاً؟ هل تنوي حتى مساعدتك دون مقابل؟
وهل بدت لكَ تلك الكدمات نتيجة عطل سخيف كما ادعت؟
تمكن مني الحنق الشديد وجزيت على أسناني وشيء في داخلي يتصاعد بحرقة: كان من الواضح أنها تكذب، أعلم. ولكنه موضوع مختلف تماماً!

إذاً ستطلب منها الرحيل وليحدث لها ما قد يحدث؟
سألني بصوت جهوري عالي فجادلته بحزم: لم أكن لأسمح بحدوث أمر مماثل! ولكنني لن أتقبل فكرة وجودها هنا أيضاً!
أ. أرجو المعذرة ولكن اهدئا! سيد هاريسون ح.
استوقفنا الزبون بتوتر لينهره كلانا في الوقت آنه: أطبق فمك!

أجفل ليغوص في كرسيه بصمت، بقيت أنا وأبي نتبادل النظرات بصمت للحظات قبل ان يهمس بجمود: أُحملك مسؤوليتها بالكامل، وحتى تعالج شؤونها الخاصة سأرى إن كنتَ ستجرؤ على طردها لتواجه مصيرها المجهول الذي كذبتْ بشأنه عمداً.
عقدت حاجباي أحدق إليه باستنكار بينما استكمل عمله، ما هذا! إلى أي مدى هذا الرجل عنيد؟

يسألني لماذا كل هذا الإصرار!؟ وهل الأمر يستدعي السؤال حتى؟ وجود هذه الفتاة يسبب لي إضطراباً لم أعهده يوماً فكيف لي أن ألتقط انفاسي بصورة طبيعية حتى!؟
لويت شفتي بسخط وعدت أدراجي أستكمل تنظيف المنزل وقد أقسمت ألا أقترب من غرفتها، لن أضع اصبعاً فيها.
وبالفعل. مضى الوقت وقد انتهيت من كل أعباء ومهام المنزل وها انا ذا أعد الغداء، يوشك لاري وكيفين على العودة من المدرسة لا بد وانهما في طريقهما.

تركت الغداء لينضج ونزلت لأساعد أبي في عمله، وبينما أستلم أحد الزبائن وأحدد ذقنه بتركيز تساءل أبي بجفاء يقص شعر الشاب الجالس أمامه: هل نظفت غرفة الآنسة كتاليا؟
لا.
أجبته ببرود فاختفى صوت المقص الذي يستخدمه.

لمحته بطرف عيني قد توقف عن قص شعر الزبون والتفت نحوي بإستنكار وترقب، حينها فُتح باب المحل ليدخل كيفين يمرر يده على عنقه منهكاً ويصعد إلى الأعلى ببرود، أما لاري فابتسم بمرح واقترب مني بسعادة وحماس: دانيال عليك أن تسمع ما تعلمته حول اصناف الحشرات في الفصل!
بقي أبي يحدق إلى بجمود وترقب فانتبه لاري ونظر إليه بحيرة وقلق.
تنهدت بعمق وقلت بلا حيلة: لن أفعل أبي. كلّف كيفين أو حتى كارل بهذه المهمة.

همس بجفاء: أيها الجانح عديم التهذيب!
تساءل لاري بإستغراب: ما الأمر؟ عن أي مهمة تتحدث أبي؟
وجه سؤاله إليه ولكنني كنت من أجبته بملل: تنظيف الغرفة العلوية.
عقد حاجبيه ممتعضاً وزم شفتيه ينظر إلى أبي بصمت يكور كلتا قبضتيه، استكملتُ عَملي في حين قال أبي بجمود: سألقنك درساً حتماً!
ترك الزبون الذي طرف بعينه ببلاهة، وقال بينما يصعد: استكمل العمل حالاً.

عقدت حاجباي أنظر إليه بينما يصعد ولم أستطع تجاوز الأمر اذ أسرعت فورأً لألحق به وتجاوزته لأقف في منتصف الدرج بإنزعاج: حسناً فهمت! سأفعل ذلك لا داعي لتنظفها أنت. يا الهي أنت لن تتوقف عن لوي اذرعتنا!

رمقني بعتاب وحدة وهو ينزل ليعود أدراجه، بدى لاري مستاءً للحظة قبل ان يتبعني، صعدنا الدرج وما ان وصلت حيث الممر حتى مررت يدي أسفل ذقني بوعيد، وكأنني سأفعل هذا! أنا حقاً لا أنوي تنظيف غرفتها مهما حدث. ولكنني لن أتقبل فكرة أن يقوم أبي بذلك، ابتسمت بمكر ونظرت إلى لاري الذي بدى غارقاً في أفكاره.
جثيت أمامه ووضعت يدي على رأسه هامساً بخبث: لاري. لطالما أردتَ ان تكون مفيداً اليس كذلك؟

أومأ بحماس فغمزت له بينما أشير بإبهامي للخلف: هل ستسدي لي معروف ترتيب غرفتها إذاً؟
أعقبت ابتسم وقد وقفت أبعثر شعره: ستكون أولى خطوات تعاوننا عليها، تعاهدنا في الأمس صحيح؟
اتسعت عينيه وتلألأت بالأمل والسعادة وهو يومئ إيجاباً: صحيح. سأرتب الغرفة نيابة عنك لا تقلق داني.

تحرك فوراً بحماس ليصعد الدرج فوقفت في مكاني ووضعت كلتا يداي في جيبي وقد تمتمت بتهكم أحدث نفسي باستمتاع: رتبها جيداً. ولا تترك ذرة غبار واحدة.
كتاليا:
نزلت من سيارة الأجرة وعدلت من حقيبتي على كتفي الأخرى الغير مصابة، نظرت إلى المحِل بهدوء ثم أكملت طريقي لأنزل قبضة الباب وأدخل.

لا يوجد أي شخص ومكتوب على المحل أنه مغلق، الا بأس بترك الباب مفتوحاً دون أن يوصد بالمفتاح؟ أياً يكن ومن سيجرؤ على اقتحام مكان كهذا!، أعتقد أنني تأخرت عن الغداء إنها الثالثة والنصف مساءً، لا بد وأن السيد هاريسون يرتاح قليلاً قبل أن يعاود العمل من جديد، هذا ما يفعله الأغلبية. داعبت رائحة الطعام الشهي أنفي ما أن وصلت إلى منتصف الدرج. يكاد لعابي يسيل، سأرتدي ملابس مناسبة ومريحة ثم أتناول الغداء.

الهدوء يعم أرجاء المنزل، أكملت طريقي لأصعد إلى الغرفة، فتحت الباب ودخلت لتنزلق حقيبتي من على كتفي متسمرة في مكاني بذهول وعيناي تكاد تخرج من مكانها.!
ما هذا؟
ما الذي.
حدث هنا تحديداً؟
ارتجفت شفتاي بدهشة ونظرت من حولي بعدم استيعاب.

ما كل هذه الفوضى في الغرفة! لماذا كل أشيائي مبعثرة من الخزانة، لماذا الأدراج مفتوحة! السرير في وضع فوضوي وبشدة، الغرفة تبدو كما لو تعرضت لإعصار شديد! كما لو مرت عليها زوبعة وأفسدت كل شيء!
اقتربت من الخزانة بعدم تصديق أنظر إلى ملابسي المُلقاة على الأرض، ثم انزلق نظري إلى الدرج الذي وضعت فيه حاجياتي النسائية الخاصة.
حتى الدرج قد تم العبث به! لا أصدق. ما الذي. يجري؟
لحظة!
الهدوء الذي كان يعم المكان!

هل يعقل.
أنه يوجد من اقتحم المكان؟
اتسعت عيناي بدهشة وأسرعت أتجه إلى الباب بتوتر ولكنني توقفت فوراً حين سمعت صوتاً خافتا غريباً.
أسرعت أحدق في الغرفة بإرتباك وجزع وحرصت على ألا أصدر أي صوت لأنصت جيداً.
احتضنت نفسي بإرتياب وضاقت عيناي أحاول التركيز والتفكير.
ه. هاه!
الصوت قادم من أسفل السرير؟
طرفت بإرتباك شديد ووجدت نفسي أتراجع للوراء.

لم يقل السيد هاريسون أن الغرفة مسكونة! هو لن يتركني لأقطن فيها إن كانت كذلك صحيح؟
علي أن أخرج فوراً، لا أدري ما الذي حدث ولكن الوضع لا يبدو آمناً حقاً. هذه الفوضى والهدوء في المنزل، كلها عوامل لا تدعو إلى الإطمئنان أو الراحة.
هل هذه العائلة. تعرضت لشيء ما!
وضعة يدي المرتجفة على قبضة الباب و نويت الركض بالفعل ولكنني توقف مجدداً أستنكر ما أسمعه.
صوت طفولي خافت؟

عقدت حاجباي بعدم فهم أستوعب أن الصوت مالوف جداً!
هل هذا صوت. ذلك الصغير لاري أم أنني واهمة؟
إنه هو بلا شك! ولكن.
لا يمكن. هل يختبئ هنا لسبب ما! هل يهرب من شخص ما؟

تقدمت بخوف وحذر وقدمي بالكاد تحملني. جثيت على الأرض ببطء وانحنيت لأنظر إلى الأسفل، لأتفاجأ به يستلقي تحت السرير وما ان التقت أعيننا حتى أسرع يزحف للوراء ليخرج وقد ركض نحو الباب ليقول بسخرية وخبث أدهشني: أسديت لكِ خدمة تنظيف الغرفة، لا شكر على واجب.
ماذا!
ت. تنظيف الغرفة؟
هذه الفوضى. من صنيعه هو؟
تملكني الجنون وغلت الدماء في عروقي.!

جزيت على أسناني واعتدلت لأقف فوراً أصرخ بغضب: عد إلى هنا حالاً! أيها الشيطان الصغير. كيف تجرؤ.؟
ركضت خلفه بسرعة وخرجت من الغرفة لأنزل الدرج.
سيندم حتماً. لقد أفسد كل ما قمت بترتيبه!
شهقت بدهشة وأنا أشعر بخفة جسدي الذي يطير في الهواء ما ان نزلت!

أغمضت عيناي بقوة أتأوه بألم وقد سقطت مباشرة على ظهري في منتصف الدرج، عضيت على شفتي أعقد حاجباي وأتنفس بصعوبة، اللعنة متى وضع هذا الحبل؟ تعمد أن يجعلني أتعثر به. سأقتله.!
جلست أمسك بالحبل الذي كان يربطه بطرف الحائط ويبدو انه سحبه فور خروجه بطريقة ما! احتدت عيناي لأقف بسخط ما ان سمعت ضحكاته الخافتة مجدداً، لقد اتجه إلى غرفته.!
ركضت أتجاهل ألم ظهري واقتحمت الغرفة حيث دخل.

رأيت كيفين الذي كان يجلس على السرير ممسكاً بكتاب وقلم ويبدو منهمكاً في الدراسة إلا أنه اجفل بذعر وحدق إلى بدهشة، تجاهلته ورأيت الصغير الذي احتدت عينيه بإنزعاج وقد وقف فوق سريره بحذر فقلت بغضب: لماذا فعلت هذا! لقد رتبت ملابسي وحاجياتي اليوم فقط. هل كان عليك التصرف بهذه الطريقة؟ ماذا لو أصابني مكروه بسبب ذلك الحبل وتصرفاتك السخيفة! تعتقد نفسك مضحكاً؟ لماذا تفعل هذا!

أجابني يضع يده على خصره بثقة: أليس هذا واضح؟
آه نعم واضح لا شك لا داعي للتعبير عن مشاعرك. ولكن أن تكرهني لا يعني أن تفعل أمراً مماثلاً، من تظنني؟ أولاً أنا فاشلة في ضبط أعصابي. ثانياً لن أسامحك لأنك طفل فقط، ستدفع الثمن!
اتسعت ابتسامته بخبث أكبر: وأنا أمقتك. سأتوقف عن التصرف بلؤم ان قررت مغادرة منزلنا وترك داني وشأنه.

قلّبت عيناي بنفاذ صبر في حين تحدث كيفين ببرود يجوبه توتر: من فضلكِ. اخرجي وأغلقي الباب خلفك.
نظرت إليه بسخط فأشاح بوجهه فوراً ثم اختلس نظرة إلى لاري وقال متمتماً بصوت خافت: سيقتلك أبي أيها الأحمق. ستورطنا جميعنا.!
عقد لاري حاجبيه بإستياء وأشار إلى بسبابته معترضاً وقد قفز فوق السرير بإنزعاج: ولكنها تحاول سرقة داني! ألم ترى كيف كان غريباً ومذعوراً في الأمس؟ علينا التخلص منها الم نتفق على هذا!

يتفقون على هذا؟
آه.
كما توقعت بالفعل.
عقدت حاجباي وكدت أعلق لولا أن أكمل بحقد وعينيه البنية تلمع بالتحدي: اخرجي من منزلنا. داني لا يريد العمل معكِ. كما لا يريدك أن تمكثي هنا.
نعم أعلم هذا. وهذا قد يكون جزء من أسباب تواجدي هنا.
أيتها الشريرة المشعوذة!
والآن إن سمحت. اصعد معي إلى الغرفة ورتب الفوضى التي تسببت فيها، لا يمكن أنك تعتقد أنني سأنظفها بنفسي!
لن أفعل.
ستفعل.

أعقبت أقترب من سريره بحزم وأمرر يدي على كتفي الذي يحترق كالجحيم من شدة الألم الذي امتد إليه: لدي مزاج سيء يا صغيري، أخبرتك أنني لست جيدة في ضبط أعصابي.
لقد قرأت ردكِ على رسالتي، وكان هذا ردي على ما كتبته.

شعرت بوقوف كيفين خلفي وقد نزع نظارته وترك الكتاب من يده ليقول ببرود اختلج بالإرتباك الذي حاول إخفاؤه: لاري. أبي سيغضب حتماً وسيعاقب الجميع! سأقنعه بان ينظف الغرفة ولكن. هل يمكنكِ الخروج من الغرفة الآن؟
رمقته بطرف عيني فقطع خط النظرات المتبادلة وتمتم على مضض: لا يجب أن تكوني هنا. أخرجي.
رفعت حاجبي الأيسر بهدوء: لن أفعل حتى يأتي معي إلى الغرفة.

ثم وجهت حديثي إلى الشيطان الصغير وقلت بحدة: ما الذي تنتظره!
بدى ان نبرتي هذه قد جعلته يشتغل غضباً وقد صرخ بحنق: أنا أكرهك، لن أرتب الفوضى ولن أفعل ما تمليه على كما لست خائفاً منكِ، داني قادر على التخلص منكِ وإيساعك ضرباً كما يفعل مع المزعجين.
زفرت بنفاذ صبر ووضعت يدي على خصري بتبرم: آه كم أنت عنيد، لآخر مرة. أقول لك أن ترافقني إلى الغرفة.
لا.
واثق من ذلك؟
علي أتم الثقة!
هل هذه كلماتك الأخيرة؟
نعم.

لقد جنيت بالموت على نفسك.
اقتربت منه لأزمجر راغبة في الإنقضاض عليه كوحش هائج ولكنه شهق بذعر وأسرع يصرخ يستوقفني برجاء: م. مهلاً!
وقفت أعقد حاجباي بغضب ولا أزال في وضعية الاستعداد للهجوم فقال بسرعة وقد تفاجأت بوجهه ينكفئ وعينيه ينظر بهما إلى الأرض بتوتر: ما الذي ستفعلينه؟

اليس هذا واضحاً! سألقنك درساً. سأقضي عليك دون تردد، كما سأخبر والدك عن تلك الحيلة السخيفة، بسببك كتفي يؤلمني أكثر وبالكاد أحرك يدي!
و. ولكنني فقط.
دمعت عينيه وتقوست شفتيه فاتسعت عيناي وتسمرت في مكاني بدهشة!
علي وشك أن يبكي؟
أمسك بقميصه بقوة ثم أحكم قبضتيه الصغيرتان، زادت الدموع في مقلتيه ولكنه أعاد يديه مجدداً خلف ظهره بتوتر وهمس: أرجوكِ. لا تخبري أبي. سيغضب!

تباً. لماذا هذه الدموع الآن! ولماذا هذه النبرة المرتجفة والصوت المبحوح!
أخفضت رأسي بتردد شديد ومع ذلك أشحت بوجهي بغضب للحظة، عاودت أنظر إليه مطولاً. حتى تنهدت وتمتمت: سأسامحك شرط أن تعيد الغرفة إلى حالتها السابقة.
رفع عينيه الدامعة نحوي ببطء.
ثم ابتلع ريقه بوضوح وهمس متمالكاً نفسه: لن تخبري أبي؟
نفيت برأسي: لن أفعل.
حقاً!
نعم.

بدأت الإبتسامة تشق طريقها نحو ثغره وقد اتخذت السعادة طريقها نحو عينيه وهو يحدق إلى بإمتنان ومد يمناه: هدنة مؤقتة إذاً.
هدنة؟
ولماذا مؤقتة!
قطبت جبيني بعدم رضى ونظرت إليه ثم إلى يده، لا يهم طالما سينظف الغرفة ويعيد كل شيء كما كان. ليس وكأنني سأنظفها وهي بتلك الحالة المريعة!
رفعت يدي أصافحه بهدوء، وقلت متنهدة بعمق: من الأفضل أن تتوقف عن التصرف بعدائية. هذا لن يأتي بأي نتيجة.
أومأ بابتسامته تلك.

ولكنني أجفلت في مكاني حين اتسعت ابتسامته أكثر ولم تعد لطيفة!
ومضت عينيه ببريق شيطاني وقد همس بخبث: من قال لن يأتي بأي نتيجة؟
هاه؟
جحظت عيناي برعب وقد شعرت بحركة غريبة في يدي، ه أبعد يده عني وما ان وقع نظري على يدي حتى هربت الدماء من عروقي و ارتجفت في مكاني! اهتزت أوصالي لأصرخ بذعر لينتابني شعور تقطع أحد حبالي الصوتية!
حاولت النطق والصراخ عليه ولكنني عجزت وأنا أرى الكائن الأسود يتحرك على يدي بسرعة!

م. مستحيل.
اختفى صوت صرخاتي وآخر ما رأيته كان سقف الغرفة فوقي مباشرة وقد شعرت بألم في رأسي بعد ان سمعت ارتطامها بالأرضية.
دانيال:
توقفت عن تلميع إطارات الدراجة عندما تهاوى على مسامعي صوت صراخ أنثوي!
تركت كل ما بيدي وخرجت من المرأب على عجل.
ما كان ذلك قبل قليل! هل عادت؟ ما خطبها بحق الإله!

تسارع نسق تنفسي بعدم انتظام وصعدت أبحث عن مصدر الصوت وقبل ان اصعد حيث الغرفة العلوية سمعت اصواتاً مضطربة في غرفة كيفين ولاري. لا بد وأن الصوت كان من هنا! اقتحمت المكان وقد دفعت الباب أتساءل بجدية وحذر: ما الذي يجري؟
وجدتهما يقفان ويحدقان إلى الأرض تحديداً المساحة الفارغة بين سريرهما! لاري فوق السرير وكيفين يقف عند نهاية سريره وعينيه معلقة على شيء على الأرض لم أستطع رؤيته!

همس كيفين بإرتياب: سيُعاقب الجميع. بلا شك! لقد أقحمتني في الأمر أيها الأحمق!
قالها للاري الذي تكتفت بإمتعاض ولا يزال فوق السرير، رمقني بنظرة سريعة ثم ابتسم وقال بفخر: أخي. لقد تخلصت منها.
عقدت حاجباي بعدم فهم واقتربت باستغراب أنظر إلى ما يحدقان إليه.

شهقت بإرتياب وعدم فهم أنظر إليها ملقاة على الأرض مغمضة العينان! ما الذي أصابها!، اتسعت عيناي أسألهما بحزم: ما خطبها! ما الذي حدث؟ لماذا صرخت قبل قليل! تحدثا!
ضرب كيفين جبينه بقوة وزفر بنفاذ صبر: اللعنة. لا يبدو أنني سأكون قادراً على التركيز في الدراسة لإختبار الغد.
زمجرتُ بإضطراب ونفاذ صبر أمسك بياقته: كيفين!
اجفل في مكانه ولكنه رمقني ببرود: لا شأن لي. هذا الأحمق من أخافها.

نظرت إلى لاري بعدم فهم فقال بسعادة: كما توقعت، ألم أخبرك داني؟ النساء يخشين الحشرات بالفعل!
حشرات؟
نظرت إليها ثم إليه ونفيت برأسي بتشتت لأترك ياقة كيفين: أنت. لا تخبرني أنك لجأت إلى هذه الحيلة لتخيفها حقاً!
أومأ بفخر فتنهدت بإنهاك وجثيت على الأرض أنظر إليها من على بعد مسافة كافية.
علق كيفين هامساً بإشمئزاز: لا أصدق أنه كان يخفي الحشرة في جيبه طوال الوقت. لا تلمسني لمدة عام كامل هل تسمع؟

تجاهله لاري وقفز من على السرير ويبدو بالفعل فخوراً بإنجازه العظيم.
تباً هي لا تتحرك. فقدت وعيها حتماً.!
جثى لاري على الأرض بقربها ولمس وجنتها ليمطها بقوة فنهرته: اتركها أيها الغبي المتهور!
تركها ليلوي شفته مفكراً: ما الذي على فعله تالياً؟
أشرت له بحزم أن يبتعد: دعها، ستتسبب في مقتلنا جميعنا أيها القزم المتهور. صدقني سأحلق شعرك في أقرب فرصة.
والآن ما الذي على فعله! هل هي بخير!؟

فقدت وعيها بسبب الخوف من حشرة بحق الإله؟
آه واللعنة لما لا فهناك من فقد وعيه بسبب تقبيله امرأة!
ماذا أفعل؟ إن اكتشف أبي الأمر. فلن يطرف له جفن حتى يلقن الجميع درساً! وكأنه سيصدق أنه لا دخل لي بما حدث. بل أنني سأكون أول من يتم إيساعه ركلاً ولكماً.
بللت شفتاي بلساني أفكر حتى سمعنا صوت خطى تقترب. اتسعت أعيننا وفزعنا في الوقت نفسه، إنه هو!

نظرت من حولي بتوتر حتى أخذت غطاء سرير لاري وألقيته عليها لأخفيها وتظاهرنا بالتنظيف معاً فوراً، حيث كنت أتظاهر بترتيب الأغطية الاخرى بينما كيفين يرتب السرير ولاري أسرع يرتب ما في الأدراج.
طرق الباب ودخل بوجه حازم مستنكر، نظر إلينا بجمود واستغراب: لماذا تتعاونون على التنظيف! لم يكن هذا وارداً يوماً. على أي حال ما كان هذا الإزعاج قبل لحظات؟
نظرنا إليه بحيرة لأبادر أتساءل: أي إزعاج؟

أتمنى أن لا يقترب أكثر. إن فعل فسيلمحها على الأرض بين السريرين!
احتدت عينيه الزرقاء بتمعن: صراخ. سمعته وقد كنت فوق سطح المنزل فلا تخبروني أن من في الداخل لم يسمعوا شيئاً مثلاً.
رفع كيفين كتفيه: لاري ظل يصرخ ويتجادل مع هذا الأحمق، بالمناسبة يا أبي يبدو أنني سأخرج للدراسة في المكتبة لا أعتقد أن الوضع سيكون مريحاً هنا.
جيد.
أحسنت يا كيفين.
رمقته بفخر بينما زفر أبي بهدوء: فليكن. ألم تعد الآنسة كتاليا بعد؟

نفيت برأسي منزعجاً: ليس بعد.
هل نظفتَ غرفتها؟
زميت شفتي أكمل ترتيب الغطاء وأتعمد الوقوف بين السريرين لئلا يلمح جسدها الذي وضعت فوقه الغطاء الآخر: سأنظفها بعد الإنتهاء من هذه الغرفة.
جيد.

استدارعلى عقبيه فتنهدنا براحة ولكنني سرعان ما اتخذنا وضعية الدفاع ونظرنا إليه بترقب وقد التفت يرمقنا بشك للحظة ثم تنهد ليخرج هامساً: سأنزل لتجهيز المحل للإفتتاح قبل الخامسة، لست بحاجتك اليوم يا دانيال، سأعفيك من العمل طالما كان التنظيف من نصيبك اليوم.
أردف بسخرية وقد اختفى لنسمع صوته من الخارج: من الجيد أنكم قررتم التعاون لأول مرة في حياتكم.

ركض كيفين يغلق الباب ويوصده بالمفتاح، تركت ما بيدي وأبعدت الغطاء عنها.
لا تزال فاقدة لوعيها!
ما هذا السخف! لأجل حشرة فقط؟، عقدت حاجباي بعدم فهم أنظر إلى لاري بشك: ما الذي فعلته لها تحديداً؟
تنهد كيفين ليجيب بدلاً منه: أجبرها على الإمساك بحشرة.
رمقت لاري بحزم: لا تتصرف من تلقاء نفسك ألم أقل لك هذا مسبقاً! كان الأمر ينحصر على احداث بعض الفوضى في غرفتها فلماذا تماديت معها!

انكمش على نفسه فأعقبت بغضب: والآن هل أنت سعيد يا ترى؟
دمعت عينيه بخوف والتزم الصمت، جثيت على الأرض فاقترب كيفين كذلك ينظر إليها بإرتياب ليقول: هل سبق ورأينا فتاة نائمة بالقرب منا؟
تمتمت مفكراً: رأيت عجوزاً تنام في الحافلة على الكرسي المجاور قبل بضعة أيام.
نفي متكتفاً بجدية: الأمر مختلف. لا يمكنك مقارنة عجوز بها!

اقترب لاري ليجثي على الأرض بجانبها وينظر إليها بإنزعاج شديد، نظرت إليه بهدوء ثم قلت بجدية اربت على ظهره بخفة: لا يعني أننا نريد منها الخروج من هنا أن نقوم بإيذائها. هل تفهم؟ توقف عن إيذاء الفتيات لاري الأمر ليس ممتعاً حقاً.
لم يجب أو يومئ إيجاباً وإنما ظل يحدق إليها ولم يختفي ذلك الإنزعاج عن مقلتيه.
عاودت أخفض ناظري إليها بتردد.

عندما تسمح الفرصة لها فستظهر حقيقتها المزيفة دون أن تبالي، وها هي الآن فاقدة للوعي بلا حيلة. بالتفكير بالأمر. ملامح وجهها تبدو مسالمة جداً. هذه المرأة الشريرة تبدو ألطف بكثير هكذا!
اتسعت عيناي بذهول حين انتبهت ليدي التي تحركت من تلقاء نفسها وكدت أمدها لأبعد شعرها الأسود المتناثر على وجهها، بحق الإله ما الذي كنت أنوي فعله!

تمالكت نفسي ولا يزال الذهول ينتابني! نظرت إلى يدي بعدم تصديق بينما حدق كيفين إلى بهدوء، تساءل لاري بحماس: والآن؟ أين سنخفي جثتها؟ هل أذهب إلى المتنزه القريب وأحفر حفرة تتسع لها؟
ضربه كيفين على رأسه بقوة فتأوه وبكى مُعترضاً وقد تورد وجهه بشدة: لماذا ضربتني!
أجابه بإمتعاض: وتجرؤ على التفوه بأمور مماثلة وأنت السبب في هذه الورطة، ما الذي سنفعله عندما تستيقظ وتخبر أبي بما فعلته لها؟

زفرت بنفاذ صبر ولا تزال يدي ترتجف لسبب ما، أشرت إليها بتبرم: سأحاول إيقاظها، وأنتما ابحثا عن الحشرة وتخلصا منها، أنا أقسم بأنني سأعلقك من ملابسك على باب المحل في الخارج إن لمحت هذه الحشرة في المنزل يا لاري.
أعقبت بوعيد أنظر إليه مباشرة: لن أتركك معلقاً وحسب، سأقدم عروضاً ممتعة للمارة وأسمح لهم بتوجيه السهام عليك ليحصدوا المكافآت والهدايا.

لا يزالان يبحثان في الغرفة، ولا أزال أحاول إيقاظها وأنا أضربها بالوسادة بخفة.
لا أصدق أنني أحاول جاهداً إيقاظها! يكفي أنني لا أتوقف عن التفكير بفعلتها الدنيئة الأخيرة وقد أتت بنفسها إلى هنا وكأن شيئاً لم يكن، أكره مثابرتها بدوافعها الأنانية.
زفرت بنفاذ صبر وزدت من قوتي بضربها في الوسادة.

تحركت شفتيها تتمتم شيئاً ولم أفهم حرف واحد! عدى أنني سمعت ما يشبه التهديد وتذكر أمر لاري، لا بد وأنها لن تجعل ما حدث يمر بسلام! تباً.
تقلّبت ببطء فأسرعت ابتعد بتلقائية وبحذر.
بقيت تغمض عينيها وتتمتم بصوت خافت.
انزلقت عيناي إلى ثغرها الذي يهذي دون توقف وقد واجهت صعوبة في اشاحة ناظري!

جلست على سرير كيفين وتوقفت عن محاولة إيقاظها، أسندت الوسادة أسفل ذقني وعيناي لا تتوقفان عن سرقة النظرات نحوها! عندما شعرت بالحرارة في جسدي وبالصداع في رأسي أدركت أنني كالأبله أتذكر ما حدث وتلك الخوالج التي انتابتني حينها! اللعنة على أن أتوقف عن التفكير بهذا الأمر!، انتفصت بذعر لصراخ لاري: وجدتها!
أسرع يتخلص منها وقد خرج من الغرفة، نظر كيفين إلى ثم قال بملل وبصوت بارد: سأخرج للدراسة في المكتبة.

استوقفته بدهشة: ماذا! وستتركني مع جثت. أ. أقصد معها؟
كتاليا:
استعدت وعيي منذ أن طلب منهما التخلص من الحشرة.
ولكن لا زال على التظاهر واغتنام الفرصة المناسبة.
شعرت بالقشعريرة في جسدي كلما تذكرت أمر الحشرة، انتابتني رغبة ملحة في الركض وغسل يدي وتعقيمها جيداً.!
ولكنني تمالكت نفسي ورجوت أن يخرج كلاهما! وكما تنميت. فالشيطان قد خرج والآخر أيضاً أخذ كتابه وغادر!

بل ولمحته بنصف عين من أسفل السرير وقد أغلق الباب خلفه محذراً: إن علم أبي بما حدث. فلا شأن لي بأي شيء.
اعترض دانيال ليقف: مهلاً كيف تجرؤ على تجاهلي وتركي وحدي! يتجاهلني حقاً؟ هيه أنت عد حالا لا تنسى انني أخاك الأكبر ولي سلطة وصلاحيات كثيرة! ك. كيفين!
إنها فرصتي.
علي أن أسرع قبل أن يعود أخاه الصغير.
همست بإسمه وأنا أعتدل فانتفض بدهشة وذعر قبل ان يعقد حاجبيه بإستيعاب.

زفر وأغمض عينيه للحظة ثم سرعان ما أشاح بوجهه وقال بحزم: جيد. لست مضطراً لإهدار وقتي هنا.

تحرك ليبتعد فأسرعت أقف انا ايضاً لأقول متظاهرة بالتفكير محدثة نفسي بكلمات سريعة: يا ترى. هل على اخبار السيد هاريسون بأن الصغير قد صعد الى الغرفة وعبث بحاجياتي وتعثرت بقوة بسبب حيلته ثم أفزعني بحشرة ثم عاونه شقيقه الأكبر وعاملني كالجثة يفكر بما عليه فعله بشأني؟ آه وربما على أن أهنئه وأقول له مبارك على تخلص ابنك من عقدته فلقد بادلني القبلة ويبدو أنه جاهز لطلب يد المرأة المقدرة له للزواج.

التفت نحوي بدهشة وقد فغر فمه بعدم تصديق قبل ان يرفع شفته بإزدراء يجوبه حقد: شيطانة.!
ابتسمت بسخرية وثقة وتكتفت ولكنني سرعان ما تأوهت بخفة رغما عني وأرخيت كتفي ومررت الاخرى عليها لعلني أخفف الألم.
تجاهلت كل هذا وتنهدت بعمق: أرجو ان تعيد عقل أخاك إلى مكانه في رأسه، سأتجاوز الأمر هذه المرة فقط دانيال.
زفر بتهكم وسخرية: ياللكرم! لماذا يا ترى قررتِ أن تنشري رحيق لطفك!؟
لأنني لا زلت أريدك.

عندما ارتخت ملامحه وومضتا عينيه الزمردية بإستنكار عزمت أمري وأكملتُ بهدوء: أنا بذرة سيئة دان. ووجودي إلى جانب البذور الأخرى ستحتم عليهم ألا ينمو بأريحية أو يسعفهم القدر ليتنفسوا الهواء النقي، ولهذا أحتاج إلى شخص يسقي السماد الذي أتغذى عليه. هذه المرة أنا بحاجة إليكَ لأغراضي الشخصية لا العملية فقط. أمامنا جلسة واحدة فقط وعندما ننتهي منها افعل ما يحلو لك. أنا جادة.

أعقبت اكبح الضيق الذي كاد يهز أوصالي: أعاهدك أن أترك الخيار لكَ بعد الجلسة الأخيرة، انت حر في اتخاذ قرارك ولكن لننهي ما بدأناه معاً. ستبدأ الجلسة غداً في تمام الثامنة والنصف. سأكون في انتظارك.
دانيال:.

رفعت قدمي على المقعد الخشبي بجانب الرصيف امدد ساقي والف الرباط الذي لم يعد بإمكاني احكام ربطه، على شراء حذاء رياضي جديد في أقرب فرصة. بقيت في حالة من الوجوم وقد فقدت رغبتي في الهرولة لذا جلست على المقعد أتأمل الشارع أمامي بصمت.
أنا بذرة سيئة دان.
هذا يعيد الذكريات!
جابت عيناي على أحد سيارات الأجرة الذي يروج لملصق يبدو لنفس المجلة التي تعمل فيها، بقيت ألاحقه بكلتا عيناي وكم كان مُلفتاً.

ثنيت ساقي اليمني على المقعد وفردت الأخرى أتنهد بعمق، بقيت ترجوني للعودة إلى العمل معها. مع أنني تجاهلتها تماماً ورفضت عرضها رفضاً قاطعاً ولكن.
بذرة سيئة؟
مساوء هذه الفتاة كثيرة.
كثيرة جداً!
تستمر في التفكير بنفسها دون الآخرين. هل.
تذكرني به؟
صحيح، ستفعل المستحيل لإرضاء نفسها.
وكذلك هو. لا يمانع التصرف بجنون مقابل تحقيق ما يريده!

زفرت بضيق وانزعاج اخرج هاتفي من جيبي لألقي نظرة بعد ان تعالى رنينه، اجبت على كارل بهدوء: ما الأمر؟
خرجت للهرولة؟
نعم.
ساد صمت غريب للحظات أعقبه بقوله بهدوء: ربما من الأفضل أن تعود إلى المنزل وتعتني بلاري وكيفين.
عقدت حاجباي بإستنكار ومع ذلك سايرته: انها العاشرة والنصف مساءً تأخر الوقت لا بد وان لاري قد خلد إلى النوم فلما القلق.
عد إلى المنزل دان.
ما خطبه!
ابتسمت بسخرية: ما الأمر؟ لماذا تتصرف بغرابة؟

أردت قول ذلك فحسب، يستيقظ لاري أحياناً ويلهو كما يشاء.
ولماذا كل هذا الحذر! أبي في المنزل وكيفين أيضاً لن يتركه ي.
دانيال. أنت لم تلتقي اليوم بأي شخص، صحيح؟
هاه؟
سمعته يزفر بلا حيلة وأسرع يقول بإيجاز: لاحقاً دان، سأستكمل عملي.
نظرت إلى هاتفي بعدم استيعاب حين أغلق الخط وانهى المكالمة دون أن ينتظر! ما خطب هذا الآخر فجأة؟
التفت خلفي فوراً وهاجس يسيطر على مجدداً. ذلك الشعور مرة أخرى!

ضاقت عيناي بحذر وهدوء ووقفت أستكمل هرولتي دون التوقف عن التركيز على كل التفاصيل من حولي.
سأصاب بالجنون. حتى أقتنع تماماً وبالدليل القاطع بأنه يوجد بالفعل أعين تلاحقني كلما خرجت!

تقلبت على السرير منزعجاً من الضجة التي يحدثها كارل وهو يرتب فراشه قبل النوم، تثاءبت بنعاس أشد الغطاء فوق رأسي وقلت بنعاس: توقف أيها المزعج.
هدأ قليلاً وخمنت أنه استقر على سريره أخيراً!
حاولت أن أسترخي واعود للنوم مجدداً.
ولكنني بقيت أتقلّب احاول الحصول على الوضعية الأفضل للنوم، ابعدت الغطاء عن وجهي وتقلبت على الجهة الأخرى وبينما أفعل ابصرت ما حولي بتثاقل.

لمحت كارل يستلقي على ظهره يشبك كلتا يديه خلف ظهره وترك ستائر النافذة مفتوحة ليدخل ضوء الشارع الخافت من الخارج.
أغمضت عينياي وتمتمت بنعاس: تأخرت في العودة، يفترض أنك هنا قبل الثانية عشر.
ترقبت تعليقه ولكنه لم يفعل، نظرت إليه فوجدته على حاله يحدق إلى السقف بصمت، استنكرت صمته واعتدلت لأسند جذعي على مرفقي: ما خطبك؟
مضت ثواني حتى تقلّب يستلقي على جانبه لأواجه ظهره! ما هذا فجأة!؟

بقيت أحدق إليه على حالي حتى استدار نحوي فجأة واستند هو الآخر على مرفقه ينظر إلي: دانيال.
لماذا تتصرف بغرابة! هل. تضايقك إحدى النساء في الفندق؟ تريد أن أساعدك؟ إياك وان تتردد كارل! يمكننا التعاون معاً.
أعتقد أنني رأيته.
ساد الصمت في الغرفة وبقينا نحدق إلى بعضنا البعض.
رددت كلماته بإستغراب: رأيت من؟

زفر واستلقى على ظهره بقوة وأسند ظهر كفه على جبينه هامساً بكلمات بطيئة: انه هنا. في العاصمة، اعتقدت أنني واهم. ولكنني رأيته بالفعل.
نظرت إليه للحظات قبل ان تسري البرودة في أطراف جسدي!
ولكن سرعان ما تصاعد في جوفي حرارة غريبة ليغلي دمي ويثور!
اعتدلت لأجلس فوراً كمن انتابه مس كهربائي وتساءلت بعدم استيعاب وانفعال: لماذا واللعنة لم تخبرني فوراً؟ أخبرني حالاً أين رأيته!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *