التخطي إلى المحتوى

آسيا: أحمد يلا عشان تاكل.

أحمد: مش جعان.

آسيا: بس أنت مأكلتش حاجة من الصبح.

أحمد بزعيق: قولتلك مش عايز أكل حاجة هي شغلانة.

آسيا بحزن: تمام اللي يريحك.

أحمد: متزعليش بس أنتي اللي زنانة.

آسيا بحزن: حقك عليا مش هزن  تاني.

وخرج وسابلها البيت كله وهي فضلت قاعدة على الكنبة حزينة ودموعها بتعبر عن وجعها، أحمد من ساعة ما اتجوزوا وهو بيعاملها وحش مش عارفة لي مع أنه كان بيحبها بدليل الجوابات الغرامية اللي كان بيبعتهالها وهي وقعدت في غرامه بسببها، كانت كل كلمة فيها بتوديها لعالم تاني وقد أي حبه كان جميل، كانت بتحس بالأمان وهي بتقرأ الجوابات، كانت بتستناها بفارغ الصبر، كانت لما يوصلها جواب منه تحضن الجواب وتشم ريحة البرفيوم اللي عليها، كانت بتحس بأنوثتها وأنها مرغوب فيها ومحبوبة، دا كان حتى بيكتبلها أبيات من الشعر يتغزل فيها زي ما هي بتحب، طب لي معاملته بقت جافة كدا وبقى صعب ومش طايقها، حياتها اللي كانت متخيلاها هتبقى جنة بعد الجواز بقت عذاب وقهر.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

فاقت آسيا من ذكرياتها الأليمة على صوت بنتها أسيل اللي لسه عندها سنة وشهرين، راحت وشلتها وفضلت تغنيلها لحد ما نامت تاني في حضنها وهي رجعت لذكرياتها تاني، يوم ما عرفت أنها حامل وقد أي كانت فرحانة بس فرحتها اتقلبت حزن بسبب حبيبها أحمد.

آسيا بفرحة: أحمد أحمد.

أحمد ببرود: نعم، أي بتزعقي لي كدا؟

آسيا بفرحة: عندي ليك خبر جميل اووي.

أحمد بلامبالاة: وأي هو بقى؟ أي قررتي تروحي بيت أهلك؟

آسيا بحزن: وهو لما أروح بيت أهلي دا هيفرحك، للدرجادي يا أحمد مش طايقني!

أحمد بزهق: أخلصي يا آسيا في أي مش فاضي للصداع دا.

آسيا بلعت الغصة اللي في قلبها وحاولت ترسم الإبتسامة تاني وقالت: أنا حامل يا أحمد، أخيرًا هكون أم وأنت أب، أنا شايلة جوايا حتة منك مش مصدقة نفسي.

أحمد بصدمة: أي إزاي دا حصل؟

آسيا بعدم فهم: يعني أي إزاي؟ في أي يا أحمد؟

أحمد بتهرب: أقصد أنا قايلك إني مش عايز أطفال دلوقتي مسمعتيش الكلام لي؟

آسيا بدموع: هي دي فرحتك يا أحمد، دا أنا قولت أنك هتتنطط من  الفرحة.

أحمد بزعيق: أفرح على أي؟ قولتلك مش عايز أطفال دلوقتي أي مش بتفهمي خلاص؟

آسيا بعياط: لي كدا يا أحمد، أنا عملتلك أي عشان تعمل فيا كدا، ولي مش عايز طفل مني للدرجادي بتكرهني؟ طب فين حبك ليا قبل الجواز فين؟

أحمد بزعيق وعصبية: أيوا مش عايز أطفال منك مش عايز، وبعدين أنا عمري ما حبيتك افهمي بقى.

آسيا بصدمة: أنت بتقول أي، أمال الجوابات بتاعتك دي أي؟ دا  أنت اللي جيت وخطبتني وقولتلي أنك عايزني دا كان اي؟

أحمد بتهرب: أنا أنا…..

آسيا: أنت أي يا أحمد كمل؟

قام من مكانة وراح ناحية الباب وفتحه وقال: أنا سايبلك البيت كله أشبعي بيه، واعملي حسابك مش هرجع النهاردة.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

فاقت من ذكرياتها تاني على رنة الجرس مسحت دموعها بسرعة وقامت فتحته وهي شايله أسيل لاقتها حماتها إبتسمت لها وقالت: اتفضلي يا ماما.

دخلت حماتها وهي بتقول: مش قولتلك بلاش ماما دي أنا مش أمك قولي يا طنط أو أي حاجة تانية غير ماما مش حلوة منك.

آسيا بحزن: حاضر يا طنط.

سماح بغل وهي بتشد البنت منها: هاتي البنت أشيلها شوية، وبعدين منزلتيش بيها لي؟

آسيا: والله يا طنط كنت بعمل اللي ورايا هنا وهي كانت نايمة قولت أخلص على ما تصحى وأنزلها لحضرتك.

سماح: هو أنتي بتعرفي تعملي حاجة أصلًا.

آسيا سكتت وهي حزينة دايمًا حماتها بتعاملها بطريقة وحشة وطريقتها دي زادت بعد وفاة أحمد ودايمًا محملاها ذنب موته.

سماح بقرف: طب يلا قومي البسي عشان تيجي معايا عند الدكتور عشان ياسمين في الجامعة ومش هعرف أروح لوحدي.

آسيا: حاضر هدخل ألبس اهو.

سماح بقرف: ألبسي أسود أنتي سامعة، ما هو مش ابني يموت وأنتي تتهني وتلبسي ألوان.

آسيا بحزن ودموع محبوسة في عيونها: أكيد يا طنط هلبس الأسود كدا كدا مش فارقة.

سماح بغضب: تقصدي أي يا بنت أحلام.

آسيا: مقصدشي يا طنط، بعد إذنك هدخل ألبس.

دخلت الأوضة وأول ما دخلت فضلت تعيط وتكتم في صوتها عشان متسمعهاش من يوم ما مات أحمد بقاله سنة وهي بتعاملها كدا وحكمه عليها تلبس الأسود دايمًا، وكأن الحزن في اللبس، وكأنها عايزة تدفنها بالحيا، دي حتى مش بتخليها تخرج خالص عشان محدش يشوفها لأنها حلوة اووي خايفة تتجوز وتاخد أسيل معاها متعرفشي أن أحمد كرهها في كل الرجالة وخلاها تفقد ثقتها في نفسها، وطبعًا هي بتستمتع في زُلها واللي بيخليها تزود هو سكوت آسيا، متعرفشي أنها ساكتة إحترامًا مش ضعف، آسيا مش عارفة هي ليه بتكرهها كدا وبتعاملها بالطريقة دي مفيش غير ياسمين أخت أحمد الصغيرة هي الوحيدة اللي بتحبها وبتواسيها وبتخفف عنها معاملة أمها وهي صاحبتها الوحيدة وياسمين مش بتخبي عنها حاجة وبتتمنى أنها تعيش سعيدة ومامتها تخف عنها شوية.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آسيا لبست فستان أسود بسيط وخالي من أي تطريز ومع ذلك كان جميل اووي عليها وربطت شعرها بطريقة عشوائية زادها جمال وطبعًا بدون مكياج لأنها جميلة مش محتاجة حاجة ولبست الهيلز وخرجت وسماح أول ما شافتها أتغاظت اووي من جمالها وقالت: أي اللي أنتي لابساه دا يا هانم.

آسيا ببراءة: فستان أسود اهو يا طنط.

سماح: أنتي راحة فرح يا أختي، أي قلة الأدب دي.

آسيا بحزن: لي كدا  يا طنط والله ما حاطه حاجة وبعدين الفستان طويل وأسود اهو وكمان سادة مفيهوش أي حاجة طب أي اللي مدايقك طيب.

سماح بغل: مفيش اخلصي فاكرة نفسك سندريلا.

آسيا بحزن: طب أغيره لو عايزة؟

سماح: تغيري أي أتأخرنا اخلصي يلا امشي قدامي.

آسيا جات تاخد منها أسيل عشان تشلها عنها عشان متتعبشي راحت سماح زقة إيدها جامد وقالت: اوعي أنا هشيلها أنتي عايزة تاخديها مني دي حفيدتي.

آسيا بتسرع: لا والله يا طنط دا أنا هشيلها عنك عشان متتعبكيش.

سماح: مفيش حد تعبني هنا غيرك يا بنت أحلام.

آسيا سكتت وخرجت لاقت عصام أخو جوزها واقف جنب العربية مستنيهم وأول ما شافها بصلها نظرات جريئة  ووحشة هو دايمًا بيدايقها بالكلام من يوم ما مات أحمد وكأنها مش مرات أخوه ولا حتى عامل حساب لأخوه ولا لمراته، وأول ما شافها قرب منها وهو بيمد إيده ليها وبيقول: أزيك يا آسيا.

آسيا  بصت لإيده بقرف وقالت بخنقة: الحمدلله من غير ما تمد إيدها.

عصام قرب منها وقال: مش شايفة إيدي الممدودة.

آسيا سابته وفتحت باب العربية الخلفي وقعدت، وهو اتغاظ جدًا وسماح ركبت جنبه وهي شايله أسيل، وكان كل شوية عصام يبصلها من المراية وهي اتخنقت جدًا منه ومن تصرفاته الفظيعة وعاتبة حظها من أول حبيبها اللي طلع مش بيحبها لحماتها وأخو جوزها بس هتعمل أي هي ملهاش حد تروحله هي وحيدة في الدنيا.

وصلوا المستشفى وآسيا أخدت أسيل منها وطلعت معاها وهي كشفت وخلصوا وهم راجعين في العربية جي لعصام إتصال ورد عليه واتكلم بفرحة وبعدين قفل وبص لأمه وقال: آدم راجع يا أمي بكرا إن شاء الله.

سماح فرحت اووي وقالت: يا حبيبي يا ابني أخيرًا بعد غياب ٣ سنين.

آسيا: يوصل بالسلامة إن شاء الله يا طنط.

سماح بغيظ: إن شاء الله، وكملت بصوت واطي: ما هو كله بسببك أنتي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

المهم وصلوا البيت وآسيا دخلت بس جات وراها سماح ومسكتها من إيدها جامد ولفتها ليها وآسيا أتأوهت من مسكتها وسماح قالت بأمر: بقولك أي آدم جاي بكرا إن شاء الله زي ما سمعتي، فمش عايزة ألمح طيفك ولا تنزلي طول ما هو هنا، ولا تخليه يلمحك.

آسيا: لي يا طنط هو أنا عملت حاجة؟ وبعدين دا آدم أخويا الصغير ومن الواجب أسلم عليه ويشوف أسيل بنت أخوه.

سماح وهي بتمسك إيدها جامد: بقولك أي أنتي تسمعي الكلام وبطلي شغل السهوكة دا.

آسيا بحزن: حاضر يا طنط اللي تشوفيه.

سماح: طب يلا غوري من قدامي.

طلعت آسيا لشقتها وغيرت هدومها وقعدت مع بنتها شوية تلاعبها وبعدين سمعت صوت جرس الباب قامت تفتح لاقت ياسمين أخدتها في حضنها.

ياسمين: وحشتيني اوي يا آسيا.

آسيا: أنتي أكتر يا حبيبتي.

ياسمين مسكت دراع آسيا وقالت: دراعك أحمر كدا لي يا آسيا، أنتي كويسة؟

آسيا بتهرب: ايوا يا حبيبتي كويسة طبعًا.

ياسمين: أمال لي محمر كدا؟

آسيا: دا دا أنا اتخبطت.

ياسمين بشك: والله! آسيا بتكدبي لي دي أكيد ماما صح؟

آسيا دموعها نزلت وفضلت تعيط جامد وياسمين أخدتها في حضنها وفضلت تملس على ضهرها ومن عياطها أسيل عيطت، فحاولت تهدي أسيل بس دموعها مش راضية تقف.

ياسمين: خلاص يا حبيبتي كفاية كفاية، حقك عليا أنا، أنا هكلمها.

آسيا بتسرع: لا لا ياسمين بلاش مشاكل مع مامتك، وبعدين هتفتكر إني بقومك عليها والله.

ياسمين: أنا مش عارفة أي اللي مصبرك على كدا يا آسيا والله؟

آسيا: عشان مليش حد يا ياسمين، واليتيم كله بيجي عليه ومش بيعملوا بوصية رسول الله” صل الله عليه وسلم”

ياسمين: عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام، خلاص متزعليش نفسك بس بطلي تبيني للكل أنك ضعيفة كدا.

آسيا: أنا مش لاقية حد أتسند عليه وقلبي يقوى بوجوده، أنا مكسورة حتى لما أخوكي كان عايش، أنا عمري في حياتي ما شوفت حنية ولا حد طبطب عليا لا بالعكس الكل بيدوس عليا وكأني مش بنأدمة بتحس وبتوجع زيهم.

ياسمين: أنا موجودة اهو يا حبيبتي وأنتي أختي وحقك عليا من اللي ماما بتعمله معاكي أنا مش عارفة هي لي كدا مع أنها حنينة خالص معانا.

آسيا: عشان أنتم عيالها إنما أنا غريبة، ووالله ما أنا عارفة لي بقعد أراجع نفسي يمكن غلطت في حاجة بس مش بلاقي والله، طب لو أنا غلطت قوليلي يا ياسمين يمكن أنا شايفة نفسي ملاك؟

ياسمين: لا يا حبيبتي أنتي فعلًا ملاك وعمرك ما أذيتي حد ولا زعقتي حتى لحد.

آسيا: أمال لي كدا حتى أخوكي عمره ما حبني وظلمني من يوم ما اتجوزني لحد آخر يوم في عمره.

ياسمين: سامحيه يا آسيا عشان خاطري.

آسيا بحزن: مسامحاه من زمان لأني حبيته بجد، مسامحاه عشان خاطر أسيل.

ياسمين عايزة تغير الموضوع وقالت: تعرفي إن آدم نازل بكرا إن شاء الله.

آسيا: ايوا عصام قال النهاردة واحنا في العربية.

ياسمين: أنا مش مصدقة إني هشوفه أخيرًا بقاله ٣ سنين من يوم فرحك أنتي وأحمد، ورجع نزل يوم الجنازة بتاعة أحمد ومشي تاني.

آسيا: أكيد شغله حاكم عليه معلشي أعذريه يا حبيبتي.

ياسمين: أكيد، المهم احنا لازم نعمله حفلة صغيرة عشان نحتفل بيه ونستقبله سوا وأسيل معانا.

آسيا بزعل: ما أنا مش هينفع أستقبله ولا أحضر حتى الحفلة.

ياسمين بذهول: لي يا بنتي؟

آسيا: عادي مفيش.

ياسمين: آسيا اخلصي قولي في أي؟

آسيا: أصل طنط طلبت مني مظهرشي خالص ولا أخلي آدم يلمحني حتى.

ياسمين بصدمة: ودا لي إن شاء الله؟

آسيا: والله ما أعرف يا ياسمين، بس لازم أسمع كلامها عشان متتعصبشي عليا.

ياسمين: أنا مش عارفة ماما بتفكر إزاي وعايزة أي حقيقي؟ وبعدين كدا كدا أكيد آدم هيطلب يشوفك أنتي وأسيل.

آسيا: ما هي قالت هتيجي تاخد مني أسيل يشوفها وخلاص.

ياسمين: لا دا كدا كتير اووي.

آسيا: خلاص يا ياسمين فكك، آدم أخويا الصغير وبتمناله الخير والحمدلله أنه هيرجع ويعيش وسط أهله.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

اليوم عدى وجي اليوم اللي هيوصل فيه آدم وعصام أخوه راح يستقبله في المطار ورجع معاه، وأول ما آدم وصل فضل يبص للبيت بحب كبير بس مغمور بالحزن الشديد مكنشي متخيل أنه يسافر برا ويسيب أهله وبيته والمكان اللي أتولد وتربى فيه، واللي موجود فيه حب عمره اللي الدنيا حلفت لتفرقه عنها واستكترتها عليه.

آدم شاب وسيم جدًا والكل يشهد بكدا وراجل بمعنى الكلمة والوحيد في أخواته اللي بيراعي ربنا وبيراعي مشاعر اللي حواليه، وهو أصغر واحد في أخواته عنده دلوقتي ٢٥ سنة.

دخل البيت وأول ما سماح شافته جريت عليه وحضنته وقالت: يا حبيبي يا ابني وحشتني اووي، كدا أهون عليك تغيب الغيبة دي كلها يا حبيبي.

آدم: لا ميهونشي يا أمي بس غصب عني والله وخلاص أنا رجعتلك أهو.

سماح بفرحة: يعني مش هتسافر تاني؟

آدم بهدوء: مضطر أسافر يا أمي بس هقعد معاكم هنا شهرين متقلقيش.

سماح بحزن: لي كدا يا ابني تسافر تاني هتعيش شبابك كله هناك، دا أنا نفسي أفرح بيك وأجوزك وأشوف عيالك.

آدم بإبتسامة: مش بفكر في الموضوع دا دلوقتي يا أمي.

سماح: لي بقى يا قلب أمك، هو أنت ناقصك حاجة دا أنت سيد الرجالة جمال ورجولة وشهامة ومال وتعليم الله أكبر.

آدم بتهرب: أي يا أمي هتوقفيني على الباب كدا كتير، أنا جاي تعبان وعايز أستريح.

سماح: معلشي يا حبيبي تعالا أدخل.

دخل آدم ولاقى الكل جوا منتظرينه، أخته ومرات أخوه عصام وعياله وكمان عصام جي من وراه وقعد بس آدم عينه فضلت تدور على حد معين بس للأسف مش موجود الشخص دا فقربت منه ياسمين وحضنته وقالت: حمدالله على سلامتك يا حبيبي.

آدم: الله يسلمك يا حبيبتي وحشتيني اووي، والله وكبرتي وحلويتي.

ياسمين بضحكة: أمال يا ابني دا احنا نعجبك اووي.

آدم ضحك وقال: لسه لمضة زي ما أنتي.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وفضل يسلم على الكل وبعدين قعد وعينه على الباب فياسمين لاحظت وقربت منه وقالت: مش هتيجي.

آدم بإستعباط: تقصدي مين؟

ياسمين ضحكت وقالت: آسيا مرات أخوك مش هتيجي عشان أمك منعتها تنزل.

آدم: لي تمنعها؟

ياسمين: والله ما عارفة أمك بتعاملها وحش اووي وقالتلها متنزلشي طول ما أنت هنا.

آدم بحزن: لسه زي ما هي مش هتتغير.

ياسمين: ربنا يهديها دي مبهدلة آسيا خالص ومش عارفة أساعدها إزاي.

آدم بحزن: أنا هدخل أرتاح جوا شوية يا ياسمين.

ياسمين: تمام يا حبيبى.

دخل آدم الأوضة وأول ما دخلها ذكرياته كلها رجعتله وعيونه دمعت وراح ناحية الدولاب بتاعة وفتحه ولاقى الخزنة بتاعته زي ما هي فتحها بالرقم السري وطلع منها ظرف شكله قديم شوية ومكتوب عليه تاريخ 1/1/2022 فتحه وطلع منه ورقة وصورة فتح الورقة واللي كانت مكتوب في أولها *” إلي حب عمري وأمنيتي الوحيدة آسيا”* 

ومسك الصورة واللي كانت عبارة عن صورة آسيا وهي لابسة فستان أزرق جميل اووي وشعرها مفروض على ضهرها وبتضحك وإيدها على وشها كدا بطريقة تخطف القلب وعيونها جميلة اووي والصورة كان باين عليها أنها التقطت على غفلة منها وطبعًا آدم اللي كان لاقط الصورة دي في لحظة كانت آسيا بتضحك فيهاومن غير ما تاخد بالها، قلب الصورة وقرأ الكلام اللي مكتوب عليها من ورا 

 *” أحبكِ منذ زمن لم أظهر لكِ حبي لكنني لم أكف عن حبكِ يومًا ما  وستبقين أمنيتي حتى آخر أنفاسي “* 

بص تاني على الصورة ودموعه نزلت وقال: يا ريتك يا آسيا تعرفي إني….

سكت واتنهد وبعدين كمل كلامه وقال: أنا الذي أَحَبكِ.

سكت واتنهد وبعدين كمل وقال: أنا الذي أَحَبَّكِ.

وبعدين فضل يعيط زي الطفل الصغير اللي ضيع أمه وبعدين قرب الصورة من شفايفه وباسها وبعدين رجع لوعيه ورجع الصورة مكانها وفضل ينهر في نفسه وقال: لا يا آدم مينفعشي مينفعشي دي مرات أخوك وحبيبته وأم بنته مينفعشي تفكر فيها كدا، دوس على قلبك بس متفكرشي فيها تاني، أنتي كدا بتخون أخوك يا آدم.

وبعدين كمل بقهر وقال: أنا أي اللي رجعني تاني، ما أنت كنت هربت زمان يا آدم، هربت وكنت فاكر إن بهروبك عذاب قلبك هيهرب معاك بس للأسف مهربشي زيك يا آدم، راجع لي فاكر نفسك هتكون قوي ومش هتضعف لما تشوفها وعيونك تقابل عيونها اللي أسرتك زمان.

وبعدين ضرب بإيده على قلبه وقال: كفاية بقى بطل تدق ليها، انساها بقى وعيش حياتك، كفاية تعذبني معاك وتكسرني كفاية حرام عليك.

وبعدين وقع على الأرض وفضل يعيط بقهر على حاله وعلى قلبه اللي لسه لحد دلوقتي بيدق بإسمها، اسمها هي وبس آسيا.

وقال من وسط عياطه: بس لازم احميها، لازم.

طلع الصبح وآسيا صحيت بدري زي ما هي متعودة وقربت من سرير أسيل وباستها وسبتها نايمة لحد ما تخلص اللي وراها وبعد ما خلصت عملت لنفسها سندوتش وكوباية الشاي بلبن ولمت شعرها بطريقة عشوائية وكان نازل منها كام خصلة زادتها جمال، وقعدت في البلكونة ومسكت الكتاب بتاعها وفضلت تقرأ فيه كعادتها لحد ما سمعت صوت أسيل بتعيط دخلتلها وشالتها وفضلت تغنيلها شوية لحد ما هديت وبدأت تضحك وآسيا تضحك معاها.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا: حبيبت مامي بتضحك لمامي، طب يلا عشان ناخد شور صغنون شبه حبيبتي وبعدين ناكل عشان تيته هتيجي تاخدك من مامي.

أسيل عبست بوشها وكأنها فهماها، فآسيا ضحكت وقالت: أنتي كمان مش بتحبي تسيبي مامي يا قلبي، معلشي يا قلبي يلا عشان ناخد الشور ونخلص بسرعة عشان ترجعي لمامي بسرعة.

وخلصت ولبست أسيل لبس حلو وفضلت تضحك معاها وسمعت صوت جرس الباب فراحت تفتح وهي شايلة أسيل، فتحت لاقت عصام قدامها وبيبصلها بخبث، فنفخت في وشه وقالت بضيق: نعم عايز حاجة يا عصام؟

عصام ببرود: كنت جاي أصبح عليكي وعلى أسيل أي مينفعشي؟

آسيا بضيق: لا مينفعشي حضرتك، ولو سمحت اتفضل عشان مينفعشي وقفتنا دي.

عصام وهو بيقرب منها وزق الباب: جرى أي يا آسيا هو أنتي شايفة نفسك علينا كدا لي، هو آها أنتي حلوة وحقك تدلعي بس زودتيها اووي.

آسيا وهي بتبعد: أي قلة الأدب دي وبعدين بتقرب كدا لي، اتفضل أطلع برا بدل ما أنادي لطنط.

عصام بضحك: وأنتي فكرك هتصدقك أنتي وتكدب ابنها حبيبها، دا أنتي عارفة أنها بتكرهك.

آسيا: أنت فعلًا مش محترم، دا أنت حتى مش محترم أخوك اللي مات وإني مراته، وكمان مش محترم مراتك.

عصام: أخويا ومات وأنا أولى بمراته وبنته، ولو على مراتي عادي الشرع محللي أربعة وأنا طالبك في الحلال.

آسيا ضربته قلم على وشه واتكلمت بزعيق: أنت واحد حيوان إزاي تفكر فيا كدا أنت أكيد أتجننت.

وهنا بقى عصام اتعصب ومسك إيدها جامد وأسيل فضلت تعيط وآسيا اترعبت وهو قال: أنتي بتضربيني أنا دا أنتي يومك مش فايت، وقرب منها وهي بتبعد.

ومرات عصام جات وقالت: في أي يا عصام وبعدين ماسك إيدها كدا لي؟

عصام: قليلة الأدب دي جاي بقولها هاتي أسيل تقعد معايا أنا ومرفت شوية لقيتها بتقرب مني وبتقولي كلام ميصحش فأنا زعقتلها راحت قالتلي إني لو مسمعتش كلامها واتجوزتها هتتبلى عليا وتقول إني بدايقها بالكلام فزعقتلها راحت ضرباني بالقلم.

مرفت اتجننت وقالت لأسيل بغل: أنتي اتجننتي إزاي تعملي كدا، دا أنا هفضحك وألم عليكي البيت كله يا خطافة الرجالة، ما أنتي ملقتيش أهل يربوكي ويعلموكي أن مينفعشي تبص لراجل متجوز 

آسيا فضلت تعيط وتقول: والله دا كداب أنا معملتش كدا، دا هو اللي بيدايقني و…..

مرفت: اخرسي يا زبالة 

وفضلت تعلي صوتها وتزعق وتقول: يا ماما الحقيني تعالي بسرعة.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

في الوقت دا آدم كان قاعد مع والدته وأخته ياسمين وسمعوا صوت مرفت العالي فطلعوا فوق بسرعة ومامته راحت لمرفت وقالت: في أي يا مرفت صوتك عالي لي؟

مرفت: تعالي يا ماما أشهدي الست آسيا بتدلع على جوزي وعايزة تتجوزه خطافة الرجالة لا وكمان ضربته قلم.

كل دا وآدم كان لسه طالع ومش شايف آسيا لأنهم كلهم كانوا حواليها فمقدرشي يشوفها وهو بيقرب وبيطلع مامته كانت بدأت تزعق مع آسيا.

سماح: أي الكلام دا صحيح متربتيش فعلًا وكمان بتمدي إيدك على ابني الكبير دا أنتي اتجننتي فعلًا، ومدتهاش فرصة تدافع عن نفسها وبترفع إيدها عشان تضربها بس لاقت إيد مسكت إيدها بتبص لقته آدم واللي كان باصص على آسيا وبيبص في عيونها جامد، وكأنه بيحضن عيونها بين عيونه وفضل يبصلها، قد أي أشتاق لها ولجما عيونها وبرائتها وملامحها اللي تجذب أي حد، بس وجع قلبه اووي دموعها اللي على خدها وانهيارها وانهيار أسيل اللي شيلاها على إيدها.

سماح: سيب إيدي يا آدم لازم أربيها بنت أحلام.

آدم: أمي ميصحش تمدي إيدك عليها.

سماح: دا أنا أمد ونص دي اتجننت وضربت أخوك بالقلم.

آدم بص لآسيا عايزها تتكلم بس هي صوت شهقاتها كان عالي ومش قادرة تاخد نفسها، آدم ساب إيد أمه وقرب منها وشال منها أسيل وأداها لياسمين أخته وقالها: خلي بالك منها وهديها.

وبعدين قرب من آسيا وحط إيديه الإتنين على أكتافها وقال: اهدي يا آسيا وخدي زفير وشهيق براحة، ودا لأنه عارف إن الحالة دي بتيجي لآسيا لما تعيط وتكون مظلومة ومش قادرة تدافع عن نفسها، وهي لسه مش قادرة تاخد نفسها فقربها أكتر وقال: بصيلي يا آسيا واعملي زيّ وركزي مع صوتي، أنا عارف إن الحالة دي بتجيلك لما تعيطي بالشكل دا اهدي وبصيلي.

كل دا وكلهم متابعين ومصدومين من تصرف آدم، وعصام غيران لما شاف إيده عليها كدا وبيتعامل معاها كدا كأنه يعرف عنها كل حاجة، ومرفت هتولع، وكله مش فاهم إلا سماح هي اللي عارفة كل حاجة ودا زود كرهها لآسيا، كل دا وآدم مركز مع آسيا.

آدم: آسيا ركزي معايا زفير شهيق يلا.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

لحد فعلًا ما هديت آسيا وبقت كويسة وآدم مسك إيدها وفضل يفرك فيهم بحيث إنها تهدى وبالفعل نجح، بس كان لسه ماسك إيدها كأنه مصدق يمسكها، وآسيا بصتله وعيطت

 وقالت: والله العظيم كدب، دول بيفتروا عليا وأنا عارفة إن محدش هيصدقني بس والله مظلومة.

آدم بهدوء وهو بيضغط على إيدها عشان يحسسها بالأمان: بس أنا هصدقك يا آسيا، احكيلي كل حاجة بالتفصيل ومتخافيش.

الكل انصدم وسماح اتكلمت وقالت: جرى أي يا ابن بطني أنتي هتصدق البت دي وتكدب أخوك اللي من لحمك ودمك.

آدم: يا أمي أنتم زي ما سمعتوا لعصام ومراته يبقى لازم نسمع للطرف التاني، لازم نسمع آسيا عشان نعرف الحقيقة.

عصام بعصبية: حقيقة أي يا آدم أنا أخوك وبقولك إنها بتفرض نفسها عليا في الرايحة والجاية.

آدم بعصبية: أخرس مسمحلكشي تقول عليها كدا، آسيا مش كدا وعمرها ما كانت كدا.

آسيا انصدمت إن آدم بيدافع عنها وبصتله بدموع وقالت: آدم

أول ما قالت اسمه من شفايفها اتهدت كل حصون آدم وغمض عيونه بقوة بسبب تأثير صوتها عليه، وفتحهم تاني وبصلها وهي كملت لما ملقتشي منه رد وقالت: أنت بجد هتصدقني لو حكيت؟!

آدم حاول يجمع شتات نفسه من تاني وقال بصوت مبحوح: ايوا هصدقك يا آسيا، أحكي أنا سامعك بس أهم حاجة تهدي.

آسيا بعياط: والله يا آدم معملتش حاجة أنا كنت بلبس أسيل وبجهزها عشان طنط هتطلع تاخدها عشان أنت تشوفها وسمعت جرس الباب وفتحت لقيت عصام وبدأ يقول كلام مش كويس وفجأة بدأ يقرب مني ويقولي أنا أولى بمرات أخويا وأنا هتجوزك، فأنا زعقتله وضربته قلم وقولتله إن كدا عيب ويعمل حساب لأخوه أو حتى لمراته فمسك إيدي جامد وكان هيضربني ومراته جات وقلها كلام تاني وهي طبعًا صدقته لأنه جوزها وهتقف جنبه، حتى لو عايز تتأكد بص إيدي معلمه إزاي من مسكته.

وفعلًا بص آدم ولاقى صوابعه معلمه واتعصب جدًا، واتجنن من فكرة أنه لمس إيد آسيا وجرحها كدا، فبص آدم لعصام أخوه اللي بان عليه التوتر ودا كان واضح جدًا لآدم لأن آدم عنده قدرة يعرف يميز الكداب من الصادق من حركاته وعرف إن أخوه بيكدب واتبلى فعلًا عليها، فقرب منه وقال: عصام أنت عارف لولا أنك أخويا كنت دفنتك مكانك.

سماح بشهقة: آدم أنت بتقول أي دا أخوك، أنتي هتصدق بنت أحلام وتكدبه؟!

آدم بزعيق: يا أمي أنتي عارفة إني مبحبش الظلم وبقف مع الحق، وابنك غلطان وفعلًا مش عامل حساب لأخوه اللي مات.

سماح بمغزى من كلامها: وأنت بقى اللي عامل لأخوك اللي مات يا آدم؟

آدم انصدم من كلام أمه واللي مصرة تجرحه وقال بحزن ووجع: عامل يا أمي، عامل.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

وبعدين بص لأخوه وقال: متتعرضلهاش تاني عشان لو حصلت أنا اللي هقفلك يا عصام وهنسى إنك أخويا الكبير.

وبعدين بص على أمه وقال: أمي أنا عمري ما راجعتك في حاجة بس عايزك تعرفي إن الظلم أخرته وحشة يا أمي وآسيا بنت ناس مش جيباها من الشارع عشان تعملي كدا وتسمحي لأبنك المصون يعمل كدا ومتنسيش إنك عندك بنت واللي هي أختي واللي مقبلشي حد يتعامل معاها كدا.

سماح بتمثيل: أنا ظالمة يا آدم أخص عليك.

آدم: مقصدشي يا أمي بس بفتح عينك على حاجات يمكن أنتي مش واخدة بالك منها.

وبص لياسمين وقالها: ياسمين ادخلي مع آسيا وخليها تغسل وشها وخلي بالك من أسيل واقفلوا الباب عليكم ولو عايزة تنامي معاها النهاردة يكون أفضل.

ياسمين: حاضر يا آدم.

آدم: مرفت خلي عينك على جوزك ومتحاسبيش غيرك على غلط جوزك، وتقصيرك معاه.

مرفت بغل: أنا مقصرتش وهي اللي خطافة رجالة.

آدم بزعيق: لم مراتك يا عصام عشان ميكونشي ليا تصرف تاني مش هيعجب حد.

عصام: خلاص يا مرفت وانجري قدامي.

آدم: يلا يا أمي ننزل اتفضلي.

سماح: حاضر يا آدم، أما نشوف أخرتها أي يا ابن بطني.

دخلت ياسمين مع آسيا واللي أول ما دخلت اترمت على الكنبة وفضلت تعيط وتقول: أنا والله مظلومة يا ياسمين، أنا عمري ما اعمل كدا أنا طول عمري في حالي، وبعدين دي مش أخلاقي أصلًا، هو أنتي مصدقاني ولا زيهم؟

ياسمين طبطبت عليها وقالت: صدقيني مصدقاكي يا حبيبتي وعارفة أنك مش كدا، زي ما عارفة إن أخويا عصام مش محترم ومش مظبوط وأنا شوفته أكتر من مرة وهو بيدايقك وقولت لماما بس كانت بتزعقلي لحد ما قولت لأدم وعشان كدا رجع.

آسيا بصدمة: آدم رجع عشاني أنا؟

ياسمين: ايوا عشان يحميكي من شر عصام ويوقفه عند حده.

آسيا: بجد، طب أنتي كنتي بتحكيله لي يا ياسمين وتشغليه بينا؟

ياسمين: هو اللي كان بيسأل اصلًا.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا سكتت وبعدين أخدت أسيل منها وأكلتها وبعدين فضلت تلعب معاها وسمعوا صوت جرس الباب فقامت آسيا بخوف فياسمين قالتلها: اهدي يا آسيا متخافيش عصام عمره ما يقرب من شقتك تاني، أنا هروح افتح خليكي هنا.

آسيا: تمام.

راحت ياسمين ولاقته آدم فدخلته وآسيا أول ما شافته ارتاحت وحست بالأمان وهو كأنه حس بخوفها قرب وقال: مش عايزك تخافي يا آسيا طول ما أنا موجود ولو اتعرضلك تاني بلغيني فورًا.

آسيا: حاضر، وشكرًا يا آدم أنك وقفت جنبي وصدقتني.

آدم: مش عايزك تشكريني يا آسيا أنا عايزك تكوني أقوى من كدا متسمحيش لحد يكسرك ويستغل ضعفك بالشكل دا.

آسيا بحزن: أنا كل اللي عايزاه إني أعيش بهدوء وأربي بنتي حلو، مش عايزة أأذي حد ولا حد يأذيني بس هم مش قادرين يفهموا كدا.

ياسمين: آسيا يا آدم طيبة اووي وحقيقي حابة تعيش في هدوء.

آدم: الطيبة غير السذاجة يا آسيا لازم تكوني قوية، وتحكمي عقل وقلبك مع بعض وتوازني بينهم.

وبعدين قرب منها وقال: ممكن أشيلها شوية.

آسيا ابتسمت وقالت: أكيد بس هتعيط عشان هتكون أول مرة تشوفك.

آدم: بس أنا واثق أنها مش هتعمل كدا.

ياسمين مدت إيدها ليه وقالت بضحك: خلاص نجرب مش هنخسر حاجة.

آدم ضحك لما شاف ضحكتها اللي كانت وحشاه اووي ومد إيده ليها وهو بياخد أسيل إيدهم اتلامست وآسيا حست بكهربا في جسمها من لمسته وهو قلبه دق بعنف وبصلها وهي حطت وشها في الأرض وأول ما شال أسيل وضحكلها وداعب أنفها وقال: حبيبة عمو عامله اي؟

أسيل ضحكت وحطت إيدها على وشه وهو ضحك ومسك إيدها وباسها وفضل يلاعبها تحت ذهول آسيا وياسمين لأن دي أول مرة أسيل ترتاح لحد غريب كدا دا حتى لما عصام بيشيلها بتفضل تعيط وكأن الأطفال فعلًا بيحسوا بقلوب البشر وهي ارتاحت لآدم ونامت على صدره وهو كان فرحان اووي وحاسس إنها بنته هو وحس بالأبوة تجاهها وآسيا شافتهم وعيونها دمعت كانت نفسها أحمد اللي يكون مكانه ويحب بنته كدا، دا من يوم ما خلفت وهو بيتهرب من بنته ومشلهاش إلا مرتين بالعدد وكأنه من درجة كرهه لآسيا كره بنته اللي منها ونسي إنها بنته هو كمان، حبت اووي علاقة آدم بأسيل وقد أي أسيل حست بالأمان مع آدم.

آدم أخد باله وقال: مالك يا آسيا؟

آسيا: ها! مفيش.

آدم: طب قوليلي أدخل أسيل فين؟

آسيا: في أوضتي بتنام جنبي وساعات في السرير بتاعها اللي في أوضتي بردك.

آدم: طب دليني على الأوضة.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا مشيت قدامه وهو وراها شايل أسيل وفتحت باب الأوضة وأول ما دخل داعب أنفه ريحتها اللي بيعشقها غمض عيونه بقوه وكأن ريحتها تسللت لروحه وغمرتها بالحنين المفقود منذ سنوات بس كل دا اختفى لما شاف البرواز الكبير اللي قدامه واللي بيجمع بين حبيبته آسيا وأخوه أحمد  فحس بحزن شديد جواه فحط راسه في الأرض وقرب 

من السرير وحط أسيل عليه وقعد جنبها ووطى عليها وباسها وآسيا قعدت من الناحية التانية وجات توطي عشان تبوسها وطى آدم في نفس الوقت وهم الإتنين باسوها من خدودها وبعدين بصوا لبعض وآدم غرق جوا عيونها اللي بيعشقها وهي للحظة حست بالأمان ودفء العيلة اللي كان نفسها فيه بس فاقت بسرعة لأنه مينفعشي وقالت: نسيبها بقى لتصحى تاني ودي لو صحيت بتحتاج ساعتين عشان تنام تاني.

آدم ضحك وقال: طب يلا نهرب.

آسيا ضحكت وطلعوا لاقوا ياسمين في سابع نومة على الكنبة آسيا قربت منها وقالت: ياسمين يا حبيبتي ادخلي نامي جوا عشان رقبتك متتعبكيش.

ياسمين بنعاس: حاضر، يلا تصبحوا على خير.

آدم وآسيا في نفس الوقت: وأنتي من أهل الخير.

دخلت ياسمين وفضل آدم وآسيا واقفين مع بعض ومش عارفين يعملوا أي ولا يتكلموا يقولوا أي، فقرر آدم ينزل وقال: طب أنا هنزل بقى عشان تقدري تنامي.

آسيا: آدم تحب تشرب معايا شاي بلبن أو قهوة لو تحب؟

آدم بحب: أكيد لو مش هيسببلك إزعاج.

آسيا بمرح: لا طبعًا تعرف أنا نفسي حد يشاركني الشاي بلبن وقعدت البلكونة.

آدم فرح لفرحها وقال: بس أنا عايز قهوة.

آسيا بطفولية وهي بتشاور بإيدها: أكيد بس في مشكلة.

آدم بإستفسار: وأي هي بقى؟

آسيا بحزن: مش بعرف أعمل قهوة.

آدم بتمثيل: دي مشكلة كبيرة فعلًا، مطلعتيش ست بيت شاطرة زي ما كنت متخيل.

آسيا بعبوس وهي بتمط شفايفها لقدام: لا أنا شاطرة بس أنا معملتهاش قبل كدا عشان محدش طلبها مني.

آدم بضحك: بهزر معاكي طب أنا عندي حل.

آسيا بحماس طفولي: أي هو بسرعة؟

آدم بضحك: أنا أدخل معاكي المطبخ أنتي تعملي مشروبك وأنا أعمل القهوة أي رأيك؟

آسيا وهي بتضرب كف إيديها الإتنين ببعض وقالت بحماس: اتفقنا اووي، يلا تعالا ورايا.

آدم بحب وضحك على لطافتها: حاضر يلا معاكي اهو.

ودخلوا المطبخ سوا ووقف يبصلها بحب وهي بتتحرك في المطبخ زي الفراشة وسند على الرخامة وهو بيبصلها وهي قربت منه وقالت: ممكن تبعد كدا شوية عايزة أجيب برطمان القهوة اللي في الرف اللي فوقك.

آدم بصلها وقال: ودا بقى هتطوليه ازاي؟

آسيا: هطوله متقلقشي.

آدم: وأنتي حطاه فوق لي كدا؟

آسيا: عشان قولتلك إني مش بعمل قهوة اصلًا ولو أحمد جاله مزاج كان بيقوم يعمل لنفسه فكان بيحطه فوق كدا.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

آدم حس بنغزة في قلبه لما سمع اسم أخوه اللي كانت مشاعره وخداه ومشاعره سيطرت عليه، فاق على صوت آسيا وهي بتحاول تطول الرف بس مش عارفة، فقرب منها من ورا ومد إيده اللي لمست إيدها وهي حست برعشة في جسمها ولفت بجسمها وبصت لآدم اللي عيونه قابلت عيونها وهي انحرجت وبصت في الأرض وهو حط البرطمان قدامها وقال: جبته اتفضلي.

آسيا: اعمله يلا.

وآسيا وآدم بدأوا كل واحد منهم يعمل مشروبه في جو لطيف وخلصوا وطلعوا ولسه آدم هيقعد على الكنبة آسيا قالت: لا مش هنقعد هنا.

آدم بإستفهام: أمال فين؟

آسيا: مش قولتلك هتشاركني مشروبي وأنا بشربه في البلكونة يعني هتقعد معايا هناك.

آدم: دا بجد؟

آسيا: أكيد يلا.

دخلوا البلكونة وقعدوا قدام بعض وبعدين آسيا سرحت وآدم لاحظ وقال: مالك يا آسيا أنتي كويسة؟

آسيا بحزن: تعرف إن أول مرة حد في البيت دا غير ياسمين يسألني إذا كنت كويسة ولا لا.

آدم بحزن: أنا أسف يا آسيا.

آسيا بعدم فهم: بتتأسف على أي يا آدم؟

آدم بحزن: أسف على اللي حصلك، أسف على كل كلمة سمعتيها من أمي جرحتك وخلتك حزينة، أسف على كل دمعة نزلت منك، حقك على قلبي يا آسيا.

آسيا بدموع: أنت بتتأسف على حاجات ملكشي دخل فيها يا آدم،  أنت لي بتصلح حاجات مكنتش سبب في كسرها من الأساس؟

آدم: مش مهم المهم أنك تكوني سعيدة.

آسيا: تعرف إن عمر ما حد شاركني أشيائي اللي بحبها، تعرف إن الكرسي اللي أنت قاعد عليه دا أنت أول واحد تقعد عليه.

آدم للحظة حس بسعادة أنه أول واحد تشاركه حاجة بتحبها بس قال بصدمة: إزاي، أمال أحمد؟

آسيا بدموع: أحمد عمره ما شاركني أي حاجة، أحمد عمره ما قعد معايا حتى إلا مرات عديدة وبالعافية، ياما أتحايلت عليه كتير يقعد معايا هنا في مكانك دا بس دايمًا كان يرفض ويتهرب.

آدم بصدمة: دا اللي هو إزاي؟ دا أنتم واخدين بعض عن حب يعني.

آسيا بدموع: تعرف يا آدم، أنا حبيت أحمد بس هو لا ودا اكتشفته بعد الجواز، أحمد مكنشي بيكره حد قدي كنت بشوف دايمًا في عيونه نظرة عتاب وكأني كنت سبب في حاجة كبيرة مع إني مقدمتش غير الحب والله.

آدم: إزاي أحمد مبيحبكيش؟ أنا فاكر إنك جيتي قولتيلي أنكم بتحبوا بعض وأن أحمد اعترفلك بحبه.

آسيا بحزن: تعرف يا آدم أنا حبيت أحمد من قبل ما أعرفه، من قبل ما أشوفه حتى؟

آدم بإستغراب: إزاي؟

آسيا: أنا حبيت أحمد من الجوابات اللي كان بيبعتهالي.

آدم بصدمة كبيرة: جوابات؟

آسيا: ايوا أنا من خمس سنين فاتوا كان بيجيلي جوابات كتيرة كنت بعشق نفسي من بين سطورها، حبيت الحب بسبب الجوابات دي، كان نفسي أعرف مين اللي بيبعتهم، ومين اللي بيحبني الحب دا كله، حبيت صاحب الجوابات دي حب ميتوصفشي كنت بستنى جواباته بفارغ الصبر وأول ما توصل بحضنها كأني طفلة بتحضن لعبتها اللي بتعشقها، بقيت أحب الدنيا وأشوفها بشكل تاني، شكل جميل اووي وكله ربيع وورد، لسه فاكرة ريحة البرفيوم اللي كانت بتترش على الجواب، فضلت سنتين الجوابات دي تجيلي بشكل مستمر عمرها ما اتأخرت يوم عن ميعادها إلا جواب واحد ودا كان الأخير كان الجواب دا مكتوب في آخره إن ليه جزء تاني وهيتبعتلي اليوم الي بعده واللي هيكون فيه الإعتراف بهوية العاشق دا.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

اتنهدت وقالت: كنت مستنية الجواب دا بفارغ الصبر لأنه أخيرًا بعد سنتين من العشق المجهول هعرف مين العاشق دا اللي سحرني ووقعني في حبه من غير حتى ما أعرفه، فضلت طول اليوم مستنية بس للاسف المرة دي اتأخر ميعاده اووي ودا شيء غريب، فضلت راحة جاي على الباب مفيش حاجة بردك لحد ما جاتلي رسالة من رقم غريب بيقولي أنه صاحب الجوابات وعايز يقابلني في كافية معين وهناك هيعرفني بهويته، وأنا مصدقت وروحت فعلًا وهناك كانت الصدمة.

آدم: أي كملي أرجوكِ؟

آسيا اتنهدت وقالت: طلع أخوك أحمد.

آدم بصدمة: أي دا أنتي بتقولي أي؟

آسيا: انصدمت زي صح؟ أنا انصدمت فعلًا أنه أحمد، أحمد اللي كنت بشتكيلك منه على معاملته معايا طلع بيحبني أنا وبيبعتلي جوابات غرامية لمدة سنتين، طول عمرنا جيران وطول عمره معاملته معايا ناشفه ومكنتش أعرف لي.

آدم بحزن: كملي يا آسيا.

آسيا: قعدت وسألته إزاي هو، قالي أنه بيحبني من زمان وأنه هو صاحب الجوابات دي كلها وأنه عايز يتجوزني وبسرعة كمان، سألته طب لي لما هو بيحبني كان بيعاملني بالجفاء والطريقة دي قالي أنه مكنشي عايز يبينلي لحد أو يبين أنه بيحبني عشان كنت بتانسباله لسه صغيرةمكنشي فارق معايا هو مين لأني حبيته بروحي وقلبي من قبل ما تعرفه عيوني فوافقت ولقيت نفسي في ثانية بقيت مراته بس تعرف أول ما اتقفل علينا باب واحد لقيته اتغير ومعاملته بقت جافة اووي اسوء من زمان وطول الوقت بيقلل مني وبيحسسني بكره لدرجة إنه قلهالي في مرة.

كملت بقهر وقالت: تعرف يا آدم كان دايمًا بيحسسني إني مش بنت وإني مستهلشي إني أتحب، كان دايمًا يقولي زي ما مامتك بتقولي إني مش حلوة مع إني جميلة وبشهادة الكل بس أنا فقدت الثقة في نفسي من كلامهم وبالذات أخوك، بقيت استغرب طب فين الحب اللي كان في الجوابات؟ طب فين العشق دا راح فين؟ أنا كنت بحس بالأمان من الجوابات دي، كنت بحس إني ليا سند وضهر بعد موت بابا وماما، لي كدا مستهلشي كل دا.

آدم بحزن وقهر: حقك على قلبي أنا يا آسيا، سامحيني.

آسيا: أسامحك على اي؟

آدم بتهرب: هتعرفي بعدين.

آسيا: تعرف يا آدم كنت طول الوقت أسأله عن الجوابات دي ولي كان بيكتبها وهو بيكرهني كدا؟، الحب اللي كان في الجوابات دا صادق اووي عمري ما حسيت أنه خداع.

كملت وهي بتمسح دموعها: تعرف أي الغريب في الموضوع؟

آدم وهو مركز في عيونها: أي؟

آسيا: إني لحد دلوقتي نفسي أعرف فين الجزء التاني من الجواب؟

آدم سرح في الجواب اللي لسه محتفظ بيه معاه واللي كان فعلًا فيه الإعتراف أنه هو اللي بيحبها واللي ملحقشي يعطهولها بسبب زمان.

آدم: يمكن يجي وقت ويظهر للنور ويعيش اللي أتسرق منه.

آسيا بعدم فهم: تقصد أي؟

آدم بتهرب: الوقت اتأخر يا آسيا يلا عشان تنامي وأنا هنزل بقى.

آسيا بصت في ساعة الفون وقالت: يا نهار ابيض دا احنا قربنا على الفجر، أنا أسفة جدًا يا آدم محستشي بالوقت.

آدم بصلها بحزن وقال: ولا أنا يا آسيا، ولا أنا.

في الوقت دا كانت سماح قاعدة ومش طايقة نفسها والنار مشتعله في قلبها وبالذات لما عرفت إن آدم لسه عندها في الشقة فوق وخافت لآدم يضعف قدامها ومسكت الفون واتصلت على أختها وقالت: الحقيني يا فوزية آدم رجع وخايفة يضعف قدام قلبه ويقرب منها، مش بعد كل اللي عملته دا يروح على الفاضي، أنتي متعرفيش عملت أي أنا السبب في جوازة أحمد من آسيا والسبب في سفر آدم.

وبدأت تحكي لأختها كل حاجة على الفون وهي بتتذكر كل حاجه.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

فلاش باك

من ٣سنين سماح وهي بتدور على حاجة في أوضة آدم وفجأة لاقت ظرف فتحته لاقت ورقة وصور كتير لآسيا وكلها شكلها التقطت عن غفلة منها، وفتحت الورقة لاقت إعتراف من آدم أنه بيحب آسيا وأنه هو اللي كان بيبعتلها الجوابات بقاله سنتين وأنه بيحبها اووي وعايز يتجوزها.

سماح كانت هتتجنن ازاي آدم بيحب آسيا وهي أكبر منه بسنتين، إزاي حب بنت أكبر منه لا وبنت أحلام اللي مبتكرهشي قدها في حياتها كلها لسبب محدش غيرها يعرفه، كانت سماح هتولع وفجأة خطرت في دماغها فكرة عشان تبعد آدم خالص عن آسيا عشان يتجوز واحد من سنه أو أصغر منه ويعيش حياته، وطلعت راحت لأبنها أحمد ودخلت عليه وقالت: أحمد أنت لازم تتجوز آسيا.

أحمد انصدم وقال: آسيا مين يا أمي لا طبعًا أنا بحب مني زميلتي ومش هتجوز غيرها.

سماح بعصبية: أنت هتسمع الكلام غصب عنك.

أحمد بعصبية: ازاى يعني؟ هو أنا بنت عايزة تغصبيني على الجواز، وبعدين أنا مش بحب آسيا ومش بحب غير منى ومش هتجوز غيرها.

سماح بتحدي: ما أنت لو مسمعتش كلامي واتجوزت آسيا مش هتتجوز منى، إنما لو وافقت هجوزك منى وكدا كدا الشرع محللك أربعة المهم تتجوز آسيا وفي أسرع وقت.

أحمد: مش عشان محللي أربعة اعمل كدا دا للضرورة فقط، وبعدين أنا اتجوزها واظلمها واظلم نفسي لي، أنا بحب منى.

سماح بغضب: يبقى تنسى منى دي خالص وتنسى إن ليك أم وقلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين.

أحمد: خلاص يا أمي موافق بس خليكي عند وعدك وتجوزيني منى.

سماح: حاضر بس اسمع هقولك اي وتنفذه بالحرف.

وبدأت سماح تحكيله عن الجوابات بس مقالتلهوش أنها من أخوه وأن أخوه اللي بيحبها وقالتله يقولها أن الجوابات منه وبقاله سنتين بيبعتلها وأنه بيحبها وعايز يتجوزها وبعد كدا هي هتتصرف وفعلًا أحمد عمل زي ما هي طلبت بالظبط.

باك

بعدين رجعت من ذكرياتها وهي لسه بتتكلم مع أختها وبتحكيلها وبتلف فجأة لقت آدم كان واقف وراها وسامع كل حاجة وملامحه كلها حزن وصدمة وقالت بصدمة: آدم!!!!!!!!!

قالت بصدمة: آدم!!!!

وبعدين قربت منه ببطيء وقالت: آدم أنتي هنا من أمتى؟

آدم بحزن: لي يا أمي؟ لي؟

سماح: آدم اسمعني أنا……

آدم بصراخ: اسمع أي يا أمي؟ اسمع إنك قهرتيني، إنك كنتي سبب في حزني ووجع قلبي، عايزاني اسمعك وإنتي بتخططتي إزاي تكسريني وتطعنيني في نص قلبي، عمري في حياتي ما كنت أتخيل إنك تعملي كدا، دا أنتي أمي يعني المفروض أنتي اللي تحامي عليا وتكسري أي حد يقربلي مش تكسريني بإيدك.

وكمل بعياط وقهر وهو بيحط إيده على قلبه: أنتي عارفة عملتي أي فيا؟ عارفة يعني أي تبعدي عني أكتر إنسانة حبيتها في حياتي لا ومش بس كدا دا أنتي خليتي أخويا يتجوزها عشان تحرميها عليا، تحرمي قلبي يفكر فيها مجرد تفكير عشان خاطر أخويا لا برافو يا أمي ومع إنك متستحقيش الكلمة دي.

سماح: لا يا بني متقولشي كدا.

آدم بزعيق: بس متقوليش ابني دي تاني مش عايز اسمعها منك، كفاية بقى تمثيل، كفاية.

سماح: أنا بمثل يا آدم؟!

آدم: أمال دا أي، عايزاني أصدقك إزاي بعد اللي سمعته، بعد ما سمعت تخطيط أمي وتفنينها في قهري وكسرتي، أنتي مش متخيلة أنتي عملتي أي، أنتي عيشتيني ٣ سنين في قهر وعذاب كل أما يجي عليا الليل وأتخيل حبيبتي في حضن أخويا، أنتي متعرفيش قد أي صعب، صعب اووي، إني بنت قلبي واللي حلمت بيها من سنين واللي حبيبتها في صغري وصبايا وشبابي تبقى بين إيدين أخويا، كنت بموت نفسي في الشغل عشان مفكرشي فيها، تعرفي أي أنتي عني وعن عذابي في غربتي، طب تعرفي إني كنت باخد منوم عشان لما جسمي يصرخ من التعب من ضغط الشغل أجي أترمي على السرير وأنام من غير ما أفكر فيهم ومع ذلك كان غصب عني بفكر وبتقهر، طب تعرفي إني بقالي ٣ سنين كل ليلة تعدي عليا وأنا دموعي على خدي، عمرك شوفتي راجل بيبكي كدا أهو أنا، كنت بعيط زي الطفل الصغير اللي حرموه من أمه اللي محتاجلها، وعارفة أي اللي يوجع أكتر إني مش لاقي حد يخدني في حضنه ويطبطب عليا، مش لاقي حد أترمي في حضنه وأهرب من الدنيا، غريب في بلد غريبة مع ناس غريبة وأنا لوحدي بطولي، كل أما أبص لنفسي في المراية أشوف حد تاني دا مش أنا ولا أنا دا.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

ضرب على قلبه وقال: حتى دا مرحمنيش يا أمي، مقدرشي ينساها مقدرشي يتخطاها، مش قادر يقتنع إنها مبقتشي ليه، وإنه خلاص مينفعشي يفضل ينبض عشانها، بيوجعني اووي يا أمي وأنتي مرحمتنيش أنتي كمان.

وكمل بصوت كله قهر وقال: آه آه أنا موجوع اوووي ومحدش حاسس بيا، أنا مريض يا أمي ومش لاقي علاج ويا ريته مرض جسدي كان أهون عليا، مش لاقي غير الوجع وبس هو كان رفيقي في غربتي، مش باقيلي غير وجع زمان ووجع النهاردة.

سماح بعياط: سامحني يا ابني مكنشي قصدي والله كنت عايزة مصلحتك والله.

آدم بإستهزاء: وفين مصلحتي في الموضوع يا أمي، أنا مكنشي نصيبي غير الوجع والقهر أنتي عذبتيني وخلتيني أتغرب بس قلبي معرفشي يتغرب زي.

سماح بصراخ: كنت عايزني أعمل أي يعني أسيبك تتجوز واحدة أكبر منك بسنتين وتضيع شبابك، عايزني أخليك تتجوز بنت أحلام وقلبي يتقهر عليك وهي تفوز بيك، حتى هي كانت هترفضك لأنها شيفاك عيل.

آدم: وفيها أي أكبر مني القلب ميعرفشي سن ولا بلد ولا أهل، القلب حتى مبيختارشي اللي يحبه، القلب بيقع من غير ما يحس ولا يعرف أسباب، كنت سبيني أجرب وأعيش حتى لو هترفض بس متكونشي الضربة منك أنتي يا أمي، أنتي إزاي مرحمتيش قلبي ولا صعبت عليكي؟! أنتي إزاي محستيش بوجعي مش المفروض الأم بتحس باللي أطفالها بتحس بإيه، إزاي محستيش بوجع قلبي وكسرتي؟ إزاي مشوفتيش دموع عيني ونزيف قلبي؟

سماح: بكرا تحب وتتحب يا ابني وتعيش مع واحدة من سنك أو أصغر منك وتنساها صدقني، أنا ممكن أكون غلطت في خطتي بس مش ندمانة إني بعدتك عنها أنا عايزة مصلحتك.

آدم بصراخ: كفاية بقى أي أنتي إزاي كدا؟! لا وبتقولي مش ندمانة مش عارف أقولك أي يا أمي غير إني مش مسامحك على وجع قلبي وقهرتي دي، مش مسامحك على ذنبي وذنب أخويا وذنب آسيا اللي عمرها ما أذتك في حاجة، وعلى فكرة مش هقولها على حاجة عشان مشوهشي صورتك قدام حد أنتي مهما كان أمي، وعشان هي متستاهلشي إنها تكتشف أن حياتها كانت لعبة في إيد حد والحد دا يبقى أمي.

وبعدين كمل وهو بيبصلها بعمق: متضحكيش على نفسك يا أمي أنتي رافضة آسيا بعينها إنما لو واحدة تانية مكنشي هيبقى عندك مانع، أنت مشكلتك مش مع السن أنتي مشكلتك مع آسيا أنا مش عارف لي بس أكيد هعرف.

ومشي  خطوتين وبعدين رجع تاني وقالها بهدوء: وآه أنتي زمان بعدتيني عنها بالغصب وجرحتي قلبي بس المرة دي مش هتقدري يا أمي، بوعدك إني هرجعها لقلبي، لمكانها المناسب والحقيقي.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &______________

مشي آدم وخرج من البيت كله وسماح كانت مقهورة ومش قادرة تصدق إن كل حاجة اتكشفت ومش قادرة تصدق إن لسه آدم متمسك بيها وبيحبها بعد السنين دي، مش قادرة تصدق إن حبه هينتصر وآسيا هتكسب، وإن ابنها بقى شايل منها ومش مسامحها.

سماح بغل: مش هتنتصري عليا يا بنت أحلام، والله لقهرك زي ما أمك كانت سبب في قهري، مش هسيبك عشان بسببك ابني قالي مش مسامحني.

آسيا كانت قاعدة فوق في البلكونة وشافت آدم خارج بعصبية من البيت وركب عربيته وساقها بسرعة كبيرة، آسيا خافت عليه اوووي وكانت عايزة تكلمه تشوفه ماله بس افتكرت أنها مش معاها رقمه أصلًا وكمان ياسمين مش موجوده لأنها راحت الجامعة بتاعتها وقالت أنها هتتأخر ففضلت قاعدة على أعصابها لأنها عارفة من زمان أن آدم لما بيكون متعصب بيأذي نفسه عشان كدا زمان وهو صغير كانت بتكون معاه وقت عصبيته وهي الوحيدة اللي كانت بتعرف تهديه لأنهم كانوا جيران زمان وهي كانت بتعامله كأنه أخوها لأنها كانت أكبر منه ومكنشي عندها أخوات فكانت بتعتبره أخوها الصغير، فقررت أنها تستناه لحد ما يرجع.

الساعة بقت ٥ ولسه مرجعشي قامت آسيا تلعب مع أسيل شوية لحد ما ياسمين حتى ترجع وبالفعل ياسمين رجعت وطلعت لآسيا.

ياسمين: مساء الجمال على أجمل آسيا.

آسيا: مساء الياسمين.

ياسمين: مالك يا آسيا شكلك قلقان لي كدا؟

آسيا: أخوكي آدم طلع من البيت متعصب اووي وساق عربيته بسرعة كبيرة وبصراحة خايفة يعمل زي ما كان بيعمل زمان ويأذي نفسه.

ياسمين بخوف: طب متعرفيش راح فين؟

آسيا: هو أنا لو كنت أعرف كان بقى دا حالي يا بنتي.

ياسمين: طب هنعمل أي أنزل أسأل ماما؟

آسيا: لا لا بلاش، بقولك اتصلي بيه كدا وشوفيه فين.

ياسمين: حاضر.

وفضلت ياسمين ترن عليه بس هو مردش وآخر مرة تليفونه اتقفل.

آسيا: ها رد؟

ياسمين: لا قفل تليفونه خالص.

آسيا: ربنا يستر، طب ادخلي أنتي كلي أنا مجهزالك الأكل على السفرة وبعدين أنزلي عشان تنامي شوية زمانك تعبتي النهاردة وأنا هستناه.

ياسمين باستها من خدها وقالت: حبيبتي يا آسيا حتى وأنتي قلقانه منستنيش وجهزتيلي أكل دي ماما معملتهاش.

آسيا: يا حبيبتي أنتي أختي لازم أخد بالي منك، وبطلي رغي ويلا قومي كلي وأنا هدخل أنيم أسيل.

وبالفعل عطت لأسيل دوش وغنتلها عشان تنام ونامت وياسمين نزلت هي كمان وهي فضلت قاعدة قلقانة لحد ما الساعة بقت ١١ طلعت في البلكونة تستناه لحد ما لمحت عربيته نزلت جري على تحت عشان تقابله.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

نزلت وفتحت البوابة وهو كان دخل من البوابة الرئيسية وأول ما لمحها بصلها بحب بس عيونه كلها حزن كان نفسه يترمي في حضنها ويحس بالأمان اللي فضل سنين مفتقدة بس إزاي، هي جريت عليه بخضة وقالت: آدم كنت فين أتأخرت اووي، هو أنت كويس؟ حاولنا نتصل بيك كتير بس أنت مش بترد وبعدين تليفونك قفل.

آدم بإستغراب: لي كان في أي؟ 

آسيا: أنا شوفتك الصبح وأنت خارج متعصب وسوقت العربية بسرعة عرفت إنك أكيد مخنوق، أستنيتك كتير ومكنشي معايا رقمك فستنيت ياسمين لحد ما ترجع عشان تتصلي عليك بس أنتي مردتشي، كنت خايفة اووي تأذي نفسك زي زمان لما بتتعصب، أنت كويس يا آدم؟

آدم بحب بس ملامحه كلها تعب: بجد أنتي كنتي قلقانة عليا ومستنياني؟

آسيا: ايوا طبعًا، بس قولي أنت كويس.

آدم: كويس لما شوفتك يا آسيا.

آسيا بعدم فهم وخجل: ها!!!!!

آدم بان على ملامحه التعب فآسيا خافت ونسيت كلامه وقربت منه ودورت بعنيها لو في حاجة في جسمه بس لاحظت أنه حاطط إيده ورا ضهره، فقربت منه وقالت: وريني إيدك يا آدم.

آدم: أنا كويس بس محتاج ارتاح.

آسيا بعصبية: قولتلك وريني إيدك.

فآدم حاول يمشي من قدامها بس هي قربت منه ومسكت إيده وأول ما شافتها شهقت من الزعر لما لاقت الدم مخطي إيده وقالت: دم يا آدم دم!

آدم بهدوء: متخافيش يا آسيا دا جرح بسيط.

آسيا بخوف: صغير إزاي يا آدم دا بينزف، تعالا معايا.

وآسيا مسكته من إيده وشدته وراها وهو كأنه في عالم تاني مش مصدق إنها ماسكه إيده وخايفة عليه كدا، إحساس جميل قلبه بيدق لدرجة إنه خايف لتسمع صوته، مشي معاها وهي أخدته وقعدت في الريسبشن اللي تحت عشان مينفعشي تطلع بيه فوق في الشقة بتاعتها، وطبعًا كان عصام متابع الموقف من فوق وهيولع من الغيرة ومتعصب اووي ومراته شافته وحست بغيرة كبيرة وكرهها زاد لآسيا.

عصام بصوت واطي: بقى كدا يا آسيا بتتقلي عليا ورفضاني وعايشة حياتك مع آدم والله ما هسيبك وهتكوني ليا بردك.

مرفت بصوت عالي: مالك يا عصام واقف كدا لي وبعدين مدايق كدا لي؟

عصام بديق: مفيش ملكيش فيه، وابعدي كدا من وشي.

وكمل بصوت واطي: يا بختك يا أحمد كنت متجوز واحدة أية في الجمال وأنا أتجوز واحدة أعوذ بالله وكمان مش سيباني في حالي.

مرفت بكره: والله ما هسيبك يا آسيا إلا لما أخرج من البيت دا، لا وليه دا أنا هخرجك من الدنيا كلها.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وعند آسيا وآدم، لسه آسيا ماسكة إيد آدم وهو بيبصلها بحب ومتابع ريأكشنات وشها واللي باين عليه الخوف ولغبطتها في الكلام من كتر التوتر والخوف، وآسيا قعدته وقالت: خليك هنا لحظة هطلع أجيب علبة الإسعافات وجاية.

آدم: مش مستهلة يا آسيا تعالي متتعبيش نفسك.

آسيا: مش هتأخر استناني متمشيش.

آدم بصوت واطي: أنا طول عمري عيشته وأنا مستنيكي ولو عليا استناكي العمر كله بس المهم تكوني معايا يا آسيا.

طلعت آسيا وجابت علبة الإسعافات ونزلت وعصام عرف إنها طلعت فتسحب من غير ما مراته تشوفه وفتح الباب واستناها لحد ما تنزل وهي نازلة وقف قدامها وقال بخبث وتريقة: رايحة فين يا مرات أخويا، دا احنا في نص الليل؟

آسيا بديق وأول مرة تتجرأ كدا وقالت: ملكشي فيه أنا حرة وبعدين اوعى كدا مش فاضيالك وزقته جامد من كتر عصبيتها.

عصام اتصدم من رد فعلها وقال بعد ما نزلت: لا لا دا أنتي بقيتي قطة شرسة اووي بس بردك بحبك وهتجوزك.

نزلت آسيا وهي بتجري عشان تضمد الجرح لآدم وهو لما لقاها بتجري كدا قال: براحة يا آسيا لتقعي ولسه مكملشي الجملة وفعلًا فوتت درجة وكانت هتقع بس كانت إيد آدم محوطاها ومنعتها من السقوط، وآدم سرح في عيونها وهي كمان محستشي بنفسها وبصت في عيونه وأول مرة تاخد بالها إن عيونه بني غامق اووي كدا شبه القهوة، لا دي بتلمع كمان بس أخدت بالها أن عيونه بتلمع  بس اللي عيونه بتلمع دي بتعبر عن مشاعره، وأما آدم بقى في ملكوت تاني تاه في غابة زيتونية عيونها قد أي عيونها جميلة اووي وتسحر، وأنفها كأنه منحوت وشفايفها كأن رسام رسمها بدقة ومهارة، ملامحها بريئة اووي شبهها، فاق على حركة آسيا وهي بتشيل إيده من حولين وسطها وقالت: آسفة اووي مأخدتش بالي من الدرجة دي، شكرًا يا آدم إنك لحقتني.

آدم: متشكرينيش يا آسيا عشان محسش إني غريب.

آسيا: عمرك ما كنت غريب يا آدم.

أخدت بالها من إيده اللي بتنزف وقالت بخوف: تعالا بسرعة يا آدم عشان أطهر الجرح وأضمده.

ومسكته من إيده وقعدته وقعدت جنبه ومسكت إيده بالراحة ومسحت الدم وبدأت تحطله المطهر وهو مش حاسس بحاجة لأنه مركز معاها هي وبس وكانت في غصلة من شعرها ومدايقاها بس مش عارفة تشغيلها عشان إيدها فآدم بإيده التانية وحطها ورا ودنها وهي كأنها اتكهربت من لمسته واتوترت وآدم حس بتوترها وحب يزيله فقال: شوفت أنها مديقاكي فقولت أساعدك.

آسيا: اها شكرًا يا آدم.

وبعدين قالت: بتوجعك؟

آدم: لا، أول مرة محسش بوجع.

آسيا: بجد ولا بتضحك عليا؟

آدم: لو كدبت على الدنيا كلها عمري ما أكدب عليكي أنتي.

آسيا بإبتسامة: ودا لي يعني؟

آدم: عشان أنتي غير الكل.

آسيا انحرجت وحمحمت وقالت: أنا خلصت هي هتبقى بعد يومين حلوة بس ابقى غير عليها عشان الميكروبات.

آدم: حاضر.

آسيا وهي بتبصله: آدم.

آدم غمض عيونه بسبب تأثير نبرتها وهي بتقول اسمه بتخدره كليًا، فعلًا الحب اللي من طرف واحد عذاب لصاحبه.

آسيا: آدم مالك أنت كويس هي إيدك بتوجعك؟ طب في حاجة تانية بتوجعك؟

آدم بهدوء: أنا كويس يا آسيا صدقيني، أول مرة من ٣ سنين أكون كويس.

آسيا: يا رب دايمًا تكون كويس، بس قولي مالك اي اللي خلاك تتعصب وتعمل في نفسك كدا؟

آدم بحزن: كنت مخنوق شوية ومش لاقي حد أشاركه حزني.

آسيا: ممكن تشاركني أنا لو دا مش هيدايقك، أنا هسمعك وهكون جنبك.

آدم كلامها أثر فيه اووي وقد أي بتقدر تأثر فيه بأقل كلمه منها، أخيرًا حبيبته بتطلب منه أنه يسمحلها تشاركه حزنه.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم: بجد يا آسيا ينفع أشاركك زي زمان لما كنا لسه أطفال؟!

آسيا: طبعًا ينفع أنت طول عمرك كنت بتسمعني وعمرك محسستني إني تقيلة عليك، كنت بهرب من الدنيا كلها وبجري عليك يا آدم، أنا معاك مكنتش بحس إني أكبر منك أنت كنت بتحتويني في حزني وبتسمعني وكلامك كان بيخفف عني، كنت بتكلمني بالعقل وتعطيني نصايح طول عمرك ناضج عني وبتعرف تحل مشاكلي وتطلعني من أحزاني.

آدم: النضج مش بالسن يا آسيا، في أطفال كتير بتعلمنا احنا حاجات كتير وتقول كلام احنا منعرفشي نقوله، وأنا عمري ما حسيت بفرق السن طول عمري بشوفك بنوتي الصغيرة.

آسيا ضحكت وقالت: ياااه يا آدم لسه بتقول الكلمة دي، فاكر لما كنت بتقولهالي زمان وأنا كنت اتقمص وقولك أنا مش صغيرة وإني أكبر منك.

آدم ضحك وقال: يا ريت الأيام دي ترجع تاني، يا ريت ما اتفرقنا ولا اتغربت ولا قلبي شاف اللي شافه.

آسيا بعدم فهم: ماله قلبك يا آدم؟!

آدم: هيجي يوم وقولك يا آسيا، أكيد هيجي إن شاء الله.

آسيا: طب يلا عشان ترتاح شوية عشان أنت مرهق.

آدم: مش تعبان خلينا كدا شوية كمان.

آسيا بحزن: مش هينفع لو طنط طلعت وشافتني قاعدة معاك هتسمعني كلام وحش وهتزعقلي، وكمان عشان أنا سايبة أسيل لوحدها وهي بتصحى بالليل من نومها ولو ملقتنيش هتعيط.

آدم: آسيا متسمحيش لحد يهينك حتى لو أمي وخلي الكل يحترمك ويعملك حساب، متكونيش ضعيفة، مش في كل الأوقات السكوت بينفع ساعات السكوت بيخلي اللي قدامنا يزيد في جرح قلوبنا، السكوت بيجرح صاحبه وبيسببله الوجع.

آسيا: شكرًا يا آدم على دعمك ليا وإنك الوحيد اللي واقف جنبي في وقت الكل بيتخلى عني.

آدم: هفضل واقف جنبك وفي ضهرك العمر كله يا آسيا، ووقت ما هتحتاجيني هتلاقيني عندك من قبل ما تطلبي.

آسيا: شكرًا يا آدم وخلي بالك من إيدك.

مشيت آسيا وطلعت سلمتين وكان لسه آدم متابعها وفجأة آسيا لفت ليه وقالت: آدم.

آدم: نعم يا آسيا.

آسيا: متأذيش نفسك تاني عشان خاطري.

آدم قلبه فرح وقال: عشان خاطرك اعمل أي حاجة يا آسيا حاضر.

آسيا بإبتسامة جميلة: وعد؟!

آدم بإبتسامة وحب: وعد.

آسيا: تصبح على خير وطلعت على السلالم

وآدم بصلها بحب لحد ما طيفها اختفى وقال: وأنتي من أهلي يا آسيا.

آسيا طلعت وكانت زعلانة على آدم أنه جرح نفسه وزعلانه عشان حاسة إن جواه جرح كبير ومش عارف ولا لاقي حد يشاركه فيه، بس فرحت لما وعدها إنه مش هيأذي نفسه تاني، وطلعت شالت أسيل من سريرها وحطتها على سريرها هي وأخدتها في حضنها ونامت.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

أشرقت شمس يوم جديد، وجي معاها أمل جديد لقلب آدم، ومولد ثقة كبيرة لآسيا، قام آدم من نومه أول مرة ينام وهو مرتاح كان امبارح عشان آسيا كانت معاه لأول مرة يحس براحة كبيرة واتمنى من ربنا أنه يردله حب عمره تاني ويساعده ويقربها منه، قام وخرج برا في الجنية بفنجان القهوة بتاعه، وفي نفس الوقت كانت طلعت في البلكونة بكوباية الشاي بلبن بتاعتها والبسكويت ووقفت على السور وبتبص لتحت في نفس اللحظة اللي آدم بص فيها وعيونهم أتقابلت في عناق جميل وآدم ابتسم ليها بحب وهي ابتسمت وهو شاور لها بالفنجان بتاعه وحرك شفايفه بكلمات هي قدرت تميزها وقال: صباح الخير.

وهي رفعت المج بتاعها زي ما هو عمل وحركت شفايفها وقالت: صباح النور.

آدم في اللحظة دي قلبه كان بيرفرف ونبضات قلبه زادت أول مرة يصحى على وشه جميل كدا، على وش حب عمره اللي كل مرة بتخطفه لعالم جميل اووي بس مش أجمل منها.

وفضلوا كدا لحد ما آسيا سمعت صوت أسيا بتعيط فسابت المج ودخلت بسرعة وهو اتخض افتكر حصل حاجة وجري عشان يطلع يشوف في أي وهي دخلت لأسيل وشالتها وفضلت تهديها وهي مش عايزة تهدى وكان آدم وصل ورن الجرس وهي راحت تفتح وهي شايلة أسيل اللي بتعيط بهستريا.

آسيا: آدم! 

آدم بلهفة: حصل أي أنتي كويسة وأسيل مالها هي تعبانة؟

آسيا: لا أنا كويسة بس أسيل بتعيط جامد ومش راضية تسكت أول مرة تعمل كدا، ومش عارفة مالها وبدأت آسيا هي كمان تعيط.

آدم بخوف: طب أنتي بتعيطي لي في حاجة بتوجعك؟

آسيا بعياط: لا بس بعيط عشان أسيل بتعيط.

آدم: طب خلاص متعيطيش وهاتيها أنا ههديها بس متخليش دموعك تنزل.

وفعلًا أخد منها أسيل وضمها لصدره وحضنها وطبطب عليها وبدأت تهدى لحد ما هديت خالص ونامت على صدره وآسيا استغربت وهي كمان هديت وقالت: إزاي حصل كدا؟

آدم: مش عارف بس يمكن كانت محتجاني.

آسيا بحزن: فعلًا أكيد لمست فيك حنان الأب اللي افتقدته.

آدم: متزعليش يا آسيا، أنا موجود أهو وأنا أبوها لو مش هيضايقك.

آسيا بصتله وقالت: يضايقني إزاي دا أنا كان نفسي أحمد يكون حنين زيك كدا، تعرف حبيت اووي علاقتك بيها وهدوئها معاك.

آدم: يعني مش زعلانة؟

آسيا: لا طبعًا أنا فرحانة جدًا.

آدم: شكرًا يا آسيا أنتي عطتيني مشاعر كنت محتاجها جدًا وأنا فعلًا بحس بالأبوة تجاه أسيل.

آسيا ابتسمت وقربت منه وبعدين ميلت على أسيل وباستها وهنا بقى قلب آدم دق بسرعة كبيرة اووي من قربها دا وغمض عينه وبدأ يشم ريحتها الجميلة اللي مش بتفارق أنفه.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آسيا بإبتسامة: ممكن أطلب منك طلب صغنون كدهون.

آدم ضحك عليها وقال: أكيد.

آسيا بإستعطاف: ممكن تاخد أسيل معاك بما أنها متمسكة بيك كدا على ما أخلص اللي ورايا وأخد شور عشان ياسمين زمانها نايمة دلوقتي عشان النهاردة أجازة.

آدم بضحكة رجولية جميلة: افهم من دا أنه إستغلال؟

آسيا بتمثيل: أنا لا طبعًا، أنا يحصل مني كدا مستحيل.

آدم ضحك وقال: طب يلا ادخلي بسرعة بدل ما أضعف وأغير رأي.

آسيا: فوريرة اهو.

قفلت الباب وآدم نزل وهو شايل أسيل وبيبوس فيها وقعد بيها في الجنينة لحد ما صحيت وبدأ يلاعبها ويضحك معاها وأخيرًا الضحكة عرفت طريق ليه ولقلبه، وآسيا خلصت وأخدت شور ولبست فستان أسود وطويل شوية وسابت شعرها مفرود وكان شكلها يجنن وفتحت الباب وجاية تنزل لقت مرفت قدامها ووشها لا يبشر بالخير.

آسيا: مالك يا مرفت محتاجة حاجة؟

مرفت: عايزاكي تبعدي عن جوزي يا آسيا.

آسيا بعصبية: جوزك أي يا مرفت وبعدين لمي نفسك، أنا اصلًا مش بطيق جوزك ولا بقبله.

مرفت: بس هو لا.

آسيا: يعني أي؟ وبعدين أنتي جاية تتكلمي معايا عن جوزك لي؟

مرفت بغضب: ما أنتي بتدلعي وعايزة تخطفيه مني، لا ومش بس كدا دا أنتي بتلفي علي آدم كمان اللي أصغر منك.

آسيا ضربتها قلم وقالت بغضب: أنتي تتكلمي معايا بإحترام عشان مقطعلكيش لسانك السم دا، أنا سكتلك كتير وأنتي افتكرتي إن دا ضعف مني لكن والله لو مبعتيش عن طريقي لندمك وأنسيكي اسمك يا مرفت، وجوزك لميه بنفسك وبعدين شكلك اصلًا مش ماليه عينه عشان كدا بيبص برا ودا مش ذنبي بقى، واصلًا سبحان الله أنتم الإتنين لايقين على بعض وأنا لو جوزك اتعرضلي تاني والله لكون عملاله محضر واسجنهولك وخافي مني عشان مبقتشي آسيا القديمة، وآدم دا أحسن منك أنتي وجوزك ومحترم ومش بيفكر في مرات أخوه وحش زي ما جوزك بيعمل وأنا أشرف منك ومن عشرة زيك وابعدي عني بقى عشان والله هتشوفي مني وش متحبيش تشوفيه، وعايزاكي تعرفي إن آسيا القديمة ماتت خلاص ومش هسكت عن حقي تاني أنتي فاهمة.

وسابتها آسيا وجاية تنزل لاقت مرفت بتنادي عليها ولاقتها بتقول: فعلًا أنا بقى هخلي آسيا تموت خالص.

فآسيا جاية تلف وتقولها يعني أي  وبصتلها لاقت مرفت فردت إيديها الإتنين وزقتها جامد من على السلالم وقالت: موتي بقى وريحيني منك.

في الوقت دا كان آدم طالع ليها عشان يعطيها أسيل عشان رايح مشوار، شاف آسيا وهي يتقع من على السلالم ومرفت واقفة وبتضحك وآسيا بتتدحرج من على السلالم.

آدم بصراخ: آسيااااااااااا.

آدم بصراخ وخوف: آسيااااااااا

جري عليها بس للأسف ملحقهاش ووقعت قدامه ودماغها بدأ ينزف وهو مصدوم، وكله طلع على صوته حتى عصام ولما شاف مراته واقفه بيقولها: في أي يا وش المصايب؟

لقاها مبتسمة ومركزة عيونها على مكان معين بيبص لاقى آسيا واقعة وسايحة في دمها قال بصدمة: آسيا، يخربيتك عملتي فيها أي منك لله.

جري نزل عليها وآدم نزل على ركبته ومصدوم وجات ياسمين أخدت منه أسيل وهو شال راس آسيا براحة وحطها على رجله وقال: آسيا بالله عليكي فوقي متوجعيش قلبي، آسيا.

آسيا فتحت عينها وقالت بصوت ضعيف: آدم، أسيل يا آدم.

آدم بدموع: أسيل كويسة وأنتي اللي هتخدي بالك منها، خليكي معايا ومتخافيش أنا جنبك.

وشالها آدم بين إيديه ونزل جري وحطها في العربية وياسمين ركبت ورا جنبها وحطت دماغها على رجلها وبتحاول تتكلم معاها عشان متغمضشي عيونها، وكل دا تحت أنظار سماح ومرفت وهم الإتنين فرحانين، آدم سايق بسرعة جنونية وكل شوية يبص لورا ويقولها: آسيا خليكي معايا، فتحي عينك.

وكمل سواقته وياسمين قالت: بسرعة يا آدم، آسيا قفلت عيونها.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &______________

آدم الخوف اتملك منه وساق أسرع لحد ما وصل المستشفى وهنا شالها ودخل بسرعة وقال: حد يجيب تروله بسرعة حبيبتي بتروح مني.

ياسمين انصدمت لما آدم قال كدا بس مكنشي في وقت لصدمتها وفعلًا دخلت العمليات وفضلت ياسمين جنب أخوها اللي عمال رايح جاي من كتر قلقه وخوفه عليها، ياسمين قامت ومسكت إيده وشدته وقالت: آدم تعالى اقعد هي هتكون كويسة إن شاء الله.

آدم: اقعد إزاي وهي كدا.

ياسمين حطت إيدها على كتفه وقالت: آسيا إنسانة كويسة وربنا ميرضاش بالظلم عشان كدا هيقومها بالسلامة يا حبيبي متخافشي.

آدم اتكلم ومش واخد باله من كلامه: مخافشي إزاي دا أنا هموت من الرعب مش بعد ما قربت منها وشوفتها قدام عيني تروح مني، أنا طول عمري قوي بس عندها هي وبس الضعف بيتملكني مقدرشي اشوفها موجوعة كدا، مش قادر أصدق إني كنت شايلها ودمها سايح كدا، قلبي كان هيقف لولا أنه عايز يطمن عليها.

ياسمين: آدم أنت بتحب آسيا؟

آدم انتبه على اللي قاله وبص لياسمين ولسه هيرد لاقى الدكتور خرج فجري عليه آدم وقال: طمني يا دكتور آسيا عامله أي؟

الدكتور: الحمدلله أنكم جبتوها في الوقت المناسب كان هيحصلها نزيف في المخ بس الحمدلله، بس حصلها كسر في دراعها بسبب الخبطة ووقعت على دراعها اليمين، وعالجنا دماغها وهننقلها أوضة عادية دلوقتي بس مش هتفوق دلوقتي عشان البنج.

آدم بحزن: شكرًا يا دكتور على تعبك.

الدكتور: العفو على أي بس دا واجبي.

وبعدين الممرضين خرجوها عشان ينقلوها للأوضة العادية آدم أول ما شافها جري عليها ومسك إيدها وحضنها جوا إيديه وقال: آسيا سامعاني؟

الممرضة: متقلقشي يا أستاذ هي كويسة بس دا مفعول البنج.

آدم هز راسه بموافقة وبعدين دخل معاها وكانوا هيشلوها بس هو رفض وقال: ابعدوا بعد إذنكم أنا هشيلها وهحطها على السرير.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

ياسمين كانت متابعة الموقف ومذهولة وحست بحب آدم الشديد ليها وفعلا ترجمت كل اللي فات من سألوه عليها لما كان في الغربة لما أحمد مات واهتمامه بيها ونزوله مخصوص عشان يحميها من أمه وأخوه عصام وقتها بس فهمت كان بيعمل كدا لي بس اللي مستغرباه هو بيحبها من أمتى؟ وإزاي يحب مرات أخوه؟ وفي أسألة كتيرة بتدور في دماغها وعايزة أجوبه ليها بس مش وقته لما تتطمن على آسيا الأول.

آدم شال آسيا بين إيديه بحنية وحطها على السرير وعدل من وضعيتها وبصلها بحزن، إيدها اللي متجبسة وراسها اللي الشاش ملفوف حواليها، حزين أنه مقدرشي يحميها وإنه ميستاهلشي يحبها عشان مش قادر يحميها من شر اللي حواليها، فضل قاعد جنبها لحد ما بدأت تفوق وتفتح عيونها وقالت: أسيل.

جري عليها ومسك إيدها وقال: آسيا أنتي كويسة حاسة بحاجة بتوجعك؟ 

ياسمين: متخافيش يا آسيا أسيل بخير يا حبيبتي قومي أنتي بس بالسلامة عشان أسيل محتجاكي يا حبيبتي.

آسيا دموعها نزلت وحطت إيدها على وشها عشان تخبي عيونها وعمالة تعيط لما افتكرت وآدم قلبه وجعه عليها اووي وقال بحنية: آسيا متفكريش في اللي حصل وأنا وغلاوتك عندي لأجبلك حقك منها.

آسيا بدموع: أنا معملتش فيها حاجة هي اللي فضلت تقولي كلام وحش وإني بخطف جوزها منها وأنا والله مليش ذنب، أنا مش عارفة لي بيحصل فيا كدا؟ أنا كل اللي نفسي فيه أعيش مع بنتي في سلام، لي كله بيعذب فيا كدا حتى أخوك كان أول واحد يكسرني، هو كان متجوزني بس عشان يعذبني ويقهرني ويرميني لناس مبترحمشي، يا ريتني ما حبيته ولا وثقت فيه أنا من الأول وأنا حاسة بخوف ومكنتش مصدقة أنه هو صاحب الجوابات دي ولا هو اللي بيحبني مش دا اللي حبيته من كلامه ليا اللي فضلت سنتين اقرأه وأعيشه، مفيش حد يحب حد يعذبه ويهينه كدا، ولو دا الحب مش عايزة لا أحب ولا أتحب سيبوني بقى أعيش في سلام وأربي بنتي تربية سليمة بعيدة عن الكره والحقد دا.

وفضلت تعيط بهستريا لحد ما ياسمين قربت وأخدتها في حضنها وقالت: حقك عليا يا آسيا أنا مش عارفة لي أمي بتعاملك كدا ولو على عصام فهو فعلًا إنسان زبالة وكلنا متبرين منه ومراته العقربة دي والله لأرنهالك علقة تقعدها في السرير سنة أم غل ونار دي.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آسيا ضحكت غصب عنها على كلام ياسمين الأخير، وياسمين ضحكت لآدم أنها عرفت تضحكها وآدم أبتسم لأخته وبعدين قرب من آسيا وقال: آسيا حقك على قلبي، والله ما هرتاح إلا لما أجيبلك حقك ومن النهاردة مش هتشوفي زعل تاني، ولو عايزة تعملي محضر لمرفت أنا وياسمين هنشهد معاكي.

آسيا: لا يا آدم مش هعملها محضر أنا ميرضنيش تبعد عن عيالها هم ملهومشي ذنب وبعدين دول لسه صغيرين، أنا بس عايزاها تبعد عني هي وجوزها ومتتعرضليش تاني.

آدم: خلاص سيبهالي بقى هي وجوزها وأنا أسويهالك على نار هادية.

ياسمين سقفت بإيديها وقالت بحماس: ايوا بقى آدم هيرجع للشقاوة تاني.

آسيا وآدم ضحكوا وآسيا قالت: أنتي هتقوليلي دا آدم محدش بيسلك من تحت إيده، دايما لما كنا صغيرين لما حد يقربلي ويدايقني كان بيجننه لدرجة أنهم كان بيقولوا عليه أنه الحارس الشخصي بتاعي، وبالذات أي شاب كان يقربلي كان بيضربه لدرجة أنهم لو شافوني في مكان يمشوا من مكان تاني، كنت بحسه هو اللي أكبر مني مش العكس.

ياسمين ضحكت وقالت: دا أنت طلعت جامد بقى، أمال مش بتعمل كدا معايا لي؟

آدم ضربها على مؤخرة راسها وقال: عشان أنتي قادرة وقوية ومش بتسكتي والشباب اللي بيخافوا منك، وأصلًا مش بتسبيلي مجال أدخل أصلًا أما آسيا دي ملاك رقيقة اووي ومتعرفشي تكون شرسة زيك كدا فهمتي.

آسيا اتحرجت اووي من كلامه، وياسمين فهمت أنه بيحبها من زمان اووي بس كانت عايزة تعرف إزاي دا حصل.

ياسمين: ماشي يا عم تشكر.

آسيا: لو سمحت يا آدم عايزة ارجع البيت زمان أسيل بتعيط وجعانة، ووحشتني اووي مشوفتهاش من الصبح.

آدم: بس أنتي تعبانة دلوقتي.

آسيا: لا أنا كويسة وأصلًا مش هعرف أستريح إلا على سريري.

آدم: خلاص اللي يريحك يا آسيا أنا هعملهولك.

آسيا: شكرًا يا آدم.

ياسمين: طب يلا يا أستاذ طرقنا على ما أغيرلها هدومها.

آدم: يا بت أحترمي إني أخوكي الكبير.

ياسمين: حاضر يا باشا متعطلناش بقى.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آدم وآسيا ضحكوا عليها وآدم خرج وهي بدأت تغير لآسيا هدومها تحت تأوهات آسيا، وخرجت نادت لآدم عشان يجهز العربية عشان يمشوا، وآدم دخل وبص لآسيا اللي حتى في تعبها جميلة اووي وبتسحره في كل مرة بس هو زعلان أنها لابسة أسود على طول وهو عارف إنها بتكره اللون دا اووي طول عمرها وعرف من ياسمين أن ولدته هي اللي بتجبرها تلبسه وهي مش من حقها لأنها فات مدة كبيرة على اللي المفروض المرأة تلبس فيها الأسود بعد موت زوجها، قرب منها وقال: آسيا هتقدري تمشي ولا أشيلك؟

آسيا اتحرجت وقالت بسرعة: لا لا أنا كويسة هقدر أمشي وياسمين معايا اهي.

آدم: تمام هسبق أنا أحضر العربية.

ياسمين قربت منه وقالت بهمس: مش بتتقال صريحة كدا يا ابني وبعدين اهدي شوية كدا هتطفشها.

آدم اتحرج وعرف أنه كدا بقى باين قدام أخته فقال بحرج: مقصدتش هي طلعت كدا مني، وبعدين خليكي في حالك وخلي بالك منها.

ياسمين بضحك: حاضر.

خرجوا وركبوا العربية وآسيا ركبت ورا وياسمين قدام جنب آدم، وآدم كل شوية يخطف نظرات عليها من المراية، لحد ما وصلوا ودخلوا وكان وقتها سماح وشايلة أسيل اللي بتعيط ومرفت وجوزها عصام قاعدين في الريسبشن تحت وعايزين يعرفوا حصلها اي.

دخل آدم الأول ووراه آسيا وياسمين سنداها وأول ما آسيا شافت مرفت خافت وتحامت في ضهر آدم بحركة عفوية منها ودا فرح آدم اووي وطبعًا كله استغرب وسماح عايزة تقتلها، وآدم طلع آسيا من ورا ضهره وقال: متخافيش يا آسيا أنا معاكي وبعدين هي مش هتقدر تقربلك تاني عشان أنا اللي همحيها من على وش الدنيا لو قربتلك.

عصام: أنت بتهددها قدامي يا آدم؟!

آدم بصله بعصبية وقال: أنت تخرس خالص بدل ما انسى أنك أخويا الكبير واتصرف معاك تصرف مش هيعجبك، وبعدين مالك محموق كدا لي دا أنت الود ودك تخلص منها النهاردة قبل بكرا.

حب يغيظ مرفت أكتر ويخليها تولع فقال: بس والله عندك حق يا أخويا أنا مش عارف أنت مستحملها إزاي دا الله يكون في عونك، ما أنا قولتلك زمان متسمعشي كلام أمك وتتجوزها بس أديك سمعت وشربت.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

مرفت مقدرتشي تمسك نفسها وقالت بصوت عالي: جرى أي يا أستاذ آدم ما تلم نفسك أنت مالك فارد درعاتك كدا لي وبتحاميلها هو في أي؟ ما أكيد لفت عليك أنت كمان ما أنتم رجالة ميمليش عينيكم إلا التراب.

آدم كان هيرد بس لقى قلم نزل على وش مرفت من عصام وقالها: بس بقى أي مبتتهديش مش كفاية اللي عملتيه في آسيا وكنتي هتموتيها؟!

مرفت حطت إيدها على خدها وقالت: أنت بتضربني عشانها؟!

عصام بتحدي: ايوا عشانها، وعشان مش عملالي إحترام وبتردي علي أخويا.

آدم بص على مرفت بشر وقال: بصي يا مرفت أنا هجبلك من الأخر أنا فعلًا مش عارف أنتي دخلتي عيلتنا إزاي لأننا مش بندخل مجرمين بالشكل دا ومش عارف إزاي أنتي أم لاولاد اخويا والله خايف عليهم منك مش عارف هتربيهم على أي بس ربنا يهديكي.

وكمل بغضب وقال: أنا كنت مصمم أعملك محضر واسجنك عشان أنتي تستحقي السجن لكن آسيا اللي أنتي كنت عايزة تموتيها هي اللي منعتني وقالت عشان خاطر عيالك، لكن قسمًا بالله لو فكرتي مجرد تفكير أنك تقربي منها هزعلك جامد ومش هعمل حساب إنك مرات أخويا الكبير، وكمل بصراخ: سمعاني؟

مرفت بخوف: ححاضر.

آدم قرب من والدته وأخد منها أسيل وعطاها لآسيا اللي أول ما شالت بنتها فضلت تبوس فيها في كل حتة من وشها وإيدها وقالت بدموع: وحشتيني اووي يا قلب مامي، كانوا عايزين يحرموكي مني يا قلبي.

آدم: متخافيش يا آسيا كل حاجة هتكون تمام إن شاء الله، يلا خدي أسيل واطلعي عشان ترتاحي وأنتي يا ياسمين أطلعي معاها ونامي معاهم عشان لو آسيا احتاجت حاجة هي وأسيل.

ياسمين: حاضر يا آدم.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وطلعوا وبالفعل نامت آسيا من كتر التعب وآدم معرفشي ينام طول الليل لأنه خايف على آسيا، وافتكرها وهي واقعة قدامه وهو مش عارف يساعدها، لحد ما طلع الصبح وآسيا فاقت بس إيدها بتوجعها راحت لياسمين تصحيها عشان تساعدها وتحضر الفطار، وتغير لأسيل عشان هي مش هتعرف عشان دراعها.

آسيا: ياسمين يا حبيبتي قومي يلا.

ياسمين: سيبيني شوية كمان يا آسيا.

ياسمين بحنية: معلشي يا حبيبتي قومي عشان تعملي الفطار عشان تفطري قبل ما تروحي جامعتك وعشان تغيري لأسيل عشان أنا مش هعرف.

ياسمين: حاضر يا حبيبتي أنا قومت اهو.

خرجت آسيا وراحت تشوف أسيل لقتها لسه نايمه باستها بحب وخرجت لقت ياسمين بتحضر في الفطار قعدت على الكنبة لحد ما بعد شوية سمعت صوت أسيل بتعيط فعرفت أنها صحيت دخلت وياسمين دخلت وراها فأسيل فضلت تفتح إيدها ليها بطفولية فقالت لياسمين: حاولي تشيلهالي على إيدي كدا عشان مش هتهدى إلا لما تحضني.

ياسمين: مش هتعرفي عشان دراعك ممكن تخبطه ويوجعك.

آسيا: مش مهم بس هاتيها.

ياسمين شيلتهالها على دراعها الشمال وأسيل حضنت آسيا واستكانت في حضنها وآسيا فضلت تبوس فيها وتغنيلها زي ما هي متعودة وهي بتتحرك بيها.

ياسمين: صوتك جميل اووي يا آسيا.

آسيا: مش أجمل منك.

ياسمين: لا بجد جميل اووي، ابقى غنيلي أنا كمان عشان أنام زي أسيل.

آسيا ضحكت وقالت: لا أنتي كبيرة مينفعشي.

سمعوا صوت جرس الباب فياسمين راحت تفتح لاقته آدم وفي إيده كياس وبيبتسم.

ياسمين: صباح الخير يا آدم، اي الأكياس دي حاجة حلوة ليا صح؟

آدم: صباح الورد، لا مش ليكي وابعدي وبعدين في حد يستقبل حد كدا.

ياسمين: والله طيب ادخل عشان أنا الحق أنا اروح الجامعة.

آدم: أكيد آسيا صحيت صح؟

ياسمين: ايوا دي بتصحى دايمًا بدري.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

دخل ولاقى آسيا شايلة أسيل وأسيل نايمه على دراعها ورقبتها مش مظبوطة فراح عليها وشالها منها وقال: دراعك يا آسيا.

آسيا: أصلها مكنتشي هتبطل عياط غير لما أشيلها وأغنيلها.

آدم: تعرفي إن صوتك وأنتي بتغني وحشني اووي.

آسبا بخجل: شكرًا بس هو أنت لسه فاكر.

آدن بحب: عمري ما بنسى حاجة تخصك.

حمحمت ياسمين وقد اي بتقطع اللحظات الحلوة وقالت: خلصونا يا جماعة عايزة أروح جامعتي.

آدم: بتزعقي لي وبعدين حد ماسكك؟

ياسمين: ما هو عشان أغير لأسيل قبل ما أمشي.

آدم: لا روحي أنتي أنا هغير لحبيبة بابي.

ياسمين: حبيبي والله، طب أنا همشي أنا بقى عشان اتأخرت.

آسيا: هتعرف تغيرلها يا آدم.

آدم: أكيد وبعدين أنتي معايا أهو علميني.

آسيا: طب تعالا معايا هطلعلك الهدوم عشان تعطيها دوش وتلبسها، بس أي الأكياس دي؟

آدم: دي حبة حاجات كدا للمطبخ وشوكولاته وأيس كريم عشان عارف أنك بتحبيهم.

آسبا بسعادة: بجد شكرًا اووي وبجد تعبت نفسك مكنشي فيه داعي.

آدم: أنتي وأسيل مسؤلين مني ودا واجبي.

آسيا بصتله بإمتنان وهو قال: مش يلا عشان أغير لأسيل.

وفعلًا دخل معاها وطلعلها اللبس اللي آسيا قالتلو عليه ودخلوا الحمام وعطى لأسيل دوش وسط ضحكاتها وجو عائلي جميل وكأنهم أب وأم وبنتهم وآدم كان حاسس بسعادة كبيرة اووي ودفء لأول مرة بيعيشه ، بيعيشه معاها هي وبس، وخلصوا وسط ضحكات ملت الشقة كلها وبعد ما خلصوا شال أسيل، خرجوا عشان يقعدوا برا.

آسيا: معلشي يا آدم ممكن تعمل الببرونه لأسيل.

آدم: أكيد يلا.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

دخلوا المطبخ وبدأ يحضرلها الببرونة زي ما آسيا بتقوله وبعد ما خلص شال أسيل وبدأ يشربها وبعدين آسيا كانت عايزة هي كمان تشرب الشاي بلبن بتاعها عشن تحس إن يومها بدأ، فقررت تطلب منه.

آسيا: هو أنا ممكن أطلب منك طلب عارفه إني متقله عليك.

آدم: متقوليش كدا يا آسيا أنتي تطلبي اللي أنتي عايزاه وأنا عليا أنفذ.

آسيا: بجد مش عارفة اقولك أي.

آدم بضحك: قولي عايزة أي؟

آسيا بضحك: عايزة مج الشاي بلبن بتاعي عشان أحس إن يومي ابتدى.

آدم: بس كدا من عيوني.

وبدأ آدم يعملها ويعمله فنجان قهوة كمان ليه وهي متابعاه، وحاسه بمشاعر غريبة عليها مش قادرة تفهمها، مش قادرة تفهم لي بتحس معاه بالأمان كدا، ولي مش حساه غريب لما بتكون معاه؟ مش عارفة دا عشان هو كان أقرب حد ليها زمان ولا عشان أي، بس كانت بتتمنى إنها كانت تعيش الأجواء دي كلها مع أحمد اللي حرمها من كل دا.

آدم خلص وشال أسيل ومسك بإيده التانية صنية المشروبات وطلعوا يقعدوا في البلكونة وآدم قعد أسيل على رجله وعطى لآسيا المج بتاعها وهو الفنجان بتاعه، وفضلوا قاعدين يتكلموا في حاجات كتير اووي وآسيا كانت فرحانة اووي وآدم كانت سعادته متتوصفشي.

أسيل نامت وهو دخلها على السرير وآسيا كانت عايزة تشيل الشاش من على راسها بقى.

آدم: مالك مدايقة لي يا آسيا؟

آسيا: مدايقة من الشاش دا عايزة أشيله وعايزة أغسل شعري حاسة إني جربانة.

آدم ضحك عليها وقال: طب متزعليش تعالي وأنا أشيلهولك، وبعدين أغسلي شعري وأغيرلك عليه وهحطلك لازقة ورا.

آسيا: اتفقنا.

آدم قعد على الكنبة وشاورلها تيجي تقعد قدامه وهي راحت تحت إستغرابه وقعدت قدامه وهو بدأ يشيلها الشاش وأنفاسه بتلفح رقبتها غمضت عيونها ومش عارفه أي الإحساس دا بس طنشت وهو مكنشي مصدق أنه قريب منها كدا وريحتها اللي بيعشقها بتداعب أنفه، وهي حست أنها طفلة وأبوها بيدللها وبياخد باله منها.

آسيا: متشكرة يا آدم بس في مشكلة.

آدم: وأي هي بقى؟

آسيا: هموت وأغسل شعري بس مش هعرف.

آدم: طب في حل.

آسيا: وأي هو بسرعة؟

آدم: أغسلهولك أنا.

آسيا بإحراج: لا لا خلاص هستنى ياسمين.

آدم مسك إيدها وشدها وقال: لي لا تعالي بس عشان ياسمين هتتأخر.

آسيا: بس……

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

مكملتشي لأنها لاقت نفسها قدام الحوض وآدم وطى راسها براحة وبدأ يغسلها في شعرها بحنية كبيرة وهي مبسوطة اووي بالإهتمام دا أول مرة حد يهتم بيها كدا دا لما أحمد كان عايش لو كانت ماتت قدامه مكنشي بيهتم ولا بيعطيها اعتبار.

وآدم كان فرحان اووي إنه قريب منها ولا دا بيغسلها شعرها وهي مستسلمة ليه كدا.

آسيا: كفاية يا آدم هغرق كدا.

آدم بضحك: هتغرقي في الحوض دا اللي هو إزاي؟

آسيا بضحك: ما حضرتك بقالك نص ساعة مغرقني بالصابون والماية.

آدم: خلاص خلصت اهو يا لمضة.

آسيا بعبوس: أنا مش لمضة ومتكلمنيش على إني طفلة لو سمحت.

آدم بضحك على شكلها: لا أنا شايفك طفلة أنا حر.

وجاب منشفة ونشف بيها شعرها وبدأ يغيظها وهي عابسة من طريقته بس من جواها فرحانة اوووي.

آدم قعد على الكنبة وقعدها قدامه وقال: يلا عشان أسرحلك شعرك.

آسيا اتصدمت وقالت: تسرحلي؟!

آدم: ايوا عشان أنتي مش هتعرفي عشان دراعك وبعدين شعرك طويل اصلًا، فأنا هسرحلك.

آسيا بتوتر: بس….

آدم: أنتي لسه هتبسبسي تعالي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

قعدت قدامه وهو بدأ يسرحلها شعرها بحنية وهي لأول مرة تحس إنها طفلة وإن في حد لسه شايفها كدا، وفعلًا آدم طول عمره بيعاملها كدا والوحيد اللي بيحسسها بالإحساس دا.

وآدم كان فرحان اووي وبيسرحلها بالراحة عشان حرجها، وهم الأتنين كل واحد في العالم بتاعه محسوش حتى بياسمين اللي دخلت ولما شافتهم كدا طلعت الفون بتاعها وأخدتلهم صورة حلوة اووي للذكرى لأن شكلهم كان جميل اووي.

آدم: بوجعك؟

آسيا: لا خالص.

آدم: تمام أنا قربت أخلص أهو.

ياسمين: مساء الجمال على الجمال كله.

آدم وآسيا اتخضوا وقالوا مع بعض: أنتي جيتي أمتى؟

ياسمين بتقلد آدم وبتقول: من وقت ما كنت بتقولها بوجعك.

آدم قام عشان يضربها بس هي جريت وهو جري وراها وآسيا بتضحك عليهم.

آدم: بقولكم أي ما تيجوا نخرج شوية نتمشي وأشربكم عصير قصب.

ياسمين: الله هو دا الكلام يا أخي.

آسيا: بس أسيل نايمة دلوقتي.

آدم: مش مشكلة هتصحى كدا كدا.

آسيا: تمام يلا.

دخلت غيرت هدومها ولبست فستان وسابت شعرها مفرود على ضهرها زي ما آدم كان سايبه ومحطتشي أي ميكب لأنها مش محتاجة جمالها طبيعي.

خرجوا كلهم وآدم شايل أسيل ونزلوا تحت بس لاقوا في الريسبشن في شاب جميل ومعاه بنت بس لابسة أسود ومعاها طفل صغيرة ماسك إيدها فكلهم استغربوا وبصوا لبعض وآدم سأل وقال: مين حضراتكم؟

البنت ردت وقالت: أنا منى مرات أخوك أحمد الله يرحمه ودا ابننا آسر.

الكل بص على آسيا بصدمة و……

البنت قالت: أنا منى مرات أخوك أحمد الله يرحمه ودا ابننا آسر.

الكل بص على آسيا بصدمة، وآسيا أول ما سمعتها بتقول كدا بصت على الطفل اللي كان حتة من أحمد كأنه هو ودموعها نزلت وفجأة شافت كل حاجة قدامها سودا وفقدت الوعي ووقعت على الأرض.

ياسمين بخوف: آسياااا.

الشاب اللي كان واقف جي يقرب عشان يشيلها آدم وقفه بإيده وقال: خليك مكانك متقربشي.

وشال هو آسيا وطلع بيها على فوق وحطها على السرير وياسمين قعدت جنبها ومسكت إيدها وبدأت تفرك فيها وآدم قام وجاب إزازة برفيوم من على التسريحة وقربها منها وكان كله واقف حوليها في اللي شمتان واللي حزين، آسيا فاقت وفتحت عينها وبصت عليهم لحد ما عينها جات على منى وأول ما شافتها دموعها نزلت وفضلت تعيط وياسمين حضنتها وقالت: اهدي يا حبيبتي اهدي.

آسيا: مش عايزة أشوف حد، لو سمحتوا اطلعوا كلكم برا.

آدم: آسيا لو سمحتي…..

آسيا بصراخ: اطلعوا برا بقى عايزين مني أي براااااا.

آدم خاف لما شافها منهارة كدا وقال: خلاص يا جماعة لو سمحتوا نسيبها شوية لوحدها.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

طلعوا وآدم قفل الباب وراه بس كان خايف اووي عليها، ففضل قريب من الباب وكله قعد ومنى بان على وشها التوتر هي والشاب اللي جنبها ومنى حضنت ابنها وسكتت.

آسيا قامت من على السرير وهي مش قادرة تسند طولها وبصت لصورة جوازها هي وأحمد ودموعها نازلة وقالت: لي كدا يا أحمد عملت فيك أي عشان تكسرني وأنت عايش ووأنت ميت كمان؟ أنا معملتش حاجة غير إني حبيتك، مش مسمحاك يا أحمد ليوم الدين وهاخد حقي منك قدام ربنا على ظلمك وقهرك وكسرك ليا بالشكل دا، دا أنا حتى بعد موتك فضلت وفية ليك وأخدت وعد إني هربي بنتنا وهعيش ليها هي وبس لي تعمل كدا؟ 

مسكت مزهرية جنبها وحدفتها في الصورة جامد وهي بتقول بصراخ: لي؟؟؟؟

آدم لما سمعت صوت تكسير وصوت صراخ خاف اووي ودخل جري لقاها قاعدة على الأرض والإزاز حواليها ومنهارة من العياط، أتخض عليها اووي وقرب منها وحط إيده على كتفها وقال: آسيا!

آسيا بصتله وقالت بصراخ: قولت مش عايزة أشوف حد وبالذات لو من ريحته أنا بكرهه اووي وبكرهكم كلكم ابعدوا عني، كلكم شبهوا كلكم خاينين، كلكم بتمثلوا عليا.

آدم حاول يمسكها ويهديها وقال: لا يا آسيا احنا مش شبهوا، حقك عليا أنا، حقك على قلبي بس اهدي.

آسيا بعياط: قولي أنت يا آدم هو لي عمل فيا كدا؟ طب هو أنا وحشة عشان كدا محبنيش وعمل كدا فيا؟ طب أنا أصرت في حاجة والله هو اللي كان بيبعد وبيعاملني وحش مش ذنبي؟ طب روح أسأله قوله لي مسبنيش في حالي أعيش حياتي وأحب واتحب مدام هو بيكرهني كدا؟ عشان خاطري اسأله يا آدم.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آدم دموعه نزلت على حالة حبيبته وقلبه وجعه اووي، ولعن نفسه أنه سابها زمان بس هيعمل أي هي اختارت أخوه، بص لأمه بنظرة عتاب شديد لأنها السبب في كل دا، السبب في كسرت حبيبته بسبب كرهها وشرها دا.

آسيا بضعف: رد عليا يا آدم هتسأله؟

آدم بدموع: حاضر يا آسيا بس ارتاحي.

آسيا عيونها غمضت واستسلمت تاني وهو شالها وحطها على السرير وهي مش حاسه بحاجة.

آدم: ياسمين لو سمحتي نضفي الأرض دي من الإزاز.

ياسمين: حاضر.

آدم خرج وأخد أسيل من أمه ونيمها وحطها في السرير بتاعها وسابها وطلع وراح لأمه وقال: أنا مش مسامحك يا أمي، أنتي السبب في كل دا، أنا مش عارف أنتي جايبة الشر دا كله منين، دا أنتي حتى مش خايفة أن كل دا يترد لبنتك اللي هي أختي واللي مش هستحمل عليها حاجة.

سماح بشر: متقارنشي أختك ببنت أحلام.

آدم بزعيق: كفاية بقى أنتي أي جبروت، مفيش مشاعر إنسانية خالص، صدقيني يا أمي ذنب آسيا الغلبانة اليتيمة دي في رقبتك ليوم الدين، وصدقيني هتدفعي حق ذنبها دا في الدنيا والأخرة وعقاب ربنا شديد، وساعتها الندم مش هيفيدك.

سماح: أنت بتقول أي يا ولد.

آدم: مش عايز اسمع منك حاجة من فضلك.

وسابها ومشي وقعد ووجه كلامه لمنى وقال: ممكن تقوليلي أحمد أتجوزك امتى وإزاي؟ ومين دا؟

منى: دا أخويا هادي، وبالنسبة لتجوزنا امتى فأحمد اتجوزني قبل ما يتجوز آسيا بشهر ودا كان بطلب مني.

آدم اتصدم وقال: يعني كنتي عارفة أنه هيتجوز آسيا ووافقتي؟

منى: ايوا ودا كله بسبب والدتك هي سبب كل اللي حصل، صدقني يا أستاذ آدم والدتك سبب كل شر وكل حاجة حصلت.

آدم بص لأمه بغضب ممزوج بالحزن وقال: فعلًا عندك حق.

سماح بغضب: جرى أي يا منى أنتي هتنسي نفسك ولا أي يا بنت الحفناوي.

منى بصتلها بغضب وقربت منها وقالت: لو فكراني شبه آسيا ضعيفة وهسكتلك تبقي غلطانة اووي، أنا أعرف أجيب حقي كويس اووي ولو قليتي من احترامي أو من احترام ابويا الله يرحمه هعرفك أنا مين، وبعدين ماله أبويا راجل شريف كان بيشتغل بما يرضي الله، وعمر الفقر ما كان عيب ولا حرام، بس الدور والباقي على اللي قلوبهم أسود من الحجر الفحم، وقسمًا بالله لو جيبتي سيرت أبويا تاني ما هيعجبك رد فعلي أنتي سامعة؟

سماح خافت منها وقالت: فعلًا كان عندي حق لما رفضتك زمان صحيح تربية شوارع.

آدم بزعيق: أمي ميصحش كدا الناس ضيوف عندنا.

سماح بغل: أنت مش شايف بتقل أدبها إزاي.

آدم بهدوء: لو سمحتي يا مرات أخويا اتفضلي اقعدي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

منى بصت على سماح بقرف ورجعت قعدت، عدا ساعتين وكله قاعد على أعصابه فياسمين قررت تروح تشوف آسيا.

ياسمين: هروح اطمن على آسيا يا آدم.

لسه آدم هيرد لاقى الباب اتفتح وآسيا طلعت بس كانت عينها وارمة من العياط وملامحة دبلانه اووي، كلهم قاموا وقفوا وياسمين قربت منها وحضنتها وآدم قرب وقال بلهفة: آسيا أنتي كويسة؟

آسيا بصت على منى وقالت: لو سمحتي.

منى قربت منها وقالت بطيبة: نعم يا آسيا.

آسيا بصت على آسر اللي ماسك في هدوم مامته وابتسمت وبعدين بصت لمنى وقالت: لو حضرتك جاية عشان الورث أو عشان الشقة فأنتي ممكن تاخدي الشقة وتعيشي فيها أنتي وابنك وأنا هرجع شقة بابا، بس عندي سؤال واحد بس.

منى بإستغراب: وأي هو؟

آسيا بألم: ابنك شكله كبير يعني معنى كدا أن أحمد متجوزك قبلي، هو أنتم متجوزين عن حب، يعني كان أحمد بيحبك؟

منى: ممكن أتكلم معاكي وتسمعيني، أنا مش عايزة شقة ولا عايزة حاجة، أنا مظهرتش عشان اسببلك وجع ولا عشان طمعانة في حاجة، أنا ظهرت عشان ابني محتاج أنه يعيش وسط أهله ويكون سند لأخته زي ما كان أحمد عايز.

بصت منى على سماح وزفرت بضيق وقالت: بصي يا آسيا أنا عارفة قد أي عانيتي واتعذبتي، وعارفة أنك بتحبي أحمد، وإنك مش قادرة تسامحيه عشان اللي حصل زمان بس هو غصب عنه أمه اللي غصبته عليكي.

آسيا انصدمت من كلامها وقالت بصدمة: غصبته عليا؟!

منى: ايوا عارفة أنك مستغربة بس اللي متعرفهوش إن حماتك الفاضلة هي اللي طلبت منه يتجوزك ويدعي إنه هو صاحب الجوابات اللي كانت بتجيلك لمدة سنتين.

آسيا مكنتشي مستوعبة كم الصدمات دي وبصت لسماح اللي بصت بإرتباك خايفة تكشف أن آدم هو اللي بيحبها، فجات تتكلم وتقول: أنتي بتقولي أي دا كدب متصدقهاش.

آدم بغضب: من فضلك يا أمي اسكتي، ومنى مش كدابة.

آسيا انصدمت أن آدم كمان عارف وقالت بصدمة: أنت عارف يا آدم؟!

آدم بحزن: اسمعيها للآخر يا آسيا من فضلك.

آسيا سكتت ومنى كملت وقالت: طبعًا أحمد رفض في الأول بس هددته أنه لو موافقشي مش هتخليه يتجوزني وهتغضب عليه، وطبعًا أنا وأحمد كنا بنحب بعض بقالنا خمس سنين وأحمد مش هيستحمل فكرة أنه يخسرني فأضطر أنه يوافق، بس مكنشي يعرف سبب طلب والدته ولي أنتي بالذات بس أنا كنت حاسة أنه مخبي حاجة عليا بقاله مدة كبيرة وفضلت اضغط عليه عشان يقولي بس هو كان بيتهرب مني، لحد ما فييوم الحادثة كان جايلي وكان عايز يقولي حاجة مهمة بس للاسف حصل الحادثة ويمكن أنتي استغربتي إزاي الحادثة حصلت في إسكندرية.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا بدموع: يعني كنت بتستغفلوني بقالكم ٣ سنين وأنا زي الهبلة واثقة فيه ومعرفشي حاجة لي كدا؟

وبعدين بصت لسماح وقالت: لي كدا؟ عملت فيكي أي عشان تعملي فيا كدا؟ مفيش رحمة في قلبك وللى عملتي كدا عشان يتيمة ومليش أهل يجبولي حقي منك.

آدم بحزن: احنا أهلك يا آسيا متقوليش كدا.

آسيا بصراخ: بس بقى كفاية أنت كمان خدعتني يا آدم كنت عارف ومقولتليش وسبتني على عمايا كدا.

آدم: والله لسه عارف من يومين بالصدفة لما سمعتها بتتكلم ومكنتش عارف أقولك إزاي، أقولك إن أمي هي السبب في خراب حياتك، طب هحط عيني في عينك إزاي؟ كنت خايف عليكي صدقيني.

آسيا بعياط: أنا مش مسامحاكي ربنا ينتقم منك، لي كل دا لي؟

سماح بغل وصراخ: عشان بكرهك وبكره أمك اللي كانت سبب في قهرتي سنين كتيرة.

آسيا بإستغراب:ماما! ماما عمرها ما أذت حد، ماما أصلًا مكنتشي بتتكلم معاكي كتير لأنك كنتي بتتكلمي معاها وحش.

سماح بغل: لا عملت سرقت مني جوزي.

آسيا: أنتي بتقولي أي وإزاي تتكلمي عن ماما كدا لا مش هسكتلك، أنا ماما ست محترمة وهي وبابا كانوا ببعشقوا بعض.

سماح بكره: أنا أكتشفت بعد جوازي أنه كان بيحب أمك، مقدرشي ينساها حتى بعد ما اتجوزني كنت بحبه وبعشق التراب اللي بيمشي عليه بس هو بردك مكنشي قادر يحبني وفضل يحب أمك حتى بعد ما هي رفضته واتجوزت أبوكي فضل يحبها، كنت بشوفه وهو بيبصلها إزاي النظرة اللي كان نفسي يبصهالي أنا، كان بيقول اسمها وهو نايم جنبي، كنت بتحسر لدرجة إني كرهتها وخليتك تعيشي نفس اللي أنا عيشته عشان هي متكونشي مرتاحة، وجعتها فيكي أنتي.

آسيا بصدمة وإنهيار: لا لا مستحيل تكوني إنسانة، أنتي إزاي بالكره والشر دا، طب وأي ذنب ماما إن جوزك بيحبها؟ أي ذنبها هي إن جوزك محبكيش وحبها؟ ماما طول عمرها بتحب بابا من وهم في الجامعة واتجوزوا عن حب، ماما عمرها ما أذت حد، ولي أصلا تدفع تمن أن في حد بيحبها، ماما بريئة من ذنبك.

اتنهدت وقالت: طب وأنا أي ذنبي في كل دا، لي تعملي كدا فيا وفي ابنك، أنا دلوقتي عرفت لي مكنشي بيحبني، طب مفكرتيش في حفيدتك دي ذنبها أي؟ أنتي مريضة نفسيًا حقيقي، وأنا مش مسامحاكي وربنا هيجبلي حقي منك قريب.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم بصدمة: أنتي لا يمكن تكوني أمي مستحيل، أنتي إزاي كدا، حسبتيها هي ووالدتها على حاجة ملهاش علاقة بيها لي؟ أنتي الكره عماكي للدرجادي، وبعدين بابا عمره ما عاملك وحش وطول الوقت بيراعي مشاعرك وكان دائمًا يوصينا عليكي، وبعدين بابا كان بيحبك بس أنتي دايمًا كنتي بتزعليه ومش شايفه حبه دا.

سماح: أبوك عمره ما حبني حتى لو حصل دا حب عشرة وعشان أنا أم عياله لكن حبها هي بقلبه وعقله.

آدم: أنا عارف إن الحب من طرف واحد صعب اووي وأنا عارف شعورك وأنتي فاهمة قصدي بس اللي بيحب مش بيأذي اللي بيحبه بيتمناله السعادة حتى لو مع غيره، عارف أن بابا يمكن غلط لأنه ظلمك لما اتجوزك وهو قلبه مع واحدة تانية بس القلب ملوش سلطان أكيد حاول ينساها بس مقدرشي يا أمي، بس والله بابا حبك وكان بيخاف عليكي، بس آسيا أي ذنبها لكل دا لي تكرهيها كدا دا حتى لو والدتها وحشه لي تاخديها بذنب أمها ترضي حد ياخد ياسمين بذنبك يا أمي، أنتي ظلمتيها اوووي يا أمي وربنا مبيرضاش بالظلم.

سماح حست بتأنيب ضمير وبالذات لما شافت حالة آسيا بس حاولت تطرد الشعور دا وقالت: بردك مش ندمانة.

آسيا بصراخ: كفاية بقى مش عايزة أشوفك ابعدي عني.

آدم: لو سمحتي يا أمي اتفضلي انزلي تحت.

سماح: أنت بتطردني يا آدم.

آسيا: لا أنا اللي بتطردك اتفضلي امشي دي شقتي.

سماح: والله اطردك منها متنسيش إن أحمد ميت في حياتي يعني ملوش حاجة بس أنا سيباكي عشان حفيدتي متبعدهاش عني.

آسيا: لا والله كتر خيرك، بس وعد مني إني همشي وهاخد بنتي بس أنا مش زيك لما تعوزي تشوفيها ابقى تعالي.

سماح اتجننت وقالت: أنتي بتقولي أي مستحيل تاخدي حفيدتي ما تتكلم يا آدم.

آدم: مقدرشي أمنعها دي بنتها وليها الحضانة، وبعدين أنتي اللي هددتيها بالطرد يبقى تتحملي العواقب يا أمي.

سماح: خلاص أنا هخرج بس متخلهاش تمشي وتاخد حفيدتي يا آدم دي من ريحة أحمد ابني.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وخرجت سماح، وآسيا قعدت بإنهيار على الكنبة وياسمين أخدتها في حضنها وقالت: حقك عليا يا آسيا، أنا مكنتش أعرف إن ماما بالشكل دا، دي حتى مفكرتشي إن ممكن دا يتردلي.

آسيا: لا يا حبيبتي متقوليش كدا، أنتي إنسانة جميلة وإن شاء الله ربنا يرزقك بالزوج الصالح.

ياسمين بدموع: أنتي إزاي كدا يا آسيا بعد اللي عملته فيكي، واحدة غيرك كانت زمانها دعت عليا وكرهتني.

آسيا: وهكون فرقت أي عن مامتك يا ياسمين، احنا مينفعشي ناخد حد بذنب أهله أو بذنب حد، مينفعشي نظلم إنسان من غير ما نسمعه ونديله فرصة يدافع عن نفسه.

ياسمين: يا ريت ماما زيك، يا ريت كل الناس تكون زيك يا آسيا.

منى: آسيا ممكن أتكلم معاكي لوحدنا شوية من فضلك.

آسيا هزت راسها بمعنى ماشي وقامت معاها ودخلت الأوضة وقعدت على السرير ومنى قعدت قصادها.

منى: بصي يا آسيا عايزة أقولك إني مش بكرهك ومش جاية أدايقك مش هكدب عليكي وأقولك إني مكنتش بكرهك في الأول لما أحمد جي قالي على شرط أمه أفتكرتك متفقة معاها وإنك عايزة تخطفي مني أحمد، غصب عني أنا بحب أحمد اووي من زمان وعمري ما اتخيلت إني حد يشاركني فيه، لما قالي اتفقت معاه إننا نتجوز الأول على الأقل بشهر ويفضل معايا هنا في إسكندرية الشهر دا وهو كان قالك إنه في شغل، كمان كنت متفقة معاه أن جوازكم يكون على الورق وبس وهو وعدني، عارفة إنك هتقولي عليا إني وحشة وشريرة بس والله ما كان بإيدي أنتي لو مكاني هتعملي كدا أنا واحدة عشقانه وكنت بغير على أحمد اووي ومامته كانت مصعباها علينا، وفعلًا اتجوزنا وقضينا شهر مع بعض وكنت حملت وقتها بآسر عشان كدا هو أكبر من أسيل وكمان لأنك خلفتي أسيل بعد جوازكم بسنتين.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

اتنهدت بحزن وقالت: أنا لسه فاكرة يوم ما جالي وقالي أنك حامل يومها كنت هتجنن إزاي وهو كان وعدني أنه جواز على ورق، ثورت يومها واتجننت بس هو فضل يعتذرلي كتير ومع الوقت اتقبلت الموضوع، بس تعرفي مع الوقت بقيت أشوف أنك فعلًا مظلومة واتظلمتي في اللعبة القذرة بتاعة طنط سماح، وبقيت أقول لأحمد أنك ملكيش ذنب وأنه يعاملك كويس لإني ست زيك وأكيد مرضاش بكدا، أنا مش عارفة أحمد كان مخبي عني أي بس حاسة إن اللي مخبية أنتي هتلاقيه في يوم من الأيام بس حقيقي أنا آسفة يا آسيا حقيقي وبعتذرلك بالنيابة عن أحمد، عارفة أنك ملكيش ذنب في كل دا بس عايزة أقولك عيشي حياتك وحبي واتحبي وإنسي أحمد وإنسي الأيام المرة اللي عيشتينا، ووالله أنا ما عايزة منك حاجة أنا بس عايزة آسر يعيش مع أخته ويكون سند ليها مكان أحمد بس لو أنتي عايزاني اختفي تاني هعمل كدا مدام دا هيرضيكي بس أرجوك سامحي أحمد وسامحيني، أحمد بيجيلي كل يوم في الحلم وبيوصيني عليكي ونفسه تسامحيه، أنا مش قادرة أعيش كدا وأحمد حبيبي بيتألم عشان أنتي بتتألمي، عارفة أنه صعب عليكي بس حاولي عشان خاطر أسيل حتى.

وبعدين قامت منى ووصلت عند الباب وبعدين لفت وقالت: آسيا أعتبريني أختك وصدقيني هتلاقيني في ضهرك، وأنا مستنيه قرارك.

خرجت منى وفضلت آسيا تعيط وتفكر في كلامها وأخدت قرارها أخيرًا وطلعت برا وبصتلهم كلهم وبعدين قربت من منى وقالت: منى أنا مش شايلة منك وهحاول أسامح زي ما قولتيلي، وأنا معنديش مانع أنك تفضلي معايا هنا في نفس الشقة عشان آسر يفضل هنا مع أخته.

منى فرحت وقالت: بجد يا آسيا، يعني هتقدري؟! أنا مكنشي قصدي أفضل هنا، أنا كنت هاخد سكن جنبكم هنا مع أخويا.

آسيا ابتسمت وقالت: لا أنا عايزاكي معايا هنا، أنا قررت أعيش حياتي وانسى زمان، أحمد عمره ما حبني بس كفاية إني بقيت أم لحبيبة قلبي أسيل وكمان بقيت أم لآسر.

منى قامت حضنتها وقالت: وآسر محظوظ عشان هيبقى عنده أم حلوة زيك، وأوعدك إن من النهاردة أسيل بقت بنتي وهعاملها أحسن من آسر كمان.

آدم كان فرحان اووي إن ربنا عوض آسيا بأخت ولاقت حد كمان يقف جنبها وفرح أنها اتقبلت منى وآسر وقررت تبدأ حياتها من جديد.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آدم: طب وأنا لسه مش عايزة تشوفيني يا آسيا؟

آسيا: لا طبعًا يا آدم أنت أخويا الصغير وسامحني قولت كدا وقت زعلي.

آدم زعل اووي وحس إن قلبه وجعه لما قالت كلمة أخويا، حس إن خلاص مفيش أمل أنها ترجعله وتكون في حضنه وحبيبته.

ياسمين ميلت عليه وقالت: متفقدشي الأمل يا آدم وحاول صدقني هتلين وأنا واثقة وهتحبك أكتر ما أنت بتحبها.

آدم: يا رب يا ياسمين بتمنى اليوم دا من سنين كتير.

منى: أحب أعرفك دا أخويا الكبير هادي وهو دكتور.

آسيا بإبتسامة: اتشرفت بحضرتك.

هادي بإبتسامة: الشرف ليا يا مدام آسيا.

آدم كان هيموت من الغيرة وبالذات لما شاف نظرات الإعجاب اللي بيبص بيها على آسيا، فراح عنده وقال: أمال حضرتك يا دكتور هادي هتبات فين دا الوقت اتأخر؟

هادي: ممكن أشوف أي أوتيل هنا لحد ما أشوف هعمل أي.

آسيا: لا ميصحش يا دكتور

وبعدين بصت لآدم وقالت: هو ممكن يا آدم تخلي الدكتور هادي يبات في شقتك.

آدم مكنشي حابه يفضل في البيت خالص لأنه مدايق منه وغيران بس ميقدرشي يرفض طلب لآسيا وقال بإبتسامة متصنعة: هو مش هينفع في شقتي لأسباب خاصة عندي وأنتي عارفة إني أصلًا مش بنام فيها، بس أنا عندي حل هو أنا هخليه ينام عندنا تحت في أوضة الضيوف وياسمين تنام معاكم هنا.

آسيا: دا حل مناسب جدًا.

هادي: والله يا جماعة مش مستاهلة أنا هنزل في أي أوتيل.

آسيا: مينفعشي يا دكتور أنت ضيفنا وبعدين حضرتك أخو منى وعشان خاطرها مينفعشي.

هادي بإبتسامة: عشان خاطرك يا مدام آسيا هفضل.

آدم مقدرشي يمسك نفسه وقال بغيرة واضحة: أي عشان خاطرك دي يا دكتور؟!، دا أنا حتى واقف.

هادي بإستغراب: مقصدشي والله، أقصد مش هرفضلها طلب.

آدم حب يصحح اللي عمله فقال: أنت ضيفنا ولازم نكرمك، اتفضل معايا عشان نسيب البنات تقعد مع بعضها شوية.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

ونزل هادي وآدم، وآدم دخلوا أوضة الضيوف ودخل هو أوضته وقال: بتطلبي مني أخليه يبات في شقتي، ما أنتي متعرفيش يا آسيا إني واخد وعد على نفسي إني مش هدخلها إلا ورجلي على رجلك، وتكوني أنتي أول واحدة تدخليها، وبعدين اتنهد وقال: يا رب إني أحببتها والقلوب بيدك فأرزقني بها وجبُر قلبي.

تاني يوم صحيت آسيا واللي منمتشي أصلًا غير ساعة وقامت بس كان دراعها بيوجعها اووي بس قامت غصب عنها وأخدت دوش وقامت راحت تعمل فطار عشان ياسمين هتروح الجامعة وعملت لنفسها المشروب بتاعها وطلعت في البلكونة شوية وهي في إيدها المشروب ووقفت وبتبص لقت آدم واقف تحت وفي إيده فنجان القهوة بتاعه وبيبصلها فابتسمت ورفعت المج بتاعها بتحيه وهو عمل كدا بردك وابتسم، فشاورتله بإيدها أنه عشر دقايق يجي عشان يفطر معاهم ويجيب الضيف وهو فهمها.

دخلت آسيا وفضلت تصحي في ياسمين وبعدين خبطت على أوضة منى وقالت من برا: منى؟

منى بنعاس: اتفضلي يا آسيا.

آسيا دخلت وابتسمت وقالت: تعالي عشان تفطري معانا أنا حضرت الفطار.

منى: شكرًا يا آسيا وبعد كدا أنا هبقى أحضره.

آسيا: لا متشليش هم أنا متعودة أصحى بدري واعمل كدا، يلا بس قومي وصحي آسر وتعالي برا.

منى: حاضر.

خرجت آسيا وراحت لأسيل وباستها وحضنتها جامد لأنها امبارح بسبب اللي حصل اهملتها، وفضلت تبوس فيها لحد ما أسيل صحيت وأول ما شافت آسيا ضحكت وحطت إيديها الصغيرين على وشها، وآسيا باستها وقالت: حبيبة مامي كنت وحشاها صح؟

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

أسيل ضحكت فآسيا قالت: وأنتي كمان وحشتيني اووي يا قلب مامي.

منى من وراها: ممكن أشيلها؟

آسيا: أكيد.

شالتها منى وباستها وقالت: تصدقي شبهك اووي ونفس عيونك الحلوين، بس فيها شبه بسيط من أحمد.

آسيا: شكرًا أنتي اللي حلوة.

منى: تعرفي أن آسر كله أبوه، خسارة فيه التسع شهور.

آسيا ضحكت وقالت: وأي ذنبه أنتي اللي بتحبي أبوه.

منى ابتسمت وقالت: آسيا أنتي بجد إنسانة عظيمة وتستاهلي كل خير.

آسيا: شكرًا يا منى، وأنتي كمان كويسة جدًا وأنا ارتحتلك.

ياسمين من ورا: صباح الجمال على عيونك يا آسيا.

منى زعلت عشان مصبحتشي عليها وآسيا أخدت بالها فبصت لياسمين وهي فهمتها فقالت بضيق: صباح الخير يا منى.

منى بحزن: صباح الخير يا حبيبتي.

آسيا: يلا يا ياسمين حضري السفرة عشان تلحقي تاكلي عشان الجامعة وحطي أطبقه زيادة عشان آدم ودكتور هادي هيفطروا معانا.

ياسمين: حاضر يا حبيبتي وباستها في خدها، وراحت باست أسيل كمان.

وجهزت السفرة وكان آدم وهادي طلعوا ورنوا الجرس فآسيا راحت تفتح وكانت رافعه شعرها وكان في خصل نازلة على وشها ورقبتها باينة، وكانت شكلها جميل اووي.

آسيا بإبتسامة: صباح الخير اتفضلوا.

هادي انبهر بجمالها وفضل بصصلها شوية ومش واخد باله وآدم اتعصب جدًا وقال: اتفضل يا دكتور.

هادي انتبه وقال: ايوا أكيد هتفضل، شكرًا.

دخل وآدم دخل وقرب من آسيا وهي اتفاجأت وبعدت خطوة وقالت: مالك يا آدم بتقرب كدا لي؟

آدم حط إيده على شعرها من ورا وشال البنسة وشعرها كله انسدل على ضهرها وفي منه انسدل على كتفها فغطى عنقها، فهي اتفاجأت ولسه هتتكلم هو سبقها وقال: خليه مفرود ومترفعهوش كدا تاني، أنتي فاهمة؟

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

ودخل وسابها وهي اتفاجأت ومصدومة مش فاهمة هو عمل كدا لي بس لاقت ياسمين بتنادي عليها عشان تيجي تفطر، فراحت وقعدت وشالت أسيل على رجلها.

آدم: هاتي يا آسيا أسيل عشان تعرفي تأكلي وبعدين أنتي بتاكلي بإيدك الشمال أصلًا ومش عارفة وهي كدا هتلخمك أكتر.

آسيا: لا مش مضيقاني، كل أنت يا آدم.

آدم قام وقرب منها وأخدها وقال: قولتلك هاتيها عشان تعرفي تاكلي.

هادي بصلها وقال: الأكل جميل اوي.

منى ابتسمت وقالت: دي عمايل آسيا.

هادي ابتسم وقال: تسلم إيدك جميل اووي.

آسيا بإبتسامة: بالهنا والشفا.

آدم كان قاعد هيولع ومش طايق نفسه وياسمين واخدة بالها.

ياسمين: آدم امسك نفسك، دا أنت شكلك هتقوم تفترسه، معلشي استحمله هو هيمشي كمان شوية.

آدم: اسكتي خالص عشان مش طايق نفسي.

ياسمين ضحكت وقالت: يا عم أنت جاي تتشطر عليا.

آدم بصلها بغيظ وآسيا قالت: مالك يا ياسمين بتضحكي لي؟

ياسمين بضحك: لا مفيش أصل آدم كان عايز حتة خياراية من اللي قدامك دي.

آسيا: بجد اتفضل الطبق كله يا آدم، وبعدين أي اللي بيضحكك في كدا يا هبلة.

آدم أخد منها الطبق وهو بيبص لياسمين بغيظ، فياسمين قالت: أصله محرج.

آسيا: لي دا بيته وخيره.

آدم ابتسم وقال: تسلمي يا آسيا.

خلصوا أكل وجات تقوم دراعها وجعها فآدم جري عليها وقال: مالك يا آسيا فيكي أي؟

آسيا: لا مفيش دراعي شد عليا شوية.

آدم: طب تعالي نروح للدكتور.

هادي: ولي تروح أنا ممكن أشوفه لو تسمحيلي يعني؟

منى: ايوا يا آسيا خلي هادي يشفهولك ويمكن يشيلك الرباط دا.

آسيا بصت لآدم وبعدين قالت: خلاص تمام لو مش هتعبك معايا.

هادي: لا طبعًا تعبك راحة.

آدم كان حاسس بالغيرة ومش متخيل إنه يلمسها ومش عاجبوه طريقته.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

هادي قعد وآسيا قعدت وبدأ يشيلها الرباط وشاف دراعها وقالها هو بدأ يخف بس هقولك على حبة تمارين تعمليها وهكتبلك مرهم تعملي مساج بيه.

وبدأ يحركلها في إيدها وهي صرخت أول ما حركه فآدم جري عليها وشال إيده وقال: براحة عليها بتوجعها، سيبها وأنا هعملها.

هادي: دي تمارين ليها وأكيد هتوجعها شوية بس لازم.

آدم: خلاص أنا هعملها.

آسيا: حصل خير ومعلشي يا دكتور صرخت غصب عني لأنه وجعني.

هادي ابتسم وقال: لا عادي المهم راحتك، وأنا أسف بجد.

آسيا: بتتأسف على أي يا دكتور بس.

آدم: آسيا أنا هدهنلك المرهم.

آسيا برفض: لا شكرًا ياسمين هتعملي.

ياسمين عشان تخلي آدم اللي يعملها فقالت: لا أنا متأخرة سلام.

آسيا: بقى كدا ماشي يا ياسمين.

منى: خلاص يا جماعة أنا هعملها متتعبوش نفسكم.

ياسمين بصتلها بغيظ وبعدين آدم اتحرج وقام ومنى قعدت ودهنتلها وعملتلها مساج وياسمين باست أسيل ومبستشي آسر فمنى زعلت وآسر كمان زعل إن مفيش حد بيحبه، وآسيا أديقت من ياسمين وقررت تتكلم معاها لما ترجع.

آسيا: آسر يا حبيبي تعالا قرب هنا.

آسر قرب بخوف وخجل وقال بطفولية: نعم.

آسيا وطت عليه وباسته وقالت: تعرف يا آسر.

آسر ببراءة: أعرف أي يا طنط؟

آسيا ضحكت ومسكته من خدوده وقالت: أنك جميل اووي، وإني بحبك.

آسر بسعادة: بجد يعني أنتي بتحبيني.

آسيا: ايوا يا حبيبى بحبك اوي، وكلنا بنحبك.

آسر بزعل طفولي: أمال عمتو ياسمين مش بتحبني ومش باستني زي أسيل لي؟ ومحدش هنا بيحبني زي أسيل.

آسيا بزعل: لا يا حبيبي كلنا بنحبك وعمتو ياسمين بتحبك اووي بس هي خايفة لتكون أنت مش بتحبها عشان كدا مش باستك.

آسر ببراءة: بجد يعني هي بتحبني، قوليلها مش تخاف عشان أنا بحبها وبسمع الكلام.

آسيا أخدته في حضنها وقالت: خلاص اتفقنا هقولها بس أنت متزعلشي يا حبيبي.

آسر: اتفقنا يا طنط.

منى بسعادة من موقف آسيا وقالت: آسر يا حبيبى متقولهاش يا طنط قولها يا ماما.

آسر بسعادة: يعني أنا هيبقى عندي اتنين ماما.

منى ضحكت والكل كمان وقالت: ايوا يا حبيبي اتنين.

آسر سقف بإيديه وقال: الله عندي اتنين ماما.

هادي ابتسم وقال: شكرًا يا مدام آسيا على تصرفك الجميل دا.

آسيا: مفيش شكر احنا أهل وآسر فعلًا ابني.

منى بحب: بجد أنتي جميلة اووي يا آسيا وانقذتي الموقف لأن ابني آسر حساس اووي وكان هيكتم في قلبه وهيتعب.

آسيا: هو طفل اها بس دا ميمنعشي أنه بيفهم وأنه حساس وأنا فهمت من نظراته.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

خلص اليوم وآدم نزل مع هادي عشان يلاقي ليه سكن معاه وبالفعل لاقى سكن وكان قريب منهم، وفضل معاه لحد ما ظبط أموره وبعدين راح شغله وياسمين رجعت البيت وآسيا قررت تتكلم معاها.

آسيا: تعالي يا ياسمين عايزاكي.

ياسمين: حاضر.

آسيا: ياسمين أنا عايزاكي تتعاملي مع آسر أحسن من كدا لو سمحتي دا طفل ونفسيته ممكن تتعب وكمان تتعاملي مع منى أفضل من كدا.

ياسمين بضيق: لا مش قادرة اتقبل أنها مرات أخويا ومش حابه وجودها معانا هنا، هي كانت سبب في زعلك زي ماما وأنا مش عارفة أصلًا إزاي اتقبلتي تفضل هنا قدامك.

آسيا بهدوء: بصي يا ياسمين أنا قررت ابدأ حياة جديدة وعايزة انسى اللي فات ومنى مرات أحمد ومنقدرشي ننكر دا وبعدين عشان خاطر آسر ابنه واللي هو أخو أسيل وهي في المستقبل هتحتاج أخوها يكون سندها، وبعدين دا حق آسر مقدرشي أمنعه منه، ومنى إنسانة كويسة وكلنا بنغلط وهي كل ذنبها أنها بتحب أحمد وكانت بتغير عليه ودا حال المحب يا ياسمين، فلو سمحتي اتقبلي زي واتعاملي حلو، وبلاش تظلمي آسر دا طفل وملوش ذنب وبعدين دا ابن أخوكي يا حبيبتي ولو بتحبيني بجد اعملي زي ما بقولك، وبعدين بطلي شغل العمة الحرباية دا.

ياسمين ضحكت وقالت: أنا عمتو حرباية يا آسيا ماشي تشكر.

آسيا ضحكت وحضنتها وقالت: عشان خاطري يا حبيبتي ساعديني أعيش حياة هادية.

ياسمين: حاضر يا حبيبتي مقدرشي على زعلك.

وفعلًا ياسمين اتغيرت مع مني وآسر وبقت تتعامل مع آسر حلو زي أسيل ومر شهر عليهم وهم بالحال دا سعداء مع بعض ومتجنبين سماح اللي هتولع من قربهم لبعض وكانت فاكرة إن منى مش هتريح آسيا بس حصل العكس، وطبعًا مرفت بتحاول تدايقهم بس منى بتوقفها عند حدها وبقت هي وياسمين يدافعوا عن آسيا ويتكلموا نيابة عنها عشان آسيا هادية ومبتحبش الشكل وهادي بدأ يحس بمشاعر تجاه آسيا وقرر أنه يعترفلها ويطلب إيدها.

في يوم كان هادي عندهم عشان بيزور أخته منى وابنها آسر وآدم مكنشي موجود في الوقت دا، فمنى دخلت تجيب حاجة من جوا وهادي قاعد مع آسيا وآسيا ساكتة، وكان باب الشقة مفتوح.

حمحم هادي وقال: مدام آسيا.

آسيا: نعم.

هادي: كنت عايز اتكلم معاكي في حاجة.

آسيا: أكيد اتفضل.

هادي: أنا هدخل في الموضوع على طول أنا بحبك يا آسيا وعايز اتجوزك ويا ريت تقبلي وأنا والله هحطك في عيني.

آسيا مصدومة ومش عارفة تقول أي وفجأة سمعت صوت من وراها رعبها.

آدم: نعم يا حبيبى بتقول أي!!!!!!!!!!!!

آدم: نعم يا حبيبي بتقول أي!!!!!

آسيا اتنفضت من مكانها وبتقول: آدم هو بس بيقول……

آدم بعصبية: استني أنتي لو سمحتي.

وبعدين بص لهادي وقال: سمعني بقى كنت بتقول أي.

هادي: أنا كنت بطلب إيد آسيا.

آدم بزعيق: أولًا اسمها مدام آسيا يعني متقولشي اسمها من غير ألقاب، ثانيًا مش عيب يا دكتور تطلب إيد مرات أخويا وكمان في بيتنا يعني بتبص على حرمة بيتنا اللي مفتوحلك من غير حياء، وكمان مرجعتش لراجل البيت الأول ومعملتش ليا احترام.

هادي بتوتر: أنا مقصدتش يا أستاذ آدم، أنا دخلت البيت من بابه وأنا طالبها في الحلال.

آدم بزعيق وعصبية: حلال أي يا ابني متعصبنيش.

ياسمين دخلت على زعيق أخوها ومنى طلعت هي كمان ومكنتشي فاهمة حاجة.

هادي بنرفزة: أنا مش فاهم أنت متعصب لي قولتلك مقصدشي وأنا بحبها وطالبها في شرع ربنا وبعدين القرار ليها أنت بتدخل لي أصلًا؟

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم عينه احمرت وأخته ياسمين هي اللي فاهمة وجريت عليه ومسكته من دراعه وقالت: اهدي يا آدم أبوس إيدك.

آدم زقها وقال: اوعي من وشي دا بيقولي بحبها وملييش أدخل.

هادي بتحدي: ايوا بحبها في أي متعصب كدا لي؟! وبعدين هي أرملة أخوك وليها حق تتجوز تاني.

ياسمين بعصبية: أنت شكلك مجنون ما تحترم نفسك يا دكتور في أي، وبعدين أنت بتعصبه أكتر، وأصلًا الكلام دا ميتقالشي كدا وبعدين احترم حرمة البيت لا وكمان جاي تطلبها في بيت جوزها وقدام أخو جوزها دا حتى قلة زوق، ما تتكلمي يا منى شوفي أخوكي.

منى جريت على أخوها وقالت: ميصحش كدا يا هادي والأمور دي مش بتتاخد كدا.

آدم وجه كلامه لمنى وقال: أنتي كنتي تعرفي بالكلام الأهبل اللي أخوكي بيقوله دا يا أم آسر.

منى: لا والله يا آدم ما أعرف حاجة ولا حتى لمحلي بحاجة.

هادي بعصبية: وأنت بتسألها لي أصلًا أنا حر وأنا مش فاهم لحد دلوقتي أنت مالك أصلًا؟

آدم قرب منه ومسكه من الياقة بتاعة قميصه وقال: أنت بتعلي صوتك في بيتي، أنت إزاي بجح كدا؟!

هادي حط إيده على إيد آدم اللي ماسكه الياقة بتاعته وقال: أنت إنسان همجي على فكرة.

هنا بقى وآسيا مقدرتش تستحمل هي كانت مصدومة من اللي بيحصل وبتابع بصمت وقالت بصراخ: بس كفاية أي اللي بتعملوه دا؟ أنتم حتى مش مراعين إن في طفل واقف بيتفرج عليكم وخايف.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وراحت ناحيتهم وقالت لهادي: لو سمحت نزل إيدك من على آدم فورًا، وأنت يا آدم سيبه.

وفعلًا سابوا بعض وهي كملت بعصبية وقالت: بطلوا الأسلوب الهمجي دا.

هادي: مش شايفة هو بيعمل أي؟

آسيا: لو سمحت يا دكتور هادي حضرتك اللي غلطان مفيش حد يعمل اللي أنت عملته.

هادي: غلطان في أي مش فاهم؟

آدم بعصبية: أنت مش شايف نفسك غلطان يا ابني.

آسيا بعصبية: لو سمحت يا آدم سيبني أتكلم واهدى شوية.

آدم: حاضر يا آسيا اتفضلي قولي اللي أنتي عايزاه.

آسيا: أولًا يا دكتور هادي طلب زي دا ميتقالشي كدا وزي ما آدم قال مش في بيت جوزي الله يرحمه حتى، ولو أنت فعلًا طالب إيدي أو بتفكر في حاجة زي كدا كان من الأفضل تخلي أختك تلمحلي أو تكلمني في الموضوع إنما ميكونشي كدا لأنك سببتلي إحراج ولنفسك كمان، ثانيًا ودا الأهم أنا عمري ما فكر في الموضوع دا أبدًا ومش هوافق لا عليك ولا على حد تاني، أنا عايشة عشان بنتي وبس، وآسفة لحضرتك بس طلبك مرفوض، والرفض ملوش علاقة بيك الرفض عندي هو رفض المبدأ من أساسه وبتمنى تكون حضرتك فهمتني.

آدم بسعادة: اهو أديك سمعت بنفسك، يا ريت متفتحشي الموضوع دا تاني، ولو سمحت اتفضل وياريت لو حبيت تشوف أختك تبقى المقابلة خارج البيت عشان مش هأمنك تاني على حرمة بيتي.

آسيا: لو سمحت يا آدم مش كدا.

آدم بعصبية: لو سمحتي يا آسيا أنا عارف بقول أي كويس اوووي، وزي ما سمعتك أنتي كمان تسمعيني.

هادي بحزن: حاضر يا أستاذ آدم، وأنا أسف يا مدام آسيا لو سببتلك أي إحراج من أي نوع بس كان نفسي توافقي.

آسيا: ولا يهمك يا دكتور، لكن أنا لسه عند كلامي.

هادي استأذن ومشي ومنى كانت زعلانة ومحرجة اووي منهم وخايفة لعلاقتهم تتأثر بسبب اللي حصل.

آدم لمنى: بتمنى تتفهمي قراري يا أم آسر ومتزعليش مني بس فعلًا بعد طلب أخوكي معدشي ينفع يدخل البيت، ولو حبيتي في أي وقت تقابليه أنا هوصلك بنفسي لحد عنده.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

منى: مش زعلانة يا آدم أنت صح، وبعدين أنت حر في بيتك، وأنا أسفة حقيقي من اللي حصل.

آدم: متعتذريش أنتي ملكيش ذنب احنا اتعلمنا من آسيا إن مينفعشي ناخد حد بذنب حد.

منى ابتسمت وقالت: أكيد متشكرة جدًا.

آسيا قربت من منى وقالت: مش عايز علاقتنا تتأثر باللي حصل من شوية وصدقيني أنا مش رافضة أخوكي أنا والله المبدأ هو اللي مرفوض عندي.

منى ابتسمت وقالت: لا والله يا حبيبتي دا أنا اللي كنت خايفة أخسرك بسبب أخويا واللي حصل.

آسيا: لا طبعًا يا حبيبتي أنتي أختي قبل أي حاجة وبعدين احنا اتعاهدنا نكون امهات لأطفالنا.

منى حضنتها وقالت: ربنا ميحرمناش منك يا حبيبتي أبدًا.

آسيا كانت مدايقة جدًا من آدم بسبب أنه كبر الموضوع وأن هي اللي ليها القرار في الموضوع دا، وهو محترمشي دا ورفض وتهجم على هادي.

آدم: آسيا ساكتة لي؟

آسيا: واتكلم لي حضرتك قومت بالواجب وزيادة وبتقرر عني.

آدم: مالك يا آسيا بتتكلمي معايا كدا لي؟

آسيا محبتشي تتكلم معاه قدام حد عشان متسببشي لي إحراج فبصت لهم وقالت: ممكن تسبونا لوحدنا شوية لو سمحتم؟

منى وياسمين: أكيد طبعًا خدوا راحتكم.

آسيا: آدم أنت عارف إني بعتبرك أخويا الصغير وبحترمك بس مينفعشي تتدخل في حياتي ولا تاخد قرارتي بالنيابة عني، واللي أنت عملته مع هادي ميصحش والمفروض كنت تستناني أنا أرد عليه، أنا عارفة أن طبعًا ليك حق في نص كلامك بالنسبة أنه بص لحرمة بيتك بس مع ذلك أنا غريبة أنا مرات أخوك وأنا بس اللي ليا حق في حياتي.

آدم بعصبية: وكنتي عايزاني اسقفله وهو جاي يطلب إيدك قدامي، دا لولا أنك بعدتيني عنه كنت علمته الأدب.

آسيا بعصبية: لو سمحت يا آدم أسلوبك مش حضاري، واللي عملته مع هادي غلط وأنا مبحبش الغلط بلاش أسلوب الشباب الطايش دا، دا أنت طول عمرك عاقل.

آدم بعصبية: وهو أنتي خليتي فيا عقل حرام عليكي يا شيخة، وبعدين أنا مش غلطان ولو كنتي سبتيني عليه كنت ظبطه.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آسيا بتحاول تهدي نفسها: يا آدم أنت عم الأطفال دول يعني مينفعشي يشوفوك كدا وبالذات آسر نفسيته هتبقى عامله إزاي وهو شايف عمه بيتهجم على خاله بالشكل دا، أنا ايوا بعتبرك أخويا بس بردك دا ميعطكشي الحق تاخد قراراتي عني.

آدم بزعيق: بطلي بقى تقولي الكلمة دي مش عايز اسمعها تاني.

آسيا بإستغراب: كلمة أي؟

آدم: أخويا، أنا مش أخوكي وعمري ما كنت أخوكي افهمي بقى.

آسيا: لي يا آدم أنا حقيقي من صغري وأنا شايفاك أخويا بس لو مش حابب دا خلاص أنا أسفة.

آدم بعصبية: أنا عمري ما شوفتك أختي وعمري ما هشوفك أختي، أنتي لي مش قادرة تحسي بيا وتفهميني أنا تعبت وقلبي تعب معاكي.

آسيا بعدم فهم: أحس بإي يا آدم؟ وتعبت من أي؟

آدم بحزن: تحسي بقلبي يا آسيا، قلبي مش قادر يشوف غيرك ولا عمره هيشوف غيرك.

اتنهد وبعدين قال: أنا بحبك يا آسيا.

آسيا واقفة مصدومة ومش مستوعبة اللي بتسمعه، مش قادرة تتكلم ومش عارف تتكلم تقول أي، كأن لسانها اتشل عن الحركة، مش قادر يأدي وظيفته.

آدم: آسيا أنتي ساكتة لي؟ صدقيني أنا بحبك اووي ومش النهاردة ولا امبارح أنا بحبك من زمان اووي، استحملت كتير عشان خاطر سعادتك بس قلبي معدشي قادر يستحمل، خايف اخسرك تاني، كنت هتجنن وهو بيقولك عايز اتجوزك وأنه بيحبك، بتلوميني على رد فعلي عشان أنتي مش عارفة النار اللي قايدة في قلبي والسكاكين اللي اترشقت في روحي.

آدم قرب منها وحاول يمسك إيدها بس هي رجعت لورى وبصتله وقالت بزعيق وصدمة: أنت بتقول أي؟! أنت أكيد مجنون أنت مش متخيل كلامك، لا وبتقولي بتحبني من زمان يعني كنت بتبص على مرات أخوك وجاي تعاتب هادي أنه بص على حرمة بيتك، بعدين أنت مش شايف فرق السن اللي بينا أنا أكبر منك أنت متخيل.

وبعدين كملت بزعيق: اطلع برا مش عايزة أشوفك تاني أنت واحد مريض مفرقتش حاجة عن أخوك عصام اللي كان بيبصلي بنظرات زبالة ومكنشي عامل حساب لأخوه، أنت مفرقتش عنه يا آدم، أنا بكرهم كلكم، وبكرهك يا آدم، امشي من قدامي مش عايزة أشوف وشك تاني.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم بحزن: أنا يا آسيا شبه عصام؟ أنتي متعرفيش بخاف عليكي قد أي، دا أنا بخاف عليكي أكتر من روحي، عمري ما بصيتلك بصة وحشة دا أنا عيني شاهدة عليا وعلى حبي ليكي، بتكرهيني لي يا آسيا أذيتك في أي؟

آسيا: مش عايزة اسمع منك حاجة، وانسى إن في واحدة اسمها آسيا ومتدخلشي هنا تاني.

آدم بحزن كبير وقلبه مكسور: اوعدك يا آسيا مش هتشوفي وشي تاني وهختفى من حياتك بس عايز أقولك حاجة أخيرة أنا عمري ما حبيت حد غيرك ولا هحب حد غيرك، وطول عمري عيني شايفاكي ملكة وعمرها ما بصتلك بصة تمسك بسوء، وبتقوليلي أنا مريض ايوا مريض بس بحبك يا آسيا، ولو على العمر فعمر ما قلبي بص عليه، العمر دا مجرد رقم، واطمني أنا هرجع تاني من مكان ما جيت ومش هتشوفي وشي ولا هتسمعي صوتي.

وكمل بدموع مقدرشي يخبيها وقال: أنا عيشت عمري كله أحبك واتمنى قربك، وقلبي شاف عذاب محدش يستحمله ومع ذلك لسه بحبك حتى بعد كلامك الجارح دا قلبي مش عارف يكرهك لأنه ميعرفشي غير أنه يحبك وبس، وأنا أسف لو جرحتك في يوم وقولي لأسيل إني بحبها اووي.

مشي آدم وهو قلبه متكسر ميت حتة، مش قادر يتخيل أن الكلام اللي آسيا قالته دا كان ليه هو، مش قادر يصدق إن كدا خلاص وأنه انكتب عليه يفضل طول عمره وحيد بعيد عن حب عمره.

آسيا حست إن قلبها وجعها من منظر آدم ودموعه، وأخدت بالها إنها جرحته بس هي مش مصدقة اللي هو قاله، وأنه قال أنه بيحبها من زمان يعني لما كانت متجوزة أخوه وفكرت أنه بصلها وحبها وأخوه متجوزها.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

ياسمين دخلت عليها لما سمعت صوت زعيقها وطردها لأخوها بس مش فاهمة ليه، بس لما دخلت لقتها قاعدة على السرير وحاطه راسها بين إيديها الإتنين فقربت منها وقالت: آسيا مالك؟

آسيا بصت عليها وقالت: مفيش يا ياسمين.

ياسمين بشك: لا في ولي كنتي بتزعقي مع آدم وطردتيه؟

آسيا: قولتلك مفيش يا ياسمين سيبيني لوحدي.

ياسمين بزعيق: لا في وهتقوليلي حالًا.

آسيا بعصبية: قولتلك سيبيني يا ياسمين أي مش بتفهمي؟

ياسمين: مالك يا آسيا بتتكلمي كدا لي، أنتي أول مرة تكلميني بالأسلوب دا.

آسيا بندم: مش عارفة يا ياسمين بس أنا تعبانة ومخنوقة.

ياسمين قعدت جنبها وحطت إيدها على كتفها وقالت بحنية: احكيلي يا آسيا أنا هسمعك.

آسيا بعياط: أنا طردت أخوكي وهو قالي أنه مش هيخليني أشوف وشه تاني وهيسافر تاني ويبعد.

ياسمين قامت يفزع وقالت: أنتي بتقولي أي ولي عملتي كدا؟

آسيا حكتلها كل حاجة وهي بتعيط وياسمين فضلت تسمعها للآخر من غير ما تتكلم أو تقاطعها، وبعد ما خلصت كلامها بصتلها ياسمين بحزن وبعدين قالت: تعرفي يا آسيا أنك غبية اووي.

آسيا: أنا يا ياسمين لي؟

ياسمين: ايوا غبية عشان مش قادرة تشوفي حب آدم ليكي، غبية عشان طول السنين دي مشوفتيش حبه ظلمتيه من غير ما تسمعيه، أنت شوفتي عذاب كتير في حياتك ولما ربنا بعتلك اللي يعوضك ويقلب عذابك جنة أنتي رفضتيه بنفسك وبعدتيه، عمرك ما هتلاقي حد يحبك زي آدم، لا دا مش بيحبك دا بيعشقك، صدقيني هتندمي.

آسيا: أنتي بتقولي أي يا ياسمين أنتي إزاي مش شايفة أنه غلطان؟ وبعدين دا أصغر مني يا بنتي أنا طول عمري شيفاه أخويا الصغير.

ياسمين: آدم مش غلطان آدم عانى كتير بسبب حبه ليكي، واتغرب وسابنا بردك بسبب حبه ليكي، وبعدين أي يعني أصغر منك ما السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها اتجوزت النبي ” صل الله عليه وسلم” وكانت أكبر منه، وبعدين دا الفرق بينكم سنتين وآدم راجل وطول عمره شايفك بنته، استكتري نفسك عليه زي ما الكل زمان استكترك عليه وزي ما ماما قهرته زمان وبعدتك عنه.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا كانت مصدومة وقالت: مامتك إزاي؟ أنتي بتقولي أي أنا مش فاهمة حاجة.

ياسمين: أنتي مسمعتهوش وخلتيه يفهمك واجبرتيه أنه يبعد تاني ويتغرب عشان كدا أنا مش هفهمك حاجة بكرا الزمن يفهمك بس ساعتها هتندمي يا آسيا عشان مسمعتهوش، كان نفسي أساعدك بس آدم الوحيد اللي ليه الحق أنه يعرفك.

وكملت وقالت: وأنا كمان هسيبلك الشقة ومش هدخلها تاني يا آسيا.

آسيا: أنتي بتقولي أي يا ياسمين عايزة تسبيني يا ياسمين؟

ياسمين: زي ما أنتي أختي هو كمان أخويا وأنتي وجعتيه ومقدرشي أفضل معاكي هنا وأنتي السبب في وجع أخويا.

آسيا: أنا آسفة يا ياسمين.

ياسمين: اعتذري لآدم مش ليا يا آسيا.

ياسمين مشيت وسابت آسيا في حيرتها، آسيا مكنتشي فاهمة حاجة وكلام ياسمين فضل يرن في ودانها وإزاي آدم بيحبها من زمان وأي دخل مامته، وإزاي كانت سبب في غربته؟ هي مش فاهمة حاجة بس هي مش فاهمة لي قلبها بيوجعها كدا.

آدم كان مكسور ومكنشي مستوعب إن آسيا بتكرهه وإنها رفضته من غير حتى ما تسمعه، الرفض من الحبيب بيوجع اووي، زمان هو اتكسر لما اختارت اخوه بس المرة دي الكسرة كانت أقوى لأنها هي رفضته وسمعها بودانه، قرر أنه خلاص هيبعد زي ما هي عايزة وفعلًا حجز أول طيارة هتسافر لإنجلترا واللي هتطلع الساعة ١٠ الصبح، وقام حضر الشنط بتاعته بس دموعه مش مفرقاه غصب عنه بس قلبه مكسور.

آسيا معرفتشي تنام طول الليل لحد ما الصبح طلع، آسيا دخلت تشوف أسيل لقتها نايمة شالتها وضمتها لصدرها وفضلت تبوس فيها، وافتكرت معاملة آدم ليها وإزاي عوضها عن حنان الأب اللي هي افتقدته زمان وحست أنها كدا بتظلم بنتها، مش عارفة تعمل أي ويا ترى لو آدم فضل جنبها هتكون المعاملة إزاي بعد ما عرفت أنه بيحبها،؟ دماغها هينفجر من كتر التفكير، حطت أسيل تاني في سريرها وباستها وخرجت كانت الساعة بقت ٧ الصبح، كانت مخنوقة ومش عارفة تعمل أي، حست أنها عايزة تطلع الجوابات وتقرأها اللي لحد دلوقتي مش عارفة مين صاحبها بعد ما اكتشفت أن أحمد مش هو اللي كان باعتها، قربت من الدولاب وطلعتهم من بين هدومها وبدأت تقرأ فيهم وقد أي بتحس بالأمان لما بتقرأهم وبتلمس الحب اللي فيهم.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا: هو إزاي في حد بيحب حد كدا، الحب دا كله، يا ترى أنت مين؟ يعني السنين دي كلها كنت عايشة في وهم والشخص اللي كنت بحبه لمدة سنتين من غير ما أعرفه واللي افتكرته أحمد مطلعشي هو، طب هي هتلاقي فين حب عمرها دا، وأصلًا خلاص فات الاوان وحماتها كانت السبب في ضياع حبها دا هي وأحمد.

بعد ما خلصت قرائة جمعت كل الجوابات وحطتها تاني في الصندوق ورجعت تحط الصندوق في الدولاب وفي وقت ما كانت بتحط الصندوق لاقت بين هدومها جواب استغربت وافتكرت أن دا جواب من ضمن الجوابات فاستغربت أكتر لأنها مجمعاهم كلهم في الصندوق، فمسكته وجات تحطه في الصندوق بس لافت نظرها الكلام اللي مكتوب على ضهر الظرف.

آسيا بصوت: إلي زوجتي آسيا. 

آسيا اتصدمت مش فاهمة أي دا، ومن امتى الجواب دا؟ ولي أحمد كتبلها جواب؟ فقررت تفتحه وتشوفه، لاقت في أول الجواب كلام صدمها بس كملت قرائة:-

آسيا حبيبتي أنا كتبت الجواب دا بعد محاولات كتيرة، أنا أضعف من إني أواجهك بالحقيقة عشان كدا كتبتلك الجواب دا، وحاسس إن وقت ما تشوفيه مش هكون موجود مش عارف لي، بس في كلتا الحالتين عايزك تفهميني وتسمعيني وقبل كل دا عايزك تسامحيني.

أحمد: آسيا أنا عارف إني ظلمتك كتير، وعارف إني ملييش حق إن أطلب مسامحتك بس عشان خاطر بنتنا أسيل ثمرة حبنا تسامحيني.

آسيا مصدومة من كلامه يعني أي ثمرة حبنا وهو أصلًا مش بيحبها، كان قلبها بيدق بسرعة ومش عارفه لي الكلام اللي جاي هيصدمها وهيكون صعب بس قررت تكمل.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

أحمد: أن عارف أنك مصدومة من كلامي دلوقتي بس دي الحقيقة إن بنتنا كانت نتيجة حبنا، أيوا يا آسيا أنا حبيتك اووي، حبيت حبك ليا، حبيت حنيتك عليا، واستحمالك ليا، أنا كنت مقرر أن جوازنا هيبقى على ورق وبس وهطلقك بعد كام شهر بس مقدرتش عشان حبيتك بجد، وكان نفسي أقضي عمري كله معاكي، منكرشي إن في أول سنة في جوازنا مكنتش بحبك أو كنت بقنع نفسي بكدا بس أنا غصب عني وقعت في حبك، وقتها حسيت إني بخون منى حب عمري واللي عشانها اتجوزتك لما أمي ضغطت عليا، أنا حبيتك وإزاي محبكيش وأنتي جميلة قلبًا وقالبًا، ساعتها بس قررت إني أقرب منك ونعيش حياتنا زي أي اتنين بيحبوا بعض ومعرفتش منى عشان مكسرشي قلبها وبردك عشان أنتي مراتي وليكي حقوق عليا، أنا كنت خلاص قررت أعيش معاكي في هدوء واعاملك كويس بس ربنا مأردشي وقتها ودا لما سمعت أمي بالصدفة وهي بتتكلم مع خالتي وبتقول:_

فلاش باك

سماح بتكلم أختها في الفون: الحمدلله جوزت أحمد للبت آسيا عشان ابعدها عن آدم.

_………

سماح: لا معرفتش أحمد السبب، عايزاني إزاي أقوله إن أخوه آدم بيعشق آسيا، وهو اللي كان بيكتبلها الجوابات دي بقاله سنتين وإنه نفسه يتجوزها مكنشي هيرضى أكيد عشان خاطر أخوه يا عبيطة، أنا هددته إني مش هجوزه حبيبته منى عشان يوافق، وكمان آدم سافر واتغرب يا حبيبي عشان يبعد عنهم، وعشان خاطر أخوه أحمد لأنه مينفعشي يفكر في مرات أخوه، بس كدا كدا أكيد هينساها.

أحمد من وراها: لي كدا يا أمي؟

سماح: أحمد أنت سمعت؟

أحمد: ايوا حرام عليكي لي تعملي فيا وفي أخويا آدم كدا؟ لي تكسري قلبه وتخليني أنا سبب في كسرة قلبه، أنتي متخيلة زمانه حاسس بإيه لما أخوه يتجوز حب عمره حرام عليكي.

سماح: غصب عني كان لازم ابعدها عنه دي أكبر منه، وبعدين عادي أنت اتجوزتها خلاص وبقت مراتك، وهو أكيد هيحب وهيتحب.

أحمد بزعيق: أنتي إزاي كدا، أنتي لا يمكن تكوني أم أبدًا، أنا عارف أنك عايزة تكسري آسيا بسبب أمها عشان بابا كان بيحبها.

سماح بصدمة: أنت عرفت الكلام دا منين؟!

أحمد: مش مهم عارف منين بس أنتي ظلمتيها هي وأمها هم ملهومشي ذنب أنتي لي قلبك أسود كدا يا أمي؟ أنا مش مسامحك وذنبي وذنب أخويا المسكين دا وذنب آسيا في رقبتك ليوم الدين، أنتي دمرتي حياتنا احنا التلاتة.

بعدين اتنهد وقال: أنا عارف إن آدم عمره ما ينسى آسيا حب عمره، آدم لما بيحب بيحب بجد ومش بينسى، أنتي حتى مش متخيلة أنا دلوقتي إزاي هتعامل معاها أو أنام جنبها إزاي بعد اللي عرفته؟ في كل مرة هبصلها هشوف آدم وكسرته.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

……..باك….

آسيا كانت بتقرأ وهي مصدومة لا دي حاسة أن كل جسمها اتشل من الصدمة، وبعدين كملت اللي مكتوب.

أحمد: بعد اللي عرفته وسمعته مكنتش قادر أسند طولي، مش متخيل إني خطفت من أخويا حب عمره والإنسانة اللي فضل يحبها من الطفولة، كنت كل أما أبص في وشك أشوف أخويا آدم وهو بيعاتبني وزعلان مني، رجعت عملتك أسوء من الأول كنت عايزك تكرهيني وتبعدي عني لأني مكنتش عارف ابعد أنا عنك وفي نفس الوقت مش قادر أقربلك يا آسيا، لما كنت ببقى نايم جنبك وعارف أنك بتعيطي ببقى نفسي أخدك في حضني وضمك جامد وقولك إني بحبك اووي بس بفتكر آدم وحس بقهرته لما يتخيلنا واحنا مع بعض وأكيد بيموت من مجرد التفكير، أنا عارف إني أناني وإني مستهلشي حبك، مع إني عارف إنك مكنتيش بتحبيني أنا أنتي حبيتي صاحب الجوابات اللي هو أخويا آدم، أنا أناني عشان معرفتكيش بحب عمرك عشان كنت بحبك وعايزك معايا، لما كنت برجع من الشغل وتيجي تستقبليني رغم معاملتي ليكي وكنت بتبوسيني من خدي وتحضنيني بحس بكهربا في جسمي وببقى نفسي ابادلك الحضن دا ودخلك بين ضلوعي بس بلاقي آدم حاجز وبكره نفسي أكتر.

آسيا كانت دموعها نازلة كأنها شلال وقلبها وجعها اووي ومن كتر دموعها معدتشي قادرة تشوف وتكمل قرائه، فمسحت دموعها اللي مش راضية تسكت وبعدين كملت.

أحمد: آسيا فاكرة يوم ما قولتيلي أنك حامل كنت طاير من الفرحة إن أخيرًا هخلف منك وفي حتة مني بتكبر جواكي، كنت نفسي وقتها أخدك في حضني وأشيلك وألف بيكي بس مقدرتش اعمل كدا وسمعتك كلام جارح ميستحملوش حجر مش بشر، لما قولتلك إني بكرهك والله كنت بكدب لأني بحبك اووي، سامحيني يا آسيا لو تقدري أنا كمان مفرقشي عن أمي لأني ظلمتك لما قررت أخليكي معايا، وظلمتك كمان لما معرفتكيش من هو حب عمرك.

أحمد: آسيا يا حبيبتي آدم هو اللي يستاهلك لأنه هو الوحيد اللي حبك بجد، مكنشي أناني زي وفكر في نفسه لا دا فكر فيكي وفي سعادتك ومع إنه قلبه بينزف من فكرة إنك بقيتي لغيره، لا ومش أي حد دا أخوه ومع ذلك قدم سعادتك على حساب قلبه، مع إن فكرة إن حد غيره يلمسك ويحبك وتكوني ملك لغيره كفيلة أنها تموته في اليوم ألف مرة إلا أنه اختار وجعه وموته دا ولا أنه يشوفك حزينة، أنا بجد وحش ومستهلشي حبك أنتي بتحبي آدم مش أنا، وأنا لو جرالي حاجة ارجعي لآدم عمرك ما هتلاقي حد يحبك قده يا آسيا، متخسرهوش وداوي جرح قلبه بقربك، وأمانة عليكي تخلي بالك من أسيل بنتي اللي حبيتها اووي عشان منك وشبهك، آدم هيكون ليها أب أفضل مني.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

أحمد: أنا بحبك يا آسيا وآسف على كل وجع مريتي بيه بسببي وآسف إني كنت سبب في بعدك عن حب عمرك آدم، وقولي لآدم يسامحني والله لو عرفت من البداية كنت رفضت، وقولي لمنى تسامحني ومتعرفهاش حاجة عن الجواب دا أرجوك مش عايز أكسرها هي كمان بعد موتي، وخلي بالك من ابني آسر أنا عارف وواثق أنك هتحبيه عشان هو ابني وعشان أنتي ملاك يا آسيا مبتعرفيش تكرهي حد، سلام يا آسيا يا أجمل حلم مقدرتش أحققه وقربله.

آسيا خلصت الجواب وانهارت وقعت على الأرض وهي مش مصدقة الكلام اللي قرأته دا، مش مستوعبة إن حبيبها المجهول هو آدم، مش متخيلة إزاي كسرت حب عمرها كدا وقالتله إنها بتكرهه، وطلبت منه يختفى من حياتها، كرهت نفسها اووي، ومش عارفة لي الدنيا ظلمتها كدا، ومش مصدقة إن الكل اتفق عليها، ومش مصدقة أن أحمد بيحبها، وكمان كان أناني بالشكل دا وخبي عليها.

آسيا بدموع وانهيار: أنا كسرتك زيهم يا آدم، أنا مستهلشي حبك، أنا إزاي معرفتش إنك أنت.

آسيا: آدم لازم أقوله إني عرفت كل حاجة، أنا بحبك من زمان أنت حبيبي المجهول.

نزلت آسيا بسرعة على تحت وهي دموعها على خدها، كانت عايزة تشوف آدم وتعتذرله على كل كلمة قالتهاله وجرحته، وتقوله أنها كمان بتحبه.

نزلت ورنت الجرس وفضلت تخبط وفتحتلها ياسمين واللي استغربت حالتها وشكلها.

آسيا بدموع: ياسمين الحمدلله أنك هنا ممكن تدخلي تناديلي آدم عايزة اعتذرله، ياسمين أنا عرفت الحقيقة عرفت كل حاجة، آدم طلع هو حبيبي المجهول أحمد قالي كل حاجة.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

ياسمين بعدم فهم: أحمد إزاي يعني؟!

آسيا: لقيته كتبلي الجواب دا وقالي فيه كل حاجة، أرجوك ناديلي آدم من جوا.

ياسمين بحزن: بس آدم مش جوا يا آسيا.

آسيا: أمال فين خرج في الجنينة ولا راح الشغل؟

ياسمين بحزن ودموع: آدم سافر يا آسيا خلاص، بعد عنك زي ما طلبتي منه.

وبعدين كملت بحزن وقالت: اتأخرتي اووي يا آسيا، معدشي ينفع ندمك دلوقتي، يا ريتك كنتي سمعتي كلامي.

آسيا انصدمت ومقدرتش تسند طولها ووقعت على الأرض وياسمين اتخضت ونزلت لمستواها وقالت: قومي يا آسيا يا حبيبتي خلاص.

آسيا بعياط هيستيري: خسرته يا ياسمين زي ما خسرني زمان، يعني خلاص مش هشوفه تاني، مش هترمي في حضنه وقوله إني والله بحبه وإني آسفة.

وبعدين كملت بقهر: لي كدا؟ لي مستكترينا على بعض؟ لي مكتوب عليا العذاب؟ 

مسكت إيد ياسمين وقالت: أرجوك يا ياسمين رجعهولي، طب قوليله إني بعتذرله وإني بحبه خليه يرجع أبوس إيدك.

ياسمين: أنا آسفة يا آسيا.

آسيا عيطت في حضنها وبعدين قالت فجأة: هي طيارته الساعة كام يا ياسمين؟

ياسمين: الساعة ١٠.

آسيا: طب الساعة كام دلوقتي؟

ياسمين بصت في الساعة وقالت: ٨ 

آسيا فرحت وقالت: لسه في أمل أنا هروحله.

ياسمين: تروحي فين مش هتلحقي يا آسيا أنتي على ما توصلي المطار هتكون طيارته أقلعت.

آسيا: لا هلحق، هاتي مفاتيح عربيتك بسرعة.

ياسمين جابت المفاتيح وآسيا لبست الشوز وأخدت منها المفاتيح وجريت.

ياسمين: استني هاجي معاكي.

آسيا مسمعتهاش أصلًا لأن كل همها تلحق آدم حبيبها قبل ما يسيبها ويسافر، وفضلت طول ما هي سايقة تضرب بإيدها على عجلة القيادة وتقول: غبية يا آسيا، غبية ضيعتيه من إيدك وكسرتيه.

آسيا بألم: يا رب رجعهولي يا رب،وعوضني بيه عل مُر سنيني.

وصلت آسيا بصعوبة وبصت في الساعة لقتها ١٠ وربع، جريت دخلت المطار وفضلت تجري زي الطفل اللي بيدور على والدته وهي مش عارفة رايحة فين، راحت عند مكتب الإستعلام عشان تسأل الموظفة.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

آسيا: لو سمحتي هي الطيارة اللي متجه لإنجلترا طلعت ولا لسة؟

الموظفة: لا دي طلعت يا فندم من ربع ساعة.

آسيا انصدمت وقلبها وجعها وفضلت ماشية وهي دموعها على خدها لحد ما وقعت على الأرض وفضلت تعيط بصوت وهيستريا وكل اللي في المطار بيبصوا عليها، بس هي في عالم تاني.

آسيا بعياط وألم في قلبها: يا ربي اعمل أي؟ قلبي بيوجعني اووي أنا محتاجة آدم اووي يا ربي رجعهولي.

وبعدين حطت إيدها على قلبها وضربته وقالت: كل دا بسبب غبائك إزاي مقدرتش تميزه؟

وبعدين كملت بقهر وقالت: يعني أي؟ يعني أنا خسرت آدم خلاص.

فضلت تعيط ومش قادرة لحد ما سمعو صوت من وراها، صوت حد بينادي عليها، صوتهي عرفاه كويس اووي، بس مش مصدقة. 

آسيا بصت وراها بصدمة ولسانها اتشل من الصدمة، هي اللي شايفاه دا حقيقي.

آدم: آسيا!!!!!!!!!!

آدم: آسيا!!!!!!!!

آسيا رفعت راسها وهي مصدومة وبعدين لفت بوشها وكانت بتتمنى إن اللي سمعته يكون حقيقي، وفعلًا بصت لقت آدم قدامها وشكله ملهوف عليها، آسيا قامت وقفت وهي مش مصدقة أنه لسه مسافرشي، ضحكت من بين دموعها وقالت: آدم!!!!!!.

آدم كان مستغرب حالتها وجي يقرب عليها لقاها بتجري عليه وفجأة كانت في حضنه، آدم اتصدم أنها حضنته وآسيا مش مدركة اللي هي بتعمله من صدمتها أنه لسه مسافرشي وإنه قدامها، وآدم لما لقاها استكانت في حضنه هو كمان رفع إيديه وضمها لي بقوة كأنه خايف أنها تهرب، وسند راسه على كتفها.

آسيا بفرحة ودموع: آدم الحمدلله أنك مسافرتش، كنت خايفة تبعد ومشوفكشي تاني، كان قلبي هيقف.

آدم كان مصدوم من كلامها ومش فاهم هي دي نفسها آسيا اللي سمعته كلام جارح، وطلبت منه أنها متشوفشي وشه تاني بتقوله الكلام دا دلوقتي.

آسيا بدموع: أنا أسفة، أسفة يا حبيبي.

آدم انصدم من كلمتها وطلعها من حضنه وقال بصدمة: آسيا أنتي قولتي أي دلوقتي؟!

آسيا بدموع: بقولك إني أسفة والله، حقك على قلبي سامحني، عارفة إني جرحتك بكلامي حقك عليا مش هتتكرر تاني والله.

آدم: لا لا قولتي حاجة تانية.

آسيا: قولت كلام كتير.

آدم: لا عيدي كدا كلامك الأخير.

آسيا مش فاهمة حاجة بس سمعت كلامه وقالت: قولت إني أسفة يا حبيبي حقك عليا، وإني جرحتك بكلامي ووو…

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آدم الفرحة مكنتشي سيعاه وحط إيديه الإتنين على كتفها وقال: آسيا أنتي بتقوليلي أنا حبيبي؟

آسيا فهمت قصده أخيرًا واتحرجت وحطت وشها في الأرض، آدم رفع وشها بإيديه وقال: آسيا بالله عليكي فهميني واتكلمي، وأي اللي جابك هنا ولي كنتي بتعيطي كدا؟

آسيا بعياط: عشان كنت خايفة أخسرك، كنت جاية أقولك إني أسفة والموظفة قالتلي أن طيارتك أقلعت.

آدم بحزن: وأي اللي خلاكي تعيطي ما أنتي اللي قولتيلي أنك مش عايزة تشوفيني.

آسيا حست بوجعه وأنها فعلًا جرحته فقربت منه وبعدين مسكت إيدية الإتنين بإيديها وبصت في عيونه، وآدم أول ما آسيا لمسته ومسكت إيده جسمه اترعش وحس بإحساس جميل كان نفسه يحسه من زمان، مش مصدق أن دي آسيا.

آسيا وهي باصة في عيون آدم بتركيز: آدم أنا أسفة على كل كلمة جرحتك.

وبعدين اتنهدت وقالت: آدم أنا بحبك اووي، أنا عرفت كل حاجة وعرفت أنك حب عمري وصاحب الجوابات وحبيبي المجهول.

آدم اتصدم وقال: آسيا أنتي حقيقية ولا أنا بحلم؟

آسيا ضغطت على إيده وقالت: لا حقيقية وبقولك إني بحبك اووي كمان.

آدم شالها من وسطها وبدأ يلف بيها وهو بيضحك وبيقول: آسيا أنا مش مصدق نفسي، آسيا أنا بعشقك والله.

آسيا انصدمت من اللي عمله لكن ضحكت وقالت: نزلني يا مجنون الناس بتتفرج علينا.

آدم بضحك: أنا فعلًا مجنون بس مجنون بحبك يا آسيا.

آدم وقف لف وهو لسه شايلها وهي سندت جبهتها على جبهته وحضنت وشه بين إيديها وهو عيونه مركزة مع عيونها وبدأ ينزلها بالراحة وهي لسه سنده جبهتها على جبهته وآدم اتنفس بتوتر وقال: آسيا.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا غمضت عيونها وقالت بهمس: نعم.

آدم بعدها عنه بالراحة وقال: تقبلي تتجوزيني وتعيشي معايا الباقي من عمري، وتشاركيني في عمري وأنفاسي، وتكوني حبيبتي وبنتي وأمي وأهلي وناسي وونسي في الدنيا؟

آسيا بحب وهي بتملس على دقنه الخفيفة وهي بتقول: أقبل.

آدم ضمها لصدره وحضنها جامد وقال: أنا بحبك اووي يا آسيا.

آسيا: وأنا بحبك اووي أنا كنت عايشة في وهم وأخيرًا لقيت الحقيقة، لقيت حبيبي الحقيقي.

آدم خرجها من حضنه وقال: لا أنا مش هقدر استحمل أكتر من كدا، وبطلي تقولي كلمة حبيبي دي بدل ما افترسك دلوقتي والناس مش هتعرف تحوشك عني.

آسيا ضحكت بصوتها وضحكتها جميلة اووي شبهها، آدم اتصدم وقلبه دق بسرعة رهيبة، فمسك إيدها وشدها وراه وقال: يخربيت حلاوتك لا احنا نروح للمأذون حالًا أبوس إيدك بطلي تضحكي.

آسيا وهي بتنهج من سرعته: استني يا آدم بس، دا أنت اتجننت خالص.

آدم: وهو اللي يحبك يكون عاقل إزاي بس.

آدم خرج وهو لسه ماسك إيدها ومش راضي يسيبها كأنها هتهرب منه وقال: هنروح إزاي؟

آسيا: معايا عربية ياسمين.

آدم: وكنتي سيقاها لوحدك يا آسيا؟!

آسيا بإستغراب: ايوا لي؟

آدم: متحصلشي تاني لو سمحتي أنا حذرتك كتير من السواقة لوحدك.

آسيا: أنا بعرف أسوق على فكرة.

آدم: بس أنا بخاف عليكي يا آسيا لو سمحتي اسمعي كلامي ممكن؟

آسيا بحب: حاضر يا حبيبي.

آدم: يخربيت كدا، مش قولتلك بلاش الكلمة دي دلوقتي هتجننيني.

آسيا ضحكت وقالت: خلاص حاضر.

آسيا راحت تركب سبقها هو وفتحلها الباب وهي فرحت اوووي من حركته وأول مرة تلاقي إهتمام كدا وقلبها كان هيطير من الفرحة حقيقي.

آدم ركب وشغل السيارة بعد ما حط الشنط بتاعته وساق العربية وهو كل شوية يبصلها بحب كأنه بيتأكد من وجودها وأنه مش بيحلم.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا بإبتسامة: أي يا آدم كل شوية تبصلي لي؟

آدم: بتأكد إني مش بحلم يا آسيا، خايف يكون دا كله حلم، أو من وحي خيالي أنتي متعرفيش أنا بحبك قد أي وعانيت قد أي كنت كل يوم بتخيلك قدامي حتى وأنا في الغربة كان طيفك بيونسي، كنت فاكر إني لما أهرب واتغرب هنساكي وهنسى هواكِ لكن ورب القلوب فضل قلبي ينبض عشانك، وروحي تخيلي أنك قدام عيني، وكأن روحك سافرت معايا عشان تحضن روحي وتكون ليها بيت وونس.

اتنهد وقال وهو بيبصلها: آسيا أنا قلبي شب على حبك، معرفشي يحب غيرك ولا روحي تألف غير روحك، فضلتي ملكاني حتى وأنتي مش شيفاني ولا واخده بالك من وجودي، أنتي متعرفيش قد أي كان صعب عليا كل أما أتخيلك مع أخويا وأنه هو الوحيد اللي قادر يشوف عيونك ويضمك لصدره كانت النار تقيد في قلبي كنت بحس إنها نار فعلًا، كنت ببكي طول الليل زي الطفل اليتيم اللي سرقوا منه أمه وسابوه وحيد ورموه في أرض غير أرضه، ملقتشي بيت من بعد ما بعدت عنك، أنا لسه لحد دلوقتي بدور على بيتي لحد ما أنتي دلوقتي رديتي ليا بيتي وأهلي وناسي، أنا عيشت عمري مريض بحبك وملقتشي دوا ولا هلاقي غير حضنك، أنا العليل وأنتي دوائي يا آسيا.

آسيا كانت بتسمعه وقلبها وجعها اووي، قد أي حبيبها عانى من حبها، وحست بقهره وحزنه وهم الإتنين كانوا بيعانوا في نفس الوقت وكأن أرواحهم مترابطة ومتشابهه حتى في حزنهم.

آسيا مسكت إيده وقربتها من شفايفها وباستها بالراحة وقالت: حقك على قلبي يا آدم هم فرقونا زمان وكتبوا على قلوبنا تتألم بعيدة عن بعضها، بس ربنا  فوق الجميع وجمع قلوبنا ومنحنا فرصة تانية، أنا هفضل ماسكة في إيدك لحد آخر يوم في عمري وأنا واثقة إنك هتفضل تحامي عليا العمر كله، احنا اتوحدنا ودا المهم، انسي الماضي وخليني انسى معاك ونبدأ صفحة جديدة ونسطرها بقلوبنا وحبرها يكون عشقنا.

آدم بصلها بحب وابتسم ومسك هو إيدها وباسها وقال: مش قولتلك أنتي الوحيدة اللي بإيدها علاجي، دا أنتي دويتي قلبي وشطبتي على كل السطور السودا اللي سيطرت على الماضي بتاعي بكلامك دا يا آسيا.

آسيا بحب: بحبك يا آدم، حبيتك زمان ولسه بحبك وهفضل أحبك لأخر أنفاسي.

آدم: ربنا ميحرمني منك يا آسيا ويحنن قلبك عليا.

______________&. بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا: احنا هنعمل أي دلوقتي يا آدم؟

آدم: هنروح للمأذون الأول يا آسيا أنا لازم اتجوزك النهاردة قبل بكرا، لا دا دلوقتي.

آسيا بتوتر: متأكد يا آدم؟

آدم مسك إيدها وحضنها بين إيديه وبص في عيونها وقال: آسيا متخافيش طول ما أنتي معايا، أنا عمري ما هسيبك تاني، ومش هضيع تاني ثانية من عمري وأنتي مش في حضني ومراتي أنتي فاهمة؟

آسيا ابتسمت بحب وقالت: فاهمة يا آدم.

آسيا: بس أنا مش هعرف أروح لوحدي محتاجة حد جنبي.

آدم: خلاص أنا هتصل بياسمين دلوقتي تيجي، وأنا هتصل على اتنين صحابي يجوا يشهدوا على العقد.

آسيا بتوتر: طب مامتك وأخوك هتعمل معاهم أي؟

آدم: آسيا ميهمنيش حد غيرك، ومش هدخل البيت غير وإيدي حضنى إيدك وأقول للعالم كله دي مراتي وحبيبتي.

آسيا: نفسي أعمل حاجة بس مش هينفع إلا بعد كتب الكتاب.

آدم بضحك: وأي هي بقى؟

آسيا: هتعرف لما نكتب الكتاب.

آدم: أنتي كدا بتجننيتي أكتر على فكرة وأنتي اللي هتتحملي عواقب صبري دي.

آسيا: متقدرشي تأذيني ولا تزعلني.

آدم برفع حاجة: واثقة اووي، ودا لي؟

آسيا: عشان عيونك فاضحاك ودقات قلبك اللي سمعاها دي بتطمني أصلًا.

آدم بإبتسامة: غلبتيني، وغلّبتيني معاكي يا آسيا.

آدم اتصل على ياسمين وقالها تيجي على اللوكيشن اللي هيبعتهولها وتسيب أسيل وآسر مع منى وتيجي بسرعة ومتعرفشي حد.

وفعلًا ياسمين وصلت وهي مستغربة إن آدم أصلًا لسة مسافرشي، وكانت آسيا قاعدة في العربية وآدم واقف وساند على العربية وآسيا مش باينة من وراه، فياسمين جريت على آدم وحضنته.

ياسمين: الحمدلله أنك مسافرتش يا آدم، آسيا يا آدم كانت جيالك المطار أنت شوفتها؟

آدم ابتسم وقال: تعالي يا آسيا.

آسيا نزلت وأول ما شافتها ياسمين جريت عليها وحضنتها وقالت: آسيا أنتي كويسة يا حبيبتي أنا خوفت عليكي جدًا، قولتلك استني أجي أنا أسوق لكن أنتي اختفيتي.

آسيا: أنا كويسة يا حبيبتي الحمدلله.

ياسمين: الحمدلله يا قلبي.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

وبعدين سكتت شوية وبعدين استوعبت وبصتلهم وقالت: أي دا ثانية أنتم مع بعض إزاي؟ وبعدين أنت مسافرتش إزاي هي أصلًا أكيد وصلت متأخر؟ وطلبتني لي مش مرتحالكم؟

آدم بضحك: أي افصلي كل دي أسئلة طب إدينا فرصة نرد حتى.

ياسمين: بطل غلاسة وقولي في أي؟

آدم: أولًا احنا مع بعض عشان لازم نكون مع بعض كفاية بُعد وهجر وعذاب.

وبعدين اتنهد وبص لآسيا وقال: أما بقى مسافرتش لي فدا عشان مكنتش قادر أسيبها وابعد عنها تاني، قولت مش مهم حتى لو هفضل بعيد بس أكون على نفس الأرض اللي هي ماشية عليها، واتنفس نفس الهوا اللي بتتنفسه، أنا أها الكلام اللي قلته وجعني بس مش هيوجعني زي وجع بُعدها عني.

آسيا حطتت وشها في الأرض بحزن وهو متابعها فحب يفرحها فقال: تعرفي يا ياسمين أنا عمري ابتدأ وهي فيه ومش هينتهي غير وهي معايا، عشان كدا قررنا أننا نتجوز ونكتب الكتاب حالًا.

ياسمين اتصدمت وبصت لآسيا وقالت: دا بجد؟!

آسيا هزتلها راسها بمعنى ايوا، فياسمين سقفت وحضنتها جامد وبعدين راحت حضنت آدم وقالت: ايوا بقى هو دا الكلام شيبتونا معاكم.

آدم وآسيا ضحكوا وآدم قال: لا والله على أساس إنك عندك ميت سنة وأنتي لسة مكملتيش ٢٣ سنة.

ياسمين: يا عم اسكت بقى بتقفلي على كل كلمة لي؟

آدم ضحك وقال: بس تصدقي يا ياسمين عندك حق أنا فعلًا قلبي شاب في انتظار اللحظة دي، اللحظة اللي روحي وروحها يتحدوا والقلوب تلاقي سكنها في بعضها.

آسيا اتحرجت ووشها قلب فراولة فياسمين أخدت بالها وقالت: بطل بقى يا آدم عشان آسيا بتتحرج وكمان شوية وهنلاقيها عصير فراولة.

آسيا ضربتها على كتفها وهي ضحكت، فآدم ضحك وقال: طب يلا عشان منتأخرشي.

فياسمين بصت لآدم وقالت: بس يا آدم في مشكلة.

آدم بصلها وقال: عارف تقصدي أي يا ياسمين وعامل حسابي.

ياسمين: والله جدع أحلى أخ دا ولا أي.

آدم: أغلس أخت دي ولا أي، يلا اركبي.

ياسمين نفخت وقالت: أبو غلستك يا أخي والله.

آدم ضربها على قفاها وقال: عسل بموت فيكي.

ياسمين: واضح اووي، دا الحب ولع في الدرة.

ركبوا وآدم وقف بعد شوية بالعربية فآسيا استغربت وقالت: وقفنا لي يا آدم، وصلنا؟

آدم: لا يا حبيبتي.

آسيا اتكسفت من كلمته وقالت: طب وقفنا لي؟

آدم: تعالي وهتعرفي جوا.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم دخلها مول كبير اووي وياسمين معاهم وآسيا كانت مستغربة بس مشيت معاهم لحد ما آدم وقف قدام محل في المول كان عبارة عن فساتين زفاف كلها أبيض وقال: تعالي يا آسيا.

آسيا: أجي فين دي فساتين زفاف.

آدم: ما أنا عارف، أنا طول عمري بحلم باللحظة اللي همسك فيها إيدك وأخدك وأجبلك فستانك الأبيض اللي هتلبسيه عشاني، وتكوني طالعة فيه زي الملاك.

آسيا بحرج: بس يا آدم….

آدم: في أي يا آسيا مش عايزة تحققيلي حلمي؟ لو مش عايزة تلبسي فستان أبيض مش هجبرك أهم حاجة عندي راحتك.

ياسمين أخدتها على جنب وقالتلها: آسيا حبيبتي مينفعشي تلبسي أسود خلاص، وبعدين لازم تفرحي آدم أنتي مش شايفة زعل إزاي.

آسيا: مش حكاية كدا، أنا عارفة أنه مينفعشي ألبس الأسود دا بس أنا هتحرج ألبس فستان أبيض وأرجع عروسة من تاني.

ياسمين: آسيا أنتي لسة صغيرة ولسه قدامك العمر، وبعدين أنتي مفرحتيش في الأول فعوضي دا وألبسي الأبيض المرة دي وأنتي حاسة بطعم الفرحة وأنتي مع حبيبك اللي عيشتي عمرك كله تدوري عليه، فرحي آدم وحققيله حلمه يا حبيبتي.

آسيا: عندك حق آدم يستاهل أعمل علشانه كتير ودا أبسط حقوقه.

ياسمين: هو دا الكلام يا قلبي.

آسيا راحت لآدم اللي شكله كان حزين وقربت منه ولفت وشه ليها وقالت: آدم متزعلشي مني مقصدشي إني أزعلك والله بس أنا كنت متوترة ومرتبكة بس حقك عليا يا حبيبي.

آدم ابتسم لما سمع منها كلمة حبيبي وقال: زعلي راح لما قولتي حبيبي.

آسيا اتحرجت وقالت: متحرجنيش بقى يا آدم.

آدم: عيونه حاضر.

آسيا: آدم أنت تستاهل أعمل عشانك أي حاجة وأنا مبسوطة وراضية، أنت لو طلبت روحي هديهالك وأنا فرحانة.

آدم: وأنا مش عايز منك حاجة غير أنك تفضلي جنبي وتتمسكي بيا وتواجهي معايا العالم كله عشان نفضل سوا.

آسيا: عمري ما اتخلى عنك، محدش بيتخلى عن روحه يا آدم.

جات ياسمين من وراهم وقالت: بطلوا محن بقى قرفتونا ويلا عشان لسه هنختار وهنتأخر.

آدم: حسابنا بعدين يلا.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

دخلوا المحل وبدأوا يتفرجوا وآدم عجبوا فستان رقيق أووي وسنبل مفيهوش شغل كتير وبأكمام، تخيل آسيا فيه وقد أي هتكون جميلة فبصلهم وقال: خلاص أنا لقيت اللي كنت عايزة.

آسيا وياسمين: فين؟

آدم شاورلهم عليه وقال: هو دا ادخلي قيسيه يا آسيا وأنتي يا ياسمين ساعديها.

آسيا عجبها اووي زوقه وياسمين انبهرت بيه وقالت: زوقك تحفة يا آدم.

آدم بص لآسيا وقال: طول عمري، مش شايفة عروستي جميلة إزاي.

آسيا اتحرجت اووي من كلامهم وقالت بإحراج: أنا هدخل أقيسه يالا عشان أنتم بتحرجوني اووي.

دخلت فعلًا وياسمين ساعدتها وطلعت وكان في الوقت دا آدم قاعد مستنيها بس كان جاله تليفون من صاحبه اللي مستنيه عشان كتب الكتاب فكان بيكلمه، وفجأة وهو بيلف برقبته بص لاقى حورية من الجنة انبهر وفضل مركز معاها وكأنه في عالم تاني، كان الفستان عليها كأنه هو اللي اكتسب الجمال منها، وشعرها المفروض نصه ورا ضهرها والنص التاني على كتفها ولابسة فوق شعرها تاج أبيض جميل وبسيط فعلًا كانت ملاك.

آدم: يخربيت جمالك أي كل دا يا آسيا أنتي حالفة توقعيني بحبك كل مرة كدا.

آسيا بخجل: بجد يا آدم شكلي حلو؟

ياسمين: حلو أي يا بنتي دا أنتي عديتي المراحل دي بكتير.

آدم بتوهان: قوليلها يا ياسمين أصلها مش مصدقاني.

آسيا بخجل: شكرًا دي عيونكم والله.

آدم قرب منها ومسك إيدها وحطها في إيده زي العرسان وقال: يلا يا عروستي المأذون مستني.

آسيا: أنا فرحانة اوووي يا آدم بس خايفة.

آدم بحب: قولتلك متخافيش طول ما أنا معاكي.

وصلوا عند المأذون وأصحاب آدم سلموا عليه وقعدوا وبدأ المأذون يكتب الكتاب وآسيا ماسكة جامد في إيد ياسمين والخوف متملكها كأنها أول مرة تتجوز بس المرة دي مختلفة اووي لأنها حاسة إن هو دا ضهرها وسندها، شايفة لمعة عيونه ليها، ولهفته عليها مخلي قلبها يرقص من الفرحة.

فاقت على صوت المأذون وهو بيقول: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

آدم جاي يحضنها لاقى صحابه حضنوه وهي قامت وياسمين حضنتها وهو عينه عليها، وبعدين قرب منها وهي محروجة عشان صحابه.

آسيا: مالك بتقرب كدا لي؟

آدم بخبث: أصلهم بيقولوا إن حضن كتب الكتاب حلو.

آسيا: مين اللي…….

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

مكملتشي كلامها ولقت نفسها جوا حضنه وضممها جامد اووي، في الاول كانت محرجة بس بعد كدا لاقت نفسها بترفع إيدها وبتضمه هي كمان وهو أول ملقاها بتعمل كدا ضمها أكتر ودفن راسه في رقبتها وبقى يشم عبيرها اللي بيسكره.

فضلوا كدا فترة ولما طولوا الكل خرج وسابهم وهي بعد ما طول قالت: آدم أنت نمت؟

آدم هز رأسه اللي مدفون في رقبتها علامة على الرفض.

آسيا بخجل: يعني هتفضل كدا كتير؟

آدم بصوت رجولي: يا ريت دا أنا مصدقت بقى حلالي لي مستكتراه عليا.

آسيا: لا يا حبيبي عمري ما استكتر حاجة عليك.

آدم طلع من حضنها وقال: لما نروح بقى هحاسبك على كلمة حبيبي دي.

آسيا ضحكت وقالت: دا أنت شكلك شايل مني اوووي ومحمل.

آدم قرب منها وباسها من خدها ببطىء وهي غمضت عينها بتستمتع بقربه وحنيته عليها.

آسيا حطت إيدها على قلبه وقالت بصوت شبه مسموع: آدم.

آدم أول ما عملت حركتها دي فقد كل حصونه وقلبه دق بسرعة وهي حست بيه تحت إيدها كأنه هيخرج من مكانه.

آسيا: حبيبي.

آدم: عيونه وقلبه يا آسيا.

آسيا: يلا يا حبيبي عشان نمشي.

آدم: خلينا كدا، خليني أتنعم بجنة قربك يا آسيا.

آسيا: الجنة دي عرفتها معاك يا آدم.

آدم: أنا بقول نروح أحسن وحالًا.

آسيا بضحك: ايوا والله لأن أسيل حبيبة مامي وحشتني اوووي.

آدم: أسيل أي أنتي هتنامي معايا أنا وفي حضني.

آسيا: اللي هو إزاي لا طبعًا عيب، وبعدين أسيل مش بتنام غير في حضني.

آدم بصدمة: أنتي هبلة يا بنتي أنا جوزك عيب أي لسه كاتبين الكتاب والله دلوقتي، وبعدين أعتبريني زي أسيل.

آسيا ضحكت بكل صوتها وقالت: لا أنت كبير.

وجريت من قدامه وهو جري وراها وهو بيقول: تعالي بس يمكن نوصل لحل مناسب.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &__________

آسيا طلعت ولقت ياسمين قدامها وقالت: أي هتناموا جوا أنا زهقت يا بنتي.

آسيا: والله الذنب ذنب أخوكي أنا اصلًا بتحايل عليه من ساعتها وكمان حبيبة مامي وحشتني اووي.

آدم من وراها: والله أنا الغلطان وآمال مين اللي كانت بتقول حبيبي وبتغريني.

آسيا حطت إيدها على وشها من الصدمة وياسمين ضحكت وقالت: خلاص يا آدم متحرجهاش.

آسيا: أنتم متفقين عليا ولا أي؟ لا أنا ماشية.

مشيت من قدامهم وآدم جري وراها ومسك إيدها لحد ما وصل للعربية وفتحلها الباب وهي دخلت وهي مبتسمة على معاملته معاها.

ياسمين وقفت قدام الباب مستنيه يفتحلها هي كمان بس هو لف ورايح يركب فقالت بزمجرة: لا والله بتفتح لمراتك وسايب أختك احنا هنبتديها من دلوقتي ولا أي؟

آدم: مش هتسكتي النهاردة حاضر هاجي افتحلك اهو.

ياسمين بإبتسامة انتصار: ايوا كدا اتعدلوا مش بتيجوا غير بالعين الحمرا.

آدم: لولا أنك أختي كنت وريتك العين الحمرا اللي بتتكلمي عنها دي.

ياسمين: ولي الطيب أحسن.

آسيا ضحكت عليهم وعلى نكشهم في بعض.

وصلوا البيت أخيرًا ونزلوا من العربية وآدم فتح العربية وطلع منها الشنط، آسيا حست بالخوف ومن رد فعل والدته، فقربت منه ومسكت إيده وهو فرح من رد فعلها وضغط على إيدها وقال: أنا معاكي متخافيش يا حبيبتي.

آسيا هزت راسها، وآدم مسك شنطة في إيده والإيد التانية ماسكة إيد آسيا وياسمين دخلت قدامهم، وفي الوقت دا كانت والدته وأخوه عصام ومراته ومنى وآسر ابنها جنبها وشايله أسيل على رجلها وبتلاعبها، وطبعًا اللي مجمعهم هو آدم عشان يعلن الخبر قدامهم كلهم.

دخلت ياسمين وقالت: مساء الخير.

الكل: مساء النور.

سماح: أمال فين أخوكي يا حبيبتي؟

آدم من وراها: أنا هنا اهو يا أمي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

سماح انصدمت لما لاقت آدم ماسك إيد آسيا، واللي صدمها أكتر فستان آسيا الأبيض، ومرفت كانت غيرانة من شكل آسيا وعصام مصدوم من وضع آسيا وآدم.

سماح بغل: أي قلة الأدب دي إزاي ماسكين إيد بعض كدا؟

وبعدين قربت من آسيا وقالت: وأي المسخرة اللي أنتي لابساه دا، خلعتي الأسود على ابني خلاص هو يموت وأنتي تعيشي حياتك.

مرفت بسخرية: هتلاقيها يا حماتي نسيته وعايزة تتجوز تاني.

سماح بزعيق: نعم دا على جثتي يا بنت أحلام.

آدم ضحك وقال: وعلى جثتك لي يا أمي، ما أنا وآسيا خلاص اتجوزنا.

الكلام نزل عليهم زي الصاعقة وسماح صرخت وقالت: اي الكلام دا مش حقيقي مستحيل.

آسيا خافت من شكلها وآدم حس فضمها ليه من وسطها وبص في عيونها عشان يطمنها واتكلم وهو مركز في عيونها وقال: ومستحيل لي، آسيا بقت مراتي على سنة الله ورسولة، وبقت مدام آسيا آدم الشافعي.

سماح بزعيق وغل: عملتها يا آدم بعد كل اللي عملته وبردك اتجوزتها.

آدم بإبتسامة إنتصار: مش قولتلك أنتي فرقتينا زمان بس المرة دي مش هتعرفي يا أمي.

سماح بغل: غبي يا آدم، تضيع شبابك لي مع واحدة أكبر منك، وتنسى أنها مرات أخوك.

آسيا اتوجعت من كلامها، وإيدها بدأت تترعش في إيد آدم فهو بصلها وقال: آسيا كانت مرات أخويا، وأنا اللي كنت أحق بيها أنا اللي حبيتها، أنا يا أمي مش أحمد، أنا اللي حبيتها وأنتم اللي حرمتوني منها وعيشتوني في عذاب.

سماح بغل لآسيا: عملتيها يا بنت أحلام ولفيتي على ابني التاني، مش مكسوفة من نفسك دا أصغر منك.

ياسمين بغضب: ماما لو سمحتي عيب كدا، وآسيا وآدم بيحبوا بعض سيبيهم في حالهم.

سماح ضربت ياسمين كف وقالت: اخرسي يا قليلة الأدب بترفعي صوتك عليا.

آدم بزعيق: أمي، أي اللي أنتي عملتيه دا؟! هي حصلت تمدي إيدك على ياسمين للدرجة دي كرهك لآسيا عماكي.

سماح: ايوا بكرهها وهفضل أكرهها هي وأمها.

آدم: لو سمحتي يا أمي أنا مش هسمح لحد أينًا كان مين يجرح مراتي بكلمها أو يمس كرامتها.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

مرفت بشماتة: محامينك كتير يا آسيا.

آدم بزعيق: عصام لم مراتك.

عصام: اسكتي يا مرفت أنا واقف اعمليلي احترام، ومتدخليش.

عصام من تحت ضرسه: بس مقولتناش لي يا آدم؟

آدم: والله جات سريعة يا عصام وإن شاء الله تتعوض في الفرح.

آسيا بصتله بصدمه، وسماح بصدمة: أنت كمان هتعمل فرح، أنت عايز تضحك الناس علينا.

آدم: والله أنا ميهمنيش غير مراتي حبيبتي وأهم حاجة عندي سعادتها إنما الناس ميهمونيش في حاجة.

سماح: أنت بتقول أي يا آدم أنا مش موافقة على جوازكم والمهزلة دي.

آدم ببرود: أمي لو سمحتي زي ما أنتي شايفة احنا عرسنا ومحتاجين نطلع نرتاح شوية، وحضرتك أكيد فاهمة.

ومعطهاش فرصة وأخد آسيا وطلع بيها وآسيا أخدت أسيل من منى وباستها وحضنتها ومنى وياسمين طلعوا وراهم.

آسيا: حبيبة مامي وحشتيني خالص.

أسيل بتضحك لآسيا وآسيا ضمتها ليها لحد ما نامت في حضنها.

منى: ألف مبروك يا آسيا أنا فرحتلك اووي حقيقي، بس مقولتليش لي.

آسيا: الله يبارك فيكي يا حبيبتي، والله أنا نفسي مكنتش أعرف وأنا هبقى أحكيلك كل حاجة.

آدم: معلشي يا أم آسر ممكن تخلي أسيل معاكي النهاردة عشان هخرج أنا وآسيا شوية.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

منى: أكيد طبعًا دي في عيني خدوا راحتكم يا عرسان.

آسيا بإستغراب: هنروح فين يا آدم؟

آدم: عملك مفاجئة تعالي معايا.

وآدم مسكها من إيدها وفتح الباب ولسه هيخرجوا لاقوا سماح قدامهم ووشها لا يبشر بالخير.

آدم: مالك يا أمي محتاجة حاجة؟

سماح بصت على إيده اللي ماسكة إيد آسيا والشرار بقى بيطلع من عينها وقالت: مش هخليكي تتهنى بابني ومش هسمحلك تخطفيه مني يا آسيا، مش بعد كل اللي عملته تتجمعوا بردك، مش هخليكي تعيشي مرتاحة ولا تتحبي يا آسيا، هحرمك من الفرحة ولو كان آخر يوم في عمري.

آدم: أنتي بتقولي أي يا أمي؟

آسيا قلبها وجعها وحست إن في حاجة وحشة هتحصل وبالذات من شكل حماتها سماح.

آدم: لو سمحتي يا أمي لو خلصتي كلامك دا ممكن تعدينا عشان مستعجلين.

سماح: مش هتخرج يا آدم ولازم تطلقها وإلا هقتلهالك.

آدم: أنتي بتقولي أي يا أمي أنتي أكيد تعبانة انزلي ارتاحي، وأنا عمري ما هطلق مراتي أبدًا.

آدم بص لآسيا وقال: يلا يا آسي…..

لسه مكملشي كلامه لاقى آسيا عيونها برقت وبتبص على أمه بصدمة.

بيبص لاقى أمه طلعت سكينة من ورا ضهرها وبتتجة ناحية آسيا وبتقول بغل: هموتك يا آسيا.

هجمت عليهم وآدم صرخ وقال: لا آسيااااااااا.

آدم صرخ وقال: لا آسياااااااا.

آسيا غمضت عينها واستسلمت للي هيحصلها بس بعد فترة محستشي بأي ألم فبدأت تفتح عيونها بالراحة لقت في قطرات دم على الأرض فرفعت عينها ببطء بس اتصدمت لما لاقت آدم ماسك السكينة بإيدة اللي كانت قريبة من قلبها وإيده بتنزف جامد.

آسيا بخوف وخضة: آدم إيدك بتنزف جامد.

آدم: متخافيش يا آسيا أنا كويس.

آسيا بعياط: كويس إزاي أنت أخدت الضربة مكاني وإيدك اتفتحت جامد.

آدم حط إيده التانية على خد آسيا وقال بحنية: طول ما أنتي كويسة أنا كويس يا حبيبتي.

سماح بصدمة: آدم ابني أنا، أنا مقصدتكشي يا ابني لي تعمل كدا؟

آدم سحب منها السكينة ورماها على الأرض وقال: كنتي تقصدي مراتي، عايزة تحرميني منها تاني حرام عليكي بقى لي كدا يا أمي؟

سماح مسكت إيده: سامحني يا ابني وريني إيدك نعالجها.

آدم شد إيده منها وقال: سيبيني في حالي بقى مش عارف أنتي أم إزاي؟ لي مش بتفرحي لما تشوفيني سعيد؟ فهمتك أكتر من مرة إن سعادتي مع آسيا.

سماح: وأنا قولتلك أكتر من مرة أنها مش بتحبك هي بس عايزة تقهرني زي أمها.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا كانت هتتكلم بس آدم مسك إيدها وقال: لو سمحتي يا أمي لآخر مرة هقولهالك كرامة آسيا من كرامتي وأنا مسمحشي لحد يمسها بكلمة، ولو سمحتي متتكلميش عن والدتها تاني.

آسيا بخوف وهي بتمسك إيد آدم: لو سمحت يا آدم دا مش وقت الكلام تعالى معايا نعالج الجرح.

آدم: حاضر يا حبيبتي.

بص لسماح وقال: لو سمحتي يا أمي أنزلي لشقتك دلوقتي أنا تعبان وعايز ارتاح متتعبنيش أكتر يا أمي.

سماح بندم: حاضر يا حبيبي، أنا أسفة حقك عليا.

آدم: اتفضلي يا أمي مش وقته كلام.

نزلت سماح وآدم دخل تاني وقفل الباب وآسيا أخدته وقعدته على الكنبة، ومنى أخدت العيال دخلتهم لجوا عشان ميخافوش.

منى جابت علبة الإسعافات الأولية لآسيا وقالت: اتفضلي يا آسيا العلبة أهي.

آسيا: شكرًا يا منى.

منى: ألف سلامة عليك يا آدم.

آدم: الله يسلمك يا أم آسر.

منى: طب أنا هدخل للعيال جوا عشان أسيل بتعيط.

آدم: تمام خلي بالك منهم، وخليهم يناموا معاكي النهاردة.

منى: خلاص اتفقنا.

آسيا مسكت إيد آدم وهي بتعيط ومش عارفه تشوف حلو بسبب دموع عيونها.

آدم: خلاص بقى يا حبيبتي أنا كويس والله، وبعدين دا جرح بسيط.

آسيا بعصبية وعياط: بسيط أي بس يا آدم، ولي تعمل كدا عشاني؟

آدم رفع راسها وقرب منها وباسها من خدها وقال بحنية: آسيا يا حبيبتي أنا أفديكي بروحي، وأنا يهون عليا ينزل دمي كدا ولا إني أشوف نقطة دم واحدة نازلة منك يا آسيا.

آسيا: بس أنت موجوع وأنا السبب في كل دا.

آدم: آسيا احنا وعدنا بعض أننا نواجه الكل عشان نبقى سوا، وأنتي عمرك ما كنتي سبب في وجعي، هتكوني سبب في وجعي لو فكرتي تبعدي عني يا آسيا.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا مسكت إيده وباستها وقالت: آدم أنا بجد محظوظة أنك في حياتي.

آدم بإبتسامة دافية: صدقيني يا آسيا أنا اللي محظوظ بوجودك وبحبك ولو رجع بيا الزمن لورا هختارك تاني وتالت.

آسيا: يعني مش بتوجعك؟

آدم ضحك وقال: شوية صغيرين.

آسيا خبطته في كتفه وقالت: بتضحك على أي يا رزل؟

آدم بخبث: آه إيدي.

آسيا بخوف: مالك يا حبيبي أنا آسفة.

آدم: قوليها تاني بالله عليكي.

آسيا فهمت أنه بيضحك عليها وقالت: والله أقوم واسيبك بطل رزالة بقى أنا خوفت عليك.

آدم حضنها وقال: خلاص والله بس متسبنيش.

آسيا بدلته الحضن وقالت بحنية: مقدرشي أسيبك أصلًا يا آدم.

ضمدتله الجرح ولفت حواليه الشاش وبعدين مسكت إيده وقربتها من شفايفها وباستها وقالت: سلامتك يا حبيبي.

آدم بحب: أنتي سلامتي يا آسيا.

أخدها في حضنه ونيمها على صدرة ناحية قلبه وقال: دا مكانك يا آسيا اوعي تبعدي عنه.

آسيا حطت إيدها على صدره وقالت: مهما حصل يا آدم؟

آدم: مهما حصل يا آسيا مش هتلاقي مكان يساعك غيره، حتى وأنتي زعلانة مني تعالي اشتكيني ليه وصدقيني هياخدلك حقك.

آسيا بحب: بس أنا واثقة أنك عمرك في يوم ما تزعلني.

آدم: عمري يا آسيا مقدرشي أزعل قلبي ولا أخلي دمعة منه تنزل سواء بقصد أو بغير قصد.

فضلوا شوية كدا لحد ما آدم قال لآسيا: يلا عشان نروح مشوارنا.

آسيا: مشوار أي يا آدم وأنتي تعبان؟!

آدم ضحك وقال: تعبان أي يا حبيبتي دا جرح بسيط في إيدي.

آسيا: لا طبعًا مش بسيط وبعدين خليها لوقت تاني ويلا عشان تنام وترتاح.

آدم بصرامة: لا يلا.

آسيا: عنيد اووي.

آدم وهو بيلاعب أنفه بأنفها: ايوا أنا عنيد ووقعت في حبك.

آسيا ضحكت وقالت: الحركة دي حلوة اووي حبيتها.

آدم عملها تاني وقال: خلاص وأنا هعملهالك على طول مدام بتحبيها.

آسيا: بس أنا بحبك أكتر.

آدم: لا أنا أكتر ويلا بدل ما أغير رأيي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وهم خارجين من الشقة كانت مرفت واقفة على الباب فلما شافت آدم نازل مع آسيا ومحاوطها بإيده الغل ملى قلبها وقارنت بينه وبين عصام اللي بيعاملها بقرف وقالت بغل: والعرسان الجداد رايحين فين؟ 

آدم: وبتسألي لي يا مرات أخويا؟

مرفت: أصل شكلكم ولا عصافير الحب، أمال لو مكنتوش واخدين كلمتين تحت من ماما كنت عملتوا أي؟

آدم: والله يا مرات أخويا أنتي واحدة فاضية وللأسف احنا مش فاضيين، فياريت تدخلي تشوفي جوزك وعيالك واشغلى نفسك بيهم أصل يجيلك الضغط.

مرفت بكره: في أي يا آدم ما تتكلم معايا حلو، وبعدين بترد أنت لي هي مراتك القط أكل لسانها؟

آدم ببرود عشان يستفذها: أصل مراتي مستواها أعلى من أنها ترد على حد، وبصراحة كدا أنا اللي قايلها متردش على حد وأنا هنا أرد مكانها.

آسيا بصتله وابتسمت وقالت برقة: مش يلا يا حبيبي عشان اتأخرنا؟

آدم حط إيده على وسطها وشدها ليه وقال: يلا يا حبيبتي.

آدم: معلشي وسعي كدا يا مرات أخويا عشان آسيا تعرف تنزل براحتها.

مرفت مصمصت شفايفها وبصت بغل وقالت من تحت ضرسها: لا كله إلا الست هانم آسيا.

آدم: طبعًا هانم غصبٍ عن الكل.

نزلوا وآدم فتح لها العربية وركبها وهي ابتسمت، وهو لف وركب ومسك إيدها وباسها بحنية وقال: اوعي يكون اللي حصل دا زعل حبيبة قلبي.

آسيا ابتسمت بحب وقالت: وهو أنت سبتلي مجال أزعل أصلًا يا حبيبي دا أنت جبتلي حقي من غير ما اتكلم أصلًا.

آدم بحب: عشان زي ما قولتلك قبل كدا كرامتك من كرامتي يا حبيبتي وأنا اللي يزعلك يزعلني.

آسيا: ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا آدم.

آدم وهو بيبوس إيدها: ولا يحرمني منك ابدا يا حبيبتي.

آدم شغل العربية واتحرك بيها وشغل أغنية رومانسية لآسيا وكأن كلامها بيوصفها وهي كانت فرحانة اووي حاسة إنها رجعت مراهقة تاني وعايشة قصة حب ولا في الخيال، واهتمام أول مرة تلاقيه في حياتها خايفة يكون دا حلم وتفوق منه على وجع قلب، بس في نفس الوقت بتعيش كل لحظة فيه وكأنها آخر لحظة.

وقف آدم وقال لآسيا: أنا هغمي عينك دلوقتي بالقماشة دي.

آسيا: لي يا آدم؟

آدم: عشان عملك مفاجئة يا حبيبتي، اسمعي الكلام بقى.

آسيا: حاضر يا حبيبي.

آدم: أحلى كلمة والله، بحب اسمعها منك بصوتك اللي بيهد كل حصوني دا.

آسيا: بس بقى يا آدم متحرجنيش.

آدم: حاضر يا قلب آدم.

وفعلًا غطى عنيها وفتح العربية ونزل وراح فتح باب العربية ومسك إيدها وهي نزلت.

آدم: عايزك تسبيلي نفسك خالص ومتخافيش مش هتقعي.

آسيا: أخاف إزاي وأنت ماسك إيدي يا آدم.

آدم: تعرفي إني بحبك اوووي.

آسيا بضحك: عارفة أنت أصلًا واقع من الدور العاشر.

آدم بضحك: الله الله بقينا بنتكلم أهو، وبعدين ايوا واقع بس من الدور العشرين مش العاشر.

آسيا بضحك: طب والله أنا واقعة زيك.

ضحكوا هم الإتنين وبعدين آدم وصل للمكان وقال: هشيل القماشة دلوقتي بس عايزك تغمضي عنيك ولما أقولك فتحيها تفتحيها اتفقنا.

آسيا بحماس وهي بتسقف بإيديها: اتفقنا اوووي.

آدم: بس يا هبلة سيبي الحماس دا بعد ما تشوفي المفاجئة.

آدم شال القماشة وبعدين هي غمضت عيونها زي ما قالها.

آدم: يلا يا حبيبتي فتحي عيونك.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا فتحت عيونها بالراحة لاقت قدامها يافطة جميلة كلها ورود ومكتوب عليها: بحبك يا آسيا.

وطرابيزة عليها شمع وأكل وورود، حطت إيدها على وشها بصدمة من اللي هي شيفاه، وبعدين سمعت صوت آدم من وراها بيقول: آسيا.

لفت بجسمها بس اتصدمت لما لاقت آدم راكع قدامها وماسك في إيده علبه قطيفة فيها دبلة دهب ودبلة فضة وأسويرة شكلها جميل اووي، آسيا عيونها دمعت من الفرحة مش مصدقة إن كل دا ليها.

آدم: آسيا أنا بحبك تقبلي بحبي دا؟

آسيا نزلت لمستواه وباسته وقالت: أنا بحبك اووي يا آدم، أنا مش مصدقة إنك عملت كل دا عشاني.

آدم باس راسها وقال: دا مش حاجة يا حبيبتي لو عليا أجيبلك حتة من السما.

آسيا بدموع: أنا فرحانة اووي يا آدم، أنا أول مرة حد يعمل كدا عشاني، أنت بجد عوض ربنا ليا على كل الأيام الحزينة اللي شوفتها، أنا لو كنت أعرف إن ربنا هيعوضني على كل الوجع والدموع والليالي الصعبة  مكنتش حزنت لحظة، أنت بجد نعمة من ربنا ليا يا آدم ووعد مني هحافظ عليك العمر كله.

آدم قام وقومها معاه وباس إيدها وقال: احنا اتعذبنا كتير يا آسيا بس ربنا كافئنا دلوقتي ببعض عشان نداوي جروح بعض.

آدم مسك إيدها ولبسها الخاتم بتاعها وبعدين باس إيدها وقال: متخلعيهاش أبدًا يا آسيا دي عليها اسمي.

آسيا: عمري ما هخلعها أبدًا يا آدم كفاية أنها عليها اسمك.

وبعدين لبسها الإسويرة وقال: أنا لو أعرف أنها هتبقى جميلة اووي كدا عليكي كنت جبت كل اللي في المحل عشان محدش يلبسهم غيرك.

آسيا ضحكت وقالت: تعرف أنك جميل اووي يا آدم.

آدم: طول عمري يا بنتي بس أنتم اللي مش مقدرين.

آسيا ضحكت جامد وقالت: لا لا خف علينا تواضع.

_______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

آدم ضحك وقال: لا كله إلا التواضع، يلا لبسيني دبلتك اللي عليها اسمك بإيدك الحلوة دي.

آسيا بفرحة: بجد عليها اسمي؟

آدم: ايوا طبعًا زي ما اسمك محفور في قلبي.

آسيا أخدتها منه ولبستهاله وبعدين باست إيده وقالت: أنت أجمل حاجة حصلتلي في حياتي يا آدم.

آدم شغل أغنية ومد إيده ليها وقال: تسمحيلي بالرقصة دي؟

آسيا بإبتسامة: أكيد.

آدم شدها ليه وحط إيده حوالين وسطها وهي لفت إيدها حوالين رقبته وهم الإتنين بيبصوا في عيون بعض، وبدأوا خطوات الرقص وفي الخلفية كلمات الأغنية بتقول:_

أنت اللي بين إيدك بدأت اعيش

حبيت سنيني بيك عشان بحبك

خليت حياتي جنة من مفيش

خليتني نام واقوم أقول بحبك

أنت اللي بين إيدك بدأت اعيش

وآسيا حضنته جامد وهو بيتحرك بيها وهي حاسة بدفء وحنان مطيرها من الفرحة حاسة بأمان كانت مفتقداه.

آدم: فرحانة يا آسيا؟

آسيا بحب وهي بتشدد على حضنه: عمري ما عرفت طعم الفرحة غير معاك يا آدم، أنا في الكام ساعة دول عيشت مشاعر وأحاسيس عمري ما جربتها قبل كدا، مكنتش أعرف طريق السعادة إلا وأنا معاك.

آدم: صدقيني يا آسيا أنا بعتبر النهاردة يوم ميلادي، يوم ميلادي  يوم ما اسمك اتكتب على اسمي وبقيتي في حضني دلوقتي وملكي أنا لوحدي يا آسيا.

آسيا بحب: وهفضل ملكك العمر كله يا آدم.

فضلوا يتصوروا وقضوا اليوم سوا ورجعوا البيت وهما في قمة سعادتهم وطلع آدم وقربوا على شقتها وجايه تدخل آدم وقفها وقال: بتعملي أي؟

آسيا بإستغراب: هدخل.

آدم: لا أنتي آه هتدخلي بس في شقتنا.

آسيا بإستغراب: شقة أي؟

آدم: شقتنا اللي فوق مش قولتلك هتنامي معايا وفي حضني من النهاردة يا آسيا.

آسيا: بس …

آدم: مبسش يلا 

آسيا: طب ناخد أسيل لأنها بتصحى في نص الليل وبتعيط لو ملقتنيش جنبها.

آدم: خلاص عشان خاطرك وخاطر حبيبة بابي.

آسيا باسته من خده وقالت: ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيبى.

آدم: قولي الكلمة دي فوق مش على السلم الله يخليكي.

آسيا ضحكت وقالت: أنا هدخل أجيبها.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

ودخلت آسيا وجابت أسيل اللي كانت نائمة وطلعت هي وآدم، وآدم مسكها من إيدها وطلعوا وفتح الباب وآسيا جاية تدخل آدم وقفها وقال: أي بتعملي أي استني؟

آسيا: في أي تاني؟

آدم: في إنك مش هتدخلي كدا.

آسيا: أمال إز……

مكملتشي كلامها ولاقت آدم شالها وقال: هتدخلي وأنا شايلك يا عروسة.

آسيا: أنت مجنون يا آدم أسيل هتصحى.

آدم: لا الله يخليكي متخلهاش تصحى أنا مصدقت أنها نايمة.

آسيا ضحكت وقالت: طب وطي صوتك بقى.

آدم بهمس: حاضر.

دخل برجليه اليمين وهو شايلها وبعدين قفل باب الشقة وهو لسه شايلها ودخل بيها أوضتهم وحطها على السرير براحة.

آسيا: زمانك تعبت يا حبيبى.

آدم: ايوا فعلا أنتي تقيلة اووي.

آسيا ضربته على كتفه وقالت بغيظ: لم نفسك أنا مش تقيلة.

آدم بإبتسامة: بهزر يا حبيبتي دا أنتي خفيفة أصلًا وبعدين أنا أشيلك فوق راسي وجوا عيني.

آسيا بضحكة: ايوا كدا اتعدل.

آدم: يلا حطي أسيل على سريرها.

آسيا: ايوا صحيح هتنام فين أسيل؟

آدم: بصي كدا على إيدك اليمين.

بصت آسيا لاقت سرير صغير لأسيل فرحت اووي وقالت: أنت لحقت جيبته أمتى وإزاي؟

آدم: كنت عامل حسابي عشان عارف مش هتنامي في مكان أسيل مش موجودة فيه.

آسيا: أنت إزاي كدا؟

آدم: اللي هو إزاي؟

آسيا بحب: بتاخد بالك من كل حاجة وبتفرحني دايمًا وبتسعدني حتى لو بأبسط الأشياء.

آدم: عشان أنا موجود في الدنيا دي عشان أسعدك واحققلك أحلامك.

آسيا قامت حطت أسيل في سريرها وباستها ورجعت حضنت آدم وقالت: آدم أنا مش لاقية كلام أقوله ومفيش كلام يعبر عن حبي ليك.

آدم شدد على حضنها وملس على شعرها بحنية وقال: وأنا مش عايزك تقولي حاجة كفاية عليا أشوف كل الكلام دا في عيونك يا آسيا، وحبي ليكي يكفينا احنا الإتنين.

فضلوا حضنين بعض شوية وبعدين آدم قال: تعالي يلا عشان ننام.

آسيا حمحمت بحرج وقالت: بس.

آدم: مالك في أي يا حبيبتي أنتي خايفة مني؟

آسيا: لا، بس عايزة أغير الفستان بس مش عارفة.

آدم بضحك: ودا اللي مدايقك أنا هساعدك دا يوم المنى.

آسيا بخجل: بطل بقى يا آدم، كل شوية تحرجني.

آدم بضحك: طب تعالي يلا لفي كدا عشان افتحلك السوستة.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا لفت بحرج وهو مسك شعرها من على ضهرها وحطه على كتفها وبدأ يفتح السوستة بالراحة وآسيا اتوترت وجسمها اترعش من لمسته وهو قربها منه لحد ما لزق ضهرها في صدره وحضنها وقال بهمس: تعرفي يا آسيا إني كنت محتاج لحضنك دا قوي، أنا مش متخيل إنك بين إيديا دلوقتي، كنت فاكر إن اليوم دا مش هيجي أبدًا.

آسيا ميلت راسها عليه وقالت: انسى الماضي يا آدم بجراحه وخلينا نعيش اللحظة يا حبيبي.

آدم: عندك حق اللحظة معاكي بسنة يا حبيبتي وبتعوضني عن سنين البعد والعذاب.

آسيا بحرج: طب سيبني بقى عشان أغير هدومي.

آدم ضحك وقال: بتتكسفي بسرعة اووي، يلا روحي يا حبيبتي.

آسيا أخدت هدومها ودخلت الحمام وأخدت شور وخرجت لقت آدم نايم على السرير ومغير هدومه وحاطت إيده الإتنين ورا راسه، أول ما شافها ابتسم وقال: أنتي إزاي بتحلوي كل شوية كدا؟

آسيا بخجل: دي عيونك يا آدم.

آدم: تحبي أسرحلك شعرك زي المرة اللي فاتت؟

آسيا: أحب اووي عايزة أحس نفس الإحساس دا بس المرة دي وأنا مراتك.

آدم قام وقرب منها ومسك الفوطة وبدأ ينشفلها شعرها وقال: وأنا بحب اعملك كدا عشان بتحسسيني بالأبوة وإنك بنتي الصغيرة.

وبدأ يسرحلها شعرها قدام المراية وهي بتبص عليه وبتبتسم بحب، مسكت الفون بتاعها وأخدت صوره ليهم في الوضع دا.

آسيا: عشان تكون ذكرى حلوة نوريها لأحفادنا واحنا عواجيز.

آدم ضحك وقال: عمرك ما هتعجزي أبدًا يا آسيا.

آسيا بضحك: ودا إزاي؟

آدم: عشان حبي ليكي هيخليكي شباب، وروحك الجميلة دي هتصغرك أكتر وأكتر، وهتفضلي في عيني دايمًا بنت قلبي وحبيبتي.

آسيا بصتله بحب وقالت: أنت إزاي بتوقعني في حبك كل ثانية كدا؟!

آدم قرب منها وباسها من رقبتها وقال: يمكن عشان قلبك لاقى ونسه فيا.

آسيا: وروحي كمان لاقت مسكنها وساكنها.

خلصلها وبعدين قرب من السرير ونام وشاورلها تيجي تنام جنبه، فهي جات وهو شاور على صدره وقال: تعالي لمكانك يا آسيا.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

آسيا قربت ونامت على صدره وحطت إيدها التانية على قلبه وهو بدأ يملس على شعرها وقضوا ليلة جميلة سوا ، وبعد فترة كانت آسيا نايمة على صدره وهو قال: تصبحي على خير وتصبحي دايمًا وأنتي من أهلي.

آسيا: وأنت من أهل الخير يا حبيبى.

صحيت في نص الليل على صوت أسيل فقامت بالراحة من جنبه وقامت شلتها وباستها وفضلت تروح وتيجي بيها عشان تهدى وخرجت برا الأوضة وفضلت تغنيلها وبصت لقت آدم وراها.

آسيا: بتعمل أي يا آدم؟ كمل نومك يا حبيبي معلشي صحيتك.

آدم: لا يا حبيبتي أنا صحيت عشان ملقتكيش جنبي.

آسيا: أصل حبيبة مامي قلقت وصحيت وبحاول أنيمها مش راضية.

آدم: طب هتيها يا حبيبتي وادخلي نامي أنتي.

آسيا: لا يا حبيبي كدا كدا كان فاضل ساعتين على ميعاد صحياني فهفضل معاها نام أنت.

آدم أخد منها أسيل ومسكها من إيدها ودخلها الأوضة ومدد على السرير وهو شايل أسيل وفتح دراعه وقال: تعالي يا آسيا نامي هنا مكانك.

آسيا: طب وأسيل؟

آدم: تعالي بس وأنا هنيمها.

راحت آسيا ونامت في حضنه في مكانها اللي خصصه ليها، وعلى دراعه التاني أسيل وفضل يلاعب فيها لحد ما هم التلاتة ناموا على وضعهم دا.

تاني يوم صحيت آسيا ولاقت أنها لسه على وضعها وخافت على آدم لأن زمان درعاته وجعته اووي، فبدأت تتسحب بالراحة وأخدت أسيل منه وحطتها في سريرها وقربت منه وعدلت من وضعية نومه وباسته في خده وخرجت عشان تحضر الفطار والمشروب بتاعها.

وبالفعل حضرت كل حاجة ودخلت تصحي آدم، فقربت منه وباسته من خده وقالت بحنية: آدم يلا يا حبيبي عشان تفطر.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم شدها عليه وقال: دا أي الصباح الجميل دا، اها صباحية مباركة يا عروستي.

آسيا بخجل: آدم ابعد كدا عيب.

آدم ضحك ضحكة رجولية وقال: عيب أي والله العظيم يا بنتي أنا جوزك، أنا مش عارف اقنعك إزاي؟

آسيا سرحت في ضحكته وهو أخد باله وقال: عارف إني حلو بس مش لدرجة تسرحي كدا.

آسيا ضربته على صدره بخفة وقالت: بطل رزالة ويلا.

خرجوا وفطروا مع بعض في جو رومانسي وقعدوا في البلكونة، وحلم آسيا أخيرًا اتحقق ولقت اللي يشاركها فطارها ومشروبها في البلكونة وكان آدم أحلى شريك في حياتها كلها.

نزلوا تحت يقعدوا مع منى وياسمين وباركولهم بس ياسمين كانت سرحانة وكأنها عايزة تقول حاجة فآسيا قربت منها وقالت: مالك يا ياسمين أنتي كويسة يا حبيبتي؟

ياسمين بتوتر: ها ايوا كويسة يا حبيبتي.

آسيا: لا حساكي مش مظبوطة.

ياسمين: لا أنا كويسة.

وقامت بسرعة من قدامها وكأنها بتتهرب منها، فآسيا قربت من منى وقالت بهمس: منى هي ياسمين مالها أنتم متخانقين مع بعض؟

منى بإستغراب: لا والله محصلشي حاجة بس هي من امبارح سرحانة ومش عارفة مالها، قولت أكيد أنتي عارفة.

آسيا: لا معرفشي بس أنا قلقانة.

منى: لا متقلقيش أكيد بس حاسة بفراغ عشان أنتي سبتيها.

آسيا بخوف: يمكن.

كان آدم بيلاعب أسيل وآسر ومشغول معاهم فآسيا كانت راحة تجيب حاجة من المطبخ فلمحت باب أوضة ياسمين مفتوح شوية فكانت داخلة تشوفها سمعتها بتعيط وهي بتتكلم في الفون وبتقول: لو سمحت متعملشي كدا أنا حبيتك حرام عليك.

آسيا الخوف اتملكها ودخلت وقالت: ياسمين.

ياسمين قامت مفزوعة ورمت الفون من إيدها وقالت بتوتر: آسيا أنتي بتعملي أي هنا؟

آسيا بشك: كنتي بتكلمي مين يا ياسمين؟

ياسمين بتوتر: كنت، كنت بكلم صاحبتي.

آسيا قربت منها وقالت: ياسمين في أي متكدبيش عليا ومين اللي بتحبيه دا؟ ولي بتعيطي كدا؟

ياسمين حضنت آسيا وعيطت وقالت بعياط: آسيا الحقيني أنا في مصيبة.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا بخوف: مصيبة أي في أي؟

ياسمين بإنهيار: أنا في واحد بيهددني.

آسيا: بيهددك لي وبأي؟

ياسمين: دا واحد كنت بحبه وهو كان مفهمني أنه بيحبني وأنا صدقته وحبيته وكنت بخرج معاه وبنتصور سوا، بس اكتشفت أنه زبالة وبيخوني وبيضحك على بنات كتير ودلوقتي أخد صورتي وفبركها وحطها على فيديوهات مش كويسة، أنا خايفة اووي يا آسيا ومش عارفة أعمل أي؟ 

وبعدين كملت بإنهيار وقالت: مش عارف أقول لاخواتي حاجة لإني غلطانة وماما لو عرفت هتقتلني وهو هددني إن لو حد عرف هينشر الفيديوهات دي ويفضحني.

آسيا: طب هنعمل أي دلوقتي لازم أخوكي يعرف.

ياسمين بخوف: لا يا آسيا أبوس إيدك، بصي هو طالب ٥٠ ألف جنية وقالي همسح الفيديوهات قدامك لو جبتيلي الفلوس.

آسيا: وأنتي مصدقة أنه هيعمل كدا دا أكيد بيضحك عليكي.

ياسمين: مش عارفة بس المهم آدم ميعرفشي أبوس إيدك يا آسيا مش عايزة أكسره، وكدا كدا عصام ميفرقشي معاه غير نفسه.

آسيا: بس كدا غلط وأنا خايفة ولو آدم عرف مش هيسامحنا.

ياسمين: خلاص يا آسيا أنا غلطانة لما قولتلك مش عايزة منك حاجة.

آسيا طبطبت عليها وقالت: يا حبيبتي أنا خايفة عليكي وعايزة مصلحتك وآدم بيحبك وحنين وهيقف جنبك.

ياسمين: لو قولتيله هيبقى آخر يوم في حياتي وهقتل نفسي.

آسيا بخوف: أنتي بتقولي أي يا ياسمين أهدي خلاص هعملك اللي أنتي عايزاه بس متفكريش كدا تاني.

سكتت شوية وقالت: خلاص اتصلي بيه وقوليله إن الفلوس جاهزة ويجي يقابلنا في العنوان اللي احنا هنحدده.

ياسمين: حاضر بس هتجيبي الفلوس منين؟

آسيا: هبيع الدهب اللي كان أخوك أحمد جيبهولي ولو احتجنا فلوس كمان هبقى اسحب فلوس من البنك.

ياسمين: لا يا آسيا دي فلوسك وملكيش ذنب.

آسيا: مش وقته الكلام دا اتصلي يلا.

وفعلًا اتصلت ياسمين بس هو اللي حدد المكان وقال تجيله بالليل عشان محدش يشوفهم، واضطرت ياسمين توافق.

جات الساعة ١١ ونص وكانت فعلًا آسيا باعت الدهب وجهزت الفلوس من ورا آدم ونزلت لياسمين.

آسيا: أنا جهزت كل حاجة يا ياسمين.

ياسمين: طيب هاتي أنا هروح.

آسيا: لا طبعًا مش هخليكي تروحي للزبالة دا أخاف عليكي أنا اللي هروح.

ياسمين: لا لا يا آسيا أنا الي هروح متورطيش نفسك عشان آدم.

آسيا: أنا قولت كلمة ومش هرجع فيها أنا اللي هروح بس هتفضلي معايا على إتصال عشان لو حصل حاجة وأنا عرفتك المكان، وأرجوكِ خلي بالك من أسيل.

ياسمين خافت وقالت: خلاص متروحيش.

آسيا: أنتي عبيطة وفرضي عمل اللي هددنا بيه ونشر الفيديوهات هنعمل أي ساعتها، أنا ماشية يا ياسمين مش هتأخر عليكي إن شاء الله.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

خرجت آسيا وفي اللحظة دي مرفت شافتها وحبت تولع الدنيا فنزلت تحت لحماتها وقالت: ماما سماح تعرفي أنا شوفت أي.

سماح: أي يا مرفت؟

مرفت: مرات ابنك آدم طالعة دلوقتي في نص الليل وبتتسحب عشان محدش يشوفها وفي إيدها شنطة سمرا كدا وباين عليها سارقة حاجة.

سماح بغل: أخيرًا مسكت عليها حاجة شاطرة يا بت يا مرفت، روحي بقى نديلي آدم.

مرفت طلعت لآدم وبلغته إن أمه عايزاه وهو نزل، وفي الوقت دا كانت آسيا وصلت للمكان اللي قلها عليه وفضلت مستنياه وحاطه السماعة في ودنها وبتكلم ياسمين ومخلياها معاها على الخط عشان لو حصل حاجة.

آدم: نعم يا أمي، مرفت قالتلي إنك عايزاني.

سماح بصت لمرفت وقالت: أمال مراتك فين يا آدم؟

آدم استغرب من سؤالها بس قال: قاعدة مع ياسمين ومنى.

سماح ضحكت هي ومرفت فهو استغرب واتنرفز وقال: في أي يا أمي أي اللي بيضحكم كدا ضحكوني معاكم؟

سماح: أصل مراتك الغالية اللي وقفت قصادي عشانها مش فوق.

آدم بغضب: إزاي يعني؟ وبعدين لو دي حركات من حركاتكم فأنا مش فاضي.

وجي آدم يمشي ولسه هيفتح الباب لاقى أمه بتقول: مراتك بتستغفلك يا آدم وطلعت برا البيت من وراك وبتتسحب زي الحرامية ومعاها شنطة وشكلها سارقة حاجة من عندك.

آدم اتجنن وقال: إزاي؟ آسيا متعملشي كدا، وبعدين أي سارقة دي آسيا كل حاجة ملكي ملكها حتى أنا فلو سمحتي متقوليش كدا تاني على مراتي.

سماح: والله مرات أخوك شيفاها بعنيها.

آدم بغضب: وأنا مش بصدق مرات أخويا لأنها مبتحبش مراتي وعايزة تأذيها بأي شكل.

مرفت بشماتة: والله عايز تتأكد ومش مصدقني أطلع شوفها فوق.

آدم: هعمل كدا بس عشان أثبتلكم إنكم غلط وهي الصح.

في الوقت دا ظهر الشاب وهو شكله لا يبشر بالخير وقرب من آسيا وآسيا عرفت ياسمين من غير ما ياخد باله.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &______________

الشاب: أي دا أمال فين ياسمين؟

آسيا بغضب: أنت مالك ومالها فلوسك وجبتهالك ودلوقتي دورك تمسح الفيديوهات وتنسى ياسمين خالص.

الشاب ضحك وقال: شرسه اووي بس أنا بحب النوع دا.

آسيا خافت منه بس بينت عكس كدا وقالت: لو سمحت أخلص عشان أرجع البيت.

الشاب قرب عليها وقال: ترجعي أي يا قطة دا كان كمين عشان أصطاد ياسمين بس بما أنها بعتتك أنتي فميضرش أنتي أحلى منها.

آسيا بخوف: متحاولشي تقرب مني وإلا والله هصوت وألم الناس عليك.

الشاب: تؤتؤ كدا أزعل وبعدين ناس أي أنا جايبك في حتة مقطوعة وبعدين جايبلك معايا حاجة هتعجبك اووي.

سقف فظهر شاب كمان وقال: أي رأيك دا صاحبي وهنتشارك أنا وهو فيكي يا جميل.

ياسمين قامت مرعوبة وقالت: اهربي يا آسيا بسرعة.

آسيا: قولي لآدم يا ياسمين بسرعة.

الشاب اتصدم وقال: أنتي بتكلمي مين نهارك أسود.

وقرب على آسيا اللي كانت بتحاول تهرب وجريت بس هو مسكها وضربها قلم شفايفها جابت دم، وأخد منها السماعة ورماها وداس عليها كسرها وآسيا دموعها نزلت وخافت اووي وعرفت أنها غلطت لما مقالتشي لآدم.

في الوقت دا ياسمين فضلت تعيط وتقول: أنا السبب مش هسامح نفسي لو آسيا حصلها حاجة.

وبعدين قالت: آدم، لازم أعرفه عشان يلحق آسيا.

طلعت فوق ملقتهوش نزلت جري على تحت في الوقت دا كان آدم بيفتح باب الشقة عشان يطلع يشوف آسيا لاقى ياسمين في وشه وبتعيط اتخض عليها وقرب منها وقال: ياسمين في أي يا حبيبتي مالك؟

ياسمين بعياط: آدم ألحق آسيا بسرعة أرجوك.

ياسمين بعياط: آدم ألحق آسيا بسرعة.

آدم بصدمة وخوف: آسيا!! في أي حصلها أي؟

وسابها وجري يطلع على فوق عشان يشوفها، لقى ياسمين بتنادي عليه وبتقول: آسيا مش فوق يا آدم.

آدم بصدمة: أمال فين؟

ياسمين بعياط: آسيا برا البيت يا آدم.

آدم: أنتي بتقولي أي؟ يعني أي برا البيت في الوقت دا؟

سماح بشماتة: مش قولتلك يا ابني، بس أنت كذبتني، روح شوف مراتك بتعمل أي من وراك وسارقة أي.

ياسمين بصراخ: اسكتي بقى كفاية حرام عليكي، آسيا اللي بتقولي في حقها الكلام الوحش دا هي برا البيت بسببي أنا.

سماح بزعيق: بترفعي صوتك عليا يا قليلة الأدب، وبعدين بسببك لي يعني؟

ياسمين بإنهيار: أقولك بسببي لي عشان أنا غبية واستحق الموت، آسيا ملهاش ذنب.

محدش فاهم حاجة فآدم صرخ وقال: السبب إزاي اتكلمي اخلصي.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &__________

ياسمين حكتلهم كل حاجة وآدم كان مصدوم، وسماح مش مصدقة إن آسيا اللي عملت فيها كل دا ضحت بنفسها عشان تنقذلها بنتها ومفكرتشي في نفسها.

آدم بصدمة وخوف: يعني أي؟ يعني آسيا هتروح مني؟

وبعدين كمل وقال: قوليلي العنوان بسرعة يا ياسمين.

وفعلًا ياسمين عطته العنوان وهو ركب العربية بسرعة واتحرك وياسمين ندهت لعصام يروح ورا آدم.

آدم كان حرفيًا قلبه هيقف من الخوف على آسيا حبيبته وبيدعي ربنا أنه ينجيه وميصبهاش سوء، ويرجعها بحضنه تاني.

في الوقت دا كانت آسيا بتجري من الشابين وهم كانوا وراها، وعماله تدعي ربنا أنه ينقذها ويبعتلها حبيبها آدم.

آدم كان قرب من العنوان وآسيا كانت بتجري وبعدين آسيا لقت نور عربية قدامها فمكنتشي شايفة بسبب النور، وكملت جري وبتبص وراها عشان الشباب وفجأة آدم وقف العربية على آخر لحظة لما لقاها هي ونزل جري والخوف متملكه ليكون خبطها واتأذت.

آدم: آسيا حبيبتي دا أنتي بجد؟

آسيا أول ما شافته اترمت في حضنه وقال بعياط: آدم حبيبي الحمدلله أنك جيت، كنت خايفة مشوفكشي تاني.

آدم: متخافيش يا حبيبتي أنا جيت اهو، أنا معاكي يا يا آسيا.

الشباب وصلوا ووقفوا لما لقوا آدم، فواحد منهم قال: امشي من هنا البنت دي تلزمنا.

آدم حط آسيا ورا ضهره وقال بغل: تعالى خدها.

الشاب ضحك وقرب من آدم ولسه هيمد إيده عشان ياخد آسيا، آدم مسك إيده وكسرهاله، الشاب فضل يصرخ من الألم.

آدم بعصبية: اركبي العربية يا آسيا واقفلي عليكي ومتخرجيش منها، وقسمًا بالله لو خرجتي لهيكون ليا تصرف تاني معاكي.

آسيا خافت منه لأنها أول مرة تشوفه كدا وقالت بخوف: حاضر.

_______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

الشاب التاني اتقدم عشان يضرب آدم بس آدم كان أسرع منه وبدأ يلكمه ويضربه لحد ما الشاب اغمى عليه، بس الشاب اللي كان كسره إيده كان معاه أله حادة فقرب من آدم من وراه لما كان بيطلع الموبايل من جيب الشاب اللي مغمى عليه، فآسيا شافته.

آسيا بصراخ: خذ بالك يا آدم.

آدم بص بسرعة وراه بس الشاب خبطه في دراعه بالألة فدراع آدم جاب دم، بس هو قدر يضربه وفي الوقت دا عصام وصل وجري على أخوه وكمل هو على الشاب دا، وآدم أخد الموبايل بتاع الشاب التاني كمان ومسك الشنطة بتاعة آسيا اللي كان فيها الفلوس.

آدم: عصام أطلب البوليس خليهم يجوا ياخدوا العيال دي واعملهم محضر بالتهديد.

عصام: حاضر يا آدم بس إيدك بتنزف.

آدم: متخافشي أنا كويس.

آدم قرب من العربية وفتحها وركب وحط الشنطة ورا ومبصش لآسيا بس قالها وهو باصص قدامه: أنتي كويسة؟

آسيا بعياط: ايوا بس أنت اللي مش كويس إيدك بتنزف.

آدم بعصبية: ملكيش دعوة بيا.

آسيا بعياط: أنا أسفة يا آدم سامحني.

آدم: أسفك مش مقبول، ولو سمحتي متتكلميش خالص لحد ما نوصل البيت.

آسيا أخدت مناديل من اللي في العربية وقربت على آدم عشان تحطها على دراعه اللي بينزف بس آدم مسك إيدها وبعدها وقال: متقربيش مني أنتي فاهمة.

آسيا فضلت تعيط عشان آدم أول مرة يعاملها كدا بس سكتت عشان ميدايقشي أكتر بس صوت عياطها وشهقاتها كان عالي.

فآدم قلبه وجعه عشان شايفها بتعيط كدا بس هو زعلان منها اووي بسبب اللي عملته وأنها موثقتشي فيه وشاركته وأنها عرضت حياتها للخطر وهو مش مستعد أنه يخسرها تاني ابدًا، فقرر أنه يقسى عليها شوية عشان تحس بغلطتها ومتكررهاش تاني.

آدم بضيق: بطلي عياط.

آسيا: حاضر بس سامحني وبصلي وأنت بتكلمني.

آدم مردش عليها ولا بصلها، فهي قربت منه ومسكت دقنه وخلته يبصلها وقالت وهي بتعيط: آدم.

آدم شال إيدها وقال: قولتلك متقربيش مني تاني.

آسيا حست بنغزة في قلبها وفعلا بعدت عنه وبصت الناحية التانية، وفضولوا مستنين لحد ما البوليس وصل وأخد الشباب.

الظابط: حضرتك لازم تتفضل معانا؛ عشان ناخد أقوالك.

آدم: أكيد يا فندم، بس ممكن أوصل البيت الأول عشان زي ما أنت شايف جرحي وعشان أوصل مراتي وأكيد هاجي لحضرتك الصبح.

الظابط بتفهم: تمام اتفضل أنت واحنا في انتظارك.

آدم: شكرًا يا فندم.

ركب آدم عربيته وآسيا كانت نامت وحاطه راسها على إزاز العربية فآدم قرب منها بالراحة عشان متحسش وعدلها وشغل العربية ومشي وعصام كمان.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

وصلوا وعصام دخل وآدم مسك الشنطة وحطها على كتفه، وبعدين فتح باب العربية وشال آسيا بهدوء بين إيديه ودخل وكلهم كانوا مستنينه في الريسبشن عشان يطمنوا عليهم.

أول ما دخل آدم، ياسمين جريت عليه بلهفة وقربت منه بس آدم شاورلهم أن محدش يتكلم عشان آسيا، وطلع على فوق وياسمين طلعت وراه، وهو دخل الشقة وحط آسيا على السرير بالراحة ولقى دموعها على خدها فقرب منها ومسحهم وباس خدها ومسك إيدها وباسها وقال بصوت هامس: كدا يا آسيا كنتي عايزة تضيعي من بين إيديا.

دموعه نزلت على خدها وهي حست بس عملت نفسها نايمة عشان مش قادرة تواجهه، وهو باس راسها وخرج.

آدم: تعالي ورايا يا ياسمين.

ياسمين: بس أنا عايزة اطمن على آسيا.

آدم بعصبية: قولتلك تعالي ورايا.

ياسمين بخوف: حاضر.

وخرجوا وقفلوا الشقة وأول ما آسيا سمعت باب الشقة بيتقفل قامت وفضلت تعيط وانهارت ومش قادرة تسامح نفسها أنها زعلت آدم كدا، ومش قادرة تستحمل معاملته معاها بس هي قالت: أنا اللي استاهل أنا غلطت وكنت سبب في زعل حبيبي اللي دايمًا بيفرحني.

آدم نزل تحت هو وياسمين، وسماح أول ما شافته قالت بحرج: هي آسيا كويسة يا آدم؟

آدم بإستغراب: غريبة يعني يا أمي أنك بتسألي عن آسيا، يا ترى دا سؤال شماتة ولا سؤال طبيعي؟

سماح حطت وشها في الأرض وقالت: سامحني يا ابني، أنا فعلًا كنت وحشة اووي.

آدم بإستهزاء: وأكتشفتي دا دلوقتي عشان اللي آسيا عملته، هي مش دي آسيا اللي طالعة في نص الليل وسرقتني.

سماح: سامحني يا ابني أنا عرفت غلطتي.

آدم: مش أنا اللي أسامحك يا أمي، اطلبي السماح من آسيا اللي عذبتيها سنين طويلة من غير ما تأذيكي بكلمة واحدة.

وبعدين كمل بحزن: كتير قولتلك متعمليش كدا دي بنت ناس وهيترد في أختي، وأهو شوفتي حصل أي لياسمين ومين اللي أنقذها وخاف عليها ومفكرشي في نفسه كان مين يا أمي كان آسيا اللي بتكرهيها.

سماح بعياط: أنا أسفة يا آدم، كفاية والله أنا مش مستحملة، ومش مصدقة اللي حصل لبنتي لحد دلوقتي.

آدم: ومش مصدقة لي ما دا الطبيعي ربنا يمهل ولا يهمل يا أمي.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

وكمل بحزن: ومع أنه صعب عليا أقول كدا عشان دي أختي اللي ربيتها على إيدي وبخاف عليها من الهوا بس اعمل أي كل دا بسببك، وكل دا ذنب آسيا اللي في رقبتك.

سماح بندم: عارفة يا آدم إني غلطت وحسيت بغلطي ومستعدة أني اعتذرلها بس تسامحني، وهعمل أي حاجة عشان تسامحني.

آدم: أنا أخدت قراري خلاص، أنا هاخد آسيا وهنمشي من هنا كفاية كدا لحد هنا، أنا مراتي عانت كتير في البيت دا، وأنا مش هأمن عليها وهي بينكم هنا.

سماح: لا يا ابني متبعدشي عني عشان خاطري وأنا والله هعمل كل اللي تطلبه ومش هقرب منها تاني والله بس متمشيش.

آدم بجمود: أنا أخدت قراري خلاص.

في الوقت دا كانت آسيا نزلت عشان تشوف آدم، بس وقفت على السلم لما سمعت كلام ياسمين وقلبها وجعها اووي عليها، ودموعها نزلت عشان شايفة وحاسة بوجعها.

ياسمين بعياط: أنا أسفة يا آدم.

آدم: أسفة على أي على أنك لما وقعتي في مشكلة مجتيش ليا تقوليلي عشان أساعدك، أسفة أنك موثقتيش فيا في أخوكي، دا أنا عمري ما عاملتك وحش وطول عمري حنين عليكي، أسفة عشان بغبائك عرضتي آسيا اللي بتعتبرك أختها للخطر وكانت هتضيع مني.

وبعدين كمل بحزن ووجع: مكنتش هسامحك يا ياسمين لو كان جرالها حاجة.

ياسمين بعياط: أنا أسفة يا آدم أنا عارفة إني غلطت ومستعدة أعمل أي حاجة تطلبها بس تسامحني وآسيا تسامحني.

وكملت بعياط: أنا مش عارفة عملت كدا إزاي، أنتم كنتم مشغولين عني، عصام مش بيفكر فيا أصلًا ولا بيسأل عليا، وأمي مفيش في حياتها ولا بتفكر غير في إزاي تأذي آسيا وتقهرها، حتى أنت كل همك آسيا وكل تفكيرك فيها أنا مش بلومك والله لأني عارفة أنت بتحبها قد أي وعانيت قد أي عشان توصلها، آسيا هي الوحيدة اللي بتفكر فيا وبتهتم بيا وواخدة دور أمي اللي هي مفكرتشي تقوم بيه، آسيا بالنسبالي مش مرات أخويا، لا آسيا أمي وأختي وصاحبتي بس فجأة بعدت وأنت سرقتها مني حسيت بالغيرة ومستحملتش فكرة أنها تبعد عني، أنا فجأة لقيت نفسي لوحدي فلقيته هو قرب مني وبدأ يعطيني الإهتمام اللي فقدته لما آسيا انشغلت عني بيك، غصب عني اتشديتله ووثقت فيه مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل يا آدم.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

كملت بقهر: مكنتش عارفة أعمل أي لما لقيت آسيا لاحظت وقربت مني لقيت نفسي بقولها هي، حتى في القوت دا ملجأتش إلا ليها عشان هي كل حاجة بالنسبالي.

وبعدين سكتت وبصت لآدم وقالت: أنا مقولتلكشي مش عشان مش واثقة فيك زي ما قولت لا يا آدم أنا مقولتلكشي عشان مكنتش عايزة أكسرك عشان أنت متستهلشي مني كدا، وكدا كدا مقولتش لعصام عشان هو ميفرقشي معاه أصلًا وجودي من عدمه.

عصام بحزن: أنا يا ياسمين؟

ياسمين بصراخ: ايوا أنت، أنت عملتلي أي أصلًا عمرك سألت عليا ولا أخدتني في حضنك مرة، عمرك محسستني بحنية، أنت المفروض كنت تاخد مكان بابا وتعوضني عن حنيته بس عمرك ما عملت كدا، حتى أحمد الله يرحمه كان حنين عليا وكان بيسأل عليا بس بردك كان بينشغل عني أحيانًا، أنا عمري ما شوفت في حنية آدم عليا وحبه ليا عشان كدا كنت خايفة عليه.

قربت من آدم وقالت: حقك عليا يا آدم أنا مفكرتش صح ومكنتش أعرف إني بعرض حياة آسيا للخطر، أنا منعتها كتير بس هي أصرت وقالت أنا فداكي وخافت عليا فقررت هي اللي تروح، أنا اللي اترجيتها متعرفكشي، هي مكنتشي موافقة وقالت أنها لازم تقولك لأنه مينفعشي تخبي عليك حاجة وكانت خايفة على زعلك، بس أنا قولتلها لو قالتلك أنا هتخلص من حياتي فهي خافت عليا ووافقت غصب عنها.

آدم بصدمة: أنتي بتقولي أي وإزاي تفكري كدا؟

ياسمين: كنت خايفة ومش عارفة افكر أنا أسفة يا آدم بس آسيا ملهاش ذنب سامحها.

آدم أخدها في حضنه وملس على شعرها وقال: خلاص يا حبيبتي بطلي عياط، أنتي غلطتي واتعلمتي من غلطتك وأنا مسامحك.

ياسمين طلعت من حضنه وقالت: بجد يا آدم مسامحني؟

آدم بابتسامة: ايوا يا حبيبتي بس اوعديني متخبيش عليا حاجة بعد كدا، ولو حصل أي حاجة تجيلي على طول.

ياسمين بإبتسامة: أوعدك يا آدم بس سامح آسيا.

آدم بضحكة: لا سيبي آسيا عليا أنا وبعدين أنتي هتوصيني عليها دي آسيا حبيبتي.

عصام قرب من ياسمين وقال بحزن: أنا أسف يا حبيبتي لإني وصلتك للإحساس دا بس أنا والله بحبك.

ياسمين: وأنا كمان بحبك يا عصام أنت أخويا الكبير.

عصام أخدها في حضنه وقال: حقك عليا يا حبيبتي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

مرفت: الله الله دا أي الحنية دي كلها.

عصام بعصبية: في أي يا مرفت مالك؟

مرفت: مليش بس خلصوا بقى المسرحية دي عايزين ننام.

عصام بغضب: مسرحية! صدقي إنك معندكيش دم.

مرفت: لي إن شاء اله هو أنا زي أختك المحترمة.

عصام قرب منها وضربها كف جامد ومسكها من شعرها وقال: أختي متجبيش سيرتها على لسانك تاني، أختي دي برقبتك وأشرف منك ومن عيلتك كلها، وقسمًا بالله لو اتعرضتلها بكلمة بس لتكوني طالق وهترجعي لبيت أهلك بالهدوم اللي عليكي، ومش هتشوفي عيالك تاني.

مرفت وهي بتتلوى من الوجع: حاضر حاضر بس سيب شعري.

ياسمين: خلاص يا عصام سيبها.

عصام: شوفتي يا زبالة اللي بتتكلمي عليها كدا هي اللي بتطلب مني اسيبك.

مرفت بصت لياسمين بكره وقالت: أنا آسفة خلاص.

آدم: خلاص يا عصام سيب مراتك ومتعملشي كدا تاني معندناش رجالة تمد إيدها على ستات.

عصام: أنت مش شايف بتقول أي؟

آدم: خلاص حقك عليا، ما احنا بندفع تمن اختيارات أمك.

سماح بحزن: أنا آسفة يا ولاد حقكم عليا.

في الوقت دا آسيا طلعت بسرعة قبل ما آدم يشوفها.

مرفت اتوعدتلهم بغل في نفسها وفعلًا طلعت مع عصام وياسمين فضلت مع أمها وآدم طلع عشان يشوف حبيبته.

سماح بصت لياسمين بحزن وقالت: ياسمين سامحيني يا بنتي أنا عارفة إني أذيتك في لعبتي دي، وأهملتك وكنت سبب في اللي حصلك.

ياسمين: أنا أسفة يا ماما.

سماح حضنت ياسمين وفضلت تبوس فيها وقالت بعياط: أنا اللي أسفة يا حبيبتي أنا السبب.

ياسمين: خلاص يا ماما ننسى الماضي، بس عشان خاطري بلاش تأذي آسيا تاني هي بتحبنا وكويسة وملهاش ذنب في أي حاجة.

سماح بندم وحزن: أنا فعلًا غلطت في حقها كتير، وهعتذرلها ووعد من النهاردة هعاملها زيك وهعتبرها بنتي وهعوضها عن كل أذي سببتهولها، دا كفاية أنها عرضت حياتها للخطر عشانك يا قلبي.

ياسمين: ايوا يا ماما أرجوكِ.

آسيا كانت شايلة أسيل وبتمشي بيها في الأوضة بعد ما أكلتها وأسيل نامت وحطتها في السرير، وهي راحت قعدت على السرير وأول ما سمعت باب الشقة بيتفتح نامت على السرير وعملت نفسها نايمة.

___________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آدم فتح باب الأوضة لقاها نايمة بس عرف أنها عاملة نفسها نايمة عشان خايفة منه، فقرب منها ونام جنبها وحضنها من ضهرها جامد وهي اتخضت مكنتشي متوقعة رد فعله، وهو قرب منها اووي وقال: كنت خايف عليكي اووي يا آسيا، كنت خايف أخسرك، لما ياسمين قالتلي اللي الواد عمله معاكي حسيت بنار جوايا، حسيت إني ضعيف عشان مش قادر أحافظ عليكي، وحسيت بقلة حيلة، أنتي وجعتيني اووي يا آسيا.

آسيا دموعها كانت بتنزل وهي بتسمعه، وبعدين لفت بجسمها ليه وبقى وشها في وشه، وانصدمت لما لاقت دموعه على خده، قربت منه وحطت إيدها على خده وهي بتعيط وقالت: آدم أنت بتعيط يا حبيبي.

آدم: عشان كنت حاسس إني هخسرك يا آسيا.

آسيا بندم: أنا أسفة يا آدم، والله ما هتتكرر تاني.

آدم قام بعصبية وقال: وهو أنا هسمحلك أنها تتكرر تاني يا آسيا.

آسيا قامت وراه وحضنته جامد وقالت: آدم أنا عارفة إني غلطت بس كان غصب عني مكنشي قدامي حل تاني، ياسمين هددتني إنها هتخلص على حياتها لو قولتلك وخلتني وعدتها، أنا عارفة إني غلط بس أنا مش قادرة استحمل زعلك دا، أنت أول مرة تعاملني كدا حاسة إني غريبة عنك.

آدم كان نفسه يبادلها الحضن بس لسه زعلان منها، هي مش متخيلة لو مكنشي لحقها كان ممكن يعملوا فيها أي.

آسيا رفعت راسها ليه وقالت: أول مرة متحضنيش يا آدم.

آدم: آسيا سبيني لوحدي دلوقتي لحد ما اهدي، أنا جوايا حرب أنتي متعرفيش عنها حاجة.

آسيا بعياط: آدم حبيبي أنا أسفة سامحني، أنت سامحت ياسمين سامحني أنا كمان عشان خاطري.

آدم بعصبية: سامحت ياسمين عشان هي غلطها مش زيك، أنتي غلطك أكبر أنتي مش متصورة كانوا ممكن يعملوا فيكي أي، وبعدين أنتي مش زي ياسمين هي أختي إنما أنتي مراتي وحبيبتي وشريكة حياتي، احنا اخدنا وعد اننا نتشارك في الحلوة والوحشة، أننا منخبيش حاجة عن بعض، ومهما حصل لازم إيدنا تكون في إيد بعض يا آسيا.

وبعدين كمل بتعب وحزن وقال: لو سمحتي يا آسيا سيبيني لوحدي دلوقتي.

آسيا قربت منه وقالت: لو الوحدة من نصيبك فأنت كمان من نصيبي ومن حقي أشاركك في وحدتك دي.

آدم هدي شوية بعد كلامها دا وقال: أنا حصلت عليكي بعد معاناة يا آسيا وأنتي مش مقدرة دا، أنا بخاف عليكي أكتر من أي حد، بخاف عليكي من روحي ونفسي، أنتي متهورة يا آسيا، ومعتمدة على حبي ليكي وعارفة إني مش بقدر على زعلك.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا: آدم أنا مش كدا، وزي ما بتحبني أنا كمان بحبك، عارفة إن حبك ليا أكبر وأنا مقدرة غضبك ومش زعلانة منك، أنا زعلانة من نفسي عشان زعلتك والله، حقك على قلبي يا آدم.

قربت منه وقالت: آدم تعالى أداوي جرحك.

آدم شاور على قلبه وقال: طب ومين يداوي دا؟

آسيا قربت منه وحطت إيدها على قلبه وحطت راسها على صدره وقالت: أنت قولتلي إن دا مكاني وإن مهما حصل مبعدشي عنه ولو زعلتني أجي أشتكيله منك وهو هيجبلي حقي.

كملت وهي بتبوسه بحب وقالت: أنا جاية المرة دي عشان أقوله إني أنا اللي زعلتك وعايزاه يخليك تحن عليا.

آدم بص في عيونها وقرب منها وباسها بحب وقال: آسيا سامحيني لو قسيت عليكي بس دا كان من خوفي عليكي يا حبيبتي، أنا بحبك اووي وكنت خايف أخسرك.

آسيا ضحكت ولاعبت أنفها بأنفه وقالت: يعني خلاص صافي يا لبن.

آدم ضمها ليه من وسطها وقال وهو بيلاعب أنفها: حليب يا قشطة، يا أجمل من القشطة.

آسيا بخجل: بطل بقى تحرجني.

آدم بعبوس: طب مش هتداوي إيدي.

آسيا بخضة: ايوا تعالى يا حبيبي.

آدم ضحك ومشي معاها وهي قعدته على السرير وفتحت الدرج اللي جنبها وطلعت علبة الإسعافات وجات تطهرله الجرح معرفتشي.

آسيا بخجل: آدم ممكن تخلع القميص دا عشان أعرف أشوف الجرح حلو.

آدم غمز لها وقال: تشوفي الجرح بردك ولا حاجة تانية؟

آسيا ضربته في صدره وقالت: اتلم كدا عيب.

آدم ضحك وقال: أنتي لسه بتتكسفي مني دا أنا جوزك والله.

آسيا بخجل: هو أنا كدا عجبك ولا لا؟

آدم بضحك: أي حاجة منك بتعجبني يا حبيبتي.

آدم حب يغلس عليها ويشوف خجلها اللي بيجننه دا وبالذات لما خدودها بتبقى شبه الفراولة.

آدم بتمثيل: طب خلعهولي أنتي؛ أصل دراعي بيوحعني ومش عارف أحركه.

آسيا صدقته وقالت بخجل: حاضر متحركهوش أنت، ألف سلامة عليك يا حبيبي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

قامت وقفت وهو كمان وقف وقربت منه بخجل وبدأت تفك زراير القميص وهو بيبصلها بتوهان وفرحان بخجلها دا، وهي بدأت تخلعوله بالراحة عشان متحركشي دراعه وهو استغل دا وضمها ليه بقوة لحد ما خبطت في صدره وقالت بتأوه: آدم.

آدم بحب: قلبه.

آسيا بخجل: ابعد شوية عشان أعرف أكمل وبطل تستغل كل فرصة كدا.

آدم ضحك بخبث وقال: وهو حد يشوفك ويكون قريب منك وميستغلشي الفرص، دا حتى يبقى غبي.

آسيا ضحكت وهزت راسها وقالت: مش هتتغير أبدًا.

آدم ضحك ضحكته الرجولية اللي هي بتحبها وقال: لا مش هتغير اتعودي بقى عشان مش كل مرة وشك يقلب فراولة كدا.

آسيا حاولت تبعد عنه بس معرفتشي كان متحكم فيها، فاستسلمت وحطت راسها على صدره بخجل وحضنته وهو فرح وقال: تعرفي إنك بتوحشي مكانك دايمًا يا آسيا.

آسيا بخجل وبصوت هامس: وبيوحشني أنا كمان.

آدم سمعها وقال بضحك: ايوا كدا اتجاوبي معايا.

آسيا خبطته في ضهره وقالت: بطل رخامة بقى.

آدم: رخامة ولا سيراميك.

آسيا بعدت عنه جامد وقالت: ظريف اووي مكنتش أعرف.

آدم بضحك: طول عمري يا بنتي.

آسيا: طب تعالى يلا عشان أشوف جرحك، ولا أنت عاجبك وضعك كدا من غير القميص.

آدم بخبث: ايوا والله، بقولك أي متجيبي حضن كمان.

آسيا شدته بعصبية وقعدته وقالت: تعالى يا حبيبي ربنا يهديك.

وبدأت تضمدله الجرح تحت مشاكسات آدم لها، وخلصت بعد معاناة بسبب آدم.

آسيا جابت تيشرت لآدم وقالت: يلا يا آدم البس التيشيرت دا عشان تنام.

آدم: طب لبسهولي وكملي جميلك.

آسيا: صبرني يا رب، حاضر.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

ولبستهوله وقالت: ممكن ننام بقى ولا مش هنام النهاردة، ولا عايز تدلع كمان شوية زي الأطفال.

آدم ضحك وقال: لا هنام يا قلبي.

آسيا نامت وآدم نام جنبها وأخدها في حضنه زي ما اتعود وقال: تصبحي دايمًا من أهلي يا حبيبتي.

آسيا: وأنت من أهلي يا حبيبي.

أشرقت شمس يوم جديد، وكان التغيير من اليوم دا، صحيت آسيا في ميعادها بس استغربت لما لقت آدم مش جنبها، راحت لسرير أسيل عشان تشوفها بس ملقتهاش استغربت اووي وطلعت تدور عليهم، ملقتهومشي بس سمعت دوشة في المطبخ وضحك أسيل، فقربت من المطبخ لقت آدم بيعمل الفطار ومقعد أسيل على الرخامة قدامه وبتضحك.

فرحت اووي وحست بالدفء اللي كان نفسها فيه من زمان، وقد أي آدم أب حقيقي ويستاهل كل خير.

قربت منه وحضنته من ضهره وقالت: صباح الجمال على حبيب عمري وأيامي.

آدم لفلها بجسمه وباسها بحب وقال: صباح كل حاجة حلوة على العيون اللي سحرتني.

آسيا بخجل وحب: دايمًا بتغلبني كدهون.

آدم بضحك: مرة من نفسي.

آسيا: بس أي الجمال دا، وكمان بتخوني مع أسيل.

آدم: هو أنا أقدر أخونك يا قلبي، وبعدين أسيل دي حتة من قلبي.

آسيا بغيرة: والله أمال أنا أي؟

آدم ضحك جامد وقال: أنتي قلبي كله، وبعدين أنتي بتغيري من بنتك؟!

آسيا بعبوس: أنا بغير عليك من نفسي أصلًا يا آدم.

آدم حاوطها من وسطها ولاعب أنفه بأنفها وقال: محدش يقدر ياخدني منك، دا أنا واقع في غرامك من سن عمري.

آسيا: تعرف إني بحبك اووي.

آدم: عارف، أنا أصلًا أتحب.

آسيا: أي يا بني التواضع دا كله؟

آدم: قولتلك قبل كدا كله إلا التواضع.

آسيا: طب خليني أنا أكمل الفطار يا حبيبي وارتاح أنت.

آدم: لا أنتي اللي ترتاحي، أنا عايز أعملك فطار بإيدي.

آسيا: طب أنا هفضل هنا أتفرج عليك.

آدم: كما تحبي مولاتي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا ضحكت ووقفت وراه ومسكت في التيشيرت بتاعه وفضلت تطلع دماغها لأسيل وتلاعبها وتستخبى منها تاني وأسيل فضلت تضحك وآدم كمان، وكانوا مبسوطين اووي وقاعدين في جو جميل.

وبعد ما خلصوا فطروا سوا في البلكونة مع المشروب بتاعهم وآسيا شايلة أسيل وبتلاعبها، وآدم بيأكل آسيا وهي فرحانة اوي وبتحمد ربنا على العيلة الجميلة دي وعلى وجود آدم في حياتها.

سمعوا الباب بيخبط فقامت آسيا تفتح الباب لقت ياسمين، فياسمين قالت وهي حاطة وشها في الأرض: أنا أسفة.

آسيا ابتسمت: ياسمين حبيبتي ارفعي راسك.

ياسمين: ارفع راسي إزاي وأنا كنت سبب في اللي حصلك؟

آسيا مسكت إيدها بحنية وقالت: ياسمين أنتي أختي الصغيرة، وأنا لو كنت ندمانة على حاجة فندمانة إني مقولتش لآدم بس أنا مش ندمانة إني عملت عشانك كدا يا حبيبتي، أنتي أختي ولازم أقف جنبك.

ياسمين ابتسمت وقالت: يعني بجد مش زعلانة مني؟

آسيا: لا يا حبيبتي عمري ما أزعل منك.

ياسمين حضنتها جامد وقالت: تعرفي إني بحبك اووي، ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا آسيا.

آسيا ضحكت وقالت: ولا منك يا قلبي.

ياسمين بهمس: هو آدم صالحك ولا لسه؟

آسيا بضحك: تعبني اووي على ما صالحني يا ياسمين.

ياسمين: هو فين دا وأنا أجبلك حقك منه؟

آدم من وراها وهو ماسكها من قفاها: سمعيني كدا بتقولي أي يا حبيبتي؟

ياسمين بخوف: كنت بقول أخويا آدم دا ملاك، حتى أسأل آسيا.

آسيا بضحك: ايوا صح، يا رب سامحني على الكدب دا.

آدم ضحك وقال: يخربيت هبلكم، أنتم بتبوظوا دماغ بعض.

قضوا اليوم سوا ومنى طلعت قعدت معاهم، وآدم فضل يلاعب آسر وأسيل.

آسر: ممكن أشيل أختي أسيل يا ماما آسيا.

آسيا: طبعًا يا قلبي تعالى.

آسر: هااااي شكرًا يا ماما.

آسيا وهي بتبوسه: قلب ماما أنت يا آسر.

قضوا وقت جميل مع بعض وعصام طلع قعد معاهم بردك وأخيرًا بقوا عيلة حلوة.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

وعلى الناحية التانية كانت سماح طالعة تجيب طلب من برا ومقالتشي لحد وهي بتعدي الطريق عربية خبطتها، والناس نقلوها المستشفي، وفجأة وهم كلهم قاعدين سوا موبايل آدم رن برقم أمه، فاستغرب وفتح الخط.

آدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، محتاجة حاجة يا أمي؟

رد عليه راجل غريب وقال: حضرتك صاحبة الموبايل دا حصلها حادث ونقلناها للمستشفى دلوقتي.

آدم بصدمة: أنت بتقول أي؟ طب اديني عنوان المستشفى.

كلهم اتخضوا من حالة آدم وبالذات لما قال مستشفى، فآسيا قربت عليه وقالت: آدم حصل أي يا حبيبي؟

آدم بخوف وصدمة: أمي عملت حادثة ونقلوها للمستشفي.

ياسمين وعصام بصدمة: أنت بتقول أي، مستحيل.

ياسمين انهارت وقالت بصراخ: ماما لا.

آسيا حضنتها وحاولت تهديها هي ومنى، وآدم اتحرك بسرعة وقال: يلا يا عصام تعالى معايا بسرعة.

ياسمين: استنى هاجي معاكم.

آدم: خليكي يا ياسمين هنا ومتخافيش يا حبيبتي.

ياسمين: لا هاجي معاكم.

آدم بص لآسيا وهي فهمته وقالت: اهدي يا حبيبتي هم هيروحوا واحنا هنلحقهم.

وفعلًا آدم وعصام وصلوا المستشفى وعرفوا أن حالتها صعبة وهي في أوضة العمليات دلوقتي، وآدم كان حزين اووي على حال أمه وعارف أن دا ذنب آسيا، وذنب منى وأحمد والأكتر آسيا وأمها.

اتأخروا اووي وياسمين مكنتشي مبطلة عياط وعايزة تطمن على سماح، وآسيا اتصلت بآدم أكتر من مرة بس مردش لأنه كان مشغول في الإجراءات وكان تليفونه صامت، فآسيا اتصلت تاني فهو رد المرة دي.

آدم بتعب: ايوا يا آسيا.

آسيا بلهفة: أنت كويس يا آدم؟

آدم: كويس يا حبيبتي متقلقيش.

آسيا: طب طنط عاملة أي دلوقتي؟

آدم: لسه في أوضة العمليات بقالها ٣ ساعات.

آسيا بحزن: إن شاء الله هتكون بخير يا آدم.

آدم: يا رب يا آسيا ادعيلها، وسامحيها دا ذنبك.

آسيا بحزن: سامحتها من زمان والله يا آدم، وإن شاء الله هتقوم بالسلامة.

آدم: شكرًا يا آسيا.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

آسيا: آدم ياسمين عايزة تشوف طنط ومنهارة خالص، ينفع أجيبها لإني مش عارفة أهديها وهي مصممة تيجي؟

آدم: خلاص هاتيها يا آسيا بس متسوقيش أنتي.

آسيا: حاضر يا حبيبي متقلقشي عليا.

قفلت مع آدم وقالت لياسمين أن آدم وافق، وفي الوقت دا كان هادي جاي عشان ياخد أخته منى عشان يخرج معاها شوية ويشوف آسر.

ياسمين وآسيا غيروا هدومهم، بس آسيا مش هتعرف تاخد أسيل معاها، فقالت لمنى: معلشي يا منى يا حبيبتي ممكن تخلي أسيل معاكي؟

منى: هو أنتم مش هتاخدوني معاكم؟ أنا عايزة اطمن على طنط.

آسيا: طنط لسه في العمليات ومش عارفين هتطلع امتى فأكيد هتتعبي وآسر بيتعب من جو المستشفيات ومش هنعرف نسيبه هنا لوحده يا حبيبتي، ومش هينفع نسيبه مع مرفت لتعمل فيه حاجة.

منى: عندك حق، بس هو أنا عندي حل.

آسيا: اي هو؟

منى: هادي أخويا كان جاي عشان نخرج لأننا وحشناه وهو تحت دلوقتي، وكدا كدا بيشتغل في المستشفى اللي حماتي فيها، قنروح كلنا سوا ونبقى نقعد في مكتبه أو نستنى في العربية بتاعته.

آسيا خافت من رد فعل آدم لو عرف وقالت: مش هينفع يا منى عشان آدم أنتي فاهمة.

منى: فاهمة يا حبيبتي بس هو دا الحل وكمان أنتي قولتي أن آدم قالك متسوقيش وياسمين مش هتعرف تسوق بحالتها دي، وأنا مش بعرف أسوق أصلًا، فمش قدامنا غير هادي وبعدين أنا هكون معاكم.

آسيا: نركب تاكسي يا منى مش عايزين مشاكل.

منى زعلت وقالت: للدرجادي يا آسيا.

آسيا: خلاص يا حبيبتي متزعليش مني موافقة، ويلا عشان منتأخرشي.

نزلوا وآسيا شايلة أسيل، ومنى في إيدها آسر، وقابلتهم مرفت وقالت بإستهزاء: الله، متجمعين كلكم كدا لي يا ترى فرح مين المرة دي؟

آسيا: بقولك أي يا مرفت مش وقتك خالص.

مرفت بغل: ودا لي إن شاء الله؟

منى بضيق: هو أنتي متعرفيش أن حماتك في المستشفى.

مرفت بصدمة: لي في أي؟

منى: عربية خبطتها وهي في العمليات دلوقتي.

مرفت: ومحدش قالي لي، دا حتى عصام مقاليش؟

ياسمين بزعيق: بقولك أي يا مرفت مش فاضيين لك دلوقتي، وبعدين نقولك لي كنتي من باقي عيلتنا؟

مرفت بغيظ: متتكلمي عدل يا ياسمين وبعدين يعني أي مش من العيلة أنتي ناسية إني مرات أخوكي.

آسيا: يلا يا بنات عشان منتأخرشي.

وسبوها ومشيوا، وهي واقفة هتولع في نفسها من الغيظ.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

نزلوا ولاقوا هادي واقف ساند على العربية، أول ما شاف آسيا فرح من جواه واتعدل وخلع النظارة بتاعته، وآسيا حطت وشها في الأرض عشان متبصلوش، ومنى قربت منه وقالت: هادي معلشي ممكن توصلنا المستشفى اللي أنت بتشتغل فيها، أصل حماتي عملت حادثة وهي في العمليات دلوقتي.

هادي: ألف سلامة عليها، إن شاء الله هتكون بخير، يلا اتفضلوا هوصلكم.

آسيا: متشكرين جدًا يا دكتور هادي، ومعلشي هنتعبك معانا.

هادي بإبتسامة وحب: ولا تعب ولا حاجة، أنا تحت أمركم.

وركبت هي وياسمين ورا، ومنى ركبت جنب أخوها وآسر معاهم ورا هو وأسيل اللي آسيا شايلاها وحضناها.

وصلوا ودخلوا وآسيا فضلت تدور بعيونها على آدم لحد ما لمحته قاعد وحاطت راسه بين إيديه، فقربت منه وقالت: آدم.

آدم رفع راسه وشافها قام وقف وهي جريت عليه وحضنته وقالت: أنت كويس يا حبيبي؟

آدم بحب: بقيت كويس لما شوفتك وحضنتك يا آسيا.

آدم بص لياسمين اللي في حضن عصام وقرب منها وأخدها في حضنه وفضل يهديها ويقولها: أميرتي دموعها غالية، بلاش عياط يا حبيبتي.

ياسمين بعياط: خايفة اووي يا آدم، مش عايزة ماما تسيبني زي ما بابا سابني زمان.

آدم بحزن: إن شاء الله خير يا حبيبتي، ادعيلها ومتخافيش يا حبيبتي.

آدم راح قعد على الكرسي بحزن، وآسيا قربت منه وقعدت جنبه وحطت إيدها على كتفه وقالت: آدم يا حبيبي هون على نفسك، هي هتكون كويسة والله إن شاء الله.

آدم مسك إيدها وحضنها بين إيديه وبص في عيونها وقال: وجودك جنبي هون عليا كتير.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

بيبص لاقى هادي جاي عليهم، فاستغرب وقال بعصبية: أي اللي جابوا دا؟

آسيا بتوتر: أصل…

آدم: أصل أي اتكلمي؟

هادي كان وصل عندهم وقال لآدم: ألف سلامة على والدة حضرتك إن شاء الله هتكون بخير.

آدم بضيق: إن شاء الله، شكرًا.

هادي بص لآسيا وابتسم وقال: مدام آسيا حضرتك نسيتي الشال دا اللي بتلفيه حوالين رقبتك في العربية.

آدم اتعصب اوووي وبالذات لما شاف حاجة تخص آسيا وهادي ماسكها كدا بين إيديه، والغيرة أكلت قلبه، فشده منه جامد اووي وقال بعصبية: وهو أي اللي وصله لعربيتك؟

هادي: أصل أنا اللي موصلهم للمستشفى.

آدم بص لآسيا بغضب وهي حطت وشها في الأرض، فآدم قال لهادي ببرود: اها متشكرين جدًا يا دكتور هادي.

آدم مسك الشال ولفه حوالين إيده وقعد من غير ما يتكلم، فآسيا قربت منه وحطت إيدها على إيده فهو بعد إيدها بالراحة، فآسيا قلبها وجعها اووي، لأنها مبتحبش آدم يزعل منها.

آسيا: آدم يا حبيبي متفهمشي غلط.

آدم بعصبية: مش وقته الكلام دا يا آسيا، أنتي شايفة اللي احنا فيه.

آسيا سكتت وهي زعلانة وكانت أسيل نايمة في حضنها وهي بصت لآدم اللي مش راضي يبصلها، فحطت راسها على كتفه، وهو ارتاح من قربها دا.

وبعد مدة الدكتور خرج وآسيا رفعت راسها من على كتفه وهو قام وجري على الدكتور وقال: طمنا يا دكتور أمي عاملة أي دلوقتي؟

الدكتور: الحمدلله حالتها استقرت بس في خبر مش كويس.

آدم: في أي يا دكتور طمنا؟

الدكتور بحزن: الوالدة مش هتقدر تتحرك تاني، لأن الحادثة أثرت على رجليها.

الخبر نزل عليهم زي الصاعقة، وآدم حس إن رجله مش شيلاه، ورجع لورا فآسيا مسكت إيده وضغطت عليها عشان تطمنه.

وياسمين قالت بإنهيار: يعني؟ يعني ماما مش هتقدر تمشي تاني.

آسيا ومنى حضنوها وحاولوا يهدوها بس هي فقدت الوعي، وآسيا اتخضت عليها جدًا وآدم شالها ودخلها الأوضة والدكتور كشف عليها وعطاها إبرة عشان تهديها.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

ومنى فضلت جنبها وهي وآسيا، وكانوا نقلوا سماح لأوضة عادية وآدم وعصام دخلوا اطمنوا عليها، وبعد وقت كبير كان آدم قاعد برا وحاطتت راسه على الكرسي ومغمض عيونه، وعصام كان نايم على الكرسي هو كمان بس بعيد عنه، فآسيا طلعت بعد ما سابت أسيل نايمة على الكنبة جوا، وراحت قعدت جنب آدم بالراحة ومسكت إيده وهو فتح عينه وبصلها بس رجع غمض عيونه تاني، فهي عرفت أنه لسه زعلان منها، فقربت منه أكتر ومسكت راسه وحضنته وخلته ينام في حضنها وقالت: نام يا آدم وارتاح هنا في حضني وانسى أي حاجة دلوقتي.

آدم فعلًا حاوطها واستسلم ليها ونام في حضنها من غير ما يحس، وبعد وقت كبير كانت آسيا بتلعب في شعره بحنية، وهو صحي وقال: أي دا أنا نمت أمتي؟ ونايم بقالي قد أي؟

آسيا بحنية: نمت في حضني ومحستشي بنفسك عشان أنت كنت تعبان ومرهق، وبالنسبة لنمت قد أي فأنت نايم حوالي ساعتين كدا ملحقتش.

آدم: يااه ساعتين، زمانك تعبتي يا آسيا.

آسيا حطت إيدها على خده وقالت: أتعب إزاي وأنت في حضني يا حبيبي.

آدم بيحاول يهرب من عينيها وقال: طب يلا عشان تروحي عشان ترتاحي وكمان أسيل تنام في سريرها.

آسيا: بس أنا عايزة أفضل معاك هنا.

آدم: وأنا مش عايزك معايا، يلا روحي على البيت.

آسيا بحزن: مش عايزني! حاضر يا آدم.

آدم ندم على اللي قاله ومسك إيدها وقال: آسيا أنا مقصدشي.

آسيا طبطبت على إيده وقالت: ولا يهمك يا آدم، أنا همشي بس خلي بالك من نفسك.

دخلت آسيا وآدم اتنرفز وخبط إيده في الحيطة وقال: غبي يا آدم.

آسيا دخلت لاقت منى نايمة على الكنبة وواخده آسر في حضنها، فراحت وصحتها بالراحة وقالت: منى قومي يا حبيبتي روحي البيت أنتي تعبتي.

منى: مش هينفع أسيبك ياسمين.

آسيا: متخافيش يا حبيبتي أنا هفضل معاها، روحي أنتي عشان آسر، أنتي معاكي المفتاح ولا تاخدي النسخة اللي معايا.

منى: لا يا حبيبتي معايا.

آسيا: طب يلا يا حبيبتي، ورني على أخوكي عشان يوصلك زمانه لسه هنا صح؟

منى: ايوا هتصل بيه أهو.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

وفعلًا اتصلت بهادي وهو وصل وآدم أول ما شافه اتعصب ولسه هيقرب منه يقوله جاي لي ويزعقله لقى الباب اتفتح ومنى خرجت وشايلة آسر وآسيا وراها.

منى: خد مني آسر يا هادي.

هادي شاله وقال: هتروحي لوحدك؟

منى: ايوا يا حبيبي يلا.

آشيا: خلي بالك من نفسك ومن آسر يا حبيبتي، وملكيش دعوة بمرفت ومتخلهاش تعصبك.

منى: حاضر والصبح هجيلك إن شاء الله.

مشيت منى وآدم بص لآسيا وقال: أنتي ممشتيش معاها لي؟

آسيا: عشان مقدرشي اسيبك لوحدك يا آدم، ولو أنت مش عايزني زي ما قولت فعتبرني قاعدة عشان ياسمين.

آدم جي يقرب عليها هي بعدت ودخلت الأوضة وقفلتها، هو اتعصب بس عارف أنه زعلها وهي سندت براسها على الباب وهو كمان، وبعدين رجع قعد وقرب الشال بتاعها اللي لافه على إيده وفضل يستنشق عبيرها وريحتها اللي بيعشقها وقال: دايمًا مغلباني وتعباني يا آسيا ومش بتسمعي الكلام بس بردك بحبك اووي.

آسيا قعدت على الكرسي جنب آسيا وفضلت تملسلها على شعرها وباستها من راسها وفضلت ماسكة إيدها وبعدين نامت وهي مش حاسة بنفسها، آدم حاول يدخل بس لاقى الباب مقفول من جوا، ضحك على تصرفاتها ورجع تاني مكانه ونام.

بعد شوية آسيا صحيت وكانت عايزة تشوفه ففتحت الباب بالراحة، ولاقته نايم فقربت منه ولعبت في شعره، هو حس بس عمل نفسه نايم عشان يشوفها هتعمل أي وعشان لو صحي هتمشي وتسيبه.

آسيا قربت منه وباسته من خده بهدوء، وباسته في خده التاني وهو مقدرشي وفتح عينه ومسك إيدها، وهي رجعت لورا بصدمة وهو قربها منه تاني وقعدها على رجله، وحط راسه في حضنها وقال بندم: أنا أسف يا حبيبتي، مكنتش أقصد أزعلك.

آسيا استكانت وحضنت راسه وقالت: أنا مش زعلانة منك يا حبيبي حقك عليا، بس والله منى اللي أصرت عليا، وأنا كنت رافضة عشان خاطرك بس أنت قولتلي مسوقشي وياسمين مكنتشي هتعرف تسوق بالحالة دي، غير إن منى مبتعرفشي تسوق، وهو أصلًا كان جاي صدفة عشان ياخد أخته وآسر.

وبعدين كملت وقالت: ولو على الشال فمش عارفة مأخدتش بالي إزاي، بس شكل أسيل شدتني منه ووقع مني.

آدم: آسيا أنتي عارفة إني بغير عليكي، وكمان متنسيش أنه كان عايز يتجوزك قبل كدا، فبجد مش بحب أشوفه حواليكي، وكمان أنتي عارفة إني تعبان عشان أمي.

______________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

آسيا باست راسه وقالت: عارفة يا حبيبي وأوعدك مش هتتكرر، المهم متزعلشي.

آدم: خليني كدا في حضنك يا آسيا برتاح.

آسيا بحب: حاضر يا حبيبي.

آدم هو وآسيا فضلوا على الوضع دا شوية وبعد شوية آدم قام وشال آسيا ودخلها الأوضة ونيمها على الكنبة وأخد هو أسيل معاه برا ونيمها في حضنه.

عدت الليلة على خير وتاني يوم آسيا صحيت وطلعت برا لقت آدم نايم وأسيل في حضنه قربت منه وصحته وأخدت أسيل منه، وبعدين دخلت صحت ياسمين وكانت منى وصلت وكلهم راحوا الأوضة بتاعة سماح وكانوا حواليها لحد ما فاقت وبصت عليها وعيطت، فياسمين قربت منها وقالت: ماما أنتي كويسة يا حبيبتي، حاسة بحاجة تعباكي؟

سماح: مش حاسة برجلي يا بنتي.

ياسمين عيطت ومقدرتش تتكلم وسماح استغربت وقالت: مالك يا ياسمين بتعيطي لي أنا كويسة يا حبيبتي.

آدم قرب وقال: أنتي كويسة يا أمي؟

سماح: كويسة يا حبيبي، بس مش حاسة برجلي مش عارفة لي؟

الدكتور دخل وقال: حمدالله على سلامتك يا فندم.

سماح: الله يسلمك يا دكتور، بس هو أنا لي يا دكتور مش حاسة برجلي؟

الدكتور: بصي هي الحادثة أصرت على رجل حضرتك، بس متقلقيش إن شاء الله مع العلاج هتقدري تمشي تاني على رجلك.

سماح عيطت بس متكلمتشي وكلهم استغربوا فآدم قرب منها وقال: أمي متخافيش إن شاء الله هتكوني كويسة وهتمشي تاني على رجلك.

سماح بصت لقت آسيا واقفة ورا منى وبتحاول متبانشي، فسماح ابتسمت وقالت: آسيا قربي يا بنتي.

آسيا شاورت على نفسها وقالت: أنا يا طنط؟

سماح: ايوا يا حبيبتي تعالي قربي.

آسيا مستغربة الحنية دي بس قربت منها ومسكت في إيد آدم، فسماح قالت: سامحيني يا آسيا، أنا غلطت في حقك كتير يا بنتي وبتمنى تسامحيني وترحميني من عذاب تأنيب الضمير، أنا عارفة إن اللي حصلي دا ذنبك وربنا بيخلصهولك.

آسيا بحزن: لا يا طنط متقوليش كدا، والله أنا مسمحاكي من زمان.

سماح ابتسمت وقالت: لو مسمحاني بجد مش هتقوليلي يا طنط.

آسيا بإستغراب: هي طنط مديقاكي، طب قوليلي أقول لحضرتك أي وأنا هسمع كلامك.

سماح مسكت إيدها وطبطبت عليها وقالت: قوليلي يا ماما زي ما كنتي بتقوليلي زمان.

آسيا: بس حضرتك منعتيني أقولها، وقولتيلي أنها بتضايقك.

سماح بندم: كنت غلط سامحيني يا آسيا، قوليلي يا ماما زي ياسمين.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &_____________

آسيا بصت لآدم وهو ضغط على إيدها، فرجعت بصت لسماح وقالت: حاضر يا ماما.

سماح ضحكت وقالت: ماما طالعة منك حلوة اووي، أول مرة أحس بطعمها.

سماح: قربي مني يا آسيا.

آسيا قربت وسماح باستها من خدها، وآسيا اتفاجأت بس ابتسمت وفرحت أنها بتعاملها حلو.

وخرجوها من المستشفى ورجعت على البيت، وكانوا كلهم حواليها، ومرفت نزلت وقالت ببرود: ألف سلامة عليكي يا ماما.

سماح: الله يسلمك يا مرفت، مشوفتكيش يعني في المستشفى.

مرفت: معرفتش أسيب العيال لوحدهم، وبعدين كلهم كانوا معاكي.

سماح: فعلًا عندك حق.

سماح بصت لآسيا وقالت: آسيا يا حبيبتي ممكن تفضلي معايا شوية.

مرفت استغربت ورفعت حاجبها وقالت: أي دا هو أي اللي حصل في الدنيا؟

منى: وأنتي أي اللي مدايقك يا مرفت؟

مرفت بغيظ: وأي اللي هيدايقني يعني يا ست منى؟

منى: والله أنتي أدرى.

وفعلًا قعدوا معاها وفرحوها، ومرفت عرفت أن سماح أتشلت ومش هتقدر تقف على رجلها تاني، وفرحت فيها اووي.

كلهم طلعوا، وفضلت آسيا معاها وسماح اتكلمت معاها وقربت منها اووي، وآسيا سامحتها على كل حاجة.

آسيا: أنا هطلع اعملك الأكل اللي بتحبيه يا ماما عشان أنتي مأكلتيش من امبارح.

سماح بحب: حبيبتي يا آسيا بعد كل اللي عملته فيكي ولسه خايفة عليا وبتعاملني كدا، واحدة غيرك كانت استغلت ضعفي وانتقمت مني.

آسيا قعدت قدامها على السرير ومسكت إيدها وقالت: ماما سماح لو سمحتي متقوليش كدا تاني، صدقني أنا مسمحاكي ومش زعلانة منك، ومهما كان أنتي حماتي وجدت بنتي أسيل، وكفاية أنك أم حبيبي آدم.

وبعدين كملت وقالت: هو أنتي لسه يا ماما مش قابلة علاقتي بآدم؟

سماح ابتسمت وضغطت على إيدها وقالت: أنا عمري ما هلاقي لأبني حد أحسن منك يا آسيا، آدم بيحبك اووي وأنا كنت غلطانة لما مدورتش على سعادته، وللي هي أنتي يا آسيا، سامحيني أنا فرقتكم زمان وخليتكم أنتم الأتنين تتعذبوا، أنا كنت قاسية اووي ومش بفكر غير في نفسي، حقك عليا يا بنتي.

_____________& بقلمي ريهام أبو المجد &___________

آسيا فرحت وقالت: يعني بجد مش زعلانة؟

سماح: المفروض أنا اللي أسألك السؤال دا.

آسيا: أنا لا، بس هو أنتي لسه شايفة إن ماما غلطانة؟

سماح بندم: أنا اكتشفت إن حياتي كلها كانت غلط، وأمك إنسانة كويسة وجميلة زيك وأنا كرهي وغيرتي عاموني عن الحقيقة، وخلوني أضيع شبابي على الفاضي ومحاولتش أخلي زوجي يحبني، ربنا يسامحني على اللي عملته.

آسيا حضنتها وقالت: خلاص يا ماما انسي الماضي، وخلينا نعيش الحاضر والمستقبل سوا بسعادة.

سماح: ربنا يبارك فيكي يا آسيا، ويفرح قلبك يا حبيبتي.

طلعت آسيا عشان تعمل أكل ومرفت دخلت لسماح.

مرفت: إزيك يا ماما، شايفة يعني إن علاقتك بآسيا هانم بقت كويسة.

سماح بحدة: اتكلمي عنها كويس يا مرفت.

مرفت اتعصبت وقالت: جرى أي يا حماتي أنتي ليكي نفس تعلي صوتك وأنتي عاجزة كدا، وبعدين فجأة من يوم وليلة بقيتي ملاك بجناحات.

سماح زعلت اووي وقالت: ربنا يسامحك يا مرفت.

مرفت قربت منها وقالت: تصدقي يا حماتي أنا فرحانة فيكي اووي، تستاهلي اللي حصلك عشان تبطلي جبروت بقى.

سماح بتعب: اطلعي برا يا مرفت.

مرفت قربت منها ومسكتها من إيدها جامد وقالت: لا صوتك دا ميعلاش عليا، أنتي فكراني آسيا ولا أي.

منى من وراها: ومالها آسيا يا مرفت على الأقل أحسن منك ومتربية.

مرفت اتصدمت وبصت لاقت آسيا ومنى وياسمين واقفين، فخافت، ولقت آسيا بتقرب منها.

آسيا مسكت إيدها جامد وشالتها من على دراع سماح وقالت بعصبية: أنتي اتجننتي إزاي تمسكي ماما كدا، وإزاي تتكلمي معاها بالطريقة دي؟

مرفت بخوف: أنتم متفقين عليا ولا أي؟

آسبا ضغطت على إيدها جامد ولفتها ورا ضهرها ومرفت أتأوهت، وآسيا قالت: قسمًا بالله لو فكرتي بس تقربي من ماما تاني لهكسرلك إيدك وهزعلك يا مرفت.

مرفت: أه سيبيني يا آسيا.

آسيا: مش هسيبك إلا لما تعتذري من ماما.

مرفت: حاضر، أنا آسفة يا حماتي.

سماح: خلاص يا بنتي سيبيها.

آسيا سابتها بس ياسمين ومنى مسكوها كل واحد من ناحية وقالوا: سيبهالنا يا آسيا، احنا هنتصرف معاها.

مرفت خافت وقالت: أنتم هتعملوا أي والله هنادي على عصام.

ياسمين ضحكت وقالت: دا عصام نفسه اللي موصيني عليكي.

وهما الإتنين أخدوها برا الأوضة وعطوها علقة مأخدتهاش قبل كدا، وآدم شالها من بين إيديهم بالعافية وهو بيضحك على شكلها.

____________& بقلمي ريهام أبو المجد &____________

ومرت الأيام وآسيا بتهتم بسماح وبتهتم بعلاجها والتمارين اللي هتساعدها على الوقوف على رجلها مرة تانية، وياسمين ومنى بيبدلوا معاها، وكانوا عايشين في جو هادي جميل ومرفت مبقتشي تحتك بيهم عشان خايفة يعملوا فيها حاجة.

وفي يوم قرر آدم يعمل فرح لآسيا يكون بينهم كدا ويفرحها، واتفق معاهم كلهم أنهم هيعملوها مفاجأة.

آدم: آسيا يا حبيبتي أنا هتأخر برا النهاردة.

آسيا: لي يا حبيبي في مشكلة؟

آدم بحب وهو بيحاوطها من وسطها وقربها منه وقال: لا يا حبيبتي عندي شغل كتير.

آسيا بحب: طب خلي بالك من نفسك يا حبيبي، أنا هستناك لحد ما ترجع.

آدم لاعب أنفه بأنفها وقال: هتوحشيني يا قلبي، أوعدك مش هتأخر عليكي.

خرج آدم وبالليل جات مني وياسمين لآسيا وطلبوا منها تلبس فستان أبيض كان جميل اووي وكان فيه شغل بس جميل، فآسيا استغربت وقالت: ودا لي هو أنا عروسة يا بنتي أنتي وهي؟

ياسمين: بطلي غلاسة بقى والبسيه، وبعدين قولتلك دي حفلة لواحدة صاحبتي هتتجوز قريب وعزمتنا.

آسيا: حبيبتي هي العروسة مش أنا، أنا البس لي بقى فستان أبيض وبعدين هو دا فستان فرحها وأنتم سرقينه؟

منى وياسمين ضحكوا ومنى قالت: لا يا حبيبتي عيب عليكي، وبعدين متقلقيش واسمعي مني.

ياسمين بسرعة: ا

 خرج آدم وبالليل جات مني وياسمين لآسيا وطلبوا منها تلبس فستان أبيض كان جميل اووي وكان فيه شغل بس جميل، فآسيا استغربت وقالت: ودا لي هو أنا عروسة يا بنتي أنتي وهي؟!

ياسمين: بطلي غلاسة بقى والبسيه، وبعدين قولتلك دي حفلة لواحدة صاحبتي هتتجوز قريب وعزمتنا، كأنها حفلة إنتهاء العزوبية.

آسيا: حبيبتي هي العروسة مش أنا، أنا البس لي بقى فستان أبيض وبعدين هو دا فستان فرحها وأنتم سرقينه؟

منى وياسمين ضحكوا ومنى قالت: لا يا حبيبتي عيب عليكي، وبعدين متقلقيش واسمعي مني.

ياسمين بسرعة: ايوا وبعدين كلنا هنلبس كدا.

آسيا: أنا هثق فيكي يا منى اوعي تكوني بتضحكي عليا زي البت دي.

منى بضحك: لا متخافيش.

ـــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ

وفعلًا آسيا جهزت وانبهروا بجمالها وقالوا: أي الجمال دا كله، الله يكون في عون آدم، عنده حق يحبك اووي كدا ويغير عليكي من الهوا الطاير.

آسيا: بطلوا غلاسة عشان بتكسف.

ياسمين: خلاص يلا.

آسيا لاقتهم مش لابسين فساتين بيضاء شبهها فاستغربت اووي.

آسيا: أي دا أنتم مش قولتوا أننا كلنا هنلبس ابيض، لي بقى لابسين أنتم الأتنين بنفسج شبه بعض وأنا المختلفة؟

ياسمين: أصل ملحقناش نشتري زيك فقولنا مش مشكلة بقى.

آسيا: مش مرتحالك يا ياسمين، وحساكي بتكدبي عليا.

ياسمين: أنا لا طبعًا، مش صح يا منى.

منى: ها ايوا يا آسيا متكبريش الموضوع ويلا بقى عشان اتأخرنا.

آسيا: مش مرتحالكم بردك مش عارفة لي.

وركبوا العربية وياسمين اللي ساقت، وبعدين وصلت لمكان جميل حواليه بحر، فآسيا استغربت وكمان لقت الأنوار مطفية فقالت: ياسمين أنتي متأكدة إن دا العنوان وصاحبتك مضحكتشي عليكي؟

ياسمين: كملي مشي بس وخدي امسكي البوكية دا في إيدك.

آسيا: ودا لي إن شاء الله؟

ياسمين: امسكي وأنتي ساكتة.

مشيت وهي متغاظة منهم بس فجأة كل الأنوار اتفتحت وبصت لاقت كوشة جميلة اووي وتصميم جميل والكراسي محطوطة وكل العيلة قاعدين، وصحاب آدم وزوجاتهم قاعدين، وأصحاب آسيا وياسمين ومنى.

آسيا بصتلهم بإستغراب وقالت: أي دا؟

محدش رد عليها وبعدين بصت على نفسها تاني وعلى فستانها والبوكية اللي في إيدها وبصت لمنى وياسمين بصدمة وقالت: أوعوا تقولولي إن أنا العروسة؟!

منى وياسمين ضحكوا وقالوا: ايوا بالظبط كدا.

آسيا اتصدمت ولسه هتتكلم لقت اللي بيحاوطها من ضهرها وقال بحب: ألف مبروك يا عروستي.

آسيا بصدمة: آدم هو دا حقيقي؟

ـــــــــــــــــــــــــ & بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــ

آدم لف ووقف قدامها وهي انصدمت من جماله، كان لابس بدلة سودا وتحتها قميص أبيض وكان عامل شعره بطريقة حلوة زي ما هي بتحب.

آدم مسك إيدها وباسها وقال: النهاردة فرحنا يا حبيبتي، حبيت أعملهالك مفاجأة، وبعدين أنا وعدتك إني هعملك فرح وأخليكي أسعد واحدة في الدنيا، ولو أنتي نسيتي أنا عمري ما انسى.

آسيا حضنته وقالت: تعرف إني بحبك اووي.

آدم بضحك: عارف، أنا اصلًا أتحب.

آسيا بضحك: مش قولتلك قبل كدا بطل التواضع بتاعك دا؟!

بعدين كملت وقالت: أنت أكيد مجنون، وبعدين عملت كل دا امتى؟ 

آدم: عملتوا من الصبح يا حبيبتي وكل دول عازمهم من أسبوع ومعرفهم.

آسيا ضحكت وقالت: يعني الكل عارف إلا العروسة لا جديدة دي.

آدم ضحك ولاعب أنفه بأنفها وقال: كله عشان خاطر عيونك يا حب عمري.

آسيا ابتسمت وحضنته وقالت: بحبك اوووي يا آدم.

آدم بحب: وأنا بعشقك.

وبدأ الكل يهنيهم وهي قربت من سماح وباست إيدها بحب، وسماح باست راسها وقالت: مبروك يا حبيبة قلبي.

آسيا: الله يبارك فيكي يا أجمل ماما.

سماح بحب ودموع في عيونها: ربنا يبارك فيكي يا آسيا ويجبر بخاطرك زي ما بتجبري بخاطري يا بنتي.

آسيا مسحت دموعها وقالت: أي يا ماما دا النهاردة حتى فرحي مش عايزة أشوف دموعك دي تاني.

سماح: حاضر يا حبيبة قلبي، يلا روحي مع زوجك وافرحوا يا حبايبي.

ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــ

آدم باس راسها وإيدها واستأذنها ومشي مع آسيا، ووقفوا في النص عشان يرقصوا سلو سوا، على أغنية اختارها مخصوص عشان آسيا، بتوصف حياتهم واللي عاشوه وإحساسه تجاهها.

كل وعد وعدتهولك هوفهولك متخافيش

كل حلم هيجي وقته وبأوانه متخافيش

مش هقصر يوم معاكي صدقيني

اجمديلي أنا بقوى بيكي متضعافيش

أنتي نفسك كنت حلم في يوم حلمته

فضلت عافر في الحياة دي لغاية ما طولته

وأنتي زي ما أنتي في ضهري واقفة

هتسنديني وهعمل أكتر من اللي عملته.

كان آدم حاضن آسيا بتملك وشالها ولف بيها وهي حضناه جامد وفرحانة اووي، وبتدعي ربنا يفضل جنبها العمر كله.

واليوم خلص وكان أجمل يوم، بس طبعًا بعد اليوم اللي اتكتبت فيه على اسم آدم حب عمرها وشريكها في الحياة.

بعدها بكام يوم اكتشفت آسيا أنها حامل في شهر، ومكنتشي تعرف وفرحت اووي وقررت تقول لآدم بس حبت تعملهاله مفاجأة.

بالليل كانت آسيا جهزت عشاء رومانسي وجو جميل، وآدم رجع من الشغل لقى الشقة كلها ضالمة، فنادى على آسيا، وجي يفتح الكوبس، لقى حد بيحضنه من ضهره.

آدم: آسيا!

آسيا: وحشتني اووي يا آدم.

آدم بحب: أنتي أكتر يا حبيبتي، بس لي مضلمة الشقة كدا؟

آسيا: عملالك مفاجأة، وبعدين مش كفاية نوري.

آدم ضحك وقال: ايوا والله بس قوليلي بقى مفاجأة أي؟

ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــــ

آسيا راحت ولعت الشمع اللي موجود على الترابيزة وبعدين رجعت مسكته من إيده وشدته وقعدته وفضلت تأكله وياكله في جو رومانسي.

وبعدين راحت فتحت النور وقربت منه وقالت بدلع وهي بتحاوطه من رقبته: آدم حبيبي أنت عايز ولد ولا بنت؟

آدم بإستغراب: مش فاهم أي السؤال دا؟

آسيا بعبوس: جاوب وأنت ساكت.

آدم ضحك وبعدين قال بإستغراب: اللي يجيبه ربنا الأطفال أحباب الله، بس أنا نفسي في بنوتة شبهك كدا وتاخد نفس عيونك.

آسيا: ما احنا عندنا أسيل أهو وعيونه شبهي.

آدم: بردك أنا عايز بنوته مننا احنا الإتنين.

آسيا: بس أنا عايزة ولد شبهك وقمور كدا، وكاريزما ويخطف قلوب كل البنات شبهك.

آدم ضحك جامد وقال: يا جامد، دا أي المدح الجامد دا.

آسيا: عشان أنا بحبك اووي يا آدم.

آدم: طب أي سر سؤالك دا؟

آسيا مسكت إيده وحطتها على بطنها وقالت: عشان في بيبي هنا.

آدم مصدوم ورمش عدة مرات وقال: أنتي قولتي أي؟

آسيا قربت منه وباسته بحب وقالت: بقولك في هنا حتة منك يا حبيبي، وعنده شهر بالظبط.

آدم فضل يضحك وشالها ولف بيها، وهو فرحان اووي والدنيا مش سيعاه، ومش مصدق.

آسيا: نزلي يا آدم عشان البيبي.

آدم نزلها بالراحة وقال: آسيا أنا مش مصدق، بقالك شهر حامل ومعرفتيش إزاي، يعني عملنا فرح وأنتي حامل دا كدا خطر على البيبي.

ــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ــــــــــــــــــــــــ

آسيا: مكنتش أعرف يا حبيبي، وبعدين متخافيش الدكتورة قالتلي أنه كويس.

آدم باسها بحب وقال: أنا مش مصدق إن أخيرًا هيبقى ليا بيبي منك.

آسيا حضنته وقالت: أنا اللي مش مصدقة إني هكون أم لطفلك يا آدم.

آدم: بصي أنتي متتحركيش خالص وأنا هعملك كل حاجة.

آسيا: حبيبي أنت قلقان كدا لي، وبعدين هو أنا أول مرة أحمل، أمال حبيبة مامي اللي مغلباني جوا دي أي؟

آدم: ملييش فيه، اسمعي كلامي.

آسيا: حاضر يا حبيبي.

وآدم شالها وحطها على السرير، وغير هدومه ورجع نيمها في حضنه.

مرت شهور الحمل على خير واللي اكتشفوا أن آسيا حامل في توأم ولد وبنت، وآدم قرر يسمي الولد أحمد عشان أسم أخوه يفضل مذكور دايمًا في البيت، والبنت قرروا يسموها أيتن، عشان تبقى إمبراطورية الألف.

بعد سنة مرت عليهم بحلوها ومرها، وطبعًا مش بتخلي من المشاكل بس أهم حاجة أنهم بيعدوها مع بعض وإيدهم في إيد بعض، وبقوا عيلة جميلة وكبيرة، وسماح قدرت تمشي على رجليها من تاني بمساعدة الكل وخاصة آسيا، وبقوا بيتجنبوا مرفت لأنها مش بتتغير، وياسمين اتخطبت لواحد بيحبها وعوضها عن كل حاجة، وهي كمان حبته.

كانوا قاعدين كلهم سوا وخطيب ياسمين إسلام كمان معاهم.

آسر: ماما آسيا ممكن أشيل أيتن؟

آسيا: أكيد يا قلبي تعالى.

آسر شالها وباسها وقال: ماما آسيا لما أكبر هتجوز أيتن.

آدم كان بيشرب ماية فشرق وكله ضحك، وآدم قرب من آسر وأخد منه أيتن وقال: بقولك أي واد أنت كله إلا بنتي ملكشي دعوة بيها ولا حتى تبصلها عشان مزعلكشي، وبعدين حبيبة بابي دي مش هجوزها خالص.

منى بزعل: ودا لي بقى إن شاء الله ابني ألف مين تتمناه، القمر دا، دا كفاية أنه كله أحمد حبيبي الله يرحمه وقمور شبهه.

آدم: يروح للألف واحدة وملوش دعوة ببنتي حبيبتي.

منى بصت لآسيا وقالت: عجبك كلام جوزك دا يا آسيا؟

آسيا ضحكت وقالت بحدة خفيفة: بتقول حاجة يا آدم، أصلي مسمعتش؟

آدم: لا يا حبيبتي دا أنا كنت بقول أيتن لآسر، وآسر لأيتن.

كله ضحك عليه وآسيا قالت: أنا سمعت كدا بردك، حبيبي يا دومة.

آدم بصله بحدة وقال: أي دومة دي متتظبطي، وبعدين مش قدام الناس.

عصام بضحك: مش قولتلك بلاش تتجوز وتدخل نفسك في حوارات.

آدم: عندك حق، يا ريتني سمعت كلامك يا أخويا يا حبيبي.

آسيا أديقت وقالت: بتقول أي يا حبيبي؟

آدم: بقول دا من حظي الحلو إني اتجوزتك يا قلبي، سيبك من كلام عصام دا أهبل.

 ضحكوا عليه وعصام قال: بقى كدا، طلعت أنا الأهبل.

آدم بضحك: قلبك أبيض يا حبيب أخوك.

أسيل صحيت من النوم وأول ما شافها آدم، عطى أيتن لآسيا وراح لأسيل وشالها وضحك وقال: حبيبة بابا صباح الخير.

أسيل ضحكت وقالت: بابا.

آدم ضحك وقال: حبيبة بابا يا ناس، بحب اسمع منك كلمة بابا دي يا قلبي، أنتي بنتي الأولى وحبيبة قلبي.

إسلام: آدم.

آدم: نعم يا إسلام.

إسلام: كنت عايز أقولك إني أنا وياسمين حددنا ميعاد الفرح وعايزينه بعد شهر من دلوقتي.

آسيا بصت لياسمين وقالت: دا بجد يا ياسمين؟ طب والله هو دا الكلام عشان تجبيلي بنوتة حلوة كدا عشان أجوزها لأحمد حبيب مامي دا.

ياسمين: حبيبة قلبي يا آسيا، طب أي رأيك هسميها آسيا عشان تطلع جميلة اووي شبهك كدا.

آسيا: والله أنتي حبيبتي.

آدم بصلهم وضحك وقال: خلاص يا إسلام مدام حددتوا وشايفين إن دا مناسب ليكم، فمفيش مشكلة.

ياسمين: ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبي.

إسلام بغيرة: لمي نفسك.

آسيا ضحكت وآدم قال: لا يا حبيبي أنت هتغير مني دا أنا أخوها، وبعدين أنا حبيبها الأول.

آسيا: معلشي يا إسلام مش هتعرف تغلب آدم.

آدم ضغط على إيدها وقال بغيرة: لمي نفسك ومتكلميش راجل غيري.

كله ضحك وإسلام قال: دا أسرع كما تدين تدان.

ـــــــــــــــــــــــــ& بقلمي ريهام أبو المجد &ـــــــــــــــــــــــــــ

كله ضحك واليوم خلص في الجو الجميل دا، وبالليل آدم وآسيا بعد ما نيموا العيال قعدوا في البلكونة زي ما هم متعودين، مع كوباية الشاي بلبن والقهوة.

آسيا: تعرف يا آدم أن أحلى حاجة في نهاية يومنا هي قعدتنا دي.

آدم بحب: أحلى حاجة هي وجودك جنبي يا آسيا.

آسيا: بحبك اووي يا آدم، وعيشت معاك أجمل سنة كانت بعمري كله.

آدم: أنا السنة دي كانت جنة ربنا كافئني بيها، ورزقني حبك يا آسيا.

آسيا قامت قعدت على رجله ونامت على صدره وحطت إيدها على قلبه وقالت: قلوبنا كانت غريبة وربنا أراد أنها تتلاقى ويكونوا وطن لبعض.

كملت وقالت: تعرف إني لسه محتفظة بكل جواباتك يا آدم.

آدم: بجد؟! طب تعرفي إن الجزء المفقود من الجواب الأخير لسه محتفظ بيه.

آسيا قامت وبصتله وقالت بدهشة: بجد؟

آدم: ايوا والله، تحبي أقولك كان فيه أي؟

آسيا بفرحة وحماس: يا ريت بجد.

آدم حط راسها على صدره تاني وحضنها جامد وقال بصوت دافي وكله حنية: خليكي في مكانك يا آسيا واسمعي دقات قلبي مع كل كلمة بقولهالك.

*” أنا الذي أَحَبَّكِ وليشهد عليا قلبي، ولتشهد عيني التي لا تبصر غيركِ”*

“*أنا المتيم بحبكِ، أنا الذي أبحر لشاطئ عينيكِ”*

“*أنا الغريق في عمق عينيكِ، والمبحر نحو روحكِ”*

“*أنا الذي أحلق في سماء حبكِ لعلني أصل إلي عنانها”*

“*أقسم بالذي أبدع خلقكِ أنني صرت مجنونًا بحبكِ”*

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *