التخطي إلى المحتوى

رواية وهم الرجوع الفصل الأول 1 بقلم روما عيسى

رواية وهم الرجوع الجزء الأول

رواية وهم الرجوع البارت الأول

وهم الرجوع

رواية وهم الرجوع الحلقة الأولى

لم تكن رحيل تشعر بالراحة منذ فترة. هناك شيء غامض في تصرفات يوسف، زوجها، شيء لم تستطع تفسيره لكنه يثير قلقها. لم يعد ذلك الزوج الحنون الذي يشاركها تفاصيل يومه، أصبح غامضًا، كثير الشرود، يتجنب الحديث معها لفترات طويلة، وأحيانًا يعود متأخرًا دون سبب واضح.
في البداية، حاولت إقناع نفسها أن هذا طبيعي، أن الزواج يمر بمراحل فتور، لكن إحساسها الداخلي لم يكن مقتنعًا. الشك بدأ يتسلل إلى قلبها كضيف ثقيل لا يريد المغادرة.
في إحدى الليالي، بينما كانت رحيل تحاول النوم، سمعت صوت الباب يُفتح بهدوء. نظرت إلى الساعة، كانت الثانية بعد منتصف الليل. يوسف عاد إلى المنزل متأخرًا مرة أخرى.
تظاهرت بالنوم وهي تراقبه من تحت جفونها نصف المغلقة. دخل إلى الغرفة على أطراف أصابعه، أخرج هاتفه، وفتح محادثة بدا وكأنه يراجعها مرارًا قبل أن يتنهد ويرمي الهاتف على الطاولة.
في اليوم التالي، حاولت أن تتجاهل إحساسها، لكنها لم تستطع. جلست معه على طاولة الإفطار، مترددة في سؤاله، لكنها جمعت شجاعتها أخيرًا:
رحيل (بهدوء مصطنع): “يوسف، حسّة إنك مشغول الأيام دي، في حاجة مضايقاك؟”
رفع رأسه من هاتفه ونظر إليها للحظة، ثم عاد إلى شاشته وقال بلا مبالاة:
“لا، مفيش حاجة، مجرد شغل وضغط.”
لكن رحيل لم تقتنع، شعرت أن هناك شيئًا يخفيه، وربما أكثر مما تتخيل.

في تلك الليلة، استيقظت على صوتٍ خافت…
كانت نائمة، لكنها شعرت بحركة يوسف في الغرفة المجاورة. فتحت عينيها قليلًا، لاحظت الضوء الخافت المنبعث من تحت باب المكتب.
تسللت بهدوء، اقتربت قليلًا من الباب المغلق، حتى سمعت صوته يتحدث في الهاتف. كانت نبرته هادئة لكنها مشحونة بشيء لم تفهمه في البداية.
يوسف (بصوت منخفض لكنه واضح): “إنتِ بتقولي إيه يا يارا؟ تتجوزي؟ لا، لا، مش هينفع كده!”
تسارعت نبضاتها، عيناها اتسعتا بصدمة، وكأن قلبها سقط في قدميها.
يارا (بحدة): “ليه مش هينفع؟ مش من حقي؟ ولا انت فاكر إنك هتفضل في حياتي حتى لو مش موجود؟”
يوسف (متوترًا): “يارا، استني… مش هو ده اللي اتفقنا عليه. إحنا قولنا نستنى شوية.”
يارا: “تستنى إيه بالظبط؟ تستنى لما تعيش حياتك مع مراتك، وأنا أفضل لوحدي؟ يوسف، لازم تقرر دلوقتي، يا أنا يا هي!”
رحيل وضعت يدها على فمها، تحاول كتم شهقتها. لم تكن تتخيل أبدًا أن خيانة يوسف لها قد تكون بهذه الطريقة.
يوسف (بتنهيدة طويلة): “يارا، الموضوع مش سهل… أنا محتاج وقت.”
يارا (ببرود): “أنا خلاص زهقت من وعودك، يوسف. لو مش هتاخد خطوة، متلومنيش لو مشيت في طريقي.”
ثم انقطع الصوت، وكأنها أغلقت الخط في وجهه. أما يوسف، فجلس في مكانه لا يتحرك، وكأنه غارق في أفكاره.
رحيل شعرت أن عالمها كله بدأ في الانهيار، كان قلبها يخبرها أن هناك شيئًا ما، لكن الحقيقة حين واجهتها، كانت أقسى مما تخيلت

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهم الرجوع)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *