رواية أوتار العشق الفصل الثاني 2 بقلم ميار زاهر
رواية أوتار العشق الجزء الثاني
رواية أوتار العشق البارت الثاني
رواية أوتار العشق الحلقة الثانية
في صباح اليوم التالي، داخل فيلا محمد بك:
استيقظت ليلى على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها. فتحت عينيها ببطء، وما لبثت أن سمعت صوت محمد من خلف الباب:
محمد: “صباح الخير يا بنتي، يلا عشان تفطري قبل ما تروحي الشركة.”
نهضت ليلى بتثاقل وهي تتمتم: “الناس هنا بيصحوا بدري أوي!”
أخذت حمامًا سريعًا وارتدت ملابس عملية بسيطة؛ بنطال أسود وقميص أبيض. نظرت لنفسها في المرآة وهي تقول بابتسامة ساخرة: “إيه يا ليلى؟ شكلك جاهز للمهمة المستحيلة!”
نزلت إلى الطابق السفلي حيث كان محمد يجلس على المائدة ينتظرها.
محمد مبتسمًا: “صباح النور، اتفضلي افطري.”
ليلى وهي تجلس: “صباح النور، ما كنتش عايز تزعج نفسك كده.”
محمد: “البيت بيتك، وما فيش إزعاج ولا حاجة.”
بعد الإفطار، دخل حسام إلى غرفة الطعام بوجه عبوس كعادته، يرتدي بدلة أنيقة، وربطته معقودة بإحكام. ألقى نظرة سريعة على ليلى ثم قال لجدّه ببرود: “أنا نازل الشركة.”
محمد بحزم: “مش لوحدك، خد ليلى معاك.”
حسام وهو يقطب جبينه: “هي هتيجي معايا ليه؟”
محمد بنبرة لا تحتمل الجدل: “عشان تعرف الشغل وتتعلم، وما تناقشنيش يا حسام!”
نظر حسام إلى ليلى بنظرة غاضبة ثم قال ببرود: “يلا بسرعة، ما عنديش وقت.”
ليلى وهي ترفع حاجبها: “صباح الخير ليك برضو، إيه ده كله؟”
حسام بحدة: “مش هنضيع وقت في كلام فاضي، يلا.”
في الطريق إلى الشركة:
كانت السيارة تسير بسرعة ثابتة، بينما يسود الصمت بين حسام وليلى. كانت ليلى تنظر إلى النافذة تستمتع بمشاهدة شوارع القاهرة المزدحمة.
ليلى وهي تحاول كسر الصمت: “أنت بتتعامل مع الناس كلهم بنفس الطريقة دي؟”
حسام وهو يركز على الطريق: “طريقة إيه؟”
ليلى بابتسامة ساخرة: “طريقة (مش طايقك ومش عايز أتكلم).”
حسام بجفاف: “أنا بتعامل باحترام مع الناس، وما بحبش الهزار الكتير.”
ليلى ضاحكة: “ربنا يكون في عون اللي بيشتغلوا معاك!”
لم يرد حسام، لكنه ضغط على عجلة القيادة بقوة.
داخل الشركة – مكتب حسام:
دخل حسام إلى مكتبه بخطوات سريعة، بينما كانت ليلى تتبعه وهي تتأمل المكان. كان المكتب واسعًا ومرتبًا، تملؤه نكهة جادة تعكس شخصية صاحبه.
حسام وهو يشير بيده: “خدي مكتبك هناك، وما تتدخليش في شغلي.”
ليلى وهي تبتسم: “حاضر يا باشا، أمرك.”
جلست ليلى على مكتبها الصغير الذي وضعه حسام في زاوية بعيدة عن مكتبه. نظرت حولها بملل وهي تقول لنفسها: “واضح إن اليوم هيكون طويل أوي.”
لم تمر دقائق حتى دخل أحمد، صديق حسام المقرب، إلى المكتب. وقف ينظر إلى ليلى مبتسمًا ثم قال: “صباح الخير.”
ليلى بلطف: “صباح النور.”
أحمد بمرح: “إنتي اللي جدّو فرضك على حسام؟”
حسام بحدة: “أحمد!”
أحمد وهو يضحك: “إيه يا حسام، بقول الحقيقة.”
ليلى بابتسامة: “ولا يهمك، أنا متعودة على الأسلوب ده.”
نظر أحمد لحسام وقال له بخبث: “شكلك هتتسلى الفترة الجاية.”
حسام وهو يقطب جبينه: “أحمد، لو مش جاي لشغل، امشي من هنا.”
أحمد وهو يضحك: “خلاص يا عم، ما تزعلش.”
غادر أحمد المكتب تاركًا حسام في حالة من الضيق، بينما كانت ليلى تتابع المشهد بابتسامة خفيفة.
في فترة الظهيرة – استراحة الغداء:
كانت ليلى تجلس وحدها في الكافتيريا الخاصة بالشركة، تتناول كوبًا من العصير. فجأة، ظهر أحمد وجلس أمامها دون استئذان.
أحمد بابتسامة: “إيه، هربتي من حسام شوية؟”
ليلى ضاحكة: “هو حد يقدر يقعد معاه أكتر من كده؟”
أحمد بمرح: “حسام شخصية صعبة، بس قلبه طيب.”
ليلى وهي تهز رأسها: “ما أظنش، ده واضح إنه مش طايقني من أول لحظة.”
أحمد: “ما تزعليش منه، هو كده مع كل الناس. بس مع الوقت هتعرفي تتعاملي معاه.”
في تلك اللحظة، ظهر حسام من بعيد بوجه غاضب. اقترب منهما وقال بحدة: “أحمد، إنت بتعمل إيه هنا؟”
أحمد وهو يرفع يده مستسلمًا: “كنت باتكلم مع ليلى شوية.”
حسام ببرود: “رجع شغلك فورًا.”
نظر أحمد إلى ليلى مبتسمًا وقال: “هنتكلم بعدين.”
غادر أحمد بينما نظرت ليلى لحسام قائلة بسخرية: “فيه إيه؟ أنا مش مجرمة عشان تعاملي بالشكل ده.”
حسام وهو يضغط على كلماته: “أنا مش عايز مشاكل هنا، ركزي في شغلك وبس.”
في المساء – في الفيلا:
عاد حسام إلى المنزل متعبًا، ليجد جده جالسًا في الصالة يشرب الشاي.
محمد مبتسمًا: “إيه الأخبار يا حسام؟ ليلى عجبتك في الشركة؟”
حسام ببرود: “اسألها هي.”
محمد وهو يضحك: “واضح إنك مش طايقها.”
حسام وهو يجلس بجواره: “جدو، إنت ليه فرضتها عليا؟”
محمد بصرامة: “مش فرضتها، هي بنت صاحبي الله يرحمه، ولازم نساعدها.”
دخلت ليلى إلى الصالة في تلك اللحظة مبتسمة وقالت: “مساء الخير.”
محمد بحفاوة: “مساء النور يا بنتي، تعالي اقعدي.”
جلست ليلى قبالة حسام الذي ظل صامتًا.
محمد وهو ينظر إليهما: “بص يا حسام، ليلى هتبدأ تشتغل معاك بشكل رسمي، وأتمنى تساعدها.”
ليلى بابتسامة: “معلش يا حسام، مضطرة أستحمل طريقتك.”
حسام وهو ينظر لها بحدة: “بكرة تزهقي وتمشي من نفسك.”
محمد بصرامة: “حسام، ما يصحش الكلام ده.”
تجاهل حسام كلام جده ونظر إلى ساعته ثم قال: “أنا طالع أوضتي.”
تركهم وغادر بينما نظرت ليلى إلى محمد قائلة: “هو دايمًا كده؟”
محمد وهو يبتسم: “خليكي صبورة، ومع الوقت هتعرفيه.”
بعد خروج حسام من الصالة، ظل الصمت يسيطر على المكان للحظات. التفت محمد نحو ليلى مبتسمًا وقال بلطف:
محمد: “ما تزعلش من حسام يا بنتي، هو بس مشغول طول الوقت وطباعه شوية صعبة.”
ليلى وهي تبتسم بخفة: “ما تقلقش يا عمي محمد، أنا متعودة على الناس العنيدة.”
محمد ضاحكًا: “عنيدة إيه، دا حجر! لكن مع الوقت هتعرفي تتعاملي معاه.”
رفعت ليلى حاجبها بفضول وقالت:
ليلى: “هو كده مع الكل ولا بس معايا أنا؟”
محمد وهو يهز رأسه مبتسمًا: “لا يا بنتي، كده مع الكل. لكن حسام طيب من جواه، كل اللي محتاجه حد يفهمه.”
صمتت ليلى وهي تفكر بكلامه، وقررت أن تتجاهل أسلوب حسام العدائي، على أمل أن تكتشف الجانب الآخر من شخصيته الذي يتحدث عنه الجميع.
في اليوم التالي – داخل الشركة:
دخلت ليلى إلى الشركة مبكرًا، متحمسة لبدء يوم جديد. كانت تعلم أن التعامل مع حسام لن يكون سهلًا، لكنها عزمت على إثبات نفسها.
بينما كانت جالسة على مكتبها، اقترب منها أحمد بابتسامة ودية قائلًا:
أحمد: “صباح الخير يا أستاذة ليلى، شكلك نشيطة النهارده.”
ليلى بابتسامة: “صباح النور يا أحمد، لازم أكون جاهزة لأي حاجة تحصل.”
أحمد مازحًا: “جاهزة لهجوم حسام؟”
ليلى وهي تضحك: “بالضبط كده، أنا محصنة.”
لم تمضِ دقائق حتى دخل حسام إلى المكتب بخطوات سريعة كعادته. ألقى نظرة خاطفة على ليلى وقال بلهجة جافة:
حسام: “اجتماع مهم بعد نص ساعة، خليكي جاهزة.”
ليلى بثقة: “حاضر.”
نظر إليها أحمد مبتسمًا وهمس بصوت منخفض: “أهو تقدم ملحوظ، ما زعقش.”
ضحكت ليلى بخفوت وهي ترد: “نعتبرها بداية كويسة.”
خلال الاجتماع:
كانت ليلى تجلس بجوار حسام تراقب ما يحدث باهتمام. كان الاجتماع يتعلق بمشروع جديد مهم للشركة، وكانت المرة الأولى التي ترى فيها حسام يتحدث بثقة وحزم.
بينما كان يناقش التفاصيل مع الحاضرين، همست ليلى لنفسها: “الراجل ده مختلف خالص وهو مركز في شغله!”
بعد انتهاء الاجتماع، نظر حسام إليها وقال بجدية:
حسام: “ركزي في كل اللي اتقال في الاجتماع، ولو مش فاهمة حاجة اسألي.”
ليلى بثقة: “ماشي، أنا هراجع كل حاجة.”
هز حسام رأسه دون تعليق وغادر القاعة.
أحمد الذي كان يراقب الموقف من بعيد، اقترب منها وقال مبتسمًا: “إنتي إزاي بتستحملي طريقته دي؟”
ليلى وهي تضحك: “اتعودت، وبعدين هو في الشغل مختلف، شكله محترف جدًا.”
أحمد بمرح: “أول مرة حد يقول على حسام كلام كويس، أنا لازم أسجل الكلام ده.”
في المساء – داخل الفيلا:
عادت ليلى إلى المنزل مرهقة بعد يوم طويل، وجلست في الصالة تتصفح أوراق الاجتماع. لمحت محمد يدخل مبتسمًا وهو يقول:
محمد: “إيه يا ليلى، شكلك متحمسة للشغل.”
ليلى وهي ترفع رأسها: “آه يا عمي محمد، الموضوع كبير ومحتاج تركيز.”
محمد: “براڤو يا بنتي، وأنا واثق إنك هتثبتي نفسك.”
في تلك اللحظة، دخل حسام إلى الصالة بعد يوم طويل في الشركة. ألقى نظرة على ليلى وقال ببرود:
حسام: “مش المفروض إنك بتراجعي الأوراق في مكتبك؟”
ليلى وهي تبتسم ببراءة: “مكتبي ده صغير وممل، هنا أحسن.”
حسام بحدة: “الأفضل تراجعي شغلك في مكانك.”
محمد بصرامة: “حسام، سيبها في حالها، هي بتشتغل ما بتلعبش.”
نظر حسام إلى جده ثم إلى ليلى، ثم غادر دون أن يرد.
تنهدت ليلى قائلة: “هو مفيش مرة يعدي من غير ما يزعق؟”
محمد وهو يضحك: “اتعودي يا بنتي، ده أسلوبه.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوتار العشق)
التعليقات