رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل الثاني
قيل لي بعد وفاة والدته: بدأ صنبور الماء الذىِّ كانت تتوضأ منه يُقطر دون أن يستعمله أحد.
فَاتفق الجميع على أنه يحتاج إلى إصلاح إلا الأخت الصغرى قالت أنه فقط لم يستطع أن يتمالك نفسه، و بكى مثلنا
رحم الله كل أمٍ متوفية، و أعان أهلها.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
انفردت ألماسة برفقة صديقها الجديد بمكان شبه هادئ ثم أردفت مبتسمة: أهلًا، اسمك إيه؟!
ليرد بإبتسامة مطابقة: اسمي أحمد، و أنتِ؟
سأل مستفسرًا لتُجيب: ألماسة،
ثم سألت مستفسرة: هما كانوا بيضربوك ليه؟!
أردف بغرورٍ مصتنع: بصي أنا هنا كل المدرسيين بيحبوني، و البنات كذلك.
قاطعته بضحكة مستنكرة: والله؟!
برر لها قائلًا: آه، عشان شاطر، و بيقولوا وسيم.
أنهى حديثه بذات الغرور المصتنع، ثم أكمل: فأول ما جيت قالولي ملكش دعوة بأي بنت خالص، وأنا أصلًا مش مهتم إلا،
ترك حديثه معلق بحرج وهو يدور بعيناه لتعقد حاجبيها تسأله: إلا إيه؟!
مفيش، بس في أسطول عربيات جه وقف بره، فكنت بقول لو إللي في العربية بنت أكيد قمر، و بكلم نفسي هما سمعوني، فكانوا عايزين يضربوني.
ضحكت ألماسة ليقاطعها بحنق: بنت، كده عيب متضحكيش.
أردفت من بين ضحكاتها: حاضر، هحاول.
كان تامر و نادر يقفوا يشاهدوهم وهم يضحكون ليغتاظ تامر بشدة و ودّ نادر لو كان لديه رفيق…
ترافقا لاتجاه الفصل وقد كان فصلًا واحدًا يجمعهم ليردف أحمد لألماسة بتذكر: ألماسة تصدقي معرفتش اللي كان في الأسطول بنت ولا ولد!
كتمت ضحكاتها قائلة: بكره تعرف،
طب يالا، شكلنا هنكون أصحاب.
إحنا بقينا أصلًا.
قالتها بهدوء مبتسمة وهما يتجهان لمقعدان متجاوران، وها قد حصلت على رفيق للحاضر والمستقبل.
خلال تلك اللحظات كاد يقع أحمد أثر قدم نادر الموضوع بالطريق.
نظر أحمد لنادر بدهشة من تصرفاته تلك كانا معًا بالعام الماضي فماذا يحدث الآن؟!
التفت بأنظاره لتامر ليعرف بأنه الرأس المُدبرة ليتجاهله وهو يجلس.
كادت تجلس لكن قاطعها تامر قائلًا: ألماسة تعالي جمبي.
نفت برأسها قائلة: لاء أقعد أنتَ ونادر وأنا هقعد جمب أحمد.
تحدث بحدة وإصرار قائلًا: ألماسة تعالي.
لاء
قالتها بعناد هي الأخرى لينفعل الآخر مردفًا:.
اسمعي الكلام أحسنلك.
تدخل أحمد ساخرًا منه وقد تعدى الحوار أطفال بالسادسة فكل منهم رأى ما جعل عقله أكبر من عمره.
ولو مسمعتش هتعمل إيه؟!
أبعده تامر بعنف حتى كاد يسقط وهو يردف: خليك في حالك.
لقد تمادى حقًا!
هكذا هتف أحمد لذاته وهو يستعد لضربه وما كاد يلكمه بوجهه والجميع على أتم الإستعداد لرؤية أول نزاع بالعام الجديد، قاطعهم دخول المعلمة:
في إيه هنا؟
أردفت بحدة من تجمع الجميع فلم يُجب أحد وبدأ كلًا منهم بالعودة لمحله بضيق بسبب مقاطعة المُعلمة لأول نزاع.
انسحب أحمد لمقعده وهو يكتم غيظه بداخله وحينما جاء ليجلس، أزاح نادر المقعد فوقع أحمد أرضًا.
وكعادتنا لا نقدم المساعدة فقط نسخر، فضحك الأطفال.
هتفت المُعلمة بحدة: بس عيب كده!
ثم تقدمت من أحمد الذي تنهد يُهدأ ذاته، ساعدته كلًا من ألماسة والمُعلمة.
أشارت لنادر بالوقوف بجانب السبور ليمتثل لأمرها بحرج.
بدأت بالترحاب ثم تعريف ذاتها: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أنرتم المدرسة وإن شاء الله تكون سنة سعيدة عليكم، أنا مس ألماس، مُدرسة اللغات هنا، ويارب تكون بداية خير و ميحصلش حاجة زي إللي حصلت انهارده تاني! يالا أعتذر يا،
أردف بحرج وعيناه أرضًا، يُقسم أنه لم يرد فعل ذلك لكنه فقط فعلها من أجل أخيه…
نادر.
أعتذر يا نادر لزميلك، و كذلك الكل عشان ضحكوا.
ليعتذر الجميع ما عدًا تامر لكن لم تراه ألماس لذلك رُحم منها.
استرسلت قائلة: اتفضل ادخل، أنا عرفتكم بنفسي ممكن كل واحد يعرفني نفسه.
بدأ الجميع بتعريف ذاته حتى أتى الدور على ألماسة ورِفاقها: ألماسة آسر.
أحمد مالك محمد.
نادر عصام.
تامر الشمراني.
بعد مدة استغرقت حصة دراسية، اجتمعت ألماس رفقة الأربع أطفال لتهتف بعتاب لنادر المطأطأ الرأس وتامر اللامبالي: تامر لو سمحتم أنت ونادر أعتذروا لأحمد، مكنش ينفع خالص اللي عملتوه.
أعتذر تامر بندم ينهشه من الداخل فما كان عليه بالاستماع لأخيه أبدًا: آسف يا أحمد
حصل خير يا نادر
أردف أحمد بخفوت، حقًا لا يهتم لإعتذاره قدر ما يهتم لمعرفة الأسباب.
قاطع سيل أفكار أحمد، صوت تامر المتعجرف: مش هعتذر،.
ضحك أحمد بسخرية وخفوت وهو ينظر له بتهكم، بادرت ألماس تقول باستفهام: نعم؟!
مش هعتذر.
كان يضغط على الكلمات وهو يمد بكل حرف.
أثار حديثه غضب ألماس لتُردف محاولة تماسك أعصابها: والدك يكون عندي بكره.
أماء بذات الكبرياء والبرود وهو يسمع همس أخيه: خلاص يا تامر أعتذر.
نفى برأسه مما زاد غضب معلمته لتقل: أنت قليل الأدب، اتفضل بره.
نظر لها بعدم اهتمام وغادر ليعتذر نادر وهو يغادر.
خلاص يا أحمد روح أنتَ.
أماء بهدوء: تمام يا مس.
كاد يخرج برفقة ألماسة لتوقفها: استني يا ألماسة.
نظرت لها بدهشة تهمس بداخلها ما ذنبي أنا؟!
نظر أحمد لألماسة يقول: هستناكي بره يا لولي.
أماءت وهي تعود لمُعلمتها لتبادر سائلة: أنتِ تعرفي حد منهم من قبل كده؟
تامر ونادر ولاد صاحب بابا وأنا كنت في حضانة تانية لكن هما كانوا هنا.
أماءت بتفهم فهي قد رأت أحمد ونادر وتامر بالفعل في العام الماضي.
طب وأحمد؟!
لسه عرفاه انهارده.
أماءت ثم ابتسمت وهي ترى خوفها يتلاشى لتسألها هل خافت منها ببادية الأمر.
بعد حديث طال سألتها عن والدتها: ماما إسمها إيه يا لولتي؟!
لولتك! ماما مش عارفة بس هيَّ مش معانا.
ميته يعني؟
تؤ أو أه مش عارفة.
سيباكي من بدري.
آه بابي قالي أنها مش موجودة من بدري.
همهمت قائلة عايشة مع بابا بس؟
لأ ودادة فطيمة وشيري وسيفو ومهند وتيتا
شيري دى عمتك؟!
نفت مبررة: لأ دي م،.
قاطعها أحد المدرسين، ويُدعى أمير، وهو عاشق لألماس من تلك النظرة الأولة: مس ألماس، ممكن كلمة؟
خلاص روحي يا لولا أنتِ دلوقتي.
ماشي يا ميستي.
زعقتلك؟
سألها بلهفة لتبتسم مردفة:
لأ دي مس جميلة خالص.
أماء يقول: مش عارف بس شوية تزعق وشوية لاء.
أنهى حديثه بضحكة لتردف قائلة: مش مهم، المهم دلوقتي نص الحصة إللي ضاعت دي هنعوضها إزاي؟
مش لازم، بصي بقولك إيه أنا مليش في حوارات حضور الحصص دي أنا بحب أزوغ.
ضحكت بعدم فهم: تزوغ! يعني تهرب من الحصه صح؟!
ضحك ساخرًا وهو يهمهم سائلًا إياها: أنتِ هنا بفلوسك صح.
أماءت بعدم فهم لسؤاله ثم سألت: وأنتَ؟
بتحويشت العمر تقريبًا.
ضحك مسترسلًا مش هتفهمي، فكك
اا قشطة تعالَ نطلع الفصل بقى.
قالتها وهي تتحرك للأمام ليلحق بها قائلًا:
تمام يا قشطة.
أنهى حديثه بغمزة.
فور خروج تلك الطالبة بدأ زميلها بالحديث مرحبًا بها بعد أسبوع من الأجازة قبل بدأ الدراسة: أخبارك يا أنسة ألماس.
فور ما التقطت مسامعها تلك الكلمة أنسة دارت بها ساعة الزمن، ترسوا على ضفة ستة أعوام قد مضوا تقريبًا:
أنتَ عارف أنا فرحانة جدًا أن إحنا خلاص هنتجوز.
صمتت بعد شعلة الحماس تسأله مستفهمة:
سؤال، إحنا ليه كاتبين كتب الكتاب من زمان؟
ثانيًا أنا عايزة أصوت من الفرحة، خلاص هتجوز أنا وقمري.
صمتت تنظر له بدهشة من عدم حديثه لتردف بقلق: قمري، قمري، أنتَ مش بترد ليه يا أبا؟
طب أنتَ زعلان مني! ما ترد…
ضحك عليها بخفوت وهو يقول: إيه يا ألماس هتعيطي ولا إيه؟
أنتَ مش بترد عليّ وأكيد زعلان بس من أي، أنا ضايقتك؟
استمرت ضحكاته وهو يشاهد حيرتها تلك قائلًا: لاء مش زعلان بس بتفرج عليكي وأنتِ فرحانة ومجنونة، أكتر الوقت بتبقي خجولة يعني.
ابتسمت بخجل مبررة: دا أول ما كتبنا الكتاب عشان كنت ببقى مكسوفة، طيب رد إحنا ليه كتبنا كتب الكتاب بدري.
عشان…
تحدث وهو يقترب منها ويمد بالحديث وهي تعود للخلف بدهشة صارخة به:
إيه؟!
قاطعها بطبع قبلة على وجنتها وعودته للخلف بتريث يتمتع بملامحها الخجلة.
إيه ده؟!
هتفتها بعد مدة كي تستوعب ما حدث ليضحك قائلًا:
إيه فعل بريء.
والله؟!
أماء بابتسامة بريئة مصتنعة، ضربته بذراعه وهي تبتعد عنه خطوتان للخلف هاتفة: بريء ده خالك، إتلم أنا مش قايلالك متعملش كده تاني أكتر من مرة.
تقريبًا قولتي بس موعدكيش الصراحة.
أنهى حديثه ضاحكًا وهو يرى ملامح الحنق تتشكل على وجهها ليسترسل قائلًا:
وبعدين المرة دِى بريئة المرة الجاية…
ترك حديثه معلق لتصرخ به:
إيه؟! مفيش مرة جاية، وأبعد كده أنا ماشية.
أنهت حديثه وهي ترحل بعيدة عنه اتجاه السيارة الخاصة به.
خلاص استني، متبقيش قموصة، يا لولا، أنت يا بت!
كان يضحك وهو يلحق بها…
أفاقت من تلك الذكرى العابرة على ندهات ذلك المعلم الحانق وهو يقول: ألماس، أستاذة ألماس؟!
اا. نعم؟
هتف بحنق واضح: حضرتك معايا؟!
تحدثت بحرج معتذرة وهي تقول: آسفة، سرحت شوية.
نظر لها بضيق شديد ثم استأذن: عن اذنك.
قلبت عيناها بملل من مطاردتها له تنظر لخاتم أصبعها كيف لا يُرى؟!
هتفت بخفوت معقبة على رحيله:
أحسن.
رفعت نورسين يدها لصفح ذلك الدخيل والذي تجرأ ولمس يدها وهي تهتف صارخة: أنت اتجننت؟!
أحاط يدها بيده كل ذلك وهو صامت يتابع نظراتها المتألمة ويتتابع حديث يدور بينه وبين ذاته، عقلٌ يشير بالخطر والابتعاد وقلب من الواضح أنه سقط من أول نظرة.
أفاق على صوتها المتألم من قبضة يداه: سيبني يا غبي أنت!
اقترب منها هاتفًا بحدة وكأنها من أخطأت وليس هو: مين ده اللي غبي؟!
لا تعرف لما زارتها تلك الهواجس فجأة ولكن الألم يشترط أن يعيد ذكريات ماضي فات بكل المآسي على أيادي من المفترض أنها الحانية.
تسللت الذكريات لعقلها كما تسللت دمعة هاربة من عيناها…
نور، نورسين.
أتت من الداخل بخوفٍ مستقر بفؤادها لتردف بتوجس: نعم يا بابا؟
في عريس متقدملك…
قاطعته بضيق وهي تنوي الدخول: متقدملك عريس، أنا وافقت.
اشتد الحديث حتى انتهى كما اعتادت بنزع حزام البنطال وضربها…
كم تشعر بالآسى فقط لتذكرها بأن ما حدث كان من والدها، ذالك الأمان الزائف، أكثر من تكن له الكره والبغض هو والدها حقًا.
أفاقت من ذاكرتها على دمعاتها الخائنة فقد تعاهد ألا تهبط ثانية ولكن فور ما زارها شبح الماضي، بكت.
ركلته بقدمها وركضت للأسفل بعدما استطاعت الفرار ليهبط خلفها وهو يسبها بأبشع الألفاظ على فعلتها تلك.
قاطع تلك الأجواء دخول إحدى السيدات وكانت في كامل تأنقها وجمالها رغم سنها التي تجاوز الأربعين لكن ملامحها تمسكت بشبابها…
لوكا بتعمل أي هنا؟!
أردفتها بعدم فهم لتواجد وَلَدها هنا.
دارت نورسين بعيناها بينهما إن كانت السيدة حبيبة تعرفه فيا ويلتها، لكنه المخطأ فما ذنبها إذا؟!
ابتسم هو مقتربًا من حبيبة: كنت جايلك يا ماما.
زادت صدمتها وبدأت بإستيعاب ما فعلته في ابن مديرتها، لكن هو المخطىء فهو وقح.
مالك يا نورسين أنتِ كنتي بتعيطي يا حبيبتي؟!
قالتها حبيبة وهي تقترب من نورسين، نفت نورسين برأسها وهي تبادلها الابتسامة بأخرى، دومًا كانت حبيبة رفيقتها و والدتها.
أماءت لها حبيبة وهي تتجه لوَلدِها قائلة: هدومك عليها تراب يا مهند من إيه؟
شعرت نورسين ببعض من القلق فهي ركلته وآثر تلك الركلة واضح على ثيابه.
ألقى نظرة على ثيابه وعلى نورسين وابتسم حينما رأى القلق بعيونها.
انخفض ينظف ثيابه وهو يقول: مفيش يا ماما يمكن العربيات بره أو حاجة.
طب تعالى المكتب فوق.
لاء مكتب إيه! أنا ورايا شغل بس قولت أشوفك عشان الصبح نزلت قبلك، أنا همشي.
في رعاية الله.
اقترب من والدته يقبل رأسها ثم همس لها: إيه الحلويات إللي عندك دى يا بيبه؟!
حبيبة ضحكت وأردفت وهي تنكزه: اتلم.
ماشي، مؤقتًا،
ليضحك وهو يخرج لكن قبل خروجه غمز لنورسين.
فور خروجه بدأت بسبه بخفوت ولم تغفل عن التغزل به حتى حدثت ذاتها: اتلمي وكلي عيش يا نورسين.
كانت تتحرك نور بإحدى الطرقات هائمة بذكرياتها غير منتبها وهي تحدث ذاتها:
مالك يا نوري أنتِ أقوى من أي حد ومن أكفء الظباط مش شوية ماضي اللى هيدمروا حياتك برضوا، نوري فوقي.
نشأ حوار بين ثلاث أركان تكون جسدها منهم بين عقلٍ وقلبٍ اتفقا وأخيرًا وروحٍ أرادت التحرر…
اتفقا القلب والعقل قائلين: انتبهي نور، فالسيارات من اليمين واليسار كثيرة!
وأبت الروح الحياة توسوس لها: أقذفي ذاتك لننتهي من كل ذلك نور.
وخلال ثانية كانت نور أمام السيارة ولسوءِ حظها لم يقف صاحب السيارة بسبب صدمته…
ولأولِ مرة يتفق العقل والقلب ولكن الروح تأبى والماضي يطارد بطلتنا، فهل ستظل على قيد الحياة أم للقدر رأيٌ آخر؟!
هبط من سيارته واقترب منها وسط الحشد الكبير فأسرع بنقلها للسيارة كي ينقذ ما يمكن إنقاذه.
بداخل قصر الأسيوطي دخلت تجري صغيرة القصر وهي تهتف: بابا.
أتتها رئيسة الخدم بالقصر وتُدعى فطيمة تساعد بتربيتها منذ الصغر وبينهما علاقة وطيدة وكأنهما فتاة وجدتها.
هتفت فطيمة بابتسامة ودودة: مش هنا يا لولا.
دادة.
صرخت باسمها بسعادة وهي تركض لأحضانها.
حبيبتي يا لولا.
طبعت قبلة على وجنتها المنتفخة لتبتسم ألماسة بحب سائلة وعيناها تجوب الردهة: بابا فين؟
فوق في جناحه.
أماءت وهي تهبط كي تصعد لوالدها لكن قاطعها صوت شيري التي أتت لتو: ألماسة تعالي هنا متقفيش مع الخدم.
زفرت بملل وضيق منها وعي تتأفأف.
بطلي الحركة دي!
أنتِ مالك الله.
وتركت فطيمة تركض للأعلى تتبعها شيري بغضب.
تمتمت فطيمة بالدعاء لربها وهي تعود لمحلها: اللهم ألهمني الصبر على ما بليتني أنا والطفلة دي.
وبالطابق العلوي دخلت ألماسة جناح والدها المملكة الخاصة ب آسر الأسيوطي.
ركضت باتجاه الباب لتوقفها شيري قائلة: استني يا ألماسة.
أخرجت لها لسانها بغيظ قائلة: لأ.
وما كادت تصل لباب غرفة والدها حتى أمسكتها شيري صارخة بها: اسمعي يا بت أنتِ، أنتِ هتنزلي معايا أو تروحي الجناح بتاعك لكن أوضة باباكي لأ.
بت تبتك وبعدين أدخل المكان إللي أنا عايزاه أنا هنا سيدة القصر فاهمة؟!
أنا إللي سيدة القصر يا متخلفة أنتِ.
دفعتها بعيدًا هاتفة بوقاحة: متخلفة في عينك.
أنتهى صبر شيري عند تلك النقطة وفقدت جل أعصابها، ممسكة بها وهي ترفع يدها كي تصفعها، منعتها يدٍ غليظة لتدور برأسها ترى الفاعل!
خرج آسر بالوقت المناسب بعدما استمع لصوت مرتفع عند بابه ظنها ابنته تحاول فتح الباب ليصتدم بالواقع وبشيري التي كادت تصفع ابنته.
تحدث بعصبية وغضبٍ تملك منه ويداها ما زالت بين فكي يده: أنتِ اتجننتي إزاي تفكري، مجرد تفكير إنك تمدي إيدك عليها؟!
كانت تركتها من أول ما التقت عيناهما وهي ترتجف أثر صدمتها وفتح فاهها محاول التبرير: ها لا و الله دا هي إللي،.
التعليقات