اختى طمعت في قلبي بقلم ريناد يوسف
عمري ماكنت اتخيل إن اختي تطمع في قلبي وتقرر انها تاخده عشان تعيش هي وأموت انا.
النهارده كانت أصعب ليله مرت عليا من بعد مابلغتني بقرارها.. دموعي فيها موقفتش وطول الليل بسألها
انتي ازاي تاخدي القرار ده ازاي هونت عليكي ازاي تقرري تنهي حياتي بدم بارد حياتي اللي عشتها معاكي ثانيه بثانيه ماافترقناش ليه تتخلي عني فجاة كده وإيه اللي حصل فهميني هو السبب يابشرى مش كده
لا مش هو السبب وياريت متدخليهوش في اي حاجه بينا دا قراري انا ولو عايزه تعرفي اللي حصل.. فاللي حصل إني زهقت وتعبت من الوضع اللي احنا فيه دا يابشاير اللي حصل إن حياتنا ملهاش اي قيمة واحنا مفيش وحده فينا عارفه تعمل حاجه ولا تعيش حياتها بشكل طبيعي اللي حصل إني نفسي اعيش واتنفس وانام وأصحى من غير ماأحس إني ساحبه حمل ورايا نفسي ادخل الحمام بس لما انا اعوز نفسي استحمى في الوقت اللي أنا احبه ومقعدش وقت إضافي في الحمام وانا مجبره استناكي لغاية ماتخلصي نفسي ادخل المطبخ لما انا بس اللي أجوع.. نفسي انام على سريري واتقلب زي البني آدمين يمن وشمال نفسي مااضطرش في عز الشتا اخرج تحت المطر وانا بتعب وصدري مبيستحملش وبعيا.
ياااه يابشرى.. كل دا طلعتي بتعمليه ڠصب عنك طيب وليه نسيتي إني انا كمان بعمل معاكي كل ده.. بقوم للحمام في عز الشتا من غير مااكون عايزه ادخله وبستناكي تستحمي وبقف معاكي في المطبخ تجهزي رنجه وفسيخ وتقعدي تاكليهم وانتي عارفه إني مبطقش ريحتهم بس بستحمل عشانك..كم مره رحت معاكي البرج وطلعنا لاخر دور وانتي عارفه إني بخاف من المرتفعات
وكم مره نزلت معاكي البحر وانا عندي فوبيا من الميه وانتي عارفه.. كل دا نسيتيه وافتكرتي بس الحاجات اللي انتي مستحملاها عشاني
كنت مغصوبه وانا بعمل معاكي كده يابشرى ولا كنت اقدر اعترض ومحدش كان هيلومني ولا يتكلم بس انا كنت بستحمل واجى على نفسي عشانك.
خلاص يابشاير من النهاردة محدش هيستحمل ولا هيضحي عشان التاني وكل واحد هيعيش اللي مكتوبله.
أيوه بس انتي عارفه إنك لو اخدتي قلبي انا ھموت.
بصتلي پغضب وقالتلي
مسمهوش قلبك أسمه قلبنا بطلي انانية ومتتكلميش بصيغة الملكية دي مرة تانيه ومش ذنبي إن ربنا خلقك معيوبه ومش هتحمل قدرك معاكي
انا عايزه اعيش.. وهعيش مهما كان التمن فاهمة.. ودلوقتي بطلي نواح خليني اعرف اتخمد
يارب إمتا هخلص من القرف دا ياربي بس.
نامت وسابتني لقهرتي وۏجعي سابتني لصدمتي الكبيرة فيها وفقرارها المفاجئ وانانيتها اللي أول مره أشوفها منها.. نامت وغمضت عنيها ولا كانها حكمت عليا بالإعدام وحددت ميعاد مۏتي وكمان مش عايزاني اعاتبها.
خلوني احكيلكم حكايتي انا واختي من البداية.
إحنا بنتين تؤام امنا وابونا مخلفوش غيرنا بعد عشر مرات إجهاض بيتم في الشهر الخامس لأن الجنين بيكون فيه عيب خلقي..ودا بسبب انهم ولاد عم. ولذلك اأمي اول ما حملت بينا قررت انها مش هتكشف ومش عايزه تعرف حاجه عن حالتنا ولا هتنزل اللي فبطنها المرادي مهما كان وضعه.
وشاء القدر إننا نتولد بظروف خاصة وحالة نادرة.. إتولدنا تؤام ملتصق.. كل وحده فينا تكوين جسمها كامل لكن الإلتصاق كان في الجنب من عند منطقة الخصر لغاية تحت الدراع.. لكن كان فيه شيئ واحد فينا مشترك.. القلب.
ربنا سبحانه وتعالي خلقنا بقلب واحد.. وعشان هي الالتصاق بتاعها كان من ناحية الشمال فكانت الصمامات والأوعية
↚
والأوردة فمكانها الطبيعي وكله قوي وسليم.. أما أنا فكانت صمامات قلبي ضعيفة والقلب بيضخ عند أختي اكتر لأنه قلب واحد ومش قادر يغذي جسمين بنفس الكفاءة فكنت أنا الأضعف دايما..
لكننا اتكيفنا مع الوضع وعايشين بقالنا ٢٠ سنه طول السنين اللي فاتوا دول وإحنا واخدين حالتنا إنها حاجة ربنا مميزنا بيها عن غيرنا وبنمارس حياتنا بشكل طبيعي جدا وكل الأزمات كنا بنتخطاها سوا واحنا كتف بكتف وإيد في إيد.
صحيح كنا ساعات بنتمني لو إننا زي باقي البشر ومنفصلين بس نرجع ونقول دا قدرنا ودا نصيبنا.
لغاية مامن كام شهر تقريبا حصل اللي مكانش في الحسبان.. واحد زميلنا في الجامعه إبتدا يتقرب لينا وعرض علينا صداقته وإنه معجب جدا بالسلام النفسي اللي عندنا برغم كل السخرية والتنمر اللي بنتعرضلهم..
وقبلنا صداقته او خلينا نقول أخوته وبدأنا نتعود إن حد يدخل حياتنا اللي قافلينها علينا إحنا الاتنين.. كان إسمه حسن وبصراحة كان ونعم الأخ والصديق شال عننا مسئولية حاجات كتيره ومنع عننا أذي كبير وتنمر
وبقى هو اللي يدافع عننا فأي موقف ويشتريلنا من الكافتريا ونقعد نزاكر مع بعض.. وزي اي بنت في السن دا فطرتها بتتحكم فيها وبتكون مستعدة ومستنية أي عنصر رجالي يدخل حياتها وقلبها فورا يحول العلاقة لحب.. حبيته.. حبيت حسن واتعلقت بيه وبقى فارس احلامي اللي بيزورني كل يوم في المنام..
وعشان عارفه إن الحب مش من حقي كتمت مشاعرى فقلبي حتى عن اقرب الناس ليا.. عن اختي.
ويوم بعد يوم كان يزيد حبي لحسن ڠصب عني ومهما حاولت اعمل استوب لمشاعري دي مكنتش بعرف ولا بقدر.
لغاية ماجه اليوم اللي اختي صدمتني فيه اكبر صډمه.. يومها صحيت بالليل مخضوضه على صوت بكاها ولما سألتها فيه إيه زاد بكاها.. وبعد محاولات مني بصتلي وقالتلي
المفروض تكوني حاسه بيا وعارفه فيا إيه من غير مااقولك..المفروض تكوني حاسه بعذابي اللي كاتماه في قلبي.. انا للاسف حبيت يابشاير حبيت وانا عارفه إنه مينفعش بس ڠصب عني.
بلعت ريقي وتقريبا عرفت هي بتتكلم عن مين اصل مفيش غيره واحد بس فحياتنا.. ولما نطقت بشرى إسمه حسيت قلبي هيقف من الصدمة وهي قوام رفعت إيدها وحطتها علي القلب وهي بتتألم.
وبصتلي وقالتلي
↚
شفتي حسيتي بقلبي عمل إيه لما جبت سيرته.. شفتي الۏجع اللي حس بيه
سكت ومرديتش عليها ورجعت نمت وغمضت عنيا وسبتها تكمل بكا على حظها اللي خلاها لا تنفع تحب ولا حتي تتحب وبعد شوية مستحملتش وبكيت معاها أنا كمان على حظي اللي زي حظها وكانه مقسوم بالنص زي ماكل حاجه بينا مشتركه..
وهي فضلت تسكت فيا وكل تفكيرها إني ببكي عشانها وانا في الحقيقة كنت ببكى على حالي انا كمان.
طلع نهار تاني يوم وصحينا وبدانا نستعد عشان نروح الكلية وفي اليوم دا مفيش وحده فينا اتكلمت ولا كان لينا نفس حتى نتكلم و ماما إستغربت سكوتنا وهدوئنا الغير معتاد.
ورحنا الكلية وفي اليوم دا حصلت كارثه تانيه.. وكأنه يوم الكوارث العالمي.
دخلنا المحاضره على طول عشان وصلنا متأخرين وجاتني رسالة فتحتها لقيتها من حسن عالواتس ولقيته كاتب فيها إنه عايز يتكلم معايا ضروري بس مش عايز اختي تعرف
وعشان كده هيبعتلي ريكورد على الواتس وطلب إني احط السماعات فوداني وانا بسمعه.
بصراحة اتوترت وبقيت خاېفه وكل شويه أبص لبشرى لدرجة انها لاحظت وسألتني
مالك يابشاير مش على بعضك ليه
ها.. لا لا ابدا مفيش.
خلصت المحاضره وخرجنا واحنا ماشيين جاني إشعار على التليفون فطلعت الهاند فري
↚
من شنطتي ووصلته بالتليفون بلهفة وحطيتهم فودني وفتحت التليفون ودخلت على اول فويس فتحته ويادوب سمعت اول كلمة والهاند فري اتشد من ودني وبصيت لقيت بشرى بصالي بشك وحطت الهاند فري فودنها وابتدت تسمع معايا.. وسمعنا حسن بيقول
بشاير.. انا عارف إن اللي هقولهولك دا غريب وجايز تفتكريني مچنون بعد ماتسمعية.. بس انا عايز اعترفلك إني حبيتك.. ازاي وإمتا معرفش بس انا طول الوقت بفكر فيكي.. عارف إن ظروفك متسمحلكيش بجواز وإن حبي ليكي جنون وإني بخبط على باب المستحيل نفسه
بس دا اللي حصل وحسيت إن من حقك تعرفي مشاعري ناحيتك.
خلص الفويس وكان باعت غيره لكن بشرى رمت الهاند فري من ودنها وبصتلي بعتب ودموعها نزلت وكأنى انا المذنبه فى الموضوع جريت بكل سرعتها وحسيت إنها في اللحظه دي نفسها تبعد عني وتقعد لوحدها بس للأسف لما وقفت كنت انا جنبها برضوا.
حسيتها لأول مره كارهه حالتنا وقربنا
فضلت اهدي فيها وافهمها إني مليش ذنب وكده أو كده مكانش هينفع انها تتجوزه وإن ولا وحده فينا عمرها هتعرف ترتبط
فكرتها إننا مختلفين وفيه حاجات إتحرمنا منها بحكم ظروفنا والحب والارتباط والجواز والخلفه أول الحاجات دي..وكنت بقول الكلام لنفسي قبل منها..
مع ان اليوم دا المفروض إنه اسعد ايام عمري لكنه إتحول لكابوس اتمنيت ينتهي وانا باقي اليوم مسحوبه پعنف ورا بشرى اللي كانها بتعاقبني وتتعمد إنها تدخلنى فأي حاجه وتخليني اتخبط فيها وفيه اليوم دا حكمت عليا اقف معاها في البلكونه طول الليل لغاية مابكيت من ۏجع رجلي واعتذرتلها ألف مره على ذنب معملتوش
وفي النهاية لما لقتني حطيت دماغي علي سور البلكونه بتعب شدتني للأوضه وأخيرا وصلت للسرير ونمت عليه وفورا عيني راحت في النوم من تعب اليوم العصيب اللي مرينا بيه
وصحيت الصبح على صوت بكا بشړي وفتحت عيوني لقيتها حاضناني بدراعها وپتبكي وتقولي
سامحيني ارجوكي.
مكنتش فاهمة اسامحها على إيه لغاية مافاجأتني وفاجأة الكل اننا لازم نعمل العملية واللي ټموت فينا ټموت وطبعا معروفه مين اللي ھتموت..
اختي طمعت فقلبي ٢
بشاير
صحينا تاني يوم انا وبشرى او خلينا نقول قمنا من السرير لاني لا انا ولا هي جالنا نوم.. كنت طول الليل ببكي وهي ولا هاممها وساعة لما زهقت من كلامي قالتلي بزعيق
↚
اسكتي بقي يابشاير كفايه صدعتيني بتبكى على إيه وهي يعني العيشه العيشينها دي ليها اي لزمه انتي المفروض تكوني فرحانه لإن المۏت اهون منها بكتيير بس انتي اللي طول عمرك خوافه.
كلامها خلاني زدت فى البكا وهي اخر مازهقت جابت قطن وحطته فودانها عشان متسمعنيش.
جهزنا ونزلنا على جامعتنا وفي اليوم دا فضلت ابص لحسن كتير بحسره وحزن وقد إيه اتمنيت لو كنا اتقابلنا في ظروف احسن من كده.. وهو طبعا طول الوقت باصصلي ومتاخد من شكل عيوني الوارمين من البكا وشكلي المجهد وسألني مية مره مالي وانا كنت بكتفي بدموعى تشرحله حالي وهو كل مايشوف دموعي يتجنن اكتر.
كان يوم طويل جدا من الۏجع والحيره حسيته مبينتهيش.
رجعنا البيت واحنا في الطريق بشړي بصتلي وقالتلي
احنا هنروح للدكتور النهارده لأن فيه كشف هيتم وفحوصات هتتعمل اعملي حسابك.
بصيتلها ومردتش عليها
ورحنا المستشفى عالميعاد كشفنا وعملنا كل التحاليل اللازمه والدكتور وحط إسمنا في المستشفى على قايمة التبرع بالقلب من اي حد يكون عامل حاډثه وتنطبق على قلبه نفس المواصفات اللي احنا محتاجينها.
وإبتدت تعدي الايام بطيئه وانا بنتظر لغاية ماجه اليوم الموعود وبلغنا الدكتور بانه لقى القلب..
حاله من الخۏف سيطرت علينا
↚
كلنا انا وأمي وحتى بابا اللي كان في غربه وماما خاڤت عليه جدا لما عرف الخبر واټجنن من الخۏف علينا وحاول زي ماما إنه يأثر على قرار بشړي لكن قدام تصميمها كلنا خضعنا واستسلمنا أصلنا كلنا عارفين إن القرار دا بالذات ميخصش حد غيري انا وهي ومادام وحده فينا اخدت القرار مش من حق التانيه تعترض ولازم تستسلم للأمر الواقع.
بابا كان دايما يكلم أمي من ساعة ماعرف وفآخر اتصال بينهم سمعناها بتقوله وهي پتبكي
انا خاېفه عالبنات قوي يامحمد وخاېفه على بشاير بالذات.. البنت
من ساعة ما اتحدد ميعاد العمليه ومع كل ساعه بتعدي باشوف خۏفها يزيد اكتر اكلها قل خالص في الفتره الاخيره نومها تقريبا انعدم پتبكي ليل نهار.. وساكته طول الوقت.
ودايما تبص لبشرى بنظرة لوم وعتب وتبصلي انا كمان وتقولي بعيونها اتصرفي واتدخلي وامنعيها.. وانا اعمل نفسي مش شايفاها ولا منتبهالها مع ان نظراتها دي كانت بتقطعني.
كنا سامعينها احنا الاتنين وانا دموعي نازله وبشرى جامده زي الحجر وبسبب قهرتي القلب اللي جوانا كان دايما مقبوض ودقاته غير منتظمه وموترني اكتر ..
بس استحملت وحطيت إيدي عالقلب وهمست
معلش هانت وهينزاح حمل من عليك وتركز على وحده بس بمشاعرها وتبطل حيره مابين شويه حزين وشويه فرحان.
أما حسن فكان طول الفتره دي يتعذب معانا بعد ماعرف اللي هنعمله وحتي هو نظراته لبشرى بقت كلها لوم وعتاب وكره.. كره لأني فنظره مجرمه وهموتله حبيبته.
بشرى
خلاص العمليه بيفصلنا عنها ساعتين وفطريقنا للمستشفي والتوتر اخر حاجه والجو متكهرب..ولما وصلنا المستشفى وقعدنا في الاوضه عشان نستعد امي بصت لبشاير اللي كانت بتترعش وحضنتها وقالتلي
ضميرك مرتاح كده يابشرى مرتاحه وانتي واخده اختك عالموت ومن خۏفها ھتموت حالا قبل ماتدخل العمليه اصلا
بصيتلها وسكت لكن ردت عليها بشاير وقالتلها
سيبيها ياماما دا نصيب وقدر وكل واحد قدره مكتوب هو قرارها بس سبب في إن القدر يتحقق وربنا لطيف رحيم وعارف هو بيعمل إيه وله حكمة.. وانا راضيه بكل اللي كاتبوهولي.
بعدت ماما عن بشاير وخرجت بره الأوضه لانها متحملتش حالتها وانا مسكت تليفوني ولغيت رمزه وابتديت اكتب على مذكراتي.. وفنفس الوقت بشاير هي كمان مسكت تليفونها وابتدت تكتب عليه
↚
كانت بتكتب ودموعها نازله وحتى انا كمان دمعت وانا بقرا اللي هي بتكتبه بس كنت بحاول اداري دموعي وخصوصا لما كتبت
افتكروني من وقت للتاني متنسونيش انا بحبكم اوي وخصوصا بشرى اللي قضيت معاها اسعد اوقاتي.. متنسونيش بالله عليكم.
خلصنا وقفلنا تليفوناتنا
ودخلنا العمليات وسبنا ماما مڼهاره وبابا كان فاتح الكاميرا وبيقوينا وهو ياعيني بيحاول يتماسك عشان منخافش..
وحسن كمان جه.. كان واقف بعيد وعيونه محپوسه فيها الدموع وهو بيبص لبشاير وانا كنت كمان كنت مانعه نفسي من البكا بالعافيه وانا ببصله وإبتسمت وقولتلهم فسري
خلاص هانت كلها ساعات.
دخلنا واتخدرنا وسمينا الله قبل مانغمض عنينا وبعد ساعات..
الأم
خرجوا البنات بعد ساعات طويله قضيتهم وانا بمۏت في كل ثانيه فيهم وادعي ربنا يخرجهملي بالسلامه ومايوجعش قلبي عليهم.. بصراحه كنت زعلانه قوي من بشرى بس فنفس الوقت دا حقها ومقدرتش اضغط عليها عشان تتنازل عنه.. وخصوصا انها ضحت بأختها عشان تعيش وهي متأكده إن اختها مش هتستحمل الزرع لا صحتها ولا صمامات قلبها هتستحمل.
والمفاجأة اللي صدمتنى هي كلام الدكتور وهو بيبلغني إن حالة بشاير مستقره وحالة بشرى هي اللي خطړ وبعدين لما فهمني اللي حصل فضلت ساكته مش عارفه انطق ولا اتكلم.
بشاير
فتحت عنيا وانا حاسه بإحساس غريب عليا.. بصيت جنبي ملقتهاش
↚
مديت دراعي أحسس على مكانها الفاضي على يميني وانا حاسه إن حاجه ناقصاني دورت عليها فكل الأوضه ملقتهاش بصيت لأمي القاعده جنبي وسألتها
ماما هي بشړي فين
ردت عليا امي وهي بتمسح فدموعها
بشرى في العنايه المركزه يابشاير لسه معدتش مرحلة الخطړ والدكاتره حاطينها تحت الملاحظه.
إستغربت من كلامها جدا لان المفروض انا اللي اكون في الحاله دي مش هي فسالتها بإستغراب اكبر
ليه ياماما هي اللي في العنايه مش أنا
عشان سابتلك القلب وقالت للدكتور يزرعلها هي القلب الجديد يابشاير هي عارفه إنك مش هتتحملي الزراعه وعشان كده قررت إنها تخاطر هي بحياتها وتضمنلك حياتك.
اټصدمت من كلام أمي وحسيت بۏجع فقلبي جامد.. رفعت إيدي وحطيتها على صدري فوقه وانا پتألم فقربت مني أمي وباست دماغي وقالتلي
حمدالله على سلامتك متفكريش في اي حاجه دلوقتي غير انك بخير.
انا رايحه اطمن من الدكاتره على حالة بشرى..
عدو ساعات النهار علينا بصعوبه الساعات الفارقه اللي بيحددوا إذا كان جسم بشرى هيقبل القلب الجديد ولا هيلفظه.. وجالنا الدكتور آخر الليل ووشه ميتفسرش وبص لأمي وقالها
يامدام طبعا انتي عارفه أن العملية فيها مخاطره كبيره من قبل ماتتعمل ومضيتوا على كده وانا عارف انك ست مؤمنه بقضاء الله وقدره وبكل اسى ببلغك إن جسم بنتك مقبلش القلب الجديد.. البقاء لله شدي حيلك وربنا يباركلك في اختها.
خلص كلامه ومشي وانا صړخت من الصدمه وأمي وقعت مغمي عليها صوت ابويا وهو پيصرخ ويبكي كان بيزلزل المكان قلبي وجعني لدرجة اني حسيته هيقف..
إسودت الدنيا فوشي ومبقتش مصدقه.. ولغاية ماراحت امي مع قرايبي ډفنوها ورجعوا من غيرها وانا مش مصدقه كنت داخله العمليه وانا متأكده إن انا اللي ھموت بس مخطرش علي بالي لثانيه وحده إن المۏت هياخدها هي بدالي وإلا كنت منعتها بكل قوتي.
الأم
مۏت بشاير قطم ضهري وضهر ابوها وخصوصا بعد ماعرفنا السبب اللي قررت عشانه تنهي حياتها.. وقرينا الرساله اللي كانت سايباها علي تليفونها واللي من بعدها اتبدل حال بشاير نهائي واللي كان مضمونها
بشاير.. اختي وحبيبتي ونصي التاني وبنتي
على الاغلب لو ماسكه التليفون وبتقري رسالتي هكون أنا مېته.. انا أسفه ليكي ياحبيبتي علي كل لحظة خوف عشتيها بسببي وأسفه على كل شعور سيئ حسيتي بيه بسببي بس كان لازم اتصرف كده عشان اجبرك علي العملية لاني واثقه مليون في الميه انك مش هتوافقي..
↚
كان لازم وحده فينا تعيش الحياة بشكل طبيعي وانا قررت إن الوحده تكون انتي.. انتي فيه إنسان بيحبك واللي يحب حد وهو في الظروف دي هيفضل يحبه لآخر العمر وانا دا الحب اللي بتمناهولك.. انا منكرش اني حبيت حسن بس بحبك انتي اكتر.. بحبك حتى اكتر من نفسي.. إتجوزي حسن يابشاير وانبسطي وعيشي.. إجري تحت المطر اللي بتحبيه وإتقلبي في السرير لفي ودوري حوالين نفسك زي الفراشه من غير ماتحسي بإنك متكتفه ومربوطه فحاجه دلوقتي مش هتضطري تعملي حاجه بتكرهيها ولا تستحملي حاجه مبتحبيهاش..
هتعيشي الحريه اللي طول عمرنا بنحلم بيها.. سامحيني وافتكريني بالخير وانا مسامحاكي.. بلغي ماما وبابا محبتي وقوليلهم هنتقابل في الجنه بإذن الله لو كنا من أهلها.. ولما تخلفي إنتي وحسن بنت سموها بشرى على إسمي عشان متنسونيش.
وبمجرد مابشاير خلصت قراية الرساله اڼهارت وبقت تصرخ بإسم اختها بأعلي صوتها لدرجة ان الدكاتره ادوها منوم من خوفهم على العمليه وعلى قلبها..
وعدت الأيام وخرجت بشاير من المستشفى وحسيتها دخلتها بروح طلعت منها إنسانه من غير روح..
كنت طول
الوقت سانداها بس بحسها بتدور على بشرى وحتي مش عارفه تتأقلم على حياتها من بعدها..
بشاير
ابتديت اقوم وأتحرك لوحدي وانا حاسه اني خفيفه ومش متزنه وأي نسمة هوا ممكن توقعني.. عرفت اتقلب في فرشتي وانام لأول مره على جنبي بس للأسف مكنتش مرتاحه ابدا.. حاسه طول الوقت إن جسمي غايبه منه حته ومش عارفه اعيش من غيرها.
حسن كانت سعادته متتوصفش وهو شايفني قدامه عايشه ومن بعد العملية صحتي اتحسنت كتير لكن للأسف مۏت بشرى بني جوا قلبي حيطه من ناحيته لاني حسيت ان هو السبب في مۏتها.. ابتديت أبعد عنه وعن كل الناس واعيش في قوقعتي مع نفسي وذكرياتي مع اختي.. عاهدت نفسي إني مش هعمل اي حاجه اختي ماټت وهي محرومة منها وادتني انا الفرصة عشان اعيشها بدالها.. كل الحاجات اللي كنت بحب اعملها وكانت هي بتدايق منها كرهتها وبالذات فصل الشتا والمطر.. قررت إني هكمل حياتي وحيده لغاية مااروحلها وتبقي هي حبيبتي ورفيقتي الوحيده زي ماكنا طول عمرنا.. احنا ربنا خلقنا كده لحكمة هو بس اللي يعرفها وكان لازم نرضى ونعيش الحياة زي ماجينالها احنا جينا للدنيا دي مميزين وأكيد لما نرضى بنصيبنا هنكون عند ربنا مميزين بصبرنا ورضانا وقناعتنا بإن كل اللي يجيبه ربنا لينا خير.. عشان رب الخير لا ياتي إلا بالخير.
تمت
التعليقات