نعم!!!!، أنتي اتجننتي يا مرات ابويا
عايزانى انا اتجوز دا !!!
بقا انا نادرة بنت الحج موسى علي سنة و رمح تتجوز حته صياد الصبح و ميكانيكي اخر النهار ليه ان شاء الله بايرة و لا بايرة
دا انا عندي أموت و لا اتجوزه……..
جليلة بسخرية و حب :
يا اختي اللي يشوفك يقول ان في حد عجبك و لا في حد بيفضل معاكي بلسانك اللي عايز قاطعه دا يا بت ما تبطلي النفخة الكدابة دي، دا مفيش عريس اتقدملك الا و مشي من هنا و هو ناقص يولع في نفسه
و بعدين تعالي هنا يا بت، هو انتي تطولي تتجوز حسن أبو علي دا نص رجالة الحي يتمنوه لبناتهم هو فيه زيه و لا فيه في جدعنته و رجولته مع الكل
و يااختي مالهم الصيادين ابوكي نفسه كان صياد و اشتغل لحد ما كبر و عمل اسمه.
ردت نادرة بغضب و عناد :
=برضو مش هتجوزه و اللي يحصل يحصل، انتي عايزة بنات الحتة يقولوا راحت في الاخر اتجوزت الكحيان دا و بعدين دا بيخوف يامرات ابويا
و بعدين لو انتي عجبك اوي كدا جوزيه للبت بنتك هي أولى مني بيه.
جليلة قعدت جانبها على الكنبة و نادرة بتبص للبحر من البلكونه و مربعه ايديها ادامها
=بصي يا نادرة يا حبيبتي انتي عارفة اني بحبك زي بنتي و أنا عمري ما فكرت فيك أنك بنت ضرتي يعلم ربنا اني بتمنالك الخير
حسن جدع و راجل من ضهر راجل
و هو لو بيشتغل كذا شغلانه فدا علشان هو متربي بجد و مش عايز في يوم يتذل علشان القرش
الجدع دا بالذات لو لفيتي العالم كله مش هتلقي في جدعنته فكري فيها يا حبيبتي.
و بطلي عناد علشان ابوكي من ساعة ماطفشتي العريس الاخير و هو مستحلفلك انتي فاهمة
حسن هيجي بليل….
نادرة بغيظ:مش هتجوزه يعني مش هتجوزه
مش بعد ما رفضت دكاترة و مهندسين اتجوز حتة ميكانيكي….
جليلة بغيظ منها :و الله الكلام معاكي حرام يا بت، قومي قامت قيامتك، دا الميكانيكي دا بنات الحي كلهم يتمنوله الرضا بس نقول ايه بقا نصيبه المهبب انه طلب ايدك انتي
شهقت نادرة بغيظ و حدة:
=نعم! هو يطول اصلا
جليلة بخبث:نادرة اوعي يا بت تكوني شايفاك شوفة كدا و لا كدا تبقى سنتك زفت انا بقولك اهوه ابوكي مستحلفلك فعقلي كدا
نادرة بصتلها بتوتر و ردت:
=شوفة ايه بس يا مرات ابويا انتي بس بيتهيألك كل دا عشان سي حسن بتاعك.
جليلة :على الله يكون دا السبب، انا هدخل اشوف البت زوبا جهزت العشا ولا لاء ابوكي زمانه على وصول
نادرة:ياريت برضو يا مرات ابويا قومي.
===================
في ورشة ميكانيكة بسيطة على أول الحي
كان حسن تحت العربية بيصلح فيها عطل، دخل الورشة عامر صاحبه
عامر :حسن يا صياد جد الكلام اللي سمعته دا؟
خرج من تحت العربية و رد بجدية:
سمعت ايه يا شئي سمعني؟
=انت طلبت ايد نادرة بنت الحج موسي.
حسن قام و حط العدة على جنب و رد بجدية:
=و دا يزعلك في حاجة؟
عامر :
=يزعلني في حاجة؟ انت بتهزر يا ابو علي؟! بقا انت عايز تتجوز البت ام لسانين دي زي القطط، بس الشهادة لله بتيجي عندك و تبقى عاملة زي الكتكوت المبلول
حسن بجدية :
= نادرة!! لا دا موضوع طويل عايز قاعدة طويلة و أنا مش فاضي ورايا شغل كتير في الورشة و بليل لازم اطلع على السويس عايزين نشتري شوية حاجات لزوم الورشة
حسن بحدة: مينفعش لازم أنا اللي اروح لان البضاعة اللي عايزينها بمبلغ كبير و فيها تحويشة سنتين و نص الطريق مش امان، أنا هطلع على السويس اجيب الحاجة و على بكرا بليل هاجي انت عارف انا لسه بشطب الشقة بتاعتي و يادوب الفلوس اللي كانت معايا جهزت بيها ليلى اختي و الحمد لله اتجوزت
يعني لازم الم قرشي.
عامر بحب:متقلقش يا خويا ان شاء الله خير و بعدين ايه الجمال دا، و الله احلي عريس في الدنيا كلها
حسن ابتسم بسخرية :يا اخويا انت و الله ما فاهم حاجة
عامر : و الله أنت اختارت الغالية فتقل جيبك يا شق الشقاوة.
حسن :سيبها على الله
↚
نادرة بتوسل و خوف:يا بابا انا مش عايزاه اتجوزه، أنا اتجوز دا !!!!
ابوس ايدك يا أبا بلاش الموضوع دا و انا هن
قاطعها موسى بغضب و حدة:
=مش عايزه اسمع و لا كلمة، أنا أديت للجدع كلمة و خلاص خلص الكلام يا بنت سنية
و بعدين ايه؟! دلوقتي العرسان اللي اتقدمولك بقوا زي العسل و لا انتي فاكرة اني هسيبك تلعبي بينا زي الشوخشيخه كدا و كل يوم و التاني تتطفشي عريس لحد ما الناس بدوا يتكلموا عليك.
نادرة بغضب و تهور:
=هو الجواز بالعافية و بعدين مين سي حسن دا علشان انا أرضا بيه؟! دا حته ميكانيكي لا راح و لا جيه….
موسى بحدة :
=عال اوي يا نادرة بتعلي صوتك عليا لا بجد يا فرحة قلبي بيكي لا عرفت تربى يا موسى و بنتك كبرت و بقيت عامله زي الطور الهايج… بس لا يا مش هتمشي كلمتك عليا..
و خالي في علمك لو عملتي اي مصيبة زي كل مرة مش هرحمك من تحت ايدي يا نادرة فاهمة.
نادرة بغيظ حاولت تدارية:بس يا بابا أنا مبحبوش و بعدين دا و لا الطور الهايج بيمشي يضرب في الخلق كأنه فتوة
و الصراحة لما بشوفه صدفة في اي مكان ببقى عايزة اهرب ازاي اتجوزه
موسى بحنان:
=انتي متعرفيش حسن يا نادرة، حسن ابن حلال و راجل بجد، وياله بقا ادخلي اجهزي حسن و أمه هيجوا بعد العشا.
نادرة عضت على شفايفها بغضب و غيظ :
=حاضر يا بابا اللي تشوفه
موسى بتحذير:
=و أياكي يا نادرة، اياكي تعملي اي مصيبة فاهمة؟
نادرة:حاضر حاضر. همست لنفسها بغيظ :اصبر عليا يا حسن بقا انا اتجوزك انت.
دخلت اوضتها و رزعت الباب وراها بغضب لدرجة ان اختها اتفزعت و بصتلها بضيق:
مرجاَنه=انتي يا بنتي داخله زريبة بتقفلي الباب كدا ليه ما براحة يا ماما يا يطقلك عرق.
نادرة بغيظ:بقولك ايه انا مش ناقصة نفسي
قعدت على السرير و ربعت رجليها و هي بتفكر هتخلص منه ازاي.
مرجانة بخبث:نادرة… انتي… بت
نادرة بصوت عالي وعصبية:نعم.. ايوة.. عايزة ايه؟
مرجانه بخبث:مالك يا حبيبتي ايه اللي مضايقك؟ و لا يكونش بابا فرسك بالعريس، اتبطي بقا يا اختي
نادرة بضيق:بت متعصبنيش احسن والله هجيبك من شعرك و امسح بيكي بلاط الشقة.
مرجانة: تصدقي أنك هبلة يا نادرة، اه والله هبلة بقا في واحدة يتقدملها واحد مز زي حسن الصياد و تبقى مكشرة كدا يا بت دا قمر و الله قمر، مشيته و هيبته و كلامه الموزون شهم و ابن بلد
و اهو مفيهوش الحجج الفطسانة اللي بتطلعيها في العرسان اللي بتطفشيهم
يعني لا بتاع امه و لا متدلع و ملزق و قمر يا بت تصدقي و الله العظيم انتي فقر اه و الله
هتفضل كدا طول عمرك و الله حرام فيك الجمال دا كله، يا بت فكري في الجواز و اتدلع مع حد ابن حلال و يصونك انا اكبر منك و عارفة
نادرة بدلال و هي بتضفر شعرها : و مين قالك اني مش عايزة اعيش حياة مع حد يحبني،
بس مش يوم ما أقع، أقع مع واحد زي دا واحد هيفضل طول عمره فقير و كحيان يا بت انا عايزة اعيش برا الحي دا
في مكان تاني و اشوف الدنيا مع حد تاني، حد يبقى فاهم ان الحياة مش كلها التزامات و ضغط.
عايزه اكون ملكة يا بت مش خدامة ليه هو و أمه.
مرجانه بيأس :يا خوفي منك و من دماغك يا نادرة يا بنت ابويا، خايفة يجي اليوم اللي تندمي فيه، عيشي عيشة اهلك و بعدين انتي تعرفي حسن منين،
دا جدع مرضاش لاخته البهدلة هيقوم يبهدلك انتي يا بنت الناس.
على العموم دوريها في دماغك و أن شاء الله هيحليها الحلال، قومي بس دلوقتي ظبطي نفسك بلاش يا نادرة تعملي مشاكل انتي مش ناقصة ياله انا لازم امشي دلوقتي
نادرة :تمشي ايه انتي هتسبيني لوحدي لا لا دا انا قلت انتي موجوده معايا، مرجانة خليكي معايا انا مش هعرف اقعد معه لوحدي و الله ما هعرف خليكي معايا.
مرجانة بقلة حيلة:معليش يا نادرة مش هقدر العيال في البيت لوحدهم و بعدين متخافيش كدا ماما هتكون معاكي
___________________________
في نفس الحي في بيت بسيط جدا
وصل حسن الصياد أدام البيت، ركن الموتوسيكل بتاعه جانب البيت و دخل.
أبتسم بحب و هو بيفتح باب الشقة
ندى على والدته و هو بيحط المفاتيح على التربيزة اللي جانب الباب.
حسن بود: يا أم حسن فينك يا ست الكل؟
خرجت دعاء من المطبخ و ابتسمت بحب :
=أنا هنا يا حبيبي.
حسن ابتسم و راح ناحيتها لكن باين عليه الضيق:
=ممكن اعرف ليه قومتي من فرشتك يا أمي ، الدكتور قال لازم راحة.
دعاء بحب:
=يا حبيبي انا بخير الحمد لله أنت عارف اني مبحبش كلام الدكاترة دا. و بعدين كنت بجهز لك العشاء اما بقا عملتلك طاجن بامية هتاكل صوابعك وراه.
حسن مال عليها و بأس راسها :
=تسلم ايديك يا غالية بس برضو مكنش ينفع تقومي و بعدين أنا روحت فين يعني علشان تتعبي نفسك.
دعاء اتنهدت براحة و هي بتمرر ايديها على وجنته بحب:
=روح يا ابنى ربنا يديك على اد نيتك الحلوة و يسعدك يارب و تفرحني بيك يا حسن نفسي اشيل عيالك.
حسن :سبيها على الله، و ياله اقعدي بقا استريحي و انا هدخل اشوف الدنيا جوا و هكمل.
دعاء بسرعة:يا حبيبي أنت جاي من شغلك تعبان و بعدين هما طبقين هغسلهم و الأكل خمسة و يجهز.
حسن ابتسم و مسك ايديها و خرجوا للبلكونة اللي بتطل على البحر :
=أنتي تقعدي هنا معززة مكرمة و انا هدخل اعمل شغل المطبخ، ياله بقا ريحي قلبي
دعاء بحب ممزوج بخبث :
=ربنا يريح قلبك يا ابو علي، طب اقعد يا حبيبي عايزاك في كلمه.
حسن :وادي قاعدة اتفضلي.
دعاء بخبث:نادرة!!
حسن باستغراب و شك:مالها يعني؟
دعاء بمكر:من الاخر كدا البت عجباك، بصراحة البت قمر اربعتاشر و جدعة بس لسانها طويل حبتين، قولي عجباك؟
حسن بص لأمه بشك و استغراب :
عايزاة توصلي لايه يا امي؟ و بعدين احنا المفروض نكون عند الحج موسى كمان ساعة و نص يعني يادوب ادخل اشوف هعمل ايه و اخد دش على السريع.
دعاء بخبث: ولا يا ابو علي متلفش و تدور عليا، البت لو مش عجباك ليه هتطلب ايديها.
حسن بجدية :سبيها على الله يا أمي و بعدين هو أنت شفتيهم وافقوا عليا.
مصمصت دعاء شفتيها :
هما هيلقوا زيك فين يا ابني و بعدين دا أنت مية من تتمناك
و أنا عندي احساس بيقول انهم هيوافقوا الحج موسى بيحبك زي ابنه.
حسن بابتسامة و هو داخل المطبخ
:كله على الله صحيح أنا هطلع بليل على السويس في بضاعة هنشتريها و أن شاء الله هيجي من وراها خير ادعيلي انتي بس.
دعاء بحب:دعيالك يا ابني والله دعيالك في كل فرض، ربنا يسعدك يا ابني يارب و تنول بنت الحلال اللي تريح قلبك يارب
بعد ساعة الا ربع
خرج من المطبخ بعد ما جهز كل حاجة، كان حاسس بتعب
لانه بيخرج من الفجر للشغل في البحر في صيد السمك مع الصيادين
و يرجع الساعة واحدة يروح ورشة الميكانيكية بتاعته.
حسن لنفسه:اصبر يا ابو علي الرزق كتير بس للي يصبر.
=يا أم حسن الاكل جهز ياله علشان نتعشى سوا.
دعاء دخلت و لقيته جهز السفرة، شد الكرسي ليها و ابتسم بخفة
=ياله
بعد مرور وقت
كان واقف أدام المرايه في اوضته لكن وسيم، وسيم جدا، لابس قميص كحلي و بنطلون جينز اسود.
حط ايديه في جيبه و افتكر نادرة و طريقتها و لسانها الطويل اللي بيسمع عنه لكن حقيقي لسه مسمعوش يمكن لأنها بتقصد تمشي من اي مكان هو فيه
نادرة أسمها جميل و مميزة هي فعلا نادرة تركيبة من الشقاوة و الدلع.
غمض عينيه بغضب و هو بيقعد على الكرسي في نفس الوقت دخلت والدته و هي بتبخر الأوضة :
=بسم الله الرحمن الرحيم، ربنا يحفظك يا ابني من كل عين تشوفك و لا تصليش على النبي
حسن بهدوء:عليه أفضل الصلاة والسلام، جهزتي يا أمي؟
دعاء :اه يا حبيبي.
حسن :على بركة الله ياله بينا علشان منتاخرش عليهم.
=========================
في بيت الحج موسي
نادرة كانت قاعدة على السرير و هي بتتكلم في الموبيل بصوت واطي :
=انتى اتهبلتي يا نغم و لا عقلك ضرب بقولك قال ايه عايزني أوافق اتجوز حسن الصياد و أنا مش عارفه هخلع من ابويا ازاي، دا كأنه ماصدق انه يخلص منك
نغم بضحك:و الله عنده حق يا بت هو انتي مش ملاحظة ان لسانك بقا متبري منك لا صحيح هتلاحظي ازاي ما انتي كدا من زمان بس انتي هبلة بقا في واحدة عاقلة ترفض حسن و الله تبقى عبيطة يا نادرة الجدع زي القمر يا اختي ياريته طلب ايدي انا كان زماني موافقة دلوقتي حالا.
نادرة بغيظ:تصدقي انك بني ادامك ساقعه، يا نغم مش بحبه مش بحبه يا ناس، و بعدين أنا بسمع انه مفتري مشفتيش ازاي ضرب فريد…..
نغم بحدة :آه قوليلي بقا دا الموضوع فيه فريد ابن البهوات، بت يا نادرة اوعى يكون في حاجة بينكم.
نادرة بابتسامة :مفيش غير كل خير و بعدين فريد جدع مالو هدومه كدا و مز في نفسه
و بعدين أنا من ساعة الخناقة اللي حصلت لما حسن ضر’ب فريد في المينا و انا مش طايقه
نغم بجدية و تحذير
:انتي اتهبلتي صح؟ نادرة فوقي يا ماما فريد دا مدلع و بتاع بنات و لو قال لواحدة كلمتين حلوين يبقى عايز منها حاجة و أنتي يا حبيبتي اكيد مجتيش معه سكه فقال يلعب عليك
فعقلي كدا و بعدين حسن لا يمكن يضر’ب فريد الا لما يكون عمل مصيبة اسمعي مني أنا
نادرة : لا بقولك إيه أنا أصلا مش طايقة اسمع أسمه فسكتي أحسن
نعم بغيظ:طب يارب يارب يا نادرة تتجوزيه علشان يعلمك الأدب و أن الله حق و بكرا الايام تدور و تعرفي سي فريد على حقيقته سلام
نادرة بغيظ :سلام يا بومة و برضو مش هتجوزه..يا انا يا انت يا حسن
↚
حسن وصل بيت الحج موسى مع والدته اللي كانت مبتسمة و فرحانه له و بتدعي أن ربنا يتممله على خير
لأنها أكتر واحدة عارفة أن إبنها راجل بجد و تعب في حياته
يستاهل واحدة بنت اصول تحبه و تكمل معه حياتها.
الحج موسى خرج و سلم عليه
= :اتفضل يا حسن، اتفضلي يا حجة.
جليلة بترحيب:
=اهلا وسهلا، ازايك يا أم حسن؟
دعاء بود :
=بخير يا حبيبتي و أنتي أخبارك ايه و اخبار مرجانة ايه وحشتني و الله…
جليلة بطيبة: بخير الحمد لله، اتفضلوا يا جماعة مش هنتكلم على الباب
حسن اتنحنح بنبرة عالية و هو بيدخل مع الحج موسى
جليلة :تعبت نفسك ليه يا على، مالوش لزوم يا ابني.
حسن بابتسامة :دي حاجة بسيطة يا خالتي.
قعدوا في الصالون و جليلة قامت تدخل المطبخ علشان تعمل الشاي لكن لقيت نادرة واقفة وراء الستارة و هي بتراقبهم في صمت.
جليلة بحدة:بتعملي ايه هنا يا بت؟ ادخلي جوا أبوكي لو شافك….
نادرة بمقاطعة و ضيق و هي بتدخل وراها المطبخ
:هكون بعمل إيه بتفرج على عريس الغفلة.
جليلة بغيظ:لسانك هيفضل طول عمرك متبري منك يا بنت سنية، ربنا يكونوا في عونه
نادرة هزت كتفها بدلال و شقاوة :
=دا أنا حته ملبن يا مرات ابويا هو يطول.
جليلة بطيبة : ربنا يسعدك يا نادرة و تتهني يارب بس بلاش عند وحياة أبوكي اهدي على نفسك
نادرة :و الله أنا مضربتوش على ايديه أنا كدا و مش هتغير….
جليلة :ماشي يا أختي ياله عشان انتي اللي هتقدمي العصير.
نادرة بضيق:يشربوا قهوة سادة على روحه البعيد…
جليلة بخبث:بكرا نشوفك يا نادرة، عدي الليلة على خير.
نادرة:هاتي الصنيه خلينا نخلص
في الصالون
حسن كان قاعد بهدوء و ملامحه هادية جدا فيها من الهيبة و الهيمنة اللي يخلوه مميز
حسن بجدية :شوف يا حج موسى أنت عارف أنا مبحبش اللف و الدوران، أنا طالب ايدي بنتك نادرة.
الحج موسى بابتسامة جادة :و أنا مش هلاقي لبنتي أحسن منك يا أبو علي و بعدين دا أنت تربيتي.
حسن بجدية:بس اللي أوله شرط آخره نور يا حج، شوف طلبتكم و أنا ربنا يقدرني و اللي تطلبه أنا سداد.
الحج موسى بود:شوف يا ابنى أنا عايز راجل لبنتي، جدع ابقي مطمن عليها و هي معه و أنت مجدع إنما موضوع الشبكة و المهر و الماديات دي كلها متشغل بالي،
دا أنا هستئمنك على بنتي يبقى الفلوس أمرها هين، و بعدين مش إبن الصياد اللي حتة ورقه هي اللي هتخليه يتعامل مع أهل بيته كويس.
حسن ابتسم بود و اتكلم بصراحة :
=بس الحق ميزعلش يا حج، انا بجهز شقتي دلوقتي و ان شاء الله شهرين تلاتة و تكون جاهزة
شوف أنت جاهز امتى و تيجي تتفرج على الشقة و لو في أي حاجة أنا إن شاء الله هظبطها.
الحج موسى :يبقى على بركة الله
حسن:نقرأ الفاتحة.
نادرة خرجت و بصت له بضيق و حطت العصير على التربيزة
دعاء بسعادة و هي بتحضن نادرة:بسم الله ماشاء الله زي القمر.
نادرة بابتسامة :تسلمي يا خالتي، اتفضلي العصير
حسن كان بيتابعها و ملامحه خالية من أي مشاعر أو سعادة لكن كان مركز في كل تفصيلة صغيرة حركة ايديها و ارتباكها
نادرة بحدة :في حاجة يا هندسة؟
جليلة بسرعة:احم، نورتي يا أم حسن، مش نقرأ الفاتحة بقا و لا ايه يا جماعة؟
نادرة بغيظ : استغفر الله العظيم، يا جماعة اصبروا مستعجلين ليه مش يمكن الهندسة عنده رأي تاني و لما نتكلم يغير رأيه.
ها يا هندسة ايه رايك؟
سألته بخبث و حطت ايديها على خدها بخفة و هي بتقرب منه و لسه قاعدة جانب جليلة على الانترية.
حسن ابتسم بخبث و قرب وشه ناحيتها بخبث لدرجة انها كانت ادامه :
=و أنا موافق جداً.
نادرة كانت بتبص له عن قرب لأول مرة، لأول مرة تركز في عيونه البني لدرجة خليت حست يبتسم بخبث.
حست أنها متغاظه منه و من ضحكته اللي بتزيده وسامة، بعدت و هو كمان بعد
دعاء و جليلة بصوا لبعض بسعادة لاولادهم
جليلة:طب ايه يا حج مش نسيب الولاد يتكلموا شوية سوا و لا ايه؟
الحج موسى بتوتر و خوف من أفعال بنته اللي بتطفش العرسان بيها و سكت و هو بيبص لنادرة بتحذير
دعاء
=أحم طب يا حج موسي خلينا احنا نخرج نتكلم في التفاصيل و لا ايه
الحج موسي:طب اتفضلي…
بص لنادرة قبل ما يخرج و كأنه بيحذرها.
خرجوا من أوضة الصالون و فضل حسن و نادرة.
حسن بجدية و ثقة:
=ها يا نادرة اتفضلي عايزة تعرفي عني ايه و اهو بقينا لوحدنا.
نادرة بجدية:شوف يا جدع أنت أنا مش موافقة على الجوازة دي فبهدوء كدا و من غير شوشرة تطلع تقول لابويا أنك مش طايقني
و إني متعشرش و مفيش قبول بينا.
حسن بصلها باستغراب و ابتسم بتسلية:
=طب ما تطلعي تقوليه انتي و لا لسانك القطة كلته يا بيضة
نادرة بصتله بغيظ و طلعت لسانها
:لساني اهو، وبعدين أنا مش ناقصة وجع دماغ أنت فاهم يا حيلتها تطلع و تقوله كدا
قالتها و هي بتشوح بايديها
حسن بسرعة مسك ايديها بحدة و اتكلم و هو بيضغط على كل حرف بحدة و عصبية
=شوفي يا بنت الناس أنا في رجالة بشنات لما بيقفوا معايا و كل كلمة بتخرج منهم بتكون بحساب
مش في الاخر، حتة عيلة زيك تعلي صوتها و تشوحلي، فاهمة.
نادرة بغيظ و خوف
:ايدي بتوجعني…. و لا فاكر أني هخاف منك.
حسن بحدة: اتكلمي عدل و بعدين لو حابة تقولي حاجة او ترفضي أبوكي قاعد برا اتفضلي.
نادرة بضيق : بس أنا لو قلتله مش هيوافق هو أنا مش طايقني.
حسن بابتسامة :ما انتي اكيد بتعملي مشاكل
نادرة بسرعة:لا على فكرة هو اللي مش بيحب يسمع صوتي بيقول اني راغية أوي.
↚
حسن : فعلا عنده حق.
نادرة :لا بقولك ايه أنت هتصاحبني شكرا اوي كدا بعد اذنك…..
قامت و خرجت من الأوضة و هو ابتسم تلقائياً لأنه عارف أنها طيبة
بعد دقايق
كانوا قاعدين كلهم بيقروا الفاتحة خلصوا و جليلة زرغطت و هما بيباركولها
نادرة :خالص يا مرات ابويا مش فرح العمدة هو دي يدوب قراية فاتحة.
جليلة بصيق و همس:لمى لسانك.
حسن :خالص يا حج أمشي انا و بكرا ان شاء الله نتقابل بعد المغرب تيجي افرجكم على الشقة .
موسي:على بركة الله يا حسن.
=======================
بعد مدة حسن رجع البيت هو و والدته اللي كانت فرحانة له، اخدت الدواء بتاعها و حسن أطمن أنها نامت و خرج من البيت.
نزل الحي لقى عامر صاحبه قاعد على القهوة بيلعب شطرنج مع والده، ابتسم و هو بيروح ناحيتهم.
عامر :مساء العنب ايه الاخبار يا برنس.
حسن شد كرسي له و قعد جانبهم :
=شاي تقيل يا عبود.
عبود :من عنيا و عندك كوباية شاي لاجدعها اسطي في المنطقة.
عامر :ها يا ابو علي عملت ايه، أنا سامع الزغاريط من هنا.
حسن :قرينا الفاتحة و بكرا إن شاء الله هاخدهم يتفرجوا على الشقة
والد عامر :الف مبروك يا ابو علي و أن شاء الله تكون وش السعد عليك.
حسن بجدية و حب:الله يبارك فيك يا راجل يا طيب.
عبود :الشاي ياسطى حسن.
=تسلم يا عبود.
عامر حس أن حسن مشغول و بيفكر في حاجة :مالك يا حسن، دماغك خدتك لفين؟
حسن :و لا حاجة موضوع كدا شاغلني بس على الله، المهم أنا لازم أطلع دلوقتي على السويس و ان شاء الله هرجع بكرا العصر أنا كلمت واحد من المينا هناك و هو جهز البضاعة اللي محتاجينها، دي مفاتيح الورشة الصبح بدري تعدي على أمي تشوفها لو محتاجة حاجة و ابقى افتح الورشة
بدري يا عامر بدري.
حسن :أنا لازم اتحرك دلوقتي، سلام يا عمي.
والد عامر :روح يا ابني اللهي يكرمك و يرزقك من الوسع على اد تعبك.
********************
في صباح اليوم التالي
نادرة صحيت بدري قبل مرات أبوها، جهزت نفسها بسرعة و خرجت من البيت قبل ما حد يشوفها
كانت في طريقها للمينا بعد ربع ساعة وصلت للمينا وسط المراكب الكبيرة
كان فريد قاعد مع واحد صاحبه و هو بيضحك و يهزروا أول ما شاف نادرة ابتسم بخبث و صاحبه لاحظ و بص لبعيد شافها و صفر باعجاب.
مازن :يخربيت اوعي تقول أنك قدرت توقع المزة دي.
فريد بخبث:عيب عليك دا أنا فريد الأسيوطي يعني مفيش واحدة تقولي لا بس نادرة غيرهم تقيلة و ملهاش في الشمال محتاجة تخطيط، المهم اخلع أنت دلوقتي.
مازن بخبث :المهم لو وقعتها متنساش حبيبك .
فريد ضحك بخبث و هو بيبص لنادرة باعجاب لأنها جميلة جدا شعرها الأصفر، عيونها بني داكن ملامحها غربية جميلة جداً
فريد :طب اخلع أنت .
مازن مشي و فريد قام من مكان و راح لها :وحشتيني على فكرة
نادرة بحدة:لا وحشتك و لا وحشتني اتفضل الخاتم بتاعك اهو و انسى اللي بينا، خالص خلصت.
فريد بسرعة و استغراب :نادرة في ايه هو أنا ضايقتك في حاجة.
نادرة :لا يا فريد بس أنا اتقرا فاتحتي و امبارح كلمتك كذا مرة و حضرتك مردتش عليا بعد اذنك.
فريد مسك ايديها بسرعة و شدها لمكان بعيد عن عيون الناس
:ممكن اعرف في ايه و مين دا اللي اتخطبتي له؟
نادرة :هو دا كل اللي همك؟! عايز تعرف انا اتخطبت لمين، لحسن الصياد ابويا راسه و الف سيف اتجوزه و أنت مجتش تتقدملي يبقى كل واحد فينا يروح لحاله
و أن كنت فاكر أني بلين بخاتم تبقى غلطان انا نادرة بنت الحج موسى يعني يوقف المينا كلها على رجليها و أن كنت جيتلك لحد هنا فدا عشان كنت باقيه على بينا لكن شكلك كدا بتلعب بيا، سلام.
فريد بسرعة قرب منها و حاوط خصرها بايديه بخبث و كدب :
=نادرة اسمعيني يا حبيبتي و الله امبارح بابا تعب و هو كان مسافر باريس تبع شغل للشركة علشان كدا اضطريت اني اكون موجود بداله في الشركة علشان كدا مسمتعش الموبيل صدقيني يا روحي، انتي مش واثقه اني بحبك.
نادرة بخجل و ارتباك:فريد ابعد عني لو سمحت لو حد شافنا هيقولوا ايه؟
فريد بمكر:ما عاش و لا كان اللي يجيب سيرتك على لسانه طول ما انا فيا الروح يا قلب فريد و بعدين أنتي هتبقى مراتي و احنا مبنعملش حاجة غلط.
استغل سكوتها و هو بيحاول يقرب منها لكنها زقته بعيد عنها
=فريد انا همشي سلام و متتصلش بيا تاني..
فريد بخبث:قلبك هيطوعك تمشي يا نادرة و الله دا حتى حرام انا ملحقتش اشبع من القاعدة معاكي.
نادرة: بطل الطريقة دي أنا مش عيلة صغيرة و خالص أنا هتخطب لواحد تاني.
فريد بشر و كره واضح لحسن
:مش هيحصل يا نادرة و الزفت اللي اسمه حسن دا مش هيطول منك شعره انتي فاهمة.
نادرة بصتله و استغربت الشر الموجود في عينيه و كأن في عداوة قديمة بينه و بين حسن الصياد.
فريد قرب منها و مسك ايديها بقوة و اتكلم بغضب :
=حسن مش هيطول منك حاجة أنتي فاهمة يا نادرة على جثتي أنك تكوني له الميكانيكي دا
نادرة بخوف :مالك يا فريد أنا أول مرة اشوفك كدا، انا عارفة انك بتكرهه من وقت ما ضربك بس اكيد في سبب انه يعمل كدا، و ليه بتكره كدا، فريد اوعي تعمل حاجة تاذيك الله يرضى عليك
فريد بصلها بطريقة خوفتها و فجأة قرب منها و با’سها، نادرة اتصدمت من طريقته لأنها عمرها ما سمحت له يقرب كدا، حاولت تبعده و تزقه بقوة
اول ما بعد عنها ضربته بالقلم من شدة خوفها و غضبها.
=أنت اتجننت ازاي تعمل كدا مين سمحلك تقرب مني كدا.
فريد بحدة:
=نادرة، حسن مش هيطول منك حاجة انتي فاهمة دا نهايته على أيدي و اوعي تفتكري اني هسيبك له، انتي بتاعتي انا.
نادرة بغضب :أنا لازم امشي و متكلمنيش تاني….
سابته و مشيت وهي متضايقة لأول مرة من نفسها و من حسن لأن واضح إن في عداوة بينه و بين الشخص اللي هي بتحبه.
فريد بصلها و فجأة طلع موبايله و كلم واحد من صبيانه :
=ايوة يا ابني عملت ايه في اللي طلبته منك، ابن الصياد لسه فيه النفس يعني، اتفقنا كان أنك تخلص عليه.
=يا فريد بيه متقلقش أنا مرتب كل حاجة النهاردة هتسمع خبره، أنا متفق مع الرجالة اللي هينفذوا معايا، عرفت خط سيره و هو هيجي النهاردة من السويس معه بضاعة بالشي الفلاني احنا أولي بيها، نخلص عليه و ناخد منه الحاجة.
فريد :المهم يوصلني خبره النهاردة انت فاهم.
=من عنيا يا باشا
فريد قفل الموبيل و حطه في جيبه
=ماشي يا حسن يا صياد تستاهل اللي يحصلك علشان تبقى تعمل فيها راجل اوي.
=======================
في طريق السويس وقت اذان العصر
حسن كان راكب عربية نقل كبيرة بيسوقها في طريقه لاسكندرية للورشة بتاعته لكن فجأة علي صوت ضر’ب النار حواليه و العربية اختل توازنها بسبب ان الرصاص .
حسن بسرعة حاول يضبط حركة العربية وقفها و نزل من العربية و قبل ما يتحرك جيه شخص من وراه و حاول يضربه على دماغه بالشومة لكن بسرعة بعد عنه و لف لسه، كان بيحاول يتفادي ضربات الشومة اللي كانت بتنزل في الهواء
وبسرعة مسك العصاية منه و شدها.
الشاب بصلها بخوف و حسن قربه منه
=مين اللي بعتك يالا… انطق…
لكن الشاب فضل ساكت من الخوف، حسن رمي الشومة و مسكه من باقة قميصه و ضربه بالبوكس
=انطق يا روح امك مين اللي بعتك
حسن بأن على ملامحه الوجع و هو لسه ماسك في الشاب وقع على الأرض و قميصه كله د’م
=ياله يا ابني خد العربية دي و تخفيها و سيبه هنا لحد ما يتصفي و يمو”ت و اوعي ليدك تتمد على الحاجة اللي في العربية لحد ما اكلمك.
الشاب بصله و هز راسه بمعنى اه و بص لحسن اللي واقع على الأرض و بينز”ف
و بدون تفكير ركب مكان حسن و اخد العربية و مشي بسرعة
حسن حاول يقوم لكن الضر”به كانت قوية و بدا يفقد الوعي……
رايكم في الاحداث و توقعاتكم للي جاي
ياترى نادرة هيحصل معها ايه
و حسن هيعمل ايه.
↚
في صباح يوم جديد
نادرة صحيت على صوت جليلة اللي كانت بتزعق فيها، قامت و فتحت عينيها بكسل و بصوت ناعس:
=في ايه يا مرات ابويا على الصبح، حد يصحى حد كدا.
جليلة بزعيق :
=انتي لسه نايمة و ابوكي من قبل الفجر برا البيت، يخربيت كده .
نادرة اتعدلت و قعدت على السرير بفزع و خوف على ابوها :
=ابويا؟! اوعي تكوني طفشتيه يا جليلة الراجل مش حملك.
جليلة بغيظ
=:استغفر الله العظيم انتي ايه يا بت معندكيش عقل، ابوكي في المستشفى، حسن في بلطجية طلعوا عليه امبارح و ضر”بوه على طريق السويس و سر”قوا العربية، المفروض امبارح كانوا يجي المغرب علشان يفرج ابوكي على الشقة بس ولاد الحرام بقا.
نادرة :استر يارب طب هو عامل ايه دلوقتي
جليلة قعدت جانبها على السرير :
=ابوكي بيقول أنهم نقلوا له د”م و لولا ستر ربنا في عربية كانت على الطريق و شافوه، و الإسعاف أخذته للمستشفى، ربنا يكون في عون أمه و الله ما يستاهل اللي بيحصل فيه دا
نادرة سكتت و افتكرت تهديد فريد ليها و حسيت بالخوف أكتر من أنه يكون له يد في اللي حصل لحسن لكن فاقت على صوت جليلة
=روحتي فين يا نادرة؟
نادرة بسرعة :مفيش يا مرات ابويا بس أنا، اقصد إحنا لازم نروح المستشفى نطمن… لازم نكون مع والدته و نشوف لو احتاجت حاجة.
جليلة بابتسامة و ود:
=طول عمرك قلبك ابيض، ياله قوم اجهزي و انا هجهز و نروحلهم.
نادرة :طب خدي الباب معاكي.
جليلة خرجت من الأوضة و قفلت الباب وراها لكن نادرة فضلت قاعدة بتفكر في السبب اللي ممكن يوصل فريد أنه يعلم كدا
لكن قلبها بيكدب أنه ممكن ياذي حد كدا
نادرة لنفسها:انتي هبلة فريد ميعملش كدا و بعدين دا اكيد غار من حسن لأنه طلب ايدي مش أكتر، فريد ميعملش كدا
آه يا دماغي منك لله يا حسن، ياريتني ما شوفتك….
اللهي يا بعيد يوقعك في واحدة توقعك على بوزك كدا و تحبها و تبعد عن اللي خلفوني.
قامت و اخدت هدومها و خرجت للحمام
***************
بعد حوالي ساعة
وصلوا المستشفى اللي حسن اتنقل ليها طول الوقت نادرة كانت بتفكر في كلام فريد و أنه ممكن يكون هو اللي عمل كدا في حسن
دخلوا المستشفى و طلعوا الأوضة اللي موجود فيها، لقوا الحج موسى و والدة حسن و أخته تبارك و صاحبه عامر، كانوا واقفين أدام الأوضة.
دعاء قاعدة على الكرسي بتبكي و قلبها وجعها على إبنها الوحيد، نادرة لما شافتها حسيت بالحزن عليه.
موسى بجدية:نادرة إيه اللي جابك هنا؟
جليلة :أنا اللي جبتها معايا، هو اخباره ايه يا حج؟
عامر بجدية و حزن:
=الدكتور بيقول أن حالته دلوقتي مستقرة و انهم عملوا له الازم
نادرة بسرعة؛ طب هو اللي حصل دا حصل ازاي؟
عامر :شوية بلطجية طلعوا عليه و هو جاي من السويس و سر”قوا العربية بالبضاعة اللي فيها و سابوه د’مه يتصفي على الطريق لولا ستر ربنا في عربية شافته و طلبوا له الإسعاف، لسه في عمره باقية.
نادرة بتهور
:متعرفش مين اللي عمل كدا يا عامر؟
عامر استغرب طريقتها لكن هز رأسه بمعنى لا…..
جليلة قعدت جانب دعاء و ربتت على كتفها بود :
=متقلقيش عليه يا ام حسن إبنك هيقوم منها، ربك مبيناسش حد و حسن طيب و ابن حلال، تعالي نصلي في المسجد بتاع الحريم نصلي ركعتين الله و ادعيله.
دعاء دموعها نزلت، نادرة بصتلها بتاثر و حزن و هي قامت مع جليلة و تبارك و نزلوا المسجد.
الحج موسي: أنا هروح اشوف الدكتور و هساله عن حالته.
عامر :خدني معاك يا حج.
الاتنين مشيوا و راحوا للدكتور، نادرة فضلت واقفه أدام الأوضة لوحدها،
و هي حاسة بالذنب أن يكون ليها يد في اللي حصل له.
قربت من الباب حطيت ايديها على المقبض و هي بتاخد نفس عميق، دخلت و قفلت الباب وراها.
كان نايم على السرير و في أجهزة متوصلة بجسمه، سحبت كرسي و قعدت جانب السرير و هي بتبص له بحزن.
نادرة بغضب :
=ايه حكايتك يا حسن؟ شكلك مش ناوي على خير، أنا كان مالي بيك اهو أنت بتتاذي و أنا ممكن أكون السبب، ياترى ايه حكايتك
الكل بيقولوا عليك أبن أصول يبقى لو عندك د’م سبني لأن انا لا طايقاك و لا طايقه نفسي
ما هو مش معقول أنا اتجوزك أنت….
زمان ابويا اتجوز أمي و كانت الزوجة التانية الكل قالوا أنها ست شرانية و عملت مشاكل لمرات ابويا كتير، بس انا كنت صغيرة اوي و مشوفتهاش.
اكيد كانت شرانية لأن ابويا عمره ما حبها، هو لو كان حبها شوية صغيرين بس كان ممكن تكون كويسة و ميطلقهاش
طلقها و سابها و هي ماتت و أنا كنت لوحدي
اه مرات ابويا حبتني لكن أي واحدة كانت بتحتاج أمها.
عشان كدا مش عايزة اتجوزك، أنا عايزة حد يحبني و أحبه يمكن الحب يكون شفيع ليا عنده و ميسبنيش.
انا متأكدة أنها كانت بتتوجع لما هو يسيبها و يرجع لمراته اللي بيحبها عشان كدا يمكن بقيت شرانية، هي الله يرحمها مهما عملت هتفضل أمي و هفضل احطلها مبررات بس أنا مش عايزاه اعيش حياتها و وجعها.
غمضت عينيها بحزن و وجع افتكرت والدتها اللي ماتت و هي عندها أربع سنين.
اتنهدت و ابتسمت بهدوء :
=أنا همشي بدل ما حد يدخل و ساعتها مش هخلص من كلامهم.
خرجت من الأوضة و قفلت الباب وراها و هي بتدعي أن فريد ميكنش ليه دخل في الموضوع
بعد خمس ساعات
حسن بدأ يفوق و هو حاسس ان جسمه مشلول عن الحركة و احساس الوجع فوق طاقته
دعاء كانت قاعدة على الكرسي جانبه بتقرا في المصحف لحد ما سمعت صوت همهماته، قامت بسرعة و راحت ناحيته.
دعاء بلهفة:حسن أنت سمعني يا حبيبي قوم يا أبو علي البيت من غيرك وحش اوي.
حسن بصوت مرهق و عدم ادراك
: هو…. العربية…. نادرة
دعاء :نادرة…فوق يا حسن عشان خاطري يا حبيبي قوم.
حسن كان في عالم تاني و هو بيحاول يجمع و يفتكر اللي حصل لكن المخد’ر اللي الدكاترة ادهوله كان قوي مخليه في حالة أنه مش حاسس باللي بيحصل
والدته خرجت بسرعة من الأوضة و هي بتدعي ربنا بخوف و لهفة و وجع
بعد دقايق رجعت مع الدكتور اللي دخل بسرعة و بدا يعمل لحسن الازم.
بعد ساعة
تبارك كانت قاعدة جانب حسن اللي نايم على السرير فاق لكن حاسس بالالم و ساكت بطريقة خوفت الكل.
تبارك:حسن أنت متأكد أنك كويس اطلب الدكتور.
حسن ابتسم بارهاق و رد عليها:
=متقلقيش يا حبيبتي انا بخير الحمد لله اومال هو عامر فين؟
دعاء بجدية : برا الدكتور قال مينفعش يبقى في كذا في الاوضة، و في ناس كتير من المنطقة برا عايزين يطمنوا عليك و الحج موسى الله يديله الصحة مسبناش لحظة
من أول ما عرفنا اللي حصل، و كمان نادرة بس لسه ماشية من شوية مع جليلة
تبارك بحب:الناس كلهم بيحبوك يا ابو علي.
دعاء بقهر :ربنا ينتقم منهم اللي ميعرفوش ربنا اللي عملوا كدا و يوجع قلبهم زي وجع قلبي عليك يا ابني.
حسن بارهاق:عايز عامر…. خلوه يدخل.
دعاء :حاضر يا حبيبي بس أرتاح تعالي يا بنتي نخرج و نسيب اخوكي يرتاح
تبارك :حاضر يا ماما.
الاتنين خرجوا و حسن غمض عينيه بارهاق و تعب، لحظات و الباب اتفتح و عامر دخل الأوضة و هو مبتسم.
=حمد الله على السلامة يا جدع كدا تخضنا عليك.
حسن :عمر الشقى بقى، تعالي يا عامر.
عامر قرب و قعد على الكرسي جانب السرير
=ايه اللي حصل يا ابو علي مين العيال دول
حسن بتعب: سيبك من العيال دول دلوقتي، أنا هعرف اوصلهم المهم دلوقتي تطلع على ***** محروس هيكلمك و يوصلك للعربية تاخدها و تطلع على المخزن بتاعنا و تحطها في المخزن و تقفل كويس المفاتيح في البيت عندي، روح خدي المفاتيح من هناك
عامر بعدم فهم:مش فاهم حاجة، عربية ايه اللي محروس هيوصلني ليها
حسن بضيق :فتح مخك معايا يا عامر، عربية البضاعة، قولتلك قبل كدا أن البضاعة دي حاطط فيها تحويشة سنتين و نص، كنت عامل حذري أن ممكن يحصل اي حاجة على الطريق وقتها جيه على بالي انقل البضاعة للعربية تانية و الحمد لله اللي كنت عامل حسابي و محروس وصل البضاعة لحد اسكندرية و اكيد مستني حد مننا يكلمه علشان ياخد الحاجة.
عامر :تصدق كان بيرن عليا من قيمة ساعتين بس الموبيل بتاعي فصل شحن، أنا هروح دلوقتي شقتك و هاخد مفاتيح المخزن و اطلعله،
طب و العربية النقل اللي العيال دول سرقوها
حسن :العربية…. دي بتاع الحج خليل يعني اول ما الحرامي يعرف ان مفيش بضاعة فيها و انها عربيته هيخاف و يسيبها في اي حته و احتمال كمان يبلغ عنها البوليس علشان يوصلولها
لكن مش أنا اللي بسيب حقي و العيال دول انا هوصلهم اول ما أقوم.
عامر :ماشي يا كبير أنا هعمل كل اللي انت عايزة بس ارتاح.
حسن : أعمل بس اللي قولتلك عليه و الورشة مش عايزها تتقفل يا عامر و تفتح من بدري دا أكل عيش و رزق.
عامر :متقلقش انا موجود لحد ما أنت تخرج، سلام يا صاحبي.
حسن :سلام
عامر بمكر:صحيح نادرة كانت هنا بيضالك في القفص.
حسن ابتسم و رد بحدة:اخرج يا عامر أنا مش فايقلك
عامر بشقاوة:ماشي يا عريسنا.
***********************
في الكبارية
فريد كان قاعد على البار و قاعد جانبه مازن صاحبه
فريد بغضب :هات كأس يا ابنى
↚
مازن باستغراب :فريد مش كدا أنت شربت كتير النهاردة كفاية كدا و خلينا نمشي
فريد بحدة:عايز تمشي أنا مش مسكك اتفضل انا لسه قاعد.
مازن:طب فهمني بس حصل ايه لدا كله؟
فريد :الزفت اللي أسمه حسن الصياد لسه فيه النفس العيال اللي بعتهم قالوا انهم سابوه بيفرفر لكن في ناس لحقوه و ودوه المستشفى و لسه عايش ابن الجنينة
و غير كدا العربية اللي كان جاي بيها فاضية و مفيهاش بضاعة و لا حاجة.
مازن :
=كل دا علشان المزة اللي أسمها نادرة يا عم ما الحريم كتير ادامك اهم شاور على اي واحدة منهم و هتكون زي الخاتم في صباعك
دا انت فريد الأسيوطي ابن الأسيوطي باشا برضو يعني مفيش واحدة تقولك لا
فريد بحدة: انتي غبي أنت كمان هو انت فاكر ان نادرة هي السبب، منكرش انها عجباني اوي و انها جامدة لكن الموضوع مش بس نادرة، حسن الصياد حسابه تقيل معايا و لازم اخلصه و مش هرتاح الا لما اذله
و اخليه مسخرة في وسط الخلق او اقت”له و اخلص منه.
مازن بجدية :طب ما هي سهلة اهيه يا معلم سيبك من الد”م خالص و فكر فيها من ناحية تانية…. يعني مثالا نادرة؟ مش هي بتحبك
لو خليتها تبقى معاك و في نفس الوقت معه تقدر وقتها تذله و تخليه لامؤاخذه
فريد ابتسم بشر و خبث:
=بس الموضوع محتاج تفكير لان نادرة مش سهلة كدا بس قلبها هيخليها تعمل اللي هي عايزاه، و ربي نهايتك هتكون على أيدي يا حسن….
مازن بتحذير :بس خلي بالك حسن مش سهل و لا عبيط بالعكس دا يقدر يوقع نادرة دي في يومين مش زيك قعدت سنة بتلعب عليها عشان توقعها
فريد :علشان كدا بقولك لازم تفكير…
==========================
اليوم التاني
دخلت بنت جميلة المستشفى، لابسه فستان ازرق واصل بعد الركبة و حطه على كتفها شال أسود.
طلعت لاوضة حسن بعد ما سألت في الاستعلامات و كان باين عليها الخوف عليه و اللهفة.
خبطت الباب و هو سمحلها بالدخول
دخلت سمارة و هي مبتسمة بسعادة
سمارة:أبو علي…. ازايك يا حسن؟
حسن بجدية و هو بيحاول يعدل المخدة وراه :
=بخير الحمد لله.
سمارة بسرعة:خلي عنك يا حسن
قربت بسرعة و عدلت المخدة له و هو مش مركز معها و بالتحديد بيتجاهل قربها منه
سمارة :أن شاء الله اللي يكرهوك كلهم يا حسن و انت لا، حصل ازاي دا
حسن :موضوع كدا و ان شاء الله هيتحل بس أنتي ايه اللي جابك يا سمارة؟ليه تعبتي نفسك؟
سمارة بسرعة:و أنا أقدر اعرف حاجة زي دي و مجيش يا حسن طب تيجي ازاي دي بس يا حسن انت متعرفش غلاوتك عندي.. اقصد عندنا
حسن :أنا بخير الحمد لله.
سمارة بخوف و حزن :هو اللي حصل دا بسببي يا حسن؟
حسن :بسببك؟! ليه بتقولي كدا؟
سمارة : اقصد ان ممكن فريد هو اللي يكون عمل كدا عشان يردلك اللي انت عملته فيه، أنا مكنش لازم ادخلك في حوارتي.
مكنش لازم اقولك على اللي حصل و لا حتى على حملي من فريد منه لله البعيد..
حسن بجدية و هدوء :سمارة انسى فريد و انسى كل اللي فات انتي زمان غير دلوقتي و الحمد لله ربنا تاب عليكي و فوفتي لنفسك
سمارة دموعها نزلت و ردت بحزن :
=يعلم ربنا يا حسن اني بطلت الشغل في الكبارية من وقت اللي حصل، فريد معندوش لا دين و لا د”م، و انا كمان غلطت لما
سلمته نفسي و كنت حامل منه كل دا بورقتين عرفي و فاكرة كدا ان دا جواز
لكن البية اول ما عرف بالحمل خلع و سبني.
و في لحظة ضعف كنت هنهي حياتي
لولاك يا ابو علي كان زماني مت كا’فرة.
حسن :
=بس انتي غلطتي يا سمارة و لو كنتي سبتيني اتصرف كان زمانه دلوقتي متجوزك هو يستاهل أكتر من العلقة اللي اخدها.
سمارة : انا مش عايزة فضا”يح اكتر من كدا يا حسن و خالص اللي كان في بطني نزل و انا معتش عايزة حاجة من فريد
و ربنا تاب عليا من الرقص و شغل الكبار”ية
بس خايفة ان فريد حطك في دماغة من بعد اللي عملته دا و ياذيك.
حسن بهدوء:ربك كريم يا سمارة ربك كريم اوي متقلقيش عليا اللي ربك معه ميخفش لو الأنس و الجن كلهم اتجمعوا على اذيته، بس انتي بتصرفي منين دلوقتي؟
سمارة بحب:
=طول عمرك طيب يا حسن و بتفكر في كل اللي حواليك، انا بدور على شغل دلوقتي و ان شاء الله ربك هيرزق.
حسن بتعب:طب بصي يا سمارة عارفة مشغل الهدوم اللي موجود في**** بتاع الحج حامد
سمارة :ايوة عارفة.
حسن :طب بصي بكرا ان شاء الله تروحي له و تقوليله انك من طرفي و ان شاء الله هيلقيلك شغل كويس ان شاء الله.
سمارة :حسن أنت ابن حلال و ربنا هيسعدك زي ما انت واقف في ضهر الكل
يا بخت اللي هتكون من نصيبك يا رتني كنت مكانها.
حسن بجدية ؛ أنا طلبت ايدي نادرة بنت الحج موسى
سمارة باحراج؛
=الف مبروك يا حسن الف مليون مبروك، نادرة بنت حلال و تستاهل كل خير و أنت كمان تستاهل كل خير.
حسن؛ و انتي تستاهل الخير يا سمارة و ان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك بس بلاش تبعدي عنه ربنا بيحب عباده يقربوا منه و مهما يغلطوا يقربوا له.
سمارة بابتسامة :
=ربنا يسعدك أنا لازم امشي دلوقتي فوتك بعافية..
حسن حطت راسه على المخدة و غمض عينيه بارهاق.
نادرة كانت داخله المستشفى مع جليلة لكن شافت سمارة خارجة من أوضة حسن
نادرة بغيظ:بصي و ملي عينيك كويس يا مرات ابويا الاستاذ اللي ابويا عايزني اتجوزه خارجة من عنده ست سمارة الرقاصة.
جليلة بحدة:بت اتلمي مش عايزاه اسمع صوتك انتي فاهمة و بعدين انتي مالك، احنا جاين نطمن عليه.
نادرة بلامبالة:و انتي من الصبح مشحتتاني معاكي علشان نعمله الاكل دا يطفحه البعيد
جليلة بغيظ:يابت انتي لسانك دا مش عايز يتعدل دايما بيخبط شمال و يرمي دبش..
نادرة :و الله انتم مش مقدرين الجوهرة اللي انتم عايشين معها ياله يا مرات ابويا ياله خلينا نخلص من الزيارة الزفت دي
دي جوازك فقر من اولها كدا يعمل حادثة.
جليلة: و الله ما حد فقر هنا غيرك يا بومة. ادامي…
نادرة مشيت وراها و هي ماسكة شنطة كبيرة فيها اكل بيتي مجهزاه هي و مرات ابوها
جليلة خبطت على الباب و دخلت
جليلة بابتسامة: حمدلله على السلامه يا حسن. اخبارك ايه النهاردة.
حسن ابتسم و هو شايفها ادامه و شكلها متعصبة جدا
:بخير الحمد لله، ليه تعبتي نفسك يا خالتي..
جليلة بحب: و لا تعب و لا حاجة دي حاجة بسيطة
نادرة بعصببة و غضب عفوي بري؛
=حاجة بسيطة ايه دا انتي كان ناقص تعملي وليمة و بعدين أنا اللي عملت الاكل دا كله بلاش افتراء يا مرات ابويا ماشي مش انا افضل في المطبخ طول النهار و انتي تيجي في الجاهز تقولي انك انتي اللي عمله
جليلة بصت لحسن بحرج و لكزتها في جانبها، حسن حاول يكتم ضحكته على أفعالها لكن حب يراوغها؛
=على كدا بقا اكلك حلو و لا هيعملولي غسيل معدة.
نادرة لنفسها؛ شحات و بيتامر….
حسن بحدة:بتقولي حاجة
نادرة بغيظ : بستغفر ربنا ايه حرام.
حسن بتسلية: لا طبعا.
نادرة قربت منه و قعدت على الكرسي اللي جانبه سريره و هي بترجع شعرها الاصفر لورا
=معلم حسن أنت مش ملاحظ اني بومة و وشي نحس عليك يعني يدوب جيت اتقدمتلي من هنا عملت حادثة
قلبك كدا مش بيقولك انها جوازة فقر. مش عايز تفركش انا برضو هتفهم الموضوع
حسن بخبث و هو بيقرب منها:
=أنا راجل مؤمن بالله و اللي ربنا عايزة هيكون.
=طب بقولك ايه انا مبعرفش ارقص يرضيك تتجوز واحدة مبتعرفش ترقص.
جليلة بصتلها بذهول و صدمة من وقاحتها و همست لنفسها
=يخربيت سنينك يا نادرة، دا انتي مشوفتيش بربع جنية رباية يلهوي دا انا اللي مربيها، لا و كمان كدابة دا انتي تقعدي صافينار في بيتها.
حسن قرب وشه منها بخبث رغم احساسه بالوجع و همس بصوت اجش:
=مش مهم اوي الجواز في حاجات اهم من كدا
نادرة :ايه؟
حسن بغمرة شقاوة:لما نتجوز هقولك…
نادرة بصتله بغضب و قامت خرجت من الأوضة و هو ضحك غصب عنه.
جليلة باحراج :معليش يا حسن و الله نادرة مش كدا بس هي هبلة شوية و كل اللي طاقق في دماغها مش عايزه اتجوز..
حسن ابتسم بسعادة و هو بيحط راسه على المخدة اللي وراه و كأنه بيفتكر حاجة
=عارف يا خالتي بس هي عجباني كدا
جليلة بصتله باستغراب لكن عدت الموضوع
↚
بعد يومين في المستشفى
حسن كان بيغير هدومه علشان يسيب المستشفى، عامر دخل الأوضة بدون استئذان حسن لف و بصله بغضب.
حسن :
=في حد يدخل زي كدا يالا مش تخبط.
عامر قفل الباب و رد بلامبالة:
=يا عم ما انا عارف إنك لوحدك و بتغير قلت اجي اساعدك بدل ما الجرح يشد عليك.
حسن :
=كويس أنا برضو مكنتش عارف البس التيشيرت.
عامر قرب واخد التيشيرت من على السرير ؛
=هو أنت مستعجل على الخروج ليه يا حسن، يا عم أنت لسه تعبان خليك يومين كمان.
حسن بهدوء؛
=طول ما أنا في المستشفى أهل الحارة هيقلقوا و كل يوم هيجي حد منهم و الرجالة قايمين بالواجب بس انا مش عايز اتعبهم معايا و بعدين أنت عارف مبحبش قاعدة المستشفيات دي بتطبق على نفسي.
عامر :
=ماشي يا ابو علي، صحيح في حاجة مهمة لازم ابلغك بيها، رحاب هانم اتصلت عليا النهاردة تطمن عليك و انا قولتلها أنك كويس
حسن قعد على طرف السرير بتعب و هو حاطط ايديه على جانبه :
=رحاب؟! بنت الأسيوطي و دي عايزاه ايه مني و بعدين أنا قولتلها ان عربيتها لازم تروح التوكيل.
عامر بخبث:
=ايه يا ابو علي هو انا اللي هقولك عايزاه منك ايه، الست من الاخر كدا باين اوي انها بتحبك و بعدين يا عم ما تدوس في الموضوع و جاريها، ست جميلة و غنية و كمان بنت الأسيوطي ايه يعني مشكلتها انها اتجوزت مرتين؟!
حسن بصله بطرف عينيه بغضب :
=أنت بتلف و تدور على ايه عايزني مثالا اتجوزها اه صحيح ست حلوة و غنية و انت ابقى جوز الست!
لا يا عامر مش حسن الصياد اللي واحدة ست تحكمه فاهم و تغور الفلوس اللي متعبش فيها و بعدين أنا لو هتجوز هتجوز واحدة من توبي. واحدة تفهمني من نظرة و تبقى فاهمة يعني ايه بيت و عيلة مش واحدة زي رحاب
و فكك من حوار رحاب دا و متنساش دي بنت عم الزفت اللي اسمه فريد يعني عيلة لابط اصلا
عامر بخبث؛
=حسن ما تقولي كدا اشمعني نادرة بنت الحج موسى؟ الصراحة هي قمر ارب
حسن بحدة:
=عامر شد بلاستر علشان متزعلش
عامر بخبث:
=و أنا قلت ايه يعني يا.
حسن مهتمش بكلامه و هو بيحاول يربط رابط الكوتش لكن حس بوجع و هو بيوطي.
حسن:
تعالي اربط لي رابط الكوتش بدل ما أنت واقف زي الحيطة كدا.
عامر :
=هعديهالك المرة دي يا أبو علي بس متاخدش على كدا.
حسن :
=اشتغل و أنت ساكت….
بعد شوية كان خارج من المستشفى مع عامر و والدته و أخته تبارك و جوزها.
في بيت نادرة
كانت قاعدة جانب جليلة و بيتفرجوا على المسرحية لكن باين علي نادرة انها سرحانه
جليلة بهدوء:
= سرحانة في ايه يا نادرة كدا؟
نادرة :
=و لا حاجة بفكر في التدبيسة السوداء اللي انتم دبستوني فيها يا مرات ابويا.
جليلة :
=تدبيسة؟! و الله انتي هبلة بس و ماله خليني اخدك على اد عقلك، تدبيسة ليه بقا ان شاء الله؟!
نادرة :
=يعني ماانتش واخدة بالك يا جليلة اني هتجوز واحد مش بحبه واحد معرفوش، لا و كمان أفقر مني، يا جليلة أنا كنت عايزك اعيش برا المنطقة دي مع حد كدا يكون برنس في نفسه يدلعني يا جليلة عايزة اتدلع.
جليلة بغيظ؛
=وطي صوتك يا بنت الجزمة ، و بعدين مين قالك ان الفقير اللي مش عجبك دا مش هيكون حنين عليكي، يمكن اه ظروفه مش احسن حاجة و يمكن برضو حياته على اده لكن فكري كدا و بصي لأمه و أخته
لما تبصي لأمه هتشوفي على وشها الرضا و الحب و لو بصيتي على شكلها هتلقيها ست نضيفة كدا و مش مبهدلة
و دا معناه أن الميكانيكي اللي مش عجبك دا بيراعي ربنا في أمه و مش مبهدلها معه.
و لو بصيتي لاخته هتلقيها محترمة و عارفة الأصول معنى كدا أنها متربية في بيت فيه راجل بجد مش عيل متدلع عايش بفلوس ابوه.
الحب يا حبيبتي لا بيتقاس بفقير او غني
الحب دا نعمة من ربنا حاجة كدا بيزرعها في قلب العبد و في نفسه الشبعانه.
نادرة بحدة :
=جليلة أنا مش عايزاه أتكلم علشان في الاخر بتقولوا اني لساني طويل و قليلة الأدب
جليلة قربت منها و بتلمس شعرها بحنان :
=لا يا حبيبتي أنتي متربية و لو على لسانك احنا بنحبك كدا بس خايفين عليكي تضيعي نفسك، و صدقيني أبوكي مبيحبش ادك انتي و اختك مرجانة و عايز ليك الخير، هو يعني أكيد مش مستخسر فيكي اللقمة اللي بتاكليها و لا عايز يخلص منك
بس أبوكي عايزك يطمن عليك مع واحد ابن حلال كدا و راجل بجد و مفيش احسن من حسن الصياد
و بعدين انتي فكرك انه فقير اوي للدرجة دي
لا يا نادرة
حسن يا حبيبتي عنده الورشة بتاعته شرك بينه و بين صاحبه عامر
و لما فكر يتجوز بيجهز شقته مش هيتجوزك يعني في بيت ابوه لا بيوضب شقة ليكم انتم الاتنين، فكري يا نادرة ربنا يهديكي يا حبيبتي.
نادرة :
=أنا هدخل انام متصحنيش لو بابا جيه.
جليلة اتنهدت و بصتلها بحزن
=ربنا يهديكي يا بنتي و يسعد قلبك يا بنت سنية…
نادرة دخلت اوضتها و قفلت الباب وراها، قعدت على السرير لكن لقيت موبايلها بيرن و كان فريد
ابتسمت بهدوء و هو بتاخد الموبيل و بتقفله لكن بتدخل على تطبيق الواتساب بدأت تكتب :
=مش عارفة ارد عليك عايز ايه؟
رد فريد عليها بخبث:
=وحشتيني و عايز اشوفك.
نادرة:
=بس انا مش عايزه اشوفك و بعدين هو انا مش قولتلك اخر مرة اتقبلنا فيها اني هتخطب عايز ايه بقا.
فريد بعت ريكورد ليها :
=نادرة أنا بحبك صدقيني مش بكدب عليك و صدقيني مش هعرف انساكي اليومين اللي فاتوا كانوا صعبين اوي بجد.
نادرة ابتسمت بحب و ردت عليه :
=فريد انا يا بابا مش عيلة صغيرة تمام اللي بيحب واحدة بيجي لحد عندها و يطلب ايديها لكن لعب العيال دا أنا ماليش فيه، معطلكش يا هندسة، و متنساش بنات بحري مش لعبة تلعب بيهم زي ما انت عايز لا يا حبيبي دول يودوك البحر و يرجعوك عطشان.
فريد :
=طب ياستي حقك عليا خلينا بس نتقابل و انا هفهمك كل حاجة لو بتحبيني بجد تعالي يا نادرة ارجوكي.
نادرة قفلت الموبيل بحيرة و احساس بتأنيب الضمير انها بتعمل حاجة من وراء ابوها مضايقها لكن هي بتحبه، يمكن بتبرر لنفسها انها بتحبه او بتحاول تقنع نفسها انها بتحب حد و في حد بيحبها و مش عايزاه تخسره.
فريد بعت تسجيل تاني و انتظر ردها لكن هي كانت مترددة تسمعه، فتحته في النهاية
=نادرة انا عارف إنك خايفة اكون بضحك عليك و عارف انك ذكيه و الخوف طبيعي يمكن لانك متعرفنيش كويس و يمكن لأن انا و انتي مش شبه بعض في حياتنا لكن انا بحبك كدا، اديني فرصة لو سمحتي و خلينا نتقابل و في الوقت اللي انتي تحدديه و يا حبيبتي مش عايز ردك دلوقتي بس هستناكي يا نادرة
نادرة قفلت موبايلها و غمضت عينيها بتعب..
فريد ابتسم بخبث و هو بياخد اسكرين شوت بالمحادثة بينهم
فريد :
_هنحتاجك في وقت عوزه، اصبر عليا يا ابن الصياد
***********************
بعد اسبوع
حسن حالته بقيت احسن و نزل الورشة، نادرة مردتش على فريد و مقابلتش حسن لكن حسن اخد الحج موسى شقته يفرجه عليها و اتفقوا على الخطوبة بعد اسبوعين.
نادرة كانت واقفه أدام المرايه و هي بتحط روج، لابسه فستان اسود طويل و حزام دهبي عريض.
جليلة دخلت الأوضة و بصتلها بغضب
=بتعملي ايه يا أختي، يا نهارك مش فايت يا نادرة ايه دا، انتي هنطلعي برا بالهباب اللي في وشك دا امسحى الزفت اللي في وشك دا
نادرة بدلال و دلع:
=و فيها ايه يا جليلة دا روج بس و الله و بعدين ايه الألفاظ دي هباب ايه؟
و يا ستي دي خطوبة البت نغم و هنكون بنات مع بعضينا
جليلة :
=بت انتي تمسحي الزفت دا ابوكي لو لمحك في الشارع كدا هيجيب اجلك و الفستان دا تغيره
نادرة بغيظ :
=ماله بقا الفستان يا جليلة ما هو طويل و واسع اهوه.
جليلة :
=حلو اوي يا اختي و احنا مش ناقصين حد يعاكسك ابوكي على آخره.
نادرة :برضو مش هغيره و مش همسح الروج اومال لو حطيت مكياج كامل هتعملي ايه.
جليلة :هكسر رقبتك يا نن عين أمك علشان انا مش عايزاه اسمع كلمتين ملهمش لازمة من ابوكي و شعرك اللي فرحانه بيه دا تلميه ماشي، هتاخدي عين يا بت.
نادرة :
=بقولك ايه يا جليلة انا شعري دا صارفة و مكلفه عليه و بحبه كدا فريحي دماغك مني علشان مش هتسلكي معايا، انتي مش هتيجي الخطوبة.
جليلة :
=لا يا اختي هستنا لما ابوكي يجي علشان احطله العشا، متتاخريش.
نادرة :
=ماشي يا عسل سلام.
بعد مدة
دخلت بيت نغم و اللي كان شغال فيه اغاني شعبية و الشباب معظمهم قاعدين أدام البيت و جوا البنات.
نادرة؛
الف مبروك، الف مليون مبروك يا نغم.
نغم بحب؛
الله يبارك فيكي يا حبيبتي بس ايه الجمال دا. عقبالك يا نادرة.
نادرة :
=متقلقيش كلها اسبوعين و يدبسوني و اتخطب رسمي، حلوة الليلة دي.
نغم : البنات كلهم موجودين تعالي نرقص معاهم.
نادرة:ياله.
برا البيت
حسن وصل مع عامر وهو مبتسم سلم على والد نغم و العريس و الرجالة الموجودين.
عامر :عقبالك يا كبير.
↚
حسن ابتسم و قعد على الكرسي و جانبه عامر و بعد دقايق موبايله رن و قام يرد
عامر :رايح فين؟
حسن :هرد على الموبيل في اي حته هادية.
خرج من المكان و وقف في الناحية الخلفية للبيت و رد علي الشخص اللي رن عليه لكن لاحظ ان في شابين واقفين و بيتفرجوا على حاجة من الشباك المفتوح.
قرب منهم و هو مستغرب واقفتهم، حط ايديه على كتف واحد منهم اللي اتفزع
حسن بحدة:
=بتعمل ايه يالا و واقف زي الحر’امية كدا ليه
الشاب بصله بتوتر و ارتباك و هو بيبص للشباك بخوف.
حسن رفع حاجبه و بص مكان ما الشاب بيبص لكن بأن عليه الغضب بعد ما عرف انه كان بيتفرج على صحاب العروسة و هما بيرقصوا و يغنوا و نادرة واقفه مع نغم و بتغني بدلال و مرح مع الكل
الشاب بخوف :
= و الله يا معلم حسن انا…..
حسن بغضب و صوت عالي :
=انت سنتك زفت…. هات الموبيل دا كنت بتعمل ايه.. هات
اخد الموبيل و اتفرج على الفيديو اللي هو كان بيصوره و واضح انه مركز مع نادرة اللي خاطفة الاضواء من الكل بسبب جمال ضحكتها و شقاوتها الطفولية.
حسن رفع عينيه يبصلها من الشباك بغضب و هو بيجز على سنانه بضيق، مسح الفيديو و بدون تفكير مسك الشاب من هدومه و ضر”به في دماغه
اخو نغم كان قريب منهم و شاف حسن، راح ناحيتها بسرعة.
=في ايه يا حسن بتضر”به ليه و بعدين واقفين هنا ليه؟
حسن بحدة :
=مفيش يا خالد عيل غلط و بعلمه الأدب.
خالد :
=غلط؟! طب قولي بس عمل ايه و أنا هظبطه
الشاب بص لحسن كأنه بيترجاه يسكت بخوف :
=مفيش يا خالد أنت عارف الشباب الصغيرة طايشين بس على الله حكايته لو متربوش انا موجود هعلمهم الأدب، ادخل انت بس للرجالة.
خالد بصلها بهدوء و مشي
حسن بحدة:شوف يالا أنا ممكن دلوقتي اقولهم انك كنت بتصور الحريم و ساعتها كل واحد ليه أخت هنا هيجي ياكلك باسنانه أنت فاهم، و بعدين انت مش مكسوف على نفسك و انت واقف كدا يا اخي اتقي الله مش عندك اخت.
الشاب بخوف:
=اه عندي اتنين…
حسن :
=و مش خايف ربنا يردلك دا في اخواتك البنات، بنات الناس مش لعبه يالا انت اسمك ايه.
=أسلام…
حسن :
=شوف ياسلام انا هعديها المرة دي بمزاجي لكن و ربي لو شفتك بعد كدا في اي مصيبة لاكون معلم عليك، و بعدين أنت لسه صغير ركز في مدرستك و لا شغلك و بعدين لما تكبر ابقى اتنيل اتجوز.
إسلام :
=حقك عليا يا حسن و الله ما هتتكرر بس ابوس ايدك بلاش حد يعرف دول ممكن يد”بحوني فيها.
حسن :
=أنت بتروح مدرسة؟
اسلام :
=لا انا خلصت صنايع و مكملتش
حسن :
=بتشتغل فين.
اسلام :
=بدور و الله علي شغل، أنا كنت بشتغل مع نقاش بس هو استغني عن خدامتي و لسه بدور.
حسن :
=اومال بتصرف منين على اخواتك؟ ابوك عايش؟
اسلام :
=اه بس تعبان مش بيقدر ينزل يشتغل و امي هي اللي بتشتغل في مشغل كدا بتاع هدوم.
حسن بجدية و هو بيعدل قميصه :
=و مش مكسوف على نفسك لما تبقى شحت كدا و سايب أمك تشتغل و انت قاعد تتصرمح.
اسلام بص في الأرض و معرفش يرد
حسن بجدية:
=هات رقمك و أنا هكلمك بكرا ان شاء الله اكون شفتلك شغلانة و اسمع انت لسه صغير بلاش تعيش على قفا اللي حواليك استرجل و فوق بدل ما يجي عليك يوم تلقى نفسك خسران اهلك و اخواتك
بكرا هرن عليك لو رديت خير و بركة لو مردتش هعرف طريقك بطريقتي و ساعتها متلومش غير نفسك
اسلام باستغراب:
=و انت يهمك في ايه اشتغل و لا لاء.
حسن :
=و لا يفرق معايا بس حرام عيل زيك يضيع نفسه و هو مش فاهم الدنيا.
حسن سابه و دخل الفرح تاني.
نادرة كانت واقفه مع البنات لكن فجأة النور اتقطع على البيت كله.
كلهم بقوا يبصوا حوليهم و هم مش فاهمين في ايه و ازاي النور قاطع في البيت بس مش المنطقة.
نادرة حست بالخوف لأنها بتكره الضلمة لكن فجأه حسيت بحد بيكتم نفسها و بيسحبها من وسط البنات.
كان واقف قصادها و ايده على شفايفها و بيبصلها بغضب و حدة، نادرة خافت و حاولت تصرخ لكن معرفتش تبعده و هي مش عارفة مين اللي بيعمل كدا لحد ما النور اشتغل تاني، اتفزعت و هي بتبص لعيونه الداكن.
حسن بحدة و غيرة؛
=فرحانة اوي بنفسك و عجبك نظرات اللي حواليكي
نادرة حاولت تبعده لكن مسك ايديها بقوة
=أنت بتقول ايه اتجننت علشان تكلمني كدا و بعدين ازاي تعمل كدا و تاخدي من وسطهم و بعدين ايه فرحانه بنفسي دي؟
حسن بغضب :
=ايه مش عجبك و لا انتي عجبك بس نظراتهم على جسمك.
نادرة بغضب و حدة ممزوج ببعض الخجل
=تصدق انك قليل الأدب، انت نسيت نفسك دا انت حتى مش خطيبي و بعدين دا كلهم بنات.
حسن ضغط على ايديها بعنف :
=لا يا حلوة كل بنت واقفة بتصور هتاخد صورك دي و توريها لأهل بيتها و اللي منهم أخواتها و لو فيهم شباب ساعتها هتبقى رخيصة اوي… اوي
و بعدين من يوم ما دخلت بيتكم و طلبت ايديك من ابوكي و هو وافق و انتي بقيتي تخصيني فاهمة…. تخصيني
نادرة حسيت بارتباك و توترت من طريقته
=ابعد عني بدل ما اصوت و ألم عليك أمة لا اله الا الله يا حسن ابعد عني احسنك….
حسن بحدة:
=هبعد بس قريب يا نادرة انتي اللي مش هتقدرى تبعدي فاهمة…. و الهباب اللي على بوقك دا تمسحيه و رب العرش يا نادرة لو ما مسحتيه و وقفتي برا زي الف ساعتها انتي حرة…. حطتي الكلمتين دول في دماغك.
سابها و خرج… نادرة فضلت تبص له بغضب انه بيفرض سيطرته عليها و هم لسه حتى متخطوبش و انه عايز يتحكم فيها
و دا بيخوفها و بخليها كر”هاه اكتر
متعرفش ان اللي يخاف عليك من عيون الناس يبقى شاريك لكن قلبها مداقش معنى الحب الحقيقي اللي يخليها تفهم معنى طريقته.
خرجت موبايلها بتهور و بعتت تسجيل لفريد
=فريد انا موافقة نتقابل بعد بكرا عند المينا الصبح بدري….
=ماشي يا حسن مبقاش نادرة لو اتجوزت واحد همجي زيك…..
مسحت الروج و خرجت للبنات……
*****************
تاني يوم في ورشة الميكانيكة
حسن كان واقف مع عامر اللي بيشتغل في العربية بدال حسن بسبب الجرح
لحد ما عربية فخمة وقفت أدام الورشة.
عامر بخبث و هو بيطلع من تحت العربية اللي شغال فيها.
=قابل يا عم و ادي رحاب الأسيوطي.
حسن بضيق:
=و دي عايزاه ايه تاني اللهم طولك يا روح… اشتغل بضمير يا عامر العربية دي صاحبها هيجي يستلمها النهاردة بقالك يومين فيها أنجز…
عامر : يا عم ما انا شغال اهوه….
نزلت رحاب من العربية و هي بتقلع نضارتها و بتبص لحسن اللي واقف أدام الورشة.
رحاب :صباح الخير ازايك يا حسن؟
حسن : صباح النور، اتفضلي يا رحاب هانم اوامري اقدر اساعد في ايه؟
رحاب باستغراب
=في ايه يا حسن بتكلمي كدا ليه هو انت متضايق مني؟
حسن بجدية: لا ابدا و هضايق من ايه؟ بس هي العربية عطلت تاني.
رحاب بابتسامة اعجاب:
=لا يا حسن معطلتش و بعدين انا جاية علشانك انت ممكن نروح اي مكان نتكلم فيه لو سمحت.
حسن :نتكلم في ايه معليش و بعدين انا عندي شغل.
رحاب : موضوع مهم اوي و صدقني انت مش خسران حاجة؟
حسن بص لعامر اللي بتابع الموقف و هو مبتسم بمكر
حسن :نصايه و هرجع يا عامر تكون خلصت العربية أنجز….
عامر :ربنا معاك يا برنس…
يلهوي على المربى البشاوتي دي…. ارزقنا يارب.. لا و الغبي بيقولي عايز واحدة من توبي مغفل ….
حسن ركب العربية مع رحاب و هي مشيت
بعد دقايق في مكان عام فخم جداً
رحاب :حسن هو انت بتكر’هني ؟
حسن باستغراب : و هكرهك ليه بس لا سمح الله هو في بينا حاجة. دعاء احمد
رحاب :كويس بس انا بقا عايزه يبقى فيه يا حسن… كملت و هي بتدخن سيجارة
=شوف يا حسن انا مش هلف و ادور كتير انا اتجوزت مرتين و الاتنين فشلوا
لكن من اول ما شفتك و انا عارفة انك راجل و مجدع علشان كدا من الاخر انا عايزك تتجوزني …..و لان مكانتي متسمحش اني اتجوز ميكانيكي فهيكون في السر و كمان انا عرفت انك هتخطب بنت تانية انا مش همنعك بس انا عايزة اتجوزك و محدش هيعرف…….
حسن……..
↚
رحاب :كويس بس انا بقا عايزه يبقى فيه يا حسن… كملت و هي بتدخن سيجارة
=شوف يا حسن انا مش هلف و ادور كتير انا اتجوزت مرتين و الاتنين فشلوا
لكن من اول ما شفتك و انا عارفة انك راجل و مجدع علشان كدا من الاخر انا عايزك تتجوزني …..و لان مكانتي متسمحش اني اتجوز ميكانيكي فهيكون في السر و كمان انا عرفت انك هتخطب بنت تانية انا مش همنعك بس انا عايزة اتجوزك و محدش هيعرف…..ها ايه رأيك؟!
حسن بصلها بذهول لان مكنش متوقع أنها بالوقا”حة و البجا”حة دي انها تطلب منه يتجوزها أو بمعنى أوضح أنها تتجوزه في السر.
لكن فاق من صدمته و بأن عليه الغضب و الحدة و اتكلم بصوت عالي :
=دا أنتي بجحة بصحيح، أنتي اكيد مجنونة.
رحاب : اممم ليه يعني علشان عايزاه اتجوزك، شوف يا حسن أنا بقالي عشر سنين بشتغل في البزنس و اتعلمت إني لما اعوز حاجة اعملها مش بستنى الصدفة تحصل علشان اخد اللي أنا عايزاه تؤ تؤ
و بعدين أنت هتستفاد كتير من جوازنا
اه هيكون في السر لكن هقدر اعرفك بناس كتير و حياتك هتتحسن و ساعتها هتقدر تشتري بيت في المكان اللي تحبه و عربية شيك…… و معارف كتير..
و يمكن ساعتها تفكر في موضوع جوازك من البنت اللي هتخطبها دي و تعرف واحدة تانية من مستوى راقي و صدقني اول ما تكون معايا هتنسي كل بنات حواء
حسن بغضب طفيف:
=آه قصدك تشتريني بالفلوس بس تصدقي غربية انا اول مرة اشوف ان في واحدة تعرض عرض زي دا على الشاب في أغلب الأحيان بيكون العكس، رحاب هانم أنا مش اسف على اللي هقوله دا، انتي انسانة مش متربية و لا عندك حياء فاكرة أنك تقدري تشتري الناس بالفلوس، بس ليه تيجي على نفسك و تتجوزي ميكانيكي كحيان زي
الميكانيكي دا هو اللي ميشرفوش تكوني مراته و على اسمه.
اه و حاجة أخيرة، البنت اللي هخطبها ضفرها برقبتك فمتحطيش نفسك في مقارنة معها لأنها غالية اوي و انتي رخيصة أوي…..
رحاب بصتله بغضب و هو قام بدون ما يسمع ردها مشي
رحاب بحدة لنفسها:
=و أنا مش بطلب منك أنا بس بعرفك اللي هيحصل يا حسن و البنت اللي انت فرحان بيها دي بكرة تعرف أنها متفرقش كتير عني بس أنت اللي غبي بس عجبني اوي…
ابتسمت في نهاية جملتها و كملت بحنق:
=اكيد فكرة الجواز في السر هي اللي ضايقته بس مش مشكلة أنا ممكن اعمل منك رجل أعمال و ساعتها نبقى نفكر في الجواز دا سوا..
بعد ساعة تقريباً
حسن وصل الورشة و هو مخنوق و حاسس انه كان لازم يضر”ب رحاب علقة تخليها تقول ان الله حق….
قرب من الورشة لكن لقى عامر بيتخانق مع حد و صوته عالي…. استغرب و قرب علشان يشوف فيه ايه.
عامر بغضب :
=بقا أنت يالا جاي تسر”ق في عز النهار دا أنت سنتك زفت….
اسلام بحدة :
=في ايه يا جدع أنت هو انا دوستلك على طرف…..
عامر :
=اللهم طولك يا روح، يالا أنا مش جايبك من الورشة و أنت واقف جوا زي الحرامية…. ايه بتبل عليك…..
حسن بجدية و صوت عالي:
=في ايه يا عامر؟
عامر :
=يدوب روحت القهوة اجيب كوباية شاي و جيت لقيت الواد دا واقف جوا و بيقلب في الحاجة اللي جوا.
حسن بصلها لاسلام و افتكر أنه الشاب اللي كان في الخطوبة :
=سيبه يا عامر….. تعالي يا ابني
عامر بدهشة:
=اسيبه ايه بقولك حر”امي
اسلام بحدة:
=يا عم بيقولك سيبه سيبه ايه سمعك تقيل، و بعدين انا ساكتلك من الصبح علشان الرجولة دا مش أكتر…..
عامر بضيق:
=و لما أنت مش حرامي كنت بتعمل ايه جوا بتستكشف الورشة يا حيلتها…
اسلام : لا يا عنيا كنت مستني الاسطي حسن و حظي الهباب اني ملقتش حد و لما جيت انادي لقيت حضرتك جاي و بتقول حرامي.
حسن كان قاعد ادامهم على الكرسي و بيسمع خناقتهم:
=خلصتوا و لا لسه الهبل دا مستمر كتير. تعالي يا إسلام
اسلام :اوامرني يا معلم.
حسن : أنت بتفهم في النقاش و الا الاسطي بتاعك مشاك عشان شغلك مش اد كدا.
اسلام بسرعة :
=و حياة عندي أنا عليا شغل ميعرفش اجدع معلم في الشعلان دي يعمله لا متبصليش كدا يا اسطى حسن ميغركش اني صغير لسه بس الشغلانة دي أنا متعلمها من وأنا في اللفة أنا ابويا الله يرحمه يبقى محمود عبده كان اسطى كبير أوي في المجال و علمني الشغلانة بس الله يرحمه بقا مات و سابنا.
عامر بضيق: تصدق جسمي قشعر ياولا لا و الله الدمعة هتفر من عيني.
اسلام بشغب: يا اختي نوغة …
عامر بغضب :اتلم يالا
حسن بغضب و ضيق: بس منك ليه، شوف يا إسلام مدام سألت على الورشة و جيت لحد هنا يبقى أنت فعلا عايز تشتغل بجد و انا هدلك على حد معرفة بس مش عايزاك تقصر رقبتي ادامه و اللي حصل امبارح في الخطوبة دا لو اتكرر اقرا الفاتحة على روحك
اسلام بسرعة : اللهي ربنا يرزقك من الوسع و يوسع عليك رزقك يارب بس فين السبوبه؟
حسن :شوف هتطلع على حي العصافرة هتسال على سمير عباس و الف من هيدلك عليه، سمير بيحب الشغل و مالوش في الدلع و أنا كلمتهولك، اكتب رقمه عندك علشان ترن عليه….******* و لو احتاجت اي حاجه معاك رقمي، اعتبرني اخوك الكبير
اسلام سجل الرقم و ابتسم و هو بيكتبه :
=ربنا يرزقك يا اسطى حسن و الله ما هنسالك وقفتي جانبي دي، ربنا يوقفلك ولاد الحلال…
حسن اتنهد بقلة حيلة و دخل الورشة علشان يشرف شغله و وراه عامر
عامر :مش عارف ليه بتتعب نفسك في العيال دي يا حسن، و بعدين يلقى شغل و لا ميليشيات شاغل بالك ليه دا كلمت و لا خمس اسطوات نقاشة علشان تشوفله شغلانه
حسن بنبرة حزينة:
=دا عيل صغير يا عامر و اللي زي دا لو ملقاش حد ياخد بأيديه هيضيع و يضيع معه أسرته عيل زي دا عنده اختين بنات و أمه مين هيصرف عليهم لعل نكون سبب أن يصلح حال عيلة،
و بعدين أنا بعد ابويا الله يرحمه دوقتي من المر كاسات لكن ربك مبينساش حد و الايام الصعبة بتعدي.
عامر بود: طول عمرك إبن حلال يا حسن.
حسن بحدة :خلصت العربية؟!
عامر بضيق : يا اخي افصل من الشغل شوية اه خلصتها و بقيت على الفبريكه.
حسن : عارف اني بتعب في الشغل الفترة دي بس ان شاء الله تومين كدا و الجرح يخف.
عامر :يا جدع انت بتقول ايه متهزرش. صحيح رحاب كانت عايزاك في ايه
حسن بضيق: بقولك ايه متجيش سيرتها أنا مش ناقص هم…..
*********************
تاني يوم الصبح
نادرة مكنتش عارفة تنام قامت اخدت دش و غيرت هدومها، اتاكدت ان ابوها راح الشغل.
كانت هتخرج من الشقة لكن وقفت على صوت جليلة
=رايحة فين يا نادرة على الصبح كدا؟
نادرة بضيق:خارجة يا مرات أبويا زهقانه عايزة اطلع على المينا هتمشي شوية.
جليلة كانت بتنضف الصالة :
=زهقانة من ايه دا انتي شكلك منامتيش كويس، و بعدين تعالي ننضف البيت و نفطر سوا و ننزل نتسوق، هننزل سوق الجمعة.
انتي مش كنتي عايزاه تشتري حاجات من هناك
نادرة :
=نفسي اتسدت يا جليلة نفسي اتسدت اتبطي بقا و بعدين انا اوضتي نضيفة مش هنضف حاجة سلام.
جليلة :
متسربعة على ايه يا بت؟
نادرة مردتش و خرجت قفلت الباب وراها
جليلة :ربنا يهديكي…..
بعد ربع ساعة في المينا
نادرة كانت قاعدة على المرسا و هي بتبص للبحر و سرحانة و هي بترمي الحجارة الصغيرة في المياة لحد ما حسيت بأيد بتتلف حوالين خصرها و فريد بيقعد جانبها، ابتسم وهو بيبصلها
فريد : كنت خايف متجيش بس طلعت غلطان و انتي اللي وصلتي قبلي كمان.
نادرة بغضب :شيل ايدك يا فريد و اتلم على فكرة انت بقالك مدة متغير و بتعاملني بطريقة قلتلك الف مرة اني مش بحبها و لا بسمح بيها، يعني مرة بو’ستني غصب و دلوقتي بتحط ايدك على وسطى لا يا حبيبي
فريد باعجاب : طب بذمتك في حد يشوف الجمال دا كلة و يقعد محترم.
نادرة :انا ماشية أنا أصلا غلطانة اني جيت…
فريد بسرعة :استنى يا مجنونة ميبقاش خُلقت ضيق كدا في ايه الكلام اخد و عطا…
نادرة بحدة: لا يا عنيا عطا مات و اخدنا العزا و ايدك دي لو اتمدت عليا تاني خاف على نفسك علشان المرة الجاية فيها قطع ايدي..
فريد :اموت فيك و انت شرس كدا…. ممكن تهدي لو سمحتي و اديني فرصة بس نتفاهم.
نادرة بتهور :نتفاهم في ايه؟ انا معتش فاهمة ليك رأس من راجلين من وقت ما عرفت اني هتخطب لحسن و أنت مخدتش خطوة واحدة في موضوعنا يبقى ايه غير أنك بتتسلي بيا.
فريد : طب اسمعيني بس يا نادرة و الله انتي ظلماني.
نادرة : يا عنيا ظلماك…. مت هو أنا بنت ظالمة.
فريد : شوفي يا نادرة انا بحبك و دي عهد عليا أنك تكوني ليا و مراتي، بس أنا دلوقتي مش هعرف اتقدملك لأن مسافر في شغل بابا مكلفني بيه بس صدقيني اول ما ارجع هاجي فورا اتقدملك.
نادرة بحزن و وجع:
=وقتها هكون اتخطبت لحسن و ابويا هيكون ملزم بكلمته معه ….. و لو عملت ايه مش هيوافقوا على جوازنا….
فريد :نادرة انتي بتحبيني؟
نادرة سكتت بارتباك و هي بتبص للبحر و كأنها بتفكر في إجابة السؤال.
فريد :بيقولوا السكوت علامة الرضا.
نادرة : معطلكش يا فريد بيه بعد اذنك، مش أنا اللي اوطى رأس ابويا.
نادرة مشيت و هي مخنوقة و عايزاه تعيط، مش بتحب حسن و مش هتقدر توافق فريد في اللي هو بيقوله.
وصلت البيت بدون ما تتكلم دخلت اوضتها و قفلت عليها
جليلة خرجت من المطبخ
:نادرة انتي جيتي يا حبيبتي؟ مش عايزاه تاكلي برضو؟
نادرة مسحت دموعها و ردت :
=ماليش نفس هنام.
جليلة بخوف لأنها مش متعودة على نادرة هادية كدا :
=مالك يا نادرة حد ضايقك و لا عاكسك و انتي جاية قافلة الباب ليه؟
نادرة :هنام يا مرات ابويا حاسه اني تعبانة شوية و عايزاه أنام
جليلة :ماشي يا حبيبتي نامي….. و انا هجهز الغدا على ما ابوكي يوصل..
نادرة قامت بصت في المراية
نادرة بثقة لنفسها :
اوعي تزعلي اوعي اللي يبيعك هو اللي لازم يخسر فوقي أنتي غالية اوي و اللي بيحبك بجد هيسع لك علشان تكون له مش انتي اللي لازم تبكي يا نادرة… البكاء على الرخيص رُخص، دموعك غالية أوي.
اخدت نفسها بعمق و ابتسمت بحماس و هي بتاخد الروج تحط منه كعادتها بعد ما تزعل لازم تحط مكياج.
خرجت من الأوضة و دخلت المطبخ
نادرة :جليلة انا جعانة
جليلة : يا بت مش لسه قايلة عايزاه تنامي و بعدين مش هتبطلي تلغبطي وشك بالمكياج، ملامحك احلى من غيره.
نادرة بدلال و تغنج :أنا طول عمري مزة يا جليلة بالمكياج قمر و من غير بدر….
جليلة بحب: يسعدك يا بنتي.
نادرة :عايز اكل طعميه سخنة و فول و طرشي و بتنجان مقلي و لو في لانشون…
جليلة باستغراب: نفسك اتفتح فجأة يعني.
نادرة :هو انا باكل من جيبك يا جليلة ما انا باكل من بيت ابويا.
جليلة : لمي لسانك يا جزمة و اغسلي الخيار قبل ما تاكليه…
نادرة ابتسمت بحب و هي بتحضنها من ضهرها :
=انا بحبك أوي على فكرة. بس دا ميمنعش انك مرات ابويا مش أمي…. صحيح هننزل امتى نتفرج على فساتين الخطوبة.
جليلة باستغراب:غريبة يعني مكنتش طايقة سيرة الخطوبة دي بس على العموم اسبوع كدا و هننزل أنا و انتي و حسن و خالتك ام حسن و لو عايزه تجيبي البت نغم صاحبتك و مرجانة.
نادرة؛ هو احنا هنشتري دهب بكام؟
جليلة :ابوكي اتفق معاه على تلاتين الف
نادرة :اومال مية و مية دي ايه؟
جليلة :دي بتبقي في المؤخر و المهر… المهم لما نبقى في محل الدهب اختاري حاجة كدا حلوة بس بلاش تشتحي اوي علشان يعرف يجبلك حاجة انتي شايفة اسعار الدهب عامله ازاي.
نادرة بلامبالة و هي بتاكل : هو اصلا مش هيعرف يجيب حاجة ليا هو انتم مرخصني ليه يا جليلة.
جليلة :انا مش هرد انا تعبت منك اصلا و بطلي تاكلي دي المفاجيع كدا….
نادرة :اللهم طولك يا روح و يصبرني عليكي يا جليلة لحد ما اتجوز و اغور من هنا…
==========================
بعد اسبوعين و بالتحديد يوم الخطوبة
نادرة صحيت بفزع على صوت الاغاني الشعبية و الزغايط اللي مالية البيت كله.
لكن اتصدمت و هي شايفة عمتها الصغيرة بتدخل الأوضة عليها و بتزرغط، قعدت على السرير و ربعت و هي حاسه بصداع
=في ايه على الصبح ايه كل دا يا عمتي.
↚
سهير بسعادة :
=هو احنا عندنا كم نادرة يعني دي هي نادرة واحدة و بعدين انتي لسه نايمة لحد دلوقتي يا عروسة…..
دخلت مرجانة الأوضة و هي شايلة إبنها اللي عنده سنة و بتتمايل مع الاغاني بحماس
=ازايك يا عمتي وحشتيني اوي و الله
سهير :و انتي كمان و جوزك عامل ايه يا بت.
مرجانة :بخير الحمد لله… و البت سندس فين صحيح؟
نادرة حطيت ايديها على دماغها و هي بتسمعهم و فجأة قامت وقفت على السرير بغضب :
=لاااااا ايه مورستان و بعدين انتم جايين الساعة سته الصبح و تصحوني انتم اتهبلتوا انا واحدة مبصحاش غير على عشرة….
سهير : في ايه يا بنت المجنونة وطي صوتك، اقفلي يا مرجانة الباب خليني اغير ورانا شغل كتير..
نادرة :شغل ايه ان شاء الله؟
سهير : اكل الخطوبة يا حبيبتي و لا انتي نسيتي ان ابوكي ناوي يعشيهم و الأكل كتير و لسه عمتك نور و عمتك مريم و خالتك سميحة هيجوا يحضروا معانا.
نادرة :اه…. صحيح الجلاش و انتم بتعملوه زودوا لبن علشان لما بيبقى ناشف مش بيكون حلو….
سهير :متعايش بالك انتي خالص، بصي انتي مهمتك انتي و نغم انكم تزينوا الصالون و تقفلوه علشان محدش يدخل لحد ما تيجي انتي و حسن بليل دي هتبقى ليلة زي الفل ان شاء الله.
نادرة : ان شاء الله يا عمتي بقولك هاتي فلوس علشان عايزاه اشتري الزينة….
سهير :البوك عندك اهوه خدي منه…. انتي هتروحي الكوافير امتى؟
نادرة :الساعة اتناشر….
جليلة :سهير يا حبيبتي سيبك من البنات مش هيبطلوا كلام و احنا لسه عندنا شغل كتير
سهير :خالص يا جليلة جايه اهو اللحمة لازم نسويها علشان بتاخد وقت….
جليلة :انا طلعت الحلل الكبيرة ياله بينا و زمان مريم و سميحة زمانهم جايين
في نفس الوقت دخلت ست كبيرة و هي بترقص على الاغاني و بتردد الاغنية
“بالحلال يا معلم… بالحلال نتكلم مالك بيا تعبتني في الروحة و الجاية”.
نادرة نزلت من على السرير و راحت ناحية عمتها و هي بترقص معها بسعادة
“يا سحراني و سرقاني و ساكنة القلب من جوا
بقيت مفتون هاتي الماذون دا انا لاحول و لا قوة”
سميحة زرغطت و حضنتها :
=الف مبروووك يا بنت الغالي الف مليون مبروك
نادرة بحب :الله يبارك فيكي يا عمتو لو اعرف انك هتيجي مخصوص من القاهرة لاسكندرية علشان كنت اتخطبت من زمان اوي.
سميحة بحب: انا لو عليا مسبكيش و لا لحظة يا نادرة دا انتي في قلبي
نادرة :بحبك يا سموح…
جليلة : يا اختي طب ما انا عايشة معاكي مبشوفش الحنية دي ليه.
سميحة بغيظ:ايه مستخسرة انها بتحبني اكتر منك يا جليلة.
جليلة :لا يا اختي اشبعوا بعض
نادرة بصت لسميحة و ضحكوا الاتنين
بعد كم ساعة في البيوتي سنتر (هدير)
نادرة كانت قاعدة مع نغم و الميك ارتست بتجهزها
هدير : لا بس و الله ما انتي محتاجة مكياج يا نادرة ملامحك لوحدها جميلة.
نادرة :سمي الله في سرك يا هدير.
هدير :يعني هو انا هحسدك و بعدين انتي عارفة غلاوتك عندي.
نادرة بحب:عارفه بس انجزي انا زهقت بقالي ساعة تعبت و جعانة.
هدير :لا خالص قربنا نخلص و بعدين هو العريس هيجي امتى
نادرة بلامبالة و ضيق :معرفش بابا بيقول على الساعة خمسة هنطلع من هنا يعني على المغرب هنكون في محل الدهب.
هدير :مالك بتتكلمي كدا ليه زي المغصوبة يا اختي هو في في حلاوة و جمال حسن الصياد
نادرة بصتله بغضب و ضيق :قصدك ايه ان شاء الله و بعدين مالك واخده عليه كدا ليه، و لا هو البية ماشي يوزع في حب
لدرجة أن الكل بيحبوه.
هدير بخبث: و مالك اتضايقت ليه يا مزة و لا غيرانة
نادرة بحدة :اتوكسي يا هدير يا حبيبتي اتوكسي و انجزي.
في بيت حسن الصياد
كان واقف في اوضته و معه عامر اللي بيظبطله القميص الأسود
عامر :يا عم مش كنت تشتري بدلة دي ليلتك و لازم تكون اشيك واحد بس القميص هياكل عليك حتة يخربيتك يا جدع
حسن وقف أدام المراية و ابتسم :
=أنت عارف اني مبحبش تكتيفة البدل.
عامر : الف مبروك يا حسن و يارب افرح بولادك كدا.
حسن : يا عم انت مش عايز تتجوز انت كمان
عامر بقلة حيلة :يا عم انت مش شايف المصاريف عاملة ازاي و لا الدهب اللي كل يوم في الطالع لحد ما الشباب خالص فاض بيهم، دا ربنا كرمك انك محوش قرشين ليوم زي دا.
حسن : ربك بيرزق شاور أنت بس علي عروسة و اخوك في ضهرك
عامر بحب:تسلم يا حسن تسلم. ياله بينا بقا علشان منتاخرش على ست الحسن.
حسن بحدة :لم لسانك…..
عامر بخبث:متتحمقش كدا، و بعدين اعملك ايه ما انت خاطب أجملها بنت في المنطقة يبختك يا برنس.
حسن بضيق :عامر متخلنيش اتهور عليك انت فاهم.
عامر :يا عم خالص انا آسف.
حسن :يبقى ياله يا اخويا….
خرج حسن مع عامر من الأوضة، ابتسم بود و هو بيبص لوالدته اللي كانت قاعدة منتظراه يجهز.
دعاء بحب:بسم الله ماشاء الله عيني عليك باردة الف مبروك يا حبيبي عقبال لما افرح بيك في الليلة الكبيرة يارب.
حسن ابتسم بود و انحني مسك ايديها و باسها بحب :
=الله يبارك فيكي يا ست الكل و لا يحرمني منك يارب.
دعاء :ابوك لو كان معانا كان هيفرح اوي يا حسن اوي يا حسن
تبارك بحزن :الله يرحمه يا ماما
حسن ابتسم بحزن و هو بحضن امه و أخته و هما بيحضنوه بسعادة و اطمئنان
حسن :الله يرحمه تعالوا نقراله الفاتحة
تبارك :بحسك شبهه يا حسن، حنين اوي
حسن بصلها و ابتسم و هو بيقرأ الفاتحة على روح ابوه
خرجوا كلهم و قفلوا الشقة بالمفتاح و حسن ركب مع والدته العربية اللي عامر أجرها مخصوص ليه و زينها بالورد بشكل جميل. و في عربيات أجرة وراهم علشان اهل نادرة اللي هيروحوا معهم و هما بيشتري الدهب
بعد نص ساعة
كان حسن وصل أدام البيوتي سنتر
نزل وسط زغاريد و سعادة الكل ليهم حتى أهل الحي اللي شاركوهم فرحتهم.
حسن دخل البيوتي سنتر كانت جليلة واقفه مع نادرة صاحبها
حسن كان محرج انه دخل و في بنات كتير في المكان لكن عينيه كانت على واحدة بس واقفة بعيد
واحدة زي القمر… فستانها السماوي سوارية و مكياجها المتقن رافعه شعرها في تسريحة أنيقة، عيونها اللي بتلمع بطريقة تسرق القلب
هدير :الف مبروك يا ابو علي…. ما تسمعوا زغروطه يا جماعة كدا
فجأة الصوت كان واحد و مليان فرحه و حب و هم بيغنوا الاغاني الشعبية و بيزرغطوا
حسن ابتسم و هو بقرب منها لحد ما وقف ادامها ، نادرة بصتله بهدوء و هو ابتسم بود و إدخالها بوكية الورد اللي عامر جهزه رغم ان حسن كان حاسس بالاحراج من الموقف لان معاملته مع البنات بسيطة جدا جدا
نادرة ابتسمت و اخدت البوكية بفرحة لان الورد ابيض و سماوي لايق مع لون فستانها
حسن :طالعه حلوة اوي…. أوي يا نادرة
نادرة بصتله بصدمة : شكرآ… انت كمان شكلك حلو.. يعني… اقصد..
حسن ضحك وهو شايفها مش عارفة تجمع الكلام و قرب دراعه منها و هي بصتله لثواني و لفت ايديها حوالين دراعه
خرجوا الاتنين من البيوتي سنتر و كانوا مميزين و كأنه أمير فضل سنين يدور على الأميرة بتاعته و أخيراً لاقها وسط الزحمة
معظم البنات كانوا بيصورا، نزلوا و هو ساعدها تركب العربية جانبه و والدها بيتفرج عليهم و عيونه مليانه دموع
جليله بهمس :البت كبرت يا حج و بقيت عروسه زي القمر
الحج موسى : البت حلوة اوي يا جليلة، كبرت بعد ما كانت بنت شهور و شايلها بين ايديا بعد ما كانت بتزهقني علشان تروح المدرسة كبرت و بقيت عروسة جميلة اوي
جليلة :ادعلها يا موسى ربنا يهدي سرها
موسى :يارب…. ياله يا جليلة خلينا نطلع وراهم
في عربية حسن
نادرة كانت قاعدة جانبه و هي متوترة من قربه و لانه ماسك ايديها بقوة لكن ساكت
نادرة رفعت عينيها بحذر تبصله و هي مركز مع ملامحه الرجوليه الوسيمة دقنه الخفيفة بشرته الخمرية عيونه البني… وسيم… جداً
بعدت عينيها عنه بسرعة و توتر و هو لاحظ لكن مبحبش يوترها اكتر
بعد ساعة وصلوا محل الدهب
نادرة كانت واقفة جانبك و معها كل صحابها و قرايبها بيتفرجوا على الدهب
الصايغ : تحبي اسورة و خاتم مع الدبلة اللي اختارتيها و لا ايه رايك
نادرة :انا حابة اشوف الاساور
الصايغ : ثواني…..
دي التشكيلة الجديدة اللي عندنا
نادرة بقيت تتفرج على الاساور بسعادة و هي بتتفرج مع مرجانة
نادرة :حلوة دي؟
حسن :جميلة جدا عجباكي….
نادرة:اوي…
الصايغ: طب ممكن…
نادرة اديته الاسورة و الخاتم و الدبلة و هو حطهم على ميزان الدهب و هو بيحسب
الصايغ ؛ امم الاسورة دي تقيلة السعر هيكون تمانية و تلاتين الف، لو تحبي ممكن افرجك علي حاجة تانية.
نادرة بصت بيأس لان عارفة انهم متفقين على تلاتين الف دهب لكن هزت رأسها بمعنى اه
حسن لاحظ حزنها و مبحبش يكسر بخاطرها
حسن :خالص يا استاذ احنا هناخد الاسورة دي
جليلة بصت لمرجانة بستغرب :بس يا ابني اتفقنا….
حسن بمقاطعة :مش مهم الاتفاق المهم أنها عجباها
نادرة بصتله باستغراب انه ممكن يكلف نفسه علشان حاجة عجباها و همست له بحرج
حسن بجدية :
= اعتبرها هديتي ليكي يا نادرة…. و الغالي يرخصلك
نادرة ابتسمت تلقائياً مكنش فارق معها الفلوس اد ما الكلمتين دول كانوا سبب في سعادتها
اختاروا الشبكة و خرجوا من المحل بعد وقت كان حسن دفع الفاتورة
بعد حوالي ساعة
رجعوا البيت و دخلوا الحي وسط زغايط حريم الحي، دخلوا البيت
حسن لابسها شبكته و قام رقص مع صحابه في جو مرح اللي كانوا فرحانين لأبو على
في مكان تاني
تلات رجالة استغلوا انشغال اهل الحي في الخطوبة و بعدهم عن بيت حسن الصياد و صوت الاغاني اللي مالي الحي كله
و رموا النار على بيت حسن….
و كأن الحياة تختبر قوتي يا فتاة في التمسك بك
قصة شاب أراد أن يحيا بقلب المُحب في غابة من الوحوش لا يرحمون
لكن لاجلك سأصبر…..
فهل تتمسكين بي و لو بالقليل
↚
في بيت الحج موسي على سطح البيت
الشباب اتجمعوا و بقوا يرقصوا بمرح
عامر كان واقف قصاد حسن بيرقص بشغب ذكوري
و البنات واقفين بيصقفوا في جو من الفرح و السعادة.
نغم بهمس لنادرة و هي بتقعد جانبها على الانترية :
=نادرة بقولك ايه مش أنتي مش عايزاه تتجوزي حسن، ممكن تدهوني الواد قمر يا بت، و لا صاحبه عامر دول يخربيتك بومة
نادرة بحدة :بت اتلمي و بعدين يا أختي أنتي خطوبتك لسه مكملتش اسبوعين لو سامح خطيبك سمع كلامك دا
نغم بخبث؛
=ياريت يسمع، نفسي اشوفه كدا و هو غيران عليا عايزاه يحس إني ممكن اطير من ايده
نادرة بخبث: بتحبيه يا نغم، عيونك بتفضح قلبك….
نغم بمكر:طب ايه بجد بزمتك حسن إبن الأصول و لا فريد الزفت…
نادرة بسرعة:نغم اسكتي لو حد سمعك هتبقى مشكلة و بعدين أنا مش عايزاه افتح موضوع فريد.
نغم بضيق؛ يبقى لسه مخدوعة فيه، بس لازم تفوقي يا نادرة بصي أدامك دا خطيبك و اللي في ايديك دي شبكته ليكي…. بلاش تفضل زارعه نفسك في أرض مش أرضك يا نادرة و إلا هتموتي و توجعي نفسك.
أنا همشي سلام.
نادرة بصتلها بحزن أنها ممكن تسيبها في يوم زي دا و ردت بغضب :
=أمشى يا نغم أمشى و شكراً على وقفتك جانبي.
نغم : نادرة أنا مقصدش بس أنا خايفة عليك يا حببتي، شوفي الناس دول كلهم جايين يفرحوا معاكي لأن كل واحد من دول عارف أنك تستاهلي كل خير و برضو لأن كل واحد في الحي ليه موقف مع حسن و عارفين أنه جدع، ابوس ايدك يا نادرة بلاش تعمل حاجة توجعك و توجع قلبنا عليكي.
نادرة بحزن :
=طب ممكن تسكتي دلوقتي لو سمحتي لان هعيط و الناس هتلاحظ و أنا مبحبش دموعي بتحسسني اني ضعيفة و أنا بخاف اكون ضعيفة في يوم.
نغم بحب حضنتها و بهمس :
=حبيبتي أنتي مش ضعيفة و لا عمرك هتكوني كدا طول ما أنتي بتحكي قلبك و عقلك و لما تلقى نفسك مع اللي بيحبك بجد وقتها قلبك هيكون دليلك.
حسن كان بيبص عليهم من وسط التجمع و لاحظ أن في حاجة، ساب الشباب يكملوا رقص و رجع لنادرة.
نغم لما شافته ابتسمت و قامت من مكانه.
حسن بجدية :أنتي كويسة؟!
نادرة :اه.. اه.
حسن بتاكيد و اهتمام :متأكدة؟! لو تعبتي ممكن نفوض الليلة.
نادرة :بس أنا كويسة.
حسن :يارب دايما تكوني كويسة.
نادرة : هو أنا ممكن اسألك سؤال؟ هو أنت ليه خليتنا نشتري الاسورة دي، يعني مكنش لازم و بعدين دي اكيد غالية عليك.
حسن بجدية و بيتكلم بتقل و لباقة
=اولآ الشبكة هدية العريس و ثانيا الحمد لله موضوع الفلوس دا سبيها عليا متفكريش فيه كتير، ربك بيرزق و يعني أنا محوش مبلغ كدا علشان الجواز، و الحمد لله مستورة.
نادرة بسرعة:
=و الله أنا مش قصدي حاجة و لا أقصد موضوع الفلوس و لا….
حسن : فاهمك يا نادرة، متقلقيش أنا لو مش جاهز مكنتش اتقدمتلك دلوقتي، أنا يا بنت الحلال مش عايز ابهدلك معايا علشان اللي مرضهوش لأختي مش هرضاه ليكي.
نادرة ابتسمت بود و راحة؛
=على فكرة أنت طيب أوي يا حسن.
حسن :
= و انتي تستاهلي كل خير ربنا يقدرني و أسعدك يا نادرة بس في حاجات كتير لازم نتكلم فيها علشان نقدر نتفاهم بس مش دلوقتى.
نادرة لنفسها :
=عارف أنت صعبان عليا أصل مش عارفة لو هكون البنت اللي أنت تستاهلها و لا لاء، و كمان أنا مش شبهك و مش عايزاه أعيش الحياة دي…. أنا حتى مش عارفه أنا عايزاه ايه.
في نفس الوقت دخل شاب بيت الحج موسى و هو بيجري بسرعة و بينهج باين عليه الفزع طلع السطح بسرعة
اول ما شاف حسن جري ناحيته
=اللحق يا حسن النار ماسكة في بيتك….
حسن بصله باستغراب و قام بسرعة :
=أنت بتقول ايه يا أيمن؟
ايمن :النار….
مكملش جملته و حسن خرج بسرعة و وراه الشباب و دعاء اللي اتفزعت هي و نادرة الكل خرجوا وراهم
حسن نزل من البيت و هو بيجري ناحية بيته، خرج من الشارع لكن وقف مصدوم وهو شايف النار اللي ماسكة في الستاير من جوا البيت و الدخان خارج من الشبابيك
جري بسرعة ناحيته و بدون ما يفكر كسر الباب
دعاء أول ما شافت بيتها بيو”لع حسيت بالأرض بتتهز تحتها لكن ضربت على صدرها بقوة و هي شايفة حسن بيكسر الباب و داخل لجوا البيت و بيحاول يطفي النار اللي ماسكه في عفش البيت
تبارك : حسن!
دعاء بسرعة : ابني… اللحقه يا عامر
نادرة وقفت جانبها و هي خايفة عليه
كانوا بيحاولوا يطفوا الحريق
جليلة :استر يارب استر يارب….
الشباب و رجالة الحي قدروا يطفوا النا”ر لكن عفش البيت كان اتحر”ق و اتبهدل جدا من الحر’يق
بعد مدة خرجوا من البيت و سابو حسن قاعد في المدخل و هو بيبص لكل شبر في البيت اللي اتبهدل، نزل راسه بتعب و همس لنفسه
=يارب اديني طاقة أنا تعبت ورايا عيلتي متكسرنيش لأنهم مسنودين عليا يارب.
عامر قعد جانبه و كان باين عليه الحزن :
=قدر الله وما شاء فعل يا حسن قدر الله وما شاء فعل و أنت راجل مؤمن.
حسن :كل ما أحاول افرح بتيجي الدنيا و تضر”بني على دماغي بمرزبه يا عامر، الحمدلله على كل حال….
عامر ربت على كتفه باهتمام :
=صدقني هنرجع كل حاجة زي الاول و احسن كمان و أن على العفش اللي اتحر”ق هنجيب احسن منه الف مرة و بعدين ما يام وقعنا و قومنا و ما يقع الا الشاطر.
حسن و هو بيبص للبيت
:على الله… على الله.
قام من مكانه و خرج للرجالة اللي كانوا واقفين برا
حسن:تسلموا يا رجالة وقفتكم معايا مش هنساها.
عبود( القهوجي) :
=بس مين عمل كدا يا حسن؟
حسن بحدة :اكيد واحد ميعرفش ربنا
عبود :أنا بلغتك البوليس و زمانهم جايين
حسن بسخرية :البوليس يا عبود لو قادرين يعملوا حاجة للي زي كانوا على الأقل عرفوا مين اللي حاول يصفي د”مي لكن زي كل مرة هتتايد ضد مجهول بس يشهد ربنا اني مش هسيب اللي عامل كدا و لو فيها موتى، تسلموا يا رجالة…..
كل واحد راح لبيته ماعدا الحج موسى و عامر و نادرة قرايبها
امرآه بهمس: يا اختي ايه الخطوبة الفقر دي، البت دي وشها نحس عليه أول ما تقدملها كان هيموت و دلوقتي البيت بيو”لع
التانية بمكر: أنتى هتقوليلي و بعدين دي بنت سنية، أمها كانت ست مفترية و محدش كان بيطقها و البت طالعه لسانها طويل لأمها لا و كمان نحس… عيني عليك يا حسن و الله ميستاهل واحدة زيها
نادرة سمعت الكلام اللي بيهمسوا به لبعض و افتكرت زمان لما كانت صغيرة و كانوا بيضايقوها و بيتكلموا عن أمها وحش و كرد فعل طبيعي منها كانت بتضر”ب اللي بيقول حاجة وحشه عن أمها و بترد على كل واحدة تزعلها بس كانت بتزعل و بتتوجع و محدش بيحس بيها
بالعكس بيشوفوا انها عد”وانية لأنها بتضر”بهم محدش فهم أنها مبتحبش تبكي لكن بتزعل.
دموعها نزلت و هي سامعهم بيتكلموا عنها أنها( نحس)
نادرة لنفسها :هم عندهم حق علي فكرة
طول عمرك يا نادرة هتفضل نحس على حواليكي، و هو كمان هيقول كدا لما يقعد و يفكر بس أنا مش عايزاه اتوجع منهم تاني أنا مش عايزه حد يوجعني تاني… أنا لازم اديله دبلته بس…. أنا مش عايزاه أكون قليلة الأصل….
مسحت دموعها و اخدت نفس عميق و هي بتدوس على وجعها و بتبص للي كانت بتتكلم، راحت ناحيتها بسرعة و عيونها فيها شر
زهرة بخوف و هي شايفة نادرة بتقرب منها :
=في ايه يا نادرة يا بنتي؟!
نادرة وقفت ادامها و همست بغضب :
=اقسم بالله لولا الموقف اللي احنا فيه دا كنت جبتك من شعرك و مسحت بيكي الحارة لكن حظك بقا، سيرة أمي لو جيت على لسانك تاني يا زهرة و ربي لتكوني ندمانة، يا شيخة حسي على دمك اللي بتتكلمي عنها دي ما”تت جاتكم القرف عالم هم
مشيت و سابتها و كل واحد راح بيته حتى قرايب نادرة
جليلة :نادرة خلينا نروح الوقت اتأخر ابوكي قال اخدك و نمشي و هو هيفضل معهم.
نادرة بعناد : جليلة روحي أنتي و انا مش هتاخر هاجي وراكي على طول.
جليلة بشك :هتروحي فين يا بت؟ انتي عارفة الساعة كام دي داخلة على اتنين !
نادرة بضيق؛
=هروح فين يعني يا جليلة هطمن على أم حسن ياله روحي أنتي بس
جليلة:لا يا أختي مش هقدر اسيبك في الوقت دا رجلي على رجلك.
نادرة :جايبة أبن أختي معايا، صبرني يارب… ياله
جليلة دخلت معها بيت حسن و هي زعلان على شكل البيت كان أبوها قاعد مع حسن و عامر
تبارك لما شافتهم راحت ناحيتها
تبارك :نادرة الوقت اتأخر يا حبيبتي.
نادرة :اومال هي والدتك فين يا تبارك؟!
تبارك بحزن: الضغط وطي عندها أنا اديتها الدواء و نامت… الحمد لله الحريق مطلتش الاوض…
نادرة بحزن :
=أن شاء الله هتعدي يا تبارك، و الله هتتعدل
تبارك بحزن:يارب يا نادرة يارب.
جليلة:طب مش ياله يا نادرة، أم حسن نايمة دلوقتي
نادرة بصتلها بغضب و قربت من تبارك تهمس لها؛
=هو أنا عايزاه اتكلم مع حسن بس من غير ما حد يحس ممكن.
تبارك :طب بصي الطرقة استنى فيها دقيقتين و انا هناديله علشان مع الرجالة
نادرة هزت راسها بمعنى اه و راحت ناحية الطرقة البعيدة
جليلة بضيق؛ رايحة فين يا نادرة
نادرة :استغفر الله العظيم راحة الحمام يا مرات ابويا اتبطي بقا…
جليلة بضيق :مش ناوية تحبيها لبر
كانت واقفه في الطرقة بعيد عن انظارهم لحد ما لقيته داخل بعد ما تبارك نادت له
حسن باستغراب و حدة :
=نادرة أنتي لسه هنا الوقت اتأخر؟
نادرة :
=هو أنا بس كنت عايزاه…. كنت عايزاه
حسن : اتكلمي عايزاه ايه؟
نادرة بمواساة:
=كنت عايزاه اقولك أن شاء الله هتتعدل يا حسن و الله و هتعرف مسن ابن الحر”ام اللي عمل كدا و هتاخد حقك تالت و متلت منه..
حسن بابتسامة حزينة:ان شاء الله يا نادرة ان شاء الله بس مينفعش تفضلي برا البيت اكتر من كدا لازم تروحي.
نادرة : طب هو أنت مش عايز تقول حاجة
حسن اتنهد و رد
:لا يا نادرة مش عايز….
نادرة قربت منه و حطت ايديها على كتفه بحزن :
=حسن أنا عارفه انك زعلان من جواك حتى لو مش باين عليك بس عايزاك تكون عارف إني جانبك، آه مفيش حاجة في أيدي اعملها بس وقت ما تكون متضايق و مش لاقي حد تتكلم معه أنا ممكن اسمعك وقتها و مش هزهق منك. و
لو أنت حابب تطلع الزعل اللي جواك انا هسمعك و الله.
بعيد عن أي حاجة بينا بس أنا في ضهرك بس مش زي ما أنت ممكن تفكر أنا أقصد في ضهرك يعني بدون ما اكون في مشاعر ليك عندي فاهم…. اقصد اني…
حسن ابتسم رغم حزنه :
=هو أنتي متعرفيش تكملي الكلام حلو للآخر لازم يبقى في جملة دبش في النص
كمل كلامه بجدية و هدوء
=متقلقيش أنا كويس الحمد لله و بعدين ربنا موجود و ان شاء الله انا هظبط الحاجات اللي اتحر”قت متشغليش بالك أنتي
بس ياله روحي مينفعش تفضلي هنا لحد دلوقتى
نادرة :ماشي همشي سلام عليكم
حسن :و عليكم السلام.
أبتسم و هو شايفها بتبعد و بتخرج من البيت مع جليلة.
حسن :
=شكلك كدا هتتعبي قلبي معاكي.. بجملة..
**************************
في بيت الحج موسي
نادرة دخلت مع جليلة اللي كان باين عليها السرحان و الحزن و جليلة لاحظته
نادرة:هدخل اغير و أنام تصبحي على خير
جليلة : هتنامي و أنتي زعلانة كدا
نادرة بابتسامة جميلة:
=بس أنا كويسة يا جليلة..
جليلة بهدوء و هي بتقرب منها :
=مبتعرفيش تخبي يا بنت سنية عيونك شفافة الحزن مش لايق على ملامحك و لا لايق على قلبك يا نادرة، ايه اللي مزعلك.
نادرة :
=خايفة… خايفة أوى يا جليلة، خايفة يجي اليوم اللي اذاي فيه نفسي….. احضنيني يا جليلة هو أنا لازم اقولك احضنيني…
جليلة بصتلها بحزن و ابتسمت و هي بتحضنها بقوة و بتربت على ضهرها باهتمام
نادرة بهدوء :حضنك دافئ أوي…. عارفة يا جليلة أنا يمكن فيا كل العبر زي ما كلكم شايفين لكن يعلم ربنا أني بس خايفة، خايفة اتوجع يا جليلة خايفة أوي… محدش فاهمني أنا مش عايزاه أغلط بس و الله العظيم غصب عني
جليلة بحب:
=مهما خفتي و حسيتي أنك لوحدك افتكري أننا في ضهرك فاهمة يا نادرة و بعدين مين قال ان فيكي كل العبر، أنتي طيبة قلبك كفاية تخلينا نحب نعيش معاكي اوعي في يوم تخلي كلام الناس يأثر فيكي بطريقة وحشه اوعي يا نادرة…. و ياله ادخلي غيري و تعالي ننام سوا أبوكي شكله مش جاي دلوقتي
↚
نادرة : أنا مصلتش العشاء و المغرب من زحمة اليوم، هغير و اصلي و اجيلك.
جليلة:ماشي يا حبيبتي ياله هستناكي…
بعد دقايق
نادرة خرجت من اوضتها و راحت أوضة جليلة اللي كانت قاعدة على السرير ابتسمت و هي شايفها بتدخل و بتنام جانبها.
جليلة : اطفي الاباجورة اللي جانبك.
نادرة غمضت عينيها بتعب نامت و هي في حضن جليلة اللي كانت بتملس علي شعرها بحنان
نادرة بنوم: هو كدا هياجلوا الفرح صح؟
جليلة بخبث؛ ليه مش قادرة على بعده؟!
نادرة برفعة حاجب
:نامي يا جليلة بدل تهيوات نص الليل دي نامي يا ماما…
*******************
في فيلا الأسيوطي
رحاب كانت قاعدة في الجنينة في وقت متأخر بتشتغل على اللاب توب مبتسمة بخبث
رحاب :اامم اظن هديتي لخطوبتك مفاجأة يا ابو علي بس أنا كنت رحيمة معاك و مخلتش اللي يو”لع في بيتك يو”لع في الورشة كمان، اصل أنا الصراحة مبحبش الاذايه بس برضو حبيت اسيبلك تذكار حلو في اليوم المميز دا
مش رحاب الأسيوطي اللي حد يرفضها مش حتة ميكانيكي مالوش لازمة.
في نفس الوقت
دخل فريد الفيلا و باين عليه انه سكر”ان لكن فايق الي حدا ما، رحاب بصتله بغضب و سخرية.
حطيت رجل على رجل بتعالي و هي شايفه داخل
رحاب بضيق؛ اهلا اهلا يا فريد بيه، ما لسه بدري كنت اتأخر كمان شوية و سيب الشغل في المجموعة.
فريد بضيق :
=عايزه ايه يا رحاب انا مش فايقلك
رحاب :اه بس فايق بس للشرب و البنات و ناسي الشغل، عمي مراد راجع مصر كمان شهر بالكتير لو رجع و شافك بالمنظر دا صدقني مش هتحب تصرفه
أنا لحد دلوقتي بداري عليك ادامه لكن مش هفضل أعمل كدا كتير.
فوق يا فريد و بطل صرمحة متنساش أنت مين و متنساش انك أبن مراد الأسيوطي.
فريد بسخرية:
=ما بلاش دور سيدة الأعمال دا يا رحاب علشان بدأت اتخنق منك، و بعدين أنا بعدي حاجات كتير ليكي و مش عايز اتكلم، يمكن لأن قانون السوق هو المصلحة تُحكم
فبلاش تخليني أكشف ورقك يا مدام رحاب الأسيوطي….. اه صحيح ذوقك انحدر أوي
رحاب بصتله بلامبالة رغم خوفها انه يكون عرف حاجة عن مقابلتها بحسن الصياد
******************
بعد مرور شهر
حسن كان بيتابع العمال اللي جابهم يشتغلوا في بيته و كمان بيجهز شقته و بيخلص النقاشه.
نادرة بتعدي يومها عادي مع جليلة و قليل لما بتتكلم مع حسن.
في احدي الليالي
عامر رجع لبيته بعد ما خلص شغل مع حسن و قفلوا الورشة، طلع لوالده اللي كان قاعد في البلكونة
عامر بمرح :يا حج عبد الرحمن فينك
عبد الرحمن :أنا في البلكونة يا عامر تعالي يا إبني
عامر ابتسم و دخل البلكونة لقى والده بيسي الصبار سند على تربزين البلكونة و بيتفرج على الشارع و الناس رايحة جاية
عامر :طول عمرك تحب الزرع يا حج
عبد الرحمن : الله يرحمه ابو حسن هو اللي خلني احب الزرع الله يرحمه.
عامر :الله يرحمه، طب ايه؟ انا جعان اكلت و لا احضر عشاء لينا احنا الاتنين.
عبد الرحمن :أنا اتعشيت مع حسن، أصيل الواد دا جيه من شوية و كان جايب اكل معه انت كنت فين صحيح حسن قال انكم قفلوا الورشة من ساعة.
عامر :كنت بعمل مشوار كدا في السخان بس مقولتليش حسن كان بيعمل ايه هنا
عبد الرحمن :كان جايب كفته و قال لازم نتعشا سوا و قاعد معايا و فضل لحد ما اخدت الدواء و مشي
عامر :طيب حسن بس الدنيا جاية عليه بالجامد و كل شوية تديله على دماغه يعني هيلقيها منين و لا منين بيته و لا مصاريف جوازه و لا علاج أمه و الله حسن ساعات بيصعب عليا
عبد الرحمن بجدية: راجل و صابر على اللي بيحصل فيه، عارف يا عامر حسن دا بيفكرني بابوه الله يرحمه، بيكافح علشان يعرف يعيش في البلد دي
تعرف لما عرفت انه هيخطب فرحتله هو يستاهل يلقى راحة البال مع بنت الحلال و نادرة طيبة و على نيتها
عامر : ربنا يسعدهم يا حج و يبعد عنه ولاد الحر”ام اللي حاشرين نفسهم في حياته.
عبد الرحمن:اللهم امين و يرزقك ببنت الحلال، ياله ادخل صب الشاي و اطلعله
عامر :اطلع لمين لامواخذة
عبد الرحمن : لحسن قاعد عند غية الحمام
على السطح
حسن كان قاعد على الكنبة و هو ساند دراعه على السور وراه بيسمع اغنية لعبد الحليم و هو بيتفرج على الحمام اللي طاير في السماء بحرية و الحمام اللي بيرجع للغية
كأنه عارف مكانه
“على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم، انا ياما عيوني سألوني و ياما بتألم.”
حسن اتنهد و قام حط ايديه في جيب بنطلونه و هو بيبص للشارع و كل واحد مشغول في حاله.
دخل عامر و هو شايل صنيه الشاي و ابتسم بمكر.
=عاشق و الله أنت يا حسن، لسه بتسمع عبد الحليم مع الحمام.
حسن : اعمل ايه بقا شقيق حاسس ان محدش هيسمعني غيره مصاحبه و انا لسه عندي عشر سنين ابويا الله يرحمه كان دايما يجبني هنا عند الغية كنت بشوف بيطير الحمام و لما اسأله انت مش خايف يطير ميرجعش تاني يرد يقولي كل طير عارف ارضيه و هيرجع تاني لمكانه.
عامر :طب خد الشاي، و بعدين ايه اللي انت جايبه تحت دا، كفته و حلويات يا ابني مش تلم فلوسك انت عندك مصاريف يامه
حسن :دي حاجة بسيطة و بعدين عم عبد الرحمن وحشني قلت اجي العب منه دور شطرنج و بعدين ربك بيرزق
عامر :طب قولي ناوي على ايه في الشقة بتاعتك و هتعمل ايه في مصاريف الفرح، و لا هتاجله شوية مع الحج موسى.
حسن بابتسامة: تعرف أنا نفسي يكون النهاردة قبل بكرا نفسي يجي اليوم اللي ادخل بيت فيه و القى نادرة مستنياني
حسن سكت فجأة يعد ما استوعب اللي قاله و هو بيبص لعامر اللي ابتسم بخبث
=أنت قولت ايه؟! قولت ايه سمعني
حسن بحرج :قولت ايه يعني متركزش
عامر بسعادة :
=مش هسيبك اللي ما تقولها أنت حبيت نادرة صح قول يا جدع متخفش انا ستر و غطا عليك أنت حبيتها
حسن ابتسم بسخرية و اتكلم بحدة و تحذير
:عامر شد بلاستر مش عايز اسمع صوتك
عامر :هتخبي على شقيقك طب ازاي
حسن :أخرس….
عامر :بتحبها!! بتحبها بتحبها…أبو علي بيحب يا حارة
حسن ضحك من عفوية عامر
حسن :يا عم أنت فايق و رايق انت شايفني يعني خالص جهزت كل حاجة…. الجواز دي حد بصص لينا فيها اتنيل
أنا أدامي شهرين تلاته و اكون جهزت و هي اكيد الحج موسى مجهزها من زمان يعني التأخير هيبقى من عندي
عامر :متقلقش الحج موسى عارف الظروف و اكيد هيبقى مقدر
حسن بضيق؛
=مش عايز حد يعرف ظروفي يا عامر…. مش عايزه يحس اني ممكن يجي يوم اللي اقصر فيه في بيتي، اه بس لو عليا اعملها فرح تحكي عليه كل اسكندرية بس ربك عالم بالحال، عهد عليا أدام ربنا مش هيجي اليوم اللي اخليها محتاجة حاجة حتى لو هشتغل مية شغلانة.
عامر :
=و الله يا حسن قلبك ابيض و متقلقش نادرة بنت أصول و ان شاء الله ربنا يكرمك و تخلص الشقة في معادك و بعدين انا معايا قرشين كدا في البنك بكرة الصبح….
حسن بمقاطعة :
=عامر خلي فلوسك و بعدين انا بس موضوع الحر”يق دا هو اللي غيرلي حساباتي بس خلاص العمال خلصوا شغل فيه و هفض لشقتي ..
عامر :ان شاء الله خير و برضو لو احتاجت اي حاجة أنا رقبتي سداده.
حسن :تسلم يا برنس ياله اشرب الشاي.
============================
تاني يوم الصبح
نادرة خرجت من البيت مع جليلة في طريقهم لسوق الجمعة علشان تشتري حاجات للجهاز.
جليلة بخبث : نادرة تعالي ندخل المحل دا شكله فيه حاجات حلوة اوي.
نادرة بصيت لوجة المحل و رجعت بصت لجليلة اللي ضحكت على شكل نادرة و هي شايفة وشها أحمر
نادرة بضيق:طول عمرك دماغك شمال يا مرات ابويا لا يا حبيبتي مش هدخل اتفضلي انتي
جليلة بخبث:و ماله المحل يعني زي الفل
نادرة بخجل :انتي مش شايفة حطين في الوجهة اومال لما ندخل
جليلة :ما انا معاكي يا بت و بعدين ايه يعني انت عروسة يا حبيبتي تعالي بس تعالي.
نادرة :سيبي ايدي يا ولية انتي ما صدقتي و بعدين انا مش عايزه قمصان انا عندي بجامات كتير و حلوة اوي.
جليلة بسخرية و حدة :ادخلي و انتي ساكتة..
نادرة دخلت معها و هي متضايقة و بتكلم نفسها
:ابقى شوفي مين هلبس القرف دا و بعدين ايه قلة الأدب دي ازاي يحطوا الهدوم دي كدا في الوجهة.
جليلة :تعالي نتفرج هنا.
نادرة :مش عايزه ايه هو بالعافية يا ست انتي
جليلة :اه بالعافية و ياله بقا بدل و ربي هتصلي بابوكي أنتي حرة.
نادرة :ربنا على الظالم.
بعد شوية جليلة كانت مشغولة و هي بتتفرج على الحاجة و نادرة قاعدة على الكرسي بتقلب في موبايلها بلامبالة
جليلة موبايلها رن و كان الحج موسى خرجت علشان تكلمه لكن نادرة ماخدتش بالها.
خرج صاحب المحل من مكتبه و هو بيبص للبنات و الستات اللي موجودين و اللي بيشتروا، ابتسم و هو بيبص لنادرة باعجاب راح ناحيتها
المعلم سلطان :نورتي المحل يا نادرة و الله المحل نور… الحج موسى مختفي فين كدا بقالي كتير مشوفتوش
نادرة بجدية :المحل منور بصحابه يا معلم سلطان، ابويا في المحل أنت عارف شغل الأجهزة الكهربائية.
المعلم سلطان بخبث:
= الله يعينه، قوليلي انتي بتدوري على حاجة معينه في هنا تشكيلة حلوة اوي من قمصان النوم.
نادرة لنفسها:ابقى البسهم، ايه الراجل دا يارب.. صبرني
=لا يا معلم سلطان شكراً أنا مش عايزاه حاجة دي مرات ابويا بس كانت جاية تتفرج مش عارفة راحت فين.
سلطان بخبث :
=طب ما تيجي نضايفك في المكتب لحد ما ست جليلة تيجي بدل القاعدة هنا.
نادرة:معليش انا مرتاحة هنا.
سلطان :ايه دا يا نادرة هو انتي بخيلة و لا ايه دا ابوكي مش يخيل حتى تعالي بس يا شيخة تعالي.
نادرة بصتله بيأس و دخلت معه المكتب.
نادرة بذكاء : ها يا معلم سلطان حاسة كدا ان في كلمتين محشورين في زورك عايز تقولهم، أنجز قولهم و خلصني.
سلطان ابتسم بمكر و قعد على الكرسي :
=طب عمرك ناصحة و بنت بلد تفهميها و هي طايرة، بس بصراحة كدا حظك وحش في الجواز بقا نادرة بنت الحج موسى صاحب اكبر محل أجهزة كهربائية تتجوز حتة ميكانيكي لا راح و لا جية
نادرة بحدة
:اوزن كلامك يا معلم، و بعدين الميكانيكي دا جزمته برقبة ناس تانية متسواش
و بعدين انا راضي و ابويا راضي مالك انت و مالنا يا قاضي و بعدين اسأل اي حد عن حسن الصياد في اسكندرية كلها
هيقولولك الرجولة و المجدعة فبلاش تحشر مناخيرك و الا قسما برب العزة.. جزمتي هتعلم قفاك بعد اذنك يا معلم سلطان.
سلطان لنفسه :
حقك تدلعي يا مزة بيضالك في القفص يا حسن لا و بتدفع عنك بحرقة أوي.
نادرة خرجت من المكتب بغضب و راحت لجليلة
نادرة بحدة :عايزاه أمشي
جليلة : مالك قلبتي بوزك شبرين ليه؟
نادرة :متضايقة من المكان…
جليلة :لا استنى حسن زمانه جاي.
نادرة :جاي فين؟!
جليلة :جاي هنا ابوكي كلمني و قالي ان حسن كان عايز يشوفك و انه في سوق الجمعة فأنا قولتله اننا هنا.
نادرة :يلهوي يا مرات ابويا انتي بجد قوليله اننا هنا في المحل دا…. خلينا نمشي فورا ياله… ي
فجأة سكتت و هي شايفة بيوقف الموتسكل أدام المحل…..
نادرة بخجل :طب انا اقول ايه دلوقتي ادعي عليكي يا مرات ابويا هنطلع من هنا ازاي دلوقتي دا واقف أدام المحل.
جليلة : تعالي بس تعالي….
نادرة :ربنا ياخدني يارب خدني…
↚
نادرة خرجت من المحل مع جليلة و هي متضايقة و مكسوفة من الموقف اللي جليلة حطيتها فيه
حسن كان واقف أدام المحل و هو قاعد على الموتسكل، بصلهم و هم خارجين لكن بأن عليه الغضب و هو بيضغط على ايديه و مركز مع نادرة اللي خارجة مع جليلة
و واضح عليه الغيرة و الغضب.
نادرة بصتله باستغراب من طريقته و نظراته لكن مشيت وراء جليلة بهدوء
نادرة بهمس :منك لله يا جليلة…
جليلة بحدة :اتلمي يا بنت سنية بدل ما المك.
جليلة :ازايك يا حسن اخبارك ايه و اخبار الحجة ايه؟
حسن بحدة حاول يداريها:
=بخير الحمد لله بتسلم عليكم.
جليلة :الله يسلمها يا حبيبي.
حسن بص لنادرة اللي واقفة بتقلب في موبايلها بلامبالة، جز على سنانه بضيق و حاول يتعامل عادي
حسن : أنا كلمت الحج موسى و قلتله اني هاخد أنتي و نادرة تتفرجوا على الشقة علشان لو عايزين حاجة معينة فيها.
نادرة بضيق :بس أنا عايزة أروح.
حسن بهدوء مخيف و همس:
=قسما عظما أنا على أخرى منك و تكه كمان و هعمل مصيبة باللي اللي انتي لابسة دا فلمي الدور و اركبي يدل ما تشوفي الجنان على أصوله.
رجع خطواتين لوراء و بصلها بتحذير.
جليلة ابتسمت بسعادة أن في حد يقدر يحكم تصرفاتها المتهورة.
حسن :ياله علشان منتاخرش
نادرة بحدة : و انا مش رايحة في حتة و اللي عندك اعمله يا حسن، انا اصلا مش موافقة على الجوازة الزفت دي فاكر نفسك تقدر تتحكم فيا دا بعينك يا أبن الصياد مش على اخر الزمن حد يفرض عليا اعمل ايه و معملش ايه… دا ابويا نفسه مجاش يوم يفرض عليا رأيه الا لما حضرتك طلبت ايدي
أنا مش هروح في حتة.
جليلة بحدة و غضب:نادرة لمي لسانك.
نادرة بضيق :اللهم طولك يا روح مش شايفة بكلمتي ازاي و بعدين ماله اللي أنا لابسه
لا يا حبيبي أنت اللي دماغك شمال و الصنف الزبالة هو اللي بيركز
حسن بغضب و مقاطعة :
=نادرة لمى لسانك قسما بالله أنتي ماهتستحملي قلم مني، اوزني كلامك مش على اخر الزمن حتة عيلة تقولي عني أنا زبالة فاهمة يا حيلتها و بعدين أنا هركز في ايه ما أنتي كم شهر هتكوني مراتي يعني عرضي، حضرتك لو فكرتي تلات ثواني بصي حواليك و ركزي مع نظرات كل واحد تفكيره بيروح شمال
او اي شخص بيحاول يرجع لربنا و شافك و اتفتن بيكي و يحس ان مفيش فايدة.
نادرة دموعها نزلت بضيق و حزن و بحزم:
=ملكش حق تتدخل فيا، أنا مش مراتك لحد دلوقتي.. أنا خطيبتك مش مراتك و شقتك دي أنا مش عايزه ادخلها اصلا… ياريت تخلي عندك د”م و تفسخ الخطوبة الزفت دي… أنا مش عايزاك….و أنا مش هتغير
دا شكلي ودا لبسي و دي حياتي انا… مالكش دخل فيها، أنا ماشية.
نادرة مشيت و سابتهم، حسن اتعصب لدرجة حس أنه عايز يضر”ب حد
جليلة بهدود :
=حقك عليا أنا يا حسن معليش هي كدا و الله العظيم عصبية و مش بتشوف ادامها زي أمها الله يرحمها بس و الله قلبها أبيض، و حكاية الهدوم الضيقة دي أبوها ياما زعق لها لكن اللي في دماغها في دماغها
و الله ضر”بها قبل كدا بسبب الموضوع دا لكن برضو مش عايزه ترجع عن اللي في رأسها.
حسن بجدية:
=طب روحي معها دلوقتي بدل ما تروح لوحدها و الموضوع دا نبقى نشوفه بعدين.
جليلة :ماشي يا ابنى.
بعد ساعة في بيت الحج موسي
نادرة دخلت اوضتها و جليلة بتزعق لها لكن مهتمتش
نادرة بحدة : طب و الله ما انا معتذرة لحد ابقى شوفي مين اللي هيعتذر، دا اتهبل و بعدين ما أنا طول عمري بلبس بناطيل جينز من امتى و انتي بتزعقي.
جليلة بحنق:
=طب و الله يا نادرة لما ابوكي يجي لقوله و أنتي حرة مع ابوكي ان ماداكي عقلة محترمة مبقاش جليلة….
نادرة قفلت الباب في وشها
جليلة : متربتيش هقول ايه يعني
نادرة غمضت عينيها و قعدت على السرير و هي بتعيط بهستريه، حطيت ايديها على وشها.
=أنا مش عايزاه اتجوزه مش عايزاه
هو فاكر نفسه مين علشان يكلمني كدا
ما أنا مش هخرج من السجن علشان ادخل غيره لا…. دا بعينهم، و بعدين هو يطول يتجوز واحدة زي بعد ما أتقدملي ناس ليهم وزنهم اتجوز واحد زي دا لا يا حسن لا
جليلة من برا:
=بتكابري يا بنت سنية بتكابري…..
الغرور هيضيعك بلاش تبصي فوق يا نادرة بلاش يا بنتي… لا دا توبك و لا حياتك
انتي زي السمكة اللي مينفعش تطلع من البحر حتى لو هي عايزاه، اللي انتي مش عايزاه دا
هو اللي هيحافظ عليكي.. اوعي تفتكري ان الراجل لما بيكون د”مه حر بيكون متحكم
بالعكس دي غيرة و اللي يغير يبقى بيحب و اللي يحبك اوعي تبعيه
و بعدين اعقلي الكلام و اوزنيه…. غلط هو في ايه، ما انتي كل ما بتخرجي بالبناطيل الجينز و الهدوم الضيقة دي بتتعاكسي… انتي جميلة يا نادرة بس مش عارفة تحافظي على جمالك، جمالك دا نعمة من ربنا
مينفعش كل من هب و دب يُغرم بجمالك دا
احفظي نفسك علشان ربنا يحفظك
أنتي بتصلي و عارفة ربنا… و ربنا أمرنا النساء أنهم يحفظوا نفسهم، ربنا يهديكي.
نادرة بضيق و هي واقفة وراء الباب :
=أنا خايفة يا جليلة….. أنا خايفة اتوجع
أنا خايفة اتساب، خايفة أكون سنية تانية
عايزاه يعرف اني مش ضعيفة… مش عايزاه يحس اني لعبة في ايديه يحركها زي ما هو عايز… عارفة أنا لسه فاكرة أمي
و فاكراه لما كنت هموت بسببها أنا لسه فاكرة كل حاجة، كأنه امبارح و كأني مكنتش طفلة خمس سنين…. هو ليه الوجه بيفضل معلم على قلوبنا ليه بيفضل الوجع سايب جرح يا جليلة… و ليه الماضي مبيتنسيش و كأنه امبارح.
أنا مش عايزاه اتجوز يا جليلة مش عايزاه احس ان حد متحكم فيا.. مش هقدر
مش عايزاه اجيب طفلة و اسيبها تعيش لوحدها…. مش هقدر يا جليلة انا عايزه اعيش حياتي.
جليلة :
=نادرة… سنية الله يرحمها لو كانت وحشه مع الناس كلها لا يمكن تكون وحشة معاكي أنتي، يمكن كانت مهملة شوية لكن يعلم ربنا أنها كانت بتحبك أوي
عارفة يوم وفاتها وصتني عليكي كان نفسها تشوفك عروسة… مكنتش عايزاه تسيب وجع في قلبك.
و بعدين مين قال ان حسن كدا بيتحكم فيكي دا خوف عليكي صدقيني لو دخلتي لنفوس البشر و اللي بيقوله لما يشوفكي كدا و لو سمعتي الكلام اللي بيقوله في سرهم عنك بدون ما يعرفوكي هتتعبي
نادرة :
=أنا عايزاه اعيش حياتي بدون ما احس ان الناس بيفرضوا عليا رأيهم.
جليلة:بس انتي عايشة وسط الناس و بعدين هو انتى لو عدلتي شوية في حياتك هتبقى كدا مش عايشة حياتك مين قالك
جربي مش هتخسر حاجة
صدقيني هتحسي براحة نفسية و كأن في هالة من الطمأنينة محاوطاكي
بس عتابي عليكي هو طريقتك مع حسن
مينفعش تحسسي جوزك انه اقل منك
و أنك مش عايزاه بالطريقة دي
كان ممكن بالهدوء تطلبي تقعدي معه و تحاولي تفهميه
قوليلة انا مش مستعدة ارتبط دلوقتي بأي حد مش مستعدة اننا نتجوز
مش مستعدة اشيل مسئولية بيت، إنما العند و الصوت عالي و الزعيق دا بخليكي تباني مغرورة و مش متربية
و انا عارفة أنك مش كدة و متاكدة
أنك مش مديه نفسك فرصة أنك تفكري في موضوع الجواز
أنا لما ابوكي أتقدملي مكنتش حابة الفكرة و كنت متضايقة من الجوازة كلها
بس وقتها قررت افكر بعقلي و قلبي
شخص محترم و ابن حلال الناس بتشكر في أخلاقه و على فكرة ابوكي اتجوزني و هو حاله على اده
كان يدوب عنده بيت صغير اوي يا نادرة و كان شغال باليوميه و رزقه على اده
وقتها أنا كنت ناوية أرفض و قلت ازاي هتجوز واحد زي كدا
لكن وقتها قررت افكر فيها
ليه مديش لابوكي فرصة و ادي نفسي فرصة
اتجوزنا و خلفنا اختك مرجانة و محصلش نصيب اننا نخلف ولاد
لما شاف أمك حابها بس وقتها كان ربنا فتح عليه و بقا محل باسمه
جيه و قالي انه عايز يتجوز أمك… أنا حسيت وقتها اني بد”بح
ما هو مش سهل علي الواحدة ان جوازها يطلب منه انه يتجوز عليها
و خصوصاً لما تعيش معه في الفقر و لما ربنا يفتح عليه يروح يتجوز عليها
وقتها طلبت يطلقني و سبت البيت و رحت بيت ابويا و قعدنا شهور زعلانة
لكن افتكرت كل لحظة بيني و بينه
لقيت انه مفيش يوم سابني انام و انا زعلانة
كنت شايفه لهفته انه يخلف ولد
و شايفه في عينه حبه لسنية اللي قدرت تخط”فه من نظرة واحدة.
منكرش اني كنت مقهورة لكن رجعت له و قولتله اني موافقة يتجوز عليا رغم قلبي اللي اتكسر وقتها
هو رفض في الأول و قال انه خلاص مش عايز يتجوز بس أنا قولتله يتجوز اللي حبها و يخلف الولد اللي نفسه فيه
و بعد كم شهر اتجوز والدتك الله يرحمها
و جبلها شقة و بقا يروح لها و يعدل بينا
و هي خلفت و كانت بنت برضو
اوعي يا نادرة تكوني فاكرة اني استحملت كل دا عادي
اوعي تفتكري اني اشوف جوز في حضن واحدة تانية دا كان سهل عليا و الله ابدا
بس على ايامي مكنش للبنت انها تعترض
و فكرة ان البنت تتطلق كانت صعبة اوي
و أنا حبيت موسى اوي و علشان حبي له استحملت سنين
و يعلم ربنا اني ما كر”هتك لما كنت بشوفك و أنتي صغيرة كنت بفرح اوي و بحب العب معاكي.
نادرة :
=أنتي استحملتي كل دا عشان كنتي بتحبيه
ابويا اتجوز عليكي علشان معرفش يحبك
و ساب امي لما بطل يحبها….
جليلة :
=الراجل لما بيحب بيه الدنيا علشان اللي بيحبها… الراجل لما بيحب بيغير
بس الراجل الحقيقي مش بيستني يحب علشان يغير
و حسن راجل بيغير على أهل بيته، خليكي شاطرة و بلاش تخسريه
بكلمتين كويسين و ابتسامة رضا هيديكي عينيه
اللي زي حسن تعب في حياته ممكن بابتسامة تشتري و تجبري خاطره و هو مش عايز منك اكتر من كده
و ساعتها هيديكي روحه
نادرة :
= هو انتي بتتفرجي على ياسمين عز يا جليلة
هي الولية دي اللي هتودينا في داهية و ربنا
جليلة بمرح :
=ليكي نفس تهزري يا بت و بعدين يا اختي ياسمين عز دي عايزة الست تكون ممسحة لجوزها و تنسى كرامتها
لكن الشاطرة بتكون عاقلة في تصرفاتها
لا بترخي الحبل علي آخره و لا بتشده على آخره
نادرة فتحت الباب و بصت لجليلة اللي قاعدة أدام التلفزيون بتتفرج على فيلم قديم و بتحشي فلفل و بتكلمها في نفس الوقت.
نادرة : انتي هتقولي لبابا على اللي حصل؟
جليلة بغيظ:بصراحة تستاهلي اقوله علشان يرنك دين علقه تعلمك ان الله حق
اصل الكلام اللي قولتيه دا مش هين يا نادرة
و لو حسن اتكلم مع ابوكي
ابوكي هيجي يقوم بالواجب علشان اللي عملتيه غلط يا نادرة غلط.
نادرة؛ هو ممكن يقوله؟
جليلة بحدة:اه يا اختي و ممكن كمان يقوله انه عايز يفسخ الخطوبة
و انا لو عليا اقوله اللي عملتيه بس علي رأي حسن انتي مش هتستحملي منه قلم واحد
نادرة :
=اعمل ايه يا جليلة؟
جليلة بخبث :
=كلميه و حاولي تفهميه بالعقل كدا
↚
نادرة : دا بعينه ابن الصياد اني اكلمه.
جليلة لاوت بوقها بسخرية :
=و الله أنا لو خطيبك لكنت طفشت منك بقالكم اكتر من شهر مخطوبين و مش بتكلميه يا بت خلي عندك د”م.
نادرة :
=ما أنا معرفش هكلمه اقوله ايه
جليلة :علشان مش عايزاه تعرفيه
بصي يا بت لما الواحدة بتتخطب بتكون عايزاه تعرف اللي ادامها و تعرف طباعه
حاولي و انتي بتكلميه تركز في اللي بيقوله
وقتها هتلاحظي طريقته و هتفهمي دماغه و الخطوبة دي فترة تعارف
حاول تعرفيه و لو لقيتي فيه حاجة مش قابلها قولي لابوكي بس في لحظة صفا
قوليله شوف يا حج انا سمعت كلامك ووافقت اتجوزه و اتخطبنا بس حصل كذا كذا
و انا مش عارفة اتأقلم مع طباعه
ابوكي لو لاقكي بتفكري في الموضوع بعقل هيقولك ماشي يا بنتي انا هتصرف
اصل هو مش بايعك يعني هو بس عايز يحس انك فعلا واخده الموضوع بجد
نادرة بخبث :قصدك ادور على عيوبه و ساعتها ارفضه.
جليلة بغيظ:انتي غبية صح و الله العظيم طول ما انتي بتفكري كدا مش هتنفعي
قومي من هنا يا بت قومي
يا تقعدي تحشي معايا.
نادرة بضيق:لا مش عايزاه احشي هدخل ابخر البيت….
جليلة :ماشي….
بعد دقايق
نادرة قعدت على السرير و هي بتفكر ايه اللي هيحصل لو حسن قال لابوها اللي هي قالته و تهورها
مسكت الموبيل بارتباك و هي بتبص لرقم حسن بتوتر
=اكلمه…. طب هقول ايه، هو يمكن صح بس مينفعش يكلمني كدا
و كمان انا غلطت يلهوي عليا و على أفكاري
ضغطت على اسمه رنت عليه لكن لقيته بيكنسل المكالمة و بيقفل.
نادرة بضيق:
=دا بيقفل في وشي…. اوف، ماشي يا حسن ابقي شوف مين هكلمك.
**********************
في الورشة
حسن كان قاعد مع عامر و شخص كمان، لقى موبيله بيرن لما شاف اسمها قفل و كمل كلامه مع العميل اللي ادامه
حسن بجدية :بس يا استاذ منعم العربية بتاعة حضرتك محتاجة شغل كتير و المصاريف هتكون كتير لان الماتور كله محتاج يتغير…
منعم :
=شوف يا اسطى حسن أنا كتير اوي قوليلي انك شاطر و موضوع الفلوس دا متقلقش منه انا هدفع اللي أنت عايزاه بس العربية دي ترجع زي الأول
عامر :بس يا استاذ العربية خلصانه ازاي عايزها ترجع زي الاول أنت مش جاي لساحر يعني الحادثة مدمرة العربية
حسن بهدوء :استنى أنت يا عامر بس، شوف يا استاذ أنا هعاين العربية تاني و هقولك محتاجين ايه حضرتك تجيبه و سيب الباقي على الله و عليا
عامر بحذر:يا حسن
حسن : اصبر بس يا عامر.. العربية هتاخد وقت بس ان شاء الله هتطلع من عندي على الفبريكة.
منعم : هو دا الكلام.. على فكرة لو عرفت تصلح العربية دي انا هعمل معاك واجب حلو اوي
حسن :على الله…
منعم : خالص يبقى بينا مكالمات… انا لازم امشي دلوقتي.
حسن :تمام
منعم مشي و عامر فضل يبص لحس اللي بيشرب الشاي و هو بيفكر
عامر :نفسي اعرف بتفكر في ايه، العربية خلصانه يا ابني هتضيع وقتك على الفاضي.
حسن :مين قالك كدا…. العربية دي محتاجة شغل كتير لكن مش صعب انها تتصلح و بعدين خلينا نشوفها تاني و ساعتها اشوف هعمل ايه.
عامر :مالك شكلك متضايق مش ساعة ما جيت؟
حسن :موضوع كدا شغلني..
عامر : نادرة؟!
حسن :و انتي ايش عارفك؟
عامر : دي قدرات يا ابني…. بس قولي في ايه
حسن : و لا حاجة أنا هقوم دلوقتي اطلع على المخزن لو حصل حاجه ابقى رن عليا سلام.
عامر :سلام
=========================
بليل الساعة احداشر
نادرة كانت قاعدة على السرير و هي بتلوم نفسها على عملته و خصوصاً لان ابوها رجع و متكلمش عن حسن
و لا قال ان هو كلمه اصلا
نادرة؛
=ابو الغباوة اللي أنا فيها كان هيحصل ايه لو روحت معاهم اتفرجت على الشقة….
هو لو كان قال لبابا كنت هقول عليه حيوان و اكر”هه لكن مش سايبلي فرصة….
شكلهم ناموا… الوقت اتأخر اصلا…
في نفس الوقت
حسن ضغط على سنانه يغيظ و غضب من تهور أفكاره اللي جابته لحد بيتها في الوقت دا
بدون ما يفكر طلع على المواسير، نط بسرعة و دخل البلكونة، خرج مفك من جيبه و فتح باب البلكونة باحترافية بدون صوت
دخل بهدوء و خفة و قفل الباب وراه، نور الشقة كله كان مطفي و البيت هادي جداً
حسن بهمس و حدة :صبرك عليا يا بنت موسي
نادرة سمعت صوت خطوات جاي من برا اوضتها حسيت بالخوف و الارتباك و هي بتقوم من على السرير و بتروح ناحية الباب، صوت نبضاتها كان مسموع و احساس الخوف بدا يسيطر عليها
اخدت نفس عميق و هي بتحط ايديها على مقبض الباب و مجرد ما فتحت الباب دخل بسرعة و هو بيكتم نفسها.
نادرة فتحت عينيها من الصدمة و التوتر و هي شايفة بيقفل الباب برجليه و بيبصلها بحدة اربكتها
حسن بهمس مخيف:
=خايفة ليه؟ فين لسانك اللي عايز قاطعه.
طب مش ممكن اكون جاي علشان غرض مش كويس مش قولتي اني زبالة…. ايه مش خايفة اكون جاي علشان غرض زبالة زي.
ايه رايك اعمل كدا فعلا….
نادرة حطيت ايديها على صدره بتحاول تبعده لكن مسكها بقوة و غضب
=متحاوليش لان مش هتعرفي،أمم بس تعرفي انتي غبية اوي اصل انا لو دماغي شمال ما انا كنت هحب اشوفك بالهدوم الضيقة دي….
بس بما انك قولتي ان دماغي شمال يبقى لازم اعرفك الشمال بيعملوا ايه….
نادرة دموعها لمعت في عنيها بخوف و هي شايفه بيقرب لدرجة ان مبقاش في الا مسافة صغيرة بينهم لكن بعد فجأة
=هشيل ايدي لو صر”ختي انتي حرة…
نادرة هزت رأسها بالموافقة، حسن بص لها بشك و كأنه منتظر منها لحظة غدر.
بعد ايديه عن شفايفها بحذر و حط ايديه في جيبه و هو بيتحرك في الاوضة بحرية
كانت مترتبة فيها طابع انثوي من الألوان و الترتيبات.
حسن ببرود:
=اوضتك شكلها حلو…. رقيقة مش شبهك خالص.
نادرة حطيت ايديها على خصرها و رفعت حاجبها بحدة.
حسن بحدة و خبث
: اقعدي خلينا نتكلم…. و قبل ما تعترضي و ربي لو ما سمعتي الكلام لعلي صوتي و اصحى ابوكي و ساعتها هقوله أنك أنتي اللي كلمتيني و أنك فتحتي ليا الباب
و متنسيش أن اخر مرة انتي اللي اتصلتي بيا يا روحي….
نادرة:داهية تاخد روحك
حسن :بعيد الشر عنك يا حبيبتي….
نادرة بضيق و هي بتقعد على الكرسي اللي أدام السرير
:عايز إيه يا حسن و ايه اللي جابك لحد هنا دلوقتي بالطريقة دي….
حسن ببرود؛
=مخلصناش كلامنا قولت اجي نكملوه
نادرة : موضوع ايه… غير أنك من اياهم
حسن :بلاش البصات دي يا نادرة و متغيرش الموضوع ازاي تخرجي من البيت ببنطلون زي دا و على فكرة أنا مش بركز في الحاجات دي انا لمحته صدفة…
نادرة بغضب :بس البنطلون مش ضيق على فكرة..
حسن بحدة:
=نادرة بلاش تلوعي البنطلون ضيق و انتى عارفة كدا كويس….
نادرة بحدة و غضب و هي بتنفخ في وشه؛
=بدأنا تحكمات
حسن بعبوس:
=احنا بنتكلم بالعقل و بطلي الطريقة دي و متنفخيش في وشي و انتي بكلميني … اظن كلامي واضح؟
نادرة :لا مش واضح اذا كانا لسه على البر و بتفرض عليا رايك و تحكماتك اومال لما نتجوز هتعمل ايه…. أنا مبحبش التحكمات دي؟
حسن بحدة:
=و مين قال إنها تحكمات… لما يكون الموضوع غلط و أنا بفهمك الصح يبقى دي مش تحكمات، بصي هقولك تلات اسباب يخلوكي تحبي تلبسي واسع
اولا أمر ربنا… ثانيا لان مش في صراع مع باقي البنات مين أجمل و ثالثاً لأنك جميلة فعلا، جميلة لدرجة أنك تستاهلي اللي يختارك علشانك مش علشان اللي هياخده منك انا عارف ان اكيد بتحبي طريقة لبسك بس مين قال ان كل حاجة احنا بنعملها و احنا مرتاحين مين اقنعك اصلا ان كل تضحية هتعمل و انتي مبسوطة.. ربنا عز و جل أمر كل النساء انهم يتعففوا في لبسهم بس مش علشان يحجمك بل لأنه أعلى و اعلم عارف ان في ناس نفوسهم خبيثة و طماعة
و دا حماية ليكي منهم……. “
نادرة:
=حسن انت عايز تشكلني على مزاجك… أنا مبحبش التحكمات دي… يمكن انت صح في اللي بتقوله لكن….
حسن بسرعه شد الكرسي و قربها منه لدرجة انها حسيت بانفاسه على بشرتها :
=دي مسمهاش تحكمات و لا معناها اني بحاول اشكلك على مزاجي فاهمة!
و خالي في بالك أنا لحد دلوقتى مسيطر على اعصابي لان الكلام اللي قولتيه دا مش بالسهل يتقال ليا و لا بالسهل اني اعديه كدا بس أنا لحد النهاردة شاريكي و لو وصلت اني اعمل زي الحرامية و اطلع على المواسير علشان اتكلم معاكي و افهمك مع ان لو حد شافني دلوقتي هبقي صغير اوي في نظر الكل بس حبيت افهمك الفرق بين التحكم و الصح و الغلط
اوعي تكوني فاكرة اني هتبسط لما القى واحد من اياهم بيبصلك كدا و لا كدا لان ساعتها هخزق عينيه الاتنين فبلاش تختبري صبري انتي فاهمة؟
نادرة بارتباك و هي بتحاول تبعد:
=يعني أنت…… أنت مش متضايق مني
اقصد أنا عارفة ان كلام الصبح كان دبش اوي
بس… اقصد أنا… انا مكنتش اقصد المعنى الحرفي للكلام دا… أنت فاهم؟
حسن بخبث:لا الصراحة مش فاهم حاجة
نادرة بضيق:
=ان شاءله عنك ما فهمت انا اصلا غلطانة اني بتكلم معاك…..
حسن بحدة : بت بطلي ترمي دبش يخربيت لسانك دا….
نادرة :ماله ان شاء الله؟
حسن :بيرمي زلط دي كانت خطوبة منيلة بنيلة.
نادرة بضيق؛
=قول لنفسك يا سي حسن
حسن:أنتي هبلة يا نادرة صح اه و الله هبلة
نادرة : استغفر الله العظيم أنت مصمم تخرجني عن شعوري….
حسن :لا يا آخرة صبري انتي اللي بتهب منك، بس أنا حذرتك يا نادرة المرة الجاية لو دماغة وزتك كدا و لا كدة أنتي حُرة……
نادرة بغيظ : حسن أنت مش ملاحظ ان الوقت اتأخر و أن الوضع كدا غريب….
حسن :انتي اللي اضطريتني… اعمل كدا
نادرة: يعني ايه ان شاء الله كل ما يحصل مشكلة بينا هتنطلع لي من على المواسير
حسن بصدق :
=أنا علشانك اعمل اي حاجة يا نادرة بس اوعي تفتكري أن رصيدك عندي هيكون دايما شفيع ليكي…. متنسيش انا راجل د”مي حُر يعني اللي يجي على كرامتي بدوس عليه.
و لحد دلوقتى انتي جاية عليا بالجامد و انا قلبي مش مطوعني اجي عليكي…
نادرة باستغراب:
=و انا ايه اكون لقلبك علشان يشفع ليا؟
حسن حس انه ممكن يعمل حاجة يندم عليها و مشاعره هي اللي بتشده ناحيتها قام و راح ناحية بلكونة اوضتها فتحها و بصلها بتركيز
=بكرة تعرفي أنتي ايه لقلبي علشان يشفعلك يا نادرة و بلاش تعيطي تاني انتي فاهمة؟!
و الا هضطر كل شوية اطلع على المواسير
نادرة ابتسمت غصب عنها و قبل ما تتكلم كان نط من البلكونة لدرجة انها شهقت بصدمه و خوف عليه
قامت بسرعة راحت ناحية البلكونة لقيته نزل و ماشي بمنتهى الثقة في الشارع
نادرة بذهول و لغبطة :دا مجنون؟ بس أنا ليه حاسة اني مبسوطة!
↚
تاني يوم الصبح في بيت حسن
صحي بدري قام خرج من اوضته و هو حاطط الفوطة على كتفه و رايح الحمام يتوضأ
دعاء كانت واقفة في المطبخ بتجهز الفطار، ابتسمت لما شافته و كملت تحضير الفطار، بصيت للبحر من الشباك الموجود في المطبخ
حسن بابتسامة :صباح الجمال على عيونك يا ست الكل، ايه اللي مصحيكي بدري كدا؟
دعاء بحب:صباح النور يا حبيبي، أنا صاحية من الفجر مجليش نوم قلت احضرلك الفطار، جهزتلك بقا الاكل اللي بتحبه هتدوق و تدعي لي
حسن و هو بياكل بطاطس مقلية
:انا بدعيلك من غير حاجة يا حبي… بس الاكل دا بقا ناقصة بتنجان مخلل…
دعاء بغمرة و خبث:
ودي تفوتني برضو مجهزة…. روح يا حسن يا ابني اللهي يسعدك أنت و بنت الحلال بس قولي بقا انت جيت امبارح من الورشة متأخر ليه؟
أنا سمعاك و انت بتغني و شكلك فرحان أنت كلمت نادرة بليل و لا ايه يا ابو علي
حسن بحرج و استهبال:
=أنا؟! لا دا انا كنت فرحان عادي و بعدين هكلم نادرة في وقت متأخر برضو و دي تحصل
دعاء :يا ولا عليا أنا…. هصدقك و على العموم انا يهمني أنك تكون فرحان و مبسوط
و كمان انا بحب نادرة و يهمني أنها تكون مرتاحة معاك…. بس بالله عليك يا حسن براحة على البت و الله دي مفيش أطيب منها و اغلب من الغُلب مش زي أمها.
حسن باستغراب و هو بيحط الأطباق على السفرة الصغيرة الموجودة في المطبخ:
=هو ايه حكاية أمها ؟
دعاء بحزن:
=مالوش لازمة نفتح في اللي فات سنية ماتت الله يرحمها بقا بس انا اتعاملت معها زمان كانت جميلة اوي لدرجة انك لما تشوفها تفتكرها اجنبية سبحان الله كانت بنت بحري بجد دلوعة لكن لسانها محدش بيسلم منه، كانت من عيلة فقيرة و بسيطة لكن لأنها نغشة عرفت توقع الحج موسى و تخليه يحبها و اتجوزها على الست جليلة و بموافقتها
لكن جوازهم مطولش اوي سنتين و طلقها كانت وقتها معها نادرة بنت كم شهر
و لما أطلقوا فضلت نادرة معها لكن الشهادة لله الحج موسى كان بيبعتلها فلوس و كل اللي هي بتطلبه كانت بيوصلها
لكن كان في مشاكل كتير بسبب سنية و خلافها مع الحج موسى في تربية نادرة
و ربنا أعلم باللي حصل
حسن بهدوء:
=ساعات بحس ان نادرة افتقدت الأمان في حياتها…. ساعات بحس أنها تايهة رغم أنها مش بتسيب حقها و رغم لسانها الطويل و تصرفاتها العنيدة الا ان بحس أنها خايفة من حاجة……
دعاء بابتسامة و هي بتقعد جانبه:
=علشان كدا بقولك براحة عليها و خدها على اد عقلها محدش عارف هي مالها
ها قولي بقا ناوي تحدد الفرح امتى عايزاه افرح بيك.
حسن:
=بصي أنا دلوقتي عندي شغلانة و زبونها هيدفع فوري لو خلصت فادعيلي اقدر اعملها و ساعتها الدنيا هتتيسر بإذن الله و أنجز في شغل الشقة.
دعاء :ربنا يكرمك من وسعه يا حسن و يريح قلبك و بالك يارب.
حسن بابتسامة :اللهم آمين
بعد دقايق
خرج حسن من البيت في طريقة للورشة بالموتسكل لكن واقفه أدام القهوة لما والد عامر نادي عليه.
حسن :صباح الخير يا حج عبدالرحمن، اخبارك ايه النهاردة
عبد الرحمن؛ بخير الحمد لله بس كنت عايزاه استشيرك في موضوع كدا يا حسن
انت متأخر على الورشة و لا حاجة.
حسن بود:
=لا ابدا زمان عامر فتح الورشة و بعدين انا فاضيلك نفسي مخصوص بس استشارة ايه دي؟
.
عبد الرحمن بخبث:
=شاب كدا اعرفه ابن بلد عمل موقف ميتسماش علي ولاد البلد خالص…
حسن؛ عمل ايه و هو مين أصلا؟
عبد الرحمن:
=خطب من مدة قصيرة بنت من منطقته و فرحهم المفروض بعد كم شهر المهم الجدع دا عمل ايه…. طلع على المواسير زي الحرامية علشان يتكلم مع خطيبته و الله اعلم باللي حصل و هو عندها، و الله اعلم عمل ايه معها
حسن بحدة :
تنقطع لسان اللي يقول نص كلمة علي نادرة اللي يجيب سيرة مراتي بنص كلمة هو اللي ناوي على موته، و بعدين اللي سمعك الحكاية مقلش بقيتها ليه و لا قالك هو طلع على المواسير ليه؟
عبد الرحمن بمكر؛
=نادرة؟ و ايه علاقتك انت ونادرة بالموضوع
و لا تكون أنت كمان طلعت على المواسير
حسن بجدية:متلفش و تدور عليا يا عم عبد الرحمن
عبد الرحمن :
=شوف يا حسن أنت عارف معزتك عندي ازاي يمكن زي عامر و أكتر كمان لان متأكد انك راجل مجدع
بس اللي انت عملته دا ميصحش يا إبني حتى لو كانت اسبابك ايه…. انت ترضاها لتبارك أختك؟!
حسن :بس أنت مش فاهم اللي حصل انا كنت بحاول افهمها غلطها
عبد الرحمن بابتسامة؛
=يا حسن دا انت اكتر واحد عارف الناس محدش فيهم بيسأل على الأسباب
كل واحد هيالف قصة في دماغه، أنت ابتي يا حسن و أنا عارف من نظرة عينيك أنك بتحب نادرة و انك ابن أصول مش هتعمل حاجة وحشة لاسمح الله
بصي نصيحة من راجل عجوز
نادرة مش مراتك لحد دلوقتي و الناس ما هتصدق تلقى قصة تتكلم فيها فبلاش يا ابني تديهم الفرصة دي.
حسن بابتسامة :
=ساعات بحس أنك فاهمني اكتر من نفسي و كانك ابويا يا جدع
عبد الرحمن بابتسامة:
=يبقى اطلبلك كوباية شاي على حسابي،صحيح و أنت بتغني في الشارع بليل ابقى وطي صوتك، كان باين عليك أنك فرحان
حسن :
=هو انت عرفت ازاي صحيح؟
عبد الرحمن :
=عيب عليك هو أنا تلميذ ما انا برضو حبيت آه فكرتني بالذي ماض… اه يا اسكندرية على جمال بنات بحري
حسن بصلها و ضحك:
=سلام يا حج هبقي اعدي عليك بليل عند غية الحمام.
عبد الرحمن :هستناك يا ابو علي…..
********************
في بيت نادرة
خرجت من اوضتها بكسل و نوم لقيت ابوها و جليلة بيفطروا
نادرة؛ صباح الخير يا حج، صباح الخير يا جليلة.
موسى بحدة: صباح النور اقعدي.
نادرة لنفسها:
=احنا لسه أصطبحنا ياترى عملت مصيبة ايه على الصبح…..
=مالك يا حجيج متعصب كدا ليه ذا احتياجات مش كويس عليك.
موسي:
=حسن امبارح كلمني و قالي انه هياخد كم يفرجكم على الشقة و امك بتقول انكم مرحتوش دا ليه بقا يا ست الحسن؟
نادرة بارهاق و خبث:
=اه هو انا مقولتلكش يا بابا… اصل امبارح تعبت اوي و مقدرتش أقف و حسن الله يخليه جبني لحد هنا هو و جليلة.
جليلة لنفسها:اه يا بنت النصابة
موسى باستغراب:
=يعني كنتي تعبانة علشان كدا لما جيت من الشغل كنتي نايمة، طب ليه مقولتليش يا جليلة؟
جليلة بتلقائية:
و النبي ما كنت اعرف
لكزتها نادرة بسرعة في كتفها و هي بتمثل الاعياء
جليلة بسرعة :اه اه افتكرت أصل أنا اتشغلت في البيت و شغله اللي مش بيخلص و بعدين لما هي نامت أنا اطمنت انها كويسة
موسي بخوف
: طب انتي كويسة دلوقتي يا بنتي و لا نروح لدكتور؟
نادرة بسرعة:لا أنا كويسة كويسة جدا الحمد لله
موسي:طب الحمد و لو اني شامم ريحة خبث في الموضوع لكن هعديها بمزاجي المرة دي
نادرة قامت و باسته بحب :
=على فكرة بقا أنت أجمل اب في الدنيا دي كلها، ربنا يحفظك ليا يا بابا.
موسى بابتسامة:
=و يبارك فيكي يا نادرة بس أنا عايزاك تهدي يا نادرة و تعقلي لأن الدنيا برا مش وردي يا بنتي فاهمني.
نادرة بصدق: فهماك و بحبك و الله العظيم
أنا بس ساعات بخاف و لما بخاف بلقى نفسي عملت مصيبة فاهمني.
موسى ؛ فهمك بس عايزاك تعرفي اني في ضهرك طول العمر و مش عايزاك تخافي ابدا
عايزاك تعرفي دايما ان ربنا موجود
و ان كل مصيبة بتعمليها حتى لو بحسن نية هتتحاسبي عليها و هتتردلك في يوم من الايام
علشان كدا مش عايزاك تخسري قلبك الأبيض بسبب الخوف يا نادرة
نادرة ابتسمت بحزن و حضنته :
=عارفة يا بابا و اوعدك اني هحاول و بعدين يمكن أنا دلوقتي مستعدة اني اعمل حياتي الخاصة مع حسن
أنا عارفة اني هغلبه معايا و يمكن يشد في شعره لكن عارفة برضو انه شخص يعتمد عليه لانه اختيارك ليا
و انا متأكدة أنك عمرك ما هتختارلي الوحش
موسى اتنهد براحة :
=ماشي يا نادرة… قوليلي هتعملي ايه النهاردة؟
نادرة :احم في مشوار كدا هعمله أنا و جليلة مشوار مهم شوية بالنسبة ليا
موسى:مشوار ايه دا؟
نادرة؛ بص ابقى خلي جليلة تقولك انا هدخل اخد دش و افوق
موسي:مش هتفطري
نادرة:مش بحب افطر بدري بطني بتوجعني
موسي:ماشي يا بنتي
نادرة سبتهم و دخلت اوضتها في حين موسى بص لجليلة
جليلة : حاسة كدا انها متغيرة مع ان امبارح كنت سيبها عاملة زي الطور الهايج
موسى :بس أنا حاسس المرة دي انها كويسة يا جليلة، يمكن اتكلمت مع حسن في الموبيل امبارح و بعد كلامهم قررت تدي نفسها فرصة، ربنا يهديها.
جليلة :يارب بقولك ايه يا حج ما تيجي نعزم حسن علي الغدا النهاردة دا من يوم الخطوبة و احنا معزمنهوش و الطبيعي انه له عزومة
موسي:عندك حق أنا هكلمه و اقوله يجي هو و الست الوالدة على الغدا
جليلة بابتسامة:و أنا هخلي نادرة تساعدني في الغدا انت عارف نفسها حلو في الأكل
موسى :و هو كذلك… ياله انا هقوم اروح المعرض و لو حصل اي حاجة ابقى رني عليا
جليلة :
=من عنيا.
موسى بصلها و ابتسم و هو بياخد عصايته الخشب و خرج من البيت
جليلة قامت و راحت أوضة نادرة اللي كانت واقفة أدام الدولاب محتارة هتلبس ايه
جليلة :مالك سرحانة في ايه.
نادرة :البس ايه يا جليلة؟
جليلة بسخرية : ما الدولاب مليان هدوم اهوه البسي اي حاجة.
نادرة :هلبس دريس دا حلو صح
جليلة : حلو اوي بس مشوار ايه دا اللي هنروحه بدري كدا
نادرة قعدت ادامها على السرير
:لا انتي مش هتيجي معايا انتي هتقعدي هنا و تحضري الغدا و انا هروح المشوار دا و لما اخلص هبقي اقولك هو ايه و متخافيش عليا لان مش هعمل حاجة تضرني اكيد.
جليلة :و لو ابوكي عرف انك خرجتي لوحدك اقوله ايه
نادرة بابتسامة :قوليله متخافش عليها هي مش صغيرة ياله بقا
بعد ساعة
نادرة وصلت أدام بيت قديم و صغير على البحر، خبطت علي الباب و بعد لحظات فتحت واحدة ليها الباب، نادرة اول ما شافتها ابتسمت.
وفاء بطيبة و سعادة : نادرة… وحشتيني اوي يا حبيبتي انتي عاملة تعالي ادخلي
نادرة بود:وحشتني يا ابلة وفاء وحشتيني اوي
وفاء سابت الباب مفتوح وقعدت على الكنبة :
=لما أنا وحشتك كدا مش تيجي تسالي عليا، احكيلي ايه اخر اخبارك.
↚
نادرة ابتسمت و رفعت ايديها :
=اتخطبت من يجي شهر
وفاء بسعادة :بجد! الف مبروك يا حبيبتي بس انا اخر من يعلم
نادرة :و الله العظيم كل حاجة جت بسرعة جداً…. تفتكري دا خير
وفاء: ربنا مبيجبش حاجة وحشه دا نصيبك كل حاجة حصلت ليكي لحد النهاردة كانت مكتوبة ليكي يا نادرة بس ليه بتقولي كدا انتي مش قابلة الشخص اللي هتتجوزيه
نادرة بابتسامة و هي بتقعد مربعة و ايديها تحت خدها:
=مش دا المقصد يا ابلة…. بصي هو طيب اوي و بيستحمل الدبش اللي بقوله ليه تصرفات مجنونة شوية و منكرش اني بحب التصرفات دي…. بس انا و هو زي الفرخة و الديك بنفضل نناقر في بعض و دايما نتخانق
و مع ذلك لما بفكر في خناقتنا بضحك
عارفة ساعات بحس و انا بتكلم معه ان هو ضهر ليا بحس بالأمان
هو احساس متخلف
وفاء :قصدك مختلف….
نادرة :لا لا متخلف اوي اصل انا مش وش المشاعر دي لان برضو في نفس الوقت ساعات كتير مش بطيق اشوف خلقته
و ساعات بحس اني عايزة اضر”به كف بس هو عامل زي اللوح طول بعرض الصراحه مز اوي، الواد زي القمر.
وفاء بضحك :و الله انتي اللي متخلفة، طب فين المشكلة مدام فيه القبول بينكم.
نادرة :بصي انتي عارفه انا بحبك اد ايه و هحكيلك كل حاجة بس أمانة عليكي مش عايزاه اي حد يعرف.
وفاء بطيبة:عيب عليكي و لو خايفة انة تحكي مش مهم تحكي التفاصيل.
نادرة بخوف و حرج:
=بصي من يجي سنة كدا اتعرفت على شاب هو من عيلة كبيرة و شيك في نفسه
المختصر اني حسيت في وقت معين اني مرتاحة معه و بحبه و اوقات تانية بحس ان دي مش حياتي
وفاء بتفكير :
=نادرة فكري في الجملتين اللي قولتيهم
خطيبك اللي بتحسي معه انه طيب و شاريكي و الشاب اللي انتي اتعرفتي عليه دا
هتلقي الإجابة بلاش تحكمي على قلبك بأنه يعيش في وهم مش بتاعه
احفظي قلبك اللي دخل البيت من بابه لان هو دا اللي هيفضل معاكي بجد
نادرة بحيرة:حاسة اني مجبرة و انا مبكرهش في حياتي اد اني مجبرة على حاجة
وفاء :صلي صلاة استخارة كل ما تحسي باي حيرة او خوف و ربنا هيدلك على الخير
نادرة؛ احم هو انا كنت جيالك في موضوع تاني
هو ليه ربنا أمرنا بلبس الواسع انا عارفه انه الأفضل لينا لأنه امر ربنا علينا لكن أنا حاسة اني مش هقدر اكون زي ما هم عايزني
أنا مش مثالية
وفاء بابتسامة:
=كنتي صغيرة يا نادرة لما جليلة جابتك لحد هنا علشان احفظك القرآن الكريم
نادرة هو انتي ليه لما بتدخلي مسجد بتلبسي ايسدال و حجاب
نادرة بتلقائية:علشان دا بيت ربنا و انا داخله المكان دا علشان اقدر اتكلم معه
وفاء بحكمة:
=بصي يا نادرة ربنا حوالين في كل مكان شايفنا في كل لحظة و كل ثانية
ربنا سمعنا دلوقتي و كان مقدر لينا اننا نتكلم عنه دلوقتي و على فكرة كل ما بنذكره بيزيد حسناتنا
ربنا عز و جل اعلم بينا و بقلوبنا هو مش عايزاك تلبسي الحجاب وقت ما تكوني في المسجد بس لان دا بيته و هو شايفك في كل وقت
انتي بتلبسي واسع و الحجاب علشان تحمي نفسك من العيون الخبيثة
على فكرة النساء اجمل بكتير من غير الحجاب…
بس علشان ربنا حنين اوي علينا و رحيم بينا و بضعفنا أمرنا بالعفة في لبسنا و شكلنا
ربنا عالم ان في نفوس كتير ممكن ياذونا
ربنا ارحم بكتير اوووي من اي حد علينا
قوليلي انتي لسه حافظة القرآن الكريم
نادرة :بصي انا بقالي كتير سايبة الكُتاب فيه سور نسيتها
وفاء بابتسامة:
فاكرة سورة الأحزاب الآيه 59
نادرة سكتت لحظات و رجعت بصت لمحفظة القرآن :
بسم الله الرحمن الرحيم
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”..
وفاء ابتسمت بحب و هي بربت على كتفها بحنان:
=طب ما انتي شاطرة اهوه و عارفة الإجابة بنفسك يبقى ليه الحيرة
ربنا با نادرة مش عايز يحجمك بالحجاب و اللبس الفضفاض بالعكس هو عايز يحميكي،
الشريعة الإسلامية صانت الست وحفظت ليها مكانتها وشرفها وعزّتها، فكان الحجاب مظهراً من مظاهر عفة المرأة المسلمة وطهارتها وتقوى الله -تعالى- والخشية منه ومخالفة وساوس الشيطان اللي اتوعد للانسان بأنه يغويه، قال -عزّ وجلّ-:
(يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم إِنّا جَعَلنَا الشَّياطينَ أَولِياءَ لِلَّذينَ لا يُؤمِنونَ)،
أمرنا الله -تعالى- المؤمنات بالحجاب بقوله: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أمر الله -سبحانه- النساء بالستر وعدم التبرّج أو إظهار الزينة أو الخضوع بالقول مع الرجال من غير الأزواج والمحارم، و بالطريقة دي أغلق الله كلّ طريقٍ يُمكن أن تؤدّي إلى الفواحش وانتشارها في المجتمعات، إذ قال تعالي
: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا*وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
وفاء بابتسامة:
=و لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
ربنا حطها ادامك صريحة وواضحة يا نادرة
قلوب الناس مش كلها طيبة في قلوب شايلة خبث يخليكي تكر”هي الدنيا علشان كدا لازم تدي نفسك فرصة و تفكري و تراجعي نفسك طول الوقت لان الدنيا مجرد مرحلة
نادرة بابتسامة:
=تعرفي غريب اوي الإنسان بيبقى عارف الإجابة و برضو محير نفسه في دايرة ملهاش اخر….. أنا بجد متشكره اوي
و صدقيني هحاول ادي لنفسي و لكل اللي حواليا فرصة.
وفاء:طمنتيني عليكي…. المهم هنتغدا سوا النهاردة
نادرة بحزن: و الله مش هعرف لان انتي عارفة جليلة لو اتاخرت هتفضل ترن عليا و دي ما بتصدق
وفاء:جليلة طيبة و بتحبك.
نادرة:و أنا و الله بحبها اوي يمكن علشان كدا بغلبها معايا.
وفاء:ماشي يا ستي استنى هغير و هاجي اوصلك.
نادرة:مالوش لازوم انا هعرف اروح
وفاء:لا طبعا البيت بعيد و انا مش هسيبك تروحي بوحدك استنى خمس دقايق مش هتاخر.
نادرة ابتسمت بحب و وفاء قامت دخلت اوضتها غيرت و رجعت تاني لنادرة.
بعد ساعتين
دخلت نادرة البيت و هي شايلة شنط كتير لكن اتفزعت و هي شايفة جليلة واقفة أدام الباب و حاطة ايديها على وسطها و باين عليها الغضب
جليلة بصوت عالي؛
=كنتي فين يا مقصوفة الرقبة بقالك تلات ساعات برا و موبيلك مقفول ليه
نادرة بفزع :
=في ايه يا مرات ابويا وطي صوتك مش كدا الجيران سمعت.
جليلة بغيظ:
=و انتي بيهم دا انا لو عليا اضر”بك حتة دين كف يجيب أجلك بس انا هصبر لما ابوكي يجي علشان انا خلاص جبت أخرى منك
نادرة :خليكي فريش مش كدا يا ولية في ايه كنت بشتري شوية حاجات
جليلة:و اشتريتي ايه ان شاء الله في تلات ساعات
نادرة:كم طقم و الله مش اكتر
جليلة؛ من قلة الهدوم عندك…. صحيح ابوكي عازم حسن و والدته على الغدا… هو كان رافض بس ابوكي أصر عليه
نادرة:طب انا هغير و اجي اساعدك
جليلة باستغراب :مالك يا بت انتي سخنة من امتى و انتي بتعملي حاجة في البيت
نادرة :و الله انتي مش عارفة قيمتي يا جليلة تعالي بس أفرجك على الهدوم اللي جبتها
حطت الأكياس على الانترية و بدأت تخرج الهدوم باين عليها الفرح اللي جليلة لحظته و ابتسمت.
جليلة بحماس:انا لازم ارقكي من العين
نادرة بابتسامة:
=طب اجلي الرقوة دلوقتي و تعالي نجهز الاكل
جليلة:حاضر بس قوليلي كنتي فين كدا راجعه رايقة.
نادرة :عند ابلة وفاء
جليلة:روحت لها المشوار دا كله لوحدك
نادرة:كنت محتاجة اتكلم معها و دلوقتي ارتاحت
جليلة :يارب دايما
*********************
بعد مرور اربع شهور قبل الفرح باسبوع
نادرة طول الفترة دي مكلمتش فريد و لا هو احتك بيها بسبب رجوع والده مصر
نادرة و حسن علاقتهم بقيت افضل و في تفاهم بينهم كبير
حسن قدر يخلص شغله و بالتالي قدر يجهز الشقة
بقا فرحان جدا و حاسس بالراحة و السعادة و خصوصاً لما بيخرجوا سوا او يتكلموا
في الشارع
نادرة كانت واقفة بغضب و هي ماسكة الموبيل و بتكلم حسن
نادرة :و الله يا حسن ثانية كمان و همشي انت اتاخرت اوي فينك يا جدع
حسن بخبث:لا أنا شكلي كدا هتاخر يا نادرة روحي انتي.
نادرة بغيظ:
=تصدق اني بجد جزمة اني وافقت اخرج معك ما انا كنت نايمة و مرتاحة روحي اللهي عفريته تلبسك يا بعيد اللهي مصيبة تقع على دماغك متعرفش تروح منها فين
حسن قفل الموبيل و هو بيوقف الموتسكل ادامها بغيظ:
=مش عايزاه تلمي لسانك الدبش دا
نادرة:دا اللي عندي يا سي حسن… و بعدين أنت مش قولت أنك مش جاي
حسن بضيق : تصدقي أنا اللي غلطان اني بهزر معاكي
نادرة بدلال:
د”مك تقيل يا ابو علي… على العموم باي باي انا ماشية…
حسن بسرعة: بت استنى رايحة فين يا عين أمك
نادرة بخبث و دلال:مروحة
حسن بخبث مماثل
=و الله طب مع السلامة و انا اللي كنت ناوي اعزمك على الاكل الغريب اللي انتي بتحبيه دا
نادرة بسرعة و حماس:
=بجد طب مستني ايه ياله بينا……
نادرة ركبت الموتسكل وراه بدون ما تفكر و هو ضحك بخفه و هو بيهزر راسه بيأس من تصرفاتها الجميلة
بعد مدة… نادرة كانت قاعدة على صخرة كبيرة على البحر و هي بتشرب عصير
نادرة بتعب:مش قادرة بطني خالص يا حسن
حسن ضحك على شكلها:
حد قالك خالص على أكل المحل كله
نادرة بغيظ:
=انت باصصلي في الاكل
حسن :اسكتي يا نادرة لو سمحتي.. قوليلي بقا بما ان بكرا هنكتب الكتاب مفيش حاجة كدا و لا كدة.
نادرة :حاجة ايه
حسن بمكر:ما تحن يا جن
نادرة بردح :لا يا عنيا جبت عنوان غلط بعد اذنك يا حبيبي سلام
حسن مسك ايديها بسرعة قبل ما تقوم :
=نفسي تقصري لسانك يا نادرة و الله و بعدين انا كان قصدي شريف اقصد مفيش حاجة عايزاه تقوليها.
نادرة بمكر:
=يا واد يا بري…..
حسن بحب:طول عمري….
↚
نادرة كانت قاعدة جانب حسن علي الصخر أدام البحر و هي بتتكلم معه و بتشرب عصير فراولة بلبن
نادرة :
=بص أنا مش عجبني لون الستاير دي خالص يا حسن…. شوف الصالة احنا اختارنا ليها الون السماوي بس الستاير مش عجباني خالص كانت هتبقى احسن لو لونها ابيض او درجة من درجات الأبيض.
حسن بغيظ:
=نادرة أنتي ناوية تجبيلي جلطة مش أنتي اللي مختارة اللون دا.
نادرة؛
=متبصليش كدا لو سمحت أنا كنت فاكرة هيبقى احسن بس عارف أنا عجبني الألوان بتاع البيت مبهج اوي.
حسن بابتسامة و فخر:
=اعتمدي عليا و مش هتندمي
نادرة بابتسامة:
=يا خوفي يا بدران يا خوفي. المهم هنعمل ايه في موضوع الستاير؟
بص بكرا كتب الكتاب خالص مش مهم نبقى نغيرها بعد الفرح.
حسن بهدوء
=أنتي عجبك الأبيض؟
نادرة بصيت للشمس وقت الغروب و اد ايه المنظر هادي و جميل
=شوف أنا بتفاءل بالألوان الفاتحة بحس انها مبهجة و انا بحب الحياة بكل ألوانها
تعرف انا بكر”ه الحزن مش بحسه لايق عليا علشان كدا لما بزعل بحط مكياج
انا مستاهلش ازعل يا حسن ….
حسن بصلها و ابتسم و بنبرة خافته :
=ربنا يقدرني و أسعدك يا نادرة
اقولك سر يا نادرة و تحفظيه بيني و بينك
انا مش عاوز غيرك من الدنيا و مش عايز غير أنك تكوني فرحانة، حتى النفس اللي فيا علشانك، الدقة اللي القلب بيدقها بقيت علشانك يا نادرة
في حاجات كتير جوايا لو حكيتلك عنها عمرك ما هتصدقيني بس أنا سيبها للايام تثبتلك كلامي. “
و كأنه يعزف على أوتار قلبها بخفة و نعومة اذابتها لايخجل من الاعتراف بما يشعر به و كأن قلبه لم يعد يتحمل الأنتظار يوما آخر.
نادرة ابتسمت بخجل و نعومة و حاولت تبعد عيونها عنه و هي بتبص للبحر
حسن : أحم مش ياله نمشي بقا علشان متتاخريش عليهم.
نادرة بابتسامة ود و انجذاب غريب:
=هتصدقيني لو قلتلك اني محستش بالوقت معاك.
حسن بتنهيدة:
=أنا بقول نمشي أحسن ما اتهور و نزعل
نادرة:
=خلينا نمشي احسن يا أبو علي.
حسن ابتسم و قام من مكان و هو بينضف هدومه من التراب
نادرة مشيت معه ركبت وراه الموتسكل و هو اتحرك و رجع الحي
نادرة دخلت البيت وقفلت الباب وراها و هي بتفكر في كلامه و اد ايه حسيت انه صادق في كلامه و نظراته.. دقات قلبها كانت حاسة انه صادق و عيونه الداكنة فيها دف غريب
اتنهدت بارتياح و هي بتقعد على الكرسي، بصيت لايديها لخاتم الخطوبة بابتسامة و سعادة
=يا ترى ناوي تعمل فيا ايه يا حسن شكلك مش ناوي على خير و الغريب اني مصداقة
جليلة بسخرية من وراها:
=مالك يا بت أنتي بتكلمي نفسك
نادرة:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالك يا جليلة جاية زي القضا المستعجل كدا ليه
جليلة: لا و أنتي الصادقة أنا ناوية اقلع الشبشب و انزل بيه على دماغك على الله اطلع منك بحاجة مفيدة
نادرة :ليه كدا بس يا مرات ابويا انا زعلتك في حاجة؟
جليلة:
=انتي مش مستوعب أن بكرا كتب الكتاب ايه معندكيش ريحة الد”م
نادرة :كنت مع حسن عزمني على الغدا و بعدين بابا عارف أنتي متضايقه ليه
جليلة :اتاخرتي…..
نادرة :مش فاكرة اهو الوقت عدي بسرعة
جليلة بخبث:و الله
نادرة: بتلفي و تدوري و انا مبيدخلش عليا الطريقة دي سلام يا حبيبتي هدخل أنام
جليلة :استنى بس مش هتاكلي دا انا عاملك الاكل اللي بتحبيه
نادرة:خليه بليل هقوم اكل منه بس دلوقتي حرفيا مفيش مكان في بطني أني اكل حاجة
جليلة : طب نامي و هصحيكي بليل عايزاه اتكلم معاكي في حاجات كتير بخصوص الفرح.
نادرة بنوم:حاضر يا حبيبتي
تاني يوم “كتب الكتاب „
نادرة صحيت بدري جدا بحماس قامت اخدت هدوم من الدولاب و خرجت من اوضتها
نادرة بابتسامة:صباح الخير يا بابا
موسى بحب :صباح النور يا قلب بابا…. ايه النشاط دا كله
نادرة بخبث:
=أصل بفكر كدا أهرب من كتب الكتاب فلازم اصحي بدري علشان انفذ خطتي
موسى :و الله؟! طب وريني هتهربي ازاي يا نادرة ادي الباب و ادي الشباك اتفضلي، اهو تريحيني منك.
نادرة؛ اخس عليك يا حجيج و بعدين تمسك بيا يا راجل أمسك فيا
موسى بخبث:اصلك مش هتعرفي تهربي لو عرفتي تهربي مني عمرك ما هتهربي ما ضميرك و قلبك اللي هيرجعك لينا تاني، أصلا زي السمك تفضلي تعومي و تطلعي تنزلي
لكن في الاخر هتفضلي في البحر.
جليلة خرجت من المطبخ و هي شايلة الأطباق و باين عليها الحزن و أنها كانت بتبكي
نادرة باستغراب :
=جليلة مالك هو أنتى كنتي بتعيطي
جليلة بحدة و زعيق:
=و هعيط ليه أن شاء الله دا أنا مصدقت أنك تتجوزي واخلص منك و من قرفك
اخيرا البيت هيفضا عليا و اخلص من وشك كل شوية و كلامك اللي زي الدبش
جليلة قعدت على الكرسي و هي بداري وشها، نادرة ابتسمت و هي بتبص لأبوها
نادرة بخبث:جليلة أنتي زعلانة اني هتجوز و اسيبك
جليلة بضيق:لا
نادرة بمكر:طب بصي لي كدا
جليلة:أمشي من وشي يا نادرة أنا مش ناقصكي.
نادرة ابتسمت بحب و هي بتقعد جانبها و بتسند دراعها على السفرة و هي بتبص لجليلة:
=انتي زعلانة صح؟ قولي أنك هتزعلي و قولي كمان إني مهمة عندك أوي و ان مهم دورتي مش هتلقي بنوته جميلة زي تناقر معاكي
و إني هبقي أجمل عروسة و هخطف قلبه
قولي أنك هتزعلي
أنتى أكتر واحدة عارفني صح
و عارفة أن أكتر حاجة نفسي فيها اني القى حد يخاف لما ابعد عنه
جليلة رفعت رأسها و ركزت في ملامح نادرة و هي مبتسمة رغم أن في دموع في عيونها
جليلة بحزن:
=أنا حقيقي مش عارفة هعمل أيه لما تسيبي البيت و تتجوزي
كل اما أفكر إني هتصحي في يوم و متخانقش معاكي
لما افكر أن ممكن يجي اليوم اللي مسمعش فيه صوتك و كلامك و انتي بتقولي اي هبل
لما أفكر ان هيجي اليوم اللي ادخل فيه اوضتك و ملقكيش بترقصي و تغني زي الهبلة احس إني أديت لحسن حته من قلبي
و كأني خرجت حته من روحي و سلمتها له.
يمكن تباني ضعيفة لكن اللي يتسند عليكي كأنه مسنود على بيت كامل.
أنتي بنتي بجد بنتي اللي الدنيا هدتني بيكي، عارفة أنا بحس أنك نور عيني اللي بشوف بيه، هتوحشيني اوي حتى لو أنتي معايا في نفس الحي بس هيوحشني صوتك العالي و لسانك الطويل هيوحشني جنانك. “
نادرة بدموع :
=طب و الله ممكن اكلم الواد دا و اقوله معندناش بنات للجواز.
جليلة بضحك و هي بتمسح دموعها:
=حسن لو سمع أنك بتقولي عليه واد هيعلقك من رجليكي
نادرة ضحكت :
=الصراحة مجنون و يعملها.
جليلة اتنهدت براحة و حب :
=نادرة أنا عارفة أنك طيبة و عارفة أن قلبك أبيض لو جيه يوم و زعلتك مني عايزاك تسامحني
نادرة بمقاطعة:شششش أنتي قولتي إني بنتك و الأم لو قطعت رقبة متقولهاش سمحيني لأني عمري ما هزعل منك.
جليلة :
=طب ياله خلينا نفطر علشان ورانا حاجات كتير
موسى :
=ريحتي قلبي يا نادرة…..
نادرة ابتسمت بهدوء و بصت للأكل بجوع :
=طب هنفضل نرغي و نسيب الطعمية تبرد دا حتى ميصحش….
*****************
بعد أربع ساعات
موسى خرج و راح معرض الاجهزة بتاعه و سابهم،
نادرة و جليلة جهزوا البيت و نادرة وقفت تزين الصالون اللي هيكتبَوا فيه الكتاب
و جليلة كانت واقفة مع مرجانة في المطبخ بيجهزوا الأكل وسط الاغاني الشعبية
نادرة دخلت فجأة المطبخ و بتتكلم بصوت عالي؛
=جليلة أنا هنزل أشتري شوية حاجات من المكتبة اللي تحت….. عايزاه حاجة من تحت
جليلة :طب و أنتي تروحي ليه ابعتي اي حد، و بعدين أنتي هتفضلي رايحة جاية في البيت كدا
نادرة بغيظ:
=لو جايبه حاجة من جيبك ابقى حوشيها يا جليلة كله من خير ابويا.
جليلة بحدة:لمى لسانك يا بت مش عايزاه اجيبك من شعرك النهاردة انتي فاهمة
نادرة بخبث: و لا تعرفي يا مرات ابويا المهم عايزاة حاجة
جليلة :بما إنك نازلة عدي على العطار قوليله هات البهارات اللي أمي بتاخدها كل مرة و خليها يزود في الحبهان
نادرة :حاجة تاني.
جليلة؛ متتاخريش انتي فاهمة الضهر قرب يأذن
نادرة:حاضر حاضر و بعدين وطي الاغاني دي شوية كل اللي يعدي على البيت يزعرط مش مولد هو
جليلة بردح:
=انتشي مالك يا بومة الناس فرحانه لك أمشي من ادامي بدل ما اتعصب عليكي
ومتتاخريش انتى فاهمة
نادرة بضيق :ما قولت حاضر اغنيها…
نادرة دخلت اوضتها غيرت هدومها و اخدت فلوس و نزلت
راحت محل العطارة اخدت الاكياس من العطار و خرجت كانت حاسة بحركة غريبة و كأن في حد بيراقبها
وقفت تاكسي، ركبت فيه و هو اتحرك بدون ما تقوله العنوان
لكن حسيت بالخوف لما لقيته بيزود السرعة و بيدخل لمنطقة المينا
نادرة بصوت عالي:
=رايح فين يا اسطى دا مش طريقي نزلني هنا…. بقولك وقف أنت مبتسمعش
السواق مهتمش بكلامها و هو بيكمل في طريقها، نادرة اتغاظت و قامت من مكانها مسكت في كتفه بغيظ و هي بتضربه:
=مش بقولك وقف….. طب ورحمة أمي ما انا سيباك النهاردة الا لما نروح القسم….
=دراعي يا بنت المجنونة…. يا عضاضة
نادرة صرخت و هي بتشيل الكاب عن رأسه لكن اتصدمت و هي شايفة فريد هو اللي بيسوق التاكسي
فريد بوجع:
=دراعي حرام عليك هم مش بياكلوكي في بيتكم….. في حد يعمل كدا يا بنت المجنونة
نادرة بحدة و غضب :
=لم لسانك و نزلني احسن و الله العظيم اصرخ و اعملك مصيبة…… نزلني يا فريد
فريد :طب اهدي اهدي و بعدين انتي خايفة ليه هو أنا هاكلك هقول الكلمتين اللي عندي و هروحك
نادرة اتنقلت من الكرسي اللي وراء للكرسي اللي جانب السواق بسرعة
فريد :اهمدي يخربيتك و بعدين بتدوسي على الكرسي بالجزمة
نادرة بحدة :وقف العربية بقولك أنجز واقفها
فريد :حاضر حاضر اهو اتنيلت واقفتها
نادرة اخدت نفس عميق و بصتله بشراسة:
=ايه اللي انت بتهببه دا أنت اتجننت يالا بتخطفني
فريد بسخرية:
=و أنتي وش خطف اسم الله عليكي، انزلي خلينا نتكلم، مش كفاية كل ما اكلمك من رقم تعمليلي بلوك.
نادرة بحدة :
=و احنا من أمتي في بينا كلام يا فريد بيه
↚
فريد بحنان:
=من زمان يا نادرة من وقت ما كان قلبك معايا و بيخاف عليا.
نادرة بسخرية:
=و الله و أنت عملت ايه بالقلب اللي كان بيخاف عليك
سفرت رغم اني جيت و قلتلك إني هتخطب لشخص معرفوش لكن اد كلمته راجل بجد اقدر اعتمد عليه و مخفش من الدنيا و أنا معه….. شوف يا فريد قسما عظماً حاولت تقرب مني تاني و ربي لاهندغ الشبشب فوق دماغك.
نزلت من العربية بدون حتى ما تبصله، فريد اتنهد بضيق و نزل وراها
=طب ممكن نتكلم ارجوكي و بعدين مالك بتتكلمي عن حسن كدا ليه و كأن فيه حاجة بينكم.
نادرة بابتسامة؛
=طب ما هو فيه فعلا يا فريد النهاردة أنا هبقي على اسمه مدام حسن الصياد.
فريد :بس أنا بحبك يا نادرة…… و قلبي بيقولي أنك لسه بتحبيني
نادرة : كداب…. قلبك دا كداب
لأنك لا بتعرف تحب…. أنت أناني و كداب
لما جيت لك كنت مستنية أنك تعمل حاجة و تثبتلي أنك بس بتحبني لكن أنت عملت ايه فضلت ترغي و تتكلم…. و أنا بقا مبحبش الكلام لانه مبياكلش عيش
الرجالة اللي بجد ولاد البلد هما اللي بيعملوا مش بيفضلوا يتكلموا على الفاضي بعد إذنك يا سي فريد.
فريد بغضب :و أنتي فكرك أنا هسيبك تتجوزي ابني الصياد و لا فكرك حتى الفرح دا هيتم تبقى بتحلمي…
نادرة بتحدي :حاول بس يا فريد تعمل حاجة و صدقني مش هيعدي على خير
فريد بخبث:أنتي ايه يا نادرة قلبك دا حجر
فاكرة إني سكت….. أنا حاولت أكتر من مرة أوقف خطوبتكم لما اتفق مع ابوكي على الخطوبة كنت هموته بالحادثة اياها و حادثة العربية و يوم الخطوبة ولعت في بيته و عندي استعداد اولع فيه حي بس متكونش له
أنا بحبك يا نادرة تعالي نهرب النهاردة بس و هنتجوز و نرجع بس و أنتي مراتي و ساعتها محدش هيقدر ياخدك مني
نادرة سكتت بخوف و صدمة :
=أنت بتكدب صح؟! أنت مالكش علاقة بالحر”يق اللي حصل في بيت حسن و لا حتى الحادثة اللي حصلتله
فريد بخبث :
=أنتي السبب عملت كل دا علشانك أنتي السبب فاهمة… أنا بحبك يا نادرة صدقيني
نادرة حسيت بالغضب و الكره ناحيته و انه بيحاول يلعب بافكارها
=فريد أنت غبي…. و كلامك دا معناه انك عمرك ما حبتني، أنت بتحاول تحسسني اني سبب في مشاكل لكل اللي حواليا بس أنا حتى لو متهورة لكن مش غبية عيونك دي فيها كره لحسن و ليا
دي مش نظرة واحد بيحب….. أنا حقيقي ندمانه إني عرفت بني آدم زيك
و اوعي تفكر ان حتى لو مبحبش حسن اني ممكن اوطى رأس ابويا و اهرب مع بني آدم اناني زيك….
و اوعي تفتكر أنك مش هتتحاسب على أفعالك بالعكس كل اذيه اذيتها لحسن و أهله هتتردلك.
فريد بسخرية:
=هتعملي ايه يعني هتقوليله انك كنتي مغفلة معايا….
نادرة بحدة :لم لسانك و أوعى عقلك يوزك أنك تقول بس كلمة غلط في حقي لأن ساعتها هتاخد على دماغك لأن مش هسمحلك أنك تجيب في سيرتي و ملعون ابو قلبي اللي حب بني آدم زيك يا شيخ منك لله منك لله يا فريد هعيش طول عمري كارهه نفسي على الغلطة دي…..
فريد بصلها و ابتسم ببرود، نادرة دموعها نزلت و لأول مرة تحس اد ايه غلطت و اذيت نفسها
مشيت و هي حاسة بوجع و حزن اد ايه كر”هت نفسها في اللحظة دي.
راحت للمكان اللي بتقعد فيه مع حسن علي البحر و فضلت تعيط بخوف
معقول هي وحشة للدرجة دي علشان ميحبهاش بجد؟
سؤال فضل يدور في دماغها للحظات حسيت ان عمرها ما هتلقي الحب و هتعيش زي والدتها و في الاخر تتساب و تفضل لوحدها.
مثيرة للشفقة!!
و كأنها بتحاول تهرب من ماضي عشت فيه
يمكن مكنتش بطلة الحدوتة لكن كانت معها
رغم أنها كانت صغيرة لكن كبرت و هي حاسه أنها هتعيش نفس الوجع
*********************
في بيت الحج موسي
جليلة بصيت في الساعة بقلق و خوف
مرجانة بتوتر:
=زمانها جاية يا ماما، ممكن تكون قابلت اي حد من صاحبتها أنتي عارفهم نادرة بتفضل ترغي و تنسى الوقت خالص.
جليلة بخوف :
=مش مرتاحة حاسة ان في حاجة أنا كلمت العطار قالي اخدت الطلبات من يجي ساعة كان زمانها وصلت من بدري راحت فين دا كله
مرجانة :طب رني عليها تاني يا ماما يمكن ترد
جليلة :موبايلها غير متاح اكيد فصل شحن منها، الساعة داخلة على اتنين الضهر استر يارب اعمل ايه دلوقتي؟
مرجانة؛ طب اكلم حسن ممكن يكونوا اتكلموا سوا و خرجوا
جليلة بارتباك :
=لو مش معاه و ابوكي عرف انها مرجعتش لحد دلوقتي هيعمل مشكلة…. بس مفيش حل تاني هرن عليه و أمري لله.
جليلة اخدت موبايلها و رنت على رقم حسن اللي كان في البيت لانه قفل الورشة النهاردة
حسن بجدية و صوت عالي لان والدته مشغله الأغاني بصوت عالي:
=الوا ايوة يا ست جليلة
جليلة بارتباك:
=بقولك يا حسن هي نادرة معاك؟
حسن اتعدل بسرعة و استغراب:
=نادرة؟ لا مش معايا… ليه؟
جليلة :أصلها خرجت من يجي ساعتين تجيب شوية حاجات من العطار لكن انا كلمته و هو قالي انها اخدت الحاجة و مشيت من بدري و لحد دلوقتي مجتش انا كلمت نغم و صاحبتها بس مفيش حد منهم شافها أنا قلبي مش مرتاح
حسن بجدية:
=طب أنا هكلمك تاني….
جليلة:
=لو عرفت مكانها طمني بالله عليك يا حسن
حسن بخوف عليها:
=متقلقيش ان شاء الله خير…
قفل معه و طلع من اوضته خرج من البيت كله و طلع على الطريق اللي فيه محل العطارة لكن ملقهاش
قرر يروح المكان اللي كانوا بيقعدوا فيه على البحر
بعد ربع ساعة
وقف الموتسكل على الطريق و نزل منه و هو شايفها قاعدة لوحدها على صخرة بعيدة و عالية.
قرب منها باستغراب للهدوء اللي هي فيه قعد جانبها و هو ساكت
نادرة بصتله بدموع و حزن و بدون كلمة قلعت الدبلة و حطيتها على صخرة بينهم
حسن و هو باصص للبحر:
=ليه؟
نادرة بهدوء :
=مفيش نصيب…. أنا آسفة، بس أنا مش مناسة لك و لا حتى لأي شخص.
حسن :ليه؟ حد زعلك؟ …. أنا زعلتك؟
نادرة :
=ياريت كل الناس زيك… بس أنا عمري ما هكون زوجة كويسة.. أنا هكون زيها، عارف وربنا أنا كل يوم كنت بسمع كلام كتير عنها حاولت اكدبهم و أنا حاسة أنها مش وحشة
هي برضو كانت لسانها طويلة و عنيدة
هي كانت مهملة في حاجات كتير و أنا منهم
و انا كمان زيها….. أنا مش هعرف اربي أطفال و اهتم ببيت
أنا كل اختياراتي غلط. و كل الناس بيتخلوا عني.
مش عايزاه اتساب… مش عايزاه اتوجع
حسن بابتسامة:
=طب طول الفترة اللي فاتت أنا زعلتك مني بصراحة… في الفترة دي حسيتي أناني لدرجة اني ممكن اتخل عنك
نادرة:
=معرفش يا حسن أنا بقيت خايفة من اختيارتي… خايفة البس في مصيبة.
حسن بضحك :
=للدرجة دي… مصيبة طب ياستي أنا عجبني المصيبة دي و عايز اتجوزك ها ايه رايك
نادرة :
=مش هتزعل لما نتخانق كل يوم و نتكلم في حاجات تافهه و تيجي من الشغل تلقيني حارقه الاكل و ساعات نايمة و هدومك مش نضيفة و مخلصة فلوسك في الأكل من برا
حسن بص حواليه مكنش في حد، عدل قعدته و بصلها و هو ماشك ايديها و بيلبسها الدبلة و بدا يمسك صوابعها:
=أولا هنصحي سوا بدري لأن مش بحب افطر لوحدي و هنحضر الفطار سوا
ثانيا أنا ممكن اساعدك في البيت لأن بعمل كدا مع أمي لما بتتعب و معنديش مانع اعمل كدا معاكي بس لما أكون تعبان من الشغل هسيبك تعملي دا لوحدك
ثالثا:خلصي فلوسي براحتك بس صدقيني بعد الجواز هناكل في البيت لان بحب اكل البيت بس مفيش مانع نخرج تلات اربع مرات في الشهر ناكل برا
عارف انها هتبقى مرة وحيدة بس لو الدنيا ماشية معايا تمام هظبطك
أنا مرتبي يعيشانا مرتاحين الحمد لله و صدقيني مش هيجي يوم و اخليك تحطي راسك على المخدة جانبي و أنتي زعلانة مني
حتى لو زعلنا و دا طبيعي بين اي اتنين وقتها مش هسيبك.
نادرة :وعد
حسن :وعد ياستي بس فكي كدا ممكن اعرف بقا سبب الزعل دا كله ايه مش كنت كويسين امبارح.
نادرة بكدب:مفيش بس كنت خايفة و متوترة
حسن بابتسامه :طب ايه رايك اعزمك على فراولة بلبن
نادرة :بحبها
حسن بحب: عارف يا نادرة، خلينا بقا نتمشى و هجيبلك اللي أنتي عايزاه كله…
نادرة :هو انتي مش خايف فلوسك تخلص بجد أنا أصلا الفترة الأخيرة كل ما بنخرج بتجبلي حاجات كتير و بتعزمني على أكل كتير.
حسن بابتسامه و هو بيمسك ايديها و بيقوم:
=متقلقيش الحمد لله الخير كتير بس بلاش تعيطي انتي فاهمة و بعدين أنا بحب كلامك الدبش دا فاهمة.
نادرة بصتله بارتياح و مسكت في ايديه بقوة
=يلهوي يلهوي جليلة هتنفخني…. أنا لازم اروح
حسن :طب مش همتاخر تعالي هجيبلك اللي أنتي عايزاه و هروحك و كمان علشان اجهز
نادرة: مش مهم دلوقتي لما نتجوز هبقي اعملها في البيت.
حسن بصلها و ابتسم و هي شديت ايديه علشان يرجعوا البيت لان الوقت اتأخر
….
↚
“لا تطيل النظر فالعاشق تفضحه عيناه”
نادرة رجعت البيت مع حسن و هي خايفة من ردة فعل جليلة لما تشوفها، بصت لحسن و هي على وشك أنها تعيط
حسن باستغراب :مالك؟
نادرة :جليلة لو شفتني هتعمل مني كفتة هي قالتلي متتاخريش و انا اتأخرت اوي
حسن :خالص خلينا نطلع سوا و أنا هحاول افهمها.
نادرة بحدة:
=لا مش مهم أنا هطلع لها لوحدي و كمان علشان تلحق تجهز لبليل.
حسن ابتسم و نزل من على الموتسكل، مسك ايديها بقوة :
=ياله متخافيش مش هتعملك حاجة و بعدين هو أنتي فكراني زيك يا بنتي أنا بجهز في تلات دقايق و الحلاق بكتيره نص ساعة
نادرة بفخر:
=على فكرة بقا انا مبتاخرش لأن أنا قمر من غير أي حاجة
حسن هز رأسه بيأس و هو بيطلع السلم معها، الباب كان مفتوح
جليلة اول ما شافتها قلعت الشبشب و حدفته.
نادرة وسعت عينيها بخوف و بسرعة وقفت وراء حسن و مسكت في قميصه بقوة
و كان الشبشب من نصيب حسن
جليلة باحراج :
=حسن يلهوي!
نادرة خرجت من وراه بخوف لكن ضحكت و هي بتبصله
=شوف مش قولتلك انا هعرف اتصرف معها البس بقا يا عم
حسن بغيظ:
=وعد عليا لو ليا نصيب فيكي و النعمة لاربيكي…
نادرة بصتلها بلامبالة و دخلت اوضتها
نادرة بخبث:
=لو مش عجبك طلقني… طلقني
جليلة بحدة و زعيق:
=صبرك عليا أنتي بس … كنتي فين لحد دلوقتي يا أبلة، معليش يا حسن جيت فيك أنت حقك عليا.
حسن بجدية:
=حصل خير… بس بلاش تعمليلها حاجة
جليلة بخوف عليها:
=هو أنت لقيتها فين يا حسن؟ و حصل ايه طمني اللهي يسترك…
حسن بابتسامة:
=أطمني هي كويسة بس واضح أنها خايفة من فكرة الجواز كلها، علشان كدا مش عايزاك تعمليها حاجة و أنا هحاول معها.
جليلة بخبث:
=مهتم أنت يا حسن؟!
حسن بحرج:
=أنا هنزل علشان الحق اجهز…..
جليلة :و ماله….
حسن خرج و جليلة راحت ناحية أوضة نادرة اللي كانت بتتفرج على فستان كتب الكتاب
جليلة بغيظ:
=مخبية ايه يا نادرة… شوفي هتلوعي كدا و لا كدة هجيبك من شعرك أنا عارفكي كويس، مخبية ايه يا بت و كنتي فين الوقت دا كله.
نادرة بارتباك و كذب:
=كنت قاعدة على البحر براجع نفسي ياترى اتجوز و لا لاء
لحد ما لقيت حسن جاي و قاعدنا نتكلم
جليلة بغضب:
=كدابة…. بس هقولك كلمة تحطيها حلقة في ودنك
لو فاكرك أن حسن دا عبيط تبقى انتي اللي حمارة، ان كان هو طيب معاكي فدا علشان شاريكي لكن لو حس للحظة أنك بتخدعيها هتشوفي منه وش هيخليكي تكر”هي نفسك، بلاش تخسريه يا نادرة بلاش، لو كسبتيه لصفك هيحبك و عمره ما هيستغني عنك، انا بكلمك لمصلحتك علشان خايفة عليكي
نادرة بزعيق و حزن :
=هو انتي ليه بتكلميني كدا يا جليلة كأني عاملة مصيبة…. على فكرة انا يمكن دي اول مرة احس اني صادقة بجد مع حد
دي اول مرة احس ان في حد مهتم باي حاجة خاصة بيا، حد بيفهمني لما يبصلي
و أنا مش عايزاه اخسره…. انا عايزاه معايا
هو أنتي فاهمني؟!
أنا دلوقتي واثقة فيه و واثقة انه بني آدم كويس و عرفت ان اختياراتي انا اللي غلط خالص بقا يا جليلة أنا مش عايزاه اعيط تاني.
جليلة :
=و لا أنا عايزاكي تعيطي تاني ابدا علشان كدا بقس عليكي ساعات من خوفي عليكي.
نادرة بطفولية:
=خالص بقا متخافيش عليا تاني و تعالي في حضني عايزاه حضن جامد اوي لان بردانه
جليلة بحب :
=عمرك ما هتكبري يا نادرة…. تعالي
نادرة ابتسمت بحب و هي بتحضنها بقوة و سعادة.
نادرة:ياله اخرجي و اقفلي الباب وراكي علشان الحق اغير و اجهز
جليلة:ماشي… صحيح فين البهارات اللي قولتلك هاتيها من العطار….
نادرة سكتت و افتكرت انها نسيت الحاجة في التاكسي لما سابت فريد
=نسيتهم على البحر….
جليلة :
=الطم منك…. امشي يا نادرة من ادامي احسن انا الضغط عالي عليا
نادرة :
=دي اوضتي على فكرة انتي اللي تطلعي برا
جليلة بحدة:
=ماشي يا بنت سنية…. ماشي
نادرة قفلت الباب وراها و قعدت على السرير و هي بتفكر في كلام فريد و اللي عمله في حسن، حست بالخوف بينهش قلبها و اتمنت أنها مكنتش تعرف من الأول
نادرة بحزن:
=يارب أنا عارفة اني غلطت بس أنت ارحم عليا من كل البشر يارب أنا مش عايزاه اكون سبب في اذيته لأنه ميستاهلش مني أي حاجة وحشة….
***********************
في بيت حسن
كان بيبلس قميصه الأبيض كان سرحان و هو متأكد أن نادرة مخبية حاجة و خايفة تقولها لكن مش عايز يضايقها او يخوفها منتظر ان يجي اللحظة اللي تحكيله فيها عن كل اللي مخبياه و مخوفها منه
جهز نفسه كان شيك جدا.. قميص أبيض و بنطلون أسود.. مهندم شعره، برفان ريحته جميلة بالمجمل شكله جذاب جداً
خرج من اوضته وسط الاغاني و الزغاريط
حسن بحب:
=ايه دا يا حجة طب استنوا للفرح حتى…
دعاء بسعادة :
=دا أنا مستنيه اليوم دا من زمان الف مبروك يا حبيبي ربنا يتمملكم على خير و يحفظك من العين الخبيثة يارب
حسن بجدية :اللهم آمين…. مش ياله بينا
عامر بخبث:
=مستعجل أنت يا شقيق… بس خاالي في علمك أول عيل هتسميه عامر أنا بقولك اهوه
حسن :
=دا من حبي فيك يعني و لا ايه مش فاهم.
و بعدين دا كتب كتاب فاخرس خالص…
*******************
بعد ساعة و نص في بيت نادرة
كانت قاعدة في اوضتها و هي مبسوطه و حاسة بسعادة و معها نغم و مرجانة
نغم :
=شكلك زي القمر بجد و الله هتخطفي القلب و العين.
نادرة بابتسامة:
=أنتي اللي عيونك حلوة…
نغم باستغراب:
=ايه دا في ايه؟ نادرة بتجامل الناس عادي لا لا اومال فين نادرة اللي اعرفها
أنا طول عمري جميلة بالمكياج او من غيره
مرجانة بخبث:
=هو أنا في زي دا انا سكر و عسل و مرباا
نادرة بدلال:
=غصب عن عينك… بذمتك مش مزة و الله أنا خسارة فيكم.
نغم بغيظ:
=مرارتي هتتفقع منك اعجابك بنفسك….
نادرة بطيبة:
=مش موضوع إعجاب بنفسي في بنات احلى مني الف مرة لكن انا واثقة ان ربنا ادي لكل بنت جمال يخليها لازم تثق في نفسها
انتي مثالا يا نغم احلى مني بكتير و عاقله.. مرجانة مثالا طيبة قلبها كفاية اوي ان تخلي اي انسان يقع في حبها رغم أنها اختي الكبيرة لكن بحسها أمي لما بحضنها و تطبطب عليا
نغم بحب:
=الف مبروك يا قلب أختك
مرجانة ابتسمت بحب و حضنتها بقوة :
=على فكرة انا بحبك اوي اوي و هتفضلي اكتر حد بحبه و اكتر حد بيخليني دايما احس اني عندي طفلة تانية شقية
نادرة بغيظ:
=أنا مش طفلة على فكرة أنا عندي تلاتة و عشرين سنة
جليلة خبطت على الباب و هي مبتسمة دخلت و هي بتزرغط بسعادة
نادرة ابتسمت و هي بتقف كانت جميلة بكل تفاصيلها
جليلة بسعادة:
=حسن و الماذون برا و الكل مستنينك
نادرة بصتلهم بتوتر و اخدت نفس عميق لكن هديت حقيقي لما جليلة مسكت ايديها بقوة
=متقلقيش احنا كلنا معاكي اوعي تقلقي
نادرة بحب:
=و الله خايفة اندم اني سمعت كلامكم بس أمري لله
جليلة :
=عمرك ما هتندمي يا حبيبتي ياله تعالي
نادرة : استر يارب
خرجت معهم و هي متوترة في جو من السعادة و التوتر
رفعت رأسها لثواني و بتبص لابوها و للشخص اللي قاعد جانبه و عيونه مستنيها بلهفة و سعادة
لمعة عيونه…. كانت كفيلة انها تبتسم برقة و إعجاب
وسيم جدا.. دقنه الخفيفه و ملامحه الرجولية
شعره الأسود مصفف بعناية
جميل هو!
حسن بصلها بنظرة شاملة باعجاب واضح و غمض عينيه لثواني و كأنه بيفتكر ذكرى معينة…. قام و هو سعيد و شايفها بتقرب منه برقة و خفة و كأنها بتلعب بمنتهى الخفة على أوتار قلبه
عيونها! و كأنها السحر الحقيقي
عيونها البني محددها بالون الأسود
عيونها دبا”حة لأي شخص يبصلها
ضغط على قبضة ايديه و هو بيحاول يصبر نفسه دقايق اخيرة…. دقايق بينه و بين أنها تكون ملكه و ملكته
دقايق و حاجات كتير هتتغير…
حاجات كتير هتتكشف بعدها
دقات قلوبهم… عيونهم…. ابتسامتهم
كل حاجة كانت مميزة و كأنهم اتخلقوا علشان يكونوا لبعض
نادرة بحرج :
=أنت بتبصلي كدا ليه لا مواخزة شكلي وحش
حسن بهمس لنفسه و غيرة :
=فرحانه بجمالها اوي…. ابو شكلك يخربيتك مزة… يخربيت المربى
دي الواحد يعمل معها اي دي استغفر الله العظيم، صبرني يارب بدل ما ارتكب جريمة
↚
الماذون :
=انا بقول نكتب الكتاب لان عندي فرح تاني
موسى بابتسامة:
=و أنا بقول كدا برضو اقعدوا يا ولاد
نادرة قعدت جانب موسى اللي كان ماسك في ايديها بقوة ، بدات مراسم كتب الكتاب و انتهت بجملة
جملة هتبدتي بيها حياة! حياة….
ربما بالجملة دي اتكتب عليهم انهم يعيشوا لحظات عمرهم ما تخيلوها
ربما بالجملة دي اتكتب عليهم وجع… وجع مش هيقدروا يستحملوه
و ربما سعادة هتغمرهم
غريب ارتباط الألم بالحب!!
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
حسن ابتسم و للحظات نادرة شافت لمعة دموع في عينيه لكن تجاهل النظر ليها و هو بيحضن عامر و صحابه بيباركوا له
و هي صاحبتها بيباركوا ليها
موسى بحب:
=الف مبروك يا ولاد و يارب دايما في سعادة
نادرة في عينيك يا حسن أنت فاهم!
حسن مقدرش يرد لكنه ابتسم و سكت و هو بيردد بعض الكلمات في سره
بعد ساعة
خرجوا الاتنين بعد ما هو طلب من والدها
كانت قاعدة جانبه في العربية و هو بيسوق
نادرة : هي دي عربية مين؟
حسن : هتفرق معاكي التفاصيل دي
نادرة :مش بالظبط بس… هو احنا رايحين فين؟
حسن بخبث:
=متقلقش يا وحش مش هخطفك…
سكت لحظات و كمل بمكر
“دلوقتي على الاقل”
نادرة بغيظ و خجل :
=لم نفسك علشان قلبي مش مطمنلك.
حسن بغمزة شقية:
=و النبي ظالمه
نادرة :هو مين؟
حسن بابتسامة ماكرة:قلبي!
=جاك وجع في قلبك
حسن بخشونة و حدة :
=بت اتلمي و عدي ليلتك على خير
نادرة بتوتر: استغفر الله العظيم، هدى خلقك يا استاذ حسن و بلاش عصبية لو سمحت… اعتبرني بنتك يا اخي في حد يزعق لبنته كدا
حسن بغيظ:
=بنتي ازاي ان شاء الله… هو أنتي مش ملاحظة انك بقيتي مراتي…
نادرة :ايه يعني بنتك و مراتك انا بحب الدلع…
حسن بص للطريق و هو بياخد نفس عميق و هو بيكلم نفسه
= يارب هي البت دي بتختبر صبري ليه بس…
نادرة :بتقول ايه…. هو احنا رايحين فين
حسن :
=مكان بحب اروحه….احنا اصلا وصلنا
نادرة بصيت حواليها باستغراب لان المكان فاضي… بيوت… شوارع صغيرة… ناس
حسن ركن العربية و نزل، نادرة بصتله بقلة حيلة و نزلت
مسك ايدها و دخل بيت
نادرة بحدة:
=دا ايه ان شاء الله…..
حسن :دماغك راكبة شمال و الله و بعدين هو احنا دخلنا شقة مثالا احنا هنطلع السطح
نادرة:السطح؟
حسن مهتمش بعلامات التشنج اللي ظهرت على وشها و هو بيطلع السلم
نادرة بخوف:
=هي مالها ضلمة كدا ليه…. انا مبحبش الضلمة
حسن شغل النور و هي بصت للمكان بابتسامة بسيطة… صوت عبد الحليم.. غية حمام … البحر ادامهم من ارتفاع عالي
الحمام اللي طار فجأة اول ما النور اشتغل
الإضاءة…
فضلت تبص لكل حاجة و هي فرحانة رغم بساطة المكان جدا جدا
حسن بصلها و هي مركزة مع الحمام اللي بيطير بمنتهى الحرية
نادرة بسرحان:
=دا حلو اوي……
حسن بتنهيدة:
=حلو مدام عجبك يبقى حلو اوي
نادرة :
= أنا عمري ما شفت البحر بالشكل دا يا حسن….. كنت بشوف انه ممل انا بشوفه كل يوم لكن دلوقتي حاسة مختلف اوي اول مرة ابصله من مكان عالي
و الحمام جميل اوي…. على فكرة أنا بحب اسمع عبد الحليم انت كمان بتسمعه
حسن :
=مش بسمع اغاني كتير بس بحبه بحسه في مكان تاني هادي و مشاعره بتبان في كل كلمة بيقولها
نادرة بابتسامة و رقة:
=زيك…..
حسن نزل عينيه و بصلها لكن بسرعة بعدت عينيها عنه بخجل و هي بتبص للتربيزة المتزينة ادامها بشكل جميل
=حلو اوي الجو دا… شاكلك هترجعيلي الشغف في اسكندرية من تاني
حسن و هو بيقعد قصادها على التربيزة
: على كدا انا ليا تأثير كبير عليه….
نادرة :هو مين…
حسن بابتسامة: قلبك…
اصل بيقولوا ان القلب هو مصدر الجمال
نادرة حاولت تتجاهل نظراته و طريقته و غمرة المشاعر المختلطة اللي حست بيها و هو بتحاول تلهي نفسها
حسن مقاطعاً الصمت
: عندي ليكي هدية هي غريبة شوية بس…. بس
نادرة بطيبة: متقلقش اكيد هتعجبني…
حسن بتنهيدة :يارب…
نادرة ابتسمت و هو قام و رجع بعد ثواني و هو شايل قطة صغيرة جميلة جداً
نادرة بصتله بذهول و فجأة قامت :
=دي ليا…
حسن هز رأسه بمعنى اه و هي ضحكت و اخدتها بسرعة
=عرفت ازاي اني بحب القطط…. بجد عرفت ازاي
طب اقولك سر
زمان و انا عندي عشر سنين وقتها كنت أموره اوي… بابا كان وقتها بيشتغل في صيد السمك
كنت كل يوم اروحله عند المينا و حلقات السمك و أفضل واقفه اتفرج على القطط الصغيرة خالص و اقعد جاانبهم بس بابا كان بيرفض اني اخد قطة البيت ليا علشان كانوا بياكلوا من السمك اللي موجود في البيت و انا كنت شقية كنت بستنى لحد ما هو ينام و كمان مرجانة تنام و اتسحب و اخرج افتح باب البيت براحة بس كنت قصيرة فكنت بحط الكرسي
و كنت بسرق سمكتين صغيرين و احطهم في كيس و اخرج من البيت
ضحكت فجأه و هي بتقعد على الكرسي و بتحضن القطة و كملت كلام
=كنت بشوف قطط متجمعه في المدخل بحطلهم السمك و أفضل قاعدة جانبهم و العب معاهم لحد ما ياكلوا، لحد ما في يوم راحت عليا نومه تحت السلم و بابا صحي الصبح و فضل يدوروا عليا و انا اصلا نايمة لحد ما مرجانة شفتني و صاحوني
و عينيك ما تشوف الا النور خدت علقه محترمة
اولا لاني كنت باخد السمك من وراهم… ثانيا لاني خرجت من البيت من وراهم.. ثالثا لان بابا كان شايف اني شقية اوي و بعمل مشاكل، اتحيلت عليه كتير اني اجيب قطة البيت لكنه رفض
و من وقتها و انا معنديش ولا قطة….
بس أنت عرفت ازاي اني بحبهم؟
حسن بخبث:
=حسيت…..
نادرة بغيظ:
=أنت خبيث اوي على فكرة و بتخبي حاجات كتير و دا مقلقني منك…
حسن ابتسم بسخرية و هو بيحط ايده في جيبه
نادرة : سرحت في ايه؟
حسن بجدية :
=و لا حاجة خلينا ندى القطة دي أسم
نادرة بسرعة و سعادة: بوسي…. حلو الإسم بسبوسة حلو الاسم دا اوي
اخيرا هيبقى معايا قطة من غير ما بابا يعترض… شكرا، شكلها لطيف اوي
حسن لنفسه :
=و النبي ما في بسبوسة غيرك هنا تتاكل أكل…..ياخوفي عليكي يارب اديني القوة اللي تخليني مطلعش الوش التاني اللي جوايا
و لا تتكوي بنار غضبي او غيرتي….
ياويلي من عيونك…… و ياويل اي حد يحاول يقرب منك لأن ساعتها هو اللي جنا علي نفسه
عندما لا تسطيع إخراج احد من قلبك
فمن المؤكد أنه في مكانه الصحيح
محمود درويش
↚
يُقال لا تعبث مع نمر جريح لأنه حقاً على أتم الإستعداد للهجوم عليك أن حاولت الاقتربت.
نادرة و حسن كانوا قاعدين في العربية و هي حاسة بأنها فرحانة و سعيدة
حسن : وصلنا
نادرة :اه بس أنا مش عايزاه اطلع…. حسن ممكن نتكلم شوية بجد
حسن بابتسامة :اكيد اتفضلي
نادرة اخدت نفس عميق و بصتله بهدوء :
=هو أنت ليه عايزه تتجوزني انا…. و أنت ازاي عرفت اني بحب القطط و ليه لما كنت بنجيب الدهب وافقت اني اجيب اللي عجبني حتى لما كان ازيد من الاتفاق اللي بينك و بين بابا
و ليه موافق اننا نعمل فرح في قاعة رغم فلوس القاعة كتير و انت لسه خارج من موضوع حريق البيت و تجهيز شقتنا؟
حسن بجدية و ابتسامة جميلة و هو بيمد كف ايديه ليها :
=نادرة هاتي ايدك…..
نادرة بصت له بارتباك و خجل و هي شايفه نظرة عيونه باين فيها الفرح و الحب و دا اللي بتحاول تفهمه او تكدبه، ليه يحبها؟
مدت كف ايديها على كف ايده و هو مسك ايدها
حسن بحب:
=بصي يا نادرة و متقاطعنيش…
انا كان عندي اتناشر سنة لما ابويا مات الله يرحمه كان طيب اوي و بيحبنا
لما مات لقيت نفسي نفسي لوحدي و مسئول عن أمي و تبارك وقتها كنت حاسس بوجع وجع مكنتش عارف استحمله و الله العظيم فراقه كان صعب.
لكن الايام عودتني اتحمل و اكمل في طريقي
قررت اشتغل اي حاجة و الدنيا خدتني و ودتني لحد ما بقى عند تساتعشر سنة وقتها قررت أنا و عامر نفتح الورشة اللي بشتغل فيها دلوقتي.
انا كنت بشتغل فيها مع الاسطي اللي علمني الميكانيكا و ربنا كرمني انا و عامر،
لحد ما جيه اليوم اللي ربنا أراد اني حياتي تتغير.. في اليوم دا شفتك
كنتي لسه عندك 15 او 16 سنة بالكتير، بنت قاعدة في زاوية لوحدها و بتعيط
معرفش سبب العياط و لا اعرف ليه كانت قاعدة في الشارع لوحدها بعيد عن الناس
يمكن بتخاف تخلي اللي حواليها يشوفها و هي بتعيط لكن انا شفتها
كانت جميلة اوي اوي لحد ما شافت قطط صغيرة و فجأة ضحكت زي الهبلة و جريت عليهم و فضلت تلعب معهم
كان عندي 19 سنة عجبتني بنت غريبة كل الناس بيقولوا ان لسانها طويل و غلبوية
كنت بحس اني مبسوط زي الأهبل لما بشوفها داخله المنطقة او خارجة مع مرات ابوها
عدت السنين و فات تسع سنين و المراهق بقا شاب و البنت كبرت
لكن الشاب لسه على عهده لنفسه
ان يجي اليوم و تكون البنت دي على زمته و حلاله أدام ربنا و يجي اليوم اللي يمسك ايديها من غير ما يحس انه بياخد حاجة مش من حقه
المراهق كان بيحوش فلوس علشان يجي اليوم اللي يقدر يقول فيه بقلب جامد انه عايزها و عايز يكمل مع حياته
من اللحظة اللي شافها بتعيط فيها اتمنى لو كمل معها حياته، حتى لو هي عمرها ما حسيت بحبه، هو مكنش ضامن الدنيا و محبش يقرب منها خاف يعذب قلبه في الحرام و خاف ميجيش اليوم اللي تكون له في الحلال فقرر ميقربش الا لما يكون قادر..
كان خايف يترفض لأن لو فكرنا بالعقل و حسابنها البنت دي ابوها اغني من الشاب دا بكتير و ممكن يجوزها واحد اغني منه
لكن ربنا استجاب لدعواته في كل فرض
و الشاب ماسك ايدها و هي مراته بعد تشع سنين يا نادرة.
نادرة كانت بتسمعه و هي حاسة بخوف، خوف غريب و هي شايفه عيونه المليانة حب، هي اللي كانت بتدور على حد يحبها و دورت بطريقة مش كويسة و حبيت شخص كان اناني و خبيث في الوقت اللي في شخص تاني بيحبها زي ما هي بكل عيوبها و الغريب انه كان ساكت و خاف على قلبها
دموعها نزلت بمشاعر مختلطة و احساس غريب و فريد من نوعه
شعور اول مرة يغمر روحها بالشكل دا، رغم أنها طول الوقت بتحس معه بالأمان لكن غمرة مشاعرها بالقوة دي كانت أكبر ما انها تقدر تتكلم او تقول اي حاجة.
شديت ايدها بقوة من ايده و نزلت من العربية، حسن بصلها باستغراب و خاف يكون اتسرع في انه حكي اللي في قلبه ناحيتها نزل من العربية و بص لطيفها و هي بتدخل البيت بسرعة
حسن بضيق و هو بيمرر ايده في شعره :
=هو انا عكيت الدنيا…. استغفر الله العظيم، كان لازم اصبر… ايه يا ابو علي مش قادر تستنى كم يوم كمان.
حسن بص للشارع الفاضي اتغاظ و ركب عربيته و مشي.
نادرة وقفت أدام باب الشقة و هي بتمسح دموعها و بتحاول تبان عادية.
فتحت الباب و دخلت لقيت ابوها قاعد مع جليلة و مرجانة مستنينها
نادرة بصوت باكي: السلام عليكم
=و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موسى باستغراب:
=مال صوتك يا نادرة و بعدين انتي بتعيطي؟ و اتاخرت ليه مع حسن….
نادرة :اصل كنا قاعدين على السطوح و الكلام اخدنا مخدناش بالنا من الوقت و بعدين انا مش بعيط بس في حاجة جيت في عيني بتوجعني.
جليلة :و ايه القطة دي مش قلنا مفيش قطط تاني يا نادرة؟
نادرة :دي بسبوسه…. حسن جبهالي لو عايزة تمشيها….
مرجانة بمقاطعة بعد ما لاحظت حالة اختها:
=لا نمشيها ايه و بعدين دي هدية كتب الكتاب مينفعش تمشيها… انا هبات معاكي النهاردة يا نادرة طارق احد الولد و انا قلتله اني هبات معاكي ياله خلينا ندخل ننام.
نادرة :ياله
مرجانة اخدتها و دخلت الأوضة
موسى : انا حاسس ان البت فيها حاجة، أنا هكلم حسن و اعرف ايه اللي حصل
جليلة بحب:
=تكلمه ايه بس دلوقتي زمانه روح و الوقت اتأخر و بعدين قلتلك عينها بتوجعها و حسن دلوقتي جوزها يا موسى و لسه كتبين الكتاب اكيد كانوا بيتكلموا خلينا ندخل نريح شوية و مرجانة معها لو في حاجة هتحكيلها و مرجانة هتقولي متخافش عليها
موسى بتنهيدة:
=ماشي يا جليلة ياله بينا
*************************
في اوضة نادرة
نادرة كانت قاعدة على السرير و هي شايلة القطة و ساكته لكن كلامه بيتردد في عقلها غصب عنها عيطت بخوف خوف بيزيد كل ما تفتكر ان الشاب محبش يتعرف عليها علشان يحميها من نفسه و اي حاجة وحشه ممكن تحصل
و هي سمحت لنفسها تتعرف على شخص كان عايز يلعب بيها مجرد بيسد بيها رغبته و هي كانت بتوهم نفسها بحبه
لأول مرة فعلا تحس انها رخصت نفسها، لأول مرة تحس انها ظلمتها
رغم أنها مفروض تكون سعيدة جدا بحب الشخص الصح ليها لكن شعورها بالذنب كان واجعها، شهقاتها بقيت أعلى و هي بتنزل القطة على الأرض و بتخلي وشها بيدها
مرجانة بفزع و خوف :
=يا حبيبتي ما انتي لو تحكيلي بتعيطي ليه هترتاحي، طب حسن زعلك و الله انزل اتخانق معه و ان شاء الله حتى يطلقك لو هيكون سبب في زعلك من اولها…..
طب… طب حد قالك حاجة وحشه مين خلك تعيطي كدا يا قلب اختك بلاش توجعي قلبي عليكي يا نادرة…
ردي بالله عليكي طب في حاجة وجعاكي
نادرة بحزن و هي بتمس ايد مرجانة بقوة و بتحطها على قلبها :
=أنا زعلانة من نفسي اوي يا مرجانة…. اوي.. زعلانة من اللي عملته فيها…. اول مرة احس نفسي اني قليت منها
اول مرة احس باحساس دا… انا حاسه بوجع هنا…. بيوجعني اوي.
مرجانة دموعها نزلت بخوف عليها :
=طب اهدي و صلي على النبي
ايه اللي مزعلك؟ هو حسن قالك حاجة زعلتك….
نادرة بقهر:
=حسن….. انا اللي غلطت في حقه و حق نفسي، مرجانة ممكن اطلب منك طلب بس ارجوكي نفذيه و حياة ابنك بلاش بابا يعرف حاجة عن اللي هقوله لك دا لانه هيزعل مني اوي…
مرجانة :و الله ما هقول لحد و الله العظيم
نادرة بدأت تحكيلها عن علاقتها بفريد و اللي عرفته بالصدفة و فضلت تقابله لمدة سنة كاملة انها كانت بتخرج من وراهم و تقابله عند المينا.
مرجانة :
=معقول نغم عارفه و انا متقوليش حاجة زي دي
نادرة :
=انتي كل حاجة بقولهالك بتحكيلها لأمك و هي بتقول لبابا و أنا كنت فاكره نفسي بحبه
مرجانة بحدة:
=شوفي يا نادرة انتى غلطتي في حق نفسك و حق بابا غلطتي لما طولتي معه في علاقة انتي عارفه انها غلط يمكن انتي مشاعرك كانت بريئة لكن انتي كنتي عارفة انها غلط و كملتي
سمحتي لفريد بحاجات مش من حق أي حد دلوقتي غير حسن…. حتى حسن اللي جيه البيت من بابه كنتي مستعرية منه انه ميكانيكي….
نادرة بدموع
:انا مكنتش مستعرية منه انا كنت بحب فريد او بفهم نفسي ان دي الحقيقة بس يعلم ربنا اني في كل لحظة مقدرة حسن و عارفه ان راجل و مفيش مرة اتكلموا عليه وحش الا و دفعت عنه بس أنا….
مرجانة بمقاطعة:
=شش اهدي و خدي نفسك براحة يا نادرة براحة، بصي يا نادرة
ربنا لما بيحب حد بيبعتله الشخص المناسب و انتي ربنا بيحبك بعتلك بني آدم بجد شاريكي…. فبلاش تخلي اي حاجة تبعدك عنه و امسكي فيه لان مفيش زيه كتير
و خليكي عارفة ان مفيش بني آدم كامل كلنا بنغلط و انتي ربنا ادكي قلب أبيض اوي بس مش عارفه ازاي تحافظي عليه
اللي بيحب يا نادرة بيجي يخبط على الباب مش بينط زي الحرامية من الشباك
و بعدين انتي مفرطيش في نفسك و عمرك ما كنتي هتعملي كدا لأنك فاهمة الأصول بس علشان قلبك بتتغاضي عن الغلط و بتحاول تسكتي ضميرك لكن انتي اجمل من كدا افرحي يا نادرة و قومي غيري و اغسلي وشك و احمدي ربنا انه وقعك مع واحد ابن حلال هيصونك لآخر نفس فيكي….
نادرة بصتلها بتردد لكن مرجانة ابتسمت و مسحت دموعها بحب و بخبث :
=عرف ازاي انك بتحبي القطط
نادرة ابتسمت بخجل و هي بتفكر في كل كلمة قلها قامت فجأة و هي فرحانة حضنت القطة و بخبث
=دا سر بينه و بيني
مرجانة :
=سر من دلوقتي عليا انا برضو
نادرة بسعادة:
=اه…. انا هروح اغير…
مرجانة :
_ماشي يا نادرة بس خليكي فاكرها
نادرة راحت ناحية الدولاب اخدت هدومها و راحت تغير و تغسل وشها
↚
مرجانة لنفسها :
=يارب بلاش توجعها و لا يجي اليوم اللي احاسبها على الغلطة دي لأنها مش هتستحمل و الله….
ابتسمت و هي بتنزل على الأرض و بتلعب مع القطة.
نادرة رجعت بعد شوية لقيت مرجانة نامت، فضلت قاعدة على السرير و هي ماسكة الموبيل و بتفكر تكلمه تقوله انها مكنتش تقصد رد فعلها بس ارتبكت…
نادرة:اكيد اتضايق من اللي عملته، بس الوقت اتأخر…
فتحت تطبيق الواتساب على رقمه و قررت تبعتله رساله
“حسن انا مقصدش… هو انا ارتبكت مش اكتر، اصل انا اول مرة يتقالي كل الكلام دا بالطريقة دي..”
بعتت الرسالة و قفلت الموبيل بسرعة
قامت اخدت المصحف من على المكتب الصغير اللي موجود جانب السرير، قعدت جانب مرجانة و فتحت سورة الكهف و بدأت تقرأ بهدوء و هي حاسة براحة و سعادة.
حسن كان قاعد على السرير لكن سمع صوت اشعار وصول رساله
فتحه و ابتسم لما شاف رسالتها
***********************
بعد اسبوع “يوم الفرح”
نادرة كانت قاعدة في البيوت سنتر و هي فرحانة جدا و متوترة و خايفة من سعادتها تتقلب و يحصل مشاكل لكن قررت تعيش متعة و جمال اللحظات
نغم كانت قاعدة معاهم و هي بترقص مع البنات مع الاغاني
نغم : بقولك ايه يا نادرة عايزة ابقى خالتو… معاكي ظرف تسع شهور فاهمة يا بت
نادرة بارتباك:اتلمي يا جزمة و لا انتي انحرفت بعد الجواز…
نغم : يلهوي يلهوي اتلم… انا مش مطمنة للبت دي يا مرجانة، اتلم ايه لا بصي فرفشي كدا….
انتي اصلا مش محتاجة نصايح هو حسن لبس و اتدبس خالص.
نادرة بغيظ:اتدبس في ايه ان شاء الله هو يطول
مرجانة :عمرك ما هتتغيري بلسانك دا، على الله حكايتك انتي و هو
نادرة بدلال :بس برضو احلى تدبيسه
نغم :اللعب
نادرة ضحكت و هي بتحاول تهرب منهم و هي بتبص لبسبوسة
نادرة :هو فاضل كتير؟
=لا انا خلصت خلاص بسم الله ماشاء الله ملامحك جميلة مش محتاجة حاجة….
في بنت دخلت و اتكلمت معهم
=الحج موسى عايز يتكلم مع العروسة شوية
نادرة:بابا… طب معليش تخرجوا شوية
كلهم خرجوا و فضلت نادرة
موسى ابتسم و هو بيبصلها، نادرة قامت و هي بتحاول تظبط فستانها الأبيض
=بسم الله ماشاء الله…معقول كبرتي و هتتجوزي
اه يا نادرة… اه يا بنت قلبي عشت طول عمري ادعي ربنا اني اسلمك بأيدي لابن الحلال.. عيشت طول عمري خايف مكنش معاكي في يوم دي دا… انتي ازاي جميلة كدا
نادرة بحب و هي بتمسك ايده و بتبوسها :
=بابا هو انا ينفع اقولك انك بجد أجمل حاجة في حياتي و نفسي ارفع راسك دايما و اخليك فخور بيا.
موسى بابتسامه :
=و انا فخور بيكي و فخور انك بنتي و اني عندي بنوته قلبها ابيض زيك
عارفه يا نادرة لما شفتك اول مرة و حضنتك بعد ولدتك حسيت بدف حسيت بروح حلوة اوي بتحوطني، كبرتي و بقيتي عروسة
سنية كانت هتفرح اوي… اكيد هي فرحانة انك فرحانة
نادرة :انا كان نفسي تكون معايا و تحضني يا بابا بس حاسة انها مرتاحة دلوقتي، بابا هو انت بتكره ماما.
موسي:
=يعلم ربنا اني عمري ما كرهتها، و حتى لو
كفاية انها خدتني بأجمل هدية، أنا و هي يمكن اطلقنا لكن مش معنى كدا اننا كرهنا بعض
انا طلقتها علشان مكنتش عايز اوصل للمرحلة اللي اكرهها فيها علشان بحبك لو كنا كملنا كنا هنتعب بعض اكتر و هنتعبك وسطنا بس ارادة ربنا انها تموت
شوفي يا نادرة اعتبرها نصيحة
الراجل بيحتاج من العلاقة انه يلاقي حد يطبطب عليه لما يزعل، حد يونسه، حد يفهمه لما يكون مخنوق و مش عايز يتكلم
لما يقولك سبيني لوحدي احضنيه و خليكي معه
لما تحسي انه زعلان ابتسمي في وشه
و لما تزعلي صارحيه، الراجل مبيحبش يحط راسه على المخدة و الست اللي جانبه شايله منه….. بصي يا بنتي انا عايزاك تكون سعيدة في حياتك علشان كدا بقولك حبي حياتك معه و خليه يحس انك راضيه
و حاولي تفهميه ….. صدقيني لو انا شايفه مش مناسب و لا حتى صايع او ميستاهلكيش عمري ما كنت هفرط فيكي
و سامحيني لو قسيت عليكي يوم ببقى خايف عليك يا نادرة و خايف تتوجعي صدقيني يا بنتي
نادرة بابتسامة :
=احضني يا بابا…..
موسى ضحك و هو بيشدها لحضنه و هي غمضت عينيها و اتنهدت براحة و بهمس
=انا بحمد ربنا انك ابويا و سامحني انت لو قصرت يوم في حقك….
جليلة من وراهم:
=الله الله انتم مقضينها احضان من ورايا
نادرة ابتسمت و بعدت عنه و هي بتمسح الدموع اللي اتجمعت في عنيها
******************************
في بيت حسن
خرج من اوضته و هو كامل شياكته و اناقته ببدلته السوداء و تحتها قميص ابيض و كأنها معمولة مخصوص ليه
شكله وسيم جدا و هو حالق دقنه.. شعره مترتب…
لكن اتفاجا لعامر اللي بيرش عليه ملح و بيتكلم بطريقة تشبه النساء:
=عين الحسود فيها عود، خمسة و خميسه الله اكبر “
حسن بصله باستغراب و هو بيبعد :
=بتعمل ايه ياض انت فاكر نفسك أمي؟!
رد عامر بخوف :
=و الله العظيم امك هي اللي قالتلي ابخرك و ارش عليك ملح علشان عين الواد محمود البقال و عمك سامح الجزار و اللي اسمه نبيل الحلاق و مين تاني
حسن ضحك بوسامة:
=امي قلتلك كدا
عامر :اه و الله العظيم بس ايه الشياكة دي
حسن :
=عمرها ما هتتغير…. ياله بينا.
خرجوا كلهم مع والدته و أخته و جوزها وصلوا لبيوتي سنتر
حسن كان منتظرها برا…. ابتسم و هو شايفها خارجة مع ابوها و مسكه في ايده
نادرة ابتسمت و هي بتبص له
موسى وقف ادامه و حضنه :
=نادرة في عينك يا حسن…..
حسن ربت على ضهره و بعد عنه، وقف ادامها و مال عليها بأس راسها
حسن :طلتك عليا بالأبيض كأني مسكت نجمة من السماء طالعة زي القمر…
نادرة بابتسامة:و انت كمان شكلك حلو اوي اوي
نغم لمرجانة بخبث:
=انا بقول الف مبروك و ان شاء الله هنبقى خالتو قريب.
مرجانة ضحكت و بصيت لهم:
=الظاهر كدا
بعد مدة في القاعة
حسن و نادرة وصلوا القاعة مع كل قريبهم اللي كانوا فرحانين ليهم جداً و في منهم غيران و حاسس انها متستهلش كل دا!!
حسن صحابه شدوه علشان يرقصوا كلهم سوا
اتجمع الشباب و بقوا يرقصوا بطريقة مرحة و هو كان فرحان و بيرقص بسعادة
نادرة كانت بتضحك و هي بتتفرج عليهم و عامر بيرفع حسن علي كتفه و بيرقصوا
نغم :الليلة ولعت من اولها و الله عامر دا جدع
نادرة بحب: و حسن يستاهل
نغم :هي البت بنت خالة مرجانة بتبصلك كدا ليه مش دي تبقي بنت اخت جليلة
نادرة :اه هي بس هي كدا عمرها ما طقتني سيبك منها
نغم:تعالي نرقص..
نادرة :بس القاعة فيها شباب كتير اوي اتحر
سكتت فجأة بصدمة و هي بتبص لباب القاعة و اللي دخل منها
نادرة بخوف :فريد!
↚
…
نادرة اتصدمت و هي شايفه فريد داخل القاعة و هو بيبصلها بخبث.
نغم :
=دا ايه اللي جابه هنا دلوقتي
نادرة بخوف و توتر:
=مش عارفه يا نغم مش عارفة
نغم :طب اهدي مالك اتوترتي كدا ليه اكيد مش هيحصل حاجة
نادرة بصيت لحسن اللي كان بيرقص مع الشباب و باين اد ايه فرحان
نادرة و هي على وشك انها تعيط
: تفتكري هيعمل حاجة تبوظ الفرح
نغم بسرعة:يبوظ ايه و بعدين اهدي هو مش ماسك عليكي ذلة يعني
فريد ابتسم بخبث و هو بيقرب من الكوشة لحد ما وقف ادامها، نادرة كانت قاعدة جانب نغم و هي بتبص له بتوتر
مد ايده يسلم عليها و اتكلم بمكر:
=الف مبروك يا برنسس مكنتش متخيل انك هتكوني بالجمال دا في اليوم دا و عمري ما تخيلت انه يجي و انتي لغيري
نادرة وقفت بمنتهى البرود الخارجي و هي بتبص لايده الممدودة، ابتسمت بحدة :
=بلاش تلف و تدور يا فريد جاي ليه؟ امشي لان مش هسمحاك تبوظلي اليوم دا بالذات
امشي…..
فريد سحب ايده و اتكلم بخداع و هو بيقرب خطوة :
=خايفة؟! خايفة ابوظلك فرحك و سي حسن يعرف ان مراته بتلعب عليه و انه مجرد استبن ليا انا و هترجعيلي
نادرة بصتله بغضب لكن محبتش تبين علشان الضيوف…نغم كانت واقفة معها
و لاحظت ان حسن جاي عليهم و هو متضايق من وجوده
حسن قرب منها و ابتسم بحدة و قسوة و هو بيقف جانب نادرة اللي مسكت في ايده و كأنها بتوصل رساله لفريد انها مبقتش له و لا ليه اي مشاعر في قلبها
حسن بحدة و جدية:
=ايه اللي جابك يا ابن الأسيوطي…
فريد بخبث و هو بيبص لنادرة:
=معقول يبقى فرحك و مجيش دا انت غالي عليا اوي…. و بعدين يا حسن انا بقول ننسى اللي فات، سمارة خالص اللي في بطنها نزل و انت مش ابوها يعني و انا يا عم مسامحك على ضر”بك ليا و يا دار ما دخلك شر
حسن رفع حاجبه باستنكار :
=معقوله فريد بيه الأسيوطي جاي لحد هنا مخصوص علشان يبارك لحسن الميكانيكي غريبة….. امشي يا فريد… امشي احسنلك
انا و انت مفيش بينا حاجة تجمعنا و احمد ربنا ان سمارة اتنازلت عن حقها لان صدقني انا عندي استعداد اضربك تاني دلوقتي لأنك بني آدم رخيص و زبالة
فريد قرب منه بغضب و هو على وشك انه يضربه، حسن بصله بحدة و هو بيقرب خطوة منه و مفيش في عينه ذرة خوف
فريد بخبث:
=لا راجل يا حسن راجل و نصير الغلابة بس خالي بالك بقا على أهل بيتك…
قرب منه و همس له بخبث
=بس خالي بالك عليهم اوي اصل مراتك صاروخ
حسن فجأة مسكه من ياقة قميصه بقوة و هو بيشده و باين في عنيه الغيرة و الغضب، نادرة مسكت دراعه بسرعة و هي بتحاول تبعدهم و حاسه ان دي نهايتها
عامر و موسى كانوا واقفين مش فاهمين اللي بيحصل
حسن بحدة :
=أنت الجاني على نفسك يا فريد انت اللي جاني على نفسك لو حاولت حاولت بس انك تفكر بدماغك الزبالة دي عنها فاهم و اطلع برا احسنلك…
فريد بخبث:
=همشي بس اهد كدا دا انت عريس و لازم ترفع راسنا بدل ما القمر دي….
حسن قاطعه و هو بيضربه باللكمية و عنيه مليانة غضب و حدة، عامر شد فريد و بعده عن حسن
موسى :
=في ايه يا ابني و فريد الأسيوطي مالك و ماله
حسن وقف يظبط بدلته و هو شايف عامر بياخد فريد لبرا القاعة، نادرة غصب عنها دموعها نزلت و هي خايفه يحصل حاجة تبوظ الفرح
حسن بصلها باستغراب و قرب منها و هو مبتسم كأن مفيش حاجة :
=العياط في يوم زي دا قال مش حلو خالص ممكن اعرف بقا بتعيطي ليه؟
نادرة بصتله بخوف.. خوف ان الحنية و الحب اللي دايما في كلامه يتقلب كره في يوم من الايام لما يعرف الحقيقة
نادرة بدموع:
=خايفة الفرح يبوظ او يحصل اي حاجه وحشة.
حسن ابتسم بسعادة و هو بيقرب منها و حاوط وشها بسعادة و هو بيمسح دموعها بحنان
= عمري ما هيحصل اي حاجة و لا هيبوظ صدقيني لان عمري ما هسمح ان اليوم اللي استنيته كل السنين دي يبوظ في لحظة و لا علشان اي حد غيرك…. غير لو انتي اللي قررتي تبعدي ساعتها للأسف مش هقدر اجبرك تفضلي معايا غصب
نادرة بصتله بحب ابتسمت و هي بتحضنه بقوة أدام الكل بدون خوف و جراءة
حسن غمض عنيه و كأنه لامس نجمة من السماء، احساس السعادة اللي حسه كان ميتوصفش بالنسبة له
دعاء بحب و هي بتبصلهم:
=ربنا يحرسهم من العين
جليلة بسعادة :يارب يا ام حسن يارب و الله فرحة نادرة دلوقتي عندي بالدنيا.
دعاء : ربنا يحميهم.
نادرة بعدت عنه و هو ابتسم و طبع بوسة على رأسها بحب
=مش عايز زعل فاهمة….
نادرة ابتسمت و هزت راسها بالموافقة
عامر بخبث:
=عصافير الحب… هنقضيها احضان لا الليلة في اولها، ياله مش هترقصوا الأغنية الجاية مخصوصة ليكم
حسن بضيق:
=انت عارف انا ماليش في الرقصة دي
نادرة بسرعة و تلقائية:على فكرة انا بعرف سهلة اوي، و رقصتها كتير
حسن بغيرة: و رقصتيها مع مين ان شاء الله
نادرة ضحكت و هي بتبص له و بهمس و دلال:
=مع مرجانة يا سونة….
حسن ضحك و هو بيبصلها بمكر:
=سونة!! انتي عارفة لو حد سمع الاسم دا الهيبة هتبقى في ذمة الله
نادرة بتغنج:
=لا الاسم دا بتاعي انا و انا لوحدي اللي هقولك لما نكون سوا متخفش مش هضبع هيبتك خالص خالص….
حسن بحب:
=طب انا بقول نروح بقا
نادرة بحدة:
=لا لسه في حاجات كتير نفسي اعملها و عايزين نتصور كتير ااااوووووي
حسن :طب تعالي نرقص بدل ما احنا واقفين كدا
نادرة مشيت معه و هو ماسك ايدها، أضاءة القاعة بقيت هادية و الموسيقى كذلك
حسن حط ايده على خصرها و هي ايدها على كتفه و هي بتتكلم معه و بتقوله يعمل ايه و هو مش حاسس بوجود الناس حواليه دا يومهم هم
نادرة : عارف انا بحب الصور اوي و كمان احلى حاجة ان بيكون في فيديو متصور للفرح، عارف كل ما ازعل منك هعمل ايه؟
حسن بجدية:
=ان شاء الله مش هيكون في زعل بس هتعملي ايه؟
نادرة بتلقائية و هدوء:
= هحضنك بقوة… حسن أنا بخاف من البعد و بخاف من الفراق و الوجع و بخاف اني اكون لوحدي و بخاف يجي اليوم اللي اعيط فيه… انا بخاف من العياط يا حسن
انا عارفة اني غريبة و مخاوفي غبية زي لكن
انا كل ما افكر ان هيجي يوم و اكون لوحدي و حزينة احس اني خايفة اوي اوي يا حسن
حتى لو انت زعلتني يوم مش هسيبك تمشي و انت مزعلانة هحضنك و اقولك انا زعلانة من كذا و كذا و كذا
مش علشان معنديش كرامة بالعكس انا ممكن اطربا الدنيا فوق دماغ اي حد يجي عليا بس علشان انا بخاف لما بزعل من اللي بيحبوني و انت قلت انك بتحبني
عينك فيها دف بيخليني عايزاه أقرب و دا مخوفني
مخوفني يجي اليوم اللي احس اني غلطانة خايفة يجي اليوم اللي اكون فيه معاك و انا مش حاسة بالأمان
حسن بحنان :
=شوفي يا نادرة وعد و عهد عليا أدام ربنا أني افضل احبك مهما حصل و صدقيني عمري ما هفكر ازعلك طول ما انتي فهماني و مقدرة خوفي و حبي ليكي…..
نادرة بحماس:
=طب شلني….
حسن بحدة:نعم!
نادرة بمكر و سعادة:
=اقصد ارفعني عن الأرض و لف بيا بس بهدوء مش زي كل الأفراح العريس بيستقوي… عايزاه احس ان الوقت بيعدي بهدوء و احس بكل لحظة….
حسن ضحك و بهمس:
=عارفة ايه اكتر حاجة بتشدني ليكي، انك تقريبا هبلة
نادرة بغيظ:
=و الله…. قول انك مش عايز تشلني و بتتهرب علشان الفستان تقيل….
نادرة سكتت لقيته بيغمز ليها بحب و هو بيحاوط خصرها بايده و بيحضنها بقوة و بيتحرك بهدوء خفة
نادرة كانت حاسة بشعور غريب بين التوتر و السعادة و الخجل و الخوف!
كل الضيوف كانوا بيبصلهم بحب و سعادة، كانوا لايقين جدا على بعض
على تربيزة
كان في بنت قاعدة و هي بتبص لنادرة بغيرة واضحة و غضب و باين انها مش حابه وجودها اصلا في الفرح
زبيدة (اخت جليلة) بحدة:
=افردي وشك يا نوال مالك عاملة كدا ليه و لا انتي عايزاه خالتك تزعل منك
نوال بنتها:
=اماه سبيني في حالي انتي عارفة اني مكنتش عايزاه اجي و بعدين من امتى و انا و نادرة بنطيق بعض
زبيدة : نفسي اعرف هي عملتلك ايه علشان تبقى مش طايقها كدا مع ان نادرة دي مفيش واحدة زيها دلوعة و دمها خفيف و الله دا من حظ حسن
نوال بغيرة:
=يعني ما انتش شايفه اللي بيحصل يا أمله ايه المسخرة دي دا انا في فرحي كنتي قاعدة في الكوشة متحركتش و ماهر مكنش بيكلمني بالطريقة دي و لا فرحان كدا،
و بعدين بقا نادرة اللي متجوزة ميكانيكي يتعملها فرح في قاعة و انا يوم فرحي عملتوه في داخله الشارع مع ان متجوزة محامي و متعلم
لا و كمان يوم الشبكة اشتري لها اللي هي عايزاه و هي يا دوب مخلصة صنايع و انا اللي معايا كلية….
↚
زبيدة بسرعة و مقاطعة
:اسكتي يا بت اسكتي حد يسمعك انتي بتقولي ايه…. انتي غيرانه منها و لا ايه اسكتي
اولا الفرح على العريس و هو حر يعمله فين و ماهر هو اللي قال نعمل فرحكم في الشارع دي ظروفه
و الميكانيكي اللي مش عجبك دا مبسوط باللي معها صنايع دي و فرحانين ببعض انتي بقا مش عجبك حياتك دا يرجعلك لكن متخلكيش تهري و تنكتي في نفسك كدا
و بعدين انتي مالك يجبها شبكة حلوة و لا يخصك في ايه
مش انتي اللي قلتي انا لا يمكن اتجوز واحد معه اقل من تعليم عالي…..
و بعدين هو فرحان و مبسوط بيها انتي بقا ماهر لو مكنش فرحان وقتها فدا بسببك و بسبب زنك عليه نعمل كذا و كذا و كذا لحد ما زهق
فهدي على نفسك يا بنت بطني……
نوال بسخرية:
=طب أنا ههدا بس صدقيني نادرة دي هترجع مطلقة اصل دي انسانة لا تطاق
زبيدة بشهقة:
=يلهوي عليكي بتفولي على البت… قومي من هنا قومي روحي قومي
نوال بحدة:
=لا انا بقا قاعدة خلينا نتفرج
زبيدة :ربنا يهديكي يا بنت بطني..
رحاب كانت وصلت القاعة لكن شافتهم بيرقصوا فقعدت على تربيزة لكن بالصدفة سمعت كلام نوال اللي باين فيه اد ايه هي بتغير من نادرة و من جمالها و حظها
رغم ان نادرة تعليمها ابسط منها و كمان عريسها مش شغال في وظيفة مهمة من وجهة نظرها
رحاب لنفسها :حلو….. حلو اوي
بعد شوية اشتغلت اغنية “مبروك عليا”
صحاب نادرة طلعوا على الاستيج و مسكوا ايديها و هما فرحانين
و حسن مسك ايديها و بيرقصوا بطريقة هادية مليانة شغب و ابوها و جليلة و الكل فرحان معها
نادرة بحب و هي ماسكه في ايد دعاء و هي بتردد كلمات الاغنية :
“مبروك عليا كدا مية مية عريس خالص جانبي في عش الزوجية… عيلته بقيت عيلتي.. مامته بقيت مامتي يا اخواتي يا طنطي زرغطولي شوية”
دعاء حضنتها بحب كلهم فرحانين
دعاء بحب:
=و الله انا النهاردة مش مصدقة عيني و قلبي طاير من الفرحة الف مبروك يا حبيبتي، و دلوقتي اقدر اطمن على حسن و عليكي
و بالمناسبة دي لازم اديكي هديتك
نادرة بحب:
=هدية ايه؟
دعاء طلعت علبة صغيرة و حطيتها في ايد حسن
:دي هديتي لمراتك من زمان و انا مستنيه اليوم دا “
حسن بصلها باستغراب و فتح العلبة لكن ابتسم بحب و هو شايف خاتم والدته
دعاء بحب لنادرة:
=الخاتم دا غالي عليا اوي و معنديش أغلى من حبيبة ابو علي علشان تكون هديتها الف مبروك يا نادرة
نادرة بتاثر:بس دا بتاعك يا ماما…
دعاء بحب:
=و انتي دلوقتي بنتي و دي هديتي لبنتي
نادرة ابتسمت و حسن مال على رأس امه باسه و مسك ايديها الاتنين باسهم بحب
=ربنا يحفظك ليا يا ست الكل و تعيشي لينا طول العمر
دعاء : ربنا يحميكم يا حبيبي
حسن مسك ايد نادرة و لابسها الخاتم
نوال اتغاظت اكتر و قامت مشيت بسرعة من القاعة
بعد ساعتين و نص
نادرة وصلت شقتها مع حسن و القرايب باركوا ليهم و مشيوا
نادرة كانت قاعدة مع جليلة في اوضة النوم
جليلة بحب:
=شوفي يا نادرة حسن و أمه شارينك و انا عارفة أنك مقدرة دا و ان رد فعل طبيعي تكون فرحانة بس انا هقولك نصيحة امي الله يرحمها قالتهالي يوم فرحي
حبيه يا نادرة…. اه و الله العظيم حبي حسن
انا عارفة ان القلب مش بضغطه عليه بيحب
لا القلب بيحب لما بيلقي المودة و الرحمة و الطيبة
شوفي كل دا مع حسن و خالي قلبك يترجم الشفرات دي و خليه حنين عليه، الراجل مهما لف بيحب اللي يطبطب على قلبه و يحتويه وقت حزنه صدقيني ابن الحلال هيقدر دا و حسن ابن حلال
نادرة بحب :
=متخافيش عليا و الله ان شاء الله كل حاجه هتكون كويسة و انا واثقة في حسن و واثقة انه شخص كويس
جليلة بحب:
=ربنا يكملك بعقلك… انا لازم امشي دلوقتي ابوكي عمال يرن عليا بيقول اسيب العرسان بقا…. هجيلك بكرا “
نادرة اخدت نفس عميق و هزت راسها بالموافقة
جليلة خرجت من الأوضة و سلمت على حسن و مشيت
نادرة خرجت من الأوضة لقيت حسن قاعد في الصالة ابتسم وهو شايفها جاية عليه
نادرة بمرح : اخيرا قلعت الفستان كان تقيل اوي
حسن :طب انا هدخل اغير و اتوضي.
بعد مدة
كان واقف بيصلي و هي وراه و بصه في الأرض بخشوع و هدوء
بعد وقت خلصوا صلاة و حسن وقف رفع ايده و دعا ربنا و تضرع اليه بالدعاء
نادرة قعدت على الأرض و هي ساندة ايديها على خدها و بتبصله
حسن بصحك:
=مالك يا بنتي بتبصيلي كدا ليه
نادرة:دماغي وجعتني انت بتفضل ساجد وقت طويل.
حسن : مش طويل اوي…. بس انا اصلي اتعود لما اصلي أحيانا بطول في السجود
نادرة :
=انت حافظ القرآن
حسن :بصراحه اكون كداب لو قلت كله بس فاضلي سبع أجزاء مثالا
نادرة :انا كمان كنت بروح عند محفظة ابلة وفاء اللي جيت سلمت علينا في الفرح بس اكمن المشوار ليها بعيد فبابا قرر اني افضل في البيت لانه كان بيخاف عليا فعلشان كدا مكملتش ايه رايك نحفظه تاني سوا
حسن بحماس : فكرة حلوة اوي
نادرة :طب انا جعانة
حسن :تعالي يا ستي الاكل برا خلينا نتعشى
نادرة بتوتر :لا انا هنام خفيف
حسن بجدية و هو ماسك في ايدها كانت هتتكعبل بسبب الايسدال
:تعالي يا نادرة..
نادرة : انت ساحب بنت اختك براحة شوية
قاعدوا يتعشوا و حسن دخل الأوضة و قعد يقرأ في المصحف، نادرة اندست في السرير و هي بتبص للمصحف
=اه يا خاين… عايز تسبقني في الحسنات، اقرا بصوت عالي صوتك هادي و انا هقرا وراك
حسن بود :
=تعالي يا مدوخاني
نادرة ابتسمت و بدأت تقرا معه لدرجة انها عيطت من خشوع صوته
*********************
تاني يوم الساعة عشرة
حسن قام من النوم، ابتسم و هو بيبصلها و هي نايمة، بأس راسها و هو بيدعي ربنا انها تفضل معه طول العمر
حسن :الحمد لله.. الف حمد و الف شكر لك يارب
سابها نايمة و قام اخد دش، دخل المطبخ بعد شوية و جهز لنفسه فنجان قهوة بلبن و قعد يشربها بهدوء و هو بيفكر في كلام فريد لكن مهتمش بيه و هو بيبص لنادرة اللي نايمة براحة
↚
حسن ابتسم بخبث و هو بيقعد جانب نادرة اللي نايمة بأريحية، مد ايده يزيح شعرها عن وشها و هو بيبصلها بسعادة
حسن بخبث
:نادرة…. نادرة قومي ياله يا حبيبي الساعة داخله على 11
ياله قومي…
نادرة فتحت عينها بكسل، حسن بابتسامه ماكرة
=صباحية مباركة يا قمري
نادرة بصتله بخجل و توتر :
=صباح النور، هو…. انت صحيت من بدري
حسن بابتسامة:
=من شوية كدا ياله قومي خدي دش و تعالي نجهز الفطار سوا
نادرة بارتباك:
=طب اخرج برا و انا هخرج كمان شوية
حسن بابتسامه خبيثه:
=يعني مش محتاجة مساعدة.
نادرة بحدة
:حسن اطلع برا…
حسن؛
=ماشي يا مربي اهدي انا خارج اهوه متتاخريش…
لكن بسرعة مال عليها و باسها و خرج قبل ما تتخانق معه
نادرة بغيظ و خجل :
_ قليل الادب و الله ما شفت بربع جنية تربية يا حسن…. سكت و بصوت واطي
=بس قمر يخربيتك…. شكلي هتنيل احبك يا ولا
ضحكت بخفه و بتبص له و هو خارج
بعد شوية في المطبخ
نادرة دخلت و هي حاطة ايدها في جيب البيجامة و بتبصله و هو بيقشر البطاطس
نادرة بضحك:
=بتعمل ايه يا حسن؟
حسن بصلها بغيظ :
=بغسل المواعين يا أبلتي…. هكون بعمل ايه يعني
نادرة بدلال و هي بتقف قصاده و بتاخد السكينة منه و بهدوء:
=طب ما تسيبك من البطاطس دي، في اكل كتير في التلاجة تعال نسخن على طول
حسن بابتسامة خبيثه :
=مش مطمنلك…
نادرة بدلال و هي بتلف ايدها حوالين رقبته
=ليه كدا بس هو انا قلت حاجه غلط….
حسن بخبث؛
=مش بقولك مش مطمنلك
نادرة بابتسامه :
=لا أطمن يا ابو علي و اتفضل اطلع اختار فيلم كرتون و استناني برا هجهز الاكل و اجيلك
حسن :
=نفسي اعرف اي سر حبكم في الكرتون
نادرة هزت كتفها :
=مش عارفه بس يمكن لان الأفلام و المسلسلات مؤخر بقا فيها عك كتير الا طبعاً ما رحم ربي، و الكرتون مش بمل منه.
حسن بغمزة : يا بخته
نادرة ضحكت و هي بتهز راسها بيأس، حسن فضل قاعد على الكرسي و هو بيتفرج عليها
نادرة :
=يا ابني مبحبش اعمل حاجه و حد فوق رأسي كدا، اطلع يا حسن بالله عليك، و الله بتوتر.
حسن بمراوغة:
=أنا عملت حاجة لا سمح الله و بعدين انا مرتاح كدا اوي اوي
نادرة بغيظ:
=طب اتفضل قوم بقا جهز معايا بدل ما انت قاعد كدا.
حسن بابتسامه :
=ما قولنا كدا من الأول.
نادرة بارتباك :
_حسن…
حسن : ها؟
نادرة :
=هو في ايه بينك و بين فريد الأسيوطي؟ و ايه حكاية سمارة اللي قولتها امبارح دي؟
حسن بحدة:
=نادرة الأفضل أن الموضوع دا منتكلمش فيه هيكون أحسن
نادرة بلعت ريقها بتوتر و بمكر :
=مش المفروض اننا واحد يا حسن و اللي يضايقك يضايقني و انا المفروض اعرف في ايه و ليه اتعصبت امبارح في الفرح؟
حسن :
=نادرة انا قولت مش عايز اتكلم عنه و اظن هو ميهمكيش انك تتكلمي عنه
نادرة بصدق
:بس انت تهمني و يهمني اعرف في ايه و انت مخبي ايه؟ انا خايفة عليك يا حسن..و الله العظيم خايفة عليك
حسن ابتسم بحب، بيقرب منه و بيرجع شعرها وراء ودانها و هو محاوط وشها بايده:
=متخافيش عليا يا ستي و بعدين انتي هتعيطي و لا ايه لا جمد قلبك يا وحش دا احنا لسه بنقول بسم الله.
نادرة بفضول:
=يعني مش عايز تقولي برضو يا حسن…
حسن بغمزة :
=طب و المقابل؟
نادرة ضربته في جانبه بخجل :
=خالص مش عايزاه اعرف يا قليل الأدب
حسن ضحك بخبث و مرح:
=متأكدة و ماله انتي الخسرانة
نادرة :
=انت بتستغلني على فكرة
حسن بابتسامه لعوبة:
=انا برضو! ….
نادرة :لا بجد يا حسن في ايه؟
حسن بصلها باستغراب من فضولها انها تعرف اللي بينه و بين فريد و بجدية صارمة
=كل الموضوع أن ابن الأسيوطي ابوه نسي يربيه فبقا ماشي يلعب على بنات الناس و للأسف في منهم بيصدقوه لحد ما بيقعوا في المصيدة
و انا لما وقفت له هبت منه و حاول يعلم عليا بس خد على دماغه
نادرة بلعت ريقها بخوف :
=طب و ايه حكاية سمارة
حسن بجدية:
=نادرة أنتي مش ملاحظة ان الأسئلة دي مش في وقتها و اننا فرحنا كان امبارح و بعدين دي أعراض ناس و انا مش عايز افتح الموضوع دا تاني
نادرة بتهرب:
=انا مقصدش حاجة اصل لما انت كنت في المستشفى شفت سمارة خارجة من اوضتك و مفهمتش ايه علاقتك بيها و هي يعني كانت بتشتغل راقصه .
حسن بابتسامة :
=مفيش علاقة و لا حاجة سمارة كانت قصادني في خدمة و انا ساعدتها و كانت جاية تطمن عليا…بس اشمعنا انتي غيرانه مثالا؟
نادرة بدلال و ابتسامة خجولة:
=مش من حقي يعني و لا ايه
حسن حس بسعادة :
=لا طبعا من حقك.
نادرة خرجت وراه و قعدوا أدام التلفزيون، حسن بصلها و هي بتاكل و مبتسمة حس بالسعادة و ان ربنا رضا قلبه لما خلها من نصيبه
نادرة بصتله و ابتسمت :
=انت مبتكلش ليه؟
=كلي انتي انا الحمد لله شب…..
نادرة ضحكت و بسرعة حطت المعلقة مليانة اكل في بوقه
=مش بحب اكل لوحدي
حسن بغيظ:
=انتي بتاكلي ابنك يا ماما في اي
نادرة بتغنج و دلال كعادتها:
=مش بحب اكل لوحدي….
حسن بخبث:نادرة قسما بالله هتهور انا بقولك اهو… ابوكي زمانه جاي فاتعدلي احسنلك و احسنلي
نادرة بارتباك:
=خالص مش عاوزه اكل سدت نفسي…
حسن بحب:
=ياله خلينا ناكل و بطلي هبل لان هنسافر النهاردة …..
نادرة بحماس:
=هنسافر؟! بجد ؟
حسن :
=مش عايزاه و لا ايه
نادرة بسرعة:لا طبعا عايزاه بس مكنتش متوقعها
حسن : طب ياله كلي بقا بطلي كلام
نادرة :هنروح فين؟
=بما اننا في اسكندرية فأنا قررت اننا نقضي اسبوع في اي مكان بعيد عن البحر و عن الناس و يكون في مكان مميز، ايه رايك اسوان
في هناك أماكن حلوة اوي و كمان المنتجعات جميلة و هادية
نادرة :مش عارفه اصل عمري ما خرجت من اسكندرية هي حلوة، و الجو هيكون حر و لا ايه؟!
حسن بابتسامة:
=لا هو حاليا الجو هناك كويس و بعدين هنقضي كم يوم لو معجبكيش المكان مع اني اشك نبقا بعد كم شهر نسافر اي مكان تاني نغير جو برضو…
نادرة بطيبة:
=و نعمل ذكريات حلوة مع بعض…. فكرة حلوة عشرة من عشرة و نجمة….
حسن بغمزة و هو بيقرب:
انا بقول عشرة من عشرة و بوسة
نادرة ضحكت لكن قاطعهم جرس الباب و هو بيرن و صوت الزغريط من برا
↚
حسن بضيق :و دا وقته يعني؟!…
نادرة بدلال و خبث؛
=متزعلش يا سونة تتعوض….
حسن بجدية؛
=طب اتفضلي ادخلي غيري البيجامة دي و البسي حاجة واسعه فاهمة يا نادرة علشان و الله هتزعلي مني…
نادرة بابتسامة:
=حاضر….
حسن استنا لما هي دخلت و راح فتح الباب
جليلة دخلت و هي بتزغرط و معها ستات قرايبهم و مرجانة معها القطة بتاعت نادرة
جليلة: صباحية مباركة يا عريس
حسن بود:
=الله يبارك فيكي، اتفضلوا
جليلة :اومال هي نادرة فين يا ابني
نادرة خرجت و هي مبتسمة؛
=انا هنا يا ماما
جليلة بحب و هي بتحضنها:
=الف مبروك يا حبيبة قلبي….
نادرة بصت القطة بسعادة و اخدتها من مرجانة
=بوسي وحشتني….
مرجانة بضيق:يعني القطة اهم مني
نادرة بحب:لا طبعا بس قوليلي اكلتيها
مرجانة :اه يا اختي…..
نادرة ضحكت و هي بتحضنها :ميبقاش قلبك اسود كدا يا مرجن
مرجانة بغيظ :
=بطلي الدلع دا بيعصبني..
نادرة بصيت للصواني الكتير اللي جابوها فيها فاكهة و خضار
=اي دا كله يا مرات ابويا
جليلة : الصباحية
زبيدة (اخت جليلة)
=الف مبروك يا حبيبتي
نادرة بابتسامه :
=الله يبارك فيكي يا خالتي
نغم بهمس و هي بتقف جانبها:
=الجواز حلو و لا ايه يا مربي
نادرة ضربتها بحدة في جانبها و هي بتدخل معاهم، قعدوا كلهم
نوال بتعالي و هي بتحط رجل على رجل :
= مبروك يا نادرة…..
نادرة بابتسامة ماكرة:
=الله يبارك فيكي يا نوال يا حبيبتي
حسن بابتسامه : تشربوا ايه؟
جليلة: مالوش لزوم يا حبيبي
نادرة:لا طبعاً لازم تشربوا…انا هعمل العصير اللي بتحبيه
حسن حس بالحرج انه يقعد معاهم و كلهم حريم
=انا هاجي اساعدك…
نادرة ابتسمت و دخلوا المطبخ سوا
نوال بسخرية:
=داخل يسندها…..حكم
زبيدة بحدة:قومي يا بت…. قومي، أنا لازم امشي يا جليلة معليش
جليلة بحدة و هي بتبص لنوال :
=ماشي يا حبيبتي… بس خلي بنتك تهدأ على نفسها بدل ما هي مش طايقه حد كدا و عامله زي وابور الجاز
نوال بضيق:سلام يا خالتي و ابقى خلي بنت ضرتك تنفعك….
جليلة: هتنفعني يا اختي بس اخرجي انتي منها….
نوال مشيت هي و امها و مرجانة فضلت تبص لهم بغضب
نغم :سبحان الله البت دي عمرها ما نزلت لي من زور
مرجانة بغيظ:
=هي كدا طوال عمرها مش بطيق حد حتى لما دخلت كلية الحقوق فضلت تتريق على نادرة و تقول على نادرة انها مالهاش مستقبل بتاع صنايع
جليلة بحدة :تعرفي تسكتي انتي كمان مش عايزه اسمع صوت واحدة فيكم
نادرة خرجت مع حسن و هي شايلة صنيه عليها العصير
نادرة : ايه دا اومال خالتي راحت فين؟
مرجانة :مشيت هي و نوال….
نادرة قعدت معاهم و هما بيتكلموا لحد ما كلهم مشيوا حسن خرج يقفل الباب وراهم لكن نادرة كانت سرحانة و باين عليها الحزن و هي ماسكة سلسلة في ايدها
حسن و لاحظ دموعها اللي بتنزل، حسن بالحزن و هو بيقرب منها قعد قصادها و لاحظ انها مش معه اصلا و هي بتبص لصورة أمها
حسن :
=ادعيلها بالرحمة
نادرة رفعت راسها و بصتله بابتسامة حزينة و هي بتمسح دموعها
=تعرف كان نفسي تكون معايا وحشتني اوي يا حسن اوي….. رغم اي حاجة وحشة لكن لسه سايبه في قلبي علامات كتير بتوجعني
حسن قعد جانبها و حضنها بقوة، مسكت في التيشرت و هي بتعيط
=كان نفسي تكون معايا يا حسن كان نفسي
حسن بابتسامة :
=هي ممكن تكون حاسة بيكي و اكيد هتزعل لما تحس أنك زعلانة… علشان كدا لو بطلي عياط لو سمحتي ممكن
نادرة ابتسمت بهدوء و هي بتغمض عينها و بتنسد على صدره بحب و إحساس بالأمان
حسن بسرعة:
=ايه رايك نخرج؟
نادرة :لا مش هينفع نطلع النهاردة خالص.. الناس هيقولوا زهقته منها بالسرعة دي
حسن : الناس ملهمش حاجة عندنا دا أولا، ثانيا انا مش بحب أفضل في البيت كتير هو صحيح لو هفضل معاكي فأنا هكون فرحان لكن هكون مبسوط أكتر لو انتي مبسوطة
نادرة بابتسامة و هي بتلف ايدها حوالين رقبته :
=بس أنا هكون مبسوطة اوي لو كنت معاك بعيد عن عيونهم
حسن بابتسامة:ما بلاش الكلام الكبير دا اللي يخلي الواحد يعمل تصرفات هيموت و يعملها
بعد اسبوع في أسوان
مكان منعزل عن الناس، في بيت مصنوع بالطريقة البدائية جميلة و مريحة
المناظر الطبيعية خلابة و أشجار النخيل حواليهم في كل مكان.
نادرة كانت قاعدة جانب حسن و هو حضنها بقوة كأنها هتهرب منه،
نادرة ابتسمت و هي بترفع عيونها ليه :
=أنت مبسوط يا حسن؟
حسن بحب:
= يااه يا نادرة….مبسوط دي كلمة قليلة اوي، عارفة اول مرة ابقا فرحان كدا و انا بعيد عن الناس كلها و عن عيونهم و انتي في حضني..
نادرة ضمت نفسها براحة :
=انا كمان فرحانة اوي، عارف المكان هنا مميز اوي و جميل و الأهم انه بعيد عن الناس…..
نادرة لفت له و هي بتحط ايدها على وشه حسن ابتسم، باسته و قامت تدخل البيت بسرعة، حسن ضحك و هو فضل قاعد مكانه
بليل في مكان للبدو
كانوا قاعدين مع مجموعة كبيرة في مكان بدوي شوية، تفاصيله بسيطة
في شخص بيشوي خروف و شخص تاني بيقدم شاي مرامية لبعض السياح
في موسيقى هادية شغاله كل حاجة كانت مميزة بشكل بدوي
نادرة كانت قاعدة مع حسن و بيتكلموا لحد ما قاطع هدوءهم صوت شخص
منير بدهشة :حسن الصياد!! ….
حسن رفع رأسه و بص للشاب اللي واقف جانبه، قام وقف و سلم عليه لكن باين عليه انه مش مهتم
حسن :ازايك يا منير؟ اخبارك ايه؟
منير بابتسامة :بخير الحمد لله، محدش بيسمع عنك فينك يا جدع… انت بتعمل ايه في اسوان
حسن بابتسامه :
=جاي اغير جو…
منير باعجاب و هو بيبص لنادرة و بهمس لحسن:
=مين دي يا ابو علي؟ غريبة من امتى و انت ليك في السياح بس الصراحة صاروخ
حسن بغضب و غيرة :
=منير….. نادرة تبقى مراتي
منير بصله بخوف من نظرته لانه عارف حسن
=خالص يا عم مكنتش اعرف بس انت اتجوزت امتى؟
حسن :من اسبوع كدا
منير بصوت عالي و هو بيمد ايده يسلم على نادرة
=اهلا يا مدام….
=معليش يا منير أصلها مبتسلمش..
منير بحرج و هو عاوز يحرج حسن :احم… طب انا مبسوط اني شفتك يا اسطى حسن، أنا همشي دلوقتي و اكيد هنتقابل تاني
حسن بجدية : ان شاء الله…..
مشي و سابهم، نادرة بصت لحسن اللي مسح على وشه بغضب
نادرة :مالك يا حسن
حسن بضيق :مفيش حاجة…. هو انتي حلوة اوي كدا ليه؟
نادرة : مش فاهمة انت قصدك ايه؟
حسن بغيرة :و لا حاجة يا نادرة…ياله نمشي
نادرة بصتله بخوف من طريقته
↚
يميل القلب دومًا لمن يجعل البسمّات تتوالى على وجوهِنا بكلِ خفة ويُسر .
___________________________
في أسوان
نادرة صحيت الصبح بدري كانت حاسة بحاجة مقيدة حركتها فتحت عينها بكسل ابتسمت هي بتبص لحسن اللي نايم بهدوء و هو محاوطها بتملك، قامت بهدوء و فضلت تبص له و هي فرحانة و بتحرك ايدها بخفة و نعومة على ملامحه القمحاوية دقنه الخفيفة، ضحكت بخفة و هي بتطبع بوسة على خده بخجل و حب باين في سعادتها
قامت بهدوء و خفة علشان ميصحاش، جهزت و كانت واقفة أدام المراية بتسرح شعرها، اخدت القطة بتاعتها و خرجت من الأوضة و من البيت و هي بتتفرج على المكان كان جميل جدا و خلاب بطريقة تخطف القلب
النخيل في كل مكان… ينابيع المياة…
البيت بعيد و منعزل و دا اللي خلها تخرج بأريحية لان مفيش حد
فضلت تتصور و تصور المكان بسعادة
نادرة لنفسها و هي بتقعد :
=هو انا مالي؟! ليه ببقا فرحانة و أنا معه…. يمكن لانه بيحبني! بس هي دي مش أنانية مني أنا مش عارفه لو بحبه و لا لأ
و كمان موضوع فريد هفضل ساكته و لا هقوله و ياترى يا حسن لما تعرف هتعمل ايه…. اقوله ايه بس!! اقوله اني كنت بحب واحد تاني و كنا بنتكلم لمدة سنة اكيد هيتضايق مني و هيزعل….. بس انا مش عايزاه يزعل و لا يحصل مشكلة في علاقتنا، أنا عايزاه يفضل يحبني و يغير عليا
انا عمري ما تخيلت انه ممكن حد يحبني كدا من غير ما يطلب يعدل فشخصيتي، كان بينصحني علشان بيحبني و لما دموعي نزلت جالي البيت مخصوص حتى لو بطريقة مجنونة!
حتى فريد لما كنت معه كنت بحس انه عايز مني حاجه يمكن كان بيعرف يمثل الاهتمام بشكل كويس …… و انا زي الهبلة صدقته يا خوفي يجي اليوم اللي تكرهني فيه يا حسن و تحس انك حبيت الانسانة الغلط..
غمضت عينها بحزن و هي بتضم نفسها و حاسه ان مشاعرها كلها اتلخبطت من يوم ما شفته، غمرة قوية عصفت بيها و هزت جزء كبير من مشاعرها
فاقت من شرودها على صوت خبيث
=صباح الخير يا….. معليش نسيت اسمك
نادرة قامت و بصت لمنير اللي واقف ادامها و هو مبتسم باعجاب و مكر
نادرة بحدة :
=و حضرتك هيفرق معاك اسمي في ايه عدم اللامواخذة….. و بعدين هو انا اعرفك
منير بابتسامة و خبث:
=هدى خلقك يا مدام…. انا منير اللي قابلتك امبارح في خيمة البدو… اللي حسن بيصلح ليا العربية بتاعتي
نادرة بجدية و ضيق:
=اه مش فاهمة يعني حضرتك عايز ايه… بعد اذنك
نادرة كانت هتمشي لكن منير مسك ايدها بسرعة نادرة بصتله بغضب لكن بسرعة حسن مسك ايدها اللي ماسكة في دراعها و هو بيضغط عليها بقوة و غضب و هو بيدوس بحدة على سنانه و باين في عنيه الشر
منير ساب ايد نادرة اللي بلعت ريقها بتوتر و خوف من ردة فعله
حسن شدها وراه بحماية و بص لمنير و هو بيضغط على ايده و بهمس مخيف و غيرة عامية
=كله الا أنك تحاول تلمس مراتي…..
بسرعة جدا ضربه في وشه بغضب، نادرة شقهت بخوف و هي شايفه منير بيقع على الارض
حسن بحدة:
=ادخلي جوا….
نادرة :
=حسن مفيش ح….
حسن بحدة و عيونه فيها لمعة غضب و غيرة :
=ادخلي جوا!… احسنلك
نادرة:بس
حسن :نادرة!!
نادرة بصتله بضيق و دخلت البيت بدون ما تتكلم
منير قام و باين عليه الغضب و الكر”ه
=بقا أنت بتضربني…. انت اتجننت
حسن قرب منه و بص في عيونه و باين عليه انه مش همه و بفحيح
=أنا لحد دلوقتي مش عايز اكسرلك ايدك دي… فامشي من هنا احسنلك يا منير و الأفضل لك لما تشوفني أنا و مراتي تحط عينك في الأرض و الا عيونك دي هتوحشك
منير بسخرية:
= مالك محموق اوي كدا ليه و لا مراتك حرام عليا و مراتي انا حلال ليك و لا انت فكرك انا معرفش بحوار انت بتلف حواليها
حسن بحدة ساخراً:
=اولا رحاب طليقتك هي اللي جيت لحد عندي و طلبت اني اتجوزها و انا اللي رفضت اصل انا مش راجل بالكلام بس
طليقتك هي اللي طلبت تتجوزني يا منير بيه لا انا لفيت عليها و لا قربت منها
كل اللي بيني و بينها اني حسن الصياد الميكانيكي اللي كل اسكندرية عارفين انه راجل امين و ميبصش لأي واحدة مهما كانت
مش موضوعي ان أنت و هي اطلقتوا… ميخصنيش و خالي طليقتك تنساني بالاذن يا منير بيه
منير و هو بيمسح الدم عن مناخيره :
=حقك يا حسن بس خاف على منك علشان أنا مش هسيب حقي….
حسن مهتمش و دخل البيت بمنتهى البرود و هو حاطط ايده في جيبه و بيسبه بغضب و عقلها بيصور له ان ممكن حد يحاول يقرب منها او يلمسها عقله مش متخيل غير ان هيكون في حرب ….. حرب لا يمكن يسمح انه يخسرها بعد ما صبر سنين
ليه الكل طمعان فيها بعد ما بقيت من نصيبه…..
نادرة كانت قاعدة على الكرسي بغضب و بحدة
=هو بيزعقلي كدا ليه…. ابتدانا بالتحكمات المقرفة أنا مال اهلي بكل دا
حسن بحدة من وراها :
=مال اهلك…… و لما تخرجي بالشكل دا و تقفي مع شخص غريب دا تسميه ايه يا بنت الاصول
نادرة بغضب و هي بتبص له :
=اسمه ان البيت في مكان بعيد و قلت اكيد محدش موجود و بعدين ماله شكلي ما انا طول عمري كدا، و انا موقفتش معه هو اللي كان مصمم اني اكلمه…
حسن مسك ايدها بعنف و هو بيقربها منه لدرجة انها بقيت واقفه ادامه و بحدة
=صوتك ميعلاش تاني عليا… و متنسيش مش انا الراجل اللي يقبل ان مراته تقف و تعترض على حاجة أدام الناس و تعلي صوتها عليا
ولو قلت اني بحبك عندي استعداد ادوس على قلبي بالجزمة لو هتيجي على كرامتي….. و تاني حاجة متختبريش غيرتي يا نادرة احسنلك…. صدقيني هتكرهيني
نادرة بحدة و سخرية :
=الظاهر اني غلطانة و ان كل اللي فارق معاك كرامتك و ان الحب اللي انت بتقول ليه دا كله كدابة علشان تقدر تسيطر عليا بس صدقني انت غلطان
التملك مش غيرة و دا اللي انت عايز تعمله انك تملكني لكن العنوان غلط
خبطت على النمرة الغلط يا حسن…. و على العموم انا اسفة لان عليت صوتي بس انت النهاردة اثبت ليا ان كل اللي فارق معاك هو شكلك و أن الحب دا ما هو إلا رغبة مش اكتر عايزني وقت ما تحب مش اكتر
حسن بصدمة و سخرية : رغبة!
لا بجد برافو….. اكتشفتيها لوحدك دي
مسكها من دراعها بحدة و هو بيبصلها
=قولتي رغبة…. رغبة اني عايز اعمل معاكي عيلة… رغبة مني اني اخاف عليك من الناس و من عيونهم… رغبة اني ابقا عايز اكسر دماغ اي حد يبصلك كدا و لا كدا
رغبة اني مبعرفش انام و انتي زعلانة… رغبة اني بكر اشوف دموعك، رغبة اني كنت ببعد عنك كل يوم رغم رغبتي في اتكلم معاكي بس خفت عليكي مني
لو هتتكلمي عن الرغبة فأنا فعلا عندي رغبة فيكي… رغبه في لسانك الطويل و كلامك و الطفولة اللي بشوفها في عيونك في شكلك من غير مكياج في ابتسامتك
بس الفرق ان دا اسمه حب
من اول يوم شفتك فيه و انا اتصابت بلعنه اني افضل معلق قلبي بيكي و دي لعنة يا نادرة صدقيني لو اعرف اكسرها و ابطل احبك ادفع عمري و اشيل حبك من قلبي لان لحد النهاردة و انا مشفتش من الحب دا خير…..
نادرة كانت بتسمعه ببرود ظاهري و هي مش عارفه ترد، حسن ابتسم بسخرية و زقها بعيد عنه و هو بيخرج من البيت لكن قرر ميبعدش عنه لأنها لوحدها و رغم ذلك مكنش قادر يفضل معها و هو حاسس ان لحد دلوقتي هو بالنسبة ليها زوج مفروض عليها فلازم تتاقلم و تحاول تكون سعيدة مش أكتر
نادرة مسكت الزهرية بغضب و رميتها على الأرض و هي مش فاهمة ليه كل دا بيحصل، ليه دايما بترفض الواقع… ليه بتبوظ كل الحاجات الحلوة بغبائها
ليه متقدرش تتحكم في كلامها و لسانها و لا بتقدر تتحكم في عصبيتها و غضبها اللي بسببهم علاقتهم هتكون هشة جدا
نادرة بحدة و حيرة متعبة :
=انا مش فاهمة مش فاهمة نفسي…. اااهه
هو انا لسه كدا بس….. انا حتى مش عارفة لو انا غلط و لا لا
كل اللي مضايقني اني مش عارفة اعمل ايه و اني بتاثر بكلامه
قعدت على الأرض و هي بتعيط بهستريه و هي مش فاهمة نفسها طول عمرها بتتجاهل مخاوفها و بتتجاهل تتصالح مع نفسها
كل مرة بترني وراء ضهرها…..
الساعة اتناشر بعد نص الليل
حسن دخل البيت و هو بيفكر هيتعامل معها ازاي لكن بدون فايدة كان بيشرب سجاير على عكس عادته و طبيعته
دخل لقاها قاعدة في الصالون مستنيه لكن مهتمش و دخل اوضته
نادرة دخلت وراه و هي حاسة انه متغير و تعبان
نادرة بتوتر:
=انت كويس؟ شكلك تعبان….
حسن بسخرية :
=هتفرق معاكي!
نادرة :حسن بلاش الطريقة دي
حسن بصلها ببرود و هو بيقلع التيشيرت، نادرة اديرت بسرعة بتوتر
حسن مهتمش و دخل الحمام ياخد دش و هو حاسس انه مش كويس
خرج بعد شوية و هو بردان جداً، وشه باهت و بيترعش
قعد على الكرسي و هو بيسند دماغه على ايده
نادرة بصتله باستغراب و خوف و هي ملاحظة حالته
=حسن انت كويس؟
مردش عليها و هي قربت منه، حطت ايدها على وشه لكن شهقت برعب و هي حاسه بحرارة جسمه مرتفعه جدا
نادرة بخوف و دموع :
=حسن انت حرارتك ….
حسن بضيق و تعب:
=روحي نامي يا نادرة انا مش عايز اتكلم
↚
نادرة بسرعة :
=انام و انت كدا! تعالي لو سمحت لازم تتدفي ارجوك
حسن كان هيعترض لكن بسرعة مسك ايده و هي بتساعد يقوم و باين انه فعلا مش في حالته الطبيعية و جسمه بيتنفض من السخنية
ساعدته ينام في السرير و غطيته كويس، خرجت من الأوضة و رجعت تاني و هي معها كمدات
حسن كان بيغمض عينيه بتعب، نادرة حطت الكمادات و هو انتفض بقوة و هو مش مستحمل و حرارته بتزيد
نادرة بدموع و خوف :
=أنت لازم تروح المستشفى يا حسن أنت حراتك مرتفعه اوي….
حسن تعب و هدوء مرعب :
=انا…. سقعان
نادرة مسحت دموعها و قامت بسرعة طلعت البطانية الموجودة في الدولاب و غطيته فضلت جانبه تعمله كمادات و هي بتراقبه بخوف عدي وقت طويل حسن نام من التعب، نادرة اتنهدت بتعب و هي بتحرك راسها يمين و شمال و قاعدة جانبه بدون ملل لحد ما حست ان حرارته بدأت تنزل، شالت الكمادات و هي بتبصله بحزن، نامت جانبه و هي ماسكة فيه بقوة و امان
لأول مرة هي اللي تبادر و تحضنه احساس متعب و مرعب بالنسبة ليها مش عارفه تحدد مشاعرها لكن للحظات حست بالرعب عليه بدون ما تعرف السبب….
تاني يوم الصبح
حسن فتح عينه و هو احسن بكتير…. بصلها ببرود و هو بيبعد عنها لاحظ الكمادات و افتكر انها فضلت سهرانة جانبه طول الليل
نادرة قامت بسرعة اول ما حسن بحركته.
نادرة بفزع :انت كويس؟ حاجة بتوجعك….
حسن بلامبالة :انا كويس مفيش داعي للخوف انا…..
نادرة بسرعة و هي بتحضنه بخوف
:انا مكنتش اقصد كلام امبارح يا حسن…. انا مندفعه و مبحبش التحكمات، أنا قلتلك قبل كدا اني لما هزعل منك هحضنك بس انا دلوقتي مش زعلانة منك و لا من نفسي انا زعلانة لأن انا تعبت من التفكير يا حسن
تعبت من التفكير انا بكر”ه اني اعيش و انا حاسة بحاجة خنقاني…. انت زعلان مني
و انا عصبية لكن انت كمان عصبي…
على فكرة يا حسن في حاجات انت متعرفهاش عني و الله في حاجات متعرفهاش بس انا مش عايزه اتكلم و لا قادرة للكلام بس مش بيدي
حسن بعدها عنه و هو مش فاهم قصدها و بارهاق:
=نادرة أنا عايز اعرف الحقيقة…. كل الحقيقة
كل حاجة… عايزك تفهمي ان انا و انتي المفروض واحد و انتي بالنسبة ليا مش زي اي حد و خوفي عليكي ميتقارنش بخوفي على اي حد
صدقيني مش هينفع نكمل طول ما أنتي ساكتة و مخبية حاجات كتير عليا.
نادرة بتلعثم :
=مخبية….. انا… مش.. مخبيه حاجة
حسن بتعب:
=مش عايز اسمع اي كدبة يا نادرة لان عيونك شفافة….. عينكي بيبان فيها الكدب لأنك مبتعرفيش تكدبي و دي ميزتك مهما حصل و مهما جيت الدنيا عليكي و علينا
اوعي تغيرها لان ساعتها مش هقدر اعرفك
نادرة بصتله و هو بيقوم بتعب بسرعة وقفت جانبه و بتسنده و باهتمام
=على فكرة أنت خوفتني اوي عليك يا حسن، هو أنت بتشرب سجاير من زمان و كمان ايه اللي حصل امبارح
حسن رغم احساسه بالحزن لكن وهي ساندة و باين في عيونها الخوف عليه و الحب اللي بيكبر مقدرش يقاوم و ابتسم بارهاق
=محصلش حاجة شربت سجاير لان اتعصبت و بعدها كنت واقف في الهواء لمدة طويلة و سخنت مش اكتر
نادرة بحدة :
=و هو كل ما تتعصب هتعمل كدا و بعدين السجاير مضرة و دي عادة وحشة اوي و يا سيدى لما تتعصب بعد كدا و انا كمان اتعصب بلاش تسيب البيت علشان انا بخاف افرض حد حاول يدخل البيت و انت مش موجود انا هعمل ايه دي مش رجولة على فكرة
حسن بابتسامة:
=و انا مكنتش بعيد على فكرة يا لمضة و اكيد مش هسيبك لوحدك مهما اتخانقنا
نادرة بصتله و هي بتساعده يدخل الحمام، خرجت و سابته لوحده و هي بتفكر في كلامه، دخلت المطبخ و وقفت تجهز له اكل خفيف دافي
حسن اتوض و صل فرضه و دعي ربنا انه يقرب المسافات بين قلوبهم و يزرع الحب في قلبها ميعرفش انه بيكبر في قلبها رغم خناقتهم اللي بتكبر فجأة لكن بتتبخر لو حست انه ممكن يكون مريض او تعبان
نادرة دخلت الأوضة لقيته بيتكلم مع امه في الموبيل و بيقولها انه هيرجع اسكندرية كمان يومين بالكتير و انه كويس هو و نادرة
نادرة :ليه قفلت معها كنت عايزاه اكلمها
حسن بجدية : هتصل بيها كمان شوية… بتسلم عليكي
نادرة بابتسامة :الله يسلمها…. ياله علشان تاكل انت تعبان
حسن :لا ماليش نفس خالص
نادرة بجدية :لا طبعا الكلام دا مش عندي و بعدين انا كمان هاكل و مبحبش اكل لوحدي
قربت منه التربيزة و حطت عليها الثنيه كان عليها لسان عصفور و شوربه و فراخ
حسن :انتي لحقتي دا انا يدوب اتوضيت و صليت
نادرة بغرور طفولي :
=انت فاكر نفسك متجوز واحدة اي كلام لا نحط النقط على الحروف دا انا نادرة
حسن بخبث:
=هو حد تعبني غيرك يا نادرة…
نادرة :و انا استاهل تتعب علشاني و بعدين دا احنا لسه بنسمي باسم الله لازم تاخد مناعة اصل اللي ادامك دي خبرة في النكد
حسن هز راسه بيأس و هي بدأت تأكله
حسن :بعرف اكل لوحدي على فكرة..
نادرة بحنان :
=عارفة… بس انت تعبان و بعدين هو انا لو تعبت مش هتفضل معايا و تاكلني كمان
حسن بسرعة و خوف :
=بعيد الشر عنك بطلي تقولي الكلام دا
نادرة بصتله و ابتسمت بخجل و هي بتفكر اد ايه هي غبية
*******************
في مكان تاني في أسوان
منير كان بيشرب و هو قاعد جانب واحدة و هي بتبصله باستغراب
تمارا : انا مش فاهمة مالك يا منير…. رحاب انت عمرك ما حبيتها ايه اللي مضايقك بقا و بعدين دا انت كنت متجوزها و بتجيلي برضو يعني بتخونها يا حبيبي
منير بسخرية :
=و انتي فكرك انا زعلان على رحاب ما تولع كل اللي مضايقني اني بعد ما طلقتها راحت تطلب الجواز من واحد ميكانيكي زي دا
مع ان انا اللي معرفها عليه و قولتلها انه احسن ميكانيكي تقوم تروح تطلبه من الجواز
تمارا : يا عم فكك و بعدين ما انت و هي فركشتوا المهم انت ناوي على ايه
منير :
=بصي انا مش طايق اللي اسمه حسن… اصل مش انا اللي تتقارن بحتة ميكانيكي زي دا و هي تسبني انا و تروحله
و انا خالص قررت هعمل ايه بما انا كدا كدا مسافر برلين بعد يومين بس عايز اسيبله تذاكر حلو كدا قبل ما امشي، و انتي هتساعديني
تمارا :اساعدك في ايه مش فاهمة؟
منير :تجبيلي البت اللي أسمها نادرة هم اكيد مش هيمشوا دلوقتي من اسوان…..
↚
ربما تأتي الغمرات كما يشتهي القلب، ربما غمرة عشق.. ربما غمرة راحة… و لربما غمرة حزن أيضاً!!
____________________________
“قناة المجد للقرآن الكريم، قرآن يتلي اناء الليل و أطراف النهار”
نادرة سمعت الجملة دي من التسجيل و هي واقفه في بلكونة أوضة النوم و بتبص باعجاب للمكان و حزن لأنهم هيرجعوا اسكندرية تاني و دا آخر يوم ليهم في أسوان،
المكان ساحر بكل ما فيه و هي معه لوحدهم بعيد عن دوشة الناس
ابتسمت و هي حاسة بايده بتحيط خصرها و و بيبص من البلكونة و ساند راسه على كتفها
=لو كنت اعرف ان جمال المكان هتاخدك مني كدا لايمكن كنت اجيب هنا ابداً… بس ايه رايك مش بذمتك بعرف اختار الأماكن… البلد هنا جميلة و هادية و الناس طيبين
نادرة ابتسمت بحب و هي بتبص له و بتحاوط رقبته بنعومة و تغنج مرح
=كان نفسي أوافقك في الرأي اه البلد جميلة و هادية لكن انت مقيد حركتي ممنوع خروج ممنوع ممنوع بحس انك مش عايزني اشوف الناس و بعدين انا هعرف منين انهم طيبين و انا طول الوقت معاك حتى لما بنخرج لازم افضل معاك…. أنت بتخاف ان اشوف ناس يا حسن؟!
حسن بمرح و غيرة خافية:
=طب بطلي هبل و بعدين هو انتي متضايقة من الخروج معايا و لا ايه
نادرة بحب:
=لا طبعا الغريب بقا اني مبسوطة اوي اوي و نفسي أفضل معاك و في حضنك بعيد عن الناس
أبتسم و بيشدد على قربها و هو حاسس بسعادة و كأنه لمس النجوم بايده من مجرد ابتسامة منها… ابتسامة له هو بس
كلامها له هو…. نظراتها و ضحكتها… ملكه هو بس… شعور كأنه فوق السحاب عايز يخبيها عن البشر جوا ضلوعه
حسن بخبث :
=خالص يا ستي النهاردة دا بتاعك انتي، اللي أنتي عايزاه هنعمله…..
نادرة بحماس و سعادة :
=بجد
حسن هز رأسه بالموافقة و هي حضنته بقوة و حماس لدرجة انه ضحك
نادرة بحماس:
=اول حاجة في مطعم قريب من هنا بيعملوا فطار حلو اوي هنفطر فيه لسه الساعة سته و الجو حلو اوي خلينا نروحه
حسن بضيق و هو بيحاول يسيطر على غيرته :
=طب ايه رايك نطلب الاكل و نفطر هنا
نادرة بخيبة امل:
=لا… انت قلت النهاردة بتاعي و مش هترفضلي، و انا عايزاه اخرج…
حسن بصراحة و حدة:
=بصراحة بقا انا مش عايزاك تقعدي أدام الناس….
نادرة بحزن :
=حسن احنا جاين ننبسط و نفرح يومين بالله عليك خلينا ننبسط و انا مش هبعد عنك و الله هفضل قاعدة جانبك و اوعدك ان لبسي هيكون واسع كله و الله و بعدين انتي مش ملاحظ ان من وقت خطوبتنا و انا بلبس واسع و دا مش بس بسببك لا… انا عارفة ان دا الصح بس كنت بقول لنفسي متفكريش كتير و عيشي سنك
و احنا جاين نفرح و نتجنن شوية بعيد عن الناس بس نتجنن بعقل برضو
حسن بابتسامة خبيثة:
=بس انتي حلوة اوي اعمل فيكي ايه انا بحس اني مش مستحمل لو حد بصلك بصه مش كويسة ببقا هرتكب جريمة قتل
نادرة بحب: الحلوين كتير على فكرة
حسن و هو بيحضنها :
=بس مش زيك لان مفيش زيك، حلاوتك من جوا بتخلي اي حد يقرب منك مجنون بيكي و أنا وقعت في المصيدة و حرام اوي بعد كل دا يجي اي حد يشاركني فيكي و لو بنظرة
نادرة ابتسمت بخجل لان اول مرة شفته مكنتش متخيلة انه بيعرف يقول كلام حلو يمكن لانه من قلبه حست بيه حقيقي
حسن رجع للجمود و بجدية :
=بس برضو مفيش خروج…. و هنفطر هنا
نادرة بغيظ :
=لااا… و بعدين انا هقنعك بطريقتي تعالي بس تعالي متتعبنيش معاك يا ابني
مسكت ايده و دخلت اوصتهم علشان يغيروا
بعد نص ساعة
كانوا قاعدين في مطعم بسيط على النيل مميز جدا بالألوان و الطريقة العربية كل حاجة في المكان مميزة
نادرة باستمتاع :الاكل هنا حلو اوي بجد
حسن بموافقة :فعلا و المكان كله حلو اوي
نادرة بابتسامة :
=بس قولي يا حسن انت عرفت المكان هنا ازاي…
حسن بابتسامة :
=كل الحكاية اني جيت هنا مع عامر زمان و المكان عجبني مش أكتر.
نادرة :اه قولتلي…. عامر، هو انتم صحاب من زمان
حسن : ياااه من زمان اوي انا ابويا الله يرحمه كان صاحب ابوه عم عبد الرحمن و احنا من نفس السن فكنا دايما مع بعض
نادرة :طب و اللي اسمه منير دا صاحبك برضو
حسن ضغط على ايده بغضب و عنف و هو بيبصلها و هي عضت على شفايفها و بسرعة
=خالص خالص يا عم مش عايزه اعرف بس متبصليش كدا أنت بتخوف لما بتتعصب
حسن :
=ها بقا ايه خطتك لليوم
نادرة بحماس :بص بقا يا ابو علي انا عملت بروجرام هايل لينا بيقولوا في أماكن هنا و في مكان حلو اوي عجبني و عايزاه اروحه
حسن كان بيشرب الشاي هز راسه بالموافقة و بجدية:
=كملي اكلك الاول بس لان شكل اليوم طويل
نادرة بغمزة :حاضر يا مجنني
حسن ضحك بصوت عالي و هو بيبصلها بسعادة و هي بتشرب النسكافية
بعد مدة
كانوا واقفين أدام مرسي المراكب الشراعية و هي فرحانة ماسكة في ايده و كأنه ابوها و هي لسه صغيرة.
حسن مسك ايدها و ساعدها تطلع على المركب، المراكبي ابتسم لهم و هو بيحرك المركب
نادرة كانت حاسه بسعادة و استمتاع و هي بتتفرج النيل و الصخور باشكالها
نادرة بحب و هي سانده رأسها على كتفه و مشبكه ايدها في ايدها و بحنان و صدق
=حسن أنا عايزاه افضل معاك على طول، مش عايزاه يجي اليوم اللي ابعد فيه عنك و لا عايزاك تبعدني عنك عايزاك دايما تفضل جوزي و الشخص اللي مهما نتخانق او مهما نزعل القى حضنه امان، عايزاه بيتنا يبقى فيه دف و عايزاه يبقى عندنا بنوته عارف ليه؟
حسن :ليه؟
نادرة :يااه لو بقا عندنا بنوته دي هتاخد قلبي كله…. يااه يا حسن، هتنام في حضني كل يوم و هشتريلها لعب كتير اوي و هعملها كل حاجة تخص حياتها و هشتريلها فساتين كتير اوي و هحطلها مكياج و هنرقص سوا و نلعب و نذاكر سوا و مش هقعدها في عيشتها بموضوع الدراسة دا اللي هي عايزاه هنعمل سوا
تعرف انا دخلت مدرسة الصنايع ليه
مكنتش بحب الدراسة خالص يا حسن خالص و خصوصاً اني جليلة هي كمان متعلمتش خالص و مكنتش بتذاكر ليا و لا كان عندي حد يذاكر ليا، بس لما نخلف انا هذاكر لها حتى لو قررت اني احضر معها دروسها، نفسي اعوض كل حاجة كان نفسي فيها مع بنتي يا حسن… انا كان نفسي القى حد يهتم بيا يا حسن، زمان كان عندي خمس سنين وقتها بسبب الإهمال كنت هموت….
سكتت و هو بيبصلها بحزن ضمها بقوة و بهمس خبيث لعوب:
=طب انا بقول نرجع نشوف موضوع البنت دا لازم نجهزله كويس….
نادرة بصت النيل بخجل و هو ضمها بقوة لانه متأكد انها زعلانة و في أثر سلبي جواها من وفاة أمها…
على حافة النهر و بمكان منعزل و رومانسي
قعدوا و أقدامهم مجموعة من الجبال تضم مقابر الإشراف بمنظر اثري مميز.
حسن بصلها كانت نامت تقريب و هو حضنها، ابتسم و رفع ايده يلمس بشرتها الناعمة بحنان و افتتان
نادرة بصتله و ابتسمت و بحب:
=منمتش على فكرة بس المكان هادي اوي و الهواء منعش اوي و مريح
حسن طلع سلسلة من جيب بنطلونه و قرب منها و لبسها ليها
نادرة باستغراب :
=ايه دي
حسن :
=اشتريتها من هنا اول يوم جينا فيه أسوان و ظبطها و جبتها امبارح
نادرة ابتسمت و هي بتمسكها فتحتها و لقيت صورتهم سوا و محفور في الناحية التانية جملة، ضيقت عينها و هي بتقراها
“تشبهين الفراشة في سحرها.. تاخذين من الزهور دلالها ”
نادرة بصت حواليها بسرعة و حسن استغرب ردة فعلها لكن بسرعة و فجأة حوطت وشه بكف ايدها و باسته، بعدت بعد ثواني و هي بتضحك بخجل و يتحط ايدها على وشها
حسن ضحك على ردة فعلها الطفولية و ضحكتها و هو بيحضنها بقوة و بهمس
=يقسم قلبي أنه يجن على أعتاب ابتسامتك الخجولة تلك”
تاني يوم
نادرة كانت جهزت شنطهم علشان يرجعوا اسكندرية، قعدت على السرير بملل و هي لوحدها لأنه قالها انه هيروح المحطة يحجز تذاكر
فضلت قاعدة بتلعب مع القطة و هي بتكلمها بحب
↚
=بصي انا مش هكدب عليكي هو انا تقريباً كدا و الله اعلم حبيته… اه زي ما بقولك كدا
بصي هو حنين أوي و بيدلعني بس عصبي و بيغير و انا خايفة احكيله عن موضوع فريد لان يمكن يكر”هني بجد…. حسن عصبي و متهور و انا كمان علشان كدا مش هعرف اقوله، بس في نفس الوقت مش قادرة اسامح نفسي اني عارفة ان فريد هو اللي اتسبب في سرقة حسن و حرق بيته و ساكته
نفسي اولع فيه بجد…. بس عارفة انا خايفة اتكلم معه و دا اللي عامل بينا حاجز علشان كدا ممكن في اي لحظة يحصل مشكلة بينا او خناقة، أنا خايفة منه و من غيرته و عصبيته.
نادرة زهقت من القاعدة لوحدها و قامت خرجت من البيت و هي بتتفرج على المكان و كأنها بتودعه للمرة الأخيرة
دخلت كافتيريا و طلبت عصير و هي بتبص للموبايل علشان لو حسن كلمها
تمارا :صباح الخير
نادرة :صباح النور
تمارا بخبث :
=اتفضلي العصير
نادرة باستغراب:
=ايه دا هو انتي شغالة هنا؟ اصل كان في شاب من شو….
تمارا بمقاطعة :
=محمود دا زميلي هنا…. نورتي المكان
نادرة بابتسامة :شكراً
تمارا مشيت بخبث لأنها تابعتها من وقت ما خرجت من البيت و جيت وراها الكافتيريا و لما طلبت عصير اخدته من الشاب و قالت إنها صاحبة نادرة و هتاخده ليها.
نادرة شربت العصير و بدأت تحس بدوخة و صداع…. تمارا قعدت جانبها و هي بتمثل انها بتتكلم معها علشان محدش يشك فيها.
نادرة بهزلان و صداع :
=أنا…. اه يا دماغي
تمارا و هي بتقوم و بتساعد نادرة انها تقوم :
=متقلقيش دا صداع بسيط و هيخف
نادرة حاولت تبعد عنها لكن مكنتش قادرة تتحرك و حاسة بشلل في اطرافها
تمارا خرجت من الكافتيريا فتحت عربيتها و دخلت نادرة اللي بدأت تفقد الوعي
اخدتها و راحت بيت منير وَ، كانت بتبص لنادرة بحسرة و لامبالة.
بعد مدة
حسن وصل البيت لكن ملقهاش فضل يدور عليها، حط موبايله على الشاحن و مجرد ما فتح رن عليها لكن موبايلها كان مقفول
لقا رسالة مبعوته له على تطبيق واتساب منها
“انا هنزل الكافتيريا شوية لان زهقت، لو اتاخرت اعرف اني مستنياك هناك”
حسن هز راسه ب استياء و غضب و خصوصا انه قالها متخرجش
خرج و راح الكافتيريا كان واقف مع الشاب المسئول و هو بيسالها عنها لحد ما قاله ان في بنت جيت مع صاحبتها و خرجوا سوا
حسن :طب ممكن اشوف الكاميرات
المدير :هو الموضوع مش ممسوح هنا بس بما انك انت و مراتك لسه جداد في أسوان فأنا ممكن افرجك على الكاميرات
حسن مهتمش بطريقته و قعد معه يتفرج على الكاميرات لحد ما شافها فعلا داخله الكافتيريا و بعد شوية في بنت قدمت ليها عصير
حسن بحدة : مين دي؟
المدير :صاحبتها
حسن :بس دي مش صاحبة نادرة و بعدين واخدها على فين، أنا عايز افهم ايه اللي حصل
المدير :اهدا بس يا فندم….
حسن بغضب:اهدا ايه و زفت ايه…
المدير اتوتر و هو بيبصله لحد ما في شاب من طقم العمل اتكلم بارتباك
=هو انا شفت البنت دي قبل كدا و تقريبا عارف بيتها لان من مدة كنت شغال في مطعم و هي طلبت اوردر و وصلتله ليها
حسن بلهفة و حدة :تعرف مكان بيتها؟
الشاب :اه اه
=======================
في بيت منير و تمارا
نادرة كانت بتحاول تفتح عنيها لكن الرؤيه مشوشة و حاسه بوجع
منير ابتسم بخبث و هو بيبصلها باعجاب و مكر و بيبص لتمارا اللي واقفة جانبه
تمارا : انا عملت اللي أنت عايزاه و ربنا يستر و محدش يكون عارفني انا لازم ارجع القاهرة لان لو حد عرف هبقا متهمة في خطفها
منير بابتسامة :لا متقلقيش انتي كدا عملتي اللي عليكي و بعدين انا برضو مش هنساكي و كل الفلوس اللي كنتي عايزاها اعتبرها وصلت و بعدين انا حجزت بدل التذكرة اتنين ليا انا و انتي و هنسافر برلين سوا
تمارا بحماس و صراخ :
=بجد … دا احلى خبر سمعته النهاردة يا منير بس هتعمل ايه مع البت دي
منير و هو بيحاوط خصرها و بيخرج من الأوضة:
=و لا حاجة يا بيبي بس هقضي شوية وقت و بعدها هنخرج من هنا انا و انتي و نسيبها هي و قدرها بقا تموت او تعيشي مذلوله هي و سي حسن…
تمارا بخوف:
=بس يا منير البت دي شكلها دلوعة اوي مش هتستحمل يحصل فيها أي حاجة و ممكن تروح فيها انا بقول نسيبها هنا و نلعب بس باعصابه و بعدها انت مكبر الموضوع يا منير
منير :اطلعي انتي من الموضوع يا تمارا و بعدين محدش يعرفني هنا و لا حتى البيت دا بتاعنا و اسمنا مش هيجي في الموضوع و بعدين أنا هسيب أسوان كمان ساعتين بالكتير ، بس عايز أعلمه انه ميطلعش بسقف توقعاته و يحط راسه برأس اسياده
تمارا بضيق :بصراحة انا شايفة انك مكبر اوي الموضوع يا منير و بعدين ست رحاب بتاعتك هي اللي طلبت تتجوزه
و البت اللي جوا دي مالهاش اي علاقة برحاب
منير بشر :شششش انتى مش فاهمة حاجة، أنا عايز اكسر مناخير الواد دا فاهمة يعني ايه، حسن من زمان و هو شايف نفسه، فاسكتي انتي خالص…..
=ماشي يا سي منير… بس بلاش تموتها انت فاهم، دي مش ادك
منير ابتسم بسخرية و سابها و دخل الأوضة، قفل الباب وراه
نادرة كانت قاعدة على السرير و هي حاسة بثقل في دماغها ، وقفت بدوخة
منير بخبث: انتي كويسة؟
نادرة :انت…. انا.. فين… حسن آه دماغي
منير :حسن ايه دلوقتي بس
↚
ولو اجتمع سكان الأرض على أن يفرقوا بيننا، ما استطاعوا ابعادي مقدار شعرة عنكِ، فتعلقي بكِ أصبح مرضي جميلتي، و دائمًا سأظل هنا، جوارك، ورفقتك …
__________________________
نادرة حست انها مش قادرة تقف، الرؤية مشوشة.. كانت قاعدة على السرير و هي حاسة بثقل في دماغها ، وقفت بدوخة
منير بخبث: انتي كويسة؟
نادرة :انت…. انا.. فين… حسن آه دماغي
منير :حسن ايه دلوقتي بس …بس ايه الجمال دا كله انا كنت فكرك خواجية
نادرة حاولت تزقه و تخرج لكن منير مسك دراعها بسرعة و خبث
=رايحة فين هو دخول الحمام زي خروجه
نادرة بغضب و ضعف :
=سيب ايدي أنت اتجننت يا حيوان….
زقته بغضب و هي بتحاول تخرج من الأوضة لكن منير مسكها من شعرها بعنف و بفحيح :
=واضح إن حسن لما جيه يتجوز جاب واحدة قليلة الأدب و لسانها طويل بس و ماله انه بقا هساعده و اقصرلك لسانك…
نادرة بصراخ و وجع :
=شعري سيب شعري يا إبن الجزمة….
منير شد بقوة على شعرها بغضب و هو بيقربها منه و بيحاول يتهجم عليه.
نادرة لأول مرة تحس بالرعب من نوع مختلف و هي بتضر”به بقوة و عنف و بتبعده عنها و هي بتعيط…
منير بصلها بغضب و ضر”بها بقوة بدون رحمة لدرجة انها صر”خت من شدة الوجع
**********************
حسن وصل البيت مع الجرسون اللي شاورله على بيت منير
الجرسون :هو دا العنوان اللي وصلت عليه الاوردر للبنت اللي في الفيديو…
حسن كان بيخبط على الباب و هو حاسس بوجع و ثقل كبير على قلبه… خوف من حاجة مش عارفة لكن كفيل انها بعيدة عنه علشان قلبه يتقبض بالقوة دي لدرجة انه حس انه بيتعصر….
تمارا بلعت ريقها بارتباك و هي سامعه صوت نادرة اللي بتعيط و سامعه خبط على الباب مش عارفه تعمل ايه…
حسن من شدة الخوف و الارتباك زق الباب بقوة كذا مرة لحد ما اتكسر، تمارا صرخت و هي شايفه داخل البيت و باين عليه الغضب
اول ما شافها راح ناحيتها و هي بتبعد عنه بخوف، حسن مسكها من شعرها بعنف و بحدة و صراخ
=مراتي فين…. انطقي…
صرخ في نهاية جملته بطريقة خلت تمارا تترعب و هي بتشاور علي الدور التاني…
حسن مكنش مطمن ليها مسك دراعها و هو بيش ها وراه بعنف كانت هتقع اكتر من مرة لكنه مكنش مهتم و بيسحبها بغضب وراه، كان صوت نادرة اختفى تماما و كأنها فقدت القدرة على الصراخ و البكاء
حسن فتح الباب لكن وقف مصدوم و هو بيبص لمنير اللي واقف بيعدل هدومه و نادرة قاعدة على الأرض جانب السرير و هي بتنزف من مناخيرها و بوقها و هدومها و شعرها متبهدلين و هي بتترعش من الخوف…
بصلها و عيونه فيها لمعة دموع و غضب ثبات رهيب و هو بيبص لمنير قبل ما يزق تمارا بقوة لدرجة انها وقعت
منير بصله بسخرية و كأنه بيقوله أنا احسن منك و أنك عمرك ما هتعرف تحمي واحدة
منير ببرود :
=حسن… اهلا يا اسطى حسن، شوف انا بس خليتها تتعلم الأدب اصل لسانها طويل
حسن قرب منه و بهمس مخيف :
=و انا بقا ناوي اربيك، اصل نسيت اقولك ان قليل الادب و متربتش
و بدون كلمة ضر”به… منير حاول يدافع عن نفسه لكن بسرعة و غضب حين واقعه و فضل يضربه بمنتهى الهمجية و العنف، حسن مسك ايده و لواها بقوة لدرجة ان منير صرخ من شدة الألم و هو حاسس ان دراعه انكسر و صوت كسر العظام كان واضح، لدرجة ان تمارا صرخت و هي بتلطم على وشها..
نادرة من الخوف كانت بتترعش و حاطه ايدها على ودانها و هي بتعيط و بتتهز
الجرسون حاول يبعد حسن عن منير اللي فقد الوعي و باين اد ايه اتبهدل…
حسن بصق عليه بقرف و قام راح ناحيتها بسرعة و بهدوء
=نادرة… انا حسن… متخافيش، خالص انا معاكي
نادرة فضلت تترعش من الخوف و هي مش بتبصله، مد ايده يمسح دموعها لكن هي بعدت عنه بخوف و هي شايفه الدم على ايه ايده
حسن بعد ايده و بحب :
=نادرة بصيلي انا حسن بصيلي يا نادرة متخافيش خالص
نادرة فضلت ساكته للحظات لكن رفعت رأسها و هي مرعوبة أول ما شافته دموعها نزلت و عيطت بخوف و هي يتترمي في حضنه و بتحضنه بقوة
حسن ربت على ضهرها بوجع و هي بتتكلم بتلعثم و خوف كلام مش مرتبط ببعضه
لحد ما سكتت
حسن بصلها بخوف و هو بيحاول يفوقها لكن مفيش اي استجابة، قام شالها و خرج من البيت ركبها التاكسي و طلب من السواق يطلع على المستشفى.
كان قاعد أدام اوضتها و هو ساند راسه على ايده و مغمض عينه و حاسس بقهر و نفسه يرجع لمنير و يكسر في عضمه و يسمعه و هو بيصرخ.
و حاسس ان الدنيا عمرها ما هتريح قلبه و هيفضل عايش في وجع كل ما يفرح حد يبصله في فرحته.
خرجت الدكتورة من أوضة نادرة، حسن قام و راح لها بسرعة
حسن بلهفة :هي عاملة ايه يا دكتورة؟
الدكتورة بحزن:
=واضح ان عندها انهيار عصبي و كدمات من الضر”ب اللي اتعرضت له بس للأسف حالتها النفسية مش كويسة… هي كانت بتتعالج من اي مرض نفسي قبل كدا
اكتئاب او اي حاجة…..
حسن بصلها باستغراب :
=معتقدش يعني دي هي دايما بتضحك و..
الدكتورة بمقاطعة:
=استاذ حسن دا مالوش علاقة بدا هي واضح انها بتخاف من حاجات كتير و عندها مشاكل علشان كدا حصلها انهيار عصبي و ممكن برضو لان اللي اتعرضت له صعب فهي انهارت بس دلوقتي نايمة…. صحيح البنت دي مش بتتحمل الزعل علشان كدا بتتعب بسرعة فيفضل مفيش حاجة تزعلها
حسن هز راسه بالموافقة و هي سمحتله بالدخول و مشيت
فتح الباب بتوتر و دخلها كانت نايمه و وشها وارم من ضر”ب منير ليها
قعد جانبها و فضل يبصلها بحزن و هو بيزيح شعرها عن وشها
حسن بابتسامة حزينة:
=حقك علي عيني يا ست البنات… حقك علي عيني و قلبي انا و انتي بهدلونا.. مستكترين علينا نفرح… طماعهم عاميهم و طمعانين في فرحتنا، حقك علي قلبي و الله العظيم ما هسيبه و الله يا نادرة ما هسيبه الا لما يقول حقي برقبتي بس انتي اصحى و اقومي….
غمض عينيه و هو بيمسك ايدها بقوة و بيسند راسه على السرير بتعب، لحد ما حد خبط على الباب، حسن قام و خرج من الأوضة… بص للعسكري اللي واقف ادامه و بهدوء
=افندم يا شويش…
العسكري:انت حسن محمود الصياد
=ايوة… خير
العسكري:
=اتفضل معايا مطلوب القبض عليك بتهمة التعدي على منير الخليلي بالضرب المبرح
حسن :
=طب يا عسكري ينفع بس نص ساعه
العسكري :
=لا ياخويا مينفعش واتفضل معايا بقا مش ناقص عطلة
حسن بجدية :
=في ايه يا عم بقولك نص ساعة مراتي تعبانة اطمن عليها و اجي معاك و بعدين هي دي اخلاق رجالة أسوان…
العسكري بجدية:
=ماشي هي نص ساعة تطمن عليها و بعد كدا تتفضل من سُكات
حسن مهتمش ودخل الأوضة و بسخرية
=يعني هو يغلط و انا يتقبض عليا… يارب
قعد على السرير جنب نادرة و هو ببلمش وشها بحنان و حب
=نادرة… قومي يا حبيبتي…. نادرة
نادرة بدأت تفوق و بتبصله بتعب
حسن بابتسامة حزينة :
↚
=حاجة بتوجعك؟
نادرة هزت راسها بمعنى اه و هي ماسكة. في ايده و بتوسل :
=هو.. هو مشي خالص صح… مش هيجي تاني
حسن بابتسامة :
=متخافيش محدش هيقربلك منهم، صدقيني خالص محدش هيقرب، أنا بس لازم امشي دل
نادرة بمقاطعة و ذعر:
_هتسبني…. لا بالله عليك متمشيش انت وعدتني انك مش هتسبني
حسن بابتسامة :
=متخافيش مش هتاخر.. متخافيش هاجي على طول… انا هكلم ابوكي علشان لو اتاخرت
نادرة برعب و هي بتقوم بارهاق و بتحضنه :
=متسبنيش يا حسن و الله انا خايفة متسبنيش علشان خاطري
حسن اتنهد بقلة حيلة و وجع احساس بالضعف و كأنه نفسه يدخلها جوا ضلوعه و يبعد عن العالم و ظلمه و بهمس
=لازم امشي دلوقتي بس متخافيش ابوكي هيجي و انا مش هتاخر ماشي يا حبيبي
نادرة بدموع :هتروح فين و انا كدا…..
حسن بابتسامه ساخرة:
=قدر و مكتوب علينا نادرة… قدر و مكتوب علينا متقلقيش موضوع و هيتحل بس عايزك جامدة كدا متخافيش ان شاء الله مش هتاخر
نادرة بصتله بخوف و هو ابتسم و حاوط وشها بايده و بأس رأسها بحنان و كأنه مش عايز يبعد عنها… بعد عنها و بابتسامة جميلة
=متخفيش ساعتين بالكتير و هرجعلك بس متخرجيش فاهمة يا نادرة مش عايز لعب عيال متتحركيش من هنا
نادرة هزت راسها بالموافقة و هو قام خرج من الأوضة و مشي مع العسكري للقسم
في قسم البوليس
الظابط بضيق :
=افتح يا ابني المحضر….
حسن محمود الصياد ما هي أقوالك فيما هو منسوب إليك من اتهام تمارا اشرف بالتهجم على منير الخليلي و التعدي عليه بالضرب المبرح؟
حسن كان واقف أدام مكتب الظابط اللي بيشرب السيجارة بضيق و باين عليه انه مش من أسوان و كأنه منقول جديد:
حسن بجدية و ثقة
=حصل لكن دا بسبب خطف منير الخليلي لمراتي
الظابط بسخرية :منير بيه الخليلي خطف مراتك أنت… ليه؟
حسن بنظرة وقحة :
=لا دا سؤال يتسال لمنير…. مراتي دلوقتي في المستشفى بسبب انه اتعدى عليها بالضرب و أنا كنت بدافع عنها و برجع حقي
الظابط قام و بصله بحدة لان مفيش نظرة خوف واحدة في عين حسن و هو عارف انه على حق
=و أنت بقا فاكرها ماشية بالبلطجة و ان كدا انت رجعت حقك…. انت مش عارف ان دي فيها حبس…
حسن :
=ان شاء الله يكون فيها اعد”ام…. منير خطف مراتي بمساعدة اللي أسمها تمارا و كاميرات الكافتيريا فيها تسجيل لتمارا و هي بتاخد نادرة بعد ما خدرتها و مراتي دلوقتي في المستشفى و في تقرير بيثبت انها اتعرضت للضرب و حاول يعتدي عليها
الظابط و هو بيبص لحسن بتحدي :
=أمرنا نحن شريف اللباد رئيس قسم….. حبس المتهم حسن محمود الصياد أربعة أيام على ذمة التحقيق و البحث و التقصي في المعلومات التي ادلي بها إلينا
و النحقيق مع تمارا اشرف و نادرة موسي…
حسن سكت و هو بيفكر هيعمل ايه لحد ما العسكري مسكه من دراعه و بحدة
=اتفضل معايا
حسن مشي معه لحد ما نزل للحجر، العسكري فتح الباب و حسن دخل بص للمكان بضيق.. مكان ضلمة فيه اشخاص كتير.. شباك صغير بينفذ النور للاوضة.. الريحة وحشة
قعد في ركن و عقله مشغول مع نادرة اللي لوحدها في المستشفى… غمض عينه بتعب و هو بيبص للرجالة اللي معاه في الحجز
حسن بابتسامه ساخرة:
=شكل الدنيا هتفضل تلاعبك يا ابن الصياد حتى في الشهر اللي حبيت ترتاح فيه جيت عليك فيه…. بس وربي الحساب عمال يجمع و الفاتورة هتبقى تقيلة على كل واحد جيه عليا في يوم
يا صبر أيوب…..
*****************
في المستشفى بعد عدة ساعات
موسى دخل المستشفى بسرعة و عدم فهم و معه جليلة اللي كانت مرعوبة على نادرة.
وصلوا لاوضتها و دخلوا لقوها نايمة
جليلة شهقت بفزع و هي بتبص لها و وشها كله كدمات و دراعها زرقاه
جليلة بخوف :يلهوي مين اللي عمل في البت كدا….
موسى بذعر :نهار اهلك مش فايت يا حسن
جليلة بحزن و هدوء:
=نادرة… نادرة قومي يا حبيبتي… قومي انتي كويسه
نادرة فتحت عينها و بصتلهم و بخوف و حزن
موسى بحدة:
_هو فين سي زفت… انطقي يا نادرة هو اللي عمل فيكي كدا… اتكلمي و انا لو وصلت للطلاق و الله ما اسيبك مع حيوان يعمل فيكي كدا
نادرة بشهقات و صوت عالي و هي بتحضن جليلة بهسترية :
=انا عايزاه حسن…
موسى بصلها بغضب و طلع من الأوضة و هو مش فاهم حاجة
جليلة حاولت تهديها و هي بتعيط بهسترية و رعب هستيري عليه و كأنها فقدت حاجة غالية عليها
↚
في المستشفى…
نادرة كانت قاعدة جانب جليلة ساكتة و حزينة.. خايفة عليه…
جليلة بتنهيدة :
=سرحانة في ايه يا نادرة من زمان مشوفتكيش كدا و الصراحة مبحبش اشوفك كدا.
نادرة : هو حسن هيتاخر؟
جليلة باستغراب :
=مبقاتش فهماكي يا نادرة… هو أنتى خايفة عليه بجد
نادرة :اكيد خايفة عليه اوي… اقولك الصراحة يا جليلة الفترة اللي فاتت اكتشفت فيها حاجات كتير أوي
اكتشفت ان حسن أطيب انسان أنا عرفته، و اكتشفت اني ممكن بسهولة أحبه و ان هو مش وحش زي ما تخيلت بالعكس طول الوقت كان مهتم بيا و مهتم بالحاجات اللي بحبها، يمكن مفيش مرة غصبني على حاجة، اقولك حاجة أنا لما شفته و هو متعصب و بيضرب اللي اسمه منير دا حست ان ليا ضهر تاني بعد ابويا حسيت ان مفيش داعي للخوف بس فجأة معرفش ايه اللي حصله و هو مشي و سابني.
جليلة بابتسامة:
=شكلك وقعتي يا بنت سنية … أنا كمان وقعت زمان في نفس المصيدة دي و حبيت ابوكي و دا اللي خلني اقبل انه يتجوز عليا الزمن كان غير الزمن لكن وجع القلب كان هو هو.
نادرة بشراسة و غيرة
:قصدك ايه؟! أنتي فكرك انني ممكن اسمح له يتجوز عليا دا انا اروح بيه في ابو نكله… هو كان يطول يتجوزني لما عليا.. دا يبقا جنا على روحه
جليلة بخبث :
=هو أنتي غيرانة و لا دا بيتهيألي
نادرة بحدة و ردح
:لا يا اختي ميتهيالكيش اه غيرانة و من حقي و الكلام اللي قولتيه دا لو واحدة تانية قلته كنت علمت على وشها لولا انك في مقام امي بس
جليلة بحدة و غيظ:
=يخربيت لسانك يا بت هو أنتي مش المفروض زعلانة ان جوزك محبوس برضو لسانك عايز قاطعه… ما تهدي يا بت
و بعدين هو انتي كدا محترماني… جاتك ستين داهيه تاخدك.
نادرة بسخرية:
=اهدي يا جليلة اهدي يا حبيبتي بدل ما يجرالك حاجة احنا لسه مطولين مع بعض… الا قوليلي صحيح… حماتي عرفت حاجة عن اللي حصل؟
جليلة :
=لا مرضناش نقولها أنتى عارفة الست مريضة و مش حمل سفر و لا بهدلة و بعدين هو حسن سبلنا فرصة نفهم في ايه دا يدوب كلم ابوكي و طلب منه يجي المستشفى و اداله العنوان و احنا الصراحة انفزعنا.
نادرة :
=طب ايه هو احنا هنفضل قاعدين هنا و مش عارفين اللي بيحصل… ما تعملي حاجة يا جليلة كلمي ابويا يمكن يرد..
جليلة بابتسامة :
=حاضر يا بنت سنية و ماله…
نادرة بصتلها باهتمام و هي بترن على موسى اللي قفل المكالمة
نادرة برجاء و طيبة:
=معليش رني عليه تاني يا جليلة.
جليلة بتنهيدة :
= ابوكي عصبي و طالما قفل في وشي المكالمة يبقى مشغول… و بعدين انتي مش شايفة شكلك و وشك اللي وارم مش حاسة بوجع، نامي يا نادرة و هو أن شاء الله هيكلمنا لما يفضي.
نادرة بحزن :
=عايزاه اكلمه يا جليلة… طب هو مينفعش اروحله أنا كويسة و الله
جليلة بحب:
=يا حبيبتي ارتاحي و بعدين المحامي اللي ابوكي جايبه ان حسن هيخرج النهاردة او بكرا بالكتير و الزفت اللي اسمه منير دا هيتحاسب على عمله فيكي و كمان الظابط اللي جيه هنا الضهر عرف انه البت اللي أسمها تمارا هي اللي خطفتك و ان شاء الله هيتحاسبوا
نادرة بلامبالة: يتحاسبوا و لا يولعوا بجاز المهم حسن.
جليلة :
=نامي يا نادرة و حاولي تهدي و هو أن شاء الله هيخرج النهاردة، و نرجع اسكندرية حكم انا بتشائم لما نسيبها.
نادرة مهتمتش بكلامها و حاولت تنام لكن مكنتش قادرة و هي بتفكر فيه.
**************
في قسم البوليس
حسن كان خارج مع الحج موسى من مكتب الظابط بعد ما قضى تلات ايام في الحجز.
المحامي:
=خالص كدا يا حسن الموضوع انتهى و أنت زي ما تحب لو حابب تعمل صُلح مع منير و لا تكمل و تبقى قضية بس حتى لو قررت أنك تكمل في إجراءات القضية انت موقفك مضمون، بس انا شايف انك تعمل معه صلح لان اكيد المحامي بتاعه هيعمل كل اللي في ايده علشان يخرجه بغرامة مش اكتر
حسن بجدية:
=شوف يا استاذ خيري انا ممكن اسامح في حقي عادي لكن حق أهل بيتي مش بسيبه الا لما ادفع اللي غلط التمن غالي اوي حتى لو خرج بغرامة مش هسيبه… سيبه هو و المحامي بتاعه يلعبوا براحتهم أنا عايز امشي من هنا دلوقتي..
موسي:
=طب خلينا نروح المستشفى لنادرة و بعدها نرجع البيت تاخد دش و تريح شوية و بعدها نرجع اسكندرية….
حسن خرج معه من المستشفى لكن و هو خارج شاف العسكري داخل و معه تمارا، ابتسم بسخرية و كمل طريقه….
بعد ساعة
نادرة كانت نايمة في اوضتها، الاوضة ضلمة و مفيش غيرها.
حسن فتح الباب و دخل شغل النور لقاها نايمة ابتسم بتعب و هو بيحرك رأسه، قرب منها و قعد جانبها على السرير.
حرك ايده على وشها بحنان و لسه أثر ضرب منير ليها باين عليها.
نادرة قامت بفزع و بصتله، ابتسمت و هي بتتعدل بسرعة و بحركة تلقائية بتحضنه بقوة بخوف و لهفة
=أنا كنت خايفة لما مشيت كنت خايفة اوي و فضلت لوحدي أنت اتاخرت اوي.
حسن ضمها بقوة كأنه عايز يحبسها بين ضلوعه و هو بيستنشق ريحتها كان حاسس بضعف لأول مرة و خوف عليها
=حقك عليا بس خالص انا رجعت و الموضوع اتحل المهم أنتي لسه موجوعة في حاجة بتوجعك…
نادرة :
=انا خايفة تبعدي عني تاني يا حسن
هو أنا فعلا زي ما بيقولوا نحس من اول ما خطبتني و انت كل شوية تقع في مشكلة بسببي و الله انا مش قصدي و لا ليا ذنب و..
حسن ابتسم و هو بيحط ايده على بوقها بيمنعها تكمل
=بطلي الكلام دا لو سمحتي لان مفيش حاجة اسمها نحس دي فخلينا ناجل اي كلام دلوقتي لان و الله العظيم بقالي تلات ايام مش عارف انام ساعة على بعضها و عايز اقولك حاجه تخليها حلقة في ودنك اي مشكلة بتحصل لينا دي حاجة بتاع ربنا هو كاتب انه يمتحنا فيها ماشي يا ست البنات
نادرة بابتسامة :
=ست البنات… حلوة الكلمة دي.
حسن ضحك غصب عنه و باس رأسها :
=انتي لسه تعبانة و لا هتقدرى تخرجي النهاردة
نادرة:الدكتورة بتقول ان ممكن اخرج عادي انا اصلا بقيت كويسة.
حسن مسك ايدها و ضغط عليها خليتها تان بوجع
=واضح انك بقيتي كويسة فعلا أنا هكلم الدكتورة و اسألها..
نادرة برجاء :
=خلينا نمشي يا حسن انا تعبت من المستشفى و بعدين الوجع دا طبيعي بس مع المرهم اللي بحطه الوجع هيخف بس خلينا نمشي أنت شكلك تعبان و محتاج ترتاح.
حسن بحزم:برضو لام اسأل الدكتورة خليكي هنا و انا هرجعلك كمان شوية.
بعد مدة
نادرة وصلت البيت مع حسن بعد الطبيبة سمحت ليها بالخروج و كتبت لها على شوية ادواية
موسى و جليلة دخلوا البيت اللي حسن كان ماجره، قعدوا يرتاحوا و هو استأذن و دخل اوضته
نادرة دخلت وراه و هي ملاحظة ان ابوها متضايق من حسن و هو شايفها متبهدلة معه و لسه معدش على جوازهم شهر واحد
جليلة بهمس:
=مالك يا موسى من ساعة ما جيت و انت بتكلم حسن كدا و انت متضايق منه، مالك يا خويا فضفضلي احنا لوحدنا قولي مالك.
موسي بحزن و ضيق:
=متضايق يا جليلة متضايق من اللي حصل، من امتى و بنتي أنا بتضرب و بتتبهدل من الغريب
دا أنا لو جيه يوم و مديت ايدي عليها ببقا بتقطع من جوايا عليها و دلوقتي شايفها بالشكل دا…. انا كنت فاكر اني لجوزها لراجل هيعرف يحافظ عليها…. بصراحة انا مش مرتاح للي جاي، البت اتبهدلت يا جليلة
جليلة :
=أنت بتقول ايه يا موسى، بقا دا كلام يطلع منك أنت يا موسى دا أنت عارف حسن و عارف و متأكد انه راجل و اللي حصل دا مش بيده، بلاش تيجي عليه يا حسن الواد برضو لولاه الله اعلم الزفت اللي اسمه منير دا كان هيعمل ايه في البت و بعدين انت ماشوفتش حسن بهدله ازاي دا الواد اتكسر و كان هيموت دا ايده، استهدي بالله يا موسى و بلاش تزعله بكلمه كدا و لا كدا
البت حبيته و هو بيحبها و كفاية انه شاريها.
موسى بحدة و قهر على نادرة:
=ما انتي هتقولي ايه غير كدا يا جليلة لو نادرة دي كانت بنتك مكنتش هتبقى هادية كدا..
جليلة بحسرة و حزن :
=لو كانت بنتي!! طب ما هي بنتي فعلا يا موسى دا انا اللي ربيتها و هي عيلة مكملتش خمس سنين… يمكن مش انا اللي خلفتها بس على عيني كل آه وجع خرجت من قلبها و حزن حست بيه
دا انا اكتر واحدة بفرح لفرحتها، و اكتر واحدة نفسي اشوفها متهنيه، دا حتى لما بتطول لسانها عليا بيبقى على قلبي زي العسل مكنش العشم يا موسى بعد العمر دا كله تقولي كدا..
موسى بهدوء و حزن:
=حقك عليا يا جليلة حقك عليا أنا عارف انتي بتحبي نادرة اد ايه بس مقهور… مقهور عليها دا انا كنت بخاف اضربها او ازعلها بكلمة بس لما شفتها كدا مستحملتش طوفان الغضب سمم ليا أفكاري و ندمني اني جوزتها له.
جليلة :هون على قلبك يا موسى هون عليه و سيب البت تفرح مع اللي قلبها رايده و بعدين أنت تزعل لو هو اللي مد ايده عليها لكن دا حمها و لو بصيت في عنيه هتبقى متأكدا انه بيموت فيها فهون على نفسك… و بلاش تيجي عليه هو كمان فيه اللي مكفيه و الواد ابن حلال ميستاهلش منك انك تبصله كدا و كانك بتقوله معرفتش تحافظ عليها و دي بتوجع اوي ياخويا بتوجع اوي…
موسى بصلها و بأس راسها بحب :
=حقك علي عيني يا ست الستات و متزعليش مني دا انتي عيني اللي بشوف بيها يا جليلة يعلم ربنا اني مقصدش ازعلك بس انا حرقت قلبي عليها خلتني اتكلم من غير ما افكر سامحيني.
جليلة بود و طيبة :
=سلمها لله يا موسى و ادعيلهم ربنا يهدي سرهم.
في اوضة حسن
كان بياخد دش و نادرة قاعدة على الكرسي و هي بتبص للسلسلة اللي هداهلها و بتردد الجملة بسرحان
“تشبهين الفراشة في سحرها، تاخذين من الزهور دلالها”
حسن خرج من الحمام و هو بينشف شعره بصلها باستغراب و هو بيقرب منها.
نادرة ابتسمت وهي بترفع عينها و بتبصله :
=نعيمان
↚
حسن : الله ينعم عليكي سرحانة في ايه كدا.
نادرة بابتسامة :فيك… و فيا و في حياتنا بشكل عام.
حسن :طب و وصلتي لايه.
نادرة :اني عايزاه افضل معاك و تفضل جوزي و حاميني و أفضل دايما البنوتة الدلوعة اللي بتكره الدموع و تفضل تدلعني
و تعالي نحط شرط بينا بلاش تزعل مني، خلينا لما نزعل نتكلم بلاش يجي اليوم اللي ننام فيه و احنا زعلانين
يعني أكبر خناقة بينا مثالا ميعديش عليها أربعة و عشرين ساعة مش عايزاه الزعل يسرق من حياتنا لحظة واحدة….
حسن بابتسامة:
=و هو كذلك. و انا موافق جداً، بس خلينا ننام دلوقتي لان و الله العظيم حاسس اني خالص مش مستحمل و شوية كمان و هنام و انا بكلمك…
نادرة :طب ما تنام هو انا حوشتك…
حسن بغيظ :هنام لوحدي اومال أنا متجوز ليه يعني…
و قبل ما تفهم او تعترض كان شايلها بسرعة لدرجة انها شهقت بقوة و هي بتمسك فيه و بخجل
=بعرف امشي لوحدي على فكرة نزلني يا حسن
حسن بغمزة:
=طب بذمتك عايزاه تنزلي؟!
نادرة بخبث:
=مش أنت قلت انك عايز تنام نزلني بقا
حسن بابتسامة :ننام….. ابوكي و امك هيناموا في الاوضة التانية فاهدي بقا و نامي بهدوء
حسن نام حضنها بقوة و هي ساكتة لحد ما اتأكد انه نام فعلا، حاولت تقوم و تبعد علشان يعرف يرتاح لكن لقيته قام بسرعة و بجدية و نوم:
=رايحة فين
نادرة بتوتر:كنت هنام على الكنبة أنت شكلك تعبان يا حسن و مش هتفضل حضني كدا كتير و بعدين دراعك هيوجعك….
حسن بجدية :
=يا بنتي لما ابقى اشتكي لك ابقى فكري ممكن تبطلي تفكري…. انا مرتاح كدا يا نادرة مرتاح اوي كمان علشان كدا مش عايزك تبعدي يا نادرة….
نادرة بصتله و هو مسك ايدها و قربها لحضنه و نام وشها في تجويف عنقه.
****بعد اسبوع ****
في اسكندرية
نادرة كانت واقفة في المطبخ و هي بترقص بدلال و بتجهز الغداء و فرحانة و مشرقة
لابسه فستان ابيض منقوش لحد الركبة واسع و رافعه شعرها ديل حصان مع بعض لمسات المكياج الخفيفة كانت جميلة جدا وجذابة بشكل يخطف الأنفاس
طفت عن الأكل و خرجت من المطبخ دخلت أوضة النوم و كلمت دعاء اطمنت عليها
استغربت ان حسن اتأخر عن معاد الغداء زي ما بيجي كل يوم بعد صلاة العصر
فضلت قاعدة مستنياه رنت عليه لكن موبايله كان مقفول…..
حسن وصل البيت بعد ما خلص شغل مع عامر و قاله انه هيروح يتغدا و يرجع تاني، طلع السلم بحماس درجتين مع بعض، فتح باب الشقة و هو بينادي عليها.
نادرة خرجت من الأوضة و هي زعلانة منه انه قافل موبايله و فرحانة انه رجع، لكن قبل ما تستوعب او تتخانق معه انه قفل موبيله لقيته بيحضنها و بهمس :
=وحشتيني يا اوزعة.. وحشتيني اوي
نادرة بعدت عنه و هي بتبصله بغيظ و بحدة :
=كل بعقلي حلاوة يا فندي هو انا لو وحشتك مش كنت كلمتني انا مستنياك من بدري و برن عليك و كنت هجيلك الورشة…
حسن بخبث و هو بيرفع وشه له :
=لا عندك حق تزعلي بس انا بقا هعرف أصلحك بطريقتي… و على فكرة وحشتيني اوي.
باس خدها لقاها بتبعد فضحك غصب عنه من شكلها و هي مربعه ايدها ادامها و متغاظة مسك دراعها و قربه له ؛
=مش مسموح انك تبعدي فاهمة! و بعدين شكلك زعلانة اوي اوي و لازم أصلحك.
نادرة بغيظ و خبث:
=اه زعلانة اوي اوي كمان و لازم تصالحني انا بقوة اهوه …
حسن عض على شفايفه بغيظ و هو بيقرب منها و هي بتبعد بتوتر
حسن بابتسامة :
واضح انك فعلا زعلانة و انا لازم ابذل كل جهدي اني اصلحك
حسن بحركة سريعة كان شالها
نادرة بارتباك و شهقة :حسن!
حسن بخبث: عيونه…
نادرة بتوتر:الغداء…
حسن بابتسامة خبيثه :بس انا لازم أصلحك يا روحي….
بعد مدة
حسن قام من النوم ابتسم و بص لنادرة اللي نايمة بيزيح عن وشها بحنان طبع بوسه على جبينها و هو بيضمها له بقوة و بيغمض عينه و بيدعي ربنا ان حياتهم تستمر بهدوء و سعادة
==============
في بيت نوال
كانت قاعدة على السرير و هي بتعيط و ماسكة بطنها و حاسة بوجع شديد لحد ما صرخت من شدة الألم
ماهر جوزها :
=انتي لسه تعبانة يا نوال.
نوال بصراخ في وشه :
=و انت هيهمك في ايه يا سي ماهر… هو انا ايه يعني بالنسبة لك ما انت طول اليوم في الشغل و مش شاغل بالك بالخدامة اللي انت جبتها لأمك بس خالص انا زهقت منك و منها و عايزاه بيت ليا لوحدي بعيد عن البيت دا
=رجعنا لنفس الموال… نوال انا و انتي قاعدين في شقتنا و بعدين يا شيخة حرام عليكي هي امي قلتلك حاجة و بعدين انا ساكت و مستحمل علشان مش عايز اخرب البيت دا لكن انتي بقيتي لا تطاقي كل يوم امي امي و بعدين هي عاملت ليكي ايه دي مشلولة متقدرش لا تتحرك و لا تتكلم دا اللي بجهز لها أكلها و انتي مبترضيش تحطي ايدك في حاجة فاهدي كدا على نفسك علشان انا جبت أخرى منك…
نوال بتكبر :دلوقتي جيت اخرك يا سي ما هو بعد ما كنت بتحفا ورايا
ماهر:استغفر الله العظيم… انا سايبهالك اشبعي بيها
ماهر قام و خرج من الشقة كلها و هو متضايق من تصرفاتها اللي دايما متكبرة و بتحسسه انه اقل منها رغم ان مستوى حياته و تعليمه كويس
نوال حست بالوجع بيزيد عليها و مش قادرة، عيطت و هي بتحاول تقوم لكن اتصدمت وهش شايفه الدم اللي على رجليها، حطت ايدها على بطنها و هي مش قادرة تتكلم و لا تصرخ من الوجع
اتحركت ببطي و وجع و اخدت موبايلها تكلم والدتها زبيدة
زبيدة :ايوة يا نوال في اي
نوال بتعب و دموع :
=اللحقيني يا اما انا شكلي بسقط….
↚
الحلقة التاسعة عشر
في بيت الصياد
دخل حسن و نادرة اللي كانت ماسكة في ايده و مبتسمة
حسن :يا أم حسن…فينك يا أما
دعاء خرجت من اوضتها و قربت منهم بسعادة
=أنا هنا يا حبيبي، صباح الفل
حسن حضنها بحب و باس رأسها
=صباح الجمال، عاملة ايه دلوقتي بقيتي أحسن؟
دعاء بابتسامة و هي بتحضن نادرة بحنان:
=أنا بخير الحمد لله، ياله تعالوا نفطر سوا انا مجهزة الفطار
حسن باستعجال :
=معليش انا فطرت بدري و لازم انزل الورشة دلوقتي لان عندي شغل كتير النهاردة.
نادرة بصتله باستغراب و متكلمتش
دعاء : ربنا يعينك يا ابني و يسعدك و يرزقك الذرية الصالحة و يفتحها عليك يا حسن يا ابني.
حسن بابتسامة :
=اللهم آمين، ياله أنا همشي دلوقتي، نادرة لو احتاجتي حاجة او حصل حاجة كلميني.
نادرة بسرعة:
=هتيجي على الغداء؟
حسن بجدية حانية :
=معتقدش هعرف اجي متشغليش بالك أنتي، ياله في حفظ الله.
=في حفظ الله…
حسن خرج و دعاء دخلت المطبخ و لحظت سرحان نادرة.
دعاء بحب :
=اللي شاغل عقلك…
نادرة بحرج:هاا
دعاء ضحكت و هي بتبص لها بخبث خلت نادرة تضحك.
دعاء بطيبة:ها بقا بتفكري في ايه؟
نادرة بحيرة:في إبنك؟
دعاء باستغراب :ماله هو مزعلك
نادرة بسرعة:لا طبعا…. اقصد يعني انه مش بيزعلني
دعاء : طب ما دي حاجة كويسة… بقولك علقي على الشاي و انا هطلع الفطار في البلكونة نفطر سوا على البحر.
نادرة بابتسامة :حاضر…
دعاء خرجت من المطبخ و هي شايلة صنيه الفطار طلعت قعدت في البلكونة و بعد دقايق خرجت نادرة
قعدت جانبها و اتنهدت و هي بتبص للبحر بحزن
دعاء : و الله انتي فيكي حاجة يا نادرة… قوليلي يا حبيبتي هو حسن زعلك في حاجة، حصل حاجة بينكم، متخانقين يعني؟!
نادرة :لا والله بس نوال بنت خالتي زبيدة كانت حامل و امبارح مرات ابويا قالتلي انها كانت في المستشفى معها و أن الجنين نزل
دعاء بحزن :
=طب و هي عاملة ايه دلوقتي؟
نادرة :مش عارفه بس اكيد زعلانة
اقولك حاجة انا فكرت اروح ازورها في المستشفى بس خفت، نوال طول عمرها و هي بتضايق مني و خايفه اروح لها تضايق من وجودي و تعمل مشكلة، و في نفس الوقت زعلانة عليها.
دعاء بجدية :
=بصي يا نادرة أنتي لسه صغيرة و نوال كمان صغيرة يعني اللي بتعمله دلوقتي بيكون عامل زي لعب العيال صدقيني، يعني لو زعلتك في يوم بكلمة عدي و فوتي و لما يجي يوم و هي تزعل و تتكسر خليكي معها و في ضهرها علشان لما الأيام تعدي و تكبر و يجي يوم انتي تقعي في مشكلة تلقيها في ضهرك لأن هتفتكرلك انك انتي اللي وقفتي معها وقت ما هي وقعت
دعاء :
=يالة خلينا نفطر و بعدين أنتي لازمك تتغذي كويس مينفعش كدا
نادرة اكتفت بابتسامة و هي بتفكر في حسن
بعد مدة
رجعت البيت على الساعة 11 دخلت المطبخ جهزت فطار بسرعة و خرجت من البيت للورشة.
حسن كان بيشتغل مع عامر و الاتنين مشغولين جوا الورشة و بيتكلموا
نادرة بحرج : حسن…
حسن بصلها باستغراب و خوف ان يكون حصل حاجة لوالدته، عامر بصلهم و اتنحنح بجدية
=طب يا حسن انا هروح اعمل مكالمة و هرجعلك…
عامر خرج و ابتسم و هو بيسلم على نادرة اللي ردت السلم بهدوء.
حسن ساب اللي في ايده و قرب منها و بحدة
=حصل حاجة؟ امي حصلها حاجة؟
نادرة :لا هي كويسه بس….
حسن بحدة :
=و لما هي كويسة ايه اللي جابك لحد هنا
نادرة بتوتر :حسن أنت بتكلمني كدا ليه؟
حسن بجدية و هو بيمسك دراعها بغضب بيقربها له :
=علشان قولتلك لو حصل حاجة تكلميني مش تيجي لحد هنا و بعدين المنطقة دي كلها رجالة و….
نادرة بمقاطعة و دموع :
=دراعي بيوجعني يا حسن …. و على العموم أنا اسفة اني جيت هنا بس انت مكنتش فطرت و قلت مش هتيجي على الغداء جهزت لك الفطار بس خالص أنا همشي
حطت الشنطة اللي فيها على الاكل و هي بتمسح دموع بخوف منه و خرجت من الورشة.
حسن حس بغضب من نفسه و هو بيمرر ايده في خصلات شعره الأسود، غضب من طريقته و غيرته اللي بتخليه يندفع عليها، بص للأكل و هو بيلؤم نفسه، دخل عامر و هو مستغرب
عامر :في ايه يا حسن مراتك مالها خارجة بتعيط..
حسن مردش و طلع من الورشة، جيه من وراها و مسك ايدها بقوة و هي بتحاول تسحب ايدها.
نادرة بحدة و غضب :سيب ايدي يا حسن.
حسن بحدة و عصبية:انتي تسكتي خالص فاهمة و ياله هوصلك للبيت
نادرة بغضب :مش عايزه و بعدين بعرف اروح لوحدي.
حسن بضيق :اسكتي احسنلك… اسكتي بدل ما ازعلك
نادرة بخوف :
=اللي أنت عايز تعمله اعمله انا كدا كدا عارفة اني مش مهمة .
سابته و مشيت لوحدها و هو اتعصب من نفسه … رجع الورشة لقى عامر قاعد بيفطر و هو مبتسم
عامر بخبث:
=تسلم الايد اللي عملت الاكل دا الواحد مفطرش
حسن بحدة: شد بلاستر يا عامر مش ناقصك.
عامر :
=تصدق أنك جدع مفتري يا حسن
و على رأي المثل اللي يلقى الدلع و ميتدلعش يستاهل، طب بذمتك هي مكلفة خاطرها و جاية علشان تكلمها كدا
و الله أنت ما عندك دم… طب و الله العظيم انا نفسي القى واحدة كدا تفكر فيا و تهتم لو فطرت و لا لاء… و أنت تكلمها كدا روح يا شيخ منك لله
حسن بحدة و ضيق :
=تعرف تأكل و أنت ساكت
عامر بمكر:
=طب مش هتاكل؟!
حسن بضيق :
=لا ماليش نفس. و انت أنجز ورانا شغل كتير..
نادرة دخلت البيت و هي زعلانة انه كلمها بالطريقة دي و اتعصب عليها بدون سبب
قعدت على الانترية و غصب عنها عيطت و جواها مشاعر غضب منه و من نظراته و طريقته الحادة معها
فضلت قاعدة مكانها و هي متضايقة و بتعيط
بعد ست ساعات
حسن دخل البيت بتعب و هو بيحرك راسه بارهاق، نادرة خرجت من الأوضة و بصتله بطرف عنيها بدون ما تتكلم، دخلت تجهز الغداء
حسن اتضايق من تجاهلها له و دخل ياخد دش، خرج بعد دقايق و هو بيظبط التيشرت
نادرة :الاكل على السفرة… انا في اوضتي لو عايز مني حاجة ناديلي..
حسن بحدة :
=و انا مش متجوزك علشان لما اجي من برا اجي اقعد لوحدي و انتي تقعدي في اوضتك.
نادرة بضيق و اختناق:
=دي مشكلتك مش مشكلتي.
حسن ضغط على سنانه بغيظ و غضب و هو خايف عليها انه ياذيها في لحظة غضب، دس ايده في جيب البنطلون و هو بيقرب منها بثبات و بهمس مخيف:
=أنا قلت كلمة بلاش تخليني اتعصب عليكي
نادرة بشراسة و هي بتقف قصاده :
=و انا مبخفش و لا هخاف منك لأن متأكدة أنك عمرك ما هتقدر تأذيني يا حسن، عمرك ما هتقدر كل ما هتفكر لحظة بس أنك تيجي عليا قلبك هيصدك الف مرة.
حسن ابتسم بحدة و قسوة :
=بلاش تعتمدي على القلب لأن دا اسمه قلب يعني في اي لحظة ممكن يتقلب عليكي
نادرة بخوف:
=أنت ليه بتتكلم كدا كأني عدوتك… كل دا علشان فكرت فيك و خوفت تفضل في الشغل من غير ما تفطر.
حسن بحدة:
=مش هتفهمي و هترجعي تقولي بحاول اتملكك، اتفضلي ادخلي اوضتك و اقفلي الباب وراكي و سيب الحزن ياخد من عمرنا اتفضلي واقفة ليه.
حسن كان هيمشي و يخرج لكن نادرة مسكته من قميصه بشراسة و غضب
=أن كنت أنت مجنون فأنا اجن منك و مش هسيبك تخرج من هنا الا لما تفهمني انا غلطت في ايه، انت مش شايف ان الموضوع تافه و لا انت مش عايزني اجيلك الورشة تاني
لو مش عايز قولي و انا مش هاجي
بس فهمني في ايه، احنا كنا كويسين الصبح انا عملت ايه ضايقك.
حسن بصراخ و غيرة عامية و عيونه بتلمع بالدموع، بيمسكها من دراعها بقوة:
=ايوة مش عايزك تيجي تاني الورشة، اقولك حاجة انا مش عايزاك تخرجي اصلا
مش عايز حد يشوفك، مش عايز حد يعجب بيكي، عارفة المنطقة اللي فيها الورشة دي منطقة عزاب و طلاب جامعة
مش عايز اخسرك و لا عايز حد ياذيكي بسببي زي الزفت اللي اسمه منير دا، انتى عارفة انا كنت خايف ازاي عليك، كنت بموت و انا في الحجز و عارف انك لوحدك في المستشفى كان نفسي اكسر الباب و اهرب و اجي احضنك و ابعدك عن عيونهم و عن شرهم….. معنديش استعداد اخسرك فاهمة معنديش استعداد…
مش تملك مش تملك بس تعبت أنا تعبت ، تعبت من احساس ان ممكن اخسرك، يمكن سبب تافه بالنسبة لك بس أنا عندي استعداد اولع في اي حد يبصلك بصه مش كويسة فاهمة…. بس هتفهمي ازاي؟!
عمرك جربي احساس تفضلي تحبي حد سنين و تدعي ربنا يكون ليكي و لما يبقى في حضنك الناس يستخسروه فيكي و يطمعوا فيه….
نادرة كانت بتعيط من الرعب اللي حست بيه، عيونه الحمراء مليانة بغضب و شراسة و لمعة دموع ، لهفته في الكلام و هو بيبصلها، ايده اللي بتضغط على دراعها، كل حاجة سيبت ليها حالة من الذعر لكن مش منه
خوف عليه…. خوف عليه!! خوف عليه من حبه ليها
حسن بصلها باستيعاب و بقوة حضنها و هو بيربت على ضهرها بحنان
=انا آسف بس مقدرتش… مقدرتش استحمل اكتر من كدا، انتي خايفة مني؟
سألها بتوتر و هدوء غريب، نادرة هزت راسها بمعنى لا و هي لسه بتعيط و دافنه وشها في صدره و حضنه بقوة
حسن :طب خالص بطلي عياط و حقك عليا بس هو محدش طلب منك تكوني حلوة اوي كدا يعني…
نادرة : يعني انت بتغير عليا عشان انا حلوة بس يعني لو شكلي كان مش كدا مكنتش
حسن بمقاطعة :
=ششش مش عايز اسمع كلام مالوش لازمة لان أنا حبيت البنت الصغيره اللي جواكي، حبيت شقاوتك و ضحكتك و روحك الحلوة اللي بتخلي اي حد عايز يقرب منك و يفتن بيكي، الرحمة حلوة يا نادرة و انتي مش رحمة قلبي
ربنا زود جمالك شوية كمان علشان يعذب قلبي في حبك كل لما يحس ان في حد غيري ممكن يحبك و تكون دعوة في صلاته.
نادرة باستغراب :
=حسن هو أنت بتحبني للدرجة دي، يعني أنت بجد بتخاف اني ابعد عنك
حسن بتعب:
=أنا مش عايز اتكلم يا نادرة، أنا جاي هلكان هدخل اريح شوية لان هنزل الورشة تاني بعد العشاء.
نادرة بسرعة:
=أنت هتنام من غير ما تاكل حاجة
حسن :
=ماليش نفسي اتعشى انتي يا نادرة.
نادرة بخبث و دلال:
=طب ممكن تتعشى معايا علشان ماكلتش و مش بعرف اكل لوحدي… ممكن
حسن بصلها و ابتسم بقلة حيلة و هي ماسكة ايده و بتاخده لحد السفرة
قعد و هي قعدت جانبه و هي بتحط له في الطبق بتاعه
نادرة بخجل و هي بتبص للأكل :
=على فكرة انا كنت زعلانة منك أنك زعقتلي بس دلوقتي لأ
حسن بخبث:
=و دا ليه بقا
نادرة بدلال و تغنج:
=يعني علشان مثالا غيران عليا و مش عايز تخسرني و دي كبيرة عندي اوي يا حسن
حسن :
=طب يارب دايما…. بس برضو مش عايزك تجي الورشة لوحدك تاني..
نادرة بدلال و خبث
:مش بتنسا خالص يا سونة
حسن :ها؟
نادرة ضحكت و هي بتبص له :سونة…
حسن بخبث:لا دا الموضوع طلع كبير
نادرة بابتسامة: طب ايه مش هناكل بقا يا حبيبي
حسن بذهول: حبيبك!
نادرة :طبعا حبيبي و جوزي عندك شك؟!
حسن :استغفر الله العظيم… أنتي مش ناوية على خير خالص يا بت انتي
نادرة :انا؟ و انا عملت ايه؟!
حسن بابتسامة و هو بيحط ايده على خده
:مش مجنني فيكي غير نظرة البراءة الخبيثة دي
نادرة بحب:
=أنا؟! جايز.. ياله بقا علشان نتعشى لأن انا واقعة من الجوع
********************
↚
بعد اسبوعين (قبل شهر رمضان بيومين)
نادرة صحيت على صوت جرس الباب، قامت بكسل لكن ملقتش حسن
=مين؟
موسى :
=دا أنا يا نادرة.
نادرة ابتسمت بنوم و هي بتفتح الباب :
=صباح الخير يا حبيبي.
موسي:صباح الخير يا كسلانة لسه صاحية
نادرة : اه والله.. جهزت الفطار لحسن و هو خرج للورشة و رجعت نمت تاني مش عارفه مالي بنام كتير الفترة دي..
موسى قاعد على الانترية و هي قعدت جانبه و حضنته بنوم
موسى بابتسامة:
=حضنك دافي اوي خليكي كدا شوية…
نادرة بابتسامة : صباح الورد يا حجيج
موسى بحب :
=صباح الجمال و السعادة و الهنا على عيونك يا حبيبتي، احكيلي بقا انتي عاملة ايه مع الواد حسن اوعي يكون بيزعلك..
نادرة :
=متقلقش عليا و الله انا كويسة جدا و فرحانة معه و الحمد لله حياتنا ماشية تمام..
موسى :ربنا يراضيكي و يجبر بخاطرك و يعملك كل اللي نفسك فيه آمين يارب
نادرة بحب:اهم الدعوتين دول بالدنيا ربنا يتقبل منك يا حبيبي
موسي:طب ما تعمليلي كوباية شاي كدا علشان اعرف اكلمك في الموضوع اللي جايلك فيه
نادرة:لا شاي ايه… انا هعملك فطار من ايدي انت اصلا شكلك هفتان كدا هي جليلة مبقتش تاكلك و لا ايه
موسى :جليلة هو فيه زيها بعتالك السلام على فكرة
نادرة:الله يسلمها…. طب بقولك ايه انا هغير و ننزل نفطر في اي مطعم احنا بقالنا كتير مخرجناش سوا بس على حسابك.
موسى :ماشي يا بكاشة و على حسابي ياله قومي غيري.
=طب معليش هحط اكل لبسبوسة الاول مش هتاخر
نادرة باست خده بسعادة و قامت حطت اكل للقطة، موسى بصلها بحب و خرج وقف في البلكونة و هي خرجت بعد شوية كانت جهزت
في مطعم فخم على البحر
نادرة كانت بتشرب النسكافية و هي بتبص لابوها
موسي: مالك بتبصيلي كدا ليه
نادرة بابتسامة حزينة:عارف يا بابا ايه اكتر حاجة مضايقني في الجواز حقيقي
موسي:ايه؟
نادرة بطيبة و حب:
=كل ما احس اني لوحدي و أنك مش معايا احس بالوحدة، عارف يا بابا أنا بحبك اوي و فخورة اني بنتك حتى خناقتنا و زعلك مني و خوفك عليا و كلامنا سوا و ضحكنا كل حاجة بتوحشني اوي.. كل ما أمشي في البيت و مسمعش صوتك احس بالخوف و الزعل
عمري ما كنت متخيلة ان بُعدك عني هيزعلني اوي كدا، عارف أنا ساعات بشتاق لقسوتك عليا رغم أنها حاجة غريبة بس أنت الحاجة الوحيدة اللي عمرها ما هتتعوض في حياتي.
موسى ابتسم برضا و هو بيمسك ايدها :
=عارفة يا نادرة ايه اكتر حاجه بحبها فيكي، أنك صريحة في مشاعرك لا تعرفي لا كدب و لا نفاق رغم انك مشاغبة شوية بس قلبك ابيض، علشان كدا جيتلك النهاردة
أنا عارف اني في الأول غصبن عليكي جوازك من حسن بس و الله العظيم عملت كدا من خوفي عليك، خوفت اسيبك لوحدك و أمشي
نادرة بسرعة:لالا بلاش الكلام السخيف دا لو سمحت و الله هسيبك و امشي يا بابا انت عارف ان الكلام دا بيضايقني
موسى :بس دا واقع كل البشر يا نادرة
نادرة بخوف :لو سمحت بطل يا بابا لو سمحت يا سيدي انا بخاف من الكلام دا ممكن متتكلمش فيه
أنت هتفضل معايا و كمان انت مش هتسبني زي ماما… مش هتسبني صح؟!
موسى بابتسامة و مرح:
=ان شاء الله يا حبيبتي بس انتي مش زعلانة مني صح؟
نادرة باستغراب :ازعل منك؟!
دا أنت لو د”بحتني يا بابا مش هزعل.. انت بتقول ايه بس، عارف يا بابا انت لو قسيت عليا في يوم فأنا ببقا واثقة و متأكدة أنك بتعمل كدا علشان مصلحتي
أنا لو زعلت من العالم كله هاجي عندك انت و بس و اترمي في حضنك مهما عملت فيا لا يمكن ازعل منك
و حاجة تانية
أنا اكتشفت من زمان أن اختيارك حسن ليا كان احسن قرار اخدته
يمكن من اول الخطوبة كل حاجة و كل كلمة كان بيقولها كانت بتثبتلي انه افضل اختيار ليا.. حسن مش زي ما بيبان يا بابا
يعني مثالا
تحس بالهيبة في مشيته و في كلامه
بحس بالجنون في غيرته و حبه ليا
زمان لما كنت بشوفه كنت بحس انه قاسي و ميعرفش يقول كلمة حلوة تطيب الخاطر
لكن دلوقتي لما بشوفه بحس اني بدوب من كل ابتسامة او كلمة.
أنا اكتشفت حاجات كتير اوي فيه، كفاية انه بار بوالدته و حنين على أخته
و كفاية خوفه و لهفته دايما عليا… اقولك حاجة
أنا كمان بحس اني بقيت ملهوفة اني اشوفه و اتكلم معه و اتخانق معه، بقيت ببتسم تلقائي لما اسمع اسمه من اي حد.
حسن جدع مع كل اللي حواليه و بيحب الناس و يتمنى لهم الخير
و فيه ميزة حلوة اوي كمان
موسى بابتسامة و سعادة: ايه هي؟
نادرة بابتسامه خجولة:
=انه شبهك…. شبهك اوي بيحب عيلته اوي و عنده استعداد يعمل اي حاجه علشان يفرحهم، و اقولك كمان هو هيبقى حاجة كبيرة في يوم من الايام لان عنده طموح و بيسعي له و انا واثقه فيه
موسى :سيدي يا سيدي دا ايه الرضا دا كله
نادرة ضحكت و هي بتشرب النسكافية و موسى حس بالراحة و انه مطمن عليها معه.
موسي:كل سنة و انتي طيبة
نادرة :و أنت طيب يا حبيبي…. عارف حسن لحد دلوقتي ماليش كل سنة و انتي طيبة و فاضل يومين على أول يوم في رمضان و انا مش راضية أوضح له… لكن لو ماليش هتبقى سنته زي الزفت.
موسى :براحة على الواد هو مش ادك…
*******************
اخر يوم في شعبان….
نادرة كانت واقفه على السلم و هي بتعلق زينة رمضان في البيت و هي متضايقة منه و هو واقف جانبها بيظبط الإضاءة
نادرة بضيق و همس:شكلها هتبقى سنة كوبية على دماغك.
حسن بجدية: نادرة ياله ادخلي انتي جهزي السحور و انا هخلص الحاجة دي.
نادرة بغيظ :حاضر
دخلت المطبخ و هي متغاظة و متضايقة لكن وقفت مستغربة و هي بتبص للبوكس الأسود الموجود على رخام المطبخ
قربت منه بسرعة و حماس لقيت محطوط عليه ورقة بلون الاسود مكتوب عليها
“يا ستي فكي التشكيرة دي… كل سنة وانتي حبيبتي و أغلى الناس على قلبي ”
نادرة حست بسعادة و هي بتحط الورقة على جنب باهتمام و بتفتح الصندوق
ابتسمت و هي شايفة مصحف كبير، طلعته بسعادة لكن اتفجت لان الصندوق فيه حاجات كتير، اتسحبت براحة تبص لحسن اللي كان مشغول. رجعت اخدت الصندوق بهدوء و دخلت أوضة النوم.
حطت المصحف باهتمام على السرير و بدأت تطلع الموجود
سجادتين صلاة لونهم أسود و بيج و عليهم ورقة
“بصي انا جبت اتنين و بما ان انتي بتحبي الألوان الفاتحة هتاخدي البيج و انا الأسود”
نادرة ابتسمت و حطيتهم على جنب، طلعت الفانوس و نفس الشي موجود عليهم ورقة
“مش عارف ايه لازمة الفانوس بس سمعت ان البنات بتفرق معاهم الحاجات دي… كل سنة و انتي طيبة”
نادرة ابتسمت بسعادة و هي بتبص لباقي محتويات الصندوق و كانت مكياج و شكولاته
فاقت من سرحانه على صوته
=كل سنة وانتي طيبة و سعيدة و معايا
نادرة بتاثر : و أنت طيب بس هو أنت ليه جبت الهدايا دي كلها.
حسن بابتسامة:
“يمكن مثالا مراتي و بدلعها براحتي
المصحف علشان بحب اسمع صوتك و انتي بتقرى قرآن، سجادة الصلاة علشان نصلي سوا و الايسدال دا عجبني، الفانوس معرفش ايه لازمته بس قولت يمكن يعجبك، أنا بقا بحب الشكولاته فجبتها لينا احنا الاتنين و المكياج علشان تحطيه في البيت بس… بس يا نادرة… كل سنة وانتي طيبة “
نادرة عيونها دمعت و حضنته :
=دا هيبقى احلى رمضان كريم… كل سنة وانت طيب”
حسن ابتسم برفق و هو بيربت على ضهرها بحنان و بهمس:
=ربنا يسعدك و يحفظك يارب يا نادرة… و يحفظك ليا دايماً
نادرة : حسن هو أنت ازاي كدا
يعني ساعات بتخوف و ساعات بحس اني مش عارفه.. اوف خالص فكك مش مهم.
حسن :بصي انا هطلع اعلق باقي الزينة اللي انتي جايبها دي و انتي لو سمحتي تعالي جهزي السحور على ما اكلم ماما ياله
نادرة بسعادة :حاضر…
حسن بأس رأسها و قام حط ايده في جيبه و خرج من الأوضة
نادرة فضلت تبص له بسعادة و بتبص للهدايا اللي ادامها بفرحة، قامت شالت قطتها و هي بتكلمها بسعادة
=مش نسي كان فاكر بس عارفة هو قالها بطريقة حلوة اوي…. هو بجد فرحني اوي في يوم زي دا
القطة كانت بتبص لها، نادرة ابتسمت و اخدتها و راحت المطبخ تجهز السحور
****دعاء احمد *****
في مطار اسكندرية
رحاب كانت واقفة منتظرة فريد و (والده) اللي خرج من المطار بهيبة و شموخ واضح انه شخصية قوية مسيطر على فريد
رحاب ابتسمت و هي بتقرب منهم و بتسلم على والده
=حمد الله على السلامة يا عمي
والده بحدة و ثقة:
=الله يسلمك يا رحاب ايه اخبار المجموعة هنا
رحاب بابتسامه عملية:
=كل حاجة ماشية زي ما حضرتك علمتنا، ممكن نتناقش في الشركة
والده:
=لا خلينا نطلع دلوقتي على الفيلا
انا راجع من برلين و معنديش دماغ افكر في ايه حاجة و بعدين الوقت اتأخر
رجاب بلباقة:
=السواق منتظرنا برا
والده :
=خلونا نمشي….
فريد و رحاب مشيوا وراه
رحاب:
=على الله تكون انبسطت في برلين يا فريد
فريد بسخرية:
=جداً…. بس خالص انا رجعت و رجعت لشركتي يعني اللعب اللي كنتي بتعمليه من ورانا دا تنسيه
رحاب بتوتر:
=شغل ايه؟ انت تقصد ايه يا فريد بيه
فريد :
=بقولك ايه الشويتين دول تعمليهم على حد تاني غيري انا يمكن كنت مسافر لكن كل واحد هنا كان تحت عيني.
رحاب بسخرية:
=كويس هينفعنا دا.
فريد ابتسم و هي بدلته الابتسامة بشر و ركبت العربية
و فريد ركب عربية تانية وراهم
والده بغضب :هو رايح فين دلوقتى؟
رحاب :
=يا عمي فريد لسه راجع و اكيد عايز يزور أصحابه… سيبه و خلينا احنا نرجع الفيلا دلوقتي
والده بحدة:
=صحابه دول صحاب سوء دا انا اخدته معايا برلين مخصوص علشان يبعد عن السهر و الشرب و يركز في مستقبل العيلة و مركزها
رحاب بابتسامة:
=متقلقش عليه فريد ذكي برضو و مش هيعمل حاجه تسوء سمعة العيلة….
والده :أنا مش مطمن يا رحاب، و بفكر اني اجوزه
رحاب : في حد معين؟
والده بطمع :
=عارفة سيف الشهابي والد مريم صاحب مجموعة الشهابي
رحاب بابتسامة :طبعا عارفة غني عن التعريف بس ايه النافع اللي هيعود على المجموعة ما هو اكيد الجوازة دي مش لله و الوطن
والده بضحكة خبيثه:
=علشان كدا بحب دماغك يا رحاب لأنك بتفكري دايما في المصلحة…
رحاب :تربيتك يا باشا….
*****دعاء احمد ****
فريد وصل بيت مازن صاحبه و قعد معه
مازن :و أنت ناوي على ايه بقا
فريد بضيق :مش عارف يا مازن أنا نادرة وحشاني اوي… تصدق لما سافرت برلين و شفت بنات كنت فاكر اني هنبسط اكتر لكن كنت بشتاق لها و طريقتها حتى غضبها يا اخي
مازن باستغراب :
=مالك يا فريد هو انت بتحبها بجد و لا ايه؟ يا عم الموضوع كله كان لعبة مش اكتر
فريد :لا يا مازن مش لعبة شكلها قلبت بجد… انا نادرة وحشاني و وحشني اهتمامها و الكلام معها و كل ما افكر انها مع اللي اسمه حسن دا بتجنن
مازن :لا انت النهاردة مش متظبط خالص يا فريد
فريد :
=وحشاني اوي يا مازن اوي…. لازم حسن يطلقها و أنا هتجوزها …
مازن بضحكة ساخرة:
=جواز ايه يا ابني أنت…. فريد اهدي كدا و ادخل نام انا النهاردة لوحدي ممكن تبات هنا عادي و فوق كدا علشان شكلك شارب حاجة.
فريد مردش و دخل أوضة و مازن فضل يبصله باستغراب…
و للحكاية باقية…
↚
الحلقة العشرين..
“نادرة جهزت السحور و حطيته على السفرة، لكن دورت على حسن مكنش موجود في الصالة و علق كل الزينة
نادرة :حسن، يا حسن… هو راح فين؟
دخلت أوضة النوم لقيته بيصلي قيام الليل، ابتسمت و هي بتدخل الأوضة، قعدت على الأرض جانبه و استنت لحد ما خلص صلاة.
نادرة : سبتني اعمل السحور و اتسرسبت تصلي لوحدك
حسن بابتسامة: بطلي لامضة يا بت
نادرة و هي بتحرك شفايفها بغيظ :
=ماشي يا سيدي قولي بقا هو أنت لما بتطول في السجود بتدعي بأيه؟
حسن بخبث:
=اشمعني؟
نادرة هزت كتفها بلامبالة :
=فضول مش أكتر أصل أنا لما بسجد مش بلقى حاجة ادعيلها أصل انا تقريبا عندي كل حاجة ممكن أكون محتاجها و أنت بتفضل ساجد وقت طويل هي دماغك مش بتوجعك
حسن مسك كف ايدها و بدأ يعد على صوابعها
= بدعي ربنا لكل اللي بحبهم و بدعي أنه يهدينا و لما نعدي بامتحانات أكون واعي و أقدر اعدي الامتحان و المحنة من غير ما ازعل اللي حواليا او اكسر بقلب حد، بدعي لابويا الله يرحمه، و بدعي بكل حاجة نفسي اعملها
نادرة بابتسامة و شغب:
=و أنت نفسك في ايه؟
حسن :
=اامم… نفسي في ايه؟!
بصي يا ستي نفسي اقدر أسعدك و احميكي، نفسي اطلع والدتي تحج السنة الجاية هي طول عمرها نفسها تحج و لما تبارك كانت بتتجوز أنا كنت ناويها بس ماما رفضت مرضتش تحملني فوق طاقة مصاريف جوازها و كدا و بعدها قالت إنها مش هترتاح الا لما اتجوز انا كمان ف دلوقتي نفسي احققها امنيتها
و نفسي يكون عندي معرض عربيات أنا بفهم في العربيات كويس اوي.
نفسي يبقى عندي مصنع كبير و اشغل فيه عمال كتير اوي و كل واحد يشتغل فيه بيته و أهله يكونوا مستورين.
حاجات كتير يا نادرة مش طمع بس
انا مؤمن ان طول ما أنت بتسعي ربنا هيجازيك خير.
نادرة ابتسمت و هي بتطبطب على ايديه باهتمام :
=روح يا حسن يا أبن دعاء اللهي يحققلك كل اللي نفسك و يجبرك قلبك.
حسن بود :اللهم آمين بس انا بقول الفجر هياذن نطلع نتسحر بكرا أول يوم.
نادرة بسرعة:
=اه ياله بسرعة انا بجوع أوي
حسن هز رأسه بيأس منها و هي قامت مسكت ايده و شدته لبرا
حسن قعد على السفرة و بدأ ياكل :
=على فكرة أنا و انتي هنفطر بكرا عند ماما
نادرة باستغراب :
=اي دا اشمعني؟
حسن:
=فرحانة مثالا أن إبنها اتجوز و نفسها تلمنا كلنا معها و هي أصرت ان اول يوم يكون عندها و كمان انا كلمت والدك و مرات ابوكي و كلنا هنفطر بكرا ان شاء الله
هو انتي متضايقه يا نادرة؟
نادرة و هي بتاكل بسرعة :
=مش عارفه الصراحة… أصل كنت فاكرة أننا هنفطر سوا و كنت بفكر هعمل ايه بكرا و كدا
بس طالما كدا بقا ممكن اروح لها من الصبح و اقضي معها اليوم و نجهز الفطار سوا.
حسن بجدية:
=ماشي ياستي الصبح انا هبقا اجي من الورشة و اوصلك في الوقت اللي انتي عايزاه.
نادرة بسرعة:
=مش لازم تتعب نفسك دا هو البيت مش بعيد يا حسن و بعدين أنا كمان محتاجة اخرج لوحدي
حسن بهدوء :
=ماشي يا نادرة.. ماشي بس لو حد ضايقك كلميني فاهمة
نادرة :ناقصة لسان أنا علشان حد يضايقني و اسكتله و بعدين ليه بتقدر البلاء قبل وقوعه و ثانيا انا اللي بعمل المشاكل مش الناس يعني لو أنت جيت هتبقا محقوق
حسن :
=كُلي يا نادرة.. كلي يا ماما….
********دعاء احمد *******
” الصبح الساعة عشرة”
نادرة خرجت من البيت و هي في طريقها لبيت حسن لكن ابتسمت بسعادة و هي شايفة نغم صاحبتها واقفة بتشتري خضار و بتفاصل مع البياعة
جريت بحماس ناحيتها و هي بتنادي عليها بصوت عالي
نغم بصتله و ابتسمت و هي بتحضنها
=وحشتيني اوي يا نادرة… اتجوزت و اختفيتي
نادرة بابتسامة:
=و أنتي كمان وحشتيني أوي قوليلي عاملة ايه و ايه اخبارك انتي و يحيي
نغم بابتسامة : بخير الحمد لله، كل سنة و أنتي طيبة..
=و انتي طيبة…
البياعة:انتم هتقضوها رغي و لا هتشتري
نادرة بضيق:
=في ايه يا ولية ما براحة و بعدين دا حتى رمضان كريم مش كدا..
البياعة:
_هو أنتي و الله ما هخلص من لسانك…
نادرة بحدة :
=كويس أنك عارفة…. و بعدين مالها الاسعار طالعة كدا ليه؟
البياعة :
=و الله سعر الخضار في الجملة غلي اوي لو سالتي عند أي حد هيقولك كدا انا ماشية زي السوق و كمان اللحمة و الفراخ غليوا…و بعدين انتي همك في ايه دا انتي بنت الحج موسى يعني الأجهزة الكهربائية هتفرق معاكي الزيادة دي في ايه؟
نادرة بتنهيدة :
=و الغلابة يعملوا ايه يا ام إبراهيم.. الراجل اللي بيشتغل باليومية يصرف على أهل بيته ازاي ياكلهم ازاي…
نغم :
=و الله على رأيك بس ربك بيرزق يا نادرة ربك مبيناسش حد.
نادرة :يارب يا نغم… ياله شوفي هتشتري ايه خلينا نمشي سوا
نغم اشترت الخضار اللي هي عايزاه و مشيت مع نادرة اللي كانت بتبص للأطفال اللي بيعلقوا الزينة في الشارع و موائد الرحمن و الشباب اللي بيرسوا الكراسي في الشارع …. كل حاجة في الشارع جميلة رغم الزحمة لكن يمكن دي كمان بتحلي الشارع المصري
نغم :سرحتي في ايه؟
نادرة :نغم انا عايزاه أسألك على حاجة بس مش هينفع هنا
نغم :طب انتي مستعجلة لو عايزاه تيجي معايا البيت نتكلم و بعدها
نادرة :
=فاضية شوية يعني
نغم :طب خالص ياله بينا..
وصلوا بيت نغم و قعدوا سوا في البلكونة
نغم :مالك بقا يا ستي سرحانة في ايه؟
نادرة بتوتر:
=نغم أنتى صاحبتي الوحيدة و عارفة كل أسراري و عارفة انك عمرك ما هتفشي سر ليا.
الموضوع له علاقة بحياتي أنا و حسن و انا محتاجة أتكلم، و كمان انتى من سني و هتفميني.
نغم بخوف :
=خوفتني عليكي… في ايه؟
حصل حاجة بينك و بين حسن؟
نادرة :
=لا… نغم بصي أنا لما اتجوزت حسن
كنت عارفة أنه الاختيار الأفضل ليا بعد ما اكتشفت ندالة فريد و كدبه
و كنت موجودة معه زي اي زوجين عاديين جدا مفيش أى مشاعر غير الأحترام
و خالص داخله العلاقة دي مش فارق معايا تنجح او لا عادي.. مجرد احساس اني اتخذلت من اختياري فقررت أمشي
وراء اختيارات بابا جايز يكون أفضل ليا
و فعلا حسيت مع الوقت أن أنا.. أني
نغم بتفهم:
=نادرة متتوتريش و اهدي….
نادرة بارتباك:
=بصي أنا خايفة ….
انا مكنتش فاكراه اني هكون فرحانة و سعيدة في العلاقة دي
أنا اكتشفت مع الوقت إني بجد عايزه حسن و عايزاه افضل في حضنه يمكن السبب دا اهتمامه بيا و اهتمامه بتفاصيل صغيرة
أنا بس مش عارفه اوصف لك اللي جوايا
بس في حاجة بقيت تتحرك جوايا… حاجة مخيفة و مشاعر غريبة
مكنتش متخيلة اني ممكن احسها في يوم
أنا بحس إني حابة قربه و حابة الكلام معه و حابة وجوده و ساعات بقعد ادامه و أنا بفضل اتفرج عليه.
عارفة لما بيكون نايم و اصحى قبله ابقى مبسوطة و انا بتفرج عليه و ساعات ببقا عايزاه ابوسه يخربيت جمال أمه
نغم ضحكت و هي بتراقب حركتها العفوية
نادرة بغيظ :
=بتضحكي ليه؟! هل دا موقف يستدعي انك تضحي انا بقولك متوترة و خايفة
نغم ببساطة :
=نادرة سيب نفسك… حسن دلوقتي جوزك
.. جوزك…
أنتي بدأتي تحبي حسن؟
نادرة بصت للشارع بحيرة :
=مش عارفة…بس أنا بقيت بخاف عليه أوي يا نغم و بقيت بحب خوفه و غيرته عليا
و بحب اهتمامه
و دا اللي مخليني مش عارفة
لأنهم بيقولوا لما تحب حد مش هتبقى عارف أنت بتحبه ليه و لو حبيته علشان سبب معين او ميزة فيه مش هيبقى حب حقيقي
نغم :
=يمكن اللي بتقوليه دا صح بس علشان نحب حد محتاجين نحس أنه مهتم و بيخاف علينا و عايز يحمينا و دا طبيعي
إنما بقا موضوع ميزة او سبب معين
اعتقد ان الميزة دي ممكن تبقا حاجة هو بيملكها يعني مثالا علشان وسيم او غني دي الأسباب اللي تخليكي تقولي أنت بتحبي الحاجات اللي بيملكها لكن الشخصية دي حاجة موجودة فيه
مش عارفة افهمك ازاي، بس أنا متأكدة أنك فعلا بتدي نفيك فرصة كويسة علشان تعيشي معه
بس نصيحة من أختك
حاولي زي ما هو بيديكي الاهتمام و الخوف و الغيرة تديله حاجة زيها
يعني أنتي كمان تهتمي بحياته و الحاجات اللي بيحبها مش بافورة علشان برضو هو ممكن يتخنق بس في حدود الطبيعي اللي هو يستحقه .
نادرة :
=بالظبط كدا هو دا اللي انا مش عارفه اعمله
بصي أنا اكتشفت انه هو بيهتم و أنا عادي انا بكون مستنية انه يهتم
يعني مثالا امبارح كنت منتظرة انه يبدأ و يقولي كل سنة و انتي طيبة مبداتهاش أنا
انا بستنى منه دا و كنت ناوية اعمل معه مشكلة لو ماليش بس اكتشفت انه بيهتم يعني جهزلي صندوق في حاجات كتير حلوة اوي و فرحني بس هو كمان اكيد بيستني اني اهتم
انا عارفة انك هتقولي ان دا موضوع تافه و ميستحقش كل التفكير دا انا بتكلم في العموم فهماني
↚
نغم :
=فهماكي يا نادرة… عيونك بتقول أنك ملهوفة أنك تفرحيه زي ما هو بيفرحك بأقل التفاصيل .
نادرة هزت رأسها بأه
نغم بجدية:
=سيبي نفسك يا نادرة… سيبي نفسك للغمرة اللي انتي حاسه بيها
سيبي نفسك و حبيه لأن انتي من جواكي عايزاه تعملي دا بس مش عارفه ازاي
بس على فكرة الحب ابسط من كدا بكتير
نادرة :تفتكري؟!
نغم :افتكر
نادرة :انا لازم أمشي دلوقتي هكلمك تاني
نغم :اوكية سلام
نادرة:سلام
نغم لنفسها:
=و الله البت دي هبلة متعرفش أنها بالطريقة دي اصلا حبيته و نظرة عنيها دي كفيلة ان هو كمان يقع في حبها…
*****************
بعد عدة ساعات
نادرة كانت واقفة في المطبخ مع دعاء اللي بتتكلم باستمرار عن طفولة حسن
نادرة كانت بتسمعها و هي بتضحك
دعاء :اه و الله زي ما بقولك كدا الواد دا غلبني
نادرة بضحك:
=و الله انتي القاعدة معاكي بالدنيا الواحد محسش بالوقت و حسن طلع مسخرة و هو صغير
دعاء بحب:
=بس طيب و الله و بيحبك اساليني انا
نادرة بابتسامة
:عارفه بس قوليلي بقا أنتي ازاي بتعملي خلطة المحشي ريحته حلوة اوي أنا جوعت من الريحة
تبارك بمرح و هي قاعدة على سفرة المطبخ بتحشي كرنب:
=هي ماما كدا عليها وصفات تجوعك من الريحة تصدقي انا بحاول اتعلم منها مش عارفة اه بعمل بنفس الخطوات لكن مش نفس الريحة و الجمال، هما ستات زمان دول عليهم نفس حلو في الأكل
اكيد والدتك كمان كانت بتعمل أكل حلو اوي
دعاء بصت لبنتها بغضب و نادرة سكتت
دعاء :تبارك متقصدش يا نادرة متخديش على كلامها
نادرة بابتسامة :
=لا عادي…. بس أنا معرفش لو كانت أمي بتعرف تطبخ و لا لاء مش فاكرة كنت صغيرة
تبارك بحزن :
=حقك عليا و الله مقصدش
نادرة بتهرب :
=مفيش حاجة… ها بقا قوليلي يا دودو بتعملي الخلطة ازاي؟
دعاء ابتسمت بود و هي بتشرحلها بهدوء و حب
نادرة : هو الأكل دا مش كتير أوي…
دعاء :لا لا كتير و لا حاجة و بعدين احنا صايمين و كمان أنتي محتاجة تغذية يا نادرة
نادرة؛ مش اوي يعني و بعدين انا باكل كويس بس مش بيبان عليا.
دعاء :برضو محتاجة تغذية
تبارك؛ مش هتسلكي معها صدقيني..
نادرة ابتسمت و قامت جهزت العصير
بعد وقت طويل
السفرة كانت جاهزة، المغرب على وشك يأذن
نادرة فضلت تبص من البلكونة و هي مستنياه، جرس الباب رن و تبارك فتحت الباب
جليلة :السلام عليكم… ازايك يا حبيبتي
تبارك بابتسامة:بخير الحمد لله…. اتفضلوا
موسي:ايه دا حسن مش هنا و لا ايه..
تبارك :زمان بيقفل الورشة و جاي اتفضلوا
نادرة سلمت عليهم و قعدت جانب أبوها
****************
حسن وصل بيته ركن الموتسكل و طلع بسرعة جدا لشقته، دخل البيت مكنتش موجوده، دخل أوضة النوم و هو عايز ياخد دش بسرعة
لقى هدومه على السرير مكوية و عليها ورقة بنفسي الطريقة بتاعته
=هستناك مش هفطر الا لما تيجي
.. ابتسم و هو ماسك الورقة
دخل ياخد دش بسرعة و طلع لبس هدومه لكن سمع اذان المغرب جاي من المسجد.
خرج من البيت و طلع على بيت والدته
في بين الصياد
كلهم كانوا بيفطروا و نادرة قاعدة جانبهم مش بتاكل
جليلة :اكسري صيامك يا نادرة…. مالك؟
نادرة؛ ها؟! انا كويسة مفيش حاجة بس…
في الوقت دا دخل حسن بسرعة
=السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته…
=معليش اتاخرت عليكم يا جماعة
موسى؛
=لا سلام على طعام ياله اقعد
حسن ابتسم و قعد جانبها… نادرة بصتله و غمزت له بمرح و بهمس
=حلو القميص دا عليك بعرف اختار…
حسن :
=سمي الله و افطري يا نادرة ياله
دعاء :خدي يا نادرة أنتي ماخدتش منابك
نادرة :
=أنا مش بحب البط
دعاء :يارب طب دقيقتين بس و اطلعلك حمامتين احمرهم
نادرة بسرعة؛ لا لا حمام ايه و بعدين الاكل كتير اوي و انا باكل اهوه
دعاء بسرعة؛ طب اعملك بانية… قولي نفسك في اي و انا هعملهولك على طول
نادرة :
=طب و الله ما قادرة أنا باكل اهوه و الأكل حلو اوي متتعبيش نفسك.
دعاء :طب ليه مقولتليش و احنا بنجهز الاكل
نادرة بابتسامة:
=و الله مالوش لازمه و بعدين أنتي عايزاه تتعبي نفسك و خالص
موسى بضحك:
=هي كدا طول عمرها مغلبانا
نادرة بدلال:أنا برضو… دا انا عسل
حسن بهمس؛
=طب نتلم بقا يا عسل ها نتلم
نادرة بدلال : و انا عملت حاجة
حسن بغيظ:
=جوز اختي قاعد يا نادرة فياريت يا حبيبتي تعملي حساب انه مش قريبك مثالا.
جليلة بصتلهم و ضحكت و هي بتاكل و حاسه بسعادة
دعاء :و الله اللمة دي بالدنيا…. سبحان الله رمضان بيجي علشان يجمعنا و يفرحنا
تبارك:عندك حق و الله يا ماما البركة في الشهر دا غير.
حسن ابتسم و هو بيبص لهم كلهم و بيحمد ربنا
بعد مدة
نادرة كانت واقفة مع تبارك في المطبخ و هي بتحط الكنافة في الأطباق و تبارك بتغسل المواعين
نادرة : هو ازاي هياكلوا حلو دلوقتي دا انا بطني مش قادرة خالص أمك كانت بتزغطني يا تبارك كل دا علشان ماكلتش بط
انا محتاجة كيسين فورا بعد كل الاكل دا
تبارك بمرح:
=هي كدا تحب تاكل الكل انتي فكرك هتسيبك كدا دا و انتي ماشية هتحطلك الاكل دا و تعبيهولك في اطباق ليكي انتي وحسن
نادرة:لا انا مش قادرة خالص دا اكل معمول بالسمن البلدي دا انا كدا هتخن اوي
تبارك :ما هو دا اللي امي عايزاه..انا لولا اني بعرف اظبط نفسي في الأكل كان زماني دلوقتي تخنت اوي اصل بصراحة نفسها حلو اوي في الأكل و الحلويات
نادرة:طب انا هطلع الحاجة دي و انتي تعالي بسرعة علشان نقعد معاهم دول مشاغلين مسلسل كوميدي… تعرفي انا اكتشفت حقيقي ان انا كنت محتاجة اللمة دي، و كلنا نقعد هنا مع بعض بجد حاجة حلوة اوي.
تبارك بابتسامة:
=انتي طيبة اوي على فكرة….
نادرة ابتسمت و خرجت و هي شايلة الصنية عليها الأطباق
حسن اخدها منها و حط لكل واحد طبق ادامه و هي قعدت جانبه… عدي الوقت و كلهم مشغولين بالمسلسل، حسن بص لنادرة اللي نامت و ساندة على كتفه.
حسن :نادرة… قومي يا حبيبي
نادرة بنوم :سبني يا حسن شوية…
دعاء :هي نامت… دخلها اوضتك يا حسن
حسن قام و قومها معه و دخل اوضته القديمة و هي نامت بدون وعي.
******************
↚
في اليوم التاني بعد صلاة العصر
حسن و عامر كانوا في الورشة و حسن مستغرب عامر اللي باين انه متوتر و عايز يقول حاجة
حسن كان تحت العربية بيصلح حاجة و عامر واقف جانبه
حسن : هات مفتاح عشرة
عامر مردش و باين انه سرحان….
حسن بحدة:مفتاح عشرة….
عامر :ها؟
حسن طلع و هو بيبصله بحدة و غيظ:
=مالك يا ابني لا عارف تشتغل و لا عايز تقول مالك أنجز أنا خلقي ضيق و الواحد صايم…
عامر :
=و لا حاجة يا حسن بس في موضوع شاغل عقلي
حسن :موضوع ايه؟
عامر : لا دا موضوع طويل و محتاج قاعدة طويلة و تفكير كتير علشان لو ظبط هنتنقل ناقلة تانية خالص بس المشكلة ان في حيتان كتير هيقفوا لينا في الزور.
حسن بارتياب :مش مرتاحلك يا عامر مش مرتاح لك بس وماله بليل ابقى عدي عليا في البيت بس دلوقتي خلينا نخلص العربية دي علشان صاحبها هيجي بكرا يستلمها
عامر :
=ماشي يا كبير….
حسن :طب بقولك ايه ما تيجي تفطر معايا النهاردة انت و عم عبد الرحمن
عامر بابتسامه :
=بلاش يا عم و بعدين البنات مش بيحبوا المفاجأت دي و المغرب قرب يأذن يعني لو قلت لمراتك دلوقتي أنك عازمني علي الفطار هتضايق و هتعمل منك كفته.
حسن بابتسامه خبيثة؛
=عيب عليك اخوك مسيطر…
عامر :
=ماشي يا عم المسيطر، بس خليها يوم تاني لسه الشهرة في أوله.
حسن :و الله الأيام الحلوة بتعدي بسرعة.
عامر:
_على رأيك….
في بيت حسن و نادرة
كانت بتعمل القطايف و هي بتتكلم مع مرجانة في الموبيل
نادرة : بقولك ايه صحيح هي نوال أخبارها ايه
مرجانة بحزن : أنا كنت عندها امبارح انا و ماما باين عليها أنها مش كويسة يا نادرة من ساعة ما نزلت الجنين و هي زعلانة و ساكته بس اقولك حاجة نوال ربنا رزقها براجل محترم اه و الله ماهر دا طيب و ابن حلال بس هي اللي مناخيرها في السماء و هتضيعه بطريقتها دي.
نادرة بتنهيدة:
=ربنا يهديها و يرزقها الذرية الصالحة
مرجانة:يارب و عقبال ما افرح بيكي أنتي كمان.
نادرة بسرعة:
=لسه بدري يا بنتي و بعدين أنا و حسن مبقلناش شهرين متجوزين لسه بدري اوي
مرجانة: يعني بذمتك مش نفسك تبقى مامي…
نادرة بابتسامة؛
=اكيد نفسي بس لسه بدري
مرجانة:
=ربنا يرزقك يا حبيبتي بولد زي القمر زيك
نادرة بتذمر :أنا عايزاه بنوته..
مرجانة:
=اللي ربنا بيجيبه كله حلو وصدقيني ساعة لما بتحسي بيه جواكي و اول لما بتلمسيه حب الدنيا كله بيبقى في قلبك له سبحان الله انا اول ما حملت في مالك ابني كنت خايفة و متوترة لكن اول مرة حضنته بعد ما اتولد حسيت بحاجة غريبة بتتحرك جوايا و الفرحة مكنتش سيعاني
نادرة: صحيح هو عامل ايه حبيب خالته
مرجانة :الحمد لله نايم دا بيغلبني طول النهار يا نادرة ما صدقت نام علشان اقوم احضر الفطار
نادرة بضحك :انا معملتش أكل
امبارح نمت في البيت و اتسحرت مع حماتي و انا جاية الصبح مرضتش تخليني امشي الا لما عبتلي اكل كتير اوي يا مرجانة
مرجانة:نفسها حلو اوي في الأكل الصراحة و لا عليها ورق عنب بينزل على قلبي
نادرة:
= عارفة دا أنا كان هيجرالي حاجة من كتر الأكل اللي اكلته اكلتي كتير اوي
مرجانة بخبث:
=عايزاك تربربي كدا علشان تعرفي تدلعي إبنها.
نادرة بحدة:
=اتلمي يا جزمه احنا في رمضان مش عايزاه اقل أدبي عليكي
مرجانة بحب اخوي :
=ماشي يا ست نادرة بس قوليلي انتي بتعملي ايه
نادرة :كنت بعمل قطايف و هطلع الاكل من التلاجة علشان يبرد و اسخنه في الميكرويف بس شوية كدا…. اقولك حاجه با مرجانة بجد
انا حاسة بحاجة حلوة
امبارح لما كنت مع حماتي و تبارك و احنا بنجهز الاكل و العصير و الحلويات و البصه في الشارع و الشباب بيجهزوا موا د الرحمن و بتاع العصير اللي بيبقى واقف في الشارع،
و الشباب اللي بيفرقَوا تمر على أذان المغرب و القهوجي اللي بيرش ماية في الشارع
و لمتنا كلنا على الفطار،
و انا بطلع الحلو و شايفه كلهم قاعدين بيضحكوا و يهزورا و حسن فرحان معاهم
حسيت ان في جزء من روحي بيتداوء… حسيت ان في حاجة كانت ناقصة و رمضان لما جيه كملها
حست و كأن ربنا بيطبطب على قلوبنا بلمتنا و بالفرحة اللي بترجع لنا العيلة تتلم، اقولك أنا كنت فرحانة اوي و لما نمت على كتف على حسن و محستش بالوقت عارفة دا كله خلني اقول الف حمد و الف شكر لك يارب
إحنا حقيقي بنحتاج العيلة و الدف
مرجانة بابتسامة:
=و الله عندك حق يا نادرة رمضان كريم أوي
انا بعمل هريسة من اللي انتي بتحبيه هبعتلك طبق
نادرة :
= بتعملي هريسة من ورايا يا خاينة
مرجانة بضحك:
=و الله عاملة حسابك أنتي و حسن…
نادرة:خلاص ابعتيها بس بلاش الشربات بتاعها يبقى كتير
مرجانة:حاضر يا ست نادرة تومريني بحاجة تانية.
نادرة:لا شكراً ياله مع السلامة.
مرجانة:سلام يا حبي.
نادرة قفلت الموبيل و طلعت الأكل من التلاجة و شالت ورق الفويل من عليه.
لكن سمعت صوت الباب بيتفتح استغربت و هي شايف حسن داخل
حسن :
=السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنت جيت بدري النهاردة
حسن :
=مفيش حاجة بس عايز اريح ساعتين قبل المغرب و حاسس إني مش قادر
نادرة بخوف :
=مالك؟
حسن :
=متقلقيش شوية تعب عادي من الشغل في الورشة.
نادرة:
=طب انا هجهزلك الحمام….
حسن هز راسه و هي سابته و دخلت تجهز له الحمام
بعد مدة
نادرة خرجت من الأوضة و طفت النور و سابته ينام، سمعت صوت الجرس بيرن
فتحت الباب و ابتسمت و هي شايفة هنا بنت اخو يحيى زوج مرجانة
هنا؛ ابلة نادرة…. مرات عمي بعتالك الطبق دا و بتقولك عملتها زي ما بتحبي
نادرة اخدت منها الطبق و ابتسمت بود:
=طب تعالي يا هنا ادخلي يا حبيبتي….
هنا دخلت و قعدت على الكرسي لحد ما خرجت نادرة من المطبخ
=انتي صايمة؟
هنا بابتسامة بريئة:
=انا صومت النهاردة لحد العصر و بعد كدا لما جوعت أكلت.
نادرة :
=دا انتي شطورة خالص… بس السنة. الجاية ان شاء الله هتصومي اليوم كله
هنا بحب:ايوة…. هي فين القطة بتاعتك أنا قلت لماما اني هلعب معاكي شوية ممكن العب معها.
نادرة بتذمر:
=بس دي قطتي أنا
هنا بابتسامه مرحة:
=هلعب شوية صغيرين اد كدهوه
نادرة :اامم… ماشي بس بشرط
هنا:
=مش معايا فلوس
نادرة بمرح:
=هو انا هاخد فلوس منك انتي يا زقرده…لا الشرط أنك مش تعملي صوت علشان اونكل حسن نايم جو ماشي
هنا بحماس:
=حاضر حاضر مش هعمل صوت خالص
نادرة ابتسمت و هي بتدخل الصالون لقيت قطتها نايمة اخدتها براحة و خرجت
نادرة: اهية يا ستي….
هنا صقفت بسعادة و هي بتقعد على الأرض جانب القطة و بتلعب معها
نادرة ابتسمت بحنان و هي بتبصلها و اتمنت لو عندها بنت جميلة زي هنا.
دخلت جهزت الأكل…. عدي وقت و هي قاعدة مع هنا و بتلعب معها و بعدها قامت وضبت السفرة… حسن خرج من الأوضة و ابتسم و هو شايف نادرة قاعدة بتاكل هنا اللي شايلة القطة على رجليها.
=ايه دا انتم بتلعبوا من غيري
هنا بطفولية :
=تعال العب معانا …
حسن قعد جاانبهم و شال هنا على رجليه
=ايه القمر دا يا ناس
هنا بابتسامة طفولية خجولة:
=انا قمر
حسن :
=طبعاً…
هنا :
=بس ماما بتقول اني مزعجة علشان بقعد العب كتير في البيت و هي بتزعق ليا
و تيتة بتقولها اني مش هسكت الا لما تجيب ليا نونو العب معه…. بس هي مش عايزاة
بس انا عايزاه هات ليا واحد العب معه
حسن ضحك بسعادة و بهمس:
=حاضر يا قمري بس هو هيتاخر شوية
هنا:ليه؟
حسن :
=اامم… هم بيتاخروا على ما يجيوا يا ستي علشان لما يجيوا نبقى كلنا فرحانين بيهم
هنا:بس أنا عايزاه دلوقتي… هو انا ممكن اخد بسبوسة لحد ما تجيب نونو ليا.
حسن بص لنادرة اللي اتكلمت بغيرة و طفولية
=لا دي بتاعتي أنا.
هنا بحزن؛
=هنلعب معها سوا
نادرة بعند :لا
هنا:
= خلاص هابقى اجيلك العب معاكي بس تديهالي شوية صغنين لما اجي.
نادرة بتفكير:
=اذا كان كدا ماشي
حسن ضحك و هو بيبصلهم لكن كلهم فاقوا على صوت اذان المغرب.
نادرة :
=الله أكبر الله أعظم…
حسن قام و هو شايل هنا و قعدوا كلهم على السفرة.
هنا بخوف:
=أنا لأزم أمشي ماما هتزعق لي
حسن :
=طب استني نفطر سوا و انا هوصلك لحد البيت.
هنا:
=يعني مش هخليها تزعق لي
حسن:
=لا ياله افتحي بوقك
هنا ضحكت بسعادة و حسن بياكلها و نادرة بتتفرج عليهم بحب
لحد ما جرس الباب رن و كانت والدة هنا
حسن قام فتح الباب
مروة بخوف؛
=السلام عليكم… بقولك يا استاذ حسن هي هنا موجودة خرجت من الساعة أربعة و قالتلي انها هتيجي هنا و مرجعتش لحد دلوقتي
حسن بجدية:
↚
=هنا جو كانت قعدت تلعب مع نادرة و انا اصريت انها تفطر معانا و كنت هجيبها
مروة :طب الحمد لله انا كنت خايفة عليها و برن على نادرة موبيلها مشغول
هنا من وراهم:
=أنا كنت جاية بس عمو حسن هو اللي قالي
مروة ابتسمت و هي بتشلها :
=دوختيني عليكي….
نادرة :معليش يا مروة قعدت تلعب معايا و الوقت جري
مروة:و لا يهمك انا لازم أمشى فوتك بعافية
نادرة بسرعة:لا طبعا مينفعش تمشي من غير ما تشربي حاجة
مروة:
=معليش بس اكمن محمد في البيت لوحده و لو احتاج حاجة و ملقنيش بيتوه
نادرة:طب استني خمس دقايق و جايلك
دخلت الشقة و رجعت بعد شوية و هي معها
شنطتين
=دا لمرجانة و دا ليكي
مروة :ايه دا؟
نادرة :و لا حاجة شوية حلويات كنافة على قطايف
مروة بابتسامه :ماشي يا ستي كل سنة و انتي طيبة و بكرا انا عليا الحلو…
نادرة بابتسامة:
=ابقى عدي انتي بس و هاتي هنا معاكي
مروة:ان شاء الله مع السلامة…
نادرة:الله يسلمك…..
قفلت الباب وراها و دخلت المطبخ اخدت طبق الهريسة اللي مرجانة بعتته ليها و طلعت
حسن :ايه الأطباق اللي خارجة و جاية دي
نادرة:
=مرجانة كانت بتعمل هريسة يا سيدي و عارفه اني بحبها فبعتتلي طبق فمكنش ينفع تمشي ايدها فاضية فحطيت ليها كنافة و قطايف كنت عملهم.
حسن بابتسامة:
=انتي بتحبي الهريسة.
نادرة بسعادة
=بدوب فيها
حسن عض على شفايفه بغيظ و بهمس :
=و الله انا هيجرالي حاجة من حركاتك دي و لسه الشهر في أوله.
نادرة بخبث :
=و انا عملت حاجة يا سونسون…
حسن:
= و كمان سونسون… أموت وافهم انتي ليه بتختاري الأوقات الغلط علشان تعملي الحاجة الصح… هو انا مبصعبش عليكي؟
نادرة بابتسامة:
=شوية يعني…
قاطعهم صوت موبايلها و هو بيرن قامت تجيبه و قعدت جانبه و لقها سكتت و هي بتبص للرقم
حسن:مالك؟
نادرة :برايفت نمبر…
حسن بجدية : هاتي هرد أنا
نادرة اديتله الموبيل و هو رد بحدة:
=مين معايا….
فريد قفل الخط بسرعة بغضب و هو متضايق أن هو اللي رد….
حسن مسك الموبيل بارتياب و حدة
نادرة :مين؟
حسن:قفل أول ما كلمته…. دعاء احمد
نادرة بلامبالة :
=ممكن حد بيعاكس و لما سمع صوتك قفل… انا هشيل الأكل.
حسن قام من على السفرة و هو ماسك الموبيل، قعد على الانترية و هو حاسس أنه مش مرتاح لكن حط الموبيل على جنب و هو بيشغل شاشة العرض
نادرة خرجت من المطبخ قعدت جانبه و هي بتقلب على قنوات الكرتون
حسن: تيجي نخرج….
نادرة:هنعمل ايه؟
حسن: نتجنن… ياله قومي البسي و خالي في علمك هيكون في حركة كتير
نادرة :نتجنن؟! ازاي
حسن :قومي البسي ياله بس
نادرة:هوا….
نادرة جهزت و هو لابس تيشرت نص كم و بنطلون جينز ازرق داكن
نزل من البيت و ركب الموتسكل و هي وراه
وصل مدينة الملاهي بعد نص ساعة نادرة نزلت و هي مبسوطه و فرحانة
حسن:
=ايه رأيك؟
نادرة بسعادة و هي ماسكة في ايده بقوة :
=تعرف بقالي اد ايه مروحتش الملاهي من زمان اوي
حسن بابتسامة :
=طب نبدأ بأيه..
نادرة بسرعة و هي بتشد ايده
=قطار الموت…..
حسن بصلها بذهول و هي مسبتش له فرصة و هي بتمشي معه بسرعة
عدي وقت طويل جداً و هم بيضحكوا بطريقة هسترية و بيصرخوا من السرعة
حسن كان ماشي مع نادرة و هو حاطط ايده على كتفها و هو دايخ
نادرة ضحكت و هي بتبص له
حسن :أنا غلطان إني جبتك هنا…. انا كان أخرى العربيات المتصدمه أنا هيغمي عليا
نادرة بحماس :
=لا بالله عليك فوق كدا خلينا نعمل دور تاني بالله عليك مرة كمان و احنا في الهواء كدا و السرعة دي….
حسن :
=تعالي الاول نشرب أي حاجة و نقعد و بعدين نبقا نكمل اللي انتي عايزاه دا
نادرة ببراءة و حماس :عايزاه كاندي…
حسن لنفسه:
=أنا هيجرالي حاجة من برائتها دي…
حسن:و انا عايز عصير ياله بينا..
نادرة كانت بتصور فيديو ليهم و هم بيلعبوا و بيضحكوا و صور و هو دايخ
بصتله و قربت منه باست خده و هي بتصور ليهم صور كتير و حسن محاوط خصرها بحب و بيضحك.
نادرة بهمس :شكراً على كل حاجة حلوة بتعملها علشان تخليني فرحانة
حسن غمز لها بحب و هو ماسك ايدها
عامر كان بيرن عليه لكن حسن مردش و هو واقف أدام باب شقته.
******************
تاني يوم على القهوة
حسن شد كرسي و قعد و ادامه عامر
حسن :ها يا عم في ايه علشان زهقتني
عامر :ما انا مش عارف اشوفك جيتلك البيت امبارح و ملقتكش رنيت عليك و مردتش
حسن:كنت مشغولة في حاجة مهمة… المهم في إيه
عامر :
=بص بقا و ركز معايا يا كبير… عارف اللواء كمال النعماني الراجل اللي عنده تلات مراكب في المرسا …
حسن بصله و ضيق ما بين حاجبيه باستغراب
= اللواء كمال النعماني… اسمع عنه لكن معرفوش عنده تلات مراكب نقل في المرسا اعتقد لو قرر يبيعهم هتتباع خردة و تتقطع بس كل واحدة بمبلغ و قدره
عامر :كويس اوي أنك معايا على الخط، شوف اللواء ناوي يبيع المراكب التلاتة بالجملة
حسن بتفكير :
=ممكن يوصلوا مية و تمانين مليون جنية دا بحق السمسرة و نصيب الوسيط… المراكب دي كبيرة.
عامر :طب احنا عندنا زبون و عايزين نوصله بالوسيط و أنت بتفهم في شغل السمسرة و لو الموضوع تم هنطلع منه بعشرة خمستاشر مليون جنية لينا احنا الاتنين…
حسن بجدية:لا براحة كدا و فهمني انت بترمي على ايه..
عامر :
=بص يا سيدي من اسبوعين كدا كنت قاعد مع ظابط و اتكلم عن المراكب دي
و قالي ان في حد بيقف في البيعة لان في حد تاني عايز يشتري بس بسعر رخص التراب علشان كدا أي حد يسأل عن المراكب في البحرية يقولهم ان في ورق كتير متعطل و ان المراكب دي فيها مشاكل اصل و المشتري يهرب
حسن :و مين اللي بيوقف البيعة دي
عامر: اللي عرفته ان في حد دافع رشوة كبيرة
و الشخص دا يبقى طه الأسيوطي أبو فريد الاسيوطي
حسن ابتسم بسخرية و هو بيرجع ضهره على الكرسي و بيحط رجل على رجل
=دي العيلة الكريمة كلها نصابين بقا
عامر:
=انا بقا عارف خواجة إيطالي عايز يشتري المراكب دي و مصمم لان عنده خبراء متأكدين ان المراكب دي تستاهل اكتر بكتير من الرقم اللي طه الأسيوطي عارضه
انت متخيل من متين و تمانين مليون جنية لستين مليون بس
حسن :سرقة عيني عينك… دعاء احمد
عامر:حاجة زي كدا… المهم الوسيط المالي بتاع اللواء كمال تقريبا كدا مطبخها مع طه الأسيوطي و هيطلع منه بمصلحة و تقريبا عامل لعبة على اللواء كمال…
حسن :طب و انت عايز إيه دول كدا هياكلوها سوا
عامر:
اللواء كمال إبنه الوحيد توفي من سنة و هو عايز يبيع المراكب و هيسافر تقريبا و ناوي يبعد عن مصر و واضح انه مش مهتم بحاجة غير انه يخلص من اي حاجة هتربطه بالبلد، دلوقتي احنا لو وصلنا للمالك من غير ما الوسيط يعرف و وصلناه بالمشتري هو هيكسب و احنا كمان هنكسب كتير اوي يا ابو علي كتير اوي هنتنقل ناقلة تانية يا حسن
و نسيبنا بقا من المنطقة دي و أنت هتفتح المعرض اللي بتحلم بيه…
حسن سكت و هو بيبصله
عامر بسرعة:قول حاجة يا شقيق… فكر في حياتك و نادرة و حياتك لو عرفنا نكسب المصلحة لصفنا
حسن :أنت عرفت المشتري منين؟
عامر : الخواجة نيكولاس من إيطاليا عايش في مصر من أكتر من عشرين سنة تقريباً و عنده مصنع متخصص في الحاجات دي و تقطيع المراكب
أنا اتعرفت عليه زمان و هو اللي كلمني من القاهرة و قال انه عايزني اعرف كل حاجة بخصوص بيع المراكب و هو هيجي اسكندرية كمان شهر اتنين و هيبعت المحامي قبلها
حسن :
=الموضوع دا كبير يا عامر و أنت بنفسك قلت في حيتان عايزين المراكب دي و احنا هنبقا بنقف في وش الريح و أنت عارف ان طه الأسيوطي سككه كلها شمال.
عامر :
=بس أنت كمان مش سهل و ذكي يا حسن و بتفهم في الحاجات دي اكتر مني فكر فيها يا حسن احنا من حقنا نقب على وش الدنيا يا جدع… فكر في حياتنا اللي هتتغير بمية و تمانين درجة لو تم
حسن:
=المشكلة انهم مطبخين الموضوع سوا علشان ياخدها بأقل من نص تمنها… سيبها على الله يا عامر و خليني افكر فيها الأول لان الموضوع دا مش هيعدي بسهولة كدا.
عامر:
=ماشي يا أبو علي فكر فيها براحة و قولي وصلت لأيه…
حسن بصله و سكت و هو ميعرفش اللي مستخبي له بعد اللحظة دي
في بيت حسن
نادرة كانت قاعدة بتتفرج على الصور اللي اتصورها سوا امبارح و هي مبسوطة و نفسها تعمل حاجة له تخليه هو كمان فرحان لكن مش عارفه ازاي
جالها اشعار على الماسنجر برسالة من من اكونت بأسم “سا”رة “كانت وفقت على صدقتها من مدة
دخلت ماسنجر بدون اهتمام لحد ما شافت رسالة
” نادرة أنا فريد و قسما بالله لو عملتي بلوك هبعت لجوزك الرسايل القديمة اللي بينا “
نادرة حست بالد’م بينسحب من جسمها و ايدها بتترعش من الخوف و هي بتبعت له رسالة
” أنت عايز ايه و رسايل ايه اللي بتتكلم عنها”
جالها الرد بعد لحظات عبارة عن ريكوردات قديمة ليها و اسكرينات لمحادثات بينهم
” الرسايل دي يا قلبي… فاكره و لا حبيب القلب نساكي انا كنت بالنسبة لك ايه… لو مش عايزه فضيحة هوديني علشان انا مجنون و مش هسيبك كدا بالساهل..لازم نتقابل في المكان اللي أنا احدده و صدقيني لو مجتيش هتندمي لان عندي حاجات تانية انقح من الاسكرينات دي”
نادرة شافت الرسالة و حست انها هتفقد الوعي من الخوف و أنها ممكن تخسر حسن
نهاية الفصل…. دعاء احمد
↚
حسن كان قاعد على السفرة و هو بيبص لنادرة اللي قاعدة جانبه و هي بصه في طبقها و مش بتاكل.
حسن :
=نادرة….
نادرة رفعت رأسها و بصتله بملامح خالية من اي مشاعر و عيونها حمراء
حسن باستغراب و خوف و هو بيحط ايده على دماغها :
=مالك؟ أنتي كويسة….
نادرة بهدوء:
=اه الحمد لله بس مش قادرة أكل
حسن :
=طب خلينا نروح لدكتورة أنتي ماكلتيش حاجة و كنتي صايمة و شكلك ميطمنش.
نادرة بسرعة:
=لا أنا كويسة… بس مش قادرة أكل يا حسن بجد مش قادرة و لا ليا نفس و بعدين بطني بتوجعني… هدخل أعمل اي حاجة دافية
حسن :
=خليكي انتي و أنا هدخل اعملك…
نادرة :لا كمل فطارك انا هقوم و بعدين أنا كويسة
حسن بجدية حانية:
=ياريت تبطلي تقوحي ادامي…. و بعدين أنا الحمد لله فطرت….
قام دخل المطبخ و هي فضلت تبص له بارتباك و هي بتفكر في محادثتها مع فريد، متوترة أنه يعمل حاجة تاذيها و في نفس الوقت حاسة أنها مغلطتش
لأن الاسكرينات عادية يمكن كان كلام عابر
لما بتطمن عليه و كلامه عن نفسه و انه بيحبها لكن هل حسن هيتقبل الموضوع لما تحكي له و لا لأ…..
و ايه اللي ممكن فريد يعمل
و اللي ممكن حسن نفسه يعمله لما يعرف أنها كانت عارفة أن فريد هو السبب في حادثه سرقة البضاعة و محاولة قت”له و كمان أن فريد له يد في حر”ق بيته زي ما فريد نفسه حكالها.
غمضت عينها بتعب من أفكارها و هي عارفة أن الموضوع مش هيعدي بالساهل كدا.
فاقت من شرودها و هي شايفه حسن خارج من المطبخ، حط ادامها المج
=ينسون دافي…..
نادرة بارهاق :
=أنا عايزه اتكلم معاك يا حسن….
حسن :
=حاضر بس لو سمحتي اشربي الينسون الأول و أهدى علشان شكلك ميطمنش
نادرة بصتله و سكتت و هو شال الأكل دخله المطبخ.
نادرة قامت راحت الصالون قعدت على الانترية و هي ماسكه المج
حسن جيه بعد دقايق و حط عليها اللحاف، نادرة بصتله و هو بيمسك ريمود التلفزيون و قعد جانبها.
كانت حاسه انها مش قادرة تتكلم، سندت رأسها على كتفه و هو حاوطها بدراعه و بيقلب القنوات
نادرة اندست في حضنه بحزن و أحساس بالأمان.
حسن:نادرة أنتي متأكدة أنك كويسة؟
نادرة:مش عارفه و مش مهم بس خليني في حضنك محتاجة أفضل كدا لو سمحت.
حسن حس انه مستغرب طريقتها و ضمها بقوة له و هي غمضت عنيها بتعب من التفكير.
عدي وقت طويل و هي ساكتة و نفسها تعيط و هي بتقرب منه أكتر
حسن فضل جانبها لحد ما حس أنها نامت
بصلها و ابتسم و هو بيبعد شعرها اللي بيخبي ملامحها اللي بيحبها، غمض عينه و فضل ساكت لحد ما نام هو كمان من غير ما يحس و التلفزيون شغال.
و كأن القلب كُتب عليه الشقاء، و كأن القدر لا يريد أن يبتسم لهم و كأنه يريد اختبارهم
ليطوف عليهم بتلك اللمسات الحزينة و التي تغمرها الدف الغير عادي.
بعد وقت طويل
نادرة فتحت عينها ببطئ على ضوء الشمس حست بارهاق و هي بتقوم، بصت حواليها لكن ملقتش حسن
اخدت موبايلها تشوف الساعة لكن استغربت لان الساعة احداشر قبل الضهر
=معقول أنا نمت كل دا اه يا دماغي…..
خرجت من الأوضة و طلعت للصالون لكن لقيت ورقة على السفرة من حسن
«امبارح نمنا احنا الاتنين أدام التلفزيون معرفش ازاي بس الفجر إذن من غير ما نتسحر و انا مصحتش الا الساعة ستة… معليش هتصومي من غير سحور بس انتي قدها، صحيح كنتي عايزة تتكلمي في حاجة امبارح لما ارجع هنتكلم… على فكرة أنا بحبك اوي»
نادرة ابتسمت و هي بتطبع بوسة على الورقة، دخلت اوضتها و فتحت الدولاب طلعت منه صندوق و حطت فيه الورقة و كان فيه كل الرسايل المكتوبة على الورق بينهم و فيها كل حاجة هو جابها ليها و ألبوم الصور “
نادرة لنفسها:
=هحكيله أنا مغلطش انا بس كنت فاكرة نفسي بحب فريد و أنا لسه مكنتش اعرف حسن و لا كنت….و لا كنت حبيته بجد
ايوة هقوله اني حبيته و هقوله اني حبيت كل اللحظات اللي اتجننا فيها سوا و كل اللحظات اللي بحس فيها بالأمان و انا في حضنه.. أنا بحب
ضحكت بسعادة و هي بتحط ايدها على قلبها و بتطبطب عليه و كأنها بتواسي نفسها
=بس هو ازاى هيسامح لما يعرف إني كنت عارفة ان فريد هو اللي اذاه و كان سبب في دخوله المستشفى و كمان حر”يق بيته… يارب أنت عارف إني مكنش قصدي اذاية اي حد و من يوم ما كتب كتابه عليه و من لحظة ما بقيت على اسمه و أنا قلبي مبيفكرش في غيره يارب أنت عارفني مش عايزه اخسره بحق الايام اللي احنا فيها دي يارب أنا عايزاه
و مش عايزاه ابعد عنه و لا عايزاه يزعل مني.
اتنهدت بحزن و قامت ترتب الشقة و هي متوترة من مواجهتها له
عدي الوقت و هي خلصت و كلمت دعاء و جليلة اطمنت عليهم
قعدت على الأرض و هي حطه ادامها مذاكرة صغيرة
فتحت أول صفحة كتبت التاريخ
و بدأت تكتب كل حاجة حست بيها من يوم ما قابلت حسن و لما طلع ليها على المواسير و اد ايه حست بسعادة معه و كتبت عن يوم الفرح و عن أسوان و اد ايه كل لحظة كانت بتقربها منه.
“انا بحب حسن…. و بحب حبه و خوفه عليا و بحبه اشوف ضحكته و بحب اغيظه بالكلام و بحب اشوفه فرحان…. حسن طمن قلبي لما لقيته ارتحت و كأن روحي كانت مفقودة و لما دخل حياتي لقيتها”
كانت آخر جملة كتبتها في المذكرة قبل ما تقفل و هي بتقوم تحضر الفطار لكن عقلها كان مشغول بازاي هتبدا معه الكلام و ازاي هتقوله و ردة فعله
فاقت من شرودها على رنة الموبيل بصت لقت فريد اللي بيرن عليها، عرفت انه عايزاها تروحله دلوقتي و أكيد نيته مش هتكون كويسة
نادرة لنفسها :انتي مش ضعيفة علشان تقبلي ان واحد زي دا يهد حياتك و لازم تمسكي في جوزك و بيتك بكل طاقتك.
كانت خايفة متردش فريد يعمل مشكلة و هي متأكدة ان حسن لو عرف من اي حد غيرها لا يمكن يسامح
فتحت الخط و سكتت
فريد ابتسم و هو بيكلمها
=شطورة عارفة لو مكنتيش رديتي كنت جيتلك أنا
نادرة بحدة:
=فريد هو أنت ندل كدا من أمتي و لا انا كنت مخدوعة فيك للدرجة دي
فريد :
=نادرة انا عارف اني غلطت في حقك و دخلتك في مشكلتي مع حسن بس صدقيني انا اكتشفت أني بحبك و بعمل كل دا علشان أنا اللي هقدر أسعدك و متأكد ان حسن مش هيعرف يعملك اللي اننا ممكن اعمله ليكي لو وافقت تطلقي و نتجوز
نادرة بحدة و غضب:
=لا دا أنت اتجننت و هبت منك على الآخر يا اخي انت ايه شيطان! انت بكره كل لحظة ضيعتها من حياتي و أنا بفكر فيكي.
اه صحيح بقولك معاك رقم جوزي و لا ابعته لك
ابتسمت بشراسة و هي بتتكلم بشر و غضب
= حاول بس يا فريد تيجي على واحدة أبوها علمها متخفش و ترد القلم بعشرة و ساعتها هتندم يا نن عين أبوك يا ابن الأسيوطي
فريد ابتسم باعجاب :
=تعرفي ان دي اكتر حاجة بعشقها فيكي انك بتخربشي يا قطة بس ياترى سي حسن عرف ان الهانم اللي متجوزها هي اللي اتسببت في حرق بيته و محاولة ق”تله لما وقعتني في حبها و جيه هو خط”فها مني.
نادرة بثقة مزيفة و قوة:
=عارف يا فريد المشكلة انك فاكر نفسك ماسك خيوط اللعبة بس صدقني انك اكتر واحد غبي فيها، يا حبيبي انا مقدرش اخبي حاجة عن جوزي
فريد ضغط على ايده بغضب لكن كان حاسس انها بتكدب عليه و أنها بتعطله و بتحسسه بضعفه علشان ميكلمش حسن لكن في نفس اللحظه فتح الواتس اب على رقم حسن و بعتله كل الريكودات و الاسكرينات
نادرة قفلت الخط و هي حاسة بخوف ان ممكن يعرف من فريد، اتنهدت بوجع و حزن و هي بتفكر في احساس حسن لو حس انه بعد حبه ليها دا كله انها تخون ثقته.
في الورشة
حسن كان موجود في الورشة لوحده و ماسك دفتر فواتير و بيراجع المبالغ اللي صرفها في صيانة العربية اللي صاحبها هيجي يستلمها.
فاق من تفكيره على صوت اشعار وصل لموبيله فتح الموبيل بلامبالة لكن استغرب و هو شايف رسايل من رقم غريب
مسك الموبيل بعدم اهتمام و فتح الرسايل للحظات مكنش فاهم لحد ما سمع ريكورد بصوت نادرة
“عارف يا فريد أنا حقيقي بتمنى اغمض عيني و افتحهم القينا بنتجوز و أنا مراتك أدام الكل…..”
ضيق عيونه بنفور و استهجان و قلبه بيدق بسرعة و هو بيبص للاسكرين الموجود و كان فريد رد عليها
=”عن قريب يا حبيبتي متعرفيش أنا صابر ازاي و بصبر نفسي ان اكيد هيجي اليوم اللي تكوني فيه في حضني أنا و اوعدك هظبط اموري مع والدي و اجي اطلب ايدك من والدك”
نادرة كانت كتبه
=على فكرة انا مبحبكش من فراغ.
بدا يسمع الريكوردات و يقرأ الاسكرينات اللي ما بينهم و آخر حاجة كانت صورة لنادرة و هي واقفة مع فريد على المينا
حس للحظات بالتخبط و عدم الفهم و الوجع الرعب… مشاعر مختلطة كتير مش فاهم اللي بيحصل.
لحد ما فاق على مكالمة من نفس الرقم، رد بسرعة بدون ما يفكر و عيونه بتلمع بشر و دموع
فريد
↚
“ايه رايك في المفاجأة يا حسن بذمتك مش حلوة”
حسن مكنش قادر يتكلم و هو مش فاهم حاجة و على اد حبه لنادرة على اد غضبه على اد الأحساس المرعب اللي حس بيه للحظات
معقول تكون بتحب فريد فعلا، معقول سبب رفضها جوازهم في الأول كان بسبب فريد
طب معقول بعد حبه ليه مفيش حاجة اتغيرت و لا الحب فعلا كدابة كبيرة وهم نفسه بيها
احساسه بلهفتها و سعادتها معه كان تمثيل و لا حقيقة كل دي مشاعر و أسئلة جواه خليته مش قادر يرد على فريد
فريد ابتسم بشر و هو بيكمل كلامه و اتأكد أن نادرة كانت بتكدب عليه
=عارف ان المفاجأة صعبة و كبيرة عليك بس أنت قدها وقدود يا أبن الصياد
بس تعرف أنت حظك حلو بس للاسف مش أوي اصل الصراحة القطة اللي أنت اتجوزتها دي كانت بتموت فيا بس انا لما شبعت منها فكتني من حوارتها و سبتها ليك
و أنا عارف أنها لسه بتحبني و الدليل على كدا لما عرفت ان ليا يد في الحادثة اللي انت تعرضت ليها سكتت و خافت عليا انك تأذيني و كمان حريق بيتك
غبية فاكرة ان واحد زيك يفرق معايا… الناس مقامات يا حسن و أنت اتعديت حدودك و دي قرصة ودن صغيره و أحمد ربنا اني متهورتش و قربت منها اكتر من كدا لأنها الصراحة صاروخ و كانت تستاهل بس أنت صعبت عليا تاخد حاجة مستعملة فقررت اسيبهالك.
حسن لأول مرة مكنش قادر يتكلم و لا يستوعب اللي بيحصل و هو سامع كلامه
عارفة انه له يد في الحادثة اللي كان هيموت فيها و سكتت للدرجة دي هو رخيص بالنسبة ليها.
فريد قفل الخط و حسن فضل ماسك الموبيل و بيحاول يفهم ليه؟ ليه مفيش حاجة بتكمل للآخر دي ما هو عايز و بيتمني رغم انه حاول و بذل كل مجهوده
قام بمنتهى الهدوء الظاهري و هو خارج قابل عامر
عامر:معليش اتاخ
حسن بمقاطعة و هدوء غريب :
=اقفل أنت الورشة انا ماشي
عامر باستغراب :
=مالك يا حسن
حسن مردش عليه و ركب الموتسكل بتاعه و سابه و مشي و هو مش مستوعب
كان سايق بسرعة جداً و هو بيحاول يكدب نفسه
وصل تحت البيت بعد دقايق، طلع البيت و هو خايف و غضبان شعور مؤذي كان جواه.
وقف أدام شقته و هو بيضغط على ايده و بيحاول يهدأ، مسح دموعه اللي نزلت و اخد نفس عميق قبل ما يفتح باب الشقة.
نادرة سمعت صوت الباب بيتقفل خرجت من أوضة النوم و ابتسمت بحب
=مساء الخير، أنا هجهزلك الحمام تاخد دش و ترتاح شوية لحد ما المغرب يأذن….
حسن بصلها ببرود و رمي المفتاح على التربيزة و قعد على الانترية نزل رأسه و باين أنه مش كويس.
نادرة حست بالخوف عليه و هي بتقعد ادامه على الأرض.. مسكت ايده بلهفة و خوف
=مالك يا حسن؟ أنت مش كويس
حسن رفع رأسه و ابتسم بسخرية و عيونه بتلمع بدموع
=هو أنا مش بصعب عليكي، و لا قلبي بيصعب عليكي.
هو أنا قليل في عيونك للدرجة دي؟!
نادرة سكتت و هي حاسة بوجع و شايفه دموعه رفعت ايدها لمست خده بخوف
حسن بسرعة مسك ايدها بقوة
=لأ…. لا مش تاني… كفاية لحد هنا…. كفاية
نادرة دموعها نزلت و هو زق ايدها بعيد عنه و قام
=تحبي اتكلم أنا و لا تتكلمي أنتي
نادرة وقفت و بصت في الأرض و هي ساكته
حسن قرب منها و مسكها من دراعها بغضب و شر
=سكتي ليه… انطقي سكتي ليه
اتكلمي قولي أي حاجة… اطفي النار اللي جوايا
نادرة خافت من نبرة صوته و غضبه و الشر اللي باين في عنيه:
=أنا معملتش حاجة غلط… أنا…. أنا كنت فاكره اني بحبه
أنا زي أي واحدة مكنتش عارفة يعني ايه الحب
كنت فاكره اني بحبه و كنت بتمنى يجي اليوم اللي نتجوز زي ما أنت نفسك حبتني.
حسن بصلها بذهول و هو بيضغط على ايديها كأنه مش مستوعب :
=بس أنا لما حبيتك مقربتش منك و لا حتى بكلمة خفت عليكي..
انتي شايفه ان هي هي معقول حبي ليكي رخيص كدا….بس أنا مش هقدر احاسبك على حاجة كانت في حياتك قبل ما ادخلها
بس ليه لما عرفتي ان هو اللي كان هيتسبب في موتى و سرقة تعبي و شقاء عمري
و حريق بيتي و وجع قلبي على بيت ابويا اللي انحرق…. يوم فرحنا لما فريد بيه جيه القاعة كنتي بتعيطي ليه علشان مبقتيش مراته
و بقيتي مرات الميكانيكي اللي مالوش ضهر يتسند عليه…
عارفة أنا النهاردة لأول مرة احس نفسي مكسور و مقدرش ارد
قوليلي لسه بتحبيه و خايفة عليه…
قوليلي يا نادرة كل اللي عدي بينا كان كدبة و لا حقيقه
صورتك و هو بيبوسك كانت كدبة كمان
أنا لأول مرة احس اني أهبل و سلمت قلبي لحد عمره ما هيقدر يطبطب عليه وقت ما يتوجع
بس صحيح انتي عندك حق اصلا اللي زي مش من حقه أنه يتحب و لا أنه يعيش حياة مرفهه،
خلصت الحكاية يا نادرة و انتي اللي نهتيها بايدك و أنا هحققلك اللي انتي عايزاه و تشوفي حياتك مع الشخص اللي أنتي عايزاه
حسن ساب دراعها و بعد و هي بصتله بذهول و حدة و مسكت دراعه بقوة
=يعني ايه خلصت؟!
أنت بتهزر صح…. أنت أكيد حسن بالله عليك
أنت فاهم غلط و الله العظيم فاهم غلط
أنا خفت عليك أنت خفت تعمل حاجة تاذيه و قبل ما تفكر غلط انا مش خايفة عليه
انا من يوم الخطوبة و أنا محيته من حياتي و يعمل ربنا اني بحبك و حبيت كل لحظة بينا يا حسن هو أنت فاكر اني مكنتش اقدر اطفشك من يوم الخطوبة و الله كان ممكن اكرهك فيا لكن عتبت نفسي الف مرة اني حبيت واحد زيه و بلاش كلمت حبيت دي علشان كبيرة اوي على مجرد شعور سخيف حسيته في فترة…
حسن بصلها بتعب داخلي و هو مش قادر يسمع منها حاجة:
=هستناكي تحت تكوني جاهزة
=هنروح فين؟
حسن مردش و هو بيخرج من الشقة و بيقفل الباب وراه، نادرة قعدت و هي بتعيط و بتخبي وشها بايدها
بعد مدة
نزلت و هي وشها أحمر و عيونها حمراء، ركبت وراء حسن، حسن دور الموتسكل و اتحرك، نادرة مسكت فيه بقوة و هي بتدفن وشها في قميصه و بتعيط
حسن غمض عنيه و كمل في طريقه لبيتها
المغرب كان بياذن
جليلة كانت بتفطر مع الحج موسى لحد ما سمعت جرس الباب بيرن استغرب ان في حد جاي وقت الفطار
موسى قام فتح الباب و اتخض لما شاف حسن و نادرة واقفه وراه
الحج موسى بخوف:
=حسن!… اتفضلوا.. ادخلوا تعالوا ياله نفطر سوا
حسن باعتذار و صوت متحشرج:
=معليش يا حج مرة تانية ان شاء الله… بس انا كنت جايب نادرة لان هسافر كم يوم و مش هقدر اسيبها في البيت لوحدها و هي معها مفتاح الشقة لو احتاجت حاجة في اي وقت تروح و لو عايزين الست جليلة تروح معها و تفضل هناك هي حرة
الحج موسى باستغراب؛
=ايه الصربعة دي يا ابني… و بعدين مسافر فين… تعالوا بس نفطر و نشرب الشاي سوا و نتكلم.
حسن مكنش قادر يسمع اي حاجة و لا بتكلم و محتاج يفضل لوحده
=معليش مش هقدر انا لازم اتحرك دلوقتي.. هروح الإسماعيلية كم يوم عندي شغلانة هناك على السريع و مش هقدر اسيبها لوحدها.
حسن مسك ايدها و هو بيشدها تدخل لجوا البيت
=أنا لازم امشي دلوقتي.
جليلة كانت بتبص لنادرة باستغراب و خوف، نادرة مسكت ايد حسن و كأنها بتترجاه يديها فرصة لكن هو سحب ايده و هو يتجاهل انه يبصلها…. استأذن بسرعة و خرج من البيت و هو مخنوق و مش قادر يتنفس.
القلب!!
مؤلمة تلك المسارات التي يقودنا اليها على أمل أن تتحقق معجزة تجعلنا بحال أفضل،
ليقول القلب متألم،
ان كان الحب محاط بالكذب والخداع فإنه ينعدم الشعور بالثقة في الطرف الكاذب.
↚
بعد وقت طويل في أوضه نادرة في بيت أبوها
نادرة كانت قاعدة على السرير و هو بتعيط بقهر و حزن ممزوج بغضب
ضامة نفسها بايدها بقوة و هي مخبية وشها بين ركبتها
بتهمس لنفسها بحرقة و غضب:
=ليه يا رب ليه ليه… ليه مستناش انا اقوله ليه مستناش اقوله اني حبيته و خفت عليه، خفت عليه من أنه ياذي نفسه او ياذي فريد بسببي يارب أنا من قبل ما اتجوزه و أنا عايزاه و حبه وجوده في حياتي ليه هو مش قادر يفهم خوفي عليه
هو قالي لو عيطت تاني هيطلع على المواسير تاني لكن هو مجاش عدي يومين و أنا زعلانة و مستنياه يجي يمسح دموعي ليه مجاش
ليه كدب عليا و وعدني يفضل معايا حتى لو غلطت ليه يسبني؟
قامت من على السرير بارهاق باين عليها بسبب ضغط أبوها عليها طول اليومين اللي فاتوا انهم يعرفوا ايه اللي حصل بينها و بين حسن لكن هي رافضة تتكلم او تحكي اي حاجة و رافضة دموعها تنزل ادامهم بس ساكتة حتى بعد ما دعاء راحت لها تفهم سبب سفر حسن فجأة و سؤالها اذا كان في مشكلة و لا حاجة حصلت بينهم.
دخلت الحمام و فضلت تغسل وشها كذا مرة و هي بتحاول توقف عياطها لكن مش قادرة
جليلة خرجت من أوضة نومها و هي بتتاوب و رايحة للحمام تتوضي و تصلي قيام الليل و بعدها تجهز السحور
لكن وقفت عند الحمام و هي سامعه صوت نادرة الهستيري و هي بتعيط
ضربت على صدرها بخوف و هي بتخبط على الباب
=نادرة أنتي كويسة؟ فيكي ايه….
عد ثواني و خرجت نادرة و عيونها حمرا
=أنا كويسة… أنا هعمل شاي هعملك معايا
بسرعة سألتها و راحت المطبخ و جليلة بتبص لها بحيرة و حزن، دخلت الحمام
نادرة دخلت المطبخ اخدت ازازة ماية و ايدها بتترعش و بتحط المياة في الغلاية، وقفت بتحط السكر في المج و هي بتعيط غصب عنها
حاسة بغضب و وجع، مسكت برطمان السكر و رميته بغضب مش قادرة تتمالك اعصابها و هي بتعيط بحرقة، قعدت على الأرض و هي مخليه وشها قربت من الازاز المكسور و هي بتحاول تلمه و بتترعش
جليلة جيت بسرعة و هي مرعوبة لكن اتصدمت و هي شايفها بتلم الازاز على ايدها
جليلة :مالك…. مالك يا بنتي
نادرة بهستريه و هي بتلك الازاز
:انا كويسة كويسة هنضفه….. مش هسيب حاجة متقلقيش.
جليلة حضنتها بقوة بخوف
=خالص سبيه ايدك هتتعور سبيه من ايداكي
نادرة عيطت بحرقة و هي بتحضنها و مش قادرة تسكت
جليلة :صلي على النبي، صلي على النبي، دي عين و الله.
نادرة باختناق:
=أنا تعبت أنا مش قادرة يا جليلة مش قادرة
جليلة خليتها تسيب الازاز من ايدها و قومتها و دخلت اوضتها
بعد شوية
نادرة كانت بتشرب اللمون و جليلة قاعدة جانبها و بتحاول تفهم في ايه
جليلة:
=قوليلي حصل ايه و متخافيش من امتى و انا بفشي سر و بعدين ابوكي مش هنا دلوقتي قوقوليلي بقا حصل ايه بينك انتي و حسن مضايقك اوي كدا
نادرة بصتلها بحزن
=حسن عرف اني كنت معجبة بفريد الأسيوطي و لانه عرف من فريد شاف ان أنا مبحبوش بس و الله أنا كنت خايفة عليه
جليلة بصدمة :
=فريد مين؟! أبن طه الأسيوطي و بعدين ايه معجبة بيه دي و الموضوع وصل لحد فين و حسن عرف ازاي انطقي
نادرة بدأت تحكي ليها كل حاجة حصلت قبل ما تتجوز حسن و ليه هي كانت رافضة جوازهم في الأول و اللي فريد عمله في حسن و انه اتسبب في اذيته لحد اللحظة اللي حسن عرف فيها.
جليلة بصدمة و حدة:
=انتي بتقولي ايه؟! معقول انتى يا نادرة تعملي كدا للدرجة دي
نادرة بضيق و غضب:
=أنتي ليه تحمليني الذنب يا جليلة
انا زي اي واحدة كانت فاكرة نفسها معجبه و بتحب و فاكراه هو كمان بيحبني
و بعدين هو يحاسبني على حاجة حصلت قبل ما اعرفه ليه….
جليلة بحدة:
=و كمان بتكابري يا بنت سنية!
انتى غلطتي من البداية…. لما عرفتي ان فريد ذا حيوان كان لازم تيجي و تحكي ليا أنا، أنتي متخيلة ان واحد زي دا يسكت كدا بسهولة لا يا حبيبتي اللي زي دا دماغه سم هيفضل وراكي لحد ما يهد حياتك و انتي زي الهبلة سكتي و انتي عارفة انه مش هيسكت
فكرك جوزك لما يعرف من برا أنك بتحبي واحد تاني غيره و كمان مخليه عليه انه السبب في اذيته هيعديها كدا و السلام تبقى غبية واحد زي حسن دمه حر ميقبلش باللي حصل و يحس انه اتكسر و راسه انحنت
أنتي غلطتي و غلطتك كبيرة و المصيبة انك مش عارفه هي ايه، ادعي ربنا بقا ان حسن ميطلقكيش فيها و لا يقول لابوكي حاجة
نادرة بحزن:
=متزعقليش يا جليلة متزعقليش
علشان أنا تعبت من الزعل و حقيقي حاسة اني بتخنق و مش قادرة و الله العظيم ما قادرة
جليلة بصتلها بحنان و ضيق و هي بتحضنها بحب
=انتي تاعبه قلوبنا معاكي يا نادرة أنا عارفة انك حبيتي حسن و حاسة بدا بس للأسف الكلام مش هينفع معه دلوقتي
ربنا يهديكي يا بنتي ربنا يهديكي و يسعدك
*******************
في الإسماعيلية في أوضة على السطوح
حسن كان قاعد على كنبة صغيرة و هو ساكت و بيفكر في كل حاجة وصلوا ليها و كل حاجة عدت عليهم من أول ما اتقابلوا لأخر لحظة بينهم و مجيته للاسماعيلية
فضل ساكت و حزين و هو بيبص للحمام اللي طاير في السماء بحرية
فاق من شروده على صوت سمارة و هي قاعدة جانبه على الكنبة
سمارة :
=روحت فين يا حسن؟
حسن بصلها و ابتسم بحزن:
=في الدنيا يا سمارة في الدنيا اللي عماله تاخدنا و تودينا و مش رحمانا معها لحد ما بقيت احس ان مش مكتوب عليا أفرح
سمارة بابتسامة؛
=و الله يا حسن ربنا هيجبر خاطرك و هينصفك زي ما انت ما بتنصف كل اللي يلجأ ليك يا ابو علي و بعدين مش كفاية اللي عملته معايا دا أنا معرفتش معنى الأمان الا لما لجت لك يا حسن
دا انا شوفت على ايدك حياة نضيفة بعيدة عن الرقص و الحرام اللي فريد كان ناوي
سكتت و هي مش عارفه تقول ايه و دموعها نزلت بحزن لكن ابتسمت و هي بتبص للسماء
=بس ربنا رحمته واسعه اوي يا حسن و أنت برضو اللي دلتني على المكان و خلتني اجي الاسماعلية و اشتغل و ادفن اللي فات كله.
حسن :
=انتي طيبة يا سمارة و تستاهلي كل خير ربنا يوفقك.
سمارة :
=حسن انا سمعت أنك ناوي تطلق نادرة
حسن بصلها و رفع حاجبه باستغراب و هي بررت بسرعة
=و الله انا سمعتك بالصدفة و انت بتتكلم في الموبيل و الله
حسن :
=و دا يهمك في ايه يا سمارة
سمارة بتنهيدة:
=يهمني أنك تكون سعيد يا حسن و عنيك بتقول أنك مش هتبقى سعيد من غيرها
الحزن اللي باين فيهم بيقول أنك مش قادر على بُعدها في اليومين اللي فاتوا.
انا معرفش ايه اللي حصل بينكم بس صدقني مفيش حاجة تستاهل انك تحزن عليها بالشكل دا، نادرة طيبة و بنت حلال انا يمكن معرفهاش كويس بس و الله حاسه طيبة و في سوء تفاهم بينكم مش أكتر
حسن فضل ساكت و سمارة ابتسمت و هي بتبص له و بجدية
=هون على نفسك يا حسن، أنا عملتلك لقمة بسيطة كدا تتسحر بيها و لو احتاجت اي حاجة ان في الشقة اللي تحت
حسن بجدية:
=تسلمي يا سمارة
سمارة ابتسمت و نزلت لشقة بسيطة في العمارة و حسن فضل قعد ساكت و هو مش قادر يتكلم.
بعد اسبوع (الصبح بدري)
حسن رجع اسكندرية، وصل لبيت والده و دخل لقى والدته قاعده في البلكونة و هي بتسبح
دعاء بابتسامه :على الله تكون روقت دلوقتي يا حسن و عرفت أنت عايز ايه بعد الغيبه دي كلها
حسن :
=لسه مش عارف يا اما لسه مش عارف بس من جوايا مشتاق و دا اللي وجعني اني مهما بعدت هفضل اتمنى القرب منها
مهما زعلت و اتخنقت هيفضل قلبي يسحبني للمكان اللي هي فيه مش قادر افكر يا أمي مش قادر
دعاء بابتسامة و حب:
=سلم أمرك لله يا حسن و ادخل اتوضي و صلي ركعتين لله و هو هيهديك للي فيه الخير
حسن ابتسم بتعب و هو بيبوس ايدها و رأسها
=هدخل يا أم حسن هدخل ادعيلي أنا محتاج دعواتك
دعاء :دعيالك يا أبن بطني دعيالك في كل صلاة أنه يهديك و يريح قلبك و يرزقك من وسعه
حسن ابتسم و قام دخل اوضته و قفل الباب وراه
في بيت نادرة
كانت قاعدة في اوضتها و هي متوترة و بتبص لاختبار الحمل و هو إيجابي حست للحظات بالخوف و الارتباك و هي مش عارفه تعمل ايه و باين عليها فعلا الارق و التعب.
مرجانة فتحت الباب و دخلت، نادرة بسرعة خبت اختبار الحمل و هي بتبصلها
مرجانة بحب:
=صايحة بدري يعني غريبة
نادرة بابتسامة حزينة:
=مفيش عادي بس كنت بفكر في حاجة هو انتي جاية بدري ليه و بعدين انتي قولتي لجوزك انك جاية
مرجانة:اه قولتله و بعدين سيبك مني، أنتي بقا مش ناوية ترجعي بيتك عد أكتر من اسبوع من ساعة ما جيتي و الناس هيقولوا أنك غضبانه و في حاجة بينك و بين جوزك.
نادرة بصتلها و ابتسمت بسخرية :
↚
=اعمل ايه يا مرجانة اروح البيت و اقعد عادي بعد اللي حصل.
مرجانة :ايوة طبعاً لازم لما حسن يرجع من الإسماعيلية يلقكي قي البيت علشان يتأكد أنك متمسكة بيه و مش عايزاه تبعدي و لا انتي بقا عندك رأي تاني.
نادرة :
=خايفة يا مرجانة اروح و هو يرجع و لما يلاقيني يتضايق أكتر و نتخانق تاني و تتحول الخناقة لحاجة اوحش.
مرجانة :لا طبعآ بالعكس لو رجع و لاقكي في البيت هيعرف أنك عايزة تفضلي معه و أن الكلام السخيف دا محصلش
نادرة بالله عليكي بلاش تهدي بيتك و تكسري البني آدم اللي حبك بجد لان كسرته بتبقى وحشة اوي صدقيني.
نادرة بتنهيدة:
=تفتكري هقدر ارجعه زي الأول و هل هقدر اخليه يثق فيا تاني.
مرجانة بتشجيع :
=ايوة طبعا متأكدة و خصوصاً أنه بيحبك و باين انك حبتيه و بعدين دا العيد بعد كم يوم ايه تفضلوا متخانقين كدا كتير لا طبعا
نادرة ابتسمت بهدوء و سكتت و هي بتفكر المفروض تعمل ايه
ادام الورشة
حسن ركن الموتسكل و نزل لقى عامر بيشتغل جوا الورشة ابتسم و هو بيبصله
=الله ينور يا اسطي
عامر أدير و ضحك و هو بيحضنه
=حمد الله على السلامة يا كبير ايه الغيبة دي كلها كنت بتتصرمح فين
حسن بحدة:بتصرمح ؟! ما تنقي ألفاظك يا شقيق بدل ما تزعل
عامر:مش القصد بس بجد اختفيت فين كل دا
حسن بجدية:
=كنت بفكر في موضوع المراكب
عامر بحماس:
=بجد؟! طب و وصلت لأيه، دا فكرتك صرفت نظر
حسن :لا طبعا مصرفتش نظر و لا حاجة بس كنت بفكر فيه و اللي المفروض نعمله علشان نوصل الخواجة بتاعك للواء كمال
عامر حس ان نبرته متغيرة و انه حزين رغم انه بيتكلم عادي
=مالك يا حسن؟ أنت كويس
حسن بكذب :
=اه الحمد لله كويس جدا كمان
عامر باستغراب :
=مش باين أنك كويس خالص… هو انت اتخنقت أنت و نادرة
حسن سكت و مردش و هو بيقلب في المفاتيح كأنه بيدور علي حاجة
عامر بسخرية :
=واضح انك كويس اوي
حسن بحدة:ركز في شغلك يا عامر الواحد صايم و معنديش حيل ليك.
عامر :
=ماشي أنت حر أنا كنت حابب اساعد
في الوقت دا جليلة وصلت الورشة
عامر شافها و بص لحسن اللي مشغول
عامر:
=حماتك جاية علينا يا ابو علي
حسن لف لقى جليلة دخلت الورشة
=السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسن و عامر :
“و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته”
عامر بجدية:
=طب أنا هستناك برا يا حسن.
جليلة إسنا لحد ما خرج و بصت لحسن
حسن:اتفضلي يا ست جليلة
جليلة ابتسمت و قعدت على الكرسي و هو ادامها
جليلة :
=شوف يا حسن أنا مش جاية اقولك تعال خد مراتك و الكلام دا هي في بيت أبوها معززة مكرمة، أنا عرفت اللي حصل و عرفت برضو أنك جيت النهاردة الصبح
و قلبي مطوعنيش أسكت
أنا عارفة ان نادرة غلطت لما سكتت و مش جاية اتكلم في الموضوع دا
بس جاية اقولك حاجة واحدة انا متأكدة منها
أنا متأكدة ان نادرة من يوم ما بقت على ذمتك و هي صاينة بيتك و عرضك و قبل ما تتجوز كمان مغلطتش
هي بس كانت فاكرة نفسها بتحب يا حسن
و كانت خايفة عليك تاذي نفسك لما تعرف، نادرة بقلها اسبوع يا حسن زعلانة لأول مرة تعيط بالطريقة دي أدام حد
كانت طول عمرها تحبس نفسها في اوضتها و تعيط و بعدها تقوم تمسح دموعها
انا هحكيلك حاجة عن نادرة
زمان من سنين طويله بعد ما موسى طلق سنية
سنية اخدت نادرة لأنها كانت لسه طفلة
لكن الله يرحمها بقا سنية مكنتش بتهتم بنادرة لحد ما كانت هتموت في مرة و هي عندها خمس سنين بسبب دور برد شديد اتعرضت له و مكنش معها اي حد و سنية سيبها لوحدها في البيت
طفلة عندها خمس سنين بردانه و بتعيط و مش قادرة تتحرك و لا تصرخ بتعيط لولا ستر ربنا
انهم لحقوها و هي قاطعه النفس خالص و اخذوها المستشفى و الدكاترة لحقوه
نادرة رغم أنها كانت صغيره لكن لسه فاكرة امها و عارفة انها مكنتش احسن حد في الدنيا
لكن رغم كدا بتحبها اوي و اي حد يغلط فيها تدافع عنها و مبتسكتش لحد
كانت تقول ان لو امها فضلت مع ابوها و موسى مطلقهاش و لا سابهم لوحدهم
مكنش دا كله حصل
بتقول ان امها كان ممكن تكون عايشة معاها و هي مبسوطة معاهم، نادرة بتخاف انها تتساب و دا اللي كانت بتحذرك منه دايما
و قلتلك انها بتخاف تتساب بتحس انها رجعت يتيمة من تاني
كان نفسها تلقى حد يحبها و لما قابلت فريد حست انه هو دا الشخص اللي عمره ما هيجرحها لكن أنت جيت و اتقدمت ليها و عدي الوقت و جيه يوم كتب الكتاب و أنت اعترفت ليها انك بتحبها زي ما هي بكل مشاكلها و مميزاتها الطيبة
فكر يا حسن في كل لحظة بينكم هل فعلا كانت بتحب اي حد غيرك؟
حسن بصلها و سكت و هو مش عايز يحرجها لكن فعلا مش قادر يعدي الموضوع البساطة دي و حاسس انه فعلا مجروح و مكسور بسببها
=ان شاء الله يا ست جليلة يومين كدا و أنا هاجي اخدها معليش.
جليلة بقلة حيلة:
=ماشي يا ابني على فكرة موسى ميعرفش حاجة عن الموضوع، فوتك بعافية يا حسن.
حسن سكت و هو بيبصلها و هي خارجة من الورشة
********************
في نص اليوم
نادرة وصلت عيادة خاصة و هي متوترة دخلت للسكرتيرة
=لو سمحتي في حجز باسم نادرة موسي
السكرتيرة بصت في الكشف و رجعت بصت لنادرة بابتسامه :
=ايوة بس الحجز لسه مش دلوقتي لسه في مرضي حجزين قابلك اتفضلي اقعدي و شوية.
نادرة هزت راسها بالموافقة و قعدت حوالي نص ساعة لحد ما جيه معاد كشفها و دخلت للدكتورة اللي كشفت عليها
نادرة :ها يا دكتور في ايه؟
الدكتورة بابتسامة:
=الف مبروك أنتي حامل في الشهر التاني
نادرة بسرعة:
=بجد يا دكتور
الدكتورة؛
=ايوة طبعا…. الف مبروك بس هو فين جوزك.
الدكتورة بشك:
=مش انتي متجوزة برضو
نادرة بسرعة :
=ايوة طبعا متجوزة بس…. انا متشكرة اوي يا دكتور، هو في اي حاجة المفروض اعملها
الدكتورة بابتسامة:
=ايوة طبعا فيه، لازمك تغذية كويس و يفضل أكل بيتي صحي و انا هكتبلك شوية فيتامينات تاخديها بعد الفطار و لو تعبتي ممكن تفطري عادي بلاش تضغطي نفسك لان الفترة الاول من الحمل بيكون فيها تقلبات كتير
نادرة:اه فهماكي
الدكتورة ابتسمت و هي بتكتب ليها بعض الادويه، نادرة اخدت الروشتة و نزلت للصيدلية تشتري الدواء.
رجعت بيت والدها و هي ساكتة تمام و مش عايزه حد يعرف بموضوع حملها
لنري ما تفعله الايام بهم جميعا!!
↚
نادرة رجعت البيت بعد ما تأكدت من الدكتورة أنها حامل، حاولت تسيطر على فرحتها أنها متخليش حد يعرف منهم بموضوع الحمل، دخلت البيت على أذان الضهر كانت جليلة قاعدة في الصالة و بتعمل محشي ورق عنب و بتتفرج على المسلسل بتاعها و ادامها خضار كتير بتجهز للفطار
نزلت القطة على الأرض و راحت لجليلة
نادرة بابتسامة و هي بتميل عليها تبوسها:
=السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جليلة بحب و استغراب:
=و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الغزالة رايقة و لا ايه النهاردة
نادرة بسعادة:
=جداا جدا الحمد لله
جليلة:
=يارب دايما بس ايه اللي حصل يعني و كنتي فين الصبح بدري جيت اصحيكي ملتقكيش
نادرة بكدب:
=روحت لنغم و قعدنا نتكلم و بعدين عديت على دعاء اخدت منها بسبوسه
جليلة:
=ماشي ياله ادخلي غيري و اتوضي خلينا نصلي و بعدها تيجي نحضر الفطار اما انا بقا هعملهلك فخدة في الفرن و ورق عنب و محشي بتنجان و كوسة باللحمة
و هنعمل كمان صنيه بطاطس و فراخ في الفرن و حمام محشي و رز و حاجات بسيطة كدا لزوم الفطار
و هنعمل أم علي و كنافة و قطايف و ابقى اعمليلك هريسة
نادرة باستغراب :
=كل دا حاجة بسيطة دا انتي و بابا بس يا جليلة انتي ناوية تتبرعي بالأكل دا
جليلة :
=ليه و انتي مش هتفطري و لا ايه
نادرة؛
=لا هرجع البيت و هجهز الفطار ليا أنا و حسن عرفت أنه رجع النهاردة و عايزاه يرجع البيت أكون موجوده هناك
جليلة بابتسامة سعيدة:
=و الله عين العقل يا نادرة بلاش تسيبي بيتك اكتر من كدا المفروض يرجع تكوني هناك بس للأسف دا مش هيحصل
نادرة :
=ليه بقا؟
جليلة :
=علشان ابوكي عزم حسن و والدته على الفطار النهاردة و كلمني من شوية قالي انه أكد عليه و هيكونوا موجودين على المغرب
نادرة ابتسمت بحماس و بسرعة باست جليلة من خدها
=حاضر يا ست الكل هدخل اغير و اجيلك ادامنا شغل كتير
جليلة بخبث:
=ماشي يا بكاشة
نادرة دخلت اوضتها ابتسمت و حطت ايدها على بطنها و هي حاسة بسعادة
رمت شنطة ايدها على السرير، اخدت بجامة غيرت و طلعت لجليلة و هي بتلم شعرها ديل حصان
جليلة بقرف:
=ادخلي اغسلي ايدك يا بت مش ناقصة لو هتعكي يبقى اتفضلي ارجعي اوضتك و انا هعمل انا الأكل
نادرة بسرعة:لا انا هعمل معاكي بس هدخل الحمام اتوضي و ارجعلك….. ايه يا جليلة انتي اتفرجتي على المسلسل دا ميت مرة”موضوع عائلي ”
هاتي اي مسلسل جديد من بتوع رمضان
جليلة بسخرية:
=انتي بتفهمي حاجة، المسلسلات بقيت كلها نكد و غم بس عارفة ايه ميزة المسلسل دا و اللي مخليني مش زهقانة منه
أنه بيحكي عن عيلة بجد و أسرة بتحب بعضها
و غير كدا الكوميدي اللي فيه، الناس فعلا محتاجة جوا الكوميدية دا و انهم يبعدوا عن الكآبة مش هيبقى في الحياة و في المسلسلات كمان
و المسلسلات دي هي اللي بتعلم الناس حاجة حلوة
زي انهم يتجمعوا و يتكلموا و كل واحد يحكي اللي بيحس بيه و اللي نفسه فيه
احنا فعلا محتاجين حاجة تجمعنا و تفرحنا
نادرة دخلت الحمام و جليلة فضلت تبص لها بحب و هي بتدعيلها
و رجعت تبص للتلفزيون……..
بعد مدة
نادرة قلعت الايسدال و حطيته على الكنبة
جليلة :
=ادخلي أملي الاولل و حطيهم في البلكونة و متنسيش تحطي نعناع
نادرة بضيق:حاضر
جليلة :
=يالة و تعالي علشان نكمل المحشي دا بقولك الاكل دا هيكفي و لا نعمل حاجة كمان، أنا بقول نعمل كمان
نادرة بمقاطعه:
=بس بس يا جليلة انتي فتحتي مش عارفه تسكتي الاكل دا كتير اوي كمان فاهدي كدا و صلي على النبي
=عليه افضل الصلاة والسلام
******************
بعد وقت طويل
نادرة حطت صنية الكنافة في الفرن بتعب و زهق، جليلة كانت بتخلص توضيب الأكل، بصت لنادرة اللي قعدت بارهاق و ابتسمت بحب
=نادرة قومي انتي ارتاحي يا حبيبتي متقلقيش انا هخلص أنا الباقي ادخلي نامي شوية و انا هجهز السفرة متقلقيش
نادرة هزت رأسها بالموافقة و قامت دخلت اوضتها، خرجت بعد دقايق و هي واخده هدوم و داخله تاخد دش لأن ريحتها بعد كل دا مش أفضل حاجة.
بعد شوية قعدت على السرير و هي بتسشور شعرها، غمضت عينيها و فتحت المروحة و نامت بتعب من اليوم لأنه كان طويل و فاضل ساعة على أذان المغرب.
*****************
في شقة حسن
دخل البيت بضيق و احساس أنه مخنوق يمكن لأن دي أول مرة يدخل البيت و هي مش موجودة، يمكن لان دي أول يفتح الباب و متجيش من جوا تحضنه و تفضل تتكلم في حاجات كتير تافه
دخل قعد على الانترية و افتكر اخر مرة ليهم قبل ما يتخانقوا و يوديها بيت أبوها، غمض عنيه بضيق و زفر بحرارة
لكن اخد باله من مذكرة محطوطة على التربيزة، اخدها بلامبالة، فتحها و بدا يقرأ الكلام اللي فيها و هو مستغرب أن نادرة كانت بتسجل كل اللحظات اللي انبسطوا فيها سوا و هي بتوصف مشاعرها في كل مرة بتكون قريبة منه و كل مرة يحاول فيها انه يخليها سعيدة و متزعلش
أبتسم بلامبالة و هو بيقفل المذاكرة و دخل ياخد دش و حاسس ببرود من الكلام اللي قراه
على عكس ما كان ممكن يتخيل انه هيبقى سعيد لو سمع كلمة حلوة منها لكن بعد كل اللي حصل هو معندوش استعداد يحس انه مخدوع.
بعد مدة
خرج من الأوضة و قعد أدام التلفزيون يقلب القنوات بملل و منتظر الوقت يعدي علشان يروح لبيت والدها زي ما أصر.
حسن لنفسه :
=ناوي على ايه يا أبو علي ناوي على ايه شكلك مش عايز تريح نفسك و لا قلبك ياريتك ما شوفتها يا جدع
ضحك بسخرية و حزن
=حتى دي بتكذب فيها أنت حتى لو كنت عارف إنك هتتاذي منها اوي كدا كنت برضو هتقرب غصب عنك، قلبك سحبك وراها حتى بعد كل اللي حصل دا، الغريب أنك مش قادر تعديها من حياتك كدا .
قام قفل التلفزيون و اخد المفاتيح و المحفظة و نزل راح لوالدته اخدها و راح بيت حماه….
بعد وقت (الساعة سبعة قل ربع)
قبل أذان المغرب
حسن وصل بيت الحج موسى مع والدته و سلم عليهم لكن لاحظ اختفاءها كان بيدور عليها و هو ملهوف يشوفها و كاره روحه اللي بتخليه يحب قربها زغم عذبه في قربها
دعاء و جليلة كانوا بيجهزوا السفرة بود و حب ما بينهم و الحج موسى طلع يعمل مكالمة، فضل حسن قاعد ببرود في الصالون و هو بيقلب في الموبيل و بيجيب معلومات أكتر عن المراكب المحجوزة في المينا باسم اللواء كمال و موت ابنه
فاق من تفكيره على صوت والدته الخبيث
دعاء :
=بقولك يا حسن ما تدخل تصحى نادرة، المغرب قرب يأذن و هي لسه نايمة ممكن تكون تعبانة.
حسن بصلها بضيق و هو عارف قصدها مرداس يقوم رغم شعوره بالغضب من فكرة انها تكون تعبانة
جليلة ابتسمت بخبث و هي بتبص لدعاء و اتكلمت بنبرة حزينة
=و الله عندك حق دي بقلها يومين مش بتاكل كويس و مش بتنام شكلها كدا تعبانة، انا بفكر اخدها أكشف عليها.
حسن مستحملش و قام ببرود راح لأوضة خبط على الباب لان ممكن تكون مرجانة معها لكن محدش رد ففتح الباب و دخل، قفل الباب وراه و شغل النور
بصلها و ابتسم تلقائياً كانت نايمة بأريحية و هي حضنه المخدة، كانت جميلة جداً
رغم أن ملامحها باين عليها الإرهاق
قرب منها و قعد على طرف السرير، فضل بيبصلها لوقت مش عارف اد ايه، بيشبع قلبه من النظر ليها فاكر أنه هيقدر يتوب عن رؤيتها لكن كل ما بيبصلها يشتاق أكتر و يبقى ملهوف أكتر
فاق و هو بيقوم بضيق و غضب من جنبها و بجدية
=نادرة…. نادرة قومي ياله المغرب هياذن
نادرة كانت حاسة انها بتحلم وهي سامعه صوته مش عايزاه تقوم من حلمها لكن حست بحد بيقومها و صوته بيعلي
حسن بحدة و ضيق:
↚
=انتى يا بت انجزي قومي مش هفضل ساعة جانبك
نادرة قامت بفزع و بصتله لحد ما ابتسامتها اترسمت على شفايفها بخفة و رقة
=وحشتيني يا أبو علي.
حسن رفع حاجبه بشك و نفور
=متشوفيش وحش يا اختي أنجز قومي و لا انتي عجبك دور الاستهبال دا و لا تكوني فعلا كنتي تعبانة.
نادرة بابتسامه خبيثة:
=ليه هو هيفرق معاك اتعب و لا حتى أموت، ما أنت في الاخر بتقدر تبعد و تنسى نادرة، حب ايه دا اللي كنت بتتكلم عنه اللي يخليك تمشي و تسبني من غير حتى ما تخليني ادافع عن نفسي.
حسن مردش بصلها ببرود و خرج من الأوضة و رزع الباب وراه.
نادرة بصتله بغيظ و قامت غيرت هدومها و خرجت
كانوا قاعدين بيفطروا في صمت تام و هو مش مهتم بوجودها و بياكل ببرود.
جليلة :
=ايه رايك في الأكل يا حسن، نادرة لما عرفت انك جاي قالت إنها هتعمل الاكل بنفسها مخصوص
نادرة بغباء و حدة:
=مقولتش كدا على فكرة، أنا عملت معاكي علشان ننجز مش أكتر
جليلة بصتله بغضب و هو بتاكل
بعد مدة
حسن و موسى كانوا قاعدين في الصالون يشربوا الشاي و هما بيتكلموا و التلفزيون شغال
موسى بجدية:
=مش عايز تقولي برضو ايه اللي حصل يا حسن و نادرة عملت ايه
حسن بهدوء :
=مفيش حاجة بس مشكلة و هتتحل
موسي:
=مش باين يا حسن… بص يا حسن انا عارف ان نادرة مشاغبة و بتتصرف من غير ما تفكر بس صدقني طيبة و بنت حلال و اقل كلمة بتزعلها و اقل حاجة بتفرحها و بتبقي عاملة زي الهبلة لما تفرح بس محتاجة احتواء و أنك تفهمها.
حسن بابتسامه :
=متقلقش يا حج موضوع بسيط و هيتحل ان شاء الله بس انت سيد المعلمين و عارف ان في أول الجواز لازم نحط النقط على الحروف و الا الدنيا هتسيب، و دا درس صغير بنتعلمه أنا و هي متقلقش
موسى :
=ماشي يا ابني بس و أنت ماشي خدها معاك و صفوا الأمور ما بينكمبالعقل يا ابني بدل ما تكبر
حسن:
=حاضر يا حج
موسى بجدية :
=طب بص بقا يا حسن علشان في موضوع مهم عايزك فيه
حسن :
=اتفضل يا حج
موسي:
=بص يا حسن انا كبرت في السن و معنديش غير بناتي الاتنين مرجانة و نادرة و الاتنين عندي بالدنيا كفاية ضحكتهم عندي بالدنيا و ما فيها
مرجانة جوزها بيشتغل دكتور و مش فاضي ليا
لكن أنت ابن سوق يا حسن و أنا عايزك تيجي تشتغل معايا و تدير شغلي معايا و…
حسن مقاطعة و حرج:
=حج موسى معليش خرجني انا من موضوع الإدارة دا، أنا عارف انك عايز تحافظ علي فلوسك و فلوس بناتك بس معليش انا راجل دمى حر احب اصرف على بيتي من شغلي انا و انا بحب شغلي و عندي ثقة في الله أن هيجي اليوم اللي اكبره فيه
انا عندي استعداد اجي اساعدك بس باعتبار اني إبنك و جوز بنتك مش اكتر لكن الإدارة لا معليش انا مش هسيب ورشتي
و عندي استعداد افاضيلك نفسي كل يوم بس مش اكتر من كدا
موسي:
=يا ابني هو انت هتشتغل عند حد برا دا انت هتدير شغل مراتك هو دا عيب
حسن:
=لا طبعا مش عيب بس دي مش سكتي يا حج انا بحب شغلي و عايز اكبر فيه انا معاك لو عايزني كل يوم لكن مقدرش اسيب شغلي
موسى بتنهيدة:
=طب افرض انا مت دلوقتي هتعمل ايه
هتقفلوا المعرض؟
حسن:بعيد الشر عنك يا حج، متقولش كدا و بعدين لا قدر الله لو حصل حاجة انت سايب وراك رجالة متقلقش
موسي:
=انا اللي يهمني نادرة يا حسن مش عايزاها تزعل و انا عارف انك راجل يعتمد عليه
حسن:
=ان شاء الله يا حج…
بعد مدة قصيرة
نادرة دخلت البيت وراء حسن، سابت القطة و دخلت اوضتها بدون ما تبصله
حسن قفل الباب بلامبالة و دخل أوضة الأطفال بهدوء
نادرة كانت غيرت هدومها و قعدت على السرير لكن استغربت انه مدخلش الأوضة، قامت خرجت لقيته واقف في اوضة الأطفال
نادرة:حسن؟! انت بتعمل إيه هنا
حسن بحدة :
=هنام عندك مانع
نادرة بضيق:
=و تنام هنا ليه ما تيجي اوضتك
حسن ببرود:
= اخرجي و خدي الباب في ايدك
نادرة بضيق:
=حسن انا مش عايزاه انام لوحدي
حسن :
=ليه!! صغيرة؟!
=ماشي يا حسن تصبح على خير بس صدقني مش هسامحك انك سبتني انام لوحدي و كمان علشان مش عايزني أقرب منك و لا احضنك….انا مش هتسحر عايز تتسحر اتفضل كلي دلوقتي علشان انا هدخل انام و مش هصحي في السحور
حسن بصلها بهدوء لقاها خارجة من الأوضة و قفلت الباب وراها
بعد كم ساعة
نادرة دخلت الأوضة و هي بتمشي على صوابعها بهدوء بصتله كان نام.
بهدوء نامت جانبه و حضنته و هي بتشد الغطا عليها و بتندس في حضنه بقوة و بهمس و نوم
=هرجع ثقتك فيا بس دلوقتي خليني انام في حضنك.
غمضت عنيها و حضنته بنوم، حسن فتح عنيه و بصلها بهدوء غمض عنيه و نام
↚
قبل الفجر بساعة و نص
حسن قام على صوت منبة الموبيل علشان السحور، بص لنادرة اللي نايمة و حضناه، ابتسم بحب لكن قام ببرود دخل الحمام يتوضأ و بعدها خرج راح المطبخ
وقف شوية مش عارف يعمل ايه لان مفيش أكل في البيت تقريباً
لانه مكنش قاعد في الشقة في الفترة اللي فاتت و هي كانت عند والدها فالبيت فاضي.
فكر أنه يصحيها و يخرجوا تسحروا برا لكن اتضايق من الفكرة، دخل غير هدومه و نزل اشتري سحور و رجع.
حسن بلين:
=نادرة…. نادرة قومي ياله خلينا نتسحر
نادرة بنوم :
=مش عايزه اتسحر أنت، أنا مش بجوع و بعدين مش أنت متضايق مني ليه بقا تصحيني هيفرق معاك لو جوعت
حسن بجدية و ود:
=اكيد هيفرق معايا و بعدين بلاش عناد في الصيام ياله قومي انا جبت سحور برا خلينا نتسحر و ابقى نامي.
نادرة فتحت عنيها و ابتسمت بحب حسن تجاهلها و خرج من الأوضة
نادرة بغيظ:
=اعمل فيك ايه يا حسن فاضل كم يوم على العيد هتفضل تتعامل معايا كدا يعني و لا ايه
قامت بضيق و خرجت من الأوضة، قعدت تتسحر و هي حاسة بمغص و مش عايزاه تاكل لكن مش حابة انه يعرف أي حاجة عن موضوع الحمل دلوقتي
بعد مدة
حسن خرج يصلي الفجر و نادرة كانت في الحمام و هي مش قادرة كل اللي اكلته بترجعه و حاسه بوجع
دموعها نزلت و هي مش قادرة تتحمل الوجع اللي حساه
رجعت اوضتهم و حاولت تنام لحد ما ارتخت و حست براحة
تاني يوم بعد صلاة التراويح
كانت قاعدة في الصالون و هي بتتكلم مع نغم و حكت لها عن موضوع الحمل اللي مخبيه
نغم باستغراب :
=غريبة يا نادرة…. دا انتي المفروض تقوليله عم موضوع الحمل دا بالذات دلوقتي
صدقيني لو عرف هيفرح و هينسي كل الزعل اللي ما بينكم دا.
نادرة بضيق :
=لا مش هقوله دلوقتي… انا عارفة انه هيفرح بس لو سامح و نسي هيبقى بيعمل كدا علشان الحمل لكن انا مش عايزاه كدا يا نغم
انا عايزاه يسامحني علشان أنا
علشان انا عارفة أنه بيحبني و أنه مش هيقدر يطول في الزعل، عنيه بتقول أنه لسه ملهوف
لسه زي اول مرة مليانة دف،
و انا بقا طماعة عايزاه علشاني أنا يا نغم.
نغم :
=ماشي يا اذكي اخواتك بس قوليلي أنتي عاملة ايه. حاجة بتتعبك؟
نادرة بلامبالة:
=لا.. الحمد لله بخير، بس عارفة مش بقبل ريحة الاكل و دا طبيعي مش عايزة آفور يعني حاجة بسيطة
نغم :طب بتاخدي الأدوية اللي دكتورة قلتلك عليها.
نادرة :اه بس محدش يعرف يا نغم، اصلا لو مرجانة عرفت احتمال تخنقني و تزعل اني قلتلك و مقولتلهاش، و أنا قاصدة اني مقولهاش لأنها اكيد هتقول لجليلة و جليلة من فرحتها مش هتقدر تسكت و هتقول لبابا و هتبقى ليلة مالهاش آخر.
نغم :
=ماشي طب بقولك ايه ناوية على ايه مع حسن؟
نادرة :
=و الله مش عارفة هو عنيد اوي و مش بيتاثر بسهولة انتي ايه رأيك
نغم :
=حاولي مرة و اتنين و عشرة كمان هو يستاهل يا نادرة أنك تفضلي وراه لحد ما يفهم أنك محبتيش فريد، مع ان غريب ان حسن يعرف حاجة زي دي و ميعملش حاجة لفريد
نادرة بخوف و تهرب :
=سيبك من الموضوع دا أنا عارفة أنا هعمل ايه…
أنا زهقان اوي و حسن مشغول مع عامر صاحبه واضح إنهم بيفكروا في حاجة مهمة و طول الوقت بيتكلموا
تيجي ننزل نقعد في أي مكان
نغم:
=ياريت بجد كان ينفع بس و الله مش فاضية هنزل اروح لحماتي انتى عارفة الظروف
نادرة:
=خالص مش مشكلة أنا هنزل شوية اعمل اي حاجة
نغم :
=ماشي بس خالي بالك و بلاش الحركات الكتير اللي بتعمليها دي، و كلمي حسن بلغيه انك هتنزلي بلاش تهور هو لسه مصفيش من اللي حصل
نادرة :حاضر حاضر..
بعد مدة
غيرت هدومها و نزلت بعد ما كلمت حسن و طلبت منه تخرج شوية لأنها زهقانه من البيت و هو وافق بعد محايله كتير منها لكن طبعا بعد ما ادالها الوصايا العشر
كانت بتتمشي على الشط في مكان عام و معروف في اسكندرية، اخدت نفس عميق و هي سرحانة لحد ما فاقت على صوت شاب بيزعق
بصت لمكان الشاب كان واقف مع بنت و هو بيزعق لطفلة صغيرة و هي بتعيط و الناس بيتفرجوا
البنت :
=خلاص يا سيف الناس بتتفرج علينا
سيف بحدة:
=خالص ايه بقولك دي حرامية سرقت السندوتشات و ياعالم لو سرقت حاجة تاني دوري في حاجتك احسن تكون سرقتك ما هي بلاوي بتتحدف علينا
أروى بصتله بضيق و هي بتدوري في شنطتها و اتأكدت أن حاجتها كلها كاملة
=اهوه يا سيف مفيش حاجة اتسرقت سيب البنت بقا.
سيف بقرف و هو بياخد منها السندوتش و بيرميه :
=امشي من هنا يا بت و بطلوا سرقة بقا جاتكم القرف مليتوا البلد
نادرة قربت و شافت المشهد كله و ركزت مع البنت الصغيرة باين انها صغيرة جدا حوالي خمس أو ست سنين مش بتتكلم و بتعيط و باين عليها الخوف
نادرة بصوت عالي و غضب :
=ما هو فعلا جاتكم القرف مليتوا البلد…
سيف و أروى بصلوها و هي حاطه ايدها في جيب البلوفر و بصلهم بثقة و غضب
سيف:
=انتي بتكلميني انا؟
نادرة بلامبالة:
=أمك….
أروى :
=افندم؟!
نادرة بصت للبنوته و نزلت لمستواها بحب
=أسمك ايه
البنت خافت و بصت في الأرض و هي بتبعد عن نادرة
نادرة ابتسمت بحب و هي بتقرب منها و بترفع رأسها بحنان
=متخافيش مش هعملك حاجة… انتي اسمك ايه… انا أسمى نادرة
البنت مردتش و هي بتبص حواليها بخوف و الناس متجمعين
نادرة قامت و بصت لسيف بغرور و بهدوء طلعت فلوس من شنطتها، حطيتهم على التربيزة ادامه
=لو دا التمن اللي يخليك متكسرش قلب طفلة اتفضل حق السندوتشات…. بس صدقني دا كسر القلب تمنه غالي اوي أنت متقدرش تدفعه
رجعت بصت للبنت اللي معه
=أنا لو مكانك افكر قبل ما ارتبط بشخص زي دا… الموضوع محتاج تفكير برضو.
سابتهم و راحت للبنوته اللي باين أنها متشردة لكن كانت جميلة رغم ان شكلها مبهدل و هي بتعيط و بصه في الأرض
نادرة ابتسمت بحنان و شالتها، البنت بصتلها بخوف و نادرة اتكلمت بمرح
=ايه رايك نبقا صحاب؟
شوفي أنا أسمى نادرة و بحب البنات جدا و بحب القطط عندي قطة اسمها بسبوسة
هو انا اللي اديتها الاسم دا.
انتي اسمك ايه بقا؟
البنت ملامحها كانت بريئة و حزينة، بصت لنادرة و اتكلمت ببراءة
=انا كنت جعانة و سرقت السندوتش
نادرة حست بالحزن لكن ابتسمت بحب:
=بس انا مسالتكيش…. ايه رأيك ناكل سوا انا كمان جعانة اوي
البنت بحزن كبير
=بس مينفعش أنا مش كويسة، أنا حرامية
نادرة اتنهدت بحزن و دخلت مطعم صغير طلبت أكل ليهم
الجوسون حط الاكل على التربيزة و هو بيبص للبنت الصغيرة باستغراب
نادرة فضلت تبص لها و هي بتبص للأكل بجوع، عضت على شفايفها بخجل
نادرة ابتسمت و بدأت تأكلها و البنوتة بتبصلها بتوتر و ارتباك
بعد الأكل
نادرة :
=ممكن بقا تقوليلي أعرف أسمك؟
البنت بغضب و لمعة دموع و طريقة كأنها بنت كبيرة :
=أنتي عايزاه مني ايه؟ عايزاه اقولك شكر انك عطفتي عليا
نادرة باستغراب :
=انا مش عايزاه حاجة، انا بس خفت عليكي
البنوتة دموعها نزلت و سكتت
نادرة حست أنها عايزاه تعيط و متكلمتش هي كمان
لحد ما البنوتة بصت في الأرض و اتكلمت
=بحر أسمى بحر… أنا آسفة
نادرة :
=اسمك حلو اوي يا بحر حلو اوي….
بحر ابتسمت ببراءة
=أنا مكنش قصدي هم كلهم بيقولوا ان اللي زينا شحاتين و أنا كنت جعانة علشان كدا سرقت الاكل
نادرة بابتسامة و هي بتمسح دموع :
=و أنا مش زعلانة…. بس ممكن متعيطيش عارفة انا زمان كنت برضو بعيط بس مكنتش بحب حد يشوف دموعي…
بحر :
=أنا هرجعلك فلوسك بس اديني يومين هخلص شغل و…
نادرة بمقاطعة و استغراب:
=شغل ايه؟!
بحر سكتت و هي بتبص لنادرة :
نادرة :
=لو مش عايزه تتكلمي أنا مش هضايقك
بحر:
↚
=أنا بقعد جانب المسجد… بشحت
نادرة بلعت ريقها بصعوبة و هي بتبصلها بحزن
=طب هي مامتك فين؟ و عيلتك
بحر هزت كتفها بحزن و لامبالة
=معرفش أنا معرفش حد…. انا همشي بقا خالص و نتقابل هنا بعد يومين
نادرة بسرعة مسكت ايدها :
=أنتي رايحة فين؟
بحر :
=همشي بقا…. سلام… هيجيلك يوم العيد هنا
نزلت من على الكرسي العالي بالنسبة لطولها و مشيت بسرعة، نادرة حست بوجع كبير و دموعها نزلت غصب عنها لأنها متأكدة ان في الف” بحر ” موجودين حوالينا في المجتمع لو حسوا بشوية حنان من المجتمع هيكون بالنسبة ليهم حاجة غريبة، رغم سنها الصغير الا ان الحياة فرضت عليها تكون دي متشردة مش عارفة ذنبها ايه و لا ايه مصيرها
غير انها تكون منبوذ من المجتمع.
بعد مدة في بيت حسن
حسن وصل البيت، دخل لقى نور اوضة النوم متاض، هز رأسه و هو مش عارف يعمل ايه معها
نفسه يحضنها و يقولها أنه بيحبها و خايف، خايف يجي اليوم اللي يفقدها فيه و تكون لحد غيره بس برضو مش قادر يعدي الموضوع بالسهولة دي
دخل الأوضة لقى نادرة ساجدة و بتصلي
قعد على طرف السرير و بصلها و استغرب لأول مرة انها طولت في السجود على عكس ما كانت بتقوله دايما انها معندهاش حاجة تدعي بيها و ان دماغها بتوجعها لما بتسجد كتير.
سمع صوت شهقاتها، قعد على الأرض قريب منها و فضل مستنيها تخلص و هو خايف عليها
نادرة خلصت صلاة و هي بتعيط و حاسة بوجع على حال البنوتة الجميلة دي
حسن بود :
=مالك يا نادرة؟ انتي كويسة؟
نادرة بصتله و هي بتمسح دموعها، حسن قرب منها و حضنها و هي فضلت تعيط
=حسن أنا زعلانة أوي اه و الله العظيم زعلانة اوي و حاسة بوجع، أول مرة أحس الأحساس دا، أنا مكنتش اعرف اني عايشة في كل النعم دي.
حسن باستغراب:
=ممكن تهدي و تحكيلي مالك و حصل ايه؟
نادرة بدأت تحكيله الموقف كله و هو كان بيسمعها بهدوء… ابتسم بحب و حنان
نادرة بغيظ :
=أنت بتضحك؟
حسن بحب:
=عارفة يا نادرة انا لو معمول ليا عمل كان زمانه اتفك بس واضح كدا ان نصيبي و نصيبك أننا مهما بعدنا يجي اللي يقربنا
انتي عارفة انا بحبك ليه
نادرة:
=ليه
حسن مسك ايدها و حطها على قلبها و ابتسم
=علشان دا…. دا لسه نضيف و كأنه قلب عيلة صغيره، قلب بنت طيبة، بنوتة جمالها الحقيقي موجود جوا قلبها، سبحان من جمعني بيكي
رغم أني زعلان منك و متضايق لكن سبحان الله مش قادر ابعد عنك
بكون مخطط لحاجة و مخطط اني ابعد بس بتيجي اني بحركة بسيطة جدا عفوية بتخطفي قلبي من جديد
نادرة ابتسمت بخجل و هي بتبص في الأرض
و حسن كمل كلامه
=عارفة أنا بحبك و مش بتكسف ابدا و انا بقولها بالعكس أنا دايما بكون فخور اني حبيتك و أنك مراتي يمكن وجعتيني اوي و اول مرة احس اني مكسور كانت بسببك بس برضو مش قادر يا نادرة مش قادر أبعد
كأن مكتوب عليا العذاب جانبك و أنا راضي بيه
نادرة مسكت ايده بسرعة :
=و الله العظيم أنت فاهم غلط يا حسن… أنا بحبك… بحبك اوى
و اللي حصل مني كله كان علشان انا حبيتك و خوفت عليك مكنتش عايزاك تاذي نفسك مع فريد دا واحد ميعرفش ربنا، مكنش عنده مانع يقت”لك و يسرق تعبك
و كمان حرق بيتك….
انا خوفت عليك تعرف و الله العظيم خفت عليك كل مرة كنت تحضني و تمسك ايدي كنت بطمن و بحس اني ملكت الدنيا كنت بخاف اني اخسرك عارفة اني أنانية بس و الله العظيم خفت تاذي نفسك بسببي
انا محبتش غيرك يا حسن
حبيت اهتمامك بكل تفصيلة صغيره اد كدا
و حبك للحاجات اللي بحبها زي القطة اللي كل شوية تضايقك و أنت نايم و مع ذلك مبتقوليش حاجة و بحب ضحكتك و غيرتك، بحب طيبة قلبك كأني بنتك
و يحب كل حاجة حلوة فيك يا حسن
حسن مكنش عارف يعمل ايه و هو فرحان و حاسس بسعادة، قرب منها و بأس رأسها
=و انا مش عايز حاجة من الدنيا بعد كدا و الله العظيم لو مت دلوقتي مش هزعل و هحس أن ربنا رضي قلبي لما حببك فيا
نادرة ابتسمت بسعادة مكنتش متخيلة انه هيسامح بسهولة كدا… كانت متخيلة انها هتعاني معه لكن موقف واحد غير كل حاجة
نادرة بحب
=طب هو انا لو قلتلك اني حامل مثالا هتعمل ايه
حسن سكت و هو مش مستوعب و لا عارف يرد و هو بيبصلها، عيونه لمعت بالدموع
=انتي…. حامل؟!
نادرة هزت رأسها بأه و هو ضحك غصب عنه و شدها لحضنه بسعادة و هو مش قادر يتكلم و مغمض عنيه لأول مرة يحس بالسعادة دي كلها
اعرفها بحبه و كمان حامل في طفلهم
دموعه نزلت و هو دافن وشه في رقبتها و هي حضناه بقوة و كأنها لأول مرة مش عايزه تبعد عنه
حسن بهمس:
=أنا بحبك اوي يا نادرة أوي
كل يوم كنتي بعيدة عني فيه كنت هتجنن من الخوف و الشوق ليكي كنت خايف اوي خايف تبعدي يا نادرة اوي
أنا مرتحتش في حياتي الا لما لقيتك و كأنك كنتي المكان الوحيد اللي بهرب ليه من الدنيا، عارفة أنا كنت كل يوم بدعي اني اتجوزك
و يجي اليوم اللي ادخل فيه بيتنا و القيكي بتضحكي في وشي مكنتش عايز من الدنيا اي حاجة غير ان يجي اليوم اللي ربنا يكتبنا فيه اننا نكون سوا
و ارمي كل وجعي و همي و انا بحضنك و انسى ساعتها كل همومي
و ربنا كريم… اوي يا نادرة حققلي دعواتي و أنتي معايا و كمان حامل في ابننا…
نادرة بدف :
=و الله العظيم لو كنت أعرف أن ممكن حد يحبني الحب دا كله كنت قفلت على قلبي يا حسن و مسمحتش لأي حد يكسرك و لا ياذيك بسببي حقك علي قلبي يا حسن حقك عليا
حسن اتنهد و هو بيبعد عنها، بأس رأسها بحب و حنان
=ربنا يقدرني و اسعدك
بس قوليلي بقا انتي عرفتي امتى انك حامل و ليه مقولتش
نادرة بدلال:
=كنت عايزاك تيجي تصالحني علشان عارفة انك بتحبني انا مش علشان الجنين
حسن بغيظ :
=طماعة
نادرة بحب:
=اوي مدام في حبك لازم اطمع و اتأكد انه ليا
حسن ضحك و رد بحماس
=طب احنا كدا لازم نتابع مع دكتورة كويسة و لازم نجهز سرير صغير و أوضة الأطفال انا هجيب النقاش يدهن دي ما انتي عايزاه و عايزين ننزل نشتري هدوم و كمان لعب كتير و حاجات كتير
نادرة ابتسمت بحب و سعادة و باين عليها الحزن
=حسن أنا عايزاه اقولك حاجة بس خلينا نتناقش ممكن
حسن باستغراب؛
=ايه؟
نادرة بتوتر و سرعة:
=ايه رأيك نربي بحر؟!
أنا عارفة ان الحمل بيحتاج مصاريف و كمان دا اول طفل لينا بس صدقني انا هعرف اهتم بيهم الاتنين و عارفة ان المصاريف هتكون كتير عليك بس متشغلش بالك
انا ممكن اخد فلوس من بابا و هو اكيد هيساعدنا و….
حسن بحدة:
=نادرة؟! أنا لو مش اد الجواز مكنتش اتجوزتك… لو مش هقدر اصرف عليكي مكنتش هتجوزك لان مش هاخد ابهدلك معايا يا بنت الناس
نادرة:
=عارفة يا حسن و عارفة أنك راجل يعتمد عليه بس البنت صعبانة عليا
دي لسه خمس سنين بس بتتكلم و كأنها كبيرة، يا حسن دي سرقت الاكل من الجوع بالله عليك يا حسن دا ربنا قال في كتابه العزيز
قال الله تعالى
: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) سورة البقرة الآية 215 .
وقال تعالى
: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء الآية 36 .
و غير كدا يا الأحاديث النبوية
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث:
[قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]
و بعدين يا حسن دا أنت بتساعد اللي بيلجا ليك أنا كمان نفسي اربيها، البنت دي جميلة و بريئة، صدقني أنا هعرف اربيها و عهد عليا أدام ربنا اني عمري ما هفرق بينها و بين أولادنا و لا حتى في الكلمة او النظرة او البوسة
اه ولادنا هيكونوا دايما قلبي بس هي كمان خطفت قلبي يا حسن هي كمان فكرتني بنفسي لما كنت محتاجة لأمي و مكنتش معايا.
عارف يا حسن البنت دي جميلة اوي و نظرتها مليانة حنان.
جايز لو جبنا تعيش معانا و اهتمينا بيها ربنا يقعده لينا في أولادنا و يوقف لهم ولاد الحلال في حياتهم.
حسن كان بيبصلها و هو بيفكر لان موضوع اهتمام بطفل مش بسيط
و خاف يظلم البنت دي في يوم من الأيام لان الأكيد هيحب ولاده أكتر و يمكن يفرق بينهم في المعاملة و ساعتها هيظلمها.
حسن:
=خايف يا نادرة… خايف يجي اليوم اللي أظلمها فيه فاهم قصدك لكن أنا مش هيستحمل فكرة اني أظلمها و ساعتها هفضل شايل ذنبها.
نادرة بابتسامة حنونة :
=خوفك دا أكبر دليل ليا أنك هتكون حنين عليها صدقني.. لأنك هتراعي ربنا دايما فيها
بص انا هقابلها يوم العيد فكر يا حسن و صلي و صدقني ربنا هيدلك على الصح
حسن ابتسم بحب و بأسها
=طب ايه؟
نادرة بخجل:
=ايه…. احنا في رمضان انا بقولك اهوه
حسن :
=دماغك راكبه شمال الشمال
نادرة:دا انا؟!
حسن بسخرية:
=اومال أنا
نادرة لفت ايدها حوالين رقبته بخبث و حب
حسن بضحك :
=مش بقولك دماغك راكبة شمال بس انتى كمان وحشتيني اوي اوي اوي
نادرة :
=طب ناوي على ايه بقا؟
حسن :
=اامم مش عارف و مش مهم المهم إنك معايا دلوقتي
نادرة:
=اوعدني يا حسن تفضل تحبني
حسن قام و شالها بحنان
=انتي مش محتاجة وعود يا نادرة لان في عهد اتكتب على قلبي انه يفضل يحبك كدا لآخر العمر
نزلها على السرير و قعد جانبها و فضلوا يتكلموا لوقت طويل…
و أخيراً رست السفن بالميناء في هدنة صغيرة و استراحة بسيطة لقلبه……
↚
الحلقة السادسة و العشرين
بعد مرور ثلاث أيام… في بيت الحج موسي
نادرة كانت قاعدة مع مرجانة اللي بتتكلم
على الرغم من حزن نادرة و تفكيرها في
“بحر” و اد أيه نفسها تشوفها تاني و تفرحها،
للحظات و هي بتتكلم معها حست أنها نسخة من نفسها لكن باختلاف ظروف حياتهم و صعوبتها على بحر
اللي اتولدت في الدنيا علشان تخوض تجربة صعبة لوحدها أدت بيها في النهاية أنها بقيت متسولة… طفلة وحيدة و بسيطة جدا
متعرفش حاجة عن الحياة بس قاست فيها رغم سنها الصغير جدا.
زي أطفال كتير اتحرموا من أبسط حقوقهم، طلعوا للدنيا في الشارع بسبب أشخاص جابوهم للدنيا و هم مش مستعدين او مسئولين او حتى بطريقة غير شرعيه.
و الأسوء هو معاملة المجتمع ليهم و محاسبتهم ليهم كأنهم كبار فاهمين الصح من الغلط.
نادرة فاقت من شرودها على صوت مرجانة و هي قاعدة جانبها و بتتكلم عن فرحة إبنها بهدوم العيد
مرجانة؛ اه صحيح أنا و أنتي لازم ننزل نشتري هدوم للعيد و نشتري كم حاجة كدا ناقصه عندي و شوفي انتي محتاجة ايه و هنشتريها
نادرة بصتلها و ابتسمت بحب
=أنا ماليش نفس يا مرجانة و حقيقي كسلانة اوي أني اعمل اي حاجة.
مرجانة بقلق :
=مالك يا نادرة من ساعة ما جيت لك و انتي في الحالة دي و سرحانة حصل ايه، انتي مش قولتي أنك انتي و حسن خالص اتصالحتوا
نادرة بسعادة :
=آه اتصالحنا الحمد لله بس مش دا الموضوع، بس مش دا الموضوع بقولك هي جليلة فين أنا من ساعة ما جيت و هي مش هنا راحت فين؟
مرجانة :
=خرجت تجيب طلبات البيت قبل ما انتي تيجي بساعتين تقريباً زمانها جاية… ليه؟ كنتي عايزاها في حاجة
نادرة:
=لما تيجي بس لما تيجي…
مرجانة:ماشي انا هدخل اشوف الأكل اللي على النار دا.
نادرة ابتسمت و مرجانة سابتها و دخلت المطبخ
بعد ساعة
جليلة كانت قاعدة مع نادرة و مرجانة في المطبخ و هما مشغولة و نادرة بتبص لهم و هم بيضحكوا
مرجانة:
=مالك يا بت النهاردة سرحانة كدا ليه؟
جليلة: و الله كنت لسه هقول كدا.. ايه الهدوء اللي انتي فيه دا؟
نادرة :
=جليلة هو أنتى كان سهل بالنسبة ليكي تربى بنت ضرتك؟!
و لو كنت بنت عادية ياترى كنتي هتساعديني و لا انتي عملتي كدا علشان بابا
جليلة بصتلها باستغراب و قعدت جانبها
=غريب ليه بتسالي السؤال دا
نادرة :عايزاه اعرف مش أكتر
جليلة :
=و أنا معرفش يا نادرة السبب أنا بس لقيت بنت صغيرة كانت بتعيط على موت أمها بنت جميلة زيك ابتسامتها كفيلة انها تغير اليوم كله، رقيقة و مليانه دف و يمكن برضو علشان انتي بنت موسى
نادرة :
=طب بالمناسبة دي…. أنا حامل
مرجانة بسرعة:
=أحلفي
نادرة بحماس:
=اه و الله حامل
جليلة بحب:
=طب انتي عرفتي الكلام دا أمتي
و متأكدة و لا لاء و ليه مجتيش تقوليلي على طويل؟
نادرة :
=لسه عارفة من كم يوم
جليلة قامت و حضنتها بسعادة و حب
=الف مبروك الف مليون مبروك يا حبيبتي، ربنا يسعدك يا نادرة
نادرة غمضت عنيها و حضنتها بقوة و كأنها مش عايزاه تبعد عنها
مرجانة ابتسمت و هي بتحضنها
مرجانة:
=دا احلى خبر سمعته النهاردة بجد بابا هيفرح اوي، و حسن اكيد فرح لما عرف
نادرة :الصراحة اه.. فرح أوي و فرحته دي كانت أجمل حاجة حصلت..
يارب بس يكمل على خير
جليلة:يارب يا حبيبتي
يارب دايما فرحانين يا نادرة يارب دايماً
طب قوليلي نفسك في حاجة معينة، نفسك في حاجة اعملهالك
نادرة :
=نفسي في سوشي
ليلة و مرجانة بصوت واحد
=لا…… ممنوع
نادرة بغيظ:
=على فكرة حلو أوي
جليلة :
=لا يعني لا
أنا أصلا مش عارفة انتي بتاكليه ازاي
نادرة بضيق
=حسن علي فكرة كان يعزمني عليه و بيخليني أكل منه زي ما أنا عايزاه…
مرجانة بسخرية:
=قبل ما تكوني حامل بصي هو أنا كدا كدا مش بحبه و مش هخليكي تاكليه ياريت بقا تفكري في حاجة تانية اعملهالك
صحيح دعاء عرفت و لا لاء
نادرة :
=لأ انا مقولتلهاش لسه بس أنا و حسن هنروح لها بليل… هو كدا كدا بيروح كل يوم عندها الصبح بس أنا طلبت منه نكون سوا و احنا بنقولها علشان متتضايقش و كمان نفسي أعرف ردة فعلها لما تعرف…
مرجانة؛
=اكيد هتفرح اوي يا نادرة دي أم يا حبيبتي و اكيد نفسها تشوف احفادها
بعد نص ساعة تقريباً
موسى دخل البيت و هو فرحان جداً و متحمس خصوصاً بعد جليلة كلمته في الموبيل و قالتله خبر حمل نادرة
نادرة كانت خارجة علشان ترجع البيت لكن ابتسمت و هي شايفه ابوها داخل البيت
نادرة:
=حجيج أخيراً وصلت دا أنا كنت همشي دلوقتي اتاخرت ليه؟
موسى بحب و سعادة :
=معقول تمشي كدا من غير ما تقوليلي الخبر دا و الله كنت ازعل منك، هاتي حضن
نادرة ابتسمت و حضنته بسعادة و حب
موسى باس رأسها و برفق:
=الف مبروك يا حبيبة قلب أبوكي، الف مليون مبروك تتربى في عزكم…
نادرة بحماس :
=أنا كمان نفسي في نونو صغير يارب تكون بنت
موسى برفق؛
=كل اللي يجيبه ربنا كويس يا حبيبتي ربنا يرزقك الذرية الصالحة و يقويك يا حسن علي الأم و بنتها
نادرة بغيظ ؛
=هو يطول دا أنا قمر….
موسي بغيظ:
=مش هتتغيري يا بت
نادرة :
=و مالة أنا أصلاً مش محتاجة اتغير….
جليلة من وراها:
=لولا اللي في بطنك كنت جيبتك من شعرك و مسحت بيه بلاط الشقة
نادرة بضيق :
=حكم…. ايش حال إني بنتكم
جليلة :
=ما هو لو انتي مش بنتنا كنا اتبرينا منك
نادرة:
=أنا لسه محضرتش الفطار و للأسف لازم اروح دلوقتي لأن حسن بيجي على الساعة خمسة.
مرجانة بسرعة:
=لا طبعاً فكرك الست جليلة هتسيبك تعملي حاجة من النهاردة… خدي يا أختي
نادرة بصتلها باستغراب و هي بتاخد منها شنطة كبيرة فيها علب مرصوصة فوق بعضها
=أي دا؟
جليلة:
=أنا كنت محضره الأكل دا للفطار سويته خديه بقا هو سخن لو برد ابقى حطيه في الميكرويف على طول
نادرة :
=ليه كدا على فكرة أنا كويسة
جليلة:
=متعانديش معايا في الكلام…. أبوكي هيوصلك و بلاش حركة كتير و بليل هجيلك
نادرة :
=ماشي بس خالي في علمك لما تيجي بليل هتعملي لي أم علي علشان بتاعتك بتبقى مظبوطة و حسن كان قايل أنه بيحبها بس انتي عارفة أنا بعملها مسكرة اوي
جليلة :
=من عنيا بس كدا
نادرة ابتسمت و خرجت مع موسى وصلها البيت.
بعد الفطار
نادرة و حسن راحوا لدعاء و بلغوها الخبر و هي فرحت جداً
الساعة عشرة
كانوا قاعدين أدام التلفزيون و هم بيتفرجوا على فيلم لدوين جونسون
نادرة كانت بتتفرج بحماس و حسن تقريباً نام من التعب
لحد ما جرس الباب رن
حسن بنعاس و هو بيقوم:
=دا أكيد أبوكي شغلي النور
فتح الباب كان موسى و جليلة، سلموا على بعض و دخلوا قعدوا في الصالون و نادرة اخدت جليلة المطبخ لحد ما موسى ندى عليها
نادرة خرجت من جوا و ابتسمت
=بتنادي يا حج
موسي:
=اقعدي يا نادرة
نادرة قعدت جانب حسن
موسى بابتسامة و هو بيديها ورق معين
=طب امسكي بقا العقد دا
نادرة اخدت منه الورق و فتحته
نادرة:عقد بيع!!
موسى :
=دي يا ستي هديتي ليكي بمناسبة الخبر الجميل دا….
نادرة :مش فاهمة يعني ايه؟
موسى؛
=دا عقد بيع معرض الأجهزة اللي في سيدي بشر انا كتبته بأسمك
نادرة بصت لحسن بتوتر
=بس يا بابا أنا مش محتاجة ان المعرض يكون باسمي..
موسي:
=بس دي هدية و بعدين أنا كتبت لمرجانة لما خلفت حاجة تانية و دا حقك و بعدين انا مسجلة من زمان في الشهر العقاري قبل حتى خطوبتك من حسن
حسن مكنش عارف يتكلم او يتدخل في الموضوع
نادرة :
=بس يا بابا أنامش بفهم في الشغل دا و كمان انا مش محتاجة و معرفش ازاي بتديره
موسى؛
=ماشغليش بالك انتي طول ما أنا عايش على وش الدنيا و بعدين البركة في حسن يكمل اللي بداته أنا
حسن بصله بجدية و افتكر كلامه لما قال ان زوج لمرجانة دكتور ميعرفش يدير الشغل دا؛
=بس يا حج أنا بلغتك قبل كدا إني بحب شغلي و ناوي أن شاء الله أكبره
موسى :
=بس دا حق مراتك و ولادكم يا حسن يعني افرض انا مت دلوقتي تعملوا ايه هتبيعوا المعارض.
حسن بجدية :
=لا يا حج و بعدين ليه بتفرض البلاء قبل وقوعه ربنا يطولنا في عمرك
موسى بثقة:
=أنا حاطط أملي فيك يا حسن و عارف إنك راجل مجدع صدقني لو مش واثق فيك مكنتش جوزتك بنتي.
↚
حسن بجدية:
=ربنا يدوم المحبه و ان شاء الله اكون عند حسن ظنك فيا
عدي وقت و جليلة خرجت من المطبخ و غيروا الموضوع لكن نادرة كانت ملاحظة تغير حسن، بعد شوية مشيوا و حسن دخل اوضته
نادرة دخلت وراه و هي متضايقة لقيته قاعد على الكرسي و ساكت
ابتسمت بحب و هي بتقعد قصاده على الأرض و مسكت ايده
=مالك يا حسن؟
حسن بجدية:
=مفيش يا نادرة بس كنت بفكر في حاجة كدا ليها علاقة بالشغل
نادرة بابتسامة:
=طب دا بجد السبب اللي مضايقك
حسن :
=مفيش حاجة يا نادرة بس عارفة كلام أبوكي حسسني للحظات إني قليل و أنك تستاهلي حد احسن مني بكتير
نادرة بسرعة:
=صدقني يا حسن يابا ميقصدش و بعدين دا هو السبب اني اتجوزك و أحبك
عارف أنا في البداية مكنتش حابة علاقتنا لكن صدقني أنا بحمد ربنا كل يوم أنه خلني اقابلك و اتجوزك
و صدقني هو بيحبك اوي يا حسن بس انا عارفة بابا كويس هو طول عمره كان نفسه يخلف ولد يقدر يدير الشغل و يحافظ عليه علشان كدا عايزك تكون معاه و هو عمره ما كان هيطلب منك حاجة زي دي الا لو كان واثق فيك اوي يا حسن
بالله عليك متزعلش منه و صدقني هو مش بيقارنك بيحيى جوز مرجانة
هو بيحبك و بيعتبرك ابنه صدقني هو بيحبك و الكل الحي بيحبوك، بيحبوا حسن الشهم و الجدع اللي بيقف معاهم في ضيقتهم
حسن ابتسم و خاوط وجهها بايده و هو بيبوس راسها بحب و حنان
=تدومي لقلبي دواء يا نادرة من كل هم
نادرة ابتسمت بحب و سكتت
بعد اسبوع “يوم عيد الفطر المبارك”
حسن خرج الصبح بدري هو و نادرة يصلوا العيد في المسجد في جو من البهجة و السعادة
بعد مدة خرجوا و نادرة فضلت تبص له
حسن :
مالك؟
نادرة :
=النهاردة العيد مش واخد بالك من حاجة
حسن :
=حاجة ايه؟ العيديه! مش أنا اديتك العيدية
نادرة :
=لا مش العيدية… موضوع بحر ايه رأيك؟
حسن سكت و كان واضح عليه انه فعلا كان بيفكر في الموضوع بجدية
نادرة سكتت بحزن
=خالص طالما مش موافق
حسن بجدية:
=مين قال إني مش موافق دا أنا بقالي أكتر من اسبوع بفكر في الموضوع… بص أنا مش متأكد من قراري بس خلينا نفوض أمرنا لله و نشوفها مش هي قلتلك انها تقابلك النهاردة عند نفس المطعم
نادرة بابتسامة و حماس:
=آه…. هي ممكن تكون هناك دلوقتي خلينا نروح بسرعة
حسن :
=مش هينفع دلوقتي الوقت بدري اوي و اكيد هتيجي بليل مثالا بسبب الزحمة و كمان اهلك و أهلي هيجوا يعيدوا علينا النهاردة
نادرة:ماشي
عدي النهار كله في وقت جميل
نادرة كانت مظبطة البيت و مجهزة تسلية العيد و كل حاجة كانت جميلة و هادية
حسن و نادرة وصلوا المطعم و فضلوا مستنين وقت طويل و نادرة زعلانة أنها مجتش
نادرة :
=كنت بقولك نيجي الصبح يا حسن اكيد جيت و لما ملقتنيش مشيت
حسن بهدوء:
صلي على النبي كدا و أصبري أن شاء الله هتيجي
بعد شوية
بحر كانت جاية و باين أنها كانت بتعيط و زعلانة، نادرة اول ما شافتها ابتسمت بسعادة و قامت بسرعة نزلت من المطعم و وراها حسن اللي متضايق من تهورها
نادرة بسعادة و رفق و هي بتقعد جانب بحر
=كنت مستنياك اتاخرت ليه
بحر بحزن و هي بتطلع فلوس فضيه من جيب بنطلونها القديم
=أنا مش معايا غير دول بصي أنا و الله مش معايا غيرهم
نادرة باستغراب و حزن و هي مركزة مع شكلها اللي اتبهدل أكتر
=هو انا طلبت منك أنك اديني فلوس أنا مش عايزاهم
بحر :
=بس أنا….
نادرة ابتسمت و باست رأسها بحنان؛
=مش عايزه اسمع منك حاجة ممكن
بحر :
=طب أنا همشي بقا
نادرة بسرعة:
=هتروحي فين و بعدين انتي كنتي بتعيطي
بحر :
=في عيال ضربوني و اخدوا مني الفلوس اللي كانت معايا
نادرة حاولت تداري حزنها و ابتسمت بحب
=طب ايه رايك تيجي معايا نشتري هدوم جديدة ليكي و ناكل و تيجي معايا البيت
بحر :
=بيت؟
نادرة بابتسامه :
=أيه رايك تيجي معايا و تفضلي معايا و أكون مامتك او صاحبتك او ان شاءالله اختك
بحر سكتت و هي بتبص لها و بتبص لحسن اللي واقف وراهم بيسمع الحوار و باين عليه الحزن و هو شايف شكلها المتدهور
بعد مدة
كانوا اشتروا هدوم جديدة ليها و حسن اشتري اكل
رجعوا البيت و نادرة اخدت بحر اوضتها و اخدت شاور و سرحت ليها شعرها و هي بتتكلم و حسن ساكت و مش عارف هل فعلا هيقدر يحب البنت دي و مش هيفرق في يوم بينها و بين اولاده
و هل ممكن يظلمها يوم… افكار كتير كانت بتدور في دماغه اتنهد بضيق
و خرج من الشقة راح لعامر
بعد يومين
حسن دخل البيت في وقت متأخر من الليل، نور البيت كان مطفي، حط المفاتيح و المحفظة على السفرة و كان داخل اوضته مع نادرة
لكن وقف و هو بيفكر أن في شخص معاهم في البيت، شخص مش عارف هيتعامل معها ازاي.
راح ناحية أوضة الأطفال
حط ايده على مقبض الباب بتوتر و ارتباك، فتح الباب و شغل النور استغرب ان السرير مترتب زي ما هو و مفيش حد في الأوضة استغرب و هو بيبص في الاوضة باهتمام لكن وقف مرتبك و مصدوم
و هو بيبص لبحر اللي نايمة على الأرض و هي ضامة نفسها بخوف.
مكنش عارف يعمل أيه هو بيحاول يتأقلم مع فكرة أنه هيربيها و المفروض انه يكون أبوها
اتنهد بلامبالة و هو بيقعد على الأرض جانب بحر، ابتسم و هو بيبصلها بحزن
حسن بحنان:
=بحر…. بحر قومي يا بحر.
بحر قامت بسرعة و بصتله بخوف و هي بتبعد
حسن بهدوء؛
=أنتي نايمة هنا ليه؟
بحر بصت حواليها بخوف :
=أنا…. أنا كنت هنام برا لكن… نادرة قالتلي أن أنام هنا
و أنا و الله منمتش على السرير و هو نضيف أنا هنام على الأرض
حسن باستغراب؛
=بس دي اوضتك و دا سريرك يعني تنامي عليه براحتك و كمان العب اللي هنا دي بتاعتك
بحر بصت للاوضة بإعجاب و هي بتجز على سنانها
=كل اللعب دي بتاعتي؟!
حسن بود و حنان:
=ايوة كلهم و كمان يا ستي هننزل أنا و أنتي و نادرة نشتري لك اللي انتي عايزاه…
بحر بصتله بتردد و هي بتفرك في ايدها ببعض :
= أنا ممكن أمشي من هنا لو هيضايقك، انا عارفة أن نادرة هي اللي قلتلك عني بس أنا ممكن أمشي
حسن استغرب ردها للدرجة دي عندها عدم ثقة و توتر من الأشخاص اللي عرفتهم لكن حاول يغير الموضوع
=بقولك ايه أولا أنا أسمى أبو علي و بصراحة بقا انا جعان اوي يا ست بحر و نادرة نايمة … ايه رأيك نطلع أنا و أنتى نسخن الأكل و نأكل سوا و نيجي ننام و احكيلك حدوتة
بحر بابتسامة:
=بجد!
حسن ضحك و هو بيشوف ابتسامتها الصغيرة بسرعة رفعها على كتفه و خرج من الأوضة
=بجد
دخل المطبخ و قعد بحر على الكرسي و بدا يشوف الأكل اللي في التلاجة، طلع يسخن ليهم
حسن؛
=خالص ياستي كدا الأكل جاهز ياله بينا بسم الله
قعد قصدها و حط في طبقها الأكل و بدا ياكل، بحر ابتسمت و اخدت المعلقة و بدأت تاكل ببطي، لحد ما أكلوا و حسن حط اداهم كوباية لبن
بحر بسرعة:
=لا لا مش بحبه
حسن :
=بس دا حلو اوي و أنا كمان هصب كوباية ليا، اااممم
طب بصي هعملهولك بالكاكاو لو حلو هتشربيه كل يوم معايا ماشي يا ست بحر
بحر بابتسامه :
=حاضر يا ابو علي
حسن ضحك و قام يجهز لها البن في الوقت دا خرجت قطة نادرة من الأوضة
بحر أول ما شافتها ابتسمت و نزلت من على الكرسي و قعدت جانبها و هي بتلعب معها
حسن بصلها و ابتسم بود و حس أن فعلا نادرة كان عندها حق لما قالتله نربيها، اتنهد براحة و هو بيدعي أن ربنا يرزقه بنوتة جميلة زيها من حبيبته نادرة
حسن قعد جانبها على الأرض و هو بيدلها كوبايه اللبن و شايفها مندمجة مع بوسي باين فيها براءة الطفولة و حنان كبير
رغم الخوف و التوتر اللي جواها أنها ترجع للشارع و ظلمه تاني
حسن:
=اتفضلي يا ستي كوباية اللبن…
بحر بصتله و مسكت كوباية اللين بايديها الاتنين و بدأت تشرب منها و هي بتلاعب القطة
بعد دقايق
حسن مسك كف ايدها الصغير و دخل اوضته مع نادرة اللي كانت نايمة بعمق
بحر بهمس؛
=يا ابو علي ابو علي
حسن بابتسامه؛
=نعم
بحر :
=نادرة نايمة هنا ممكن تزعق لما تصحى و تشوفني هنا
حسن :
=لا طبعا نادرة بتحبك و بعدين أنتي خايفة و معاكي حسن عيب عليكي
بحر :
=أنت طيب يا حسن ؟!
حسن ابتسم و شالها برفق و حطها في السرير جانب نادرة و نام جانبها
=تعالي بقا يا ست بحر هحكيلك حدوتة الصياد و الحورية
بحر حطت راسها على المخدة و هي بتبص لنادرة و حسن بدا يحكي لها قصة من قصص الأساطير
و هي بتسمعه باعجاب و انبهار و كأنها أول مرة تسمع حكاية زي دي لحد ما نامت
حسن بص لنادرة و بحر و هو بيدعي ربنا يحفظهم، قام دخل الحمام اتوضي و صلي ركعتين لله، خلص صلاة و راح ناحية نادرة اللي نايمة، قعد جانبها على السرير و مال عليها باس رأسها بحب و إشتياق و ايده على بطنها بيطبط عليها بحنان
حسن بهمس:
=وحشتيني يا بنت الايه وحشاني حتى و انتي معايا اعمل فيكي ايه بس….
وعد عليا هيجي اليوم اللي اخطفك فيه و ابعد عن الكل وساعتها هتكوني معايا أنا و بس
قام و نام جانبهم و نادرة ابتسمت و هي بتبص لهم حضنت بحر و مدت ايدها تحضن حسن و هو ابتسم بحب و طفي النور و نام.. و هو بيحضنهم
*****************
↚
تاني يوم الصبح
نادرة صحيت بدري قبل حسن، ابتسمت بهدوء و هي بتبص لبحر اللي نايمة بأريحية.
قامت من جانبهم بهدوء خرجت من الأوضة و راحت الحمام تاخد دش.
بعد مدة كانت واقفه في المطبخ بتجهز الفطار لحد ما الساعة دقت سبعة، بدات تخلص بسرعة قبل ما هم يصحوا
بعد ربع ساعة تقريباً
خرج حسن من الأوضة و هو ماسك ايد بحر و بيتكلموا و باين عليهم الاندماج
نادرة بسرعة:
=عيني يا عيني ايه الجمال دا على الصبح
حسن ابتسم و هو بيرفع بحر و قعدها على رخام المطبخ
=صباح الخير يا قمر
نادرة بابتسامة :
=صباح النور يا سي حسن… صباح الجمال يا بحر
بحر بابتسامة:
=صباح النور يا نادرة… انتي صاحيه من بدري؟
كنتي صحيني ممكن اساعدك
نادرة بجدية و حنان :
=متشغليش بالك أنتي أنا أصلا نومي خفيف
حسن بمقاطعة:
=و الله يعني اللي بتنام لحد الساعة عشرة دي نومها خفيف
نادرة بغيظ:
=بس كنت بصحي أعملك الفطار و اقعد معاك لحد ما بتروح الورشة و بعدها برجع أنام
حسن و بحر ضحكوا على شكل نادرة و هي ماسكة المعلقة و رفعها في وشه و بتتكلم بسرعة
نادرة بضيق:
=أنا غلطانة أصلا أني قولتلك اني بصحي متأخر بس أنا اتعودت على كدا طول عمري في بيت بابا
حسن ابتسم بخبث و هو بيقرب منها
=يا عيني عليكي يا قطة أنتي هتعيطي و لا ايه
نادرة بضيق و زعل :
=على فكرة أنت رخم
حسن حط ايده على كتفها و هو بياخد من البطاطس المقلية و بيدي منها لبحر اللي اكلتها و هي بتتفرج عليهم و في ابتسامة صغيره على وشها
حسن
=على فكرة أنا بقا بهزر و بعدين ايه شغل العيال دا هتعيطي بجد
نادرة :على فكرة دي رخامة بجد يا حسن و بجد أنا زعلت
حسن طبع بوسة على خدها
=طب على فكرة أنا بنكوشك بس مش أكتر و بعدين أعمل إيه شكلك بيكون حلو لما بتتعصبي مش بذمتك يا بحر شكلها بيكون حلو
بحر بابتسامه واسعة :
=آه و مناخيرها بتحمر اوي
حسن :
=اهوه شوفتي عرفتي بقا أنك ظلماني
نادرة :
=لا تصدق ظلمتك يا واد يا برئ
حسن بخبث و طريقة شعبية
= البراءة عنواني يا أبلتي
نادرة ضحكت على شكله
حسن اتنحنح بجدية :
=أنا كدا هتاخر… الفطار جاهز؟
نادرة :
=ايوة هحطه على السفرة ياله بينا…. هات الخس و الجرجير من عندك
طلعت من المطبخ و هي شايله صنيه عليها الفطار و حسن و بحر وراها
قعدوا يفطروا لكن نادرة مكنتش عايزاه تاكل و حاسه بمغض بسيط
حسن لاحظ انها بتحاول تاكل بس علشان ميلاحظش
حسن بجدية :
=نادرة أنتي كويسة؟ مالك؟
نادرة :
=مفيش يا أبو علي أنا كويسة بس ماليش نفس أكل.
حسن اتنهد بحزن و مسك ايدها :
=طب معليش حاولي تاكلي علشان الدواء بتاعك قوليلي عايزاه حاجة معينة
نادرة :
=بص بس متزعقش أنا نفسي رايحة أني أكل أي حاجة فيها شطة كتير اوي اندومي مثالا و احطه شطة… او لسان العصفور و عليه شطة كتير او أي أكله فيها شطة بجد نفسي فيها
حسن أكتفي بنظرة حادة كانت كفيلة أن نادرة ابتسمت بتوتر
=خالص مش مشكله بلاش الاندومي و الشطة خلاص صلي على النبي كدا يا باشا
حسن بجدية حادة:
=النهاردة أن شاء الله هتصل بيكي تجهزي علشان نروح للدكتورة لان الصراحة مش مطمنلك
نادرة :
=على فكرة دي دكتورة شاطرة و معروفة و كمان مرجانة لما كانت حامل كانت بتابع معها
و ثانياً أنا مش تعبانة علشان اروح للدكتورة انا كنت عندها في اليوم اللي رجعت فيه البيت معاك يعني من اسبوعين تقريباً .
حسن بجدية :
=اللي قولته يتنفذ يا نادرة بدون كتر كلام لان أنا للأسف مش بحب الكلام الكتير بيعصبني
نادرة ابتسمت بدلال و هي بتقرب من السفرة، سندت رأسها على كف ايدها بخبث و دلال :
=حتى كلامي يا سونه
حسن بصلها و غصب عنه ابتسم و رد بخبث
=كله إلا كلامك يا قلب سونه
نادرة ابتسمت بخجل و بدأت تاكل
بحر بحزن:
_هو أنتي تعبانة يا نادرة؟
نادرة بسرعة:
=لا يا أميرتي أنا كويسة الحمد لله بس في نونو صغير بيكبر جوايا
بحر بحماس:
=نونو صغير …. طب هيجي أمتي؟
هو أنا ممكن العب معه زي ما بتخليني العب مع بوسي
نادرة ابتسمت بحب و هزت رأسها بالموافقة
=هنلعب معه انا و أنتي و بوسي و أبو علي بس لما يجي بقا علشان لسه بدري
بحر :
=أن شاء الله هيجي بسرعة و أنتي هتكوني كويسة
حسن :
=يارب يا ست بحر يا رب
ياله بقا نفطر بدل الكلام
****************
بعد مدة
نادرة كانت بتنضف البيت و بحر قعدة أدام التلفزيون بتتفرج على الكرتون اللي نادرة جبته ليها، قاعدة جانب قطة نادرة و هي بتتفرج بحماس
نادرة بهدوء:
=عنيكي هتوجعك يا بحر ارجعي وراء شوية
بحر هزت راسها و رجعت لكن قامت بعد شوية لما سمعت جرس الباب بيرن
فتحت الباب بصعوبة بسبب طولها.
جليلة كانت متخيلة أنها هتشوف نادرة لكن استغربت لما بصت للبنت الصغيرة اللي فتحت ليها الباب
جليلة بحدة؛
=أنتي مين و فين نادرة؟
بحر بصتله بخوف و رجعت بصت في الأرض بتوتر بطريقة خلت جليلة تضايق و تخاف على نادرة، دخلت البيت بسرعة و هي بتنادي عليها
=نادرة يا نادرة أنتي فين
نادرة من اوضه النوم ؛
=ايوة يا جليلة أنا جاية اهوه
جليلة فضلت تبص لبحر باستغراب لحد ما نادرة خرجت
=ازايك يا مرات ابويا تعالي انتي هتفضلي واقفه عندك كدا
جليلة بحدة :
=مين دي يا بت؟
نادرة بصت لبحر و ابتسمت بهدوء
=طب خلينا نتكلم جوا يا ماما…. بحر تعالي كملي الفيلم أنا مش هتاخر عليكي
بحر :
=ماشي.
نادرة اخدت جليلة بسرعة و دخلت اوضتها قبل ما تقول حاجة تضايق بحر
جليلة:
=ادينا بقينا لوحدينا مين دي بقا يا هانم؟
نادرة :دي بحر
جليلة :
=و الله بحر! تصدقي مكنتش أعرف
مين بحر يعني انطقي هو أنتي هتنقطيني
نادرة بهدوء
=طب اهدي بس يا جليلة بالله عليكي
جليلة:
مش ههدا الا لما افهم مين دي
نادرة :
=طب اقعدي بس و وطي صوتك بالله عليكي
جليلة قعدت بغيظ و نادرة قعدت ادامها
=بصي يا جليلة بحر تبقى بنت يتيمة متعرفش أهلها و لا ليها حد أنا و حسن قررنا نتكفل بيها و بتربيتها و صدقيني دي طيبة اوي و جميلة
جليلة بسرعة:
=تتكفلوا بمين يا بت أنتي بتستعبطي هو أنتي و جوزك اد مصاريف انكم تتكفلوا بحد
و كمان أنتي حامل و لسه بعد الولادة ان شاء الله في مصاريف كتير بتيجي و البنت دي لو هتدخلوها مدرسة هتصرف اد كدة
.. لا طبعا مينفعش تتكفلوا بيها
متنسيش يا نادرة حسن ميكانيكي يعني رزقه على الله و لو هو وافق فأكيد علشان مش عايز يسيبها في الشارع و تلقيكي انتي اللي طلبتي منه دا ف مش حابب يرفضلك طلب
أنتي فكرك مصاريف البيت دي حاجة سهلة
دلوقتى أنتي مش حاسة بدا لأنكم لسه معندكش اولاد
لكن لما تخافوا و يبقا عندكم طفلين مثالا هتندموا انكم جبتوا البت دي من الشارع لا تعرفوا تصرفوا عليها و لا على ولادكم
و حسن الحمل هيبقى تقيل عليه اوي،
غير كدا الناس هيقولوا ايه؟!
هيقولوا راحوا جابوا بنت من الشارع مش عارفين لا أصلها و لا فصلها علشان يربوها
و اللي هيقول أكيد مراته عندها مشكله في الخلفة علشان كدا جابوها
و اللي هيالف الف حكاية و التانية
لا طبعا انا مش موافقه البت دي لازم ترجع الشارع.
نادرة بعقلانية :
=في ايه يا جليلة براحة
أولا ممكن توطي صوتك معليش
بصي يا ست الكل أنا فعلا اللي طلبت دا من حسن بس دا كان بسببك انتي
جليلة باستغراب:
=أنا؟!
نادرة :
=ايوة طبعاً بسببك لأن انتي اللي علمتيني أن الحياة لازم يكون فيها رحمة و حب
أنتي اللي بسببك حسيت أنك أمي رغم كل خناقتنا و كلامنا الدبش
يمكن لأنك اللي قررتي تربى بنت زي زمان مع اني فعلا مش بنتك يا جليلة
جليلة :
=بس حتى لو مش بنتي أنتي بنت موسي و بعدين يا نادرة أن انتي استحملتي دلوقتي و حبيتيها بعد كم سنة ممكن تكرهي تصرفك دا و تحسي ان البنت دي مكنش ينفع تجبيها من الشارع
نادرة بمحايلة :
=جليلة بالله عليكي
أنا عارفة أن مصاريف هتزيد شوية لكن فكري فيها يا جليلة دا ربنا عز وجل بيكرم الشخص اللي بيعمل عمل خير بسيط ما بالك برعاية طفل
و أنا عندي ثقة كبيرة في ربنا ان هيرزق حسن من الوسع علشان هو طيب و علشان دا رزق بحر هي كمان رزقها مكتوب لها صدقيني ربنا مطلع علينا و يمكن ظروف حسن بسيطة دلوقتي لكن ان شاء الله هيرزقه خير و بعدين أنا بابا كتب ليا معرض الأجهزة حتى لو الدنيا ضاقت بينا اوي ممكن اخد شهريه تساعد في مصاريف البيت
جليلة :
=و فكرك جوزك هيوافق أنك تصرفي عليه مثالا
نادرة:
=لا… بس برضو لا يمكن يتخل عن بحر علشان هو بيحب ربنا أوي و بيحب اي حاجة تقربه ليه
حسن ابن حلال يا جليلة
جليلة :
=علشان هو ابن حلال أنا بقولك بلاش تعملي حاجة تضغط على جوزك و تحسسه انه ممكن يقصر معاكم و بلاها موضوع البنت دي و بعدين أنتي كم شهر و هتخلفي و هيبقى كل اهتمامك بابنك او بنتك و البنت مش هيبقى ليها لازمة
نادرة بضيق و حزن:
=بلاش تتكلمي كدا يا جليلة علشان الطريقة دي بتضايقني
و ادعيلي بس ان الحمل يكمل على خير
محدش عارف نصيبه ايه
اه لما اخلف هكون مهتمة اوي بطفلي بس صدقيني مش ههمل بحر
و بعدين في ايه يا جليلة انتي عايزانى ارمي بنت عمرها خمس سنين في الشارع لكلاب السكك، انتي شايفة ان البنت دي هي اللي هتعمل أزمة كبيرة يعني
مصاريفها هي اللي تخليني انا و حسن نشحت مثالا
دا ربنا هو اللي بيرزق.
دا انتي اللي المفروض تدعميني و تساعديني في تربيتها
دا يمكن عملنا الحلو دا هو اللي يوقف لولادنا ولاد الحلال و بعدين دي دعاء نفسها لما عرفت فرحت جدا و طلبت مننا اننا راعيها و نهتم بيها و انتي بتقولي لي ارجعها الشارع تاني
جليلة بخوف
=طب اهدي يا حبيبتي الانفعال مش حلو علشانك، صدقيني أنا بس خوفت عليكي
نادرة :
=أنا كويسة و الله العظيم بس ادينا كلنا فرصة… ادي للبنت دي فرصة تلقى البيت الهادي و الأمان اللي افتقدته في الشارع و اديني أنا فرصة أعمل حاجة أنا نفسي فيها و حابها
جليلة بتنهيدة:
=ماشي يا نادرة و انا هقول لابوكي و هحاول أفهمه بس على الله يفهمني….بس قوليلي البنت دي شقية و لا هادية…. بتتعبك
نادرة بابتسامه:
=لا والله دي هادية خالص و جميلة.. طب اقولك تعالي نقعد معها برا و اقعدي أنتي معها و صدقيني هتحبيها اوي
جليلة :ماشي
جليلة خرجت مع نادرة لقوا بحر بتتفرج على الكرتون بهدوء. قعدت معها و نادرة سابتهم و دخلت المطبخ
جليلة كانت بتتكلم مع بحر و بتحاول تعرف عنها أكتر، حست بالراحة معها و أنها فعلا طيبة جدا
جليلة بمرح:
=طب ايه رايك بقا تسيبي نادرة دي و تيجي معايا انا البيت مش انا احلى منها
بحر بابتسامه :
=انتي طيبة بس نادرة احلى منك هي طيبة اوي هي و حسن و يخلوني انام معاهم و كمان بلعب بالألعاب و كمان بتفرج على الكرتون و نادرة بتخاف عليا ان عنيا توجعني لو قربت من التلفزيون اوي
و اشتروا ليا فساتين حلوة اوي و انا عمري ما كان عندي كل الحاجات دي علشان كذا أنا بحبهم
جليلة ابتسمت بود و هي بتسمعها عدي وقت لطيف بينهم و نادرة بتابعهم من المطبخ و هي سعيدة و برضو خايفة من كلام جليلة ان بعد كم سنة يجي اليوم اللي تقصر فيه في حق بحر و تكره قرارها دا و دا هيكون اسوء حاجه ممكن تحس بيها
لكن من جواها كانت عارفة ان اللي ربنا عايزه هيكون و قررت تسيب كل حاجة لوقتها
ضحكت للحظات و لأول مرة تحس انها بدأت تنضج في أفكارها يمكن كانت بتحب تفكر تلقائية و تهور زمان لكن دلوقتي في حاجات كتير اتغيرت
حاجات كتير بصت عليها من منظور تاني
يمكن بسبب حسن؟!
جليلة مشيت بعد ساعتين تقريباً بعد ما جهزت الغداء مع نادرة و معاهم بحر.
نادرة كانت بتضفر شعر بحر و هم قاعدين في أوضة بحر لحد ما موبيل نادرة رن باسم حسن
نادرة :الو
حسن :نادرة أنا في طريق البيت اجهزي و جهزي بحر خلينا نروح الدكتورة علشان نطمن
نادرة:حسن أنا كويسة دا عادي
حسن بحدة: اجهزي و جهزي بحر ياله
هستناكي تحت البيت
نادرة بغرور:
=لا مش هنزل… أطلع أنت هستناك
حسن بابتسامة:
=اي أوامر تانية يا هانم… ما هو أنا السواق بتاع دادي
نادرة :
=اه ياترى و حضرتك جاي تجيب معاك عصير لأن الجو حر للأسف و مفيش عصير في البيت
حسن:
=حاضر حاجة تانية… شوفي لو بحر عايزاه حاجة
نادرة سكتت شوية و رجعت كلمته تاني :
=بتقولك متتاخرش
حسن :
=ماشي يا ست بحر من عيوني.
نادرة:ياله بقا بسرعة…
******************
حسن وصل البيت بعد مدة
طلع البيت لقى السفرة جاهزة
نادرة :ها نتغدا و لا نروح بسرعة
حسن بجدية و هو بيديها الاكياس:
=ما انتي حطيتي الغداء خلاص
نادرة اخدت الحاجة و دخلتها المطبخ و رجعت تاني
بعد مدة
وصلوا الاتنين للعيادة بعد ما ودوا بحر عند دعاء اللي حبت بحر بسرعة جدا و كانت فرحانة من البداية بقرارهم و فرحت أكتر لما عرفت بخبر حمل نادرة
نادرة كانت قاعدة مع حسن في العيادة الزحمة فيها ناس كتير بس معظمهم ستات قليل لو فيه رجالة
الممرضة ندت على اسم نادرة اللي دخلت مع حسن بعد لحظات
بعد دقايق
حسن كان ماسك ايد نادرة و هو مبتسم و شايف الجنين على السونار كان فرحان جدا لأول مرة يحس بالسعادة دي حتى قبل ما يجي للدنيا
الدكتورة :
=على فكرة حالتك مستقرة جدا يا نادرة يعني مفيش داعي للقلق دا كله
↚
نادرة :
=و الله قلت كدا يا دكتور بس نقول ايه بقا حُكم القوي….
حسن بصلها و مردش:
=طب يا دكتورة غادة هي ميولها كلها في الأكل بتعصبني
يعني دايما بتحب الأكل اللي فيه شطة كتير و الاندومي مثالا و أكل الشارع
غادة بجدية :
=لا طبعاً مينفعش الحاجات دي خالص دلوقتي لان مش هياثر عليكي لوحدك
و بالذات أكل الشارع و الأندومي
و بعدين هي الحجة جليلة معقول تسيبك تاكلي من الشارع؟!
نادرة :
=لا بس أنا مبقولش لحد اصلا و بعدين ايه من الشارع دي بيكون في عربيات بتاع أكل
غادة:
=نادرة الموضوع مش هزار بجد بلاش تخاطري…. و بالنسبة لحبك للشطة فأنتي ممكن تحطي نسبة صغيره على الأكل في وجبة واحدة بس و مش كل يوم
نادرة بحماس:ماشي
طب هو ممكن اعرف نوع الجنين امتي
غادة:
=انتي مستعجله ليه… انتي كدا هتبداي في الشهر التالت و ان شاء الله تعرفي قريب بس المهم تتابعي معايا الحاجات اللي انا كتبهالك
بعد مدة خرجوا سوا من العيادة
لكن نوال كانت قاعدة برا منتظرة تدخل للدكتورة اول ما شافتهم حست انها متضايق و مش فاهمة في ايه و هل ممكن تكون حمل
قامت بسرعة راحت السكرتيرة
=بقولك يا سارة هي نادرة بتعمل ايه هنا
سارة :
=هتكون بتعمل ايه في عيادة دكتورة نساء يا حضرة المحامية هو دا سؤال يعني
بتابع الحمل تقريبا كدا في التاني او التالت الله اعلم
نوال بكراهية و حقد لنفسها :
=حامل و خالتي جليلة مخبية علينا ايه خايفه احسدها بعد ما ابني مات قبل ما يتولد
ماشي يا خالتي
نوال خرجت من العيادة و هي متغاظة من نادرة و هي شايفه ان حظ نادرة دايما بيكون احسن منها
في الجمال نادرة آجمل…
رغم ان نوال كملت تعليمها و نادرة خلصت مدرسة ثانوي صنايع و قررت متكملش و قالت إنها مش بتحب التعليم و لا بتفهم فيه حاجة
نوال شايفة ان نادرة متدلعة زيادة عن اللزوم و شقاوتها سبب في ان معظم الناس يحبوها
رغم ان نوال اتجوزت شخص مكانته الاجتماعية احسن من حسن و كمان بيعاملها كويس لكن هي دايما حاسة بعقدة نقص جواها
كانت سبب في انها ترد معاملة جوزها بطريقة مش كويسة خليته بقا يتضايق منها
لأنها دايما بتقارن حياتهم اللي هي بتبوظها بحياة اصحابها المحامين اللي بالنسبة ليها احسن منها و سعداء اكتر منها
متعرفش انها سبب في فشل علاقتهم و سبب الحزن و الكآبة اللي فيها
لأنها حاصرة نفسها مع الناس في حياتهم
بصت بس على السعادة اللي في حياتهم بدون ما تهتم ان لكل شخص نصيب من السعادة و الحزن
كانت عايزاه تبقى هي اللي دايما أهم و هي اللي محبوبة و الأجمل و كمان تتعامل مع الناس بطريقتها المتكبرة دي و تفرض عليهم رأيها.
******************
حسن و نادرة و صلوا بيت دعاء لقوها قاعدة هي و تبارك مع بحر و بحر بتضحك بسعادة مع تبارك
حسن :السلام عليكم ورحمة الله
=و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته…
دعاء :ادخلوا يا ولاد.. قولولي عملتوا ايه عند الدكتورة
نادرة :
=طمنتنا و قالت إن حالتي مستقرة بس ابنك هو اللي موسوس
حسن:دا أنا؟!
نادرة :اومال عندك شك و لا ايه
حسن لنفسه :
=أنا مش هتعصب انا مش هتعصب صبرني يارب…
نادرة :طب اقعدوا أنا عاملة بقا سمك و رز صيادية تاكلوا صوابعكم وراهم و كمان فيه ملوحة و فسيخ
نادرة بحماس :
=فيه بصل اخضر ؟!
دعاء بابتسامة:
=طبعا هو الأكل دا يحلي من غير البصل الأخضر و اللمون
نادرة :طب بالاذن أنا يا حسن
سبته واقف و دخلت المطبخ بمنتهى الاريحية كأنه بيتها
حسن :احنا مش متغديني مرة يا بت
نادرة طلعت من المطبخ و هي شايلة طبقين فيهم سمك مشوي
=بتصلي في الأكل يا حسن؟
كملت بدموع مزيفة و خبث
شوفتي يا ماما بيبصلي في الأكل و انا باكل علشان مين يعني مش بسبب ابنه
دعاء بسرعة و هي بتحضنها :
=متعيطيش يا حبيبتي… و انت يا حسن احترم نفسك أنا بقولك اهو… و بعدين تاكل براحتها كل اللي هي عايزاه
نادرة كانت بصه لحسن و بتلاعب حواجبها بخبث و هي مبتسمة
حسن اتكلمت من بين شفتيه بغيظ:
=مثلي يا أختي مثلي لما نرجع بيتنا…
معليش يا ماما انا بس كنت خايف عليها تفطس من كتر الاكل
نادرة:غلس اوي علي فكرة
تبارك :خلاص بقا يا حسن ياله الاكل هيبرد
حسن خرج للبلكونة الواسعة كانت بحر قاعدة على مخدة أدام الطبلية و نادرة بتحط الاطباق
حسن :
=الفسيخ دا متاكليش منه كتير احنا لسه جايين من عند الدكتورة انتي سامعه
نادرة:
=يعني ماكولش
حسن :
=عندك سمك و رز و سلطة و طحينة و بصل كُلي اي حاجة من دي بس ابعدي عن الملوحة و الفسيخ
نادرة :
=على فكرة دا فسيخ بيتي امك اللي عامله
حسن :
=صبرني يارب.. ماشي بس مش عايز طفاسة
نادرة بصتله بلامبالة و قعدت جانب بحر و هي بتبص للفسيخ و البصل الأخضر بطمع و خبث
بعد لحظات كانوا كلهم قاعدين حوالين الطبلية و حسن بيحط لبحر السمك في طبقها بعد ما اتأكد أن مفيش فيه سيف
بص لنادرة اللي بتاكل بشراهة و شهية مفتوحة خليتهم يستغربوا و في نفس الوقت عايزين يضحكوا على شكلها
حسن بقرف:
=بت بت!!براحة و بعدين ايه الفجع دا انتي خارجة من مجاعة
شيلي الفسيخ دا من ادامها يا ماما انتي بطني بتقلب
نادرة رفعت عنيها بخبث و هي بتاكل بصل اخضر. رفعت راسها و هي بتعصر الليمون في بوقها بطريقة خليتها تقشعر
نادرة باستغراب:
=هو أنت مش بتحب الفسيخ و الرنجة يا حسن؟!
دعاء ضحكت بصوت واطي و هي بتبص لحسن اللي وشه قلب الوان
=لا و مش بقبل ريحتهم اصلا و كمان دي عبارة عن سموم
دعاء بخبث
=أصله أكل منه و هو صغير و قضى طول اليوم بطنه بتوجعه و حالته بالبلاء
نادرة باستمتاع و هي بتاكل
=و الله العظيم مفيش حاجة بتكيفني زي الاكله دي
حسن بضيق:
=طب كفاية كدا أنتي مش هتستحملي
نادرة سكتت فجأة و بصتله ببراءة و حزن مزيف
=يعني مش هتاكل معايا منه… افرض فيه حاجة اتعب يعني
حسن بلامبالة:
=لا يا عنيا تبطلي اكل منه خالص انا مباكلش منه
نادرة بخبث و براءة:
=يعني افرض انا بتوحم دلوقتي على فسيخ و طلع مش حلو او تعبني هتستحمل بهدلة المستشفيات معايا
حسن جز علي سنانه بغيظ و همس لبحر
=انتي اكلتي فسيخ حلو و لا ايه اصل انا ماليش فيه
بحر هزت راسها و هي بتمضغ الاكل باستمتاع
=حلو اوي يا أبوعلي
حسن بسرعة و حماس
=اهي بتقول حلو يبقى على بركة الله ما تكتريش بس
نادرة بحزن و غيظ؛
=يا حسن دوق الاكل
حسن بصلها بطرف عنيها و بص للاطباق اللي ادامه، بلع ريقه بتوتر
و حاول يأكل و هي بيحاول ميشمش الريحة
بعد نص ساعة
بحر و نادرة كانوا بيضحكوا و هم بيتفرجوا على حسن اللي لسه قاعد في مكانه و بياكل من الفسيخ و البصل الأخضر بنفس طريقة نادرة قبل شوية
بحر :
=يا ابو علي مش أنت بتقول سموم و بتاع
نادرة بضحك و هي بتهز كتفها بحركة عفوية
=ما شاء الله يا استاذ حسن أنت هتفضل قاعد تاكل كدا بقالك نص ساعة أو اكتر مش قلت مش حلو و مش عارفه ايه
ياله قوم كفاية كدا، خلينا نلم الزفارة و الحاجة دي”
حسن باستمتاع :
=قوموا انتم و انا هشيل بعد ما اخلص… حلو اوي الفسيخ دا يا ماما أنت جبتيه منين؟
دعاء بسخرية:
=انا اللي عاملة يا حسن
تبارك ضحكت و هي بتقعد على الكنبة بعد غلست ايدها
=انا اول مرة اشوف حسن بياكل رنجة و فسيخ دا كان أوقات بيزعق لما يتحطوا ادامه على الطبلية و يخرج من البيت لحد ما نخلص اكل و كمان نرش معطر و بخور
نادرة هزت كتفها بفخر
=ادعولي
بعد وقت
حسن كان بيلم الأكل هو و تبارك
نادرة و بحر كانوا بيلعبوا شطرنج و نادرة بتعلمها ازاي تلعبها و خصوصا انها كانت بتلعبها مع موسى كتير جداً
بحر بغيظ:
=أنتي قفلتيها عليا اعمل ايه دلوقتي
نادرة ببساطة و مرح:
=حركي الحصان و كملي انتي و شطارتك
بحر بصت للعبة بتفكير قاطعهم حسن و هو بيحرك قطعة في اللعبة قفل اللعبة على نادرة و بخبث
=كش ملك
نادرة بغيظ و صوت عالي
=أنا كنت هكسب
بحر صقفت بسعادة و هي بتقعد جانب حسن
=برافو عليك يا حسن
نادرة :
=أنت خسرتني اللعبة
حسن ؛
=اامم بس انا كسبت ف مش مهم خسارتك لانك جوا اللعبة عدوتي يا انا أموت او أنتي
نادرة :
=بعيد الشر عني أنتي بتفول عليا انا لسه صغيرة و في عز شبابي
حسن بابتسامه :
=بس برا اللعبة أنتي الهواء اللي بتنفسه و بعدك عني بيحبسني جوا ضلمة مخيفة و خنقة مبعرفش اخرج منها
نادرة سكتت و معرفتش ترد
بحر بهمس:
=اثتبتت يا معلم
حسن بضحك :
=انا قلت كدا برضو
نادرة بغيظ:
=اووف…. بطل تضايقني يا حسن و بعدين مش هلعب معاك تاني.
دعاء :
=بس بقا يا حسن و يالة قوم اغسل المواعين و أنتي يا تبارك أعملي الشاي
تبارك :
=كالعادة انا اللي هعمل الشاي حاضر يا ماما
دعاء :
=اتفضل يا استاذ حسن
حسن قام بهدوء و دخل لجو الشقة
نادرة بذهول :
=دا بجد هو هيغسل المواعين؟! طب انا ممكن ادخل اساعده
دعاء :
=لا سيبك منه هو أصلا متعود على غسيل المواعين و بعدين دول هم الأطباق اللي كنا بناكل فيها مش كتير يعني
نادرة :
=متعود ازاي هو كان بيغسل المواعين قبل الجواز
دعاء و هي بتقعد جانبها :
=كان بيروق الشقة كلها و بيجهز الاكل كمان بس دا لما بكون تعبانة
غير كدا بيصعب عليا اخليه يجي من الشغل يعمل حاجه
نادرة ابتسمت براحة و هي بتمسك ايدها
=حسن طيب و أنتي عرفتي تربيه
دعاء ابتسمت بحب و هي بتربت على كتفها بحنان
=الولاد نعمة يا نادرة و تربيتهم عمل عظيم لان احنا مش مهمتنا بس ناكلهم و نشربهم
لا يا حبيبتي التربية في حد ذاتها عمل عظيم و أجرها كبير عند ربنا
نادرة ابتسمت و هي بتبصلها
بعد شوية
خرجت تبارك و هي شايلة صنية الشاي و خرج معها حسن و هم بيتكلموا
نادرة:
=على الله تكون نضفت المواعين يا أخينا
حسن:
=مجتيش تتفرجي عليا يعني
نادرة :
=خفت اني احرجك
حسن بسخرية
=خوفتني تحرجيني و لا خفتي اقولك تغسلي انتي الاطباق
نادرة :
=مبحبش غسيل المواعين يا حسن
تبارك:
=الشاي بالنعناع….
بحر قامت وقفت على الكنبة جنب حسن قربت منه و همست في ودنه بلطف كأنها بتطمن له هو
=يا ابو علي أنا عايزاه عصير من اللي مامتك جابتلي منه اول ما جيت مش بحب الشاي.
حسن ابتسم بود :
=حاضر يا ست بحر… بقولك يا ماما
في عصير من اللي كنتي جايبة منه لبحر
دعاء :
=اه
حسن:
=طب ممكن تجيب لبحر منه لان الشاي مش كويس ليها لأنها صغيره
دعاء :
=حاضر يا حبيبي من عنيا…
بحر صقفت بسعادة و هي بتقعد جانب حسن اللي غمز لنادرة بشقاوة و هي ابتسمت بحب……
……………………………….
بعد كم يوم
حسن كان واقف أدام المرايه وهو بيزرار قميصه و بيجهز لأنه هيروح طنطا في أهم مشوار بالنسبة له حاليا
نادرة :
=ما بلاش يا حسن تسافر أنا مش مرتاح قلبي بيقولي ان السفرية دي مش هيجي من وراها خير
حسن لف و بصلها و هو مبتسم :
=متقلقيش كدا ان شاء الله خير و بعدين انا بس مش محتاج غير دعواتك ليا ان ربنا يوفقني أنا و عامر في المشوار دا بالذات يا نادرة
صدقيني لو حصل حياتنا هتتنقل ناقلة تانية خالص و أنا حقيقي محتاج أني اكمل المشوار دا
نادرة :
=طب هتقعد في طنطا اد ايه؟
حسن :
=و الله مش عارف ممكن يومين تلاته او اسبوع بالكتير
اللواء كمال قاعد دلوقتي في فيلاته في طنطا و دا انسب وقت اعرف اوصله فيه و أعرض عليه عرض الخواجة اللي اسمه نيكولاس
و الصراحة انا لما قعدت معه اتأكد أنه فعلا عايز المراكب و بالمبلغ اللي تستحقه
نادرة:
=أنت متأكد من الخواجة دا و كمان أنت بتقول ان في ناس واقفين في البيعه علشان متكملش
حسن بابتسامة:
=اللي ربنا عايزة هيكون يا نادرة لو ليا رزق فيها انا و عامر صدقيني هناخده و بعدين مش يمكن دا رزق اللي في بطنك و الغلبان اللي نايمة في اوضتها دي
ادعيلي بس يا نادرة
نادرة :
=روح يا حسن اللهي ربنا يرزقك من الوسع و يفتحها عليك و يوقفلك ولاد الحلال و يطمن قلبك و يسعدك يا رب
حسن حضنها و غمض عنيه
=ربنا يحفظك يا نادرة…. المهم تخلي بالك على نفسك و انا هكلمك كل شوية اطمن عليكي أنا كلمت امي و هي قالت إنها هتيجي تقعد معاك و تخلي بالها عليكي
و كمان جليلة قالت إنها مش هسيبك
لو تخافي تقعدي لوحدك ممكن تروحي بيت ابوكي
نادرة :
=متخافش عليا اطمن انت و بعدين انا مش هسيب البيت
حسن :
=طب مش نفسك في حاجة اجيبهالك معايا من طنطا
نادرة بحماس:
=المدلعة… عايزة المدلعة بيقولو حلوة اوي في طنطا
حسن بمراوغة:
=و الله ما في حد متدلع هنا غيرك انا بقول ناجل السفر
نادرة :
=عامر بيرن عليك زمانه تحت
حسن بضيق:
=الواد دا بيجي في اوقات غلط
نادرة :
=معليش يا حبيبي بس المهم تخلي بالك على نفسك و بلاش يا حسن تقرب من النار و لو حست انك داخل في مكان مش بتاعك و الناس دول هياذوك بالله عليك ابعد يا حسن علشان خاطري
حسن باس رأسها و طمنها
خرج من اوضتهم و دخل طمن على بحر اللي كانت نايمة و خرج بعد ما ودع نادرة
↚
حسن خرج من البيت حوالي الساعة 12 بعد نص الليل
نزل من البيت كان عامر واقف بعربية، حسن ركب جانبه و هو ساق العربية في طريقهم لطنطا.
نادرة كانت واقفة في البلكونة و هي بتبص عليهم،قفلت البلكونة و دخلت
كانت حاسة ان الموضوع دا مش هيجي من وراه خير
دخلت اتوضت لبست الايسدال و وقفت في اتجاه القبلة تصلي بهدوء و خشوع
سجدت لوقت طويل و كأنها بالتدريج عرفت ليه حسن كان بيطول في السجود
كل ما الإنسان يكون ليه أمنيات و رجاء بيتمناه بيلجا لله وحده.. بيتضرع ليه بقلبه و هو بيدعي.
بعد مدة دخلت أوضه بحر نامت جانبها و هي حضنها.
نادرة :
=يارب أنا عارفة أننا مالناش غيرك بس أنا و بحر و اللي في بطني حياتنا كلها متعلقة بوجوده و هو شيلته تقيلة أمه و أخته و أنا و ابنه… يارب ارزقه و احميه من أي شر يقرب منه و أكرمه يارب.
اتنهدت بعمق و حضنت بحر و هي بتغمض عنيها بتحاول تنام.
في الطريق
حسن كان ساكت و بيبص من ازاز العربية، عامر بيسوق العربية و هو مستغرب سكوت حسن
عامر : وحدوه
حسن :لا اله الا الله
عامر :مُحمد رسول الله… مالك يا أبو علي سرحان في ايه كدا؟
حسن : بفكر يا عامر.. بفكر في اللي جاي
عامر : يا حسن سيبها على الله ربك كريم
حسن :عارف يا عامر و متأكد من دا
بس لازم أفكر في كل حاجة بعملها أنا على كتفي حمل كبير و دلوقتي مسئول عن زوجة و طفلة
و الناس اللي احنا هنقف قصادهم ممكن يمحونا لو مفكرناش صح
عامر :
=أن شاء الله خير…. إن شاء الله انا بقا بفكر لو الشغلانة دي تمت هعمل ايه بالفلوس
هخرج بقا من الحياة دي يا حسن و ابعد عن الحي دا و هشتري شقة كبيرة في مكان تاني فخم و اخد ابويا و نبعد عن الانفوشي
و أنت بقا ناوي تعمل ايه؟
حسن بصله بغموض و لامبالة
=ان شاء الله يا عامر ان شاء الله
بس أنا بقا مش معاك في اللي بتقوله دا
بص يا صاحبي دلوقتي لو فكرت في شقة و بتاع مش هتعمل اي حاجة لنفسك في المستقبل و بعدين ايه ناوي تشيل ايدك من ايدي و لا ايه
عامر بسرعة:
=لا طبعاً هو انا هعرف أعمل حاجة من غيرك
حسن بهدوء :
=انا هنام يا عامر ساعة كدا و صحيني أنا هكمل سواقة
عامر :
=ماشي يا كبير
حسن غمض عنيه و نام بهدوء……….
********************
تاني يوم الصبح
نادرة كانت قاعدة أدام المراية و هي بتسرح لبحر شعرها
نادرة بهدوء و حماس :
=بص بقا يا بحر بلاش تتخانقي مع حد في الحضانة بس اللي يضايقك هاتيه من شعره متسبيش حقك و أنا هيجيلك لو حصل اي حاجة
بس اتكلمي مع البنات و صاحبيهم
و سندوتشاتك تاكليهم كلهم…
بحر بضيق طفولي:
=حاضر يا نادرة هو فين ابو علي مش هيجي معايا في أول يوم ليا في الحضانة
دا هو كان بيقولي نفسه يشوفني و انا بعرف اقرأ كويس
و أنا وافقت اروح الحضانة علشان اعرف اقرأ و اكتب زي ما هو عايز
نادرة بابتسامة:
=أنتي بتحبي أبو علي يا بحر؟
بحر ابتسمت بسعادة و شقاوة :
=بحبه أوي يا نادرة عارفة لو كنت كبيرة شوية كنت خطفته منك و اتجوزته اصل هو حلو أوي
نادرة بغيظ:
=و الله عايزه تتجوزي جوزي و انا اقعد اتفرج عليكم و كمان بتعاكسيه يا اوزعة انتي دا جوزي أنا و بيحبني أنا
بحر :
=اهدي يا نادرة اهدي ابو علي امبارح بليل قبل ما انام دخل الأوضة و قالي اخلي بالي عليكي أنتي و النونو طول ما هو مش موجود
و العصبية مش حلوة ليكي و بعدين أنا صغيره اوي اني اتجوز حسن
بص أنا مش هتجوزه بس لما اجي اتجوز هدور على واحد زيه علشان يحبني زي ما بيحبك
نادرة :
=يخربيتك يا بت دا أنتي بتفكري في الجواز من دلوقتي بقا أنتي يا اوزعة هتدوري على واحد زيه
بحر بثقة:
=اه حسن قالي أني لازم اثق في نفسي و مكنش خايفة من حد
نادرة :
=في اسرار كتير بينك و بين حسن امم ماشي يا ست بحر يعني انتي بتحبي حسن
و أنا لا… ماشي أنا مخصماكي و زعلانة
نادرة بعدت عنها شوية و خبت وشها بايديها و هي بتمثل الزعل
بحر بحنان طفولي و هي بتبطبط عليها :
=خلاص متزعليش أنا أصلا بحبك اوي اوي
اقولك ليه
علشان انا كنت دايما بسمع العيال و هم بيقولوا ماما و انا عمري ما لقيت حد اقوله الكلمه دي
و علشان انتي كمان بتهتمي بيا و بتسرحي شعري بشكل حلو و هدومي جميلة
و علشان انتي طيبة اوي أنا يمكن مش بقولك يا ماما بس أنا بطمن و انتي موجوده معايا
نادرة ابتسمت بحب :
=و أنا كمان بحبك اوي زي أبو علي
بحر بسرعة و حماس:
=طب ياله بقا علشان مش عايزاه اتأخر على الحضانة ياله يا نادرة
نادرة باستغراب :
=اللي اعرفه ان كل العيال بتعيط لو جيت سيرة الحضانه إنما انتي متصربعه على ايه مش فاهمة
بحر كانت اخدت شنطتها و خرجت من الأوضة
نادرة :
=استنى هعملك سندوتشات و اغير علشان اوصلك
بحر : ماشي.
*****************
في طنطا
عامر و حسن وصلوا طنطا الساعة اتنين بعد نص الليل وصلوا فندق صغير و باتوا فيه
اخدوا أوضة فيها سريرين
حسن صحي حوالي الساعة تسعة و هو مصدع بص لعامر اللي نايم لسه
حسن بكسل:
=عامر أنت يا جدع أنت لسه نايم قوم الساعة شكلها داخله على عشرة و احنا لسه نايمين
عامر بنوم:
=شوية يا حسن شوية…. احنا كدا كدا مش هنقابل محامي الخواجة الا على الضهر لسه بدري
حسن بسخرية و هو رايح الحمام:
=و هتفضل بسلامتك نايم لحد الضهر قوم يالا
رمي عليه المخدة بغيظ و عامر ابتسم و حضنها
عامر :
=تسلم يا خويا اقفل بقا الستاير احسن مضايقني.
حسن هز راسه بيأس و سابه و دخل الحمام ياخد دش
بعد شوية كان فوقا و بسرح شعره
و عامر كان جهز و بصله بغضب
=هنعمل ايه بقا يا سي حسن هنفضل قاعدين وشنا في وش بعض…
حسن بسخرية:
=لا يا حفيف هننزل نطفح و نفكر هنعمل ايه و بطل اسلوب المستفز دا علشان انا بدأت اتخنق منك يا عامر.
عامر :
=و الله انا اللي اتخنقت منك يا جدع
حسن بصله بطرف عنيه و خرج من الأوضة ببرود و عامر وراه
كانوا قاعدين على القهوة
خرج شاب و حط ادامهم الاكل و مشي
حسن بدا ياكل لكن فجأة ساب الاكل و طلع موبيله
عامر:في ايه؟
حسن و هو بيقوم
:و لا حاجة كمل فطارك أنت راجعلك…
عامر :ماشي
حسن وقف بعيد شوية و كلم والدته اطمن عليه و بعدها كلم نادرة و طمنها عليه و رجع لعامر
بعد الضهر
وقف العربية أدام مكتب محاماه و استنى شوية لحد ما خرج لهم شخص أنيق في شكله و واضح انه هيبة في نفسه و من نفس عمر حسن و عامر
مينا بجدية :
=أنت حسن؟
حسن :بالظبط كدا و أنت بقا مينا؟
مينا؛
=بالظبط كدا يا اسطى حسن… أنا الوسيط اللي بعتني نيكولاس بيه
حسن بجدية ؛ اظن الكلام مش هيكون مناسب هنا ممكن نقعد في اي كافيه و نتكلم
مينا :طبعا اتفضلوا….
حسن بص لعامر و مشيوا وراء مينا اللي فتح عربيته و ركب و حسن ركب في الكرسي اللي جانبه و عامر وراء
بعد دقايق في كافيه بسيط
مينا؛ ها يا حسن عايز تتكلم في ايه؟
حسن:كل حاجة…. عايز اعرف عرض الخواجة و السعر اللي هو هيدفعه و طريقة الاستلام و هل هياخدها و يقطعها و لا هيعمل بيهم ايه؟
مينا:
=بص يا حسن الخواجة عنده مصانع كبيرة للخردة و هو عارف ان المراكب دي هتجيب تمنها الضعف بعد ما يقطعها لانه عارف كل جزء فيها هيروح فين و لمين
ثانيا السعر هو ناوي يدفع في حدود
180؛200 مليون جنية على التلات مراكب كل الاجراءات القانونية و المصاريف هو متكفل بيها بس المشكلة كانت ان طه الأسيوطي واقف في البيعه و الوسيط بتاع اللواء كمال واضح انه مرتشي و متفق معاه و دا السبب اللي خلاه يرفض عرض الخواجة و حطين مشاكل كتير في المينا واقفين البيعه
و الاتفاق اللي كان بيني و بين عامر هو أنكم توصلوا للواء كمال بعيد عن الوسيط و بدون علمه و ان حد يفهمه ان هم واقفين في البيعه علشان طه الأسيوطي ياخدها بالسعر للي هو عايزه.. يستغل موت ابن اللواء كمال و رغبته في انه يبيع المراكب و يسافر برا مصر.
حسن :
=تمام و أنا دلوقتي عارف ان هو هنا في فيلاته في طنطا و انت اكيد كنت عارف ليه محاولتش توصله أنت و تتفق معه
مينا: أنا عرفت انه هنا في طنطا علشان كدا جيت امبارح بليل لكن للأسف معرفتش اوصل له بسبب ان الوسيط حاطط حواليه مراقبه و الأكيد انه بيقدم له عروض بمبالغ اقل من المبلغ اللي طه الأسيوطي عرضه
عامر باستغراب :ازاي مش فاهم
حسن بجدية:
أكيد الوسيط بيوصله عروض بمبالغ اقل لحد الوقت المناسب و يقوله عرض طه الدسوقي لحد ما اللواء كمال يكون زهق و لما يجي عرض طه يوافق عليه و يخلص.
عامر :دول مرتبنها سوا
↚
مينا:ايوة بس دلوقتي لازم توصل العرض للواء كمال دي مهتمكم
حسن :تمام يا مينا خلينا على تواصل و أنا هكلمك في الوقت المناسب لان اكيد اللواء كمال مش هيصدق كلام سمسار و أنت بما انك محامي المشتري فأكيد هنحتاجك تاني
مينا و هو بيمد ايده يسلم على حسن :
=و انا موجود وقت ما تكلمني و ان شاء الله تتم البيعه على خير لان هيكون فيها خير لينا كلنا.
حسن ابتسم و مد ايده يسلم عليه :
=ان شاء الله…
مينا مشي و حسن و عامر فضلوا يبصوا لبعض بحيرة
عامر : ناوي على ايه؟!
حسن بتفكير :مش عارف بقولك ايه انت تعرف حد هكر
عامر :افهم الاول ليه؟
حسن :هتفهم بس تعرف و انت واثق فيه
عامر؛ ايوه بس دا عامل زي الزيبق مش عارف مكانه.
حسن :كلمه و شوفه فين و هل ممكن يجي لحد هنا
عامر :ماشي
بليل
عامر و حسن كانوا واقفين و ساندين على العربية في مكان عام لحد ما جيه شاب و هو بيدخن على دراعه و رقبته و”شم
شكله مريب…
حسن بضيق:
=انت متأكد ان دا هكر؟
عامر :اتك الصبر…. هيبهرك
حسن :يا خوفي منك يا عامر…
ماجيك ضحك و هو بيحضن عامر
=فينك ياجدع…. محدش بيشوفك
عامر :انا برضو و لا انت اللي بتختفي محدش بشوفك كنت غرقان فين الفترة اللي فاتت
ماجيك : مصلحة على الطاير المهم ايه الدنيا جايني طنطا مخصوص اشمعني
عامر :سبوبه فيها مصلحة ليك… اعرفك حسن الصياد… ماجيك يا حسن احسن هكر ممكن تتعامل معه
حسن :اهلا يا ماجيك
ماجيك :اهلا يا باشا….
حسن :تعالوا نقعد في اي حته
بعد دقايق
حسن :بص يا ماجيك دلوقتي أنا عايز تهكر موبيل حد معين عايز اعرف كل معلومة موجودة على موبايله
ماجيك :و ماله بس مين و ايه المقابل؟
حسن : عرفة ابو جبل هبعتلك رقم موبيل و اسم الاكونت بتاعه على الفيس… المقابل 5الف جنية .
عامر بصله باستغراب و رجع بص لماجيك…
ماجيك :
=امم ماشي بس انا مش هعرف اعمل حاجة هنا و محتاج وقت
حسن :اكتر يومين مينفعش يا ماجيك و بعدين دا عامر كان بيشكر فيك هتسد و لا اشوف حد غيرك
ماجيك :عيب عليك يا جدع و بعدين انا مستجدعك ان شاء الله يوم او اتنين و هكون عندك بكل اللي انت عاوزة
حسن :يبقى نطلب اكل بقا علشان يبقى بينا عيش و ملح
ماجيك :و هو كذلك….
عامر اتنهد بعدم فهم و طلب عشاء ليهم و بعد شوية ماجيك مشي
عامر بحدة :ممكن بقا تفهمني انت بتفكر في ايه و بعدين هو مش عرفة دا يبقى الوسيط المالي؟
حسن :بص يا عامر الكلام اللي مينا قاله لينا النهاردة الضهر معناه ان وجودنا هنا مالوش لازمه لان اكيد مش هنعرف نوصل للواء كمال
فالحل الوحيد اننا نوصله عن طريق الوسيط نفسه
عامر :ازاي ياخويا و هو نفسه اللي بيبوظ البيعه
حسن :اكيد واحد زي دا عنده بلاوي كتير و يمكن موبايله ممكن يبقى فيه اي مصيبه نثبتها عليه
عامر :تقوم تغامر ب 5 الف جنية كدا في لحظة يا ابني هو انت بتلقى الفلوس في الشارع
حسن :اللي عايز يكسب يا عامر لازم يخاطر ادعي بس ان ربنا يوفقنا…. بقولك ايه اشرب الشاي خلينا نتكل من هنا
عامر :هنروح فين
حسن :هنرجع اسكندرية وجودنا هنا مالوش لازمه…. ياله
حسن وصل الاوتيل و اخدوا حاجتهم لكن افتكر طلب نادرة انها عايزه حلو المدلعة
خرج قبل عامر و نزل اشتراه و اشتري هدية لبحر و مشيوا بعد شوية…..
بعد تلات ساعات في بيت حسن و نادرة
حوالي الساعة 12 و نص
حسن فتح باب الشقة و دخل بارهاق قفل الباب وراه
ساب شنطة و الحاجة اللي اشتراها برا
دخل اوضته ابتسم و هو شايفها نايمة
قعد جانبها و مسك ايدها برفق
=يارب…..
نادرة فتحت عينها بكسل لكن قامت بسرعة اول ما شافته و حضنته
=حسن أنت رجعت…. وحشتني اوي يا حسن
حسن بابتسامه :
=و انتي كمان وحشتيني اوي….
نادرة :عاملت ايه في مشوارك يارب تكون اتوفقت
حسن :لسه يا نادرة دي ملايين هتندفع الموضوع هياخد وقت سبيها على الله
نادرة :أنا هقوم اجهزلك الحمام علشان تاخد دش
حسن بحنان:
=لا يا حبيبتي ارتاحي انتي انا هقوم انا… المهم انتي كويسه و اكلتي
نادرة :اه و الله اكلت و اخدت الدواء متشغلش بالك و بعدين انا كويسة يا حبيبي هدخل اجهزلك الحمام باين عليك انك مرهق
حسن هز راسه بالموافقة و هي قامت
بعد مدة
كان بيصلي و هي قعده على السرير بتتفرج عليه و هي مبتسمه لحد ما خلص صلاته و قام
نادرة :بحر سألت عليك كتير… حبيتك اوي بحر
حسن بود: و الله يا نادرة كان عندك حق، بحر جميلة اوي و طيبة و غير كدا تتحب
نادرة بغرور طفولي و ثقة
؛ طول عمري قراراتي صح يا حبيبي
حسن ضحك و قعد جنبها
=وحشتني على فكرة…
نادرة بدلال :و انت كمان وحشتني اوي
حسن ابتسم بخبث و مكر
=طب ايه؟!
نادرة بحدة :اطفي النور و تعالي نام يا حسن انا عايزاه انام ياله يا بابا…
حسن ببراءة
:و انا قلت ايه يعني فهماني غلط كدا و ظلماني طول عمري فينك يا أمي تيجي تشوفيني و انا متبهدل كدا
نادرة :دا انت؟
حسن بخبث :بقولك وحشاني اووى تقوليلي مش عارف ايه
نادرة بضحك :اطفي النور و تصبح على خير يا ابو علي
حسن :و انتي من اهله….
*******************
في صباح اليوم في شركة الاسيوطي
رحاب و فريد كانوا قاعدين أدام طه والد فريد و هو بيتكلم معاهم في الشغل
طه بحدة:احنا وصلنا لحد فين يا رحاب في موضوع المراكب…. كلمتي الوسيط
رجاب بجدية:ايوة يا عمي و قالي انه في خلال الأسبوع دا هيفاتح اللواء كمال في العرض بتاع حضرتك
طه :الموضوع دا عايزاه يخلص في خلال شهرية تلاته تكون المراكب اتقطعت و وصلت المصنع
فريد :متقلقش يا بابا انا ظبطت كل حاجة و أكدت على عرفة انه يوصل العرض بتاعنا و اننا ناخدهم التلاته ب 80مليون و هو هياخد عشرة مليون غير نسبته من العمولة و بكدا هو يكسب و احنا نكسب
طه :تمام يا فريد اي جديد بلغوني بيه
رحاب :تمام يا عمي اي أوامر تانية
طه :لا تقدروا تتفضلوا انتم يا ولاد
فريد بجدية :لا يا بابا انا في موضوع تاني عايز اكلمك فيه
رحاب :طب بعد اذنكم انا
فريد بجدية:لا يا رحاب الموضوع يخصك انتي كمان…. بابا أنا عايز اتجوز رحاب
رحاب بصتله بصدمة و استغراب و فريد ابتسم بسخرية
طه :أنت بتقول ايه يا فريد؟ عايز تتجوز بنت عمك
فريد :و ايه اللي يمنع دا… انا و رحاب دماغنا واحدة و هدفنا دلوقتي واحد و هو الشغل
رحاب بجدية :بعد اذنك يا عمي انا هروح مكتبي
طه:تمام يا رحاب اتفضلي…
رحاب بصت لفريد و قامت خرجت و هو خرج وراها
دخلت مكتبها و هو وراها
رحاب بضيق:فريد بطل كلام عبيط لو سمحت جواز ايه… انا و انت مش شبه بعض اصلا
فريد :بالعكس دا انا و انتي اكتر اتنين شبة بعض… يعني حتى ذوقنا في الحب
او بلاش كلمة الحب دي كبيرة على اللي زينا
في اختيارتنا انالما اختارت اصيع شوية اختارت البنت اللي أسمها نادرة بيئة اوي
و انتي لما قررتي تتجوزي في السر روحتي للواد الميكانيكي اللي اسمه حسن
اختيارتنا بلدي اوي
لما انتي اضايقتي من حسن قررتي تولعي في بيته
و انا لما اضايقت منه كنت هقت’له يبقى ليه لا و ليه منتجوزش بما اننا مش هنعرف نوقع ما بينهم
رحاب :انت عرفت ازاي اني السبب في موضوع الحريق و موضوع حسن
فريد :يا رحاب عيب عليكي السؤال دا يتقال ليا أنا…. على العموم هسيبك تفكري
رحاب : و انت يا فريد حبيت نادرة
فريد سكت و معرفش يرد و هو بيفكر في نادرة
رحاب بسخرية :يبقى حبيتها…..
فريد :هستنا ردك…..
سابها و خرج من المكتب و هي بتبص له بلامبالة و هي بتفكر في حسن اللي رفضها
نهاية الفصل… دعاء احمد
الرواية كم فصل يا دعاء؟
و الله مش عارفه يا جماعة لان بكتب على حب الاحداث بس قربت تخلص
و نودع أبطالنا
هستنا رايكم و نقدكم و توقعاتكم للي جاي
حسن هيحصله ايه و هو بيخاطر
نادرة هتعمل ايه علشان تثبت انها بجد بتحبه
↚
تاني يوم الساعة اتنين الضهر
نادرة كانت قاعدة على كرسي السفرة و ادامها كيك و كريمة و شكولاته
كانت بتزين الكيك بتركيز و احترافية بتشكلها بمنتهى الحب و هي بتفكر أنها تعمله مفاجأة بمناسبة عيد ميلاده و بحر جانبها بتساعدها و هما بيهزروا و يضحكوا
بحر :حسن هيفرح اوي بالمفاجاة دي يا نادرة مش كدا
نادرة بحب و سعادة:
=اكيد هيفرح لما يعرف ان ست بحر بنفسها قاعدة بتجهز له تورتة عيد ميلاده… ايه رايك شكلها حلو؟
بحر بابتسامه :
=حلو اوي انتي شاطرة اوي يا نادرة في تزيين الكيك مين علمك؟
نادرة :جليلة و كمان كنت بشوف فيديوهات علي اليوتيوب هعلمك بس لما تكبري شوية اتفقنا.
بحر :اتفقنا…. هو انتي عيد ميلادك امتى؟
نادرة بحزن :لا انا عيد ميلادي مش بيجي غير مرة واحدة كل اربع سنين يوم تسعه و عشرين اتنين في السنة الكبيسة بعيد عنك…
بحر :هو انتي زعلانة انه مش بيجي غير مرة واحدة كل اربع سنين
نادرة :اه الصراحه زعلانة كان نفسي كل سنة زي باقي الناس عادي بس اعمل ايه بقا ماليش نصيب
بحر :و ليه كان نفسك يبقى كل سنة…
نادرة :علشان احتفل بيه و يجيبوا هدايا ليا كل سنة
بحر :يا خسارة انا مش عارفه يوم عيد ميلادي بس لو بيجي كل اربع سنين هتبقى حاجة تزعل اوي….
نادرة حست ان بحر زعلانة انها مش عارفه امتى يوم ميلادها، ابتسمت بود و هي بتديها قطعة من الجاتوة :
=خالص يا ستي متزعليش ايه رايك نحتفل بعيد ميلادك في نفس اليوم اللي جيتي فيه هنا يوم العيد و السنة الجايه في نفس اليوم نعمل عيد ميلاد ليكي موافقة
بحر بابتسامه و حماس؛ اه موافقة
صحيح يا ابلة نادرة أنا النهاردة لما كنت في الحضانه الابلة قالتلي اني شاطرة و خطي حلو اوي و كانت فاكرة انك انتي اللي كتبتي ليا الواجب بس انا قولتلها انك كنتي بتمسكي ايدي في ورقه تانية و علمتيني ازاي اكتب الحروف و انا قلدتها تاني في الكراسة قالتلي شاطرة و ادتني شكولاته
نادرة بسعادة و حماس غريب:
=شطورة… عارفة يا بحر و انا صغيرة مكنتش بعرف اكتب و كنت بعيط علشان مكنتش بعرف اعمل الواجب بتاعي بس انتي هتكوني شاطرة مش كدة
بحر بابتسامه :
=لو انتي فضلتي تعلميني هبقي اشطر واحدة في الفصل.
نادرة ابتسمت بود و هي بتبص لها لحد ما خلصت و حطت التورته في التلاجة بعد ما زينتها
نضفت المطبخ و خرجت مع بحر اللي طلعت بسرعة تتفرج على التلفزيون، نادرة كانت بتتفرج عليها و هي بتفتكر نفسها و هي صغيرة و أنها كانت شقية اوي يمكن مش شبه بحر في هدوئها لكن جواهم الاتنين احساس واحد بالفقد
انهم فقدوا شي مهم جداً عليهم…
اتنهدت و دخلت اوضتها و بعد دقايق ندت لبحر
نادرة بصوت عالي :اطفي التلفزيون يا بحر و تعالي عايزاكي
بحر :حاضر
نادرة كانت فاتحة باب اوضتها و بتظبط الدولاب، بحر خبطت على الباب و دخلت.
نادرة بصتلها بحب و ابتسمت
=تعالي يا بحر…
بحر و هي بتقعد على الكرسي
:هو في حاجة؟
نادرة طلعت علبة من الدولاب و راحت ناحيتها قعدت ادامها على الأرض و مدت ايدها تديها العلبه
بحر :ايه دا؟
نادرة:هدية ليكي
بحر :ليا انا؟!
نادرة :افتحيه
بحر عضت على شفايفها بتوتر و فتحت العلبة…. بقيت بصلها و هي مستغرب و مبسوطة
=الفستان الحلو دا علشان انا
نادرة بابتسامه و هي بتمسك ايدها:
عجبك؟ …
بحر بسعادة كبيرة :
=دا حلو اوي يا نادرة حلو اوي ينفع البسه النهاردة.
نادرة :زي ما تحبي و هعملك تسريحه جميلة
بحر قامت وقفت قصدها و تلقائية طبعت بوسه على خد نادرة
=أنا بحبك اوي يا نادرة على فكرة… بس مش علشان الفستان و لا علشان التسريحة اقولك الحقيقة
أنا كنت بخاف اوي و انا نايمة في الشارع
و كنت بزعل لما حد يزعقلي و يقول اني شحاته و كنت بشوف العيال مع اهلهم و يقولوا ان عندهم ماما و بابا
بس انا كمان بقا عندي ماما حلوة زيك و بابا طيب زي حسن.
و بقا عندي أوضة جميلة و سرير حلو و بقا عندي حاجات كتير حلوة…. انا بفرح لما تفرحوا و لما بسمع حسن بيدعي انه ربنا يحفظنا
و يحفظ النونو بدعي ربنا أنا كمان انه يحفظكم علشان انتم نفسكم فيه و هتكونوا فرحنين لما يجي و انا نفسي دايما تكونوا فرحنين…
نادرة عيونها كانت بتلمع بالدموع، بحر حضنتها و فضلت قاعدة جانبها
بحر :خلاص متعيطيش بقا و الله هزعل منك اني مش بحب الدموع
نادرة مسحت دموعها و باست راسها بحب
=خالص مش هعيط و انتي كمان توعديني تبطلي تفكري في اللي فات و في الشارع و الناس الوحشه دا بيتك و انا و حسن معاكي طول ما فينا النفس ماشي يا ست بحر
بحر :ماشي…
نادرة :تعالي بقا نتوضي و نصلي العصر سوا
نادرة اخدتها و علمتها ازاي تتوضي و صلوا سوا و نادرة بتعلمها كل خطوة
بعد ساعة تقريباً
نادرة و بحر كانوا بيزينوا البيت ب شي كل هادي و متناسق و بسيط جدا
الساعة تمانية بليل
بحر كانت نايمة بعمق، نادرة بصتلها باستغراب انها نامت لكن اخدتها اوضتها تنام… خرجت و راحت اوضتها تاخد شاور
****************
حسن وصل تحت البيت ركن الموتسكل بتاعه و طلع لكن استغرب الهدوء، شغل نور الشقة و بص للمكان باستغراب الزينة و كل حاجه و هو مش فاكر ان دا يوم عيد ميلاده اصلا لان عمره ما احتفل بيه
حسن بصوت عالي :نادرة…. يا بحر… نادرة
راح لاوضة بحر لقاها نايمة سابها و راح اوضته… فتح الباب و ابتسم بتعجب و هو شايف التورتة اللي محطوطة على التربيزة و النور الهادي…
نادرة. ابتسمت بحب و هي بتبص له
حسن كان واقف منبهر من جمالها و كأنه اول مرة يشوفها لكن يمكن لأنها مختلفة المرة دي
كانت لابسه فستان اسود طويل شيك جدا و شعرها الناعم منسدل باناقه علي ضهرها، عيونها و لمعتها كل حاجة فيها مميزة
نادرة بدلال و هي بتلف ايدها حوالين رقبته :
=كل سنة و انت طيب يا ابو علي….
حسن بابتسامه و سعادة :
=ايه الجمال دا كله هو أنا دخلت شقة غلط و انا مش واخد بالي…
نادرة بزعل :هو انت جيت قبل كدا و كان شكلي وحش لا سمح الله و لا انا معجبش
حسن :دا انتي تعجبي الباشا يا مربي حياتي انتي…. بس بمناسبة ايه دا كله؟
نادرة :عيد ميلادك يا حسن في ايه؟!
حسن :هو النهاردة! دا انا كنت ناسي اصلا
نادرة بتغنج
:بس انا بقا مش نسيت كل سنه وانت حبيب قلبي يا حسن
حسن :و الله انا هيجرالي حاجه منك في يوم من الايام….
بس مقبولة منك
نادرة :ايه مقبولة منك دي يا حسن قولي كلام حلو متحسسنيش اني عامر صاحبك في ايه يا جدع
حسن :خالص خالص في ايه دا انتي بتقلبي في ثانية
نادرة بدلال طفولي :عايزاه اسمع كلام حلو
حسن :مش عارف ليه بحس اني مع بنتي مش مراتي يا نادرة…
نادرة :يووووه بقا يا حسن انت بتبوظ اللحظة و انا اشتغلت كتير عليها
حسن :طب خالص متزعليش يا ستي حقك عليا…. كل سنة وانتي طيبة
نادرة :و انت بالصحة والسلامة… و كملت لنفسها بغيظ
=دا فكرني امه دا و لا ايه….
حسن :طب وطي صوتك بس الاول علشان عالي و بعدين انتي مش عجبك كلامي
نادرة :امشي يا حسن ادخل خد دش و انا هنام تصبح على خير انا غلطت لما فكرت نحتفل سوا كنت متخيلة حاجة تانية بس انت نزلت بسقف توقفاتي خالص
حسن دخل ياخد دش و هو حاسس بوجع في ضهره و دماغه و انه مش شايف ادامه لكن كان بيحاول يتعامل معها عادي علشان متلحظش
نادرة :اومال ليه الزفت الرواية البطل كان سعيد و فرحان لا و انبسط هو معقول متبسطش
حسن اخد دش سخن يريح بيه اعصابه و خرج لقاها قاعدة و كان عارف انها متضايقه من ردة فعله لكن غصب عنه لانه نام امبارح متأخر بعد ما جيه من طنطا و صحي بدري علشان يروح الورشة لان كان عنده شغل كتير لازم يخلصه.
أبتسم بحب و قعد جانبها على السرير
=نادرة
نادرة :عايز ايه؟
حسن :انا اول مرة حد يعملي عيد ميلاد حقيقي فرحت اوي و مكنتش متخيلها الصراحة….
نادرة :ما هو واضح انك فرحان يا حسن باين عليك انك فرحان
حسن باس رأسها و فضل حضنها لدقايق و هو بيحاول ميفكرش في حاجة
نادرة بقلق :
=مالك يا حسن؟ انت كويس
حسن :
=انا كويس بس محتاج افضل في حضنك يا نادرة مش عايزك تبعدي خليكي كدا شوية
نادرة بتوتر :حسن انت متأكد انك كو….
حسن بمقاطعة :
=ششش اسكتي يا نادرة انا عايز أفضل كدا مش عايز حاجة تانية يا نادرة
نادرة حضنته و هي بتبطبط عليه و حاسه انه مش كويس لكن سكتت
بعد وقت
كان نايم و ساند رأسه على فخذها و هي بتملس على شعره بحنان لحد ما فتح عنيه
حسن :حقك عليا انا بس كنت تعبان شوية و كان عندي شغل كتير و انا مكنتش عارف اتصرف ازاي لان عمر ما حد عملي عيد ميلاد
نادرة ميلت عليه و باسته
=و انا مش زعلانة بالعكس انا فرحانة و مبسوطة اوي انها عجبتك….
حسن ابتسم و قام
=طب ايه مش هنطفي الشمع دا بقا
نادرة بسرعة :
=اتمنى أمنية
حسن بصلها و سكت للحظات
=اتمنيت
نادرة :طب اطفي الشمع بقا
طفوا الشمع و هي قطعت التورتة و اديته طبق
=حلو اوي… لا بجد حلوة تسلم ايدك
نادرة :
=بحر ساعدتني فيها و كانت عايزة تشوفك بس نامت و انا دخلتها اوضتها.. استنى اجيبلك هديتك
نادرة قامت بسرعة و جابت صندوق هدايا صغير
حسن بابتسامه :انا مش واخد على الدلع دا كله
نادرة بابتسامة:يا حبيبي انت متجوز نادرة موسي يعني ادلعك براحتي مش جوزي
حسن فتح الصندوق و لقى قميص اسود و بنطلون جينز و ساعة و محفظة و هدايا صغيره
نادرة بابتسامه :عجبك
حسن :حلوين اوي
نادرة ضحكت بسعادة و بخبث
=ارقصلك يا حسن
حسن بلع ريقه بتوتر :
=افندم؟ لامؤاخذه مش سمعت
↚
نادرة بدلال :
=هرقصلك بلدي
حسن :
=انتي مش قبل الجواز قولتي ازاي تتجوز واحدة مش بتعرف ترقص مش هتلقي حد يدلعك
نادرة بضحك :انت قلبك اسود اوي يا سونه
و بعدين دا كان قبل الجواز يا حبيبي الموضوع اختلف دلوقتي….
حسن :ايه اللي اختلف بالظبط؟
نادرة ابتسمت بخبث و قامت شغلت الاغاني بصوت واطي
=اللي اختلف اني بقيت بحبك يا حسن…
حسن ابتسم و هو مصدوم من كلامها عارف انها بتلعب على أوتار قلبه بمنتهى الدلال اللي هيجننه في يوم من الأيام
******************
بعد يومين
في بيت ماجيك
حسن و عامر وصلوا البيت كانت شقة صغيره لكن عبارة عن مكان مكركب و في اوضة خاصة باجهزة الحاسوب اللي بيستخدمهم في الاختراق و التهكير….
ماجيك :منور يا عامر…. اهلا يا حسن اتفضلوا اتفضلوا معليش البيت مكركب شوية بس دا بقا فيه كل حاجة مهمة بالنسبة ليا
حسن :المهم عرفت تعمل اللي طلبته منك
ماجيك :ايوة طبعا عرفت هو انت فاكرني تلميذ يا باشا
و موبيل صاحبنا دا انا دلوقتي مسيطر على كل حاجة فيه بدون حتى ما هو يعرف او يشك
عامر :و لقيت أي حاجة مش تمام عليه
ماجيك :
=حاجة واحدة دا انت متعدش وراء الراجل دا
دا عامل بلاوي… اختلاس في شغل.. نسوان و حريم يعرفهم على مراته بعلاقات مشبوهة حاجة ز”باله
حسن :
=يعني في حاجة نمسكها عليه
ماجيك :
=هبعتلك فيديوهات و تسجيلات صوت ليه
بص يا سيدي اللي عرفته ان عرفة دا مراته بتمشيه على العجين ميلغبطوش دا ادامها بس لكن اتجوز عليها كذا مرة عرفي و على علاقة بكم واحدة كدا بيروح لهم في ليالي الأنس بتوعه
حسن ابتسم بمكر و هو بيبص لعامر
=تصدق يا ماجيك انا قلبي ارتاح لك اوي حلال عليك الفلوس دي…
ماجيك :
=و انا و الله ارتاحت لك يا ابن الصياد
حسن اداله الفلوس و اخد اللي هو عاوزه و مشي
عامر :هنعمل ايه دلوقتي
حسن :لازم دلوقتي نقابل اللي اسمه عرفه…. هكلمه
حسن طلع موبايله و كلم رقم عرفة الوسيط المالي اللي رد بعد لحظات
عرفة بحدة :الوا مين؟!
حسن ابتسم بخبث و بجدية:
=فاعل خير مش عايز لك الخراب بس لو مجتش على هوايا ههد الدنيا على دماغك يا عرفة بيه
عرفة بحدة و غضب :
=انت مين يالا؟ و ايه العبط اللي بتقوله دا انت عارف انا مين؟
حسن بسخرية:
=هتكون مين يعني واحد مرتشي و ن”جس على العموم لو مش عايز فضي”حتك تبقى بجلجل و سميرة هانم مراتك تعرف و”سختك و لا مثالا الرشاوي اللي بتاخدوها تتكشف
عرفة بتوتر:
=انت مين و عايز ايه؟
حسن :
=نتقابل النهاردة الساعة اربعة اقولك اللي عندي… يا عرفة بيه
عرفة جز على سنانه بغضب
=هستناك في……
حسن :و هو كذلك…..
حسن قفل الموبيل و بص لعامر
عامر :انا مش مرتاح للراجل دا يا حسن كلامه مش مبشر….
حسن : هيخاف و هيجي….
بعد كم ساعة
حسن و عامر وصلوا الكافتيريا كان عرفة قاعد مستنيهم و هو بيدخن
حسن شد كرسي و قعد ادامه و عامر جانبه
عرفة بصلهم بحدة:
=انتم مين؟
عامر :
=عملك الأسود يا بعيد بس دا انتي شقى اوي فيديوهاتك دي لو طلعت على النت هتبقى تريند ياراجل يا ز”بالة بتصور الحر”يم اللي بتكون معاهم جاتك القرف
عرفة بحدة :اتلم يالا مش على اخر الزمن يجي واحد زيك و يكلمني كدا
حسن ببرود:
=لا يا عم عرفة انك على الصبر و شد بلاستر احسن انا بضغطة رز واحد هيتعمل منك بطاطس مهروسة و هتتفرم يا باشا من الكل
عرفة :انتم بتهلفط بتقول ايه
حسن اتنهد بضيق و طلع موبايله فتح فيديو لعرفة و حطه ادامه على التربيزة
عرفة بلع ريقه بصعوبة و هو بيتفرج على الفيديو
حسن اخد الموبيل بتقزز
=عندي منه مية نسخة بس اعتبرهم تسعة و تسعين بس اصلا انا الصراحه اقرف اسيب القرف دا على موبيل فهمسحه و لو انت نفذت اللي احنا عايزينه النسخ كله هتتحذف هي و تسجيلتك للرشاوي اللي بتاخدها و حاجات كتير اوي
عرفة :انت عايز ايه؟
حسن :اللواء كمال… عايز اوصله و توصله العرض بتاعنا و تحدد لينا معاد معاه
عرفة :بس دا خالص البيعه تمت
عامر :هنبتديها كذب من اولها … البيعه انت و اللي معاك موقفنها علشان تدوها لطه الأسيوطي بتلت التمن
عرفة:بس طة الأسيوطي ممكن يوديني في داهية لو البيعه راحت لحد تاني
حسن :ما انت كدا كدا رايح في داهية…
بس داهية بفضيحة و مصيبة بجلجل و سجن و خسارة مش هتيجي على هواك…
عرفة سكت و هو بيفكر
=و انا موافق بس ايه اللي يثبتلي ان مفيش نسخ تانية من الحاجات دي و انك هتمسحهم كلهم
عامر :من الاخر كدا مفيش ضمانات كلمتنا ضمان… العرض بتاعنا من الخواجة نيكولاس تشارلي … هيدفع مية و تمانين مليون يعني حق المراكب الحقيقي مش اللي انتم عايزين تاكلوه في كرشكم
عرفة:طب اديني اسبوع ارتب الموضوع و ادي اللواء كمال علم و كمان هو اللي هيقرر
حسن :ماشي يا عرفة معاك اسبوع بس صدقني لو حاولت بس تاذي اي حد فينا او تفكر تلعب بديلك هتبقى حديث الصحافة و الأخبار…. انا حذرتك و حسن الصياد مش بيقول كلمته مرتين
عرفة بتوتر :
=اسبوع بالكتير و هظبط كل الدنيا و هحدد لكم معاد معه
عامر :تمام كدا و انا هبعتلك تفاصيل أكتر عن العرض علشان لما تقعد مع البايع يكون عندك كل التفاصيل
عرفة :و انا موافق بس الفيديوهات دي لو خرجت انا هروح في داهية انا موافق بس بشرط تتحذف
حسن :كله بوقته يا عرفة بيه بالاذن
********************
في بيت حسن
نادرة كانت بتعمل محشي ورق عنب و هي بتتفرج على التلفزيون، بحر كانت عند دعاء
سمعت صوت الباب بيخبط قامت حطت حجاب على شعرها و خرجت لكن وقفت مستغربة و هي شايفه نوال ادامها
نادرة :نوال… اتفضلي
نوال بخبث؛ جيتلك في وقت مش مناسب
نادرة :لا ابدا اتفضلي دا انا كنت بجهز الغداء
نوال دخلت وقعدت مع نادرة
نوال :نادرة انا عارفة أن انا و انتي مفيش كلام بينا كتير و عارفة ان كان في مشاكل كتير بينا بس صدقيني انا مش قصدي
انا مفهمتش الا لما سقطت و ابني مات للأسف دلوقتي انا و جوزي في بينا مشاكل بدأت اراجع نفسي و افكر و اعرف مين اللي ممكن يكونوا زعلانين مني و انتي اول حد جيه على بالي
و عرفت من جليلة انك حامل فقلت اجي اباركلك
نادرة استغربت ان جليلة قالت لها و هي بنفسها اللي كانت طلبت من نادرة متقولش دلوقتي لحد ما يبان عليها لوحدها
لكن اتكلمت بود
=انتي بتقولي ايه يا نوال انا مش زعلانة من حاجة و بعدين احنا اخوات… الله يبارك فيكي و ربنا يعوض عليك يا نوال
نوال:ان شاء الله خير…
نادرة: قوليلي بقا تشربي ايه؟
نوال :لا مش عايزاه اتعبك…
نادرة :لا تعب و لا حاجة… هعملك عصير
سابتها و قامت دخلت المطبخ تحضر لها عصير.. نوال بصت لها بحقد و غل و هي بتمسك شنطتها طلعت ازازة صغيرة من شنطتها..
قامت و فتحت الازازة و بدأت ترش منها في البيت تحت الكنب و الانترية و في الزوايا
نادرة خرجت من المطبخ و هي مبتسمة متعرفش اللي هيحصلها بسبب طيبتها
↚
بعد ثلاث أيام
نادرة كانت حاسة باكتئاب و حاسة بحاجة مش كويسة جواها بقيت عصبية أكتر و هي مش فاهمة مالها بس كل حاجه متلغبطة و كوابيس كتير بتهاجم دماغها، بقت تصحى من النوم مفزوعة و تعيط من أحلامها…
حسن كان مستغرب اللي وصلت ليه و بيقول ان عصبيتها دي بسبب الحمل و الضغط اللي هي حاسة بيه….
لكن لما بيتكلم معها بيحس انها مش عايزاه تقول كلمتين على بعض…و الغريب انه لما بيرجع البيت بتدخل تنام قبل حتى ما يتكلموا عن يومهم زي العادة
في صباح يوم جديد
نادرة كانت واقفه في المطبخ بتجهز الفطار و هي ساكته و سرحانة فاقت من شرودها و بدأت تجهز الفطار
لحد ما بحر خرجت من اوضتها و هي بتمسح وشها بكسل و نوم
بحر :صباح الخير يا نادرة
نادرة مردتش و هي بتقطع الخيار و بتحطه في الطبق..
بحر حست أنها زعلانة منها لأنها مش بتكلمها الفترة دي زي الاول
بحر بحزن : هو أنتي زعلانة مني يا نادرة؟
حسن خرج من اوضتهم لقاها واقفه و بحر بتكلمها و هي مش بترد كالعادة
بحر ابتسمت بحب و هي بتتكلم معها
=تعالي بقا سرحي لي شعري علشان نروح الحضانة انا مش عايزاه اتأخر النهاردة و مش عايزاه سندوتشات كتير زي اللي بتعمليها ليا… اه صحيح المس امبارح قالتلي اقولك ان في تطعيمات في الحضانة و أني هاخدها و…
نادرة بمقلطعة و عصبية حادة:
=بس بقا اسكتي انتي ايه متعرفيش تعملي حاجة غير الرغي صدعتيني… و بعدين ايه القرف اللي انا عملته دا امشي من ادامي
نادرة كانت بتتكلم بعصبية و حدة، رمت من ايدها السكينة اللي كانت ماسكها و خرجت من المطبخ و سابت بحر بتعيط و هي خايفه منها لان دي اول مرة تشوفها بالمنظر دا
حسن مكنش مستوعب كلامها و هو بيبصلها بذهول و بيبص لبحر اللي دخلت اوضتها بسرعة و هي بتعيط، حس انه متعصب من تصرفاتها و مش فاهم في ايه
دخل وراها الأوضة و هو بيزعق بعصبية
=اقفى عندك…. ايه الكلام اللي قولتيه دا
نادرة بغضب :
=و انت مالك يا حسن و بعدين أنا أصلا غلطانة اني جبت البنت المقرفه دي من الشارع هو انا ناقصة قرف
حسن مسك دراعها بعنف و غضب
=في ايه يا نادرة…. مالك؟ انا بقالي يومين مستحمل طريقتك و عصبيتك اللي مش مبررة دي بس بقول أكيد الحمل تعبها او يمكن في حاجة مضايقها
لكن أنها توصل للكلام بالشكل دا يبقى في حاجة و انا مش هسيبك الا لما اعرف في ايه و ازاي تكلمي بحر كدا… دا انتي اللي اصريتي اننا نربيها و نهتم بيها
نادرة بحدة:
=انا يا سيدي عيلة و رجعت في كلامي
حسن :هو ايه لعب العيال دا…. هو ايه اللي رجعتي في كلامك، نادرة أنتي واعية انتي بتقولي ايه
شايفه تصرفاتك اليومين اللي فاتوا كانوا عاملين ازاي
لا عارف اكلمك و لا اقعد معاكي و حتى الكلمه بينا بقيت خناق في ايه…. فهميني
نادرة :
=انا كويسة بس كل الحكاية اني مش مستحملة الضغط دا كله و….
سكتت فجأة و كأنها بتحاول تفتكر هي عايزاه تقول ايه لكن مكنتش قادرة تجمع
حسن :و ايه….
نادرة بتعب : انا هنام حاسة اني مش كويسة
حسن سابها و هو مندهش من طريقها فجأة بتكون هادية جدا و بتسكت و تقولها انها عايزاه تنام رغم ان ملامحها بقيت مرهقة اكتر و كأنها مش بتنام
طلع موبيله و كلم عامر طلب منه يفتح هو الورشة لانه مش هيقدر يجي النهاردة….
شم ريحة حاجة بتنحرق فدخل المطبخ بسرعة لقى المقلية على النار و البطاطس انحرفت بسرعة طفي النار و حط غطا عليها ووقف هو مصدوم و حاسس ان فيه حاجة غلط…
دخل أوضة بحر
لقاها بتعيط و قاعدة في ركن
اتنهد بحزن و راح قعد جانبها
=الجميل زعلان ليه؟
بحر :
=هي نادرة مبقتش تحبني انا و الله مش عملت حاجة تزعلها مني يا حسن
حسن بابتسامه :
=لا يا حبيبتي نادرة بتحبك اوي بس هي تعبانة شوية مش اكتر بسبب الحمل متزعليش منها و انا اوعدك انها اول ما تبقى كويسة هتصلحك
بحر :
=بس هي بقت تخوفني اوي و انا مش عارفة اتكلم معها و هي دايما سرحانة…..
حسن اتنهد بقلة حيلة :
=معليش يا بحر هي يومين كدا و هتبقى كويسة… ايه رأيك تيجي نروح عند ماما مش انتي بتحبيها
بحر :اه بحبها اوي
حسن :طب انا هدخل اغير و نروح سوا
حسن سابها و راح اوضته لقى نادرة نايمة بعمق كأن مفيش حاجة
غطها كويس و راح يغير هدومه و خرج مع بحر راح لوالدته
بعد شوية
دعاء : ايه الكلام اللي بحر بتقوله دا يا حسن نادرة مالها
حسن :قالت ايه؟
دعاء :بتقول ان نادرة تعبانة و دايما بتزعق في ايه يا ابني
حسن :و الله مبقتش عارف يا أمي نادرة بقالها كم يوم فيها حاجة
بتصحيح من النوم مفزوعة و بتفضل تعيط و لما بحاول افهم في ايه القيها اتعصبت و كلامها كله غريب حتى بقت تزعق لبحر و تقول
انها عايزانى ارجعها الشارع أنا بقيت احس ان دي مش نادرة اللي انا أعرفها
و لما تهدأ و تروق و اقول هتتكلم تسبني و تدخل تنام و الغريب انها بتفضل نايمة بالساعات
دعاء كانت بتسمعه بشك و استغراب
=طب يا حسن في أي حاجة حصلت بينكم انت زعلتها يا إبني
حسن :
=و الله ما حصل انا اخر مرة اتكلمنا فيه
كان يوم عيد ميلادي و كانت هادية خالص و بالعكس كانت فرحانة و أحنا كنا عند الدكتورة قريب قالت إن الحمل طبيعي و مفيش حاجة تستحق القلق دا كله…..
دعاء بارتياب :
=طب بص يا حسن أنت ترجع البيت و تفضل جانبها و شغل سورة البقرة في البيت و ان شاء الله هتهدا و تروق…
حسن باستغراب :
=مش فاهم قصدك؟
دعاء بحب؛
=و لا حاجة يا حسن بس يمكن يكون في حاجة مش كويسة بتاذيها او اتحسدت و أنت مؤمن و عارف ان الحسد بيعمل أكتر من كدا
روح يا ابني و أفضل جانبها و لو حصل حاجه كلمني..
حسن :
ماشي يا أمي بس خلي بحر معاكي دلوقتي لحد ما اعرف نادرة مالها و ايه اللي تعبها كدا
دعاء بتفكير :
=ماشي يا حسن بس عايز نصيحة أمك بعد ما تمشي من هنا روح للشيخ يوسف شيخ الجامع و قوله يجي معاك البيت يقرأ شوية و يقولك لو فيه حاجة
صدقني هو بيعرف لو حد اذيكم و لو مفيش هيقولك تتعامل ازاي معها علشان تهدوا النفوس بينكم و نادرة طيبة و بنت حلال هتسمع منه…
حسن حس انه مش مقتنع ان ممكن حد يعملهم حاجة وحشه لأنه ماذاش حد علشان يعمل فيه حاجة زي دي
مشي من بيت والدته و رجع بيته
كان هادي و كئيب زي ما هو مفيش روح البهجة اللي كانت بتضيفها بسعادتها و شقاوتها
دخل اوضتهم لقاها لسه نايمة، حس الكآبه فقرر يفتح الشبابيك و شغل القرآن على التلفزيون برا في الصالون
و على موبيله في اوضتهم و دخل يتوضي
رجع بعد دقايق و هو بيمسح وشه قعد جانبها و مسك المصحف و بدا يقرأ سورة البقرة بهدوء و صوت خاشع
بدا يلاحظ توترها و هي نايمة و أنها بتدبر وشها لكن هديت تاني بعد دقايق و نامت بهدوء
حسن قفل المصحف و حس ان ممكن يكون فيه حاجة فعلاً
طلع موبيله و كلم شيخ الجامع اللي رد عليه بعد لحظات
حسن :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحج يوسف بابتسامة:
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته… ازايك يا ابو علي؟ فينك يا ابني مشوفتكش يعني على صلاة الفجر فينك
حسن بابتسامه :
=بخير الحمد لله بس كان في حاجة عايز اكلم حضرتك فيها و للأسف مش هينفع اجيلك يا حج… هو ينفع لو حضرتك تيجي البيت ليا
الحج يوسف بهدوء؛
=خير يا حسن في حاجة ضرورية؟ أنا ربع ساعة و هكون عندك
حسن :هستناك بس متتاخرش عليا
الحج يوسف:
حاضر يا ابني ان شاء الله خير متقلقش
حسن قفل معه و فضل قاعد جنب نادرة و هو بيلم شعرها و بيداريه
لحد ما سمع صوت الجرس بيرن، قام خرج و قفل الباب وراه
فتح باب الشقة لقى الشيخ يوسف و معه عبود اللي شغال في القهوة هو اللي ساعده يطلع
حسن :اتفضل يا حج..
↚
الحج يوسف :
=بسم الله الرحمن الرحيم
دخل البيت كان شكله بسيط جدا، تقريبا في منتصف الخمسينات وشه بشوش و لسانه ذاكر لله
قعد على الكنبة و بدا يبص حواليه للمكان و باين عدم الارتياح
الحج يوسف :
=خير يا حسن في ايه يا ابني؟
حسن اتنهد و بدا يحكيله اللي حصل و اللي بيحصل مع نادرة من كم يوم
الحج يوسف :
=هي فين يا ابني؟
حسن :نايمة من بدري و دا قلقني عليها علشان كدا كلمتك
الحج يوسف :
=ممكن اشوفها…
حسن :اتفضل
دخلوا أوضة نادرة و بدا يقرأ آيات قرآنية، نادرة كانت بتتشنج للحظات و بعدها هديت تماماً
عدي حوالي تلات ساعات و هو بيقرأ القرآن
تصدق و سكت للحظات و هو بيبص لحسن
=شوف يا ابني أنت دلوقتي هتمسح البيت كله كويسه بماية و ملح في الزوايا و تحت السجاد متسبش مكان
و تفضل تقرأ في المصحف
قولي يا حسن أنت بتقرا سورة البقرة او متعود تقرأ القرآن في البيت
حسن :
=انا و نادرة كل يوم كنا بنقرا ورد من القرآن و أنا بقرأ سورة البقرة بس مش كل يوم الصراحة
الحج يوسف بابتسامه :
=احمد ربنا يا ابني… في حد عايز ليكم الاذية بس بسبب القرآن اللي بتقروه دايما سحره مقدرش يعمل حاجة
حسن؛
=مقدرش يعمل حاجة ازاي بس طب و الحالة اللي هي فيها دي
الحج يوسف :
=يا ابني مراتك كويسة هي دلوقتي نايمة و هتصحي زي الفل و ان شاء الله مش هيبقى فيه كوابيس تاني هي اتاثرت بس
لأن اللي عايز اذيتها قصدها هي بالذات
المهم اعمل اللي بقولك عليه و بلاش يا حسن حد يدخل البيت انتم مش واثقين فيه
و نصيحة مني لو ربنا قدرك تقرأ سورة البقرة كل يومين تلاته او كل يوم حتى متتاخرش
لأن انا من اول ما دخلت البيت و انا مش مرتاح بس ربك حافظ و الآيات اللي انتم بتقروها حفظتكم من الأذى
حسن :طب اصحيها انا و لا ايه
الحج يوسف :
=سيبها نايمة و هي هتقوم لوحدها و ان شاء الله تقوم رايقة و انت قوم اعمل اللي قولتلك عليه
احكيلك قصة بيقولوا انها حقيقة
حسن خرج معه من الأوضة و بدا الحج يوسف يحكي له
=بص يا سيدي بيقولك كان في واحدة ست بتكر”ه واحدة معينة فقررت بتاذيها بالس”حر فراحت لواحد د”جال
ف هو قالها
أنا مش هعرف اعملك حاجة روحي لفلان الفلاني فهي راحت له و قالها تعالي بعد يومين
لما رجعت له قالها انا معرفتش اعمل معها حاجة روحي لفلان هو بقا اللي معلمنا كل دا
فراحت له و لما رجعت تاني له
قالها متروحيش لحد تاني لأنك مش هتعرفي تاذيها
فالست استغربت ان مفيش اي حد عارف يعملها حاجة و لما سألته قالها انها مواظبة على قراءة سورة البقرة يومياً مفيش حد يقدر ياذيها الا بإرادة ربنا و هي حافظة آياته و ربنا حافظها بيهم…..
مفيش حد بيقدر ياذي حد الا بإرادة ربنا يا حسن… ربنا يحفظكم يا ابني
انا هنزل بقا علشان اأذن لصلاة الضهر فاضل نص ساعة و مفيش حد في المسجد
حسن :شكرا يا حج
الحج يوسف :لا شكر على واجب خالي بالك على نفسك و على مراتك و البنوتة الصغيره هي صحيح اسمها ايه؟
حسن بابتسامه :اسمها بحر
الحج يوسف :ربنا يحفظها ياله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسن :و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حسن قفل الباب وراه و استغرب ان حد يوصل بيه الكر”ه و الح”قد انه يعمل كدا
لكن قرر يسلم أمره لله
دخل الحمام ملي جردل التسيق و رجع بعد شوية و بدا يمسح الشقة و يعيد عليها كذا مرة و هو بيقرأ قرآن….
دخل اوضتهم و بدا يمسحها كويس
لحد ما سمع صوت نادرة و كأنها بتعيط و بتتألم
ساب الشرشوبه بسرعة و راح قعد جانبها
=نادرة أنتي كويسة؟ حاسة بحاجة بتوجعك
نادرة قامت و هو سندها كانت بتترعش و تعبانة
=دماغي يا حسن و ضهري و بطني بيوجعوني اوي…. حاسه بوجع في كل جسمي
حسن بقلق و توتر:
=هعملك حاجة دافية
نادرة بدموع و وجع :
=متمشيش يا حسن أنا مش كويسة خليك معايا
حسن :طب تيجي نروح المستشفى…
نادرة :لا مش عايزاه بس خليك معايا … خليك معايا يا حسن
حسن بلع ريقه بتوتر و حزن، حضنها و فضل يطبط عليها و هي بتهلوس لحد ما هديت
حسن بحنان:
=نادرة قومي المياة سخنة تعالي هساعدك تاخدي دش دافي
نادرة بتعب :
=بس أنا مش قادرة اقوم يا حسن
حسن :معليش هساعدك
اخدها تاخد دش دافي و غيرت هدومها و هي بين الوعي و اللاوعي
“بليل ”
حسن دخل الأوضة و هو شايل صنيه عليها الاكل، قعد جانبها و ابتسم
=ياله يا جميل خلينا بقا ناكل لقمة سوا أنا ماكلتش حاجة من الصبح
نادرة بارهاق :
=بس أنا مش عايزاه أكل يا حسن و بعدين فين بحر؟
حسن :وديتها الصبح عند ماما و بعدين ايه بقا أنا واقع من الجوع واقع….
نادرة بابتسامة:
=بعيد الشر عليك يا حبيبي…
حسن ابتسم و قرب الصينية منها و بدا يأكلها و هي غصب عنها عيطت و هي بتفكر ازاي اليومين اللي فاتوا عدوا و الكوابيس المرعبة اللي كانت بتشوفها و عصبيتها دايما مش فاهمة ازاي كانت بتتكلم بالطريقه دي.
حسن مد ايده و مسح دموعها و هو مبتسم
=ممكن تبطلي عياط بقا… خالص يا نادرة احمدي ربنا على اللي حصل، و الحمد لله الموضوع متطورش عن كدا احمدي ربنا
نادرة بضيق:
=اصل أنت متعرفش أنا كنت بشوف ايه في أحلامي و لا حتى الأصوات اللي بحس اني سمعها و بحس بحاجات مش حلوة يا حسن مش حلوة خالص بالعكس كانت وحشه اوي
حسن :
=يبقى نحمد ربنا بقا، نحمد ربنا ان الموضوع مزدش عن حده بس الصراحة بحر زعلت اوي انا مش عارف هتصالحيها ازاي…
نادرة :و لا انا يا حسن و لا انا بقيت عارفه اي حاجه
حسن :
=طب اسمعيني بقا علشان في كلمتين لازم اقولهم ليكي
بصي يا نادرة أنا و انتى الحمد لله ربنا أكرم علينا بنعم كتير أوي و الناس محدش بيسيب حد في حاله
و مش كل اللي بيبتسموا في وشنا بيحبونا علشان كدا عايزك تاخدي حذرك و بلاش تأمني لأي حد يجي يزورنا فاهمني
نادرة سكتت و هي بتفكر
=فهمالك يا حسن فهماك بس أنا محتاجة أنام دلوقتي و عايزاه انام في حضنك مش عايزاه افكر في اي حاجه يا حسن ممكن
حسن هز رأسه بالموافقة و غمض عنيه بتعب من أحداث اليوم
↚
نادرة فتحت عنيها و هي حاسة بحاجة مختلفة يمكن راحة و لولا بمقدار أبسط.
الشباك كان مفتوح و أشعة الشمس بتلمع في الاوضة قامت ببطي و بصت لحسن اللي نايم…. سابته و فضلت حاسة بحاجة مختلفة و كأنها مش عايزاه تتكلم
هي بس عايزاه تتأمل كل حاجة حواليها، النور و الاضاءه و البيت الهادي كل حاجة
قعدت على الكرسي بلامبالة و صمت
نادرة لنفسها :
=يارب أنا مبقتش فاهمة حاجة… و لا فاهمة اللي بيحصلي، أنا بس خايفة و في نفس الوقت مش مهتمة بس بلاش الاذية تكون لابني يارب…. يارب بلاش ولادي.
فضلت قاعدة مكانها لوقت طويل و هي ساكته و بتبص لكل حاجه حواليها و هي مخضوضة بعد اللحظات اللي فاتت
حسن خرج من الاوضة بنوم لكن استغرب أنها نايمة في الصالون
قعد قصادها على الأرض و فضل يبصلها
حسن
=نادرة ايه اللي نايمك هنا
نادرة فتحت عينها و بصتله
=مش نايمة بس كنت قاعدة بفكر و غفلت…
حسن مسك ايدها و ابتسم:
=كفاية تفكير في حاجة مش كويسة ممكن علشان خاطري يا ستي و لا انا ماليش خاطر عندك
نادرة ابتسمت و قربت منه كان مستواها أعلى منه لانه على الأرض… مسكت ايده بحب و طبعت عليها بوسه
=خاطرك على عيني يا حسن، عارف أنا لحد النهاردة مش مصدقه كل اللي حصل في حياتنا من أول يوم حاسة اني بحلم و خايفه اصحى على كابوس
حسن :بطلي الكلام دا و كفاية بقا تفكير… ايه رأيك نخرج نشم هواء و نجيب بحر
نادرة :حاضر يا حسن هدخل أغير
حسن ابتسم و هي قامت دخلت تغير هدومها و خرجوا
نادرة أصرت انهم يتمشوا و ميركبوش الموتسكل.
كانوا بيتمشوا و نادرة بتسمعه و هو بيتكلم بحماس و شغف غريب عن أحلامه
نادرة بسعادة:
=و نفسك في ايه تاني يا حسن؟
حسن بجدية؛
=اقولك و متتريقيش عليا
نادرة :
=لا طبعا مش هتريق بس قول نفسي أعرف
حسن بجدية و شغف:
=نفسي يجي اليوم اللي أكون فيه رجل أعمال مهم اللي هم بياثروا في اقتصاد البلد، نفسي يبقى عندنا بيت كبير و واسع
و كلنا نعيش فيه
و نفسي يبقى عندي أربع او خمس ولاد منك
نادرة بذهول :
=خمسه ايه يا ابني حيلك حيلك
حسن بحماس و هو بيحط ايده على كتفها
=و ليه لا يعني مثالا
يعني مثالا يبقا عندنا ياسين و زمرد و مازن و احنا عندنا بحر يبقى أربعة
نادرة بغيظ طفولي:
=و اختارت اسمهم كمان و انا المعزة اللي هتخلف
حسن :
=بعيد عن التشبية بس بجد الأسماء دي حلوة تنكري
ياسين الصياد و مازن الصياد و زمرد الصياد
نادرة بابتسامة و اعجاب :
=حلوين اوي يا حسن يا خوفي لما تبقى شخص مهم تنسى نادرة
و ساعتها تكبر و انا أكبر و تبطل تشوفني جميلة و عنيك تزوغ على واحدة كدا و لا كدا و تنسى الانفوشي و الناس الطيبه اللي بيحبوك
حسن ضحك و كمل طريقه معها لحد ما وصلوا لبيت والدته و دخلوا كلهم لكن بحر كانت خايفة تخرج لنادرة تزعق ليها تاني
نادرة بحزن:
=هي بحر مش عايزه تخرج؟
دعاء بود :
=بصي هي مش عايزاه تخرج خايفه تزعلها
نادرة بتنهيدة :طب انا هدخل اتكلم معها
نادرة دخلت الاوضة لقيت بحر قاعدة بتلعب بالعرايس، قعدت جانبها و بحر مبصتش ليها حتى
نادرة اخدت العروسة و بتلعب بيها و بحزن
=أنا آسفه…. أنا كنت تعبانة و الله و مش عارفة ازاي زعقت لك
بحر بحزن :أنتي بطلتي تحبيني؟
نادرة : بحر أنا اسفة و الله العظيم، أنا مش عارفة ازاي افهمك اللي حصل لان الموضوع خارج عن ارادتي بس يعلم ربنا اللي حصل كان غصب عني…
و صدقيني أنا بحبك اوي…. اقولك سر
أنا أول مرة كنت احس اني أم و أنا معاكي و اول مرة احس اني شايفه نفسي كانت فيكي
أنتي حاجة حلوة اوي بالنسبة ليا و مهمة اوي و عمري ما هبطل احبك
بحر:هترجعيني الشارع؟
نادرة سكتت و هي بتبص لها بحزن و حاسة انها عايزاه تعيط لأنها مش عارفه ازاي توضح اللي حصل لطفلة صغيرة…
نادرة بدموع و طفولية :قولتلك انه غصب عني مكنتش اقصد و الله العظيم و بعدين هو انتي من ساعة ما جيتي معايا انا زعلتك في حاجة غير اليومين اللي فاتوا
انا في اليومين دول كنت تعبانة اوي و اللي كنت حاسه بيه مش هقدر اوصفه بس اللي انا متأكدة منه اني مش هقدر اخسرك
عارفة
أنا كمان معنديش أم اتولدت و امي ماتت و انا صغيرة و كنت نفسي القيها
لكن وقتها لقيت جليلة كانت طيبه اوي و بتحبني و لما شفتك حسيت نفسي لقيت حته مني…. أنا بحبك اوي
بحر جزت على سنانها بحزن و قامت وقفت جانب نادرة و هي بتمسح دموعها بحنان
=خلاص متزعليش… انا مش زعلانة منك انا بس خفت منك لما زعقتي
نادرة مسكت كف ايدها الصغير بحنان
=أنا اسفه و الله اسفة مكنتش اقصد ازعلك و يا ستي اطلبي مني اي حاجه علشان تصالحيني و انا هوافق عليها
بحر ابتسمت بسعادة
=نروح أنا و انتي و ابو علي نقعد على البحر و تعمليلي هريسة علشان بحبها اوي
نادرة :حاضر يا ست بحر من عنيا الاتنين
بحر ابتسمت بهدوء و حضنت نادرة بحنان و دف غريب بينهم يمكن مبيقروش يعتبروا عنه بالكلام لكن فيه بينهم مشاعر محدش يقدر يفهمها كأنهم يكملوا النقص و الفقدان اللي حسوا بيه و الغريب هو الحب اللي بيتولد في قلبهم لبعض.
×******************×
بعد كم يوم
عامر و حسن كانوا بيشتغلوا سوا كالعادة لحد ما موبيل حسن رن و كان رقم عرفة الوسيط المالي
عامر بص لحسن بتوتر و هو رد و فتح الاسبيكر
عرفة بجدية:
=هقابلك بكرا الساعة أربعة و يكون معاك المحامي بتاع المشتري و المشتري نفسه اللواء كمال وافق يقابلكم في…… و ياريت متتاخروش لانه صارم جدا في المواعيد
عامر ابتسم بانتصار و سعادة
حسن بجدية :
=ياريت متكنش لعبة من الاعيبك لأن حقيقي هتزعل اوي لو طلع فخ
عرفة بضيق و حدة :
=لا متقلقش مش فخ بس ياريت الخواجة ميكنش ناوي يلوع في الدفع
حسن بحدة :
=متقلقش يا باشا مدام في السليم يبقى على الله… هنيجي بكرا بس خالي في علمك الحاجات اللي ماسكها عليك كتير اوي و لو حصل حاجة انت تبقى جنيت على نفسك….
عرفة بضيق:
=خلاص يا ابني هي اغنية معادنا بكرا
حسن قفل المكالمة و بص لعامر
عامر:بتفكر في ايه
حسن :مش مرتاح له بس و ماله انا هكلم مينا
عامر:حسن بالله عليك بلاش جو التوتر دا علشان أنا بقلق لما القيك متوتر
حسن :أن شاء الله خير….
عدي الوقت و جيه تاني يوم
حسن كانت بيجهز و نادرة واقفه وراه
نادرة : حسن أنت بتفكر في ايه
حسن سكت للحظات و هو بيبص للمرايه ؛اقولك الصراحة قلقان يا نادرة قلقان اوي خايف بعد دا كله البيعه متمش و يجي حاجة تحصل تروح مننا و انا معلق عليها حاجات كتير فمتوتر….
نادرة بجدية:
=سبها على الله يا حسن و ان شاء الله هيرزقك من وسعه…
حسن اتنهد بتعب و باس رأسها، نادرة ابتسمت و طبطت على صدره برفق
=هون على نفسك يا حبيبي دا انت عارف ان الرزق دا بيدي الله و بعدين ايه هي الحياة بتقف على حاجة و لو لا قدر الله محصلش نصيب ليك فيها هتعمل ايه
ما الحياة هتستمر و انا في ضهرك يا حسن و ان شاء الله تعدي على خير يا ابو علي
حسن :ان شاء الله يا نادرة ان شاء الله انا لازم امشي دلوقتي خالي بالك على نفسك انتي و بحر
نادرة :حاضر يا ابو علي بس ابقى اتكلم و طمني ياله
حسن ابتسم و خرج من الشقة و نادرة فضلت قاعدة على السرير و هي حاسه بالمغص بيزيد، قامت خرجت لاوضة بحر اللي كانت بتعمل واجبها و هي قاعدة على الأرض و جانبها قطة نادرة بتأكل
نادرة :خلصتي الواجب يا بحر
بحر رفعت رأسها و ابتسمت و قامت رايح ناحية نادرة
=شوفي حلو كدا
نادرة اخدت الكراسة منها و بدأت تعلم له
=جميل يا حبيبتي بس دي مش بتكتب كدا تعالي لما اعلمك تعمليها ازاي
*******************
عامر خرج من البيت و طلع لحسن اللي كان مستنيه برا البيت، راحوا الاتنين على المكان اللي حددوا يقابلوا فيه مينا و الخواجة نيكولاس
مينا:اهلا يا حسن…. انا الحقيقة لحد دلوقتي مش مصدق انك عرفت تحدد معاد مع اللواء كمال لا و كمان بمساعدة الوسيط نفسه
حسن :لا صدق أصل اللي زي عرفة دا في حاجات كتير تتمسك عليه و تخليه يجي تحت ايدك…
الخواجة نيكولاس ابتسم باعجاب و مد ايده يسلم على حسن
=اهلا يا حسن
حسن بابتسامه :اهلا يا خواجة…. بس أنت بتتكلم عربي كويس
نيكولاس بجدية:
=عشت في مصر سنين طويلة و قابلت شباب كتير و من نظرة واحدة بقدر اعرف اذا كان اللي ادامي رجل أعمال حقيقي و لا فالصو….
حسن فضل يبصله و معلقش على كلامه لحد ما مينا اتدخل
=مش نتحرك بقا الساعة تلاته و نص
حسن :ياريت…
اتحركوا كلهم في طريقهم لحد ما وصلوا بعد تلت ساعة تقريباً كان اللواء كمال منتظره في مكان عام مغلق تقريبا مفيش غيرهم
الخواجة نيكولاس كان ماشي و جانبه مينا و وراهم حسن و عامر
↚
حسن بص لعرفة اللي كان قاعد مع اللواء كمال و هو بيبص لهم بشر و حقد انهم ضيعوا عليه مكاسب كان هي اخدها من وراء طه الأسيوطي
اتعرفوا و قعدوا كلهم و مينا بدا يفصل عرضهم للواء كمال و طريقه الدفع و كمان التعامل مع المحاسب المالي بتاعهم و طريقه استلام المراكب و تقطعها في المينا و تحملها للمصانع بتاعة الخواجة
حسن و عامر كانوا قاعدين معاهم و بيتدخلوا احيانا
اللواء كمال : و أنا موافق بس الدفع كاش على دفعتين اتنين مش أكتر في خلال الخمس شهور الجايين
مينا بخبث و هو بيبص لعرفة
: و هو كذلك يا كمال بيه و طبعا عمولة الوسيط و السمسار محجوزة بس ياريت بعد كدا تختار الوسيط المالي اللي تتعامل معه
كمال بص لعرفة اللي بلع ريقه بارتباك
الخواجة نيكولاس :
=يبقى اتفقنا كدا في التفاصيل المهمة و في خلال الخمس شهور الجايين و المحامي و المحاسب بتاع شركتنا هيكون على تواصل دايما بحضرتك علشان لو في اي حاجه حابب تعلق عليها….
كمال بجدية :يبقى على بركة الله
حسن ابتسم و هو بيبص لعامر و مينا
خرجوا كلهم و كل واحد اتحرك في طريقه ما عدا عامر و حسن و مينا
مينا بجدية:الف مبروك عليك يا حسن… مبروك علينا
حسن بابتسامه :الله يبارك فيك
مينا :ان شاء الله مش اول تعامل بينا و خصوصا لان الخواجة نيكولاس معجب جدا بيك
حسن :ان شاء الله خير….
عرفة من وراهم :
=مش هتخلص و لا ايه؟
حسن حط ايده في جيبه و قرب من عرفة
=افندم؟
عرفة :نعم! افندم ايه؟
التسجيلات اللي عندك و الصور
حسن؛ ااممم قبل كدا قلتلك في تسعه و تسعين نسخة معايا…. بس دلوقتي اتحذفوا مفيش غير نسخة واحدة
عرفة بعصبية :يعني ايه؟
حسن :يعني صباعك تحت ضرسي يا عرفة بيه…. لحد ما أضمن حقي و أنت تفكك مني هيفضل معايا نسخة من كل حاجه تخصك
عرفة :بس دا مكنش اتفقنا
حسن بحدة:خلاص يبقى فيه اتفاق جديد
أضمن حقي و تاخد تسجيلاتك و على فكرة انا حتى لو حذفت النسخة دي اقدر اوقعك في مصايب كتير اوي بس ياريت تخلي بالك على بنتك مش عندك بنت برضو
يا شيخ أنت مش خايف عليها تتا”ذي بقذرتك دي… على العموم اخد نصيبي و ساعتها اخر نسخة تتحذف و اللي بيني و بينك آخره كدا
عرفة :ماشي يا حسن بس اقسم بالله لو المرة دي لعبت كدا أو كدا هتندم طول عمرك و أنت كمان خاف على مراتك و بنتك اقصد البنت اللي انت لاممها من الشارع و خاف على في بطن المدام
لأن زي ما انت عارف عني كل حاجة انا كمان عارف عنك كتير اوي و إشارة واحدة مني هتخسرهم لأنك دخلت في لعبة انت مش قدها…
حسن ابتسم ببرود ظاهري:
=يبقى انت اللي جنيت على نفسك لو لمست شعره منهم…. بعد اذنك يا عرفة بيه..
سابه و رجع لعامر و مينا
عامر :ما تديله اللي هو عايزه يا حسن انت مش قده و دول ايدهم طايله و فعلا ممكن ياذوك
حسن اتنهد و بص لمينا :
=اللي زي عرفة دا ملوش أمان و معندوش عزيز… سيبها على الله
مينا ربت على كتفه باهتمام :
=موفق يا حسن….. من اليوم اعتبرني اخوك إذ احتجت اي شي كلمني بس و انا راح كون معك
حسن :ان شاء الله….. مش ياله بينا يا عامر
عامر :ياله بينا…. سلام يا مينا
مينا:سلام يا شباب…
********************
بعد مرور أربع شهور
نادرة و حسن حياتهم مستقرة بأمان و بحر بقيت جزء مهم من عيلتهم
نوال حصل مشاكل كتير مع جوزها و كل واحدة اتطلقت.
دعاء و جليلة دايما مع نادرة اللي بقيت في الشهر السابع….
و حسن و عامر بيتابعوا الإجراءات مع مينا
*******************
في منتصف احدي الأيام
نادرة كانت بتجهز الغداء لحد ما حسن يجي من الورشة و بحر نايمه بعد ما رجعت من الحضانة
كان سرحانة و هي بتجهز الأكل لدرجة انها محستش بحسن و هو بيدخل الشقة
حسن من وراها :
=اللي واخد عقلك يتهنا به…
نادرة بصتله و ابتسمت بحب
=محدش واخد عقلي غيرك يا باشا مصر
حسن :
=و الله أنتي نسياني خالص الفترة دي
نادرة:اخص عليك أنا نسيتك يا حسن
حسن :لا ياروح قلب حسن بقولك ايه راجلك عامله ايه دلوقتي لسه وارمه
نادرة بابتسامه :متقلقش عليا انا كويسة
حسن طفي النار و هي بصتله بغيظ
مسك ايدها و خرج من المطبخ، قعدها علي الانترية و راح جاب كيس فيه ادواية و قعد على الأرض جانبها و حط رجليها الوارمه على رجليه و دهن لها المرهم
نادرة :يا حسن متقعدش على الأرض…
حسن بحنان :بتوجعك اوي؟
نادرة ابتسمت بسعادة و مدت كف ايدها علي خده بحنو
=متقلقش عليا يا حبيبي أنا بخير الحمد لله و بعدين انا سالت الدكتورة قالت ليا ان الورم دا طبيعي بسبب الحمل مش أكتر فمتقلقش…
حسن بحب: أنتي متأكدة انك كويسة
نادرة :اه الحمد لله ياله قوم بقا خلينا نتغدا و ريح شوية أنت هترجع الورشة تاني
حسن :اه هتغدا و هنزل
نادرة :طب ما تخليك معايا النهاردة و عامر يروح هو الورشة…
حسن :معليش يا نادرة الفترة الأخيرة انا حملت على عامر كتير
نادرة :خلاص انا آسفه مش مهم
حسن :اسفه على ايه بس و الله انا اللي اسف بس أنا عندي شغل كتير و كمان الجمعية اللي عاملها هقبضها الشهر الجاي علشان مصاريف الولادة و لازم ادفع في المعاد….
نادرة :انا خايفه يا حسن… خايفه اوي من الولادة كل ما الوقت بيعدي بتوتر أكتر و بحس أني خايفة
حسن مكنش عارف يواسيها ازاي و خصوصا ان عندها حق تخاف لان دا اول طفل ليهم
=طب بصي يا ست البنات ايه رأيك كل ما دماغك تاخدك و تفكري في الولادة كلميني على الموبيل و انا هعرف انسيكي التوتر دا كله
بقولك ايه ايه رايك نغير في ديكور البيت و كمان أنا شفت سراير أطفال صغيرة حلوة اوي… ايه رايك نبقى ننزل سوا و نتفرج و كمان انا عايز اغير دهان الصاله ايه رايك نعمله بيچ و نغير الستاير و….
نادرة بمقاطعة؛ حسن أنت بتحاول تلهيني صح؟!
حسن ابتسم و مرر ايده في خصلات شعره
=الصراحه اه…. بس على فكرة انا بتكلم جدا بيقولوا ان التغير بيريح الأعصاب
نادرة:بس أنت دفعت فلوس كتير للنقاش اللي عمل الشقة
حسن :لا ما هو المرة دي هنعمله أنا و أنتي يعني مثالا انا هجيب الدهان و الألوان اللي احنا عايزين نعملها و ممكن اجيب الرسومات اللي نختارها سوا و نعملها سهلة على فكرة مش صعبة
نادرة سكتت و هي بتفكر
=حلوة الفكرة دي على فكرة…. حلوة اوي
حسن :
=خالص أنا و أنتي نقعد و نفكر في الألوان اللي عايزه تعمليها و انا هظبط الدنيا
نادرة :ماشي يا سيدي…. هدخل اجهز الغدا مش هتاخر
حسن :لا اقعدي انتي و انا هدخل اجيب اي أكل
نادرة؛ انا مجهزه على فكرة بس ناقص حاجات بسيطة
حسن :متقلقيش انا هتعامل ….
سابها و دخل المطبخ و هي حوطت بطنها اللي كبرت و هي بتتكلم مع طفلها….
في فيلا طة الاسيوطي
كان بيتكلم بعصبية و هو بيبص لفريد و رحاب
=يعني ايه صفقة زي دي تروح مننا بالسهولة دي بقا انا اللي اخدت صفقات اهم و أصعب منها اخسر دي… بس تصدقوا انا اللي غلطت اني اعتمدت عليكم
رحاب :و الله يا عمي كل حاجه كانت ماشية تمام لحد ما عرفة فجأة بعنا و اتفق مع نيكولاس و وصله للواء كمال و البيعه تمت و دلوقتي بيدفعوا الدفعه التانية و الأخيرة و خلال شهر كل حاجه هتنتهي
طه :و انتي بتفرحيني يا رحاب…. انا عايز افهم ازاي دا حصل و لسه عرفة يعمل كدا
فريد بجدية :
=انا اتصلت مع عرفة و عرفت منه أن في شخص ابتزه بحاجات خاصه و مقدرش يرفض و الا هيخسر كل شغله علشان كدا وافق و عمل الاتفاق
طه :مين الشخص دا؟
رحاب بصت لعمها و لفريد بتوتر
=حسن محمود الصياد
طه بصلها باستغراب و هز راسه بلامبالة
=مين دا؟! رجل اعمال
فريد؛ لا يا بابا دا واد ميكانيكي…..
طه بصلهم بصدمة و سخرية
=يعني حتة ميكانيكي قدر على اللي انتم مقدرتوش عليه يا بتوع الجامعه الامريكيه… ثواني كدا انا سمعت الاسم دا قبل كدا
مش دا الواد اللي ضربك من مدة طويلة بسبب بنت كنت ماشي معها
فريد بص في الأرض و معرفش يرد
طه :يعني حته واد زي دا علم عليك و أنت وقفت ساكت و دلوقتي رفع عنيه في عيني و خد الصفقة بتاعتي
ما انا لو مخلف راجل كان عرف يقطع خبره من الدنيا علشان يبقى عبرة لكل واحد يفكر يرفع عنيه في عينا
فريد بسرعة:يا بابا….
طه؛ بلا بابا بلا زفت
أنا سيبتك الفترة اللي فاتت تلعب و تتسلى براحتك بس خالص من هنا و رايح في نظام جديد هيمشي عليك و انا بقا هتصرف مع اللي اسمه حسن دا
فريد بص لرحاب بضيق و سابهم و طلع اوضته….
بعد اسبوع
حسن كان نايم في فترة الضهر و هيرجع الورشة تاني
حد الباب خبط بصوت عالي و الجرس كان بيرن
حسن فتح عنيه و قام بارهاق و هو شايف نادرة رايحة تفتح
=استنى انتي انا هفتح
فتح الباب لكن استغرب و هو شايف ظابط و عساكر واقفين ادامه
حسن بدهشة :افندم يا باشا
الظابط :حسن محمود الصياد
حسن:ايوه في ايه حضرتك
حسن:ياخدني فين بس انا عملت ايه؟
الظابط:خده يا عسكري و انتم فتشوا البيت
حسن بص لنادرة بعدم فهم و هم فتشوا البيت
=مفيش حاجه يا فندم
اخدوا حسن و نزلوا من البيت وسط ذعر نادرة و تعبها و هي بتحاول تفهم في ايه و أهل الحارة واقفين معها
أم جميله :في ايه يا بنتي هم واخدين حسن علي فين
نادرة بكت بذعر و حطت ايدها على بطنها بوجع و بحر كانت واقفه جانبها بتعيط و هي ماسكة فيها
=مش عارفه انا عايزه حسن…. انا مش فاهمة حاجة.. اهه
دينا جارتها حاولت تهديها بخوف عليها لكن نادرة كانت بتعيط و هي مش قادرة تقف غير بحر اللي بتعيط
:طب اهدي يا نادرة اهدي يا حبيبتي و دلوقتي هتعرف في ايه… اعمليها كوباية لمون يا جميلة و كلموا الحج موسى
↚
في قسم البوليس
العسكر دخل و معه حسن اللي مش فاهم في ايه لكن وقف مستغرب و هو بيبص لعامر اللي واقف في آخر الممر أدام مكتب الظابط… وصلوا لحد عنده و حسن بصله بحدة
=في ايه يا عامر و ليه جايبينك هنا؟
عامر بذعر: أنت كنت فين يا حسن .. انا اتصلت عليك كتير و موبيلك مقفول انا و انت في مصيبة
حسن بعدم فهم:مصيبة ايه فهمني حصل ايه؟
عامر: لقوا مادة بيضاء في الورشة و الظابط بيقول انها بودرة و دلوقتي انا و أنت بالنسبة ليهم تجار صنف فادعي ربنا نعدي منها على خير
حسن بسرعة:صنف ايه و بودرة ايه؟!
أنت اتهبلت يا عامر دا انا كبيري لما اتعصب اشرب سجاره تقولي بودرة…. ازاي و ازاي الحاجة دي كانت موجوده في الورشة و مين حطها
عامر :مش عارف يا حسن مش عارف أنت لما مشيت انا قلت اكمل شغل و بعدين لقيت البوليس جاين و بيقولوا في أمر بتفتيش و فتشوا بيتي و لقوا الحاجة دي في الورشة و اقبضوا عليا
حسن : لا أكيد في حاجة غلط… أكيد
استر يارب… استر
عامر : أحنا لازم نعرف مين اللي حطهالنا و كمان مين اللي بلغ البوليس شكل في حد حطنا في دماغه و المرة دي مش سهلة يا حسن
حسن بصله و متكلمش و رجع قعد على الأرض و هو بيمرر ايده في شعره و بيحاول يستوعب اللي هو قاله
*****************
في بيت موسى
نادرة كانت قاعدة جانب جليلة و مش فاهمة في ايه و لا المفروض تعمل ايه
نادرة؛ لا انا مش هفضل قاعدة. كدا و أنا مش عارفه في ايه و لا حسن فين…. أنا لازم اسأل، لازم القيه
جليلة :اهدي يا نادرة اهدي يا حبيبتي دا غلط عليكي و على اللي في بطنك و بعدين تسالي فين تدوري في أقسام البوليس… ابوكي هيعرف و يجي يقولنا في ايه و بعدين اهدي كدا أنتي مش شايفه أمه
حالتها عاملة ازاي دي من ساعة ما عرفت و هي هتتجن عليه فاهدي كدا
نادرة مقدرتش تتكلم، حطت ايديها على وشها، جليلة بصت لها بحزن و حضنتها
=غمه و هتنزاح يا نادرة… غمه و هتنزاح
بحر خرجت من اوضتة نادرة القديمة و راحت قعدت جانبها و هي بتمسح وشها و عيونها حمرا
=هو حسن هيتاخر يا ماما…. الناس اللي اخدوه دول شكلهم يخوف اوي… انا خايفة عليه… هو كويس صح؟
نادرة سابت جليلة و حضنت بحر و غصب عنها عيطت بقوة و هي حاسة ان المرة دي صعبة… قلبها المقبوض طول الفترة اللي فاتت كان بيقولها ان اللي جاي مش سهل و هي كانت بتحاول تتجاهل لكن!
بحر كانت بتعيط لكن افتكر كلام حسن ليها لما كان دايما يوصيها تخلي بالها على نادرة و متخليهاش تعيط لان قلبه بيوجعه لما يحس أنها زعلانة
بعدت عنها و مدت كف ايدها تمسح دموع نادرة و ببراءة
=متعيطيش يا نادرة… حسن بيزعل هو قالي اخلي بالي عليكي و مخلكيش تعيطي و هو زمانه جاي
نادرة مسحت دموعها و هزت رأسها
=هو زمانه جاي هو اكيد مش هيتاخر
*********************
عدي ساعة وراء التانية و التالتة
و حسن و عامر في القسم
موسى و عبد الرحمن والد عامر كانوا موجودين و هم مش مصدقين اللي عامر حكاه و سكوت حسن و صدمته
موسى جاب محامي لحسن علشان يفهم حيثيات الموضوع
العسكر اخد حسن و دخل لمكتب وكيل النيابة
وكيل النيابة:
ها يا حسن مش ناوي تتكلم و تقول الكوكاين اللي لقيته في الورشة بتاعتك دا جيبته منين
حسن : أنا أصلا معرفش ازاي فيه حاجة زي دي في الورشة…. انا متأكد ان في حد دس لينا الزفت دا
وكيل النيابة:
=مين ممكن يعمل كدا فيك يا حسن… الكمية اللي لقيناها في الورشة تجيبلك خمسه و عشرين سنة سجن او مؤبد… مين ممكن يكون بيكرهك للدرجة دي علشان يحطلك الكمية دي كلها؟
حسن انت موقفك اسوء من عامر لان الورشة مكتوبة باسمك أنت و عامر كتيره هيخرج بكفاله و انت اللي هتشيل الليلة،
رغم ان سمعتك و كلام الناس كله في صفك و كلهم قالوا ان مستحيل انك تكون بتاجر في الكوكاين…. ساعدني علشان نعرف مين اللي عمل كدا لان أنت اللي هتروح في الرجلين، حتى لو عامر هو اللي بيتاجر.. قولنا بيجيب الحاجة دي من مين و كان ناوي يوديها لمين و صدقني أنت هتخرج منها
حسن قعد على الكرسي و هو حاسس الدنيا بتلف بيه و مش قادر يتنفس
=أنا معرفش مين اللي ممكن يعمل معايا كدا بس اللي انا متأكد منه ان عامر مالوش علاقة بالموضوع دا كله…. و بعدين فكر فيها
انا و عامر بنشتغل في الميكانيكا و دخلنا المادي بيكفي مصاريفنا
هنجيب منين الفلوس اللي تخلينا نشتري كمية زي اللي حضرتك بتقول عليها دي، دا احنا عايشين في الدنيا دي بنقول يارب كملها بالستر
كل الشباب اللي زينا مطحونين علشان يعرفوا يعيشوا بالحلال
و بعدين دا أنا لو معايا فلوس كتير كدا
كنت حجزت في المستشفى لمراتي اللي قربت تولد و مستني الجمعية اللي بعملها علشان اقبضها
وكيل النيابة بجدية و حدة:
=للأسف يا حسن كلامك دا مش هيفيد بحاجة… لان ممكن برضو تكون واخد البضاعة دي تصرفها لصاحبها الحقيقي و لو قلت لنا مين هو هيفرق معاك و الا صدقني ابنك اللي أنت مستنية دا هيخرج مش هيلقيك…
حسن :
=بس أنا معنديش حاجه تاني اقولها…. انا قولت كل اللي عندي الحاجة دي مش بتاعتي و متأكد ان في حد دسها في الورشة لان عامر لايمكن مستحيل يعمل اي حاجه
وكيل النيابة طلب من العسكري يدخل عامر و بدا يستجوبه هو كمان و مكنش عنده اي معلومة تفيد مين اللي عمل كدا
و كيل النيابة حاول يستدرجه و يخليه يقول ان حسن هو اللي بيتاجر في الحاجة دي او بيصرفها لمالكها الأصلي
حاول يغريه انه هيخرج لو اعترف ان حسن هو صاحب الحاجة دي و خصوصاً لان عقد ملكية الورشة باسم حسن
لكن عامر نفي علاقة حسن بالمخدرات دي و انه مستحيل يكون له علاقة و أكد ان اكيد في شخص هو اللي دسها ليهم
عدي وقت طويل في التحقيق
وكيل النيابة بضيق:
=يعني دا آخر كلام عندكم…. اكتب يا ابني أمرنا نحن وكيل نيابة….. بحبس المتهمين حسن محمود الصياد و عامر عبد الرحمن نجاتي اربع أيام على ذمة التحقيق…. خدهم يا عسكري
اخدوهم الاتنين للحجز و هم مش مستوعبين
حسن دخل الحجز و قعد في أول مكان فاضي و هو حاسس ان رجليه مش شايله…
الساعة دخلت على اتناشر بليل و هم مش فاهمين
نادرة راحت لهم بعد ما عرفت من جليلة مكانهم
موسى اول ما شافها اتضايق ان بنته تدخل مكان زي دا
نادرة راحت ناحيته بلهفة
=حسن فين يا بابا؟
موسى بحدة :ايه اللي جابك هنا يا نادرة انا مش قايلة متجيش
نادرة بتعب: مجيش ازاي بس ؟!
بابا فهمني بس في ايه و هو حسن عمل حاجة لحد علشان يشتكيه احنا ممكن ندفع اي غرامة بس يخرج و…..
موسى بحدة :غرامة ايه بس
حسن متهم انه بيتاجر في البودرة و المخدرات و اتنقل من القسم للنيابة و جابوه هنا في الاخر….
نادرة هزت رأسها بنفي و صدمة
=لا لا حسن لا يمكن يعمل حاجة زي دي…. ايه الهبل دا اكيد في حاجه غلط…. حسن فين يا بابا
موسى بصلها بحنان و مسك ايدها علشان يمشوا لكن هي شدت ايدها منه بسرعة
=أنا مش همشي غير لما اشوفه بالله عليك يا بابا اعمل اي حاجة
موسى بحنان:يا حبيبتي الوقت اتأخر و انتي تعبانة و بعدين هتيجي الصبح بدري و المحامي هيتابع معه بس خلينا نروح دلوقتي و انا اوعدك هجيبك الصبح بدري
نادرة بذعر :هي دعاء فين مش كانت معاك الصبح
موسى بص في الأرض باسف
=والدته مستحملتش الخبر و وقعت من طولها و ناقلنها على المستشفى بس حسن ميعرفش حاجه
نادرة حطت ايدها على صدرها و هي بتعيط و مش مصدقه
=أنا عايزاه اشوفه يا بابا ارجوك
موسى :مش بيدي يا نادرة صدقني ممنوع الزيارة او الدخول…. حسن واقع في مصيبة كبيرة و لازم نهدا و نفكر ازاي نخرجه من هنا
بس دلوقتي لازم نمشي لان وجودنا هنا مالوش لازمة
انا هروح البيت و اروح المستشفى اطمن على الست دعاء هي مش معها حد غير تبارك و مينفعش يكونوا لوحدهم ياله بينا يا بنتي ياله بينا الله يرضا عليك الوقت اتأخر اوي و انتي شكلك تعبانة
نادرة مشيت معه و قلبها متعلق مع الشاب اللي وراء الجدران و مش قادرة تشوفه…..
……….. تاني يوم………..
في شركة الخواجة نيكولاس
مينا كان مع المحاسب المالي و هم بيتكلموا و بيرن على حسن و عامر علشان يتفقوا على المعاد اللي هيستلموا فيه عمولتهم لكن موبيلاتهم مقفولة
مينا بجدية:
=شوف يا معتز عايزاك تخلص كل المعاملات المالية الخاصة بينا و تقفل دفاتر السنة دي و تشوف الديون المعدومة لينا و كمان لازم توزع الأرباح بتاع السنة و أعمل مكافات للعمال بتوع المصنع هم الفترة الأخيرة بذلوا مجهود كبير و لسه الفترة الجاية في شغل كتير
دي أوامر نيكولاس بيه….
معتز:حاضر…. بس مالك واضح انك مشغول
مينا: بحاول اتواصل مع حسن أو عامر و الاتنين موبيلاتهم مقفولة و مش عارف اوصل لهم… بقولك اعرفلي عنوانهم و أنا هخلص شغلي و اروح لحسن
معتز:اوكي…..
******************
في القسم على العصر تقريلا
حسن مكنش نام و لسه صاحي و هو بيفكر مين اللي عمل فيه كدا، شكله متبهدل و باين عليه الارهاق
العسكري فتح باب الحجز و نادي على اسمه
حسن :ايوة
العسكري:تعالي وكيل النيابة عايزاك
حسن خرج معه و مشي لحد مكتب وكيل النيابة، دخل لقى نادرة و تبارك قاعدين
↚
نادرة اول ما شافته قامت و راحت ناحيته بسرعة و حضنته بدون ما تهتم للموجودين
وكيل النيابة خرج و ساب لهم مساحتهم
نادرة بخوف و بسرعة جدا
=في ايه يا حسن ليه كل دا بيحصل في ايه…. أنت مش هتخرج معايا انا و بحر مستنينك… ايه موضوع المخدرات دا و انت… أنت كويس شكلك تعبان حصل لك ايه حد عملك حاجة
حسن كان غمض عنيه بتعب و هو حضنها و مش عايز يتكلم لكن مجبر لان الوقت بدا يفوت و يعدي
=ظلم يا نادرة ظلم يعلم ربنا ان مفيش قرش حرام دخل جيبي و الله العظيم ظلم انا عمري ما هاكلك من فلوس حرام
نادرة بدموع:
=مش محتاج تبرر دا انا لو شفتك بنفسك معاك المخدرات هقول لا يمكن يعملها برضو يا حسن بس لازم تعرف مين اللي بيعمل فينا كدا و عامر كمان
تفتكر فريد و لا الراجل اللي انت كنت ماسك عليه صور اللي اسمه عرفة و لا مين يا حسن
حسن حس انها تعبانة و ماكلتش خالص و ملامحها باهته
مسك ايدها و قعدها على الكرسي
=انتى ليه ماكلتش و شكلك كمان منمتيش و ازاي تيجي لحد هنا… أنتي هتخرجي دلوقتي و هتروحي مع ابوكي و انا هتصرف متقلقيش يا نادرة
نادرة بغضب و صوت عالي:
=متقلقش ايه بس يا حسن دا انا بموت من الخوف اكل ايه و شرب ايه دلوقتي
دا بيقولوا فيها حبس و حاجات كتير
حسن ابتسم غصب عنه علشان يهديها
=صلي على النبي و اهدي و ان شاء الله خير
خير يا نادرة محنة و هتعدي بس ادعيلي
المهم ماما كويسة عملت ايه لما عرفت و هي فين؟
نادرة بلعت ريقها بتوتر و بكدب
=موجودة بس اصرينا عليها متجيش و هي في البيت و بابا جاب محامي كويس و….
حسن بحدة و خوف
=انتي بتكدبي صح… امي انا عارفها كويس لا يمكن تفضل في البيت و انا هنا…. امي فين يا نادرة حصلها حاجة؟
نادرة مقدرتش ترد و عيطت
حسن بحدة و رعب
=امي فين يا نادرة انطقي هي كويسة صح؟
نادرة بخوف عليه
=اهدي يا حسن هي كويسة بس لما عرفت الخبر مستحملتش و وقعت اغمى عليها و ناقلها المستشفى الدكتور قال إنها كويسة بس الضغط و السكر مش متظبطين و يومين و هتبقى كويسة المهم فكر في نفسك دلوقتي يا حسن
حسن قعد و غصب عنه دموعه نزلت على والدته
نادرة حضنته بهدوء
=و الله هتكون كويسة صدقني يا حسن
حسن مسح دموعه بسرعة و هو بيحاول يتماسك
=نادرة خليكي معها و مع تبارك هم مالهمش غيري و قوليلهم اني كويس و ان شاء الله هخرج من هنا
نادرة :حاضر حاضر يا حسن بس بالله عليك هون على نفسك كدا ممكن يجرالك حاجه
حسن :انا كويس…. كويس بصي فين موبيلي
نادرة :مش عارفه تقريبا في البيت
حسن :طب بصي افتحيه و خلي ابوكي يكلم واحد اسمه مينا
هو محامي شاطر و هيقدر يساعدنا و ان شاء الله عامر يخرج هو كذا كذا الورشة مش باسمه
نادرة :يعني ايه؟
يعني هو يخرج و انت تلبسها؟!
حسن بتعب:نادرة ابوس ايدك انا مش قادر اناقشك دلوقتي بس اعملي اللي قولتلك عليه….
نادرة :حاضر يا حسن بس خليك فاكر انا مش هسمح انك تبعد عننا و هترجع تاني و هتروح معانا صدقني
حسن :ان شاء الله… إن شاء الله يا نادرة
نادرة خرجت و وكيل النيابة دخل و كمل تحقيقه مع حسن لكن مفيش اي نتيجة جديدة
بعد شهر و نص
مينا قدر يخرج عامر من الموضوع لأنه مش مالك المكان اللي تواجد فيه المخدرات
لكن مقدرش يعمل اي حاجه لحسن لانه مالك المكان و هو اللي بيكون في الورشة اغلب وقته
و لان مفيش اي حاجة تدين اي شخص تاني غيره
والدته خرجت من المستشفى و الكل حزين و متضايق
حتى أهل الحارة و المنطقة اللي هو ساكن فيها و كل اللي يعرفوه
في المحكمة العليا
معاد الجلسة التانية لحسن و اللي هيتحكم فيها عليه
العسكري دخل بحسن قاعة المحكمة و في ايده الكلبشات
كلهم راحوا ناحيته و هو بصلهم بلهفة، نادرة بقيت في آخر شهر في الحمل
كان نفسه يبقى جانبها، بحر يمكن طولت شوية
كلهم موجودين
“والدته و تبارك و جوزها و جليلة و اختها و نوال و نادرة و بحر و مرجانة و مينا المحامي بتاعه
موسى و عامر و عبود صاحب القهوة كلهم موجودين حتى اسلام
الشاب اللي ساعده يلقى شغل و سمارة و برا القاعة في ناس كتير جايين”
بصلهم و بلع ريقه بصعوبه و هو شايف البدلة الزرقاء اللي لبسها
دخل وراء الحديد
دعاء بلهفة :متخفش يا حسن انت ابن حلال و عمرك ما اذيت حد و ربنا شاهد و هيبراك منها”
نادرة بتصميم و تعب و دموع:
=حسن أنت هتخرج صدقني و بعدين الدكتورة قالت اني حامل في ولد و خالص كلها كم يوم انا عايزاك تكون معايا مش هقدر يا حسن صدقني
حسن خرج ايده و مسح دموعها بحب
=سامحيني و الله العظيم لو كنت أعرف اني هاذيكي معايا كدا مكنتش حبيتك اتجوزتك بس الغلبان في البلد دي بيجوا عليه اوي يا نادرة اوي… و احنا مالناش ضهر
فظلموني و انا بظلمك معايا و بظلم الطفل دا معانا
بس وعد عليا لو ليا عمر و خرجت المرة دي الحساب تقل اوي اوي يا نادرة و لو بكوا بدل الدموع د”م مش هرحمهم
مينا باسف :
=حسن مفيش اي دليل على فريد او طه و لما جبتهم المحكمه في الجلسه اللي فاتت انكروا اي حاجه و هم اكيد مش يتكلموا بس انا هحاول باي طريقة تانية متقلقش
الخواجة بنفسه بيقولك اطمن هو هيتولي الموضوع
عامر بحزن:
انا اسف يا حسن و الله ما عارف ازاي الحاجة دي دخلت الورشة
اسلام بجدية :
=متقلقش يا جدع دا انت ساعدتني و انت متعرفنيش و ربك كريم اوي و ان شاء الله هتخرج النهارده
حسن ابتسم و نزل على ركبته و مد ايد لبحر اللي بتعيط
=بتعيطي ليه دلوقتي
بحر بدموع:
=علشان أنت سبتني يا ابو علي و انت وحشتني اوي و خايفه تسبني و كمان نادرة كل يوم تعيط و انا مش عارفة امسح دموعها و انا وعدتك مش هخليها تعيط بس انا خلفت وعدي ليك و مش عارفه اخليها تبطل عياط و كمان انت زعلان
حسن ابتسم علي برائتها
= انا مش زعلان يا ست بحر… أنا معايا ربنا و مش خايف، بصيلي كدا و ارفعي راسك
ايوة كدا…. اوعي توطي راسك و لو مخرجتش معاكم النهاردة لازم تخلي بالك عليها و على النونو الصغير لحد ما انا ارجع له ماشي
نادرة عيطت و بعدت عنهم و اديتهم ضهرها و هي مش قادرة تستحمل
حسن بصلها و بص لوالدتها بتعب
=انا كويس متقلقيش عليا
القضاه دخلوا القاعة و كل واحد قعد مكانه و بدا القاضي يقول مقدمته
لحد الجملة اللي سرقت منهم أنفسهم
“حكمت المحكمه حضوريا على المتهم حسن محمود عبد التواب الصياد بالحبس
خمسه و عشرين سنة مع الشغل و النفاذ… رفعت الجلسة”
كلهم اتصدموا و حسن بقا حاسس بروحه بتخرج من جسمه و العسكري بيشده و بيحاول يخرج، وسط صرخات والدته و أخته
نادرة فضلت قاعدة مكانها و دموعها بتنزل و لسه صدى الصوت بيتردد في ودانها
يعني ايه خمسه عشرين سنة…. يعني ايه يضيع شبابه وراء القضبان ظلم
جليلة قعدت جانبها و حضنتها و بتعيط هي كمان و مرجانة مسكت ايدها
نادرة بانهيار
=يعني ايه خمسه و عشرين سنة؟
يعني ايه…. ليه الظلم دا كله…. ليه هو ميستاهلش كل دا و لا اللي زينا ينداس عليهم بالجزمة…. هو يارب مكنش طمعان
كان نفسه بس يربي ابنه معايا و يعمل عيله كبيرة…. ليه كل حاجة تتهدا كدا
منهم لله منهم لله اللي كانوا السبب يارب يارب
مرجانة :اهدي يا نادرة اهدي و ان شاء الله هيعملوا استئناف و هيطلع منها
بعد عدة ساعات
نادرة كانت قاعدة في اوضتها و هي ساكته و مش قادرة تعيط من الصدمة مش فاهمة اي حاجه لكن وجعها دلوقتي اقل من ان الدموع توصفه
في صرخة مكتومة جواها مش قادرة تصرخها…
في عربية الترحيلات
حسن كان بيبص للطريق من الفتحة الصغيرة في العربية
مستغرب الحياة و انه في النهاية في المكان دا رغم انه مكنش طمعان في حاجة
كان نفسه بس يكبر بتعبه لكن مش مكتوب له
كل الطرق اتقفلت عليه…..
حسن لنفسه:يارب أنا تعبت اوي
انا شيلتي تقيله اوي اوي يارب…. امي و اختي و مراتي و ابني اللي لسه مشافش النور
يارب أنت العدل و عارف اني مظلمتش حد انصفني يارب…. انصفني مش علشاني علشان اللي في رقبتي… علشان ابني يارب ابني اللي اتحكم عليه يبقى يتيم قبل ما يتولد
بس يارب انا صبري نفذ و انت عالم يارب عالم انا شقيت اد ايه
و لو اخر نفس فيا يا فريد نهايتك انت و ابوك على أيدي هخليكم تبكوا و تتوسلوا علشان ارحكمكم و بينا الأيام…….
و بيننا الايام كما تدين تدان……….
قال تعالي
﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
[ الأنبياء: 87]
↚
عدي الوقت ببطي و هدوء مخيف
حسن اترحل للسجن و نادرة ساكتة مش قادرة تتكلم مع حد و لا حتى بتعيط هي ساكتة و دا مؤلم أكتر
كانت قاعدة في اوضتها..
والدة حسن كانت في اوضة بحر و هي بتصلي و بتعيط بحرقة و قهر على إبنها اللي عمره هيضيع ظلم
سجدت لله و طولت جداً في السجود في خلوة مع ربنا
=يارب أنت العدل يارب إبني معملش حاجة يستاهل بيها أنه يضيع كدا… دا بيحبك يارب بيحبك اوي، يارب نجيه… نجيه من اللي هو فيه… نجيه علشان خاطر ابنه اللي لسه مجاش للدنيا دا
يارب انت الحق و مترضاش بالظلم… قويه في حبسته و صبره عليها يارب و انصره….. يارب انصره زي ما نصرت سيدنا يوسف و رديته لأهله
يارب رده لينا يارب.
في اوضة نادرة
كانت قاعدة على السرير و هي حاسة بوجع… وجع! قليلة الكلمة دي على الفاجعه اللي قلبها حاسس بيها.
قلعت السلسلة اللي كانت لابسها و اللي كان حسن هديها بيها و هم في أسوان، فتحتها تشوف المكتوب عليها
“تشبهين الفراشات في سحرها، تاخذين من الزهور دلالها…”
سابتها على السرير و راحت فتحت الدولاب
و اخدت منه البوكس اللي كانت بتجمع فيه الهدايا و الذكريات اللي بينهم .
حطيته على السرير باهتمام و قعدت تتفرج على كل حاجة كانت بينهم و غصب عنها دموعها نزلت و هي بتمسك الورق اللي كان بيكتب لها فيه ملاحظات
طلعت المصحف اللي ادهولها هدية في رمضان، حضنته و عيطت بقهر و كأنها كانت منتظرة اللحظة اللي تخرج فيها كل الكبت و الوجع اللي جواها شهقات عليت و الدموع زادت، وشها احمر و حست بوجع أكبر لان الجنين كان بيتحرك و كأنه بيضر”بها في بطنها
صرخت من الألم اللي حست بيها و هي مش قادرة توقف بكاء.
جليلة فتحت الباب بسرعة و راحت ناحيتها بسرعه و لهفة.
=مالك يا نادرة؟ اهدي بالله عليكي
انتي كدا هتموتي نفسك يا حبيبتي اهدي
نادرة بحرقة و هي بتحط ايدها على قلبها :
=آآآه يارب آه…. قلبي يا جليلة هيقف اه يارب ارحمنا آه و أنا اللي كنت فاكرة الدموع دي أقصى مرحلة في الوجع طلعت ابسط بكتير آآه…. يارب أنا مش قادرة استحمل المرة دي صعبة اوي يارب صعبة اوي
خمسه وعشرين سنة ليه
علشان طيب و الطيب في البلد دي بينداس عليه…. خمسه و عشرين سنه يعني يطلع من السجن يكون عمره راح هدر يارب
طب أنا هعمل ايه لوحدي و ابنه هقوله ايه يارب انا مش اد الوجع دا كله… يارب لو هيفضل الحال كدا خدني… خدني عندك يارب
جليلة عيطت و حضنتها و هي بتعيط بهستريه و بتتكلم بدون وعي
=خدني يارب انا مش اد الوجع دا كله… علشان يتولد يتيم اب و أم اااههههه.. ااهه
جليلة بتعب و بكاء:
=بس يا بت متقوليش كدا حرام عليكي اهدي حرام عليكي نفسك
دعاء دخلت الاوضة و هي بتمسح دموعها، راحت ناحيتها و حضنتها بقوة
=هيرجع يا نادرة هيرجع علشان ربنا مبيرضاش بالظلم بس انتى اصبري و استحملي علشان لو خرج و مقالكيش هيموت في اللحظة الف مرة… علشان بيحبك اوي بيحبك اوي يا بنتي من زمان اوي
انا لما كنت بشوف لمعة عيونه لو عديتي ادامنا في الشارع كنت ابقى عارفه أنه هيموت عليكي، كنت بدعي كل يوم تبقى من نصيبه علشان هو طيب
و دلوقتي انا عندي ثقة في ربنا انه هيخرج بس لازم تجمدي علشانه و علشانك و علشان ابنكم يا بنتي…
نادرة بقهر و هي بتعيط بهستريه :
=مش قادرة يا ماما مش قادرة حاسه بروحي بتطلع، مكنتش اعرف ان الوجع بيكون كدا مكنتش اعرف طعم الوجع
قهرة قلبي دلوقتي مش قادرة اتحملها
و الله العظيم ما قادرة
جليلة بحزن
=نادرة أنتي ماكلتيش اي حاجه بقالك كتير و دا غلط عليكي و الدكتورة قالت إن كدا مينفعش لازم تاكلي
نادرة بتعب:
=انا مش عايزه حاجه سبوني في حالي…. سبوني انا عايزه افضل لوحدي
دعاء بحزم و خوف مخفي :
=لا مش هنسيبك… جليلة هاتلها كوباية عصير مدام مش عايزاه تاكل دلوقتي بس الوضع دا مش هيستمر كتير و هتبقى كويسة
جليلة قامت و دخلت المطبخ بحزن، رجعت بعد شوية و معها كوباية عصير… نادرة ماخدتش منها غير حاجة بسيطة
دعاء :خالص مش مهم يا حبيبتي نامي دلوقتي يا نادرة حاولي تنامي و ان شاء الله هتكوني بخير..
********************
في بيت زبيدة اخت جليلة
نوال كانت قاعدة في الصالة و بتفكر في اللي عملته في نادرة و الحكم اللي حسن اخده، من مدة بسيطة نوال اتطلقت بسبب المشاكل الكتير اللي كانت بينهم و اتوقفت عن العمل فترة مؤقته بسبب غلطة عملتها علشان كدا رجعت بيت أبوها.
افتكرت لما راحت للد”جال علشان يعمل عمل لنادرة يخليها تتطلق و تعيش باقي حياتها في قهر و مشاكل، لكن محصلش حاجة و نادرة و حسن قدروا يتغلبوا على المحنة بذكرهم لله
فات حوالي ست شهور في الأول كانت منتظرة خبر طلقهم لكن وقتها لحظت ان نادرة بقيت عصبية لكن بعد مدة رجعت تاني لطبيعيتها و حياتهم استمرت بسعادة.
وقتها قررت تروح تاني للد”جال دا لكن قالها أنه ميقدرش يعمل ليهم حاجة و محدش هيقدر يعمل حاجة لأتنين مواظبين على قراءة القرآن الكريم
و الحقيقة اللي د”جال مقدرش يقولها ان ارادة ربنا فوق كل الانس و الجن و كل المخلوقات….
و ان السحر اتقلب عليها هي و حياتها هي اللي باظت… اتطلقت و شغلها باظ
فاقت من شرودها علي صوت امها و هي خارجة من اوضتها بنوم
=قاعدة كدا ليه يا نوال… غريبة
نوال :بفكر يا ماما…. بفكر في اللي حصل امبارح
معقول جوزها كان بيتاجر في المخد”رات
زبيدة بطيبة:
=لا طبعاً… انا اعرف حسن دا شاب ابن حلال ربنا يفك كربه يارب لأجل البت الغلبانة دي هي و اللي في بطنها….
نوال بغيرة :
=بتحبي نادرة أنتي اوي يا ماما؟
زبيدة بابتسامه :
=و هي متتحبش مثالا؟!
نادرة طيبة و بنت حلال هي اه أحيانا بتكون متهورة لكن طيبة اوي يا نوال
نوال :
=بس انتي طول عمرك بتحبيها حتى اكتر مني؟ مش كدا
زبيدة باستغراب:قصدك ايه يا بنتي هو معقول احب حد اكتر منك دا انتي حته مني
نوال بسخرية :فعلا علشان كدا طول الوقت بتقللوا مني صح
زبيدة:انتي بتقولي ايه انا قللت منك…. استغفر الله العظيم
نوال :
=انا مفيش حد اذاني غيركم انتي يا ماما اذتيني و كر”هتيني في كل الناس
طول عمرك بتقوليلي اعملي دا بلاش دا
طول عمرك بتقارنيني بكل البنات اللي بتشوفيه
كنت بتقارنيني ببنت عمي اللي دخلت كلية قمة و انا لا
قارنتي بيني و بين نادرة فاكره كنتي بتقولي ايه
شوفي الجمال و الروح الحلوة و الضحكة اللي توقع الواحد في حبها مش زيك بومة
انا طول عمري عايشه في مقارنة مع الناس اللي حواليا بسببك يا ماما
بسببك أنتي…
زبيدة بحزن:
=بس انا كنت ببقى عايزاه مصلحتك مش عايزاه اذيتك
نوال:مش بالزعيق و الصوت العالي و كسر القلب أدام الغرب
رغم ان نادرة عمرها ما اذتني بكلمة لكن اذتني بدلالها و ضحكها و سعادتها كنت بفتكر كلامك دايما و بكرهها اكتر
عارفة انا كر”هتها لأي درجة… لدرجة اني روحت لواحد د”جال علشان يعملها عمل يخليها تطلق و تتمرمط و جوزها دا يكر”هها رغم انه ماذنيش في حاجة
بس حتى الد”جال معرفش يعمل لها أي حاجه
و انا اللي حياتي باظت و اتطلقت و اتوقفت عن شغلي
زبيدة بصدمة:
=د”جال ايه؟! انتي يا متعلمة روحتي لسا”حر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أنتي عندك الجبروت دا بجد للدرجة دي
نوال قعدت على الكرسي و عيطت بحرقة:
=أنا تعبت اوي…. انا تعبت
تعبت من المقارنة… تعبت من كلامك اللي بيتردد في ودني لحد دلوقتي انا أديت اللي حواليا و اذيت نفسي و ظلمتها اوي
زبيدة مكنتش عارفة تعمل ايه لو زعقت و اتعاملت بقوة هتخسرها و هتخليها تعاند و تكابر و تكمل في طريقها الغلط هي مكنتش تقصد مقارنتها بغيرها بس كانت عايزاها تبقى احسن من غيرها لكن للأسف….
اتكلمت بهدوء و هي بتعيط:
=قومي يا بنتي ادخلي اتوضي و صلي
ارجعي لربنا قبل ما الوقت يفوت و تندمي… قومي بدل ما الكر”ه اللي جواكي دا يحر”قك، ربنا عادل و اللي انتي ناوتيه لغيرك حصلك انتي هتتعلمي امتى من الدرس… قومي.
سابتها و دخلت اوضتها و هي حزينة….
*********************
في مكتب مينا
كان عامر و مينا و اسلام قاعدين و بيفكروا في طريقه يخرجوا بيها حسن
مينا :
=لو طلبنا استئناف و مش معانا اي دليل على براءته مش هنقدر نطلعه و لا الحكم هيتغير
اسلام بعشوائية :
=طب ما نجيب الراجل اللي أنت بتقول عليه دا اللي اسمه طه و ابنه و نديهم علقه موت لحد ما يجيبوا اللي في بطنهم
عامر باعتراض:
=طبعاً مينفعش أنت بتقول ايه ناس زي دي مامنين نفسهم و الكلام دا مينفعش معاهم
مينا بص للساعة كانت واحدة بعد نص الليل، بص للشباب كان باين عليهم الارهاق لان كلهم من الصبح بدري كانوا مع مينا و في المحكمه
مينا بارهاق:أنا شايف ان الوقت دلوقتي اتأخر و مفيش اي حاجة هنقدر نعملها لازم نريح شوية علشان نعرف نفكر….
عامر :بس انا مش ههدا لما الا حسن يخرج منها يا مينا
مينا: و أنا كمان يا عامر لانه دخل في الليلة دي بسبب موضوع المراكب… احنا لو قدرنا نثبت انه هو اللي دس المخدرات لحسن هتتحل و خصوصا لان الدافع موجود و هو أن حسن قدر يخلي عرفة يوصلنا للواء كمال
اسلام؛ عدم الامواخذة هو ممكن نقدم للمحكمة الكلام دا و نخلي اللي اسمه عرفة يعترف انه كان متفق مع طة انهم ياخدوا الصفقة بربع التمن و لما حسن طيرها من ايده عمل كدا علشان ينتقم منه
مينا :لا طبعاً يا اسلام مينفعش لان عرفة لا يمكن يروح للمحكمة و يقول ان طه كان متفق معه انهم يقلبوا اللواء كمال في تمن المراكب و بعدين هيقول ايه ان حسن كان بيبتزه بالتسجيلات و صور تفضحه مستحيل طبعاً
و خصوصاً ان حسن مش معاه ولا نسخة من التسجيلات يعني دلوقتي عرفة مش هيقول كلمه تاذي سمعته
أذا كان هو اصلا وافق يوصلنا للواء كمال علشان سمعته اللي ممكن تبقى في الأرض لو الحاجات دي طلعت…
عامر بتنهيدة:انا تعبت من التفكير
مينا:علشان كدا بقولك خلينا نريح شوي و انا هاخذ اذن بالزيارة لحسن لازم اتكلم معه أنا متأكد انه اول ما يفكر في حل هيلقيه
ياله يا عامر قوم أنت دلوقتي روح و انا كمان همشي و خلينا نتقابل تاني لو وصلنا لحاجة
عامر و اسلام قاموا مشيوا و مينا قفل المكتب و خرج وراهم
******************
تاني يوم العصر
سمارة كانت عند نادرة
نادرة خرجت من اوضتها، سمارة اول ما شافتها راحت عندها و حضنتها
سمارة :شد و هتزول يا نادرة متقلقيش
نادرة بجدية و تعب باين في عيونها الحمراءو ملامحها الباكية :اتفضلي….
سمارة قعدت و نادرة ادامها
سمارة بحرج :
=عارفة أنك مستغربة وجودي و مستغربة ان الراقصة تجيلك انتي يا بنت الحج موسى، بس مقدرتش اسيبك في المحنة دي
نادرة بود:
=أنا مش مستغربة و لا حاجة لان متأكدة ان حسن يستاهل ان الكل يحبوه و موضوع الرقص دا فأنا عارفة أنك سبتي الكبارية من يجي سنة و بعدين انا مش ربنا علشان احاسبك… مجيتك على راسي يا سمارة
سمارة بابتسامه :
=تعرفي أنا حاسة ان الموضوع هينتهي و الله و حسن هيرجع بس لازم تخلي بالك على نفسك…. اقولك حاجة يا نادرة
أنا كنت بحب حسن… و اتمنيت لو انا مكانك
حبيته لما شفت جدعنته و طيبته لما ساعدني و جابلي شغل و خلني اعيش بني ادمه تانية
بس مع الوقت عرفت ان حسن لنادرة و نادرة لحسن
بس دلوقتي عرفت ان ربنا رحمني لما مكنش لينا نصيب سوا
لان مكنتش هقدر استحمل الوجع دا كله بعد ما اكون معاه و اشوف حياته كلها و اعرف معنى الحياة علشان كدا حاسة بوجعك
نادرة بحزن :محدش هيحس بيه يا سمارة
محدش هيحس بالوجع دا لانه بيكويني أنا، متخيلة أن ابو ابنك يضيع فجأة
حبيبك يروح منك من غير ما تحسي
يروح ظلم…. سبيني ساكتة يا سمارة
عارفة لو في وقت تاني و واحدة جيت تقولي انا بحب حسن كنت جبتها من شعرها بس دلوقتي معنديش لا طاقة و لا القوة اللي تخليني اتعصب حتى…. تشربي ايه يا سمارة
سمارة بحزن:
=ولا حاجة تسلمي أنا همشي دلوقتي بس هرجع تاني و ان شاء الله يطلع منها بالسلامة
نادرة:يارب
سمارة :بالاذن أنا… مع السلامة
نادرة:سلام..
**********************
في السجن
حسن خرج من الزنزانة و طلع لحوش السجن كان معظم المساجين فيه، بص للوجوه اللي حواليه… قعد في جنب و هو بيفكر ازاي يخرج من المكان دا
و في نفس الوقت عايز يطمن عليهم حاسس انه هيتجنن من التفكير في الموضوع، سند على الحيطة اللي وراه و غمض عنيه
جيه ناحيته واحد و هو بيد”خن، قعد جنب حسن
الشخص
↚
=مكنتش مصدق لما عرفت ان في ضحية جديدة لعيلة الأسيوطي هتشرف في السجن لا و في نفس السجن اللي انا فيه…
حسن اتعدل و بصله كان شاب باين في منتصف الثلاثينات لكن شكله عادي جدا
حسن:أنت مين؟
=سليمان يسري….. و أنت حسن الصياد جيت هنا في قضية مخد”رات و هتقضي باقي عمرك هنا
حسن :ايه علاقتك لعيلة الأسيوطي و عملوا معاك ايه
سليمان:
=كنت محاسب في شركات الأسيوطي من اربع بس منها لله اللي أسمها رحاب، رحاب كانت بتلعب في الورق و الحسابات لنفسها من وراء طه و لما أنا عرفت روحت بلغت مدير اعمال طه الأسيوطي لكن هو كان متفق معها و لبستني قضية اختلاس و اخدت فيها خمس سنين و دي السنة التانية ليا هنا
حسن بسخرية :و أنت سكت؟!
سليمان بابتسامه :
=زي ما أنت هتسكت يا حسن…. اصل انا و انت مش ادهم أنا سمعت انك وقفت لطه في صفقة كان هيكسب فيها كتير علشان كدا جابك هنا
على العموم أنا ممكن اساعدك جو السجن
حسن : و هتساعدني بايه ان شاء الله كنت ساعدت نفسك
سليمان :ماشي بس انا كنت حابب اساعد
حسن بجدية : تُشكر يا عم ساعد نفسك انت الأول و سبني في حالي علشان انا على أخرى و ممكن اتهور عليك دلوقتي
سليمان:انا كمان كنت كدا أول ما جيت بس و ماله…. و لو احتاجت اي حاجه انا في نفس العنبر
سليمان قام سابه و هو حس بالغضب أكتر ان شر العيلة دي مطالوش لوحده
بعد مرور اسبوعين “في يوم الزيادة”
نادرة خرجت من اوضتها و هي بتحط الدبوس في الحجاب
دعاء :يا بنتي ما تخليكي أنتي اصلا مفروض تتحجزي في المستشفى اليومين دول الدكتورة بتقول انك قربتي اوي
نادرة باحساس بالوجع
:لا انا لازم أكون معاكم انا كويسة الحمدلله و ان شاء الله مش هولد اليومين دول بس كدا كل حاجة جاهزة له…
جليلة :ايوة انا حطيت كل حاجه متقلقيش
نادرة :خلينا ننزل علشان نلحق نروح له مش بابا تحت
تبارك بحزن؛ اه تحت بس انتي شكلك تعبانة اوي
نادرة بضيق :قلتلكم مش تعبانة انا كويسة خلينا بس ننزل
تبارك مسكت ايدها و نزلوا سوا هي و دعاء
في السجن
حسن و سليمان كانوا بيتكلموا قدروا يتأقلموا سوا في الفترة اللي فاتت و حسن بقا اهدا و بيحاول يعرف من سليمان كل معلومه عن شركة الأسيوطي و اللي بيحصل جواها
سليمان :مالك يا حسن متوتر ليه النهاردة؟! …
علشان معاد الزيارة يعني
حسن :أكيد هو أنت مش مستني حد يجيلك و لا ايه
سليمان بحزن و سخرية :
=لما دخلت السجن في الأول هدى كانت بتيجي تزورني لوحدها و مكنتش بترضا تجيب البنت معها و بعد ست شهور كانت رفعت عليا قضية طلاق و اتطلقنا و من ساعتها ماشوفتش بنتي و لا حد بيجي يزورني
حسن ربت على كتفه بمواساة:
=ان شاء الله هتخرج من هنا و هترجع لبنتك
سليمان :ان شاء الله بس هو أنت مين هيجيلك
حسن :أمي اكيد و تبارك و….. معتقدش ان نادرة هتيجي عارف المفروض انها هتولد في الشهر دا و هي في نهاية التاسع كان نفسي ابقي معها و اطمنها
سليمان:
=ان شاء الله خير يا حسن قولي هي حامل في ايه ولد و لا بنت…
حسن بحزن :ولد…..
عدي الوقت و هو منتظر ان السجان ينادي اسمه ان في حد جيه يزوره لحد ما فعلا نادي اسمه و خرج بلهفة
لكن كان مصدوم انها جيت تزوره مكنتش متوقعها
والدته حضنته بقوة و هي بتعيط و تبارك كمان
حسن بص لنادرة اللي كانت مبتسمة و كأنها بتقوله أنا معاك مهما حصل
حضنها و باس راسها
=ايه اللي جابك؟ انتم ازاي توافقوا انها تيجي
دعاء :انا صوتي راح و انا بقولها تفضل لكن هي صممت تيجي
نادرة بلهفة:أنا كويسة يا حسن متقلقش… قولي أنت كويس؟
حسن :متقلقيش عليا أنا بخير الحمد لله
نادرة :بص يا سيدي جليلة عملت لك الاكل اللي بتحبه اهو كل كويس و بالله عليك يا حسن متزعلش و هون على نفسك و ان شاء الله هتعدي على خير
حسن مسك ايدها بقوة و كأنه بيستمد منها الأمان
قعدوا كلهم يتكلموا
حسن:اخبار بحر ايه؟
تبارك :بخير الحمد لله بس زعلت لأنها معرفتش تيجي معانا قولنالها الزيارة الجاية انا هفضل و انتى تيجي له
حسن :خلوا بالكم عليها
نادرة بتعب:ناوي على ايه يا حسن؟
حسن بتفكير :ناوي او”لع فيهم يا نادرة
ناوي اخليهم يندموا بس متشغليش بالك انا يجهز لحاجة كدا
نادرة حطت ايدها على بطنها بوجع :
=ابوس ايدك يا حسن بلاش تاذي نفسك ابوس ايدك انا مش حمل وجع و الله العظيم مش حمل حاجه تانية.
حسن حس بالحزن :
=متخافيش أنا بفكر ازاي هخرج من هنا…. بس مش هسيب حقي يا نادرة دا على جثتي
نادرة :المهم متاذيش نفسك و فكر فينا بالله عليك
حسن :انا اللي تعبني يا نادرة اني مش بفكر غير فيكم
دعاء ربتت على كتفه باهتمام :
=متقلقش علينا يا حسن و خلي بالك على نفسك احنا بخير الحمد لله
عدي عشر دقايق تقريباً
السجان :الزيارة انتهت…. الزيارة انتهت
سلموا عليه و نادرة مكنتش عايز تمشي لكن غصب عنها
حسن اخد الزيارة و رجع العمبر بتاعه
مكنش له نفس ياكل على اد ما كان حاسس بالحزن أنه شايفها بالحالة دي بتحاول تبتسم علشان ميزعلش
سليمان قعد جانبه و هو بيواسيه
=معليش يا حسن هي الزيارة الاول بتكون صعبة اوي
حسن : انا عمري ما جيه على بالي يا سليمان ان دي تبقي اخرتها….
سليمان:معليش هتعدي يا حسن…
حسن بصله و اتنهد و هو بيفتح الزيارة
=ياله بسم الله خلينا ناكل لقمة سوا
سليمان :لا انا مش جعان …
حسن بمقاطعة:
=مد ايد يا جدع انت معدتك موجعتكش من أكل السجن و لا ايه
سليمان ابتسم بسخرية و مد ايده ياكل معه
=عارف انا بقالي اد ايه ماكلتش اكل بيتي يا حسن من زمان اوي…. لدرجة اني كنت قربت انسى طعم الاكل البيتي..
حسن :هانت يا سليمان انت كلها كم شهر و تخرج من هنا
سليمان دموعه نزلت غصب عنه
=تفتكر لما اطلع هعمل ايه يا حسن هقدر اشوف بنتي اللي اتحرمت منها و مستقبلي اللي ضاع منهم لله…
حسن بص للأكل و معرفش يرد و لا عنده نفس للأكل لكن لازم يستجمع قوته و يهدأ علشان يعرف يفكر
******************
في نفس اليوم الساعة اتنين بليل
نادرة كانت بتصرخ من الألم و هي حاسة بأعراض الولادة مكنتش قادرة تستحمل، جليلة و بحر قاموا بفزع و راحو لها
نادرة كانت بتعيط بهستريه و هي مش قادرة تتحمل الوجع
جليلة :انتي بتولدي يا نادرة…. انا هكلم ابوكي يجي يأخذنا المستشفى
عدي الوقت و نقلوها المستشفى و هي في عالم تاني كل صر”خة كانت طالعه من قلبها اللي بيتقطع ان اللحظة دي هو مش معها
دخلت العمليات و بدوا يعملوا اللازم ليها
الممرضة خرجت من العمليات بسرعة
جليلة مسكت ايدها بسرعة
=في ايه؟
الممرضة :ولدت الحمد لله بس فقدت الوعي شوية و هننقلها اوضتها و ابنها نقلناه الحضانه
دعاء بخوف:حضانه ليه… دي في الشهر التاسع إبنها ماله؟
الممرضة :لازم نسيبه في الحضانه لحد بكرا او بعده و ان شاء الله هيخرج
برا المستشفى
كان في شخص قاعد في العربية و هو بيتكلم في الموبيل
=ولدت يا باشا و انا عملت اللازم
طه بحدة:
=نفذ عايزاك تجبلي الواد هنا من غير ما حد يحس أنت متأكد أن الممرضة هتقدر تتصرف في طفل ميت ابن النهاردة….
محسن :
=يا باشا عيب تسأل السؤال دا… انت مش شغال مع عيال الواد هيبقى عندك بعد ساعة بالكتير و كل حاجة متظبطة
طة بقسوة :
=ماشي يا محسن بس أنجز
طه قفل الموبيل و بص لفريد و رحاب
فريد :يا بابا ايه دخل الولد دا في اللعبه دي
دا عيل مالوش ذنب ليه نحرمه من أمه
طه بسخرية و حدة
:انت صعبان عليك الست نادرة و لا ايه… عندك حق أصلها لما تعرف ان إبنها مات و جوزها محبوس احتمال تموت فيها….
فريد بحدة:و هما ذنبهم اي….مشكلتنا مع حسن و هو خالص في السجن يعني مفيش منه خطر
طه:
=دا بيتهيالك أنت بس
اللي زي حسن دا لايمكن يفضل ساكت وراء القضبان و لو حاول يعمل اي حركة كدا و لا كدا ساعتها ابنه معانا يبقى هو اللي جنا على نفسه
و بعدين ما تسترجل كدا… انت فاكرة الثروة دي انا عملتها بالساهل كدا لازم يبقى نابك ازرق و اللي يخسرك جنية تندم امه و تخليه عبرة مش على اخر الزمن واد ميكانيكي يخسرني اكتر من مية مليون….
رحاب :طب و الواد دا هنعمل فيه ايه؟
طة بسخرية :
=خلي الخدامه تراعيه لحد ما نشوف له أي صرفه….. و لا نبعته فيلا الدقهلية
رحاب :اوكي……
بعد ساعة و نص في المستشفى
نادرة بدأت تفوق و هي حاسة بوجع بصت لمرجانة اللي قاعدة جانبها
=الف حمد الله على السلامة يا حبيبتي
نغم:و بقيتي ام يا ست نادرة
نادرة بتعب و ارهاق:
=هو فين؟
مرجانة:اخدوه الحضانة و ان شاء الله بكرا الصبح هيطلع من هناك
نادرة :انا عايزاه اشوفه… عايزاه احضنه، هو شبه مين؟ انا و لا حسن
مرجانة : محدش شافه لأنهم ناقلوه الحضانه قبل ما نشوفه بس اكيد زي القمر ليكم انتم الاتنين
الممرضة قالت إنه لازم يفضل في الحضانه و مينفعش يطلع
نادرة بخوف و قلق:لا انا عايزاه دلوقتي…. هاتولي ابني يا نغم بالله عليكم هاتوه عايزاه اشوفه و احضنه
مع اصرار نادرة الممرضة راحت تجيبه لكن وقفت في الحضانة مصدومه ان الطفل مفيهوش نبض و جسمه بارد جدا…..
=يلهوي دا مات….. اقولهم ايه دي أمه هتتجنن عليه.
في فيلا الأسيوطي
فريد و رحاب كانوا بيبصوا للطفل اللي نايم ، جميل جدا و ملامحه ناعمة كأنه ملاك ايده صغيرة جدا جدا
رحاب:تفتكر لما حسن و نادرة يعرفوا ان ابنهم مات هيحصل ايه….
فريد مردش و هو بيبص ليه
رحاب بفحيح افعي
=طب تخيل حسن يعرف اننا خطفنا ابنه و سجناه و ان ابوك السبب في كل دا هيعمل ايه، احتمال يسلخ جلدنا بالحياة
فريد بلع ريقه بتوتر و هي ابتسمت بسخرية و خرجت من الاوضة
فريد لابن حسن :
=ياترى انت هيحصل فيك ايه…. و ياترى ابوك هيعرف يرجعك و لا انت هتكبر و تدفنا كلنا…. مسلسل عربي اوي تكبر ايه؟!
دا لو ابويا ضمن ان ابوك ميعملوش حاجة هيرميك في الشارع و ساعتها لا هتعرف لا اب و لا أم
و هم اللي ربوا بنت من الشارع ابنهم يبقى مرمى في الشارع…. غريبة الدنيا!
في هذة الحياة يوجد أيضا التعساء و المشردون.
هؤلاء الذين يقدرون تلك النعمة التي لا تشعر بها أنت، هؤلاء الذين انتظروا كثيراً لأجل تلك اللحظة التي يبتسم لهم القدر
تلك الوردة ارتوت بالد’ماء حتى ذبلت أوراقها.
*******************
نهاية الفصل… دعاء احمد
ياترى نادرة هتتحمل كل دا؟!
حسن هيقدر يخرج؟ مينا و عامر يقدروا يساعدوه….
ابن حسن مصيره ايه و هل حسن و نادرة هيستحملوا
↚
“رحمة الله”
في السجن الساعة عشرة الصبح
حسن كان بيترعش و هو بيحلم كابوس مرعب… درجة حرارته عاليه و بيهلوس بكلام مش مفهوم
سليمان كان بيعمله كمادات و هو خايف عليه
=قوم يا حسن…. قوم يا جدع بقا حرام عليك نفسك
سليمان اتنهد بحزن و هو بيعمله كمادات انحني يسمع بيقول ايه
=فريد خطف…. نادرة لا متصدقيش
ابننا عايش لا
سليمان :
=حسن انت بتحلم فوق بالله عليك…. مالها نادرة و ابنك ماله
حسن قام مفزوع من النوم و من اسوء كوابيسه و هو مهزوز و مفزوع و بيتكلم بهسترية
=فريد و ابوه خطفوه
سليمان :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
صلي على النبي يا حسن انت كنت بتحلم مفيش حاجة من دي حصلت صلي على النبي
حسن بص حواليه و بلع ريقه و هو بيحاول يهدأ
=انا شفت كابوس وحش اوي…. شفت نادرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
سليمان انا قصدك في خدمه بالله عليك انت قلت ان ممكن تجبلي موبيل اتكلم بيه و انه في حد بيقدر يدخل الموبايلات السجن
سليمان:
=بص هو طبعا مبيحصلش الا في الأفلام لان السجن فيه حراسة مشددة بس فيه سجان مستفز ممكن يديك موبايله بس بياخد فلوس
حسن :انا معايا هم سايبين ليا فلوس انا محتاج موبيل ضروري
سليمان:
=اهدي يا حسن… اهدي بالله عليك، أنا موافق بس لازم تقولي في ايه و ناوي على ايه
حسن :مش مهم دلوقتي بس انا محتاج اطمن على اهلي، هي الساعة كم دلوقتي
سليمان :الساعة حوالي عشرة احداشر و بعدين أنا كنت هصحيك الفجر تصلي بس انت كنت تعبان اوي
حسن :دا كان كابوس اكيد علشان مصلتش الفجر يارب انت رحيم اوي… أنا حاسس ان نادرة ولدت يا سليمان بس اكيد باقي اللي شوفته دا كان كابوس
سليمان :اكيد يا حسن علي العموم أنا هحاول اجيبلك موبيل بس انت تعبان لازم تهدأ… صحيح المامور صرفلك دواء و قال انه عايزاك في حاجة مهمة يا عالم ايه هي
بس انا شكلك حسيت بيها… ياله قوم يا حسن و صلي على النبي….
حسن قام و سليمان راح للسجان و قاله ان حسن بقا كويس، و هو رجع بعد شوية اخد حسن للمامور
حسن كان قلقان و خايف من الكابوس المفصل اللي شافه
حسن لنفسه:يارب يكون كل دا حلم
يارب بلاش تقسى علينا اوي كدا
دخل لمكتب المامور اللي كان مشغول، رفع راسه و بص لحسن
=اقعد يا حسن….
حسن قعد و فضل مستني يتكلم
المامور:
=انت كويس دلوقتي… سليمان كان وصل للسجان أنك مريض
حسن:انا بخير الحمد لله بس هو في حاجة تانية
المامور بابتسامه :
=الف مبروك يا حسن بقيت اب
مراتك ولدت امبارح بليل ولد و المحامي بتاعك قدم طلب انك تشوفه و تطمن على مراتك و واضح ان المحامي دا و اللي تبعه ناس مهمة اوي علشان كدا الطلب اتوافق عليه.
حسن ابتسم و مكنش عارف يقول ايه
:طب حضرتك متاكد؟
المامور:ايوة طبعا متأكد انت مش عايز تشوف ابنك و لا ايه
حسن ابتسم بحنان؛
=اكيد عايز اشوفه
المامور:طب استعد بقا لان هتروح دلوقتي ليهم
حسن خرج من مكتب المامور و هو بيدعي ربنا و بيحمده ان كل دا كابوس مزعج جدا و مؤلم
حسن لنفسه:اكيد كان كابوس لان انا مش بفكر غير فيهم و في طه الزفت يارب
في المستشفى
نادرة كانت نايمه و هي حاسه بوجع، جليلة و دعاء كانوا جانبها لحد ما بدأت تفتح عنيها و ابنها نايم في سرير صغير جانبها
نادرة بتعب
=جليلة….
جليلة بابتسامه :صباح النور و الورد و الجمال
نادرة بتعب:
=صباح النور هو ايه اللي حصل انا اخر حاجة فاكراها اني كنت بولد ايه بقا اللي حصل بعد كدا
دعاء :
=خرجتي من العمليات تعبانه شوية و الدكتورة خرجت و معها ابنك و قالت إن صحته الحمد لله كويسة و انه متاثرش باللي حصل معاك و حالتك النفسية الوحشة
نادرة :هو فين؟
جليلة :اهوه يا حبيبتي نايم بس سيحان الله زي القمر ملاك يا نادرة شبهك اوي
دعاء :بس شبه ابوه اكتر
جليلة :و الله طب و الله الواد نسخة منها
دعاء :ازاي بس دا نسخة من حسن
نادرة غمضت عنيها و هي بتسمعهم
=ما تدوني ابني و بعدين لما يكبر ان شاء الله نشوف شبه مين
جليلة ابتسمت بحب و راحت ناحية السرير الصغير و اخدت منه “ياسين”
=بسم الله ماشاء الله زي القمر يا نادرة
دعاء ساعدتها تتعدل و هي شالته بحنان و حب
=بسم الله الرحمن الرحيم… دا حلو اوي يا جليلة حلو اوي بجد دا شبهي على فكرة
دعاء :بتنصريها عليا يا نادرة؟
نادرة بود و سعادة:
= و الله بهزر هو اصلا صغير جدا مش باين ملامحه بس حلو اوي يا ماما و حضنه دافي اوي…..
جليلة:ربنا يحفظه يا بنتي و يحفظك انتي و جوزك يارب…. على فكرة المحامي بتاع حسن دا طلع واصل اوي و جاب اذن انه يخرج و يجي يطمن عليكم…
نادرة :بجد
جليلة :اه و الله عامر لسه مبلغنا الله يستره كان معانا من ساعة ما جينا هو و مينا
نادرة ابتسمت و بصت لابنها بسعادة و كأنه رحمة من ربنا انه يطبطب على قلبهم في الوقت دا بالذات
بعد كم ساعة
حسن كان وصل المستشفى مع العسكري اللي مسابوش و لا لحظة
كان ملهوف انه يشوفه و يكدب كل الأحلام الوحشة اللي شافها
كانوا كلهم واقفين برا اوضتها اول ما شافوه راحو ناحيته
عامر:الف مبروك يا ابو علي
مينا:حسن لازم نتكلم
حسن:انا كمان عندي حاجة لازم اقولها بس مش دلوقتي…. نادرة كويسة؟
بحر بسعادة طفولية
:اه يا حسن و جابت نونو ضعنون خالص خالص، أنا شفته اول لما الدكتورة طلعت حلو اوي
حسن بابتسامه :بجد انتي شفتيه
بحر هزت راسها بأه و هو ابتسم بسعادة و دخل اوضتها و لسه الكلبشات في ايده و العسكري معه في الاوضة
عامر :بقولك يا حضرة هو مش معقول هيهرب يعني و المكان كله متقفل و يعني دا فرحان بابنه…. و انت ابو المفهوميه
العسكري:دي مسئولية قانونية يا حضرة
مينا :طب هم دقيقتين بس و بعين انت شايف الاوضة مفيهاش شباك حتى
العسكري بص للمكان و رجع بصلهم
=و هو كذلك…. و علشان خاطر انه اول مولود هفك له الكلبشات كمان
عامر :روح يا جدع اللهي يعمر بيتك
العسكري فك الكلبشات من ايد حسن و خرج من الاوضة
حسن دخل و ابتسم بحب و سعادة و هو بيقعد جانبها
نادرة بابتسامه :
=ياسين يا حسن….
حسن ابتسم بسعادة و بص لابنهم اللي هي كانت حضناه، قرب منهم و مد ايده على ملامحه الناعمة يلمس وشه بحب
نادرة حست انه خايف ابتسمت بحب
=شيله يا حسن و اذن في ودنه
حسن اخد نفس و شاله بحب و ضمه ليه كان حاسس باحساس مختلف و جميل جدا، أجمل مما تخيل بكتير.
ياسين فتح عنيه ببطي و هو بيرفع ايده، نادرة حطت ايديها تحت راسه ترفعه و هو مد ايده الصغيرة لمس وش حسن اللي ابتسم بسعادة و حب
نادرة :جميل اوي مش كدا
حسن :اوي يا نادرة…. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لازم يبقى كابوس اصل ربنا احن بكتير من انه يحرمنا منه
نادرة بخوف:يحرمنا منه ليه يا حسن؟
حسن :لا و لا تاخدي في بالك تقريبا حلمت بمسلسل عربي مش كابوس، بس في الواقع ربنا رحمته كبيرة اوي يا نادرة
اقولك ليه؟
نادرة :ليه
حسن بيقين:
=كفه الظلم عمرها ما تتنصر يا نادرة
و امبارح شفت كابوس وحش اوي اوي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عارفة كأنه مسلسل عربي حمضان اتعمل خمسمية مرة
نادرة بضحك على طريقته:
=بطولة مين بقا على كدا
حسن ضحك غصب عنه و هو بيفكر
=بص اكتر حد انتي بتكر”ههيه في رمضان و بتكر”هي مسلسلاته اللي كلها شبه بعض
نادرة بحماس :محمد…. حسن بسرعة حط ايده على بوقها و ضحك
=بس يا بنتي في رقابه مش ناقصين انا واخد خمسة و عشرين سنه اسكتي
نادرة ضحكت بسعادة
=بصراحة مش بطيق مسلسلاته و لا بحبه هو و بعدين انت عارف انا بحب اتفرج على اكشن مبحبش المسلسلات العربي غير الأفلام الأبيض و اسود
حتى في رمضان مش بنتفرج عليهم، و وحشتني ضحكتك يا حسن
حسن مسك ايدها بحب:
= و انتي كمان وحشتيني اوي و ان شاء الله عن قريب نتجمع كلنا تاني
بصي بقا يا ست البنات …. انتي دلوقتي لما تخرجي هترجعي بيت ابوكي بلاش ترجعي البيت لوحدك و لازم تهتمي باكلك و بنفسك و بلاش تخرجي كتير لوحدك
مينا خبط على الباب و دخل
حسن:كويس انك جيت اقعد يا مينا
مينا و هو بيقعد:في حاجة جديدة
حسن :اسمعني بقا كويس الدقيقتين دول
وانا في السجن عرفت واحد اسمه سليمان يسري كان محاسب في شركة طه من أربع سنين تقريبا
سليمان قالي ان رحاب لبسته في قضيه اختلاس بعد ما هو اكتشف انها بتقلب فلوس و مبالغ كبيرة من الشركة من وراء طه و فريد
و قالي كمان انه ليه عين في الشركة واحد قريبه شغال هناك و لاحظ ان فيه علاقة بين رحاب و مدير الحسابات و هو اللي بيظبط لها شغلها
طلع مين بقا مدير الحسابات
مينا: من شغلي مع نيكولاس بيه تقريبا اسمه وجدي الحسيني
حسن : الله ينور عليك وجدي الحسيني
سليمان قال ان وجدي دا هو المجاري المعفنه اللي بيعمل لهم كل حاجه شمال تقريباً و ان اي مصيبه بتحصل بيكون هو أول واحد عنده علم بيها و يمكن يكون هو اللي مرتب لها… و أن رصيده في البنوك اكبر من مرتب مدير حسابات بكتير
لأن اي واحد في عيلة الأسيوطي بيبقى عايز يعمل ورطة بيكلمه و طبعا هو بيستغل الفرصة و يطلب مبلغ و قدره و محدش بيرفض مدام هينفذ
مينا:انت تقصد أن وجدي عارف مين اللي حطلك المخد”رات في الورشة و ان هو كمان عارف البلاوي اللي طه بيعملها
حسن :دا اكيد يا مينا…. الطريق لبرائتي موجود عند وجدي دا
مينا:انا سمعت عنه كلام كتير
أنه كان محاسب عادي في شركة الأسيوطي و انه ذكي جدا و انه في البداية كان شخص مالوش اي تأثير لحد ما اترقى بسرعة جدا عند طه
حسن :دا معناه ان كلام سليمان صح
مينا :و مين الشخص اللي سليمان قالك انه عين له في الشركة.
حسن : مهندس قريبه من بعيد اسمه ممدوح فايد…. هو شغال بقاله سنه و نص هناك
↚
مينا:ممكن يفدنا بمعلومات لو حاولت اتواصل معه و لا ايه مايته
حسن:مينا متضيعيش وقتك
مش هيفرق معانا كتير…. الحل موجود مع وجدي انا متأكد انه ماسك بلاوي على عيلة الأسيوطي علشان ميستغنوش عنه و علشان يضمن نفسه و كمان متأكد ان طه لا يمكن يتخلى عنه لانه واثق انه مهم جدا و انه ذكي…
مينا:فهمتك و دا خيط مهم جدا نمشي وراه يا حسن انا مكنتش متخيل انك بتفكر في ازاي تخرج حتى و انت في السجن
حسن : هو ربنا مش بيسيب عباده و هو اللي واقف ليا سليمان
نادرة:طب انت ناوي على ايه يا مينا
مينا :لازم نفكر فيها كويس اوي و متقلقش يا حسن بس قولي انت قبل ما نسيب عرفة اخر مرة قلتله انك معاك نسخة من التسجيلات و انك مش هتديهاله الا لما تاخد عمولتك
فين النسخة دي صدقني كل الحاجات دي بتقوي موقفك اوي
نادرة؛ اه صحيح انت مطلعتش النسخة دي في التحقيقات يا حسن
حسن؛ لان للأسف النسخة دي اتحذفت من عندي بسبب مشكلة حصلت في الموبيل
مينا:موبيلك فين؟ انا ممكن ارجعها
حسن؛ مش عارف
نادرة:الموبيل في البيت
العسكري خبط و دخل :
=ياله يا حسن الوقت خلص
حسن بص لنادرة بحزن لكن كان عنده امل في ربنا، باس راس ابنه بحنان و اده لنادرة
نادرة بسرعة:هنسميه ياسين يا حسن زي ما قلت قبل كدا
حسن ابتسم و بأس راسها
=ان شاء الله هخرج قريب يا نادرة.
نادرة :ان شاء الله و انا مستنيك يا حسن
مينا:هعملك زيارة متقلقش لسه لازم نتكلم
حسن:امشي وراء اللي قالتهولك يا مينا
مينا:الخواجة نيكولاس بيقولك متقلقش هو كمان مهتم بموضوعك و قريب ان شاء الله هتخرج…
حسن :خالي بالك على نفسك
نادرة بثقة:انا قوية جدا على فكرة و لا نسيت يا سي حسن و انا واثقه في ربنا و فيك و ان قريب هتكون معانا…
حسن ابتسم و مشي مع العسكري و هو متطمن يمكن الجبر قرب سلم عليهم كلهم و بص لبحر اللي واقفه
بحر :انت هتمشي من غير ما تسلم عليا يا حسن
حسن نزل على ركبته و بأس خدها
=و انا يا ست بحر هاتي بوسه
بحر ابتسمت بسعادة و باسته و بسرعة مسكت ايده و حطت كيس شكولاته
بحر ببراءة
=كله بسرعة احسن ما عم الشويش دا ياخده منك.. دي حلوة اوي
حسن ضحك :متخافيش مش هيخده مني سلام يا عسل…
بحر:سلام يا أبوعلي و متخفش انا هخلي بالي على النونو
حسن مشي مع العسكري
بحر بصوت عالي:اسمه ايه يا ابو علي؟
حسن بسعادة :ياسين الصياد
بحر ابتسمت و دخلت بسرعة الاوضة نادرة اللي كانت بتحاول تهدي إبنها و هو بيعيط
بحر بسعادة:اسمه حلو اوي هو انا ممكن اشيله
نادرة بحب:َماشي بس و انتي جانبي علشان ميقعش منك
بحر:لا متخافيش مش هيقع هخلي بالي عليه
نادرة ابتسمت و اديته ليها و هي فضلت تغني له لحد ما سكت
نادرة لنفسها:
=يارب افرجها عليه و انصره على الظلمه اللي حواليه يارب….
بعد وقت طويل
نادرة رجعت بيت موسى
و الشباب كلهم اتجمعوا
جليلة :تشربوا ايه يا حبايبي
اسلام بشبحنه؛
=لو سندوتشين و كوباية شاي تبقى تشكري يا ست الناس
مرجانة كانت واقفه في المطبخ و بتبص لهم
مينا:وانا ممكن قهوة سادة
موسي:خالص يبقى دور شاي و فنجان قهوة على ما تجهزوا الغدا…
جليلة :حاضر يا حج
جليلة دخلت المطبخ و بصت لمرجانة
=مالك واقفة كدا ليه يا بت
مرجانة:مستغربة ياما كل دول عايزين يساعدوا حسن… دا حتى المسيحي اللي مش من دينه مسبناش لحظة و لا ساب حسن
جليلة بابتسامه :
=هو دا يا بنتي اللي اسمه وقت الشدة هنكون في ضهر بعض
دا اللي سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام أمرنا بيه و لا نسيتي
عنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِنَّمَا مَثَلُ الْـجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْـجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)
يقول تعالى : “وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا .لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا” (الفرقان: ٢٧ – ٢٩) ،
و بعدين مسيحي او مسلم دا يخصك في ايه، الجدع كتر خيره شهم مسبش حسن لحظة من وقت ما الموضوع دا بدا و بطلي رغي بقا علشان هنحضر لهم غدا و كمان هنجهز اكل لأختك علقي على الشاي و أعمى فنجان قهوة سادة و انا هشوف في ايه في التلاجة علشان اجهز الاكل
في اوضة نادرة
كانت بتنيم ياسين و هي بتفكر في كلام حسن، اتنهدت بتعب و باست رأس ياسين و بحر اللي قاعدة جانبها
نادرة بتعب:
=بحر مالك انتي زعلانة و لا ايه
بحر:لا بس كان نفسي يبقى كبير شوية علشان نعرف نلعب سوا
نادرة بابتسامه و سعادة:بكرا يكبر و تلعبوا سوا….أنا هقوم اغير و اطلع اقعد معاهم، خلي بالك عليه هو نام ماشي و العبي مع بسبوسة لحد ما اجي
بحر :حاضر بس لو صحي اعمل ايه
نادرة:نادي عليا ماشي يا قمر
بحر:حاضر
نادرة قامت غيرت هدومها و رجعت لبحر اديتها بسكوت و شكولاته و تمر و هي ابتسمت بطفولية و هي بتلعب مع القطة
في الصالة
عامر و اسلام و مينا و الحج موسى و نادرة كانوا بيتكلموا
الحج موسي:طب معنى الكلام اللي حسن قاله لك دا ايه يا ابني
مينا:شوف يا حج موسى دا يمكن يبقى اول دليل يوصلنا لبراءة حسن
انا كلمت واحد تبعي و خليته يراقب وجدي و يجيلي كل المعلومات عنه
اللي عرفته انه بيسهر كل كم يوم في كبارية
…..
متجوز و عنده تلات أولاد.. مبالغ كبيرة في البنوك… له بعض العلاقات المشبوهة
عامر:انا عندي فكرة
نادرة؛ قول على طول يا عامر
عامر:واحد زي وجدي دا ممكن يكون ليه مكان خاص بيحط فيه الورق اللي يدين شركة الأسيوطي و اي حاجة ضدهم و اكيد الشقة دي بعيد عن تفكير اي حد
و ممكن كمان تكون شقه بيسهر فيها او حاجة زي كدا
نادرة:و دي هنعرفها ازاي؟
عدي وقت طويل و هم بيتكلموا و بيفكروا
نادرة:أنا أعرف حد ممكن نثق فيه و يخدم حسن بدون مقابل
عامر:مين
نادرة:سمارة هي اللي هتقدر تساعدنا بحكم شغلها القديم و هي عمرها ما ترفض تساعدنا و كمان هي جميلة جداً
اسلام:حلو دا يبقى لازم نعرض على سمارة انها تساعدنا لو وافقت اقتراحي عليها الموضوع
نادرة: ربنا يستر…..اه صحيح يا مينا موبيل حسن
قامت جابت الموبيل و فتحت الباسورد و اديته لمينا
جليلة :الغداء جاهز يا حج…
؛ طب ياله يا شباب قوموا اغسلوا أيديكم علشان ناكل لقمة سوا
نادرة سابتهم و قامت دخلت اوضتها و هي عندها امل و ثقه في ربنا
رغم احساسها بالتعب لكن كانت حاسه ان عندها قوة و أنها قادرة تتحمل و لام تستحمل علشان عيلتها الصغيرة….
ابتسمت بحنان و قعدت جنب ياسين و بحر اللي نامت جانبه و هي حضناه
حطت ايديها على خده و هي فرحانة أنها أم…
طول عمرها نادرة البنت الدلوعة عمرها ما تخيلت هتكون عاملة ازاي لما تخلف بس حاسه بحنان كبير اتولد جواها
حنان اتولد في اللحظة اللي اتحرك فيها جواها
حطت راسها علي السرير و ابتسمت بحب و هي بتبص لهم
في السجن
حسن كان بيتكلم بحماس غريب جدا و سعادة عن ابنهم و اد ايه جميل رغم ان فات وقت طويل من ساعة ما رجع من عندها الا انه فضل يتكلم كتير مع سليمان
سليمان بود:
=مكنتش اعرف انك هتبقى فرحان اوي كدا لما تشوفه…. الف مبروك يا ابو علي اللي يشوفك دلوقتي ميشفكش الصبح
حسن بابتسامه :
=متفكرنيش دا كان كابوس يوجع القلب بس عارف ياسين هيبقى فيه شبه كبير مني
سليمان:طب بلاش تقول كدا أدام مامته و الا هتزعل منك… اكيد كان نفسها يبقى شبهها
حسن :نادرة كان نفسها في بنوتة بس محصلش نصيب و جيه الاستاذ ياسين
سليمان : يتربى في عزك يا ابو علي
حسن :يارب يا سليمان عارف لما شفته قلبي كان هيطلع من صدري احساس انك لازم تحارب علشان اعرف اخرج له و أنا و هي واثقين في ربنا…. و أن شاء الله هخرج
سليمان:ان شاء الله بس متبقاش تنساني لما تطلع
حسن بجدية ؛ ان شاء الله لما يحصل انت هتبقى اساسي معايا في الشغل بس ادعي نطلع من هنا لأحسن الواحد حاسس انه بيتدفن بالحيا
“تاني يوم…. في بيت الحج موسي”
نادرة مكنتش نامت بسبب ياسين اللي بيعيط طول الليل و هي جانبه، كانت حاسة ان دماغها هتنفجر من الوجع و ضهرها بيوجعها، لكن كانت مبتسمة و بتحاول تهديه لحد ما نام على الفجر
الساعة ستة الصبح
جليلة فتحت الباب و دخلت لقيتها لسه صاحية و بتعيط غصب عنها من الألم اللي حاسة بيه
جليلة بحب و مواساة:
=عارفة انك تعبانة و اكيد جسمك كله بيوجعك صح
نادرة بدموع
:اوي يا جليلة اوي حاسة ببرد بين الفقرات و رجلي حاسه اني سقعانه اوي هو دا ألم الحقيقي اللي بيكون بعد الولادة
جليلة ابتسمت بحنان و حضنتها
=الف سلامه عليكي يا حبيبتي معليش يا نادرة دا طبيعي و كمان لأنك مرتاحتيش خالص من ساعة ما ولدتي و امبارح بدل ما ترتاحي طلعتي تقعدي معاهم
نادرة بحزن و هي بتمسح دموعها و بتدخل جو حضن جليلة
=يارب هون عليا أنا مش قادرة و في نفس الوقت لازم ابقى كويسة علشان نقدر نلقى حل و يخرج منها
جليلة بحب و هي بتغطيها كويس:
=و احنا هنعمل ايه غير كدا يا نادرة… بنات الأصول بيقفوا في ضهر اهلهم وقت الشدة، و صدقيني حسن هيخرج منها و هيجي اليوم اللي يهون عليك كل التعب دا و هيبقى عارف قيمة وقفتك جانبه
احنا اللي نحبه نفديه بروحنا و نفضل في ضهره، أنا عملتلك كوباية الحلبة دي تشربيها كلها و هجبلك بطانيه من عندي و بعدين الحمد لله ياسين نايم ارتاحي انتي شوية و انا هفضل جانبه لو صحي
نادرة :ارتاح ايه بس… سمارة زمانها جاية انا كلمتها امبارح و قالتلها اني محتاجها في موضوع ضروري و هي قالت إن من بدري هتكون هنا و ممكن تيجي في اي وقت
جليلة:و ماله لما تيجي هبقي ادخلها دي بنت حلال و وقفت جانبنا و ربنا تاب عليها يعني نشيلها فوق راسنا و البت مقصرتش.
نادرة:انا مش قصدي انا بس خايفة لما تيجي تضايق اني لسه نايمة و انا قايلها لو هتعرف تيجي بدري يكون احسن….
جليلة :لا يا حبيبتي متقلقيش هي مش هتقول حاجه و بعدين هي عارفة انك لسهطالعة من عملية و بتاع و هتقدر ارتاحي انتي بلاش تضغطي نفسك اكتر من كدا
نادرة :طب هاتي ياسين انا عايزه احضنه و هو نايم علشان لو صحي اقوم
جليلة؛ ماشي و لو انك تتعبي نفسك و خلاص…. عشت و شفتك يا نادرة شايلة مسئولية و قدها يا بنت موسى و انا اللي كنت بقول تتحمل مسئولية بيت ازاي دي
جليلة :براحة…. انا هطلع بس تشربي الكوباية دي و هجهزلك حاجة تاكليها صحيح خالتك زبيدة هتيجي تباركلك
نادرة بسرعة:لو نوال جيت متدخلش يا جليلة
جليلة بعدم فهم:ليه يا بنتي هي زعلتك في حاجة
نادرة بجدية و خوف على ابنها
=لو نوال جيت متدخلش اوضتي و افتح الراديو على القرآن احنا فينا اللي مكفينا
جليلة :مع اني مش فاهمة حاجة بس حاضر بس لينا قاعدة ، أنا هفطر بحر لو عوزتي حاجة نادي عليا
سابتها و خرجت من الاوضة و هي حاولت تنام و بتحاول تتجاهل احساسها بالوجع…..
↚
في بيت الحج موسي الساعة واحدة الضهر
نادرة صحيت من النوم بكسل بصت جانبها كانت بحر قاعدة على سرير و بتلعب مع ياسين اللي صحي من بدري.
اتعدلت و بصت لبحر باستغراب :
=صباح الخير يا حبيبتي…. هي الساعة كم؟
بحر بابتسامة:
=الضهر اذن من شوية انتى نمتي كتير اوي و انا لما دخلت الاوضة. كان ياسين صحي قعدت العب جانبه علشان ميصحكيش…
نادرة :
=معقول انا نمت الوقت دا كله و جليلة مصحتنيش ليه؟ …. هي فين؟
بحر:مش عارفه باين كانت في المطبخ هي و واحدة اسمها سمارة
نادرة قامت و هي حاسه بصداع، طلعت من اوضتها و هي بتنادي على جليلة و سامعه صوتها من المطبخ و هي بتضحك و بتتكلم مع سمارة
نادرة:يا جليلة
دخلت المطبخ لقيت جليلة قاعدة مع سمارة و بيعملوا محشي ورق عنب
نادرة:ازايك يا سمارة انتي هنا من بدري و لا ايه؟
سمارة :اه جيت الصبح بس لقيتك نايمة و قلت اكيد تعبانة و الست جليلة قالتلي نتسلى و نتكلم بس حقيقي دمها زي العسل
جليلة بمرح:و الله انتي اللي قمر يا بت
نادرة :طب كنتي صحيني
سمارة:
=بصراحة صعبتي عليا و الست جليلة قالتلي انك نايمة الصبح قلت اسيبك و قعدت ادردش انا و الست جليلة.
نادرة و هي رايحة نايحة التلاجة
:اه و انتي طبعا يا جليلة خلتيها تعمل معاكي الأكل بدل ما تضيفها؟!
جليلة:
=انتي متضايقة من ايه يا بت أنتى و بعدين أنتي سايبه ابنك لوحده
نادرة:بحر قاعدة بتلعب معاه…. أنا جعانة اوي يا جليلة هو لسه بدري
جليلة:لا يا حبيبتي عشر دقايق و الأكل يطيب
نادرة قعدت جانبهم على التربيزة، جليلة قامت و سابتهم
نادرة بود:معليش يا سمارة و الله هي جليلة كل حياتها في المطبخ و اكيد دماغك صدعت…
سمارة؛ لا ابدا و الله انا بقالي كتير مرتحتش مع حد في الكلام ادها بس قوليلي انتي عامله ايه و صحتك ايه أخبارها
القمر الصغير عامل ايه؟
نادرة :بخير الحمد لله سمارة…أنا و حسن قررنا نسميه ياسين
سمارة:يتربى في عزكم يارب
نادرة:اللهم آمين… سمارة تعالي نقعد في اوضتي محتاجة اتكلم معاكي في موضوع مهم
سمارة:من عنيا
نادرة قامت و سمارة وراها
نادرة:بسرعة الاكل يا جليلة بالله عليكي أنا واقعه من الجوع….
جليلة:حاضر…..
دخلوا أوضة نادرة كانت بحر بترسم في الكراسة و ياسين صاحي
سمارة :بسم الله ماشاء الله، بسم الله الرحمن الرحيم جميل اوي يا نادرة ربنا يحميه
نادرة ابتسمت بود و انحنت شالته بحنان و اديته لسمارة
=سمي الله و شليه…
سمارة بتوتر:أنا؟
نادرة هزت رأسها بالايجاب و سمارة ابتسمت بارتباك و هي بتاخده منها
=بسم الله الرحمن الرحيم….. يتربى في عزكم يا نادرة و ان شاء الله ربنا هيرد الغايب لبيته
نادرة بلهفة
:يارب يا سمارة…. علشان كدا كنت عايزاكي في خدمة ممكن بسببها حسن يخرج من الموضوع دا كله و يرجع لنا تاني و صدقيني و الله العظيم هفضل شايلة جميلك دت فوق رأسي لآخر العمر….
سمارة بسرعة؛
=خدمة ايه؟ دا أنا افدي حسن برقبتي بس انا ممكن اعمل ايه و انا مش هتاخر
ادت ياسين لنادرة اللي حضنته و قعدت على الكرسي و جانبها سمارة
نادرة:بصي يا سمارة اللي هقوله دا أنتي ليكي منتهي الحرية انك ترفضي او تقبلي و أنا و الله العظيم مش قصدي اضايقك بولا كلمة هقولها بس أنا معنديش حد غيرك اثق فيه في الموضوع دا بالذات…
سمارة؛ قلقتيني ادخلي في الموضوع على طول
نادرة :بصي حسن لما جيه المستشفى قال ان في شخص ممكن يبقى معه دليل برادة حسن و الشخص دا يبقى وجدي الحسيني مدير حسابات شركة الأسيوطي و دا هو اللي بيخلص اي شغل مش تمام لطه و رحاب
و اكيد راجل زي دا عنده حاجات كتير ماسكها على عيلتي الأسيوطي علشان يضمن ان محدش ياذيه و الأكيد انه حاطط الحاجات دي في مكان محدش يعرفه مكان خاص
سمارة:عندك الحق بس انا هعمل ايه؟
نادرة؛ بصي وجدي كل كم يوم بيسهر في….. و أنا فكرت الصراحة ان ممكن لو هو شافك اكيد هتعجبيه جدا لأنك جميلة و كمان فاهمة في الشغل دا…. قبل أي حاجه أنا و الله العظيم ما قصد انك تعملي اي حاجة حرام انا قصدي انتي ممكن لما تقعدي معه و يشرب تقدري تفدينا باي حاجة
سمارة :فهمتك مدام هو من النوعية دي متقلقيش اديني اسبوع واحد و ان شاء الله كل اللي احنا عايزينه هيحصل….
نادرة:سمارة انا مش عايزاه اكون السبب في انك ترجعي للطريق دا…. انتي حتى لو تعرفي اي واحدة تانية من الكبارية تساعدنا انا معنديش مشكلة
سمارة؛ لا طبعاً و بعدين انتي فكرك البنات اللي انا كنت اعرفهم ممكن اثق فيهم بقشيه لا طبعا دول يبعوكي علشان مليم
متقلقيش يا نادرة أنا بعرف اتعامل في المواقف دي بس المهم عايزاه اعرف عنه شوية حاجات
نادرة:هقولك كل حاجة و متقلقيش اسلام و عامر هيكونوا بيرقبوه و لو حصل اي حاجة هيحضروا و ان شاء الله مش هيحصل
سمارة ؛ ان شاء الله
جليلة دخلت الاوضة و بصت لهم باستغراب :
=في ايه؟
نادرة:و لا حاجة يا جليلة بس كنا بنتكلم
جليلة:ماشي ياله الغداء جاهز تعالوا نقعد برا… بحر
بحر بانشغال و هي بتلون؛ نعم
جليلة؛ ياله يا حبيبتي الغدا جاهز عاملة له الرقاق اللي بتحبيه..
بحر بطفولية :
حاضر جايه وراكي بس هلون الشمس..
*******************
بعد مرور أسبوع “حصل بعض الأحداث ”
نادرة دايماً مع دعاء و جليلة اللي مسبوهاش لحظة
و معظم اهتمامها بياسين و بحر
سمارة و نادرة متابعين خطتهم سوا
الشباب بيتابعوا مع سمارة اللي بيحصل..
“في بيت الحج موسي”
مرجانة كانت قاعدة مع جليلة و مالك ابن مرجانة بيلعب مع بحر
جرس الباب رن
جليلة:قومي شوفي مين يا بت؟
مرجانة: و الله يا ماما لو باخد جنية على كل فتحة باب هبقي من اغنياء البلد….
جليلة :و الله؟ طب بطلي لماضة و روحي شوفي مين يا بنت جليلة….
مرجانة قامت فتحت الباب لقيت خالتها زبيدة و نوال
مرجانة؛ خالتي… ازايك اتفضلي
زبيدة بمرح
:وحشتني يا مرجانة يا بت هو انتي طول الوقت هنا مش بترجعي بيت جوزك، دا يمكن يفتكر انك غضبانه من كتر ما بتيجي هنا و لا انتي عايزاه يطلقك .
مرجانة بدلال؛
=فشر هو يقدر….. ما انتي عارفة يا خالتي هو طول الوقت في المستشفى و ساعات بيبات هناك علشان شغله و لما بيبات بيكلمني و بعدين أنا قبل ما اجي بجهز كل حاجة…
جليلة بزعل و عتاب
:انتي عاملة ايه يا زبيدة بقالك كتير مجتيش؟
حتى لما نادرة خلفت مجتيش تباركي و لا حتى عملتي مكالمة هو في ايه ياختي….
زبيدة معرفتش ارد و هي بتبص لنوال
=حقك عليا يا جليلة و الله غصب عني… هي نادرة أخبارها ايه دلوقتي؟
جليلة :بخير الحمد لله مالك مش مظبوطة حصل حاجة؟
زبيدة بارتباك :لا ابدا أنا بخير الحمد لله
جليلة:ادخلي يا مرجانة نادي لأختك
نوال بتوتر :هو انا ممكن ادخل لها؟
جليلة افتكرت كلام نادرة انها مش عايزاه تدخل اوضتها :
=معليش يا نوال زمانها بتنيم ياسين، هي هتخرجي دلوقتي….
مرجانة دخلت أوضة نادرة اللي كانت بتطبق الهدوم
↚
مرجانة:نادرة خالتي برا هي و نوال و جاين يطمنوا عليكي…
نادرة ببرود:جاية تطمن و الله فيها الخير….
مرجانة:مالك يا بت مش عوايدك… انا عارفة انك مش بتحبي نوال بس اول مرة اشوفك بتتكلمي كدا عنهم….
نادرة؛ و لا حاجة يا مرجانة بقولك ايه دي خالتك انتي انا ماليش خالات أمي الله يرحمها مكنش عندها اخوات… و نوال بنت خالتك انتي مش أنا فروحي اقعدي معاهم و مش عايزاه حد منهم يدخل اوضتي حكم أنا و الله ممكن اعمل مصيبة أنا بقولك اهوه
و بعدين ابقى خافي على نفسك و متسبوهاش لوحدها في البيت علشان أنتي مش عارفة الشر بيجيلك منين
مرجانة:ايه الكلام اللي بتقوليه دا و بعدين من امتى بتقولي كدا على خالتك زبيدة دي بتحبك
نادرة:
و انا عارفة بس انتي متعرفيش حاجة و خالص اللي ربنا ستره ميفضحوش عبده فسبيني بقا في حالي علشان أنا و ابني مش حمل اي مصيبة انا دلوقتي بقول يارب كملها علينا بالستر و حسن يخرج بقا فلو سمحتي اتفضلي اخرجي و اقفلي الباب وراكي و انا مش عايزة اشوف حد أظن حقي.
مرجانة باستغراب :
=حاضر بس خالي في علمك ماما مش هسيبك الا لما تعرف في ايه و لو بابا عرف هيزعق فتعالي اقعدي دقيقتين و اتحججي بأي حاجة او قولي انك تعبانة و عايزاه ترتاحي.
نادرة:امشي يا مرجانة انا مش هطلع…
مرجانة:دا انتي غريبة اوف منك….
نادرة بسرعة :بقولك الاكل لسه ادامه كتير انا جوعت…
مرجانة بخبث:
=نادرة أنتي مش ملاحظة انك بقيتي تاكلي كتير اوي و شكلك كدا هتتخني، طب بذمتك لو حسن خرج هتبقى مبسوطة
نادرة:و ازعل ليه ان شاء الله
و بعدين انا بعرف اتحكم في نفسي في الأكل بس حقيقي انا جعانة و بعدين حسن بيحبني في كل حالاتي رفيعه قمر و تخينة قمرين
مرجانة ضحكت
=و الله ما هتتغير يا بنت سنية ….
قفلت الباب وراها و خرجت لهم
مرجانة بارتباك:
=معليش هي تعبانة شوية و….
نادرة خرجت من الاوضة و هي بتبص لنوال بنظرة صريحة و كأنها بتقولها ليكي عين
نادرة:ازايك يا خالتي؟
زبيدة؛ بخير الحمد لله، اخبارك ايه يا حبيبتي؟ و القمر الصغير عامل ايه
نادرة :بخير الحمد لله معليش هو نايم مش هعرف اجيبه تشوفيه
زبيدة:و لا يهمك يا حبيبتي المهم يكون كويس
نادرة قعدت جانب جليلة و هم بيتكلموا، شوية و نادرة قامت و سابتهم لكن نوال قامت وراها كانت اسه هتدخل لكن نوال نادت عليها
نادرة لفت و بصتلها
=ايوة يا نوال، عايزاه ايه المرة دي؟
عايزة تاذي مين أنا و لا ابني اللي عمره أيام
قوليلي مين اللي عايزاه تاذيه المرة دي
نوال سكتت و بصت في الارض
نادرة بضيق:
=في اليوم اللي دخلتي فيه بيتي و انا حسيت ان أنا مش أنا، حسيت الاذيه، أنتي عارفه انا بسببك مريت بايه في كم يوم
دا انا كل لحظه كنت بحس اني في كابوس و اللي شفته مخيف اوي
خلني اسأل نفسي سؤال كل لحظة هو انا عملتلك ايه علشان تكرهيني كدا
ليه طول الوقت بشوف في عنيكي نظرة شر و كره ليه
انا اذيتك في ايه
نوال :خليتي الكل يحبوكي، كل اللي شافك بيحبك كلهم و أمي كانت دايما تقولي خليكي زيها فريش مش كئيبة زيك
مع انها لو فكرت هتعرف اني كئيبة و حزينة بسببها هي لأنها طول الوقت حطاني في مقارنات مع اللي حواليا لازم تكوني احسن من دي و دي و دي
نادرة بزعيق:
=و انا ذنبي إيه؟
مين قالك اني فريش و مش بزعل و لا بعيط
انا بس مكنتش يحب اخلي الناس يشوفوا الحتة المكسورة جوايا و هفضل كدا لحد ما ربنا ياخدني و ترتاحي
و بعدين انتي اللي بتقارني نفسك بيا لو انتي مش بتقارني نفسك بيا كنتي قدرتي تطوري من نفسك علشان نفسك
مع ان لو فكرت انتي احسن مني في حاجات كتير اوي
محامية و متعلمه مش زييا زي ما انت كنتي بتقولي بتاع صنايع
عندك والدتك بتحبك على فكرة و الناس كلهم لما بيجي سيرتها بيذكروها بالخير انتي عارفه انا ادفع عمري كله علشان الناس يذكروا امي بالخير و يدعو لها
لكن هم لما بيجيبوا في سيرتها بيقولوا عليها خطافة رجالة علشان اتجوزت ابويا على جليلة و مهما عملت هتفضل بالنسبة ليا ست الكل هتفضل أعظم أم في الدنيا بالنسبة ليا حتى لو مش فكرها اوي
انتي مش مقدرة النعم اللي انتي فيها فجيتي تبصيلي في حياتي
شوفتي فيها بس الجزء الحلو متعرفيش ان فيها برضو حزن و انكسار
لأن سبحان الله كل واحد عنده اربع و عشرين قيراط
بصيت ليا في البيت الصغير و العيلة البسيطة اللي انا و حسن كنا بنحاول نخليها سعيدة و روحتي الله اعلم لمين علشان تعملي ليا س”حر
على فكرة انا مكنتش متأكدة انه انتى بس حسيت لما جيتي البيت و قعدنا اتكلم قلبي كان حاسس ان فيه حاجة مش صح
و طلع عندي حق و انتي جايه في نص بيتي و تأذيني
مع ان أنا و الله العظيم لما عرفت انك سقطتي زعلت اوي و الله
امشي يا نوال بالله عليكي امشي و على فكرة انا مقولتش لحد منهم
بس سبيني في حالي، سبيني في حالي علشان أنا دلوقتي مسئولة عن طفلين بالله عليكي
اه صحيح ابقى صالحي أمك هي لو جيت في يوم و قاست عليك فهي عملك كدا علشان بتحبك أنا و الله العظيم كان نفسي يبقى عندي أم تخاف عليا زيها كدا
نوال بحزن:انا جايه و عايزاك تسامحيني
انا عارفه اني غلطت في حقك بس انا عملت كدا لان كنت حاسه بالنقص من جوايا
و فجأة حياتي انا اللي اتقلبت و أطلقت انا و ماجد و موقوفه عن شغلي و…
نادرة :نوال سبيها للايام جايز يجي يوم و اسامح لكن مش هنسا علشان كدا مش عايزاه اشوفك تاني مش عايزة صدقيني مش هقدر و على فكرة انتي جوزك ممكن ترجعيله لو حاولت تفهميه و تحتويه لو حس انك فعلا اتغيرت و ارجع لربنا هو هيحلها من عنده، بعد اذنك…..
سابتها و دخلت اوضتها و قفلت الباب وراها
الساعة تلاته الصبح
في شقة وجدي
سمارة كانت قاعدة جانب وجدي اللي بيشرب و باين انه سكر”ان و مش في وعيه
وجدي بعتاب:مش ناوية تحني بقا يا سمارة دا انتي منشفه ريقي و مدوخني عليكي من يوم ما شوفتك
سمارة بخبث و دلال؛
=يا حبيبي انا قلتلك انا ماليش في الشمال انا يمين….
وجدي بسكر:و انا موافق بس ترضى عني بقا انا تعبت وانا بجري وراكي
سمارة:طب ما انا راضيه و الدليل على كدا اني جيت معاك الشقة دي بس الصراحه مكنتش اعرف انك عندك شقة كبيرة كدا
وجدي:انتي لسه متعرفنيش كويس يا سوسو…. انا عندي اللي يعيشك ملكة بس الشقة دي بالذات غاليه عليا اوي و مش بجيب فيها أي حد و السلام و بعدين انا مشيت الحرس علشان نكون على راحتنا.
لأن من اول ما شوفتك في الكباري و انا هتجنن
سمارة ضحكت بدلال
=طب اشرب يا حبيبي…..
بعد حوالي نص ساعة
سمارة اتاكدت أنه نام من كتر الكحولات اللي شربها، قامت ببطي اتسحبت و اخدت ميداليه المفاتيح بتاعته
و راحت ناحية أوضة المكتب المقفولة بكذا مفتاح
دخلت الاوضة و هي خايفة، قفلت الباب وراها و طلعت موبايلها تنور بيه
قعدت على المكتب و بدأت تفتح الإدراج بتدور على اي حاجة لحد ما لقيت لاب توب ادامها
كلمت مينا اللي كان واقف بالعربية قريب من العمارة اللي فيها الشقة بالاتفاق ما بينهم
سمارة بهمس؛
=ايوة يا استاذ مينا انا ملقتش و لا ورقه بس فيه كومبيوتر هنا بس مش عارفة افتح الرقم السري بتاعه
مينا بسرعة :
=بصي يا سمارة الفلاشة اللي انا ادتهالها حطيها في الجهاز و هيتفتح بعدها تلقائي هي فيها برنامج يقدر يشفر الباسورد
سمارة بتوتر:حاضر حاضر
عملت زي ما بيقولها خطوة خطوة و نقلت المعلومات اللي على اللاب توب لفلاشة معها
مينا:سمارة اخرجي من عندك و انا و عامر تحت انزلي بسرعة لان لو كشفك هتبقى مشكله
عامر :انا هطلع لها
نزل من العربية رغم اعتراض مينا و طلع لحد الشفه في نفس وقت نزول سمارة
عامر:انتي كويسة
سمارة:متقلقش ياخويا بس خلينا نمشي من هنا انا جتتي متلبشه
نزلوا من البيت و مينا اخدهم و مشيوا من المكان
بعد مدة
مينا كان قاعدة أدام اللاب توب و معه عامر و سمارة
سمارة:ما تفهمني يا خويا في ايه
الخواجة نيكولاس دخل المكتب مينا قام بسرعة و راح ناحيته
نيكولاس:وصلت لايه يا مينا أنا زهقت من الموضوع دا و عايز اخلص من طه اللي بيقف ليا في كل صفقه و التانية و كمان حسن اللي دخل في ليله أكبر منه
مينا بابتسامة:اعتبرنا خالص وصلنا الدليل برادة حسن و اللي يخلصنا من طه و يوديه في ستين داهية…..
عامر:انت بتتكلم جد يعني حسن هيخرج
مينا:اكيد انا بقول لازم نطلع على مكتب النائب العام دلوقتي حالاً
في السجن
حسن كان بيقرأ في كتاب الله العزيز و هو حاسس بالحزن و الإحباط
قرأ سورة الشرح و هو من جواه نفسه ربنا يزيح الغمة
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ*وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ*الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ*فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ*وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب). “
↚
في مكتب النائب العام
مينا كان قاعد أدام النائب العام و هو بيشرح له كل التفاصيل و ادامه الورق اللي يثبت ان شركة الأسيوطي بيحصل فيها شغل كتير من تحت التربيزة و ان طه الأسيوطي هو اللي طلب من شخص يدس لحسن المخدرات
و دا بتسجيل صوتي وجدي سجله لطه وقت ما اتفق معه و فيه ورق مستندات تثبت ان طه متورط في حاجات كتيرة مشبوهة مش بس طه و رحاب كمان
النائب العام بجدية:و أنت وصلت للمعلومات دي ازاي يا حضرة المحامي…
مينا:حضرتك قلتها انا المحامي بتاع حسن يعني دا وجبي اني اجيب دليل براءته و فيه عند حضرتك الدليل اللي يثبت ان حسن برئ.. و الدافع اللي خلي طه الأسيوطي يكري ناس يدسوا لحسن المخد”رات لان حسن اخد صفقه كبيرة من طه و انا كنت المحامي في الصفقة دي
اللواء كمال اللباد كان يملك تلات مراكب نقل كبيرة و الوسيط المالي بتاعه عرفة كان متفق مع طه انهم ياخدوا الصفقه بربع التمن تقريبا و فعلا عرفه كان بيوقف كل الإجراءات لو حد سأل عن المراكب دي و كان بيبلغ كمال بيه اسعار اقل من اللي بتتعرض علشان لما طه الأسيوطي يقول عرضه يحس ان دا مكسب ليه
لكن حسن كان السمسار الخواجةاللي اشترا المراكب دي و انا المحامي بتاعه
حسن وقتها قرر يبتزا الوسيط المالي بالحاجات اللي على الموبيل دا مقابل انه يعرفه على اللواء كمال علشان يعرض عليه العرض الخاص الخواجة نيكولاس
النائب العام اخد الموبيل من مينا و بدا يسمع التسجيلات اللي بتدين عرفه و الفيديوهات
النائب العام:طب ليه التسجيلات دي مظهرتش وقت التحقيق او في المحكمه
مينا؛ لان للأسف كان حصل مشكله في الموبيل و اتمسحوا علشان كدا حسن مقالش عليها لكن هو قال المعلومات دي في المحكمة لكن مكنش في اي دليل عليها
دلوقتي أدام حضرتك كل المعلومات اللي تدين طه الأسيوطي و بنت اخوه رحاب و مدير الحسابات وجدي و عرفة و كل الناس المتورطين في الموضوع دا
و دليل براءة حسن ياريت تاخد قرار لان هو مش مكانه السجن أبدا
حسن انا اتعاملت مع شاب جدع و عايز ينجح هو وعامر فيه زيهم الف الشباب اللي بيستنوا فرصة بس علشان ينجحوا
و احنا بأيدينا بندفنهم بالحياة
حسن مسئول عن أسرة و طفل لسه جاي للدنيا و زوجة و أم
النائب العام ابتسم بجدية
:متقلقش يا مينا البرئ اكيد هينول برائته بس انت عارف الإجراءات لازم نتأكد من كل المعلومات دي… و انا هعمل امر ضبط و إحضار لكل اللي اسميهم انذكرت العدالة لازم تاخد مجراها
مينا تنهيدة :اتمنى يا فندم…. بعد اذن حضرتك
بعد ساعتين
مينا و عامر و سمارة و اسلام كانوا قاعدين مع الحج موسى و نادرة اللي بتعيط من الفرحة أخيراً و هي مش مصدقه اللي بيقولوه و حاسه بروحها بتضحك بعد كل الدموع اللي نزلت
الحج موسى بحب:
=خالص بقا يا نادرة انتي هتقضيها عياط و لا ايه مينفعش كدا يا حبيبتي
نادرة بدموع و سعادة:مش مصدقه يا بابا مش مصدقه أخيراً…. انا مش عارفة اقولكم ايه و الله العظيم جميلكم دا هيفضل فوق رأسي طول العمر
سمارة بحب:
=جميل ايه بس دا حسن دا نفديه بعنينا وقف جانبنا كلنا و ربنا عالم أنه يستاهل كل خير
بحر صقفت بسعادة و حب
:يعني ابو علي هيرجع تاني…
مينا بابتسامه :ايوة يا بحر هيخرج قريب اوي
… زمانه وصله خبر في السجن دلوقتي يعني ان شاء الله اسبوع او اتنين بالكتير اوي و يكون معانا و تعملوا سبوع بقا للقمر الصغير
جليلة بود :ان شاء الله و أنت يا مينا اول الحاضرين انت و المدام مش أنت متجوز برضو
مينا بابتسامة و هيام:
=ايوة اسمها مريم و على فكرة أنا حكيت ليها كتير عنكم و نفسها تشوفكم
جليلة:خالص ابقا هاتها معاك انا و الله ارتحت لك
مينا بود: القلوب عند بعضها يا ست جليلة…
في السجن
حسن كان قاعد مع سليمان بعد ما جيه من عند المامور و هو مش مصدق اللي قاله
دموعه نزلت و هو بيحمد ربنا
سليمان بسعادة
:الف مبروك يا حسن الف مبروك تخرج لاهلك
حسن بسعادة و حماس:
انا مش مصدق يا سليمان حاسس ان قلبي هيقف من الفرحة… انا كنت بدأت افقد الامل مكنتش متخيل انهم برا هيقدروا
سليمان ربت على كتفه باهتمام:
:أنت عندك ناس كتير بيحبوك و اللي بيحب حد بيقف في ضهره الف مبروك
حسن :الحمد لله انا هقوم اتوضي و اصلي ركعتين لله…
سليمان :خدني اصلي معاك
بعد عشر أيام
كانوا قبضوا على طه و وجدي و رحاب بقضايا كتير تخص شغلهم و تهمة انهم خلوا شخص يدخل ورشه حسن و يحط له المخدرات
قبضوا علي عرفة بسبب التسجيلات اللي تثبت انه مرتشي بعد التحقيق معه
حسن معاد خروجه بكرا
نادرة قررت ترجع البيت هي و ياسين و بحر
كانت واقفه بتظبط اوضتهم بنفس الطريقه اللي بيحبها كانت سعيدة جدا
بصت لبحر اللي كانت قاعدة جنب ياسين و هي بتضحك
سابتهم و دخلت اوضتها كانت عايزاه اطلع جميلة جداً و مشرقة زي كل مرة بيشوفها فيها
زي ما كان يتغزل فيها و يقولها انها بتشبه الورد في دلاله و الفراشة في سحره و جمال ألوانها
اختارت دريس كانوا اشتروه سوا و قررت تلبسه و هي رايحة له بكرا
بدأت تطلع هدومها الجديدة اللي ملبستهاش ولا مرة و بدأت تقلب في حاجتها من جديد و هي فرحانة
كانت بتعد الدقايق اللي بتعدي عليها
غمضت عنيها بسعادة و حب
:يارب متوجعش قلبي على قريب تاني يارب انا عمري ما تخيلت اني احبه كل الحب دا يارب… أنا اكتشفت اني كنت فعلا محتاجة جدا… نفسي نرجع تاني أسوان تاني و نبعد عن كل الناس اللي حوالينا و نعيش كل لحظة مع بعض من اول و جديد
خرجت من الاوضة و راحت تجهز الاكل لبحر و طلعت ليهم بعد شوية
:ياله يا بحر علشان تاكلي
بحر بحماس:هو خلاص حسن هيجي بكرا
نادرة قعدتها على رجليها و باست خدها بحنان
:ايوة يا حبيبتي هيرجع تاني لينا انتي مبسوطة
بحر:انا مبسوطة اد الدنيا بحالها هو كان وحشني اوي
نادرة ابتسمت بحب و بدأت تأكلها و هي بتبص لياسين اللي نايم جانبها على الانترية و جاانبهم قطتها
تاني يوم
حسن غير هدوم السجن و لابس هدومه و هو مستني الوقت اللي يخرج فيه
صحابه من السجن كانوا بيباركوا له
مستني اللحظة اللي بوابة السجن تتفتح و ياخد حريته من تاني….
و ها قد جاءت اللحظة المنتظرة
كانوا كلهم واقفين منتظرينه
خرج بص لهم و ابتسم و هو بيحضن أمه بسعادة و هي بتعيط من الفرحة و تبارك و جوزها واقف جانبها
حضن عامر و سلم على مينا لكن فجأة لقى بحر بتجري عليه بتحضنه
نزل لمستواها و حضنها بسعادة و باس خدها بحب
:وحشتيني يا اوزعة وحشتيني اوي يا ست بحر
بحر بحماس طفولي
:و انت كمان وحشتني اوي يا بابا
حسن بصلها و مكنش مصدق الكلمة ابتسم بسعادة و باسها بسعادة
حملها و قام و هو بيدور علي نادرة بعنيه بينهم كانت واقفه بعيد جانب ابوها و هي شايله ياسين و مبتسمه
كانت جميلة جداً جداً جذابة بشكل يخليه يتهور…. دايماً بتطلع أجمل في عنيه و دايما بتعمل كل حاجة علشان تكون الأجمل
بيقولوا ان الجمال بيشوفه بالعين لكن هو شاف الجمال الحقيقي في عيونها اللي دايما ملهوفه و مشتاقة ليه.
أبتسم بحب و راح ناحيتها سلم على والدها و وقف قصادها
نادرة ابتسمت بسعادة
:كنت خايفة يا حسن بس عرفت انه مقدر و مكتوب…. وحشتني يا ابو علي
حسن بأس رأسها و بعد عنها و هو بيبص لياسين اللي كان بيرمش بعيونه و بيبص لحس ببراءة
نزل بحر و اخد منها ياسين
:بسم الله ماشاء الله بسم الله الرحمن الرحيم
نادرة برجاء؛
↚
أنت وحشتنا اوي يا حسن أنا مش عايزاه فلوس و لا عايزاه اي حاجة تبعدك عننا ابوس ايدك بلاش تعمل حاجة تبعدك عننا انا و الله مش هستحمل تاني و الله
حسن اتنهد بحزن و شدها لحضنه بقوة و غمض عنيه
:حقك عليا يا نادرة و الله حقك عليا…
عامر:ياله يا جماعة خلينا نمشي من المكان دا لان انا حقيقي بتشائم منه
اسلام:انا بقول كدا برضو….
مشيرا كلهم معه و هو ركب العربية مع الحج موسى قعد جنب نادرة و هو شايل ياست و بحر قاعدة على رجل نادرة و هو حضنها
نادرة غمضت عنيها و سندت رأسها على كتفه
بعد عدة ساعات
أخيرا رجع البيت و الكل رحبوا بيه و بركوا له و كل واحد رجع بيته و سابوا حسن و نادرة مع اولادهم
حسن بص لبحر اللي نامت على الانترية، شالها و دخل اوضتها نايمها في سريرها و خرج من الاوضة و قفل الباب وراه…
راح ناحية اوضته و هو مشتاق للبيت و الهدوء الطبيعي اللي فيه….
فتح الباب و دخل لقى نادرة بتطلع له هدوم علشان ياخد شاور
ابتسمت بحب اول ما شافته و راحت ناحيته بسعادة
وقفت ادامه و حاوطت رقبته بدلال :
:وحشتني اوي يا حسن اوي
حسن بابتسامة:و انتي كمان يا نادرة و البيت وحشني و بحر كنت خايف اوي ان عمري يضيع في السجن و..
نادرة حطت ايدها على بوقه بسرعة:
=مش عايزاه اسمع اي كلمة بالله عليك مش عايزاه ممكن… أنت من النهاردة بتاعي أنا
مش هتعمل حاجة غير لما تشاورني يا حسن و لو قلتلك اني قلقانه هتسيب الموضوع دا بسرعة و دا على فكرة أمر مش طلب
حسن ابتسم بخبث و حاوطت خصرها :
=قلبك جمد يا بنت الحج موسى
نادرة بدلال:علشان معنديش استعداد اني اخسرك فاهم….. بقولك ايه تعالي عايزاه اوريك حاجه
مسكت ايده و راحت ناحيه السرير مكان ما ياسين نايم قعدت و هو قعد جانبها
نادرة بعدت البطانية الصغيرة عن ياسين :
:شكله عامل ازاي و هو نايم شبهك يا حسن جميل اوي
حسن ابتسم بسعادة و انحني شالها بحب
:انتي عارفة يا نادرة أنتم التلاتة قلبي كان مخطوف معاكم و انا بعيد
نادرة بحب:خالص بأحسن مفيش داعي للخوف تاني صدقني
حسن حضنها بقوة و هو مش عايز يبعدها عنه
:انا بحبك اوي يا نادرة… حب بيزيد كل يوم و كل لحظة و بيكبر في قلبي كل لحظة لدرجة اني بقيت متيم بيكي و حبي دا زاد كتير اوي في الازمة دي…. لما حكولي عن اللي عملتيه و أنك كنتي واقفه معهم علشان تثبتوا برائتي بقيتي عندي في مكان لوحدك مكان بعيد
نادرة ابتسمت بسعادة و طلعت بوسه على خده
:و أنا بعشقك يا حسن و بموت لو بعدت عني…
حسن اخد نفس عميق و ارتاح اخيرا
بعد يومين
حسن طلع من البيت و راح هو و عامر لمينا المكتب زي ما طلب منهم
لما دخل اتفاجأ بوجود الخواجة نيكولاس
الخواجة نيكولاس ابتسم بجدية و هو بيسلم عليه
:الف مبروك يا حسن خروجك من السجن على فكرة انا كنت متابع الموضوع
حسن بابتسامه :متشكر يا نيكولاس بيه
الخواجة نيكولاس:اتفضلوا اقعدوا
عامر و حسن قاعدوا و مينا معهم
الخواجة نيكولاس :اتفضلوا
حسن مد ايده ياخد منه الشيك و بص فيه بدهشة
حسن:ايه دا؟
الخواجة نيكولاس:
:حقكم
حسن :بس أنا و عامر حقنا في موضوع السمسرة عشرة مليون مش عشرين
الخواجة نيكولاس:تقدر تقول ان بعد اللي حصل دا انا غيرت رأي و كمان بسببك انا تخلصت من أكبر منافس ليا طه اللي دلوقتي بيحققوا معه و الصراحة انا زي ما بتقولوا بالمصري استجدعتك يا حسن
اعتبر ان دي هدية مني ليكم علشان تقدروا تفتحوا مشروعكم
قولي صحيح انتم ناوين على ايه… انا شايف انك تفتحوا حساب باسمكم و تحطوا فيه الفلوس دي لحد ما تخططوا و تعملوا دراسة جدول كويسة
حسن بابتسامه و سعادة:ان شاء الله بس هو احنا كن ناويين نفتح معرض سيارات بس الصراحه لسه خبرتنا مش كبيرة في المجال دا
الخواجة نيكولاس:
خالص انا عندي فكرة .. ايه رايكم تشتغلوا معايا فترة مؤقته لحد ما تكونوا عندكم الخبرة الكافية على فكرة انا مش بهزر ممكن نعمل عقد دلوقتي حالا
عامر:بس هنشتغل ايه احنا طول عمرنا بنشتغل في الميكانيكا و العربيات
الخواجة نيكولاس:متقلقش يا عامر هو دا تقريبا نفس المجال اللي انا بشتغل فيه بس على كبير شويتين تلاته، مينا هيفهمكوا كل حاجة تخص الشغل لو وافقتوا هتمضوا معه العقد، أنا لازم امشي دلوقتي لان عندي اجتماع مهم..
حسن:تمام يا خواجة
نيكولاس:مبسوط اني اتعرفت عليكم يا شباب ربنا معاكم
حسن و عامر ابتسموا و مينا قعد معاهم و بدا يفهمهم الشغل.
بعد شهرين
حسن رجع البيت و هو تعبان و خصوصاً لانه وافق على الشغل مع الخواجة نيكولاس و قرر يبدأ في المجال بجد و فعلا بأن دا في شغله انه عايز يفهم كل تفصيله كبيرة و صغيرة
نادرة ابتسمت بسعادة و هي بتخرج من المطبخ :انت جيت يا حسن
حسن بابتسامه :لا لسه برا
نادرة :بايخ بس قمر يا سونة
حسن:انا بايخ طب بذمتك هو في حد زي انا
نادرة بدلال:لا حبيبي انا جهزتلك الحمام
حسن:كويس انا حقيقي محتاج اخد دش و اريح شوية علشان اقدر انزل الورشة بليل صحيح يا نادرة قبل ما انسى خدي مصروف البيت
نادرة:متقلقش انا بعرف اظبط اموري متقلقش حسن هو انت ليه مصمم تشتغل في الورشة حتى بعد ما بقا عندك وظيفه بمرتبة ثابت انا اقصد انك ممكن تاجر الورشة و بلاش الشغلانة دي
حسن بحزن:انتي لسه بتتضايقي اني ميكانيكي يا نادرة
نادرة بسرعة:و الله ما اقصد يا حسن و الله العظيم ما اقصد انا بس شايفه انك بتتعب نفسك اوي في الورشة بليل و بالنهار في المصنع.. دا عامر قالك انه خالص هيسيب الشغل في الورشة ليه انت متمسك بيها اوى كدا ما الحمد لله مرتبك بيكفينا
حسن بابتسامة:الورشة دي يا نادرة كانت أول حاجة املكها باب رزق ليا منها ربنا كرمني و قدرت اجهز تبارك و اجهز شقتنا دي و اصرف على بيتي علشان كدا مش عايز اسيبها و هفضل شغال فيها طول ما فيا صحة
اومال فين الولاد مش سامع ليهم صَوت
نادرة بابتسامه :عند جليلة قالت انهم وحشنها و اخدتهم
حسن ابتسم و غمز لها؛
يعني مفيش غيرنا انا بقول بلاها ورشة النهاردة يا قمر أنت…
↚
قيل في الحب الحلال:
” إنِّي وقعتُ و لم أَبُح يوماً لها ..
لم أقترِب مع أنيِ أبغيها ..
فحياؤُها و الله يكبِحُ جُرأَتيِ..
لكن غداً سأدقُ بابَ أبِيهاَ..
“بعد عقد القرانِ قال لها:
” لقد كلٌَفنيِ الوصُول إليكِ كثيراً من الصدقاتِ ، و عدداً هائلاً من الدعوات في جوف الليل ،و لم يبقَ مسجدٌ في المدينة إلا وكان لي أثرٌ به كان الطريقُ إليكِ صعباً .. و لكن كان وعدُ ربي حقاً
و نِلتُ منزلتيِ في قلبك…….
حسن لنادرة
تمر الأيام و تمر الليالي و يبقى حبي لكِ ثابت لا يغيره الزمان
بعد مرور سنة و نص .. في بيت الصياد
نادرة كانت بتحضر الغداء، بحر كانت بتعمل واجب المدرسة و ياسين بيحبي على الأرض جانب بحر
نادرة لمرجانة في الموبيل
:خالص يا مرجانة أنا هعدي عليكي بليل بطلي عياط بقا و بعدين ما انتي عارفة يحيي دايماً تتخانقوا و بعدها بيصلحك
مرجانة بضيق:
:بس المرة دي غير يا نادرة أنا زهقت من كتر الخناق
نادرة بابتسامة:بس بتحبيه و عارفه انه بيحبك و بيثق فيكي و أكيد ضغط الشغل لازم تقدري كل دا يا حبيبتي و لما يهدأ اتكلمي معه بهدوء و احكيله عن اللي بيضايقك منه لان صدقيني لو انتي اتكلمي معه دلوقتي و هو شايط هيحصل مشكله اكبر لازم تهدي و هو يهدأ
نغم :يا نادرة أنا فاهمة قصدك بس أنا مش انتي و نبيل مش حسن… هو فيه زيك أنتي و حسن يا نادرة محدش بيسمع صوتكم و لو اتخانقتوا بيصلحك حتى لو أنتي اللي غلطانه حظوظ
نادرة :أعوذ بالله من عينك يا بت اعوذ بالله
بت يا مرجانة انتي بصالي في حياتي كدا ليه
يخربيت سنينك يا بت
مرجانة بضحك؛ و الله ما قصدي بس حقيقي تعبت من الخناق يا نادرة و مش عايزاه دا يأثر على مالك
نادرة:يبقى تتكلمي معه و تصارحيه يا مرجانة…
مرجانة :ماشي يا ستي قوليلي انتي بتعملي ايه دلوقتي
نادرة:بجهز الغداء عاملة مكرونة بالبشاميل و جلاش و بعمل السلطة
مرجانة:بالهنا والشفا ياسين و بحر عاملين ايه؟
نادرة:بخير الحمد لله… بقولك يا نغم حماتي عايزانا نجيب اخ كمان لياسين
مرجانة بصحك :و الله هي طلبت كدا
نادرة:مش بالظبط بس الكلام جاب بعضه بس بصراحة انا مش مستعدة دلوقتي لأي حاجة مدرسة بحر و ياسين سنة و تمن شهور يعني انا مش هقدر اهتم باي حد تاني دلوقتي
مرجانة:طب و حسن رأيه أيه
نادرة:بصي هو مش معترض و مش بيزن على الموضوع اوي يعني و كمان هو مركز أكتر في الشغل من ساعة ما ساب المصنع مع الخواجة نيكولاس و هو مركز انه يقوم مشروعه هو و عامر
مرجانة بحب:ربنا يوفقهم يا نادرة يارب بس اقولك حاجة لازم تخلي بالك عليه و عينيك دايما تبقى عليه
نادرة باستغراب:يعني ايه؟
مرجانة:يعني يا حبيبتي جوزك دلوقتي ربنا كرمه و عنده معرض لقطع غيار السيارات و الراجل يا حبيبتي لما يطلع على وش الدنيا و يحس انه بقا من الطبقة الغنية عنيه بتبدأ تزوغ على دي و دي
او ممكن اي واحدة كدا و لا كدا تحاول توقعه
نادرة:حسن؟! لا طبعاً بصي يا مرجانة انا و حسن مش عشرة يوم علشان افكر فيه بالطريقه دي أصلا حسن بيحبني و انا بحبه اوي كمان
حسن أصيل يا مرجانة و قلبه اتختم بختم حبي ليه و عمره ما يخو”ن
مرجانة :أنا ممكن احسدك على فكرة من غير ما اقصد يا نادرة لان العين و القلب ساعات يحسدوا من غير ما يقصدوا علشان كدا بلاش تقولي الكلام الحلو دا لحد حتى أنا و خالي الكلام دا لابو على ماشي يا ست نادرة
نادرة بحب:
مع اني مش مقتنعه بس ماشي بقولك تيجي نروح جليلة بليل وحشتني بقالي يومين مروحتش عندها
مرجانة:بلاش انا النهاردة روحي انتي و انا هبقي اروح بكرا
نادرة غسلت ايدها و مسكت الموبيل و خرجت من المطبخ:
:ماشي يا حبيبتي بس خالي بالك على نفسك هكلمك تاني….
مرجانة؛ ماشي يا عسل سلام مؤقت..
نادرة قعدت تلعب مع بحر و هي بتمسك ايد ياسين علشان يمشي اول خطواته….
*******************
بعد ساعة و ربع تقريباً
حسن وصل البيت و باين عليه الحماس و السعادة، طلع السلم بسرعة فتح الباب لقاهم قاعدين في الصالة، ابتسم بحب
:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بحر قامت بسرعة جريت عليه تحضنه
حسن:وحشتيني يا اوزعه
بحر بضيق:متقولش اوزعه انا دلوقتي بقيت كبير في سنة تانية ابتدائي يعني كبيرة
حسن بمرح :خالص خالص متزعليش كدا هاتي حضن كبير بقا علشان انتي وحشاني اوي
بحر ضحكت بسعادة و حضنته و هو شاله على كتفه و قعد جانب نادرة على الأرض، اخد منها ياسين و ضحك بسعادة
:وحشتني يا قلبي أنت…
ياسين ضحك بطفولية و هو بيحاول يقوم و يمشي و حسن ماسك ايده و هم التلاتة بيلعبوا
نادرة ابتسمت و سابتهم و قامت تجهز السفرة
حسن :بحر خالي بالك على اخوكي لحد ما اجي
بحر:حاضر بس دا بيعض شوف عمل فيا ايه لما كنت بلعب مع ماما
حسن بص ايديها باستغراب و رجع بص لياسين اللي بيضحك بعدم فهم
حسن بحزن :بتوجعك لسه؟
بحر:شوية صغيرين بس هو أصلا من ساعة ما السنتين دول طلعوا و هو بيعض كل ما اقعد مع ماما بيعيط
حسن باستغراب :بيغير دا و لا ايه؟!
طب حقك عليا يا ستي هو لسه صغير و مش عارف هو بيعمل ايه بس بعد كدا خالي بالك و انتي تلعبي معه….
بحر :حاضر
حسن ابتسم و بص للشنطة اللي جابها معه و هو جاي فتحها و طلع منها شكولاته و زبادي بالفراولة و عصير
:خدي يا ست بحر عارف انك بتحبيهم
بحر بحماس و سعادة:كلهم ليا
حسن:و أنا عندي كم بحر يعني طبعاً كلهم ليكي
بحر اخدت منه الحاجة و باسته من خده، طلعت لسانها لياسين و كأنها بتغيظه
حسن ضحك و سابهم يلعبوا و قام دخل المطبخ لنادرة
نادرة كانت بتطلع الصينية من الفرن
حسن :اساعدك في حاجة؟
نادرة:لو ممكن… خد الأطباق على السفرة
حسن بابتسامة :
حاضر يا ستي اي أوامر تانية…
نادرة هزت رأسها بأه و شاورت له انه يقرب
حسن رفع حاجبه باستغراب و ساب الأطباق و قرب
نادرة مسكته من ياقة قميصه بغيظ:
بعد كدا لما تجيب شكولاته لبحر هاتلى انا كمان فاهم….
باسته من خده و بعدت اخدت الصنيع و طلعت، حسن ضحك بسعادة و اخد الأطباق و خرج وراها
نادرة :بحر ياله يا حبيبي علشان نتغدا
بحر و هي بتاكل شيبسي
:انا مش عايزه اكل يا ماما
نادرة :هقول ايه كله منك يا حسن قلتلك الف مرة بلاش شيبسي بيوجع لها بطنها و بيخليها مش عايزاه تاكل اتفضل أنت بقا اقنعها
حسن لبحر:عجبك كدا دي ست مفترية بتاع مشاكل تعالي ناكل علشان ممكن تعملنا مشكله
بحر بحزن :مش عايزه اكل يا حسن بطني بتوجعني لما باكل
نادرة بزعل:علشان مش بترضي تاخدي الدوا بتاع بطنك انا تعبت و الله
سابتهم و دخلت المطبخ…. حسن قعد جانب بحر بحزن
:ممكن اعرف ليه مش بتأخدي الدواء انتي عايزاه تزعلينا….
بحر:الدوا مر اوي يا حسن
حسن بتفهم:حبيبتي انا عارف بس لازم تاخديه علشان تبقى كويسة و تعرفي تاكلي و تكبري انا اصلا لو كنت أعرف انك ماخدتهوش مكنتش هديكي الحاجة دي لأنها اصلا بتتعبك
بحر سكتت و وطت رأسها بحزن
حسن بمرح و خبث:
بس ممكن اجيبلك كل الحاجات اللي تحبيها لو اخدني الدواء
بحر دموع:خالص هخده بس بلاش نادرة تزعل
حسن:هي بتزعل لما تحس انك مش كويسه علشان كدا وعد تاخدي الدواء؟
بحر:وعد و الله هاخده على طول
حسن ابتسم بحب و شالها على كتفه:
يبقى ياله بينا بقا ناكل علشان الاكل ريحته حلوة اوي…
بحر:حاضر
↚
قعدوا ياكلوا كلهم و نادرة شايله ياسين على رجليها و بتاكل بحر
حسن كان بيبصلها و مركز معها و افتكر اول مرة شافها زمان و هو عنده 19سنة كانت جميلة جداً و حنينه على القطط
و عدت الأيام و دعواتها استجابت و بقيت قسمته و نصيبه.
نادرة:سرحان في ايه… حسن
حسن؛ ها؟
نادرة :ها ايه الاكل هيبرد مش بتحب البشاميل سخن ياله
حسن؛ طب ياله سيبي بحر هي بتعرف تاكل لوحدها و كلي…. صحيح في مشوار لازم نروح سوا بليل
نادرة:مشوار ايه؟
حسن بجدية:هنودي ياسين و بحر عند ماما و نقعد معها شوية و بعدها هاخدك و نشوف المفاجأة
نادرة :مفاجأة ايه؟
حسن؛ بليل يا نادرة…
بعد وقت طويل
خرجوا الاتنين من بيت والدته بعد ما قعدوا معها هي و تبارك و سابوا بحر و ياسين
حسن ركب الموتسكل و وراه نادرة و اتحرك
بعد حوالي ساعة
وقف في شارع في مكان معروف أدام مكان متغطي بالقماش من فوق
نادرة:ايه دا
حسن ابتسم بسعادة و مسك ايديها و عدي و هي معه
دخل جوا المعرض اللي كان منظم بشكل أنيق و شيك جدا
بدأت تتفرج على مكان باعجاب
نادرة بابتسامة و صدمة:
هو دا المعرض اللي نفسك تفتحه
حسن هز راسه بأه؛
بصي هو محتاج شغل كتير لسه و يعني محتاج يبقى فيه موظفين كويسين بس اول ما شفت المكان دا حسيت انه هيبقى فتحة خير لينا
نادرة بحماس؛ الف مبروك يا حسن ربنا يوفقك طب انت اشتريته و لا لسه
حسن:بصراحة لسه قلت اجيبك نتفرج عليه سوا
نادرة:المكان شكله حلو اوي و في مكان معروف…. بس قولي أنت ناوي تشتريه لوحدك و لا انت و عامر زي معرض قطع الغيار
حسن :هو انا و عامر بنفترق يا بنتي ان شاء الله اه و معانا سليمان و مينا
هو هيهتم بالشئون القانونية و كل حاجة تخص القانون انا كلمته و هو رحب بالفكرة جدا
نادرة بقلق :سليمان يا حسن أنت متأكد؟
حسن: نادرة سليمان اتحبس ظلم بسبب رحاب و بعدين فات سنة و نص و عرفنا نثبت انه كان برئ و عملنا قضيه تعويض و ربنا اثبت برائته يمكن متأخر و قضي اربع سنين في السجن ظلم لكن أنا قعدت معه في السجن يا نادرة و في السجن محدش بيتجمل كل واحد بيبان على حقيقته و صدقيني هو شخص كويس، و على فكرة سليمان كلمني و قالي انه عايز يتجوز سمارة
الحمد لله وصل لبنته و اتطمن عليها و اخد حكم من المحكمه انه يشوفها لان والدتها كانت رافضه
حياته بدأت تستقر و ناوي يتجوز و كمان دا شغال معايا في المعرض من وقت ما خرج من السجن و آمين جدا
نادرة؛ طب و سمارة وافقت و لا لسه؟
حسن:مش عارف الصراحة بس حاسس أنها هتوافق و كمان عامر فرحه قرب خلينا بقا نفرح لهم…
نادرة؛ ربنا يسعدهم كلهم يا حسن يارب
حسن ابتسم بخبث و هو بيقف قصادها
:طب بقولك ايه احنا الحمد لله ربنا فتحها علينا و أنا دنيتي اتظبطت جدا انا و الشباب انتي بقا مش نفسك في حاجة
اطلبي اي حاجة نفسك فيها…
نادرة بتفكير: نفسي تعمل حاجة يا حسن بس ماتفهمنيش غلط
بص انا نفسي تمسك شغل بابا هو صحته مش أفضل حاجة و محتاج يرتاح و هو عمره ما هيهدا غير لما يتأكد ان معارض الأجهزة الكهربائية ماشيه تمام و هو طلب مني اقولك يا حسن هو بيحبك و بيثق فيك و عارف انك ذكي هتعرف تحافظ عليه
هو لو كان واثق أن يحيى جوز مرجانة بيفهم في الشغل دا مكنش هيتردد يطلب منه و دا مش تقليل منك يا حسن بس بابا تعب لحد ما كبر الشغل دا بالله عليك فكر يا حسن
حسن :حاضر يا نادرة انا ياستي هروحله بكرا و اقعد معه افهم الدنيا ماشية ازاي
نادرة :بجد؟ روح يا حسن ربنا يسعدك على اد تعبك يارب…
حسن :انتي سعادتي يا نادرة و كفاية وجودك معايا انتي و الولاد، غمضي عينك بقا
نادرة بصتله باستغراب و غمضت عنيها، حسن طلع خاتم من جيبه و لابسه ليها…
نادرة فتحت عنيها و بصت للخاتم :
دا ليا؟!
حسن بابتسامة:اه يا ستي ايه رأيك؟
نادرة بحب:دا حلو اوي يا حسن حلو اوي
حسن :مبروك عليك يا نادرة قلبي….
نادرة :نادرة قلبك؟! حلو الإسم دا يا حسن
حسن :طول عمرك نادرة قلبي من يوم ما عيني شافتك….
نادرة بسعادة :انا بحبك يا حسن بحبك اوي
عمري ما تخيلت اني هبقي سعيدة كدا
حسن:و أنا بموت فيكي…
بعد يومين
حسن كان عند والدته نايم و حطط رأسه على رجليها و هي بتملس على شعره بحنان
حسن :ربنا كرمني اوي ياأمي كرمني بالوسع و حبب فيا خلقه…. كان نفسي ابويا يبقى موجود و عايش يشوفني و انا بكبر اسم الصياد
دعاء بابتسامة:محمود زمانه مرتاح في قبره يا حسن ادعيلها بالرحمه يا ابني
و اوعي الغرور ياخدك في يوم من الايام مهما نجحت او حققت لان الغرور يا ابني آخرته وحشه اوي….. و أنت بتكبر و بتكبر أسمك اوعي تنسى حق الغلابة و اوعي تيجي على غلبان و تفتكر ان في حد ممكن ياخد منك رزقك كل واحد بياخد نصيبه يا حبيبي
و خليك حنين علي أهل بيتك و اوعي يجي اليوم اللي تقل فيه باصلك و تيجي على نادرة لأنها استحملت معاك في بساطة الحال و في اسوء الأحوال و كانت واقفه في ضهرك
اوعي يا ابنى تغش او تاخد حق مش حقك و خالي بالك على اختك دايما فاهمني يا حسن
حسن ابتسم براحة و بأس ايديها :
ربنا يديمك لينا بخير دايما يارب
دعاء:و يسعدك يا ابني
حسن اتعدل و قعد ادامها
:على فكرة انا عندي ليكي خبر حلو
انا حجزت ليكي في موسم الحج الجاي و ان شاء الله السنة دي تبقي على جبل عرفات و تلمسي الكعبة
دعاء بصتله بعدم تصديق و دموعها نزلت
:بتتكلم جدا يا حسن؟!
حسن بأس ايدها :بتكلم جدا يا ست الكل
دعاء بسعادة و دموع:
انا مش مصدقة معقول ذا انا كل يوم بدعي ربنا أني ازورها قبل ما اموت
حسن بحزن :بعيد الشر عنك يا ماما دا انا اتوه في الدنيا من غيرك
اتوه لو انتي مش جانبي دا
مهما حبيت ناس أنتي بالذات فوق الكل أنتي بالذات مقدرش ابعد عنها احس اني بموت بتخنق….
دا انتي اللي قولتيلي اللي يراضي امه ربنا يحبب في خلقه… عمري ما هنسي تعبك علشان تربيني أنا و تبارك
دموعك و حزنك بعد وفاة ابويا و مع ذلك وقفتي علشانا ربنا يحفظك لينا يا أمي بالله عليكي بلاش الكلام دا
دعاء :ربنا يراضيك يا حسن يا رب
حسن ابتسم بحب و نام و سند راسه على رجليها بارتياح
↚
بعد حوالي ست شهور
حسن و عامر فتحوا معرض العربيات اللي كانوا بيحلموا بيه، الي جانب معرض قطع الغيار.
عامر بيجهز لفرحه، اشتري شقة تانية صغيرة في نفس الحي لان الفلوس اللي كانت معه قرر انه يستثمرها في الشغل و واحدة واحدة يكبر….
سليمان استلم شغل الحسابات في المعرض و حياته اتغيرت جداً بعد ما خرج من السجن و رفع قضية تعويض بسبب الأربع سنين الظلم اللي اتحبسهم.
سمارة بتفكر في عرض سليمان في موضوع الجواز متنكرش أنها مبسوطة بالفكرة و معجبه بيه لكن مش عارفة تاخد خطوة جدية فيه…
جليلة و دعاء وتبارك و الحج موسى حياتهم ماشية طبيعي جداً بالعكس مليانة فرح
و خصوصاً لأن تبارك حامل في الشهور الأولى.
ياسين و بحر دايماً في خناق مع بعض لأنهم بيغيروا من حب حسن و نادرة ليهم….
حسن مسك شغل الحج موسى و بيحاول يظبط وقته علشان يوفق بين شغله و شغل والدها اللي فرح جدا بموافقة حسن…..
……. في بيت الصياد……..
حسن كان قاعد بيبص لياسين بضيق و لبحر اللي بتعيط…..
حسن:طب ممكن أفهم أنت معجون بماية عفاريت يالا أنت….
يعني لما أنت لسه مروحتش و لا جيت و ضر”بتها كدا أومال لما تكبر هتعمل ايه… يعني سنتين و نص و عامل كل المشاكل دا
ياسين كان قاعد جنب بحر و باين عليه انه زعلان رغم أنه مش فاهم حاجة و لا مستوعب بس زعلان انها بتعيط
نادرة كانت شايلة بحر بتهديها لأنها بتعيط بهستريه و حطه ايدها على خدها اللي باين عليه أثر العض بقوة “بفعل ياسين”
نادرة :حقك عليا يا بحر متزعليش و الله هو ميقصدش…
بحر بدموع و غضب :لا هو يقصد هو عضني بقصد وشي بيوجعني اوي
نادرة حضنتها بحزن و هي بتبطبط عليها
:طب خليني احطلك تلج مش هيوجعك…
بحر كانت بتعيط بشقهات متقطعه
حسن مكنش عارف يعمل ايه و خصوصاً لان ياسين فعلا مش كبير كفاية انه يزعق له
حسن بضيق:ممكن افهم عملت كدا ليه؟
ياسين مردش عليه و عيط بخوف من نبرة صوته العالية و مسك في نادرة
نادرة :مش كدا يا حسن براحة…
حسن اخد نفس عميق و هو بيحاول يهدأ لان ضغط و زحمة الشغل مأثرة عليه
ابتسم بحنان و هو بيشيل ياسين و بيقعد على رجليه
:أنا آسف يا عم بس أنت كمان غلطان مش كل يوم خناقة يعني خالص بقا…
ياسين فضل يتكلم كلام مش مفهوم و هو بيعيط، حسن رغم انه مكنش فاهم حاجة لكن ابتسم و هو بيمسح دموعه
بحر كانت بتبص لياسين و هي زعلانة أنها شايفه بيعيط بالشكل دا….قامت و راحت قعدت جنب حسن و فضلت تتطبطب على ياسين
:خالص أنا مش زعلانة متعيطش…
نادرة ابتسمت بحزن عارفه انهم بيحبوا بعض لكن فعلا بيتخانقوا كتير جداً و المرة دي قلبت بجد لان حسن كان جاي من الشغل مصدع و لما شاف ياسين بيعضيها بالشكل دا و بيتخانقوا كدا اتعصب عليهم و غصب عنه اعصابه فلتت…
حسن بحزن:عارفة و الله لو كان كبير شويه و فاهم هو عمل ايه كنت خليتك تضربيه زي ما هو عمل معاكي بس هو صغير…. بس اوعدك مش هيعملك حاجة بعد النهاردة
بحر مردتش على حسن و هي بتقرب من ياسين:
أنت زعلت عشاني…. المرة دي وجعتني بس أنا مش زعلانة أنا عارفة أنك مش قصدك توجعني……..
حسن حضنها و غمض عنيه و هو مش عارف يتصرف معاهم ازاي
بعد ساعة تقريباً
نادرة كانت بتنيم ياسين و حين قاعدة مع بحر في اوضتها
قام لما اتأكد انها نامت و راح اوضته
نادرة كانت بطلع هدوم ليها علشان تاخد دش، بصتله بضيق و متكلمتش
حسن:مالك؟
نادرة:مفيش…
حسن بجدية :عليا أنا؟! مالك
نادرة بغضب و هي بتحط الهدوم على السرير :
في ان الطريقة دي متنفعش يا حسن أنت بتزعق لطفل عنده سنتين و نص هو اصلا مش فاهم حاجة هو اه عضها و ضربوا بعض بس دول اطفال مينفعش تعلي صوتك كدا معاهم….
حسن:و انتي مش ملاحظة أنك بتعلي صوتك عليا دلوقتي…. ثانياً الأطفال دول ضربوا بعض بسببنا إحنا لأننا مش عارفين نتعامل معاهم صح
عارفة ايه المشكلة
المشكلة اننا لما بنشوف واحد فيهم بنديله كل الحب و الاهتمام و التاني بيبقى واقف و بيغيروا
اه بنحبهم الاتنين كتير اوي لكن مش عارفين نساوي المعاملة بينهم و هم الاتنين موجودين، نادرة بالله عليك انا الدنيا كلها فوق دماغي
و انتي اكتر واحدة شايفه دا و حاسة بيه
أنتي عارفة اني مبنامش تقريباً من الضغط اللي انا فيه من هنا لهنا و بحاول و الله العظيم بحاول اظبط مواعيدي بس صدقيني و الله العظيم البيت دا اهم عندي من اي شغل او اي حاجة تانية
مش عايز اقصر في حقكم بس صدقيني لو الفترة دي صعبة فغصب عني
فرح عامر غير حاجات كتير و انا بقيت مسئول عن الشغل اللي هو كان بيعمله و صدقيني غصب عني
غير موضوع الولاد اللي زاد…. أنا آسف حقيقي و الله العظيم بس أنا محتاج القى الهدوء اللي افتقدته، محتاج القيه في حضنك على الأقل، لو اتعصبت فدا غصب عني بسبب اللي بمر بيه الفترة اللي فاتت بس حقيقي انا محتاجك جانبي…..
نادرة بصتله باستغراب و هي حاسة لأول مرة انها مقصرة معه و انشغلت مع الولاد
قربت منه بحزن و حضنته و غمضت عنيها
:حقك عليا يا حسن….. بس صدقني أنا مكنتش فاهمة اللي بتمر بيه أنت طول الوقت بتبين انك كويس و لما بتكلم معك مش بتحكيلي عن همومك في الشغل بس صدقني حاسة بيك و على فكرة الولاد بيحبوا بعض اوي يمكن لأننا مش عارفين نسيطر على حبنا ليهم أدام بعض بس صدقني هم بيحبوا بعض اوي
و دموع ياسين غالية اوي على بحر و دموع بحر متهونش عليه رغم انه صغير و مش فاهم حاجة بس حاسس و بيحبها و صدقني دي شقاوة أطفال مش أكتر….
حسن كان ساكت و هو ضممها لحضنه بخوف… فضل علي وضعه لوقت طويل محسش به بس محتاج يفضل كدا
بعد يومين في القاعة “فرح عامر”
عامر كان بيرقص مع “ياسمين” مراته ، كان وسيم جدا و فرحان جدا
و حسن معه و مينا و اسلام و سليمان و عبد الرحمن والده
و شباب المنطقة و كل اهل الحي تقريب
عامر كان واقف على الاستيج و بيرقصوا سوا و هو مبتسم و فرحان.
نادرة كانت واقفة مع سمارة و بحر و نغم و هم بيتكلموا
سليمان :احم ممكن ثانية يا سمارة
سمارة بارتباك:أنا؟!
↚
سليمان:اه لو معنديش مانع
نادرة بسرعة؛ لا طبعا معندهاش مانع
سمارة بصت في الأرض بخجل مكنتش تحلم ان في يوم من الايام ممكن حب يحبها هي بتشوف الحب في عيون سليمان رغم انه عارف ماضيها لكن مفيش مرة شافت نظرة قسوة او سخرية في عيونه ليها
راحت معه في جنب و نادرة بتضحك هي و نغم
نادرة:شكلنا كدا هنقرا فاتحة قريب
نغم؛ يارب
سمارة:اتفضل يا استاذ سليمان
سليمان:بصي يا سمارة بصراحة انا زهقت من ألف و الدوران حواليك و بصريح العبارة كدا انا معجب بيكي جدا و مش عارف لو دا إعجاب و لا حب الله اعلم
بس انا نفسي تكملي معايا حياتي و تكوني مراتي على سنة الله ورسوله
سمارة :بس أنا…..
سليمان بسرعة:سمارة لو هتتكلمي عن الماضي فبلاش لو سمحتي أنا بتكلم عن سمارة البنت اللي واقفه ادامي دلوقتي انا عارف انها انسانة جدعة و بنت بلد
و انا عارف اني اتسجنت بس و الله العظيم كان ظلم بس ربنا كرمني لما عرفت حسن و دلوقتي بشتغل و الحمد لله حياتي بقيت افضل مش ندمان على حاجة حتى مراتي لما اتطلقنا في المحكمة مكنتش زعلان انا بس كنت خايف على بنتي و هي دلوقتي تحت عيني بس من حقنا بقا نفكر في حياتنا انا مش صغير ماليش حد يسأل عليا او يكمل معايا اللي باقي من عمري
و انتي كمان اللي اعرفه ان ماليش قرايب خلينا ندى بعض فرصة و صدقيني عمرنا ما هنفتح اللي فات خلينا نكمل في اللي جاي يا سمارة….. اتمنى حقيقي انك توافقي
سمارة :طب اديني يومين افكر فيهم يا استاذ سليمان بعد اذنك
سليمان بابتسامة جميلة:اتفضلي و هستنا ردك
حسن و الشباب كانوا بيرقصوا ويا عامر و باين عليهم الحماس و الفرح
حسن بصوت عالي بسبب الاغاني
:الف مبروك يا عامر……. بس أنجز عايز ابقا عمو انت فاهم
عامر بفخر و ابتسامة سعيدة
:عيب عليك عد من هنا لتسع شهور
حسن بمرح و ضحك :
على الله بس ترفع راسنا على العموم انا بقا عامل معاك الصح حجزتلك في فندق في الساحل اسبوعين تاخد ياسمين و تطير على هناك و اتبسط علشان صدقني هترجع للشغل مش هرحمك
عامر بحماس :اجدع ابو علي والله بقولك شكلي حلو
حسن؛ ابو شكلك…. عريس قمر روح لمراتك
عامر حضنه بحب اخوي :
تسلم يا حسن
مينا كان واقف مع مريم مراته و هم فرحنبن لان مؤخر نشأ علاقة صداقة قوية بينهم و بين حسن و عامر و نادرة
مينا:فكروني بيوم فرحنا
مريم بحب:حبيبي اليوم دا كان جميل اوي، على فكرة انا بحبك اوي يا مينا
مينا ابتسم و باس راسها بسعادة……
حسن راح ناحية نادرة اللي قاعدة مع جليلة
:مساء الفل يا حماتي
جليلة:مساء النور يا حبيبي عامل ايه يا حسن ليك وحشه
حسن بود:انا بخير الحمد لله
بعد تلات شهور في أسوان
حسن وصل البيت هو ونادرة نفس المكان اللي قضوا فيه شهر العسل بتاعهم قبل حوالي تلات سنين و نص
نادرة كانت متضايقه انها سابت بحر و ياسين مع جليلة لكن فرحانة انهم اخير هيقضوا وقت تاني لوحدهم بعيد عن الدوشة ليها و بس…..
نادرة كانت واقفة أدام الدولاب بترتب هدومهم، حسن حضنها و طبع بوسة على خدها
:بذمتك مش المكان وحشك
نادرة ابتسمت بدلال و هي بتلف له و بتقف في وشه، لفت ايدها حوالين رقبته
:وحشني اوي و أنت كمان وحشتيني اوي نفسي نلف كل مكان جيناه هنا
اقولك سر يا حسن
انا حسيت اني بحبك اول مرة و انا هنا في المكان دا
انا معاك بحس اني طفله صغيرة كانت مفتقدة حاجة مهمة و لقيتها بيك مع كل يوم كنت بتثبت ليا اني كنت اغبى واحدة في الدنيا
مكنش ينفع احسن بحب حد تاني غيرك، وانا في حضنك بحس اني الطفلة الشقية اللي بتدلع
اول مرة جينا هنا مكنتش حباك بس كنت بخاف عليك اوي فاكرة لسه لما اللي اسمه منير دا خطفني و ضر”بوني وقتها كنت مرعوبة بس ملقتش غيرك تحميني منهم و لما دخلت الحبس كنت بموت من الرعب و مع الوقت في المكان دا بقيت أنت كل حاجة ليا الهواء اللي بتنفسه
حسن ابتسم بسعادة و هو بيمرر ايده في خصلات شعرها البرتقالي تقريباً
و عيونه مليانة سعادة و عشق
:عارفه انا بموت فيكي يا نادرة …. بدمن وجودك رغم ان اول خطوبتنا كنا عاملين زي القط و الفار لكن انتي بالذات خاطفاني من نفسي و انا بقا وحشني كل اللي فات و ناوي ارجع ذكرياتنا هنا واحدة واحدة سيبي نفسك ليا خالص
نادرة ابتسمت بسعادة و هو حضنها
↚
بعد مرور ثلاث سنوات” في معرض الصياد”
في صباح يوم جديد… في آخر أيام شهر رمضان الكريم
نادرة دخلت المعرض مع ياسين و بحر في طريقهم لمكتب حسن، قابلت عامر واقف مع سليمان و هم بيتكلموا في الشغل.
نادرة من وراهم:ازيك يا عامر… سليمان
سليمان :اهلا يا مدام نادرة نورتي المكان
نادرة:تسلم…
عامر بابتسامة:حسن في المكتب…
نادرة:اه ما انا طالعه له….. صحيح متنسوش الفطار بكرا عندنا
:ان شاء الله….
نادرة مسكت ايد ياسين و بحر و طلعت لمكتب حسن…. اللي كان قاعد على كرسيه و بيشتغل باحترافية على اللاب توب و باين عليه انه متغيرش كتير في ملامحه الهادية…
نادرة دخلت هي و الأولاد
ياسين بسرعة و سعادة و هو بيجري على حسن
:بابا…
حسن ابتسم بسعادة و قام من على المكتب و راح لهم
:حبيب قلبه…. وحشتوني
نادرة ابتسمت و هي شايفه بيحضن الاولاد بحب و سعادة
نادرة :امم من لقا احبابه نسي أصحابه…
حسن بصلها و ابتسم :
و الله؟! ايه اللي جابكم…. و بعدين جيتك ازاي
نادرة:بتاكسي و بعدين هو أنت مكنتش عايزنا نيجي و لا ايه؟
حسن مسك ايدها بحب :
اكيد مقصدش كدا… انا اقصد انتي خرجتي انتي و الولاد من غير ما تكلميني كان ممكن تتصلي و انا ابعتلك حد يجيبك…. و بعدين دي احلى مفاجأة
بحر بابتسامة:بابا…..هاخد ياسين و نلعب تحت
حسن :ماشي يا حبيبي بس متخرجوش برا
ياسين :حاضر يا بابا…
مسك ايد بحر و خرجوا….
حسن ابتسم بحب و هو بيقرب نادرة منه و ببحاوط خصرها بسعادة:
:وحشتيني اوي….
نادرة بابتسامة و هي بتظبط له باقة قميصه:
أنت كمان وحشتني يا حسن ….
حسن بابتسامة:قوليلي بقا سر الزيارة دي
نادرة؛ كنت عايزاه فلوس الصراحة…. هنعمل كحك للعيد أنا و جليلة و والدتك و مرجانة هنتجمع كلنا في البيت كمان شوية عند جليلة و هنعمل
حسن :و ليه تتعبوا نفسكم ما أنا ممكن اجيبلكم جاهز و بعدين هو أنتي ناسية أنك حامل و مش ناقصين فرهده…. و بعدين أنا سايبلك الكريدت كارت في البيت
نادرة بحماس
:أولا دا مش تعب لان جليلة متعوده تعمل في البيت و احنا كنا ناوين نعمل لماما دعاء بس هي قالت إنها هتيجي و تعمل معانا و نتجمع…. و الولاد مبسوطين و عايزين ينقشوا الكحك…. فاضل ست أيام على العيد..
ثانيا بذمتك دا شكل واحدة حامل يا حسن أنا دلوقتي في السادس و اللي يشوفني يفتكر اني عندي انتفاخ
و اقولك سر أنا من وقت ما عرفنا اني حامل في بنت و أنا الفرحة مش سيعاني يا حسن و متقلقش عليا جليلة مش هتخليني اعمل حاجة صعبة…
ثالثا بقا الصراحه الصراحة انا بتلكك علشان اجيلك قولت اطب عليك كدا اقفشك احسن تكون بتلعب بديلك كدا و لا كدا
حسن بابتسامة:طب بذمتك أنا ممكن اعمل حاجة كدا و لا كدا و انا معايا واحدة زي القمر كدا
نادرة بابتسامة :ماشي هصدقك هات بقا فلوس
حسن :ماشي يا ستي…. اتفضلي
نادرة اخدت الفلوس و حطيتهم في الشنطة
؛ حسن بقولك ممكن تجيب فطار معاك النهاردة و أنت جاي علشان ممكن نقضي معظم اليوم عند جليلة و مش هلحق اعمل حاجة
حسن :حاضر يا ستي… عايزين تفطروا ايه؟
نادرة:أنت نفسك في ايه؟
حسن :بصراحة أنا نفسي في حاجة بس من ايدك انتي…. نفسي في ورق عنب من اللي انتي بتعملي و مكرونة بالبشاميل و طاجن بامية خارج من الفرن بتعملي اكل حلو اوي
نادرة بحزن :
و الله هكون مشغولة معاهم مش هلحق اروح و أعمل
حسن بسرعة :انتي هتزعلي و لا ايه يا حبيبتي اهدي مش كل حاجة توترك كدا و بعدين عادي هجيب اكل وانا جاي معايا
نادرة بشهية مفتوحة
:عايزاه كريب…. عايزاه اتنين ليا لوحدي و خليه يحط جبنه كتيررر و أربعة شاورما و طومية و مخلل
و هات لياسين بيتزا سي فود و بانية
ولبحر برجر بس متنساش ميحطش فلفل اسود فيه خالص بحر عندها حساسيه
حسن:طب بقولك ما انا عندي حل تاني
انا ممكن اسيب الشغل بدري و اروح اعملكم فراخ و ملوخية خضراء و شوربة لسان العصفور و اعمل انا لبحر البرجر و كمان البيتزا لياسين…
نادرة بنظرة مخيفة:
حسن أنت كل دا بتعمل أنك موافق انك هتجيب اكل من برا و بتسايرني بس كأني عيلة صغيرة هتضحك عليها و تروح تعمل اكل بيتي…و مشكلتك مش مع بحر و ياسين بدليل انك عايز تعمل اللي هم عايزينه
حسن؛ بمختصر المفيد كدا اه
نادرة الدكتورة قالت إن اكل المحلات مش كويس ليكي حتى لو متأكدين من نضافته لكن انا مش هرتاح يا نادرة و بعدين خلينا نتطمن
و نعدي فترة الحمل دي و الصيام و بعدها هعملك كل اللي انتي عايزاه ما هو مش كل يوم تاكلي من برا صدقيني غلط علي صحتك
نادرة؛ طب أنت هتسيب الشغل فعلا
جسن:ياستي مفيش مشكلة همشي بدري ساعتين و كل حاجة موجودة في التلاجة هروح اظبط كل حاجة و لو خلصت هاجي اخدك انتي و الولاد….
نادرة بابتسامة حنونة؛ ماشي يا أبوعلي…. ربنا يحميك لينا يا حسن
حسن ابتسم بحب و باس رأسها :
ياله علشان اوصلكم و اللحق ارجع اكمل اللي ورايا…
نادرة بسرعة :يا حسن مش لازم تتعب نفسك كل ام اجيلك توصلنا و تسيب الشغل
حسن:اعمل ايه متجوز قردة…
نادرة ضحكت و هو اخد مفاتيح العربية بتاعته و خرج معها…. وصلها لبيت الحج موسى هي و الأولاد و سلم عليهم و رجع المعرض تاني
بعد ساعة تقريباً بعد أذان الضهر
نادرة خرجت من اوضتها بعد ما صلت، كانت جليلة و دعاء بيتكلموا عن واحدة جارتهم، مرجانه
جايه من المطبخ و هي شايلة حلة فيها سمنه سخنة للكحك
نادرة قعدت جاانبهم بحماس و هي سامعهم بيتكلموا
و بدأت تتكلم معاهم في الموضوع و هم بيعجنوا الكحك و بحر و ياسين و مالك ابن مرجانة قاعدين بيلعبوا
و بينقشوا الكحك و هم بيضحكوا رغم انهم مش بيعرفوا لكن كانوا فرحانين
في المعرض
حسن وصل المعرض ركن عربيته و دخل… كان فيه بنت من اللي شغالين في المبيعات بتبصله و هي واقفه جانب صحبتها
منار:بقولك يا ندى انتي تعرفي ايه عن استاذ حسن صاحب المعرض…
ندى بجدية و استغراب؛ بتسألي ليه؟
منار بابتسامة خبيثة:
أصله بصراحة عجبني اوي… شاب ناجح و وسيم و غني
ندى بحدة؛ أنتي بتقولي ايه يا منار؟ هو احنا جايين المعرض نشتغل و لا نعاكس
ركزي في شغلك و اهدي على نفسك دا راجل متجوز و عنده اولاد و كل الموظفين بيقولوا انه بيحب مراته فاهدي احنا مصدقنا لقينا مكان نشتغل فيه و بمرتبة محترم و مع شخص بيراعي ربنا في تعامله مع الناس و انا مش عايزاه اخسر شغلي ….
منار:و أنا عملت ايه يعني يا ندى و بعدين بلاش دماغك تروح بعيد انا قصدي خير لينا… و بعدين أنا بس بسألك عادي
ندى :مش واضح انه عادي بس انا هريحك علشان تعرفي ان اللي انتي بتفكري فيه دا مينفعش
استاذ حسن كان بيشتغل ميكانيكي بسيط جدا قبل حوالي سبع سنين اللي سمعته انه اتجوز مراته مدام نادرة و هو لسه ميمكلش غير ورشة ميكانيكة صغيرة
اتحبس ظلم في قضية مخد”رات و بعد مدة طلع براءة و كمان استاذ سليمان مدير الحسابات دا بقا دماغه عوقر ذكي جدا و اتصحبوا في السجن…. كان عنده مشاكل في أول حياته بس مع الوقت قدر يفتح معرض لقطع غيار السيارات هو و استاذ عامر و بعد مدة فتح معرض العربيات دا و عنده دلوقتي فرعين كمان بيديرهم هو و مستر عامر و غير انه ناوي يفتح مصنع لصناعة السيارات اللي فهمته انه شخص طموح و بدا من الصفر
و لسه لحد دلوقتي عايش هو و مراته و اولاده في شقتهم في الانفوشي في ناس قالوا انه بخيل و محبش يشتري شقة علشان يوفر
بس اظن ان الكلام دا غلط جدا
لأن هو كريم جدا مع كل الموظفين و بيدي علاوات للي بيشتغلوا بضمير و لو بصيتي لمراته و اولاده تقريباً مش محتاجين حاجة
منار:اومال ليه مشتراش بيت تاني
ندى :الله اعلم بس ممكن يكون مرتبط بشقته في ناس كدا بتحب يفضلوا في المكان الدافي اللي بيجمعهم بذكريات عمرهم…
ثانيا بقا كل الكلام اللي انا قلته دا معناه ان بيحب مراته و أنها استحملت معه من اول ما بدا من الصفر لحد ما بقا اسم الصياد ليه هيبه في السوق و لسه بيكبر
و معناه كمان ان استاذ حسن مش هيفكر يبص لأي واحدة
منار بخبث:طب بذمتك انتي عارفة عنه كل المعلومات دي ليه و لا انتي كمان فكرتي فيه
ندى بحدة:احترمي نفسك يا منار انا متربية و بعدين الكلام دا كله انا عرفته و انا بدور علي شغل لان بابا عمره ما يرضى يخليني اشتغل في مكان مديره شخص مش كويس
و بعدين ياريت تعدلي لان أنا حقيقي بدأت ازهق من الاسلوب دا و ياريت تهتمي بشغلك لان انا مش هعمل شغلي و شغلك
انا عاملة حساب أنك بنت خالي بس لحد كدا و استوب
منار بضيق:انتى بتعيرني علشان خلصتي ليا كم حاجة كنت مكسلة اخلصهم
ندى؛ لا مش بعايرك يا منار بس مش عايزاك تخسري الوظيفة دي على العموم ربنا يهديكي انا هروح اسلم الملف دا لمستر أسلام
منار لنفسها :مستر اسلام ماشي ياختي خليكي في خيبتك إنما أنا مش هتهدا الا لما أوقعه و ساعتها مش هحتاج الوظيفة دي
ندى خبطت على مكتب اسلام
↚
“اسلام دخل معهد تجاري و ساب شغل النقاشة من وقت طويل جدا بعد ما حسن فتح معرض قطع الغيار و طلب منه يكمل تعليمه و يشتغل معاهم و فتح كان بيشتغل و قت دراسته في المعهد لكن في مكان بسيط و بعد ما خلص حسن كلفه بمهام اكبر و مع الوقت اسلام اثبت كفائته و انه ذكي في إدارة الشغل…..
ندى بحرج:مستر اسلام الملف اللي حضرتك طلبت مني اخلصه….
اسلام بابتسامة:بالسرعة دي يا أستاذة ندى و الله مكنتش متخيل
ندى بحماس؛ أنا بحب اخلص شغلي على طول علشان ميحصلش اي تأخير من ناحيتي….
اسلام باعجاب:انتي انسانة ملتزمة و ناحجة و أنا حاسس أنك قريب ان شاء الله هتكوني في المكان اللي تستحقيه… ربنا يوفقك يا ندى
ندى :شكرا بعد اذن حضرتك…..
خرجت من المكتب و هو ابتسم بسعادة و كمل شغله و هو بيفكر في موضوع الارتباط… سكت و رجع بالزمن حوالي سبع سنين اول مرة شاف حسن فيها
قبل خطوبة حسن و نادرة و بالتحديد يوم خطوبة نغم صاحبة نادرة
وقتها اسلام كان بيختلس النظر للبنات اللي بيغنوا و يرقصوا
و يومها حسن مسكه…. يمكن من اليوم دا حياته اتغيرت لقى شغل و بدا حياته
وقفته مع حسن وهو في السجن خلت حسن يثق فيه و يعرف انه شاب جدع يعتمد عليه و علشان كدا قرر ياخده يشتغل معه و اسلام حياته بالكامل اتغير من شاب صايع مش لقى شغل و مش عارف هو هيعمل ايه
لشخص بدا يحدد مستقبله هو بس كان محتاج حد يمسك بايده و يساعده و حسن ساعده بدون مقابل……. لاننا مش عايشين في الحياة لوحدنا… لأننا عايشين وسط ناس كتير لازم نساعدهم و هم بيساعدونا و بيمسكوا ايدنا لبر الأمان…..
فاق من شروده، اخد الملف بسرعة و قام خرج راح لمكتب حسن
حسن:ادخل
اسلام بسرعة:محتاج اتكلم معاك
حسن ابتسم ساعات بيحس ان اسلام ابنه رغم ان فرق السن بينهم حوالي عشر او تسع سنين
:ادخل يا ابني ما انا خلفتكم و نسيتكم
اسلام بسعادة:دا انت الخير و البركة يا كبر بقولك ايه… انا عايز اتجوز
حسن :افندم و انا مالي ما تروح تخطب و بعدين دا مكان شغل
اسلام :حسن انا كنت عايزاك تيجي معايا أنت عارف انا والدي توفي و معنديش خلفية بالحاجات دي…. انا الحمد لله قربت اشطب شقتي و الحمد لله عندي مدير قمر بيقبض مرتب كويس يعني انت فاهم بقا عايز اكمل نص ديني
حسن :فيه حد في دماغك و لا جاي تقولي الفكرة العبقرية دي كدا من الباب للطق اللي هو ادورلك انا على عروسة حد قالك اني خاطبة
اسلام بسرعة:لا و الله انا خلاص قررت و عارف مين صاحبة النصيب بس يارب هي توافق بص هي الصراحة كدا ندى اللي معانا
حسن :البنت اللي اشتغلت هنا هي و بنت خالها من سبع شهور تقريباً
اسلام :ذاكرتك الله اكبر
حسن:قل أعوذ برب الفلق….
اسلام:مش بحسدك و الله بس ايه رايك فيها
حسن :رأي فيها ايه هو انا اعرفها بس ندى بنت مجتهدة و بتحب الشغل و واضح انها محترمة و في حالها…
اسلام:حلو اوي يعني انت موافق؟
حسن بغيظ؛ يا ابني متجلطنيش هو انا اللي هتجوزها و لا انت و بعدين خد رقم ابوها و لو أنا رايد الحلال فأنا معاك و الجواز قسمة و نصيب…
اسلام بسعادة :تسلم يا حسن اللهي يارب يحققلك اللي بتتمناه و يفرحك باولادك يارب و تيجي القمر الصغيرة على خير يارب…
حسن بود:يارب…. ياله روح على مكتبك
اسلام :لا دا انا اصلا جايلك في شغل… دا الملف بتاع توكيل العربيات….
حسن :ايوة كدا هات وريني….
يدوا يتكلموا في الشغل و حسن بيقوله يعمل ايه….
حسن وصل البيت على بعد صلاة العصر
كان ساب المعرض و امر الموظفين يمشوا بدري النهاردة…..
دخل غير هدومه كان البيت هادي دخل المطبخ و بدا يعمل الفطار بيطلع الخضار يغسله و الفراخ من الفليزر و بدأ يجهز الاكل رغم انه تعبان من الشغل…..
كان ناوي يخرج و يروح يجيب نادرة لكن لقى الباب بيتفتح و هي داخله مع الاولاد و الحج موسى
حسن كان لابس مريلة المطبخ، موسى بصله و ضحك
حسن بسرعة و مرح:بنتك اعمل ايه بقا..
موسى بابتسامة :المشكلة انها بنتي و انا عارفها…. ياله اسيبكم انا بقا و الحق امشي قبل الاذان
حسن :استنى بس يا حج تمشي فين انت هتفطر معانا…. ما تقولي حاجة لابوك يا نادرة و بعدين دا انا اللي عمل الاكل لازم تدوق و تحكم
موسى بود:معليش يا ابني انا بحب افطر في البيت على فكرة والدتك و اختك انا وصلتهم لحد البيت و ادي مراتك كانت هترن عليك تيجي تأخذها بس أنا اصريت اوصلها علشان اطمن عليها…..
حسن بمرح و هو بيبوس بحر من خدها و بيشيل ياسين
:يعني هو انت مش مطمن عليها معايا؟
موسى :بطل تلاعبني بالكلام يا إبن الصياد…
حسن:صحيح يا حج ايراد المعارض جاهز ما تخليك نفطر سوا و اقعد معك اوريك الكشوفات و نراجع الحسابات سوا و تاخد ايراد الشهر…
موسى بثقة :أنا ماليش دماغ للحسابات و بعدين انا واثق فيك و سبحان الله من ساعة ما مسكت الشغل و الايراد زاد الطاق اتنين غير المشروع اللي عملته لتجهيز العرايس ربنا هيبركلك يا حسن لأنك بتعمل حساب الغلابة عارف لما عديت على المعرض امبارح بالصدفة لقيت واحدة اول ما شفتني فضلت تدعيلي و قالت إنها قدرت تجهز بنتها بسبب تخفيض الأسعار اللي بتعمله ليهم
حسن ابتسم بود:
في أهالي بتجهز عيالها و في شباب هم اللي يجهزوا نفسهم بنفسهم يبقى لازم نساعدهم و طبعاً لولا انك سمحت ليا اعمل كدا مكنش هيبقى ليا حق التصرف
موسى ابتسم و هو بيربت على كتفه بحب و كأنه ابنه مش جوز بنته… قرب من نادرة و بأس رأسها
:خالي بالك على نفسك
نادرة:متقلقش عليا يا حبيبي…
موسى ابتسم و هو مطمن عليها و مشي
ياسين بحماس:بابا انا نقشت معاهم الكحك
بحر :و أنا كمان عملته على شكل ورقة شجر
ياسين :يا ماما ورى بابا اللي احنا عملناه
نادرة دموعها نزلت بدون سبب… حسن حضنها و هو عارف انها تقلبات مزاجية بسبب الحمل….
:خلاص فكي بقا هعملك اللي انتي عايزاه..
نادرة :انا مش عارفه انا بعيط ليه؟
حسن بمرح:فاهم يا ستي و متضغطيش نفسك ياله اقعدي و انا هحط الاكل على السفرة….
نادرة سابت العلبة اللي كانت شايلها فيها الكحك و حسن اخدها و فتحها
:ريحته حلوه اوي….
ياسين بابتسامه :انا عملت دي
حسن:جميل كله يا حبايبي بس ياله ورانا شغل تعالوا ساعدوني
بحر و ياسين دخلوا وراه المطبخ و بدوا يساعدوه
بعد الصلاة
نادرة عملت الشاي و طلعت لهم كان حسن بيعمل الواجب مع بحر اللي امتحانها بعد العيد و بيتابع ياسين اللي بيكتب و هو مبسوط ان ابنه بيعرف يكتب قبل ما يدخل المدرسة لسه…. ياسين خمس سنين و نص
نادرة:الشاي و الكحك… دوق بقا و قولي رأيك؟
حسن:بصراحة ريحته تجنن…..
نادرة:حلو دوق بقا….
حسن قعد معاهم لحد ما سمع العشاء بتاذن…
حسن:ياله يا ياسين نصلي التراويح
ياسين:حاضر يا بابا….
حسن ابتسم و اخده على كتفه و خرج من البيت و نادرة قامت اتوصت هي و بحر علشان يصلوا.
بعد الصلاة
بحر كانت بتغسل المواعين… اطباق قليلة هي اللي أصرت تغسلهم علشان نادرة ترتاح
عملت لها مشروب دافي و شغلت لها التلفزيون
نادرة كانت مندهش من تصرفات بحر اللي تعتبر نسخة من حسن في حنيته، رغم أنها عندها حوالي 12سنه الا أنها واخدة منهم حاجات كتير و اهمها انها تاخد حقها و تعتمد على نفسها
حسن طلع من المسجد و راح لوالدته و فضل قاعد معها حوالي ساعة و نص
كان بيحاول يقنعها تيجي معه و تعيش معاهم لكن هي مكنتش عايزاه تسيب البيت و انه كذا كدا بيروح لها كل يوم يبقى مفيش داعي انها تنتقل للعيش معاهم…
رجع البيت بعد مدة
لقى بحر بتتفرج على مسرحية بأس رأسها و ساب ياسين يتفرج معها و هم بيتخانقوا هيتفرجوا على اي….
دخل اوضته و هو هلكان… نادرة كانت حاطة صندوق الذكريات على السرير و بتكتب حاجة في مذاكرتها…. ابتسمت و هي شايفه داخل
حسن:اخبار الجميل بتاعي اي؟
نادرة بحب:بخير الحمد لله…
حسن:هاتي لي اللاب توب بالله عليكي عايز اخلص شوية شغل
نادرة بحزم :لا و ممكن تنام على بطنك
حسن بشك:اشمعني؟
نادرة:هعملك مساج اكيد تعبت النهاردة…
حسن عمل زي ما هي بتقوله و بدأت تعمله مساج و غصب عنه نام من التعب… نادرة بصتله و ابتسمت غطته كويس
و خرجت تطمن على الولاد…
نادرة:معاد النوم…
بحر :شوية كمان يا ماما ارجوكي
ياسين:ايوه شوية صغيرين الحلقة قربت تخلص…
نادرة:لا و ياله علشان السهر غلط عليكم
ياسين ببراءة :يا ماما شوية صغيرين بس…
نادرة :ماشي بتتفرجوا على اي
بحر :بيتر بأن….
نادرة :هتفرج معاكم و يخلص ننام ماشي
قعد معاهم يتفرجوا عدي وقت طويل و نادرة هي اللي بتتفرج على الكرتون معاهم
↚
من قال إن الصواع قد سُرِقْ .
نحن وضعناه في رَحْلِ مَنْ نود لِقاءه
جلال الدين الرومي
بعد شهر و بالتحديد قبل ولادة نادرة بيومين
في المستشفى
نادرة كانت خايفة و متوترة بعد ما عرفت أنها هتولد قيصري، حسن كان قاعد جانبها و هي ماسكة في ايده بقوة و توتر
نادرة للدكتورة:
يا دكتور هو ليه حضرتك مصممه على موضوع القيصري دا، أنا بصراحة قلقانة هي مش كويسة
الدكتورة بابتسامة؛ اهدي يا نادرة أنتى سالتي السؤال دا عشرين مرة تقريباً من وقت ما جيتي المستشفى، بس ياستي لو وضعية البنت اتغيرت هيبقى الولادة طبيعي لكن في الغالب هتبقى قيصري و دي ساهلة و بسيطة خالص بس متتوتريش كدا
أنا هسيبك دلوقتي ترتاحي و هعدي تاني عليكي و ياريت تهدي…. بعد اذنكم
خرجت من الاوضة و سابتهم
نادرة بسرعة:أنت هتكون معايا في العمليات المرة دي يا حسن أنا بقولك اهوه… المرة اللي فاتت كنت محتاجك معايا مش هتسبني ادخل لوحدي فاهم…
حسن بابتسامة:حاضر يا بنتي و الله بس بالله عليك اهدي يا نادرة أنا اتوترت بسببك… و بعدين هي مش أول مرة
نادرة بغيظ :ما أنت مجربتش الولادة من حقك تقول أكتر من كدا
حسن بمرح:حظك بقا…. بقولك تعالي نغير الموضوع قوليلي هنسميها اي؟
نادرة بلامبالة و ضيق :مش أنت اختارت أسم زمرد من زمان من قبل ما نخلف ياسين أصلا بتسألني ليه دلوقتي
حسن :أنتي لسه فاكرة دا عدي ست سنين تقريباً
نادرة:ما هو انا فاكرة علشان فيه حاجات مش بتتنسي يا حسن…. فاكرة علشان مش عايزاه اسميها زمرد هو الاسم حلو بس مش
حسن :نفسك تسميها ايه؟
نادرة :حورية…. حلو الإسم دا و كمان أنا اختارته مع ياسين و بحر حلو مش كدا
حسن :حلو…. يعني نتفق عليه
نادرة:بجد!
حسن:ايوة طبعا حورية حسن الصياد
نادرة ابتسمت بسعادة… الباب اتفتح و بحر دخلت مع ياسين و جليلة
جليلة:ازايكم يا ولاد….
نادرة:بخير الحمد لله.. هو بابا فين؟
جليلة؛ في المعرض…
نادرة :ماشي
جليلة:مالك قالبه وشك كدا ليه
نادرة:لا أبدا مفيش…. بقولك أنا عايزاه اتكلم معاكي شوية لوحدنا
حسن:طب هخرج و اسيبكم ياله يا ولاد
ياسين :يا بابا مش أنت قلت ان النونو هتيجي قريب…. أنا بقالي كتير مستنيها
حسن :لسه شوية تعالوا بقا نطمن على تيتة و نرجع تاني
خرجوا من الاوضة و فضلت جليلة و نادرة اللي كانوا بيتكلموا
جليلة:عايزه تقولي ايه و مكسوفة تقوليه أدامه
نادرة :لا مش عايزاه اقول حاجة أنا أتكلم معاكي لوحدنا محتاجة نرجع نتكلم تاني مع بعض كتير زي الاول تعرفي أنك وحشتيني اوي و خناقتنا وحشتني يا جليلة
جليلة بتاثر:مالك يا بت بتتكلمي كدا ليه
نادرة:عشان دي الحقيقة…. عارفة أنا نفسي اوي نرجع لوقت ما كنا دايما نتخانق و وقت ما اقوم من النوم الاقيكي واقفه فوق دماغي علشان اقوم…. أنا اكتشفت مع الوقت أنك اكتر حد مهم في حياتي أنتي و بابا
كل ما الوقت بيعدي و بحس اني بعيدة عنكم بحس اني عايزاه اعيط و خايفه يجي اليوم اللي نفارق فيه بعض…. وقت ما بابا تعب انا كنت مرعوبه كنت خايفه يسبني و انا من غيره اضيع مهما كان حب حسن ليا فهو عمره ما هيقدر يعوضني عنكم و دا اللي مزعلني
نفسي ارجع لايامي معاكم و في نفس الوقت مسبوش
جليلة ابتسمت بهدوء و مسكت ايدها :
بس دي سنة الحياة يا نادرة، اي بنت عايشة في بيت أبوها بيكون تفكيرها في حياتها بعد الجواز و هل هتقدر تشيل مسئوليه و لا لاء و لما بتتجوز و تكون اسرتها بتحن لبيت ابوها و أيام ما كانت عايشه على حريتها بدون ما تحس انها مسئولة بحد تاني لازم تاخد رأيه في كل حاجة تقريباً
بس لازم تكوني واثقه و عارفه اننا دايما معكم و موجودين في قلوبكم حتى لو مشينا و سبنا الدنيا دي أحنا معاكم
نادرة:بس انا خايفه يجي اليوم الي احس فيه اني لوحدي
جليلة:مش هيحصل لأننا معاكي كل الناس اللي بيحبوكي و عمرهم ما هيسبوكي يا حبيبتي لو فضلتي ماسكه فيهم بايدكي بقوة اوعي يا نادرة يجي اليوم اللي تتخلى فيه عن حد حبك امسكي في كل اللي حواليكي و هم عمرهم ما هيتخلوا عنك…. ربنا يسعدك يا نادرة و تفرحي ببنتك يارب
نادرة حضنتها بقوة و غمضت عنيها :
أنا بحبك أوي يا مرات ابويا
جليلة بغيظ:يا بت عايزه اسمع كلمة أمي منك
نادرة كانت ماسكه فيها :هتصدقني لو قلتلك أنك فعلا أمي
كفاية أنك اتحملتي مسئولية بنت مش بنتك و ادتيها حب الدنيا و عمرك ما قسيتي عليها
جليلة :خلاص بقا انتي هتعيطي و لا ايه هدي هرموناتك علينا….. ياله أنا عملتلك اكل من البيت
نادرة بسرعة:بس التمريض مانعين الاكل دا و بيجبولي اكل هنا ميتكلش
جليلة:اه ما انا عرف و بعدين انا قافله الباب كويس ياله كلي دا أنا اللي عمله اصل بصراحة لما دوقت اكل المستشفى كنت هتعب قلت ربنا يكون في عونك…
نادرة:طب اتاكدي ان مفيش حد بسرعة أنا جعانه اوي
جليلة:حاضر….
بعد يومين
حسن خرج من العمليات و هو دايخ و مندهش، كلهم كانوا واقفين برا
حسن بصدمة
:هي الولادة كدا…. هي الولادة كدا
دعاء :مالك يا إبني؟
حسن بتعب :دوخت حاسس ان الدنيا بتلف بيا… فتحوا و شالوا اععااا
جليلة بصتله بلامبالة
صحيح و انتم تعرفوا ايه عن الولادة المهم نادرة كويسة و البنت؟
حسن:اه اه تقريباً
موسي :مالك يا جدع اجمد كدا
حسن سند دراعه على كتف الحج موسى و هو لسه مصدوم :
اصلك ماشوفتش اللي انا شوفته دول فتحوا و طلعوا رأس… انا عايز ارجع
عامر ضحك بمرح
و مين سمعك انا كان هيجرالي حاجة لما شفت ياسمين بتولد
حسن:خلينا نروح نطمن عليها…
كانوا واقفين ادام اوضة نادرة و حسن بدأ يفوق
الممرضة كل شوية تدخلها تطلب منها تقوم و تتحرك لكن نادرة كانت متضايقه منها
نادرة بحزن:هم مستقصدني ليه يا حسن كل شوية تقولي قومي امشي و تحط ايدها على بطني بطريقه مخليني قرفانه من نفسي و منكم
حسن :معليش يا حبيبتي بس دا الدكتور اللي طالب منها كدا و دا علشان مصلحتك
نادرة بدموع :انا مش هعمل حاجة غير لما يجبوها اشوفها هم اخدوها فين يا حسن؟
حسن:دكتور الأطفال قال لازم يطمن عليها معليش اهدي و شوية و الممرضة تجيبها
نادرة بسرعة:أنت شفتها؟ شبهك و لا شبهي لون شعرها ايه و عيونها و….
حسن بمقاطعه:اهدي يا نادرة أنا مشوفتهاش بصراحة بعد العمليات كنت دايخ و مقدرتش
نادرة بصتله و عيونها مليانه دموع و حزن غير مبرر
:علشان تعرف أنت عملت فيا ايه…. أنا خلفت اتنين أنت كنت عايز تلاته على جثتي يا حسن هو الحمد لله اوي كدا
انا مش حمل خلفه تاني أنت فاهم و ربنا يحميهم أنت فاهم عايز تخلف روح اتجوز إنما انا خلاص كدا أخرى
حسن ضحك غصب عنه:بذمتك لو اتجوزت ترتاحي
نادرة:اه لما اقت”لك أنت و هي هبقي مرتاحة ابق فكر بس يا حسن و الله لولا اني مش قادره اتحرك كنت زعلتك
حسن حضنها و بأس رأسها :
حمد الله على السلامة يا نادرة….
↚
نادرة غمضت عنيها و حطت راسها على صدره
الممرضة دخلت و اتكلمت بجدية:
يا استاذ حسن لازم المدام تقوم و تتحرك كدا غلط علي الجرح
نادرة بدموع:خلي الوليه دي تمشي يا حسن هي مستقصدني و الله
الممرضة بابتسامة :صلي على النبي … انا قصدي مصلحتك بس صدقيني دا غلط عليك لازم تتحركي
نادرة:انتم اخدتوا بنتي فين؟
الممرضة:واحدة زملتي في التمريض هتجيبهالك دلوقتي الدكتور بس كان بيطمن انها بصحة كويسه و الحمد لله كويسه و زي القمر
نادرة بتهور و سعادة :بجد طب هي شبهي و لا شبه اوعي تقولي انها شبهه اصل ياسين طالع شببهه برضو هو انا ماليش نصيب انهم يكونوا شبهي و بعدين ليه ياخد منه الشبه مع اني اللي حملت تسع شهور منقصوش يوم و انا اللي خلفت و رضعت و كبرت و…
بصت لحسن و كملت كلامها بدون تفكير
؛ أنت بتعمل فيا كدا ليه يا حسن ليه كلهم يبقوا شبهك….. حتى بحر بقيت شبهك في أفعالها
حسن بص الممرضة بحرج و هي ابتسمت و خرجت :
اعمل ايه دلوقتي….. تقريبا لسه متخدره انتي معندكيش فرامل للسانك
الممرضة التانية دخلت و هي شايله البنت، نادرة اول ما شافتها ابتسمت و حاولت تتعدل لكن اتوجعت…. حسن ساعدها و هي اخدت البنوته منها بسرعة
حضنتها بحنان و هي حاسه بدفي، ابتسمت بسعادة و هي بتمسك ايد بنوتتها الصغيرة جدا، دموعها لمعت في عنيها بسعادة
حسن حضنهم و هو بيلمس خدها بحنان
نادرة :دي صغيرة اوي يا حسن و جميلة اوي أنت عارف انا بقالي اد ايه نفسي يبقى عندي بنوته من قبل ما نتجوز و انا نفسي يكون عندي بنت صغنونه اوي كدا…..
حسن :ربنا يحفظها و يحفظهم كلهم يا نادرة المهم دلوقتي هاتي بقا ننيمها هنا و تمشي شوية
نادرة:سيبها في حضني شوية و الله والله هقوم بعدها
ياسين و بحر دخلوا الاوضة و هم فرحانين
ياسين :ماماااا انا عايز اشوفها
بحر بسعادة : و أنا كمان
حسن ابتسم و طلع ياسين على السرير و بحر طلعت من الناحية التانية و الاتنين بصوا حورية اللي بتفتح عنيها ببطي و كأنه بتبصلهم
بحر بابتسامة :دي حلوه اوي يا ياسين ….
ياسين:دي شبه ماما جميلة اوي بس مش هتبقى جميلة زيك يا بحر
بحر ابتسمت :لا دي جميلة اوي بسم الله ماشاء الله….. هنسميها ايه
نادرة :حور…. حورية
ياسين بضحك:يبقى حورية و بحر…
حورية البحر علشان يكملوا بعض
حسن ابتسم بحب و باس راس نادرة و اخد البنت حطها في السرير و ساعد نادرة تقوم و تتحرك معه رغم أنها كانت بتعيط من الوجع لكن كانت بتمشي ببطي و هي ماسكه فيه بقوة…. العيلة كلها دخلت واحد وراء التاني
بعد مدة
رجعوا البيت كلهم و معاهم جليلة و دعاء اللي فضلوا مع نادرة طول الوقت
نادرة نامت و هي حاضنه حورية
بعد اسبوع و نص تقريباً
كانوا بيحتفلوا بسبوع حورية في وسط فرح و سعادة
كل العيلة جيت و أطفال العيله و اصحابهم
و اسلام هو و ندى اللي حسن خطبها له من شهر تقريبا
اسلام كان واقف جانبها و هو فرحان و بيغنوا كلهم.. ندى متنكرش انها اتفاجت لما طلب ايدها لكن كانت حاسه انه انسان كويس و قررت توافق بعد موافقة والدها و رغم ان حسن طرد بنت خالها منار المعرض لما بدأت تعمل تصرفات تضايقه
الا ان ندي اتمسكت بشغلها و حسن اشاد بيها انها شاطرة
اخت ندى الصغيرة كانت واقفه جنب اسلام مش مدياله الفرصة يتكلم معها لكن كان عارف انه دخل بيت ناس يعرفوا الأصول و بنت محترمة هتحافظ عليه
مينا :الف مبروك يا حسن يتربوا في عزكم
حسن:الله يبارك فيك يا حبيبي ….
سمارة كانت واقفه جنب سليمان و كل ما تحاول تهز وسطها مع الاغاني يبصله بنظرة تخليها تقف زي الف
و حقيقي وصلت لمرحلة اللي بقيت تحس فيها بالرضا عن حياتها و بتحمد ربنا على حب سليمان ليها و رغم الماضي لكن عمره ما جرحها بكلمه و لا فتح موضوع فريد و علاقتها القديمة بالكبارية….
تبارك و جوزها كانوا فرحانين لحسن و نادرة
مرجانة بصت لمالك إبنها الكبير و هو بيتكلم مع بحر و بيخانقوا راحت ناحيتهم باستغراب
مرجانة:في ايه يا ولاد بتتخانقوا ليه
مالك بحدة:يا ماما انتي مش شايفه الجيبه بتاعتها ضيقه ازاي… بقولها تدخل تغيرها مش راضيه
بحر بعناد شبه نادرة:
مش ضيقه و بعدين أنت مالك
بابا نفسه مقاليش حاجة أنت بقا بتزعق لي بصفتك ايه
مالك بضيق:متعصبنيش يا بحر و ادخلي غيريها
بحر؛ لا مش مغيره حاجة بعد اذنك يا خالتو
مالك : والله لاقول لعمي و اخليه يزعقلك
مرجانه؛ استنى استنى تقوله ايه و بعدين مالها الجيبه دي ضيقه؟! مالك يا حبيبي بطل تتكلم معها كدا دي نسخة من خالتك نادرة يعني مش هتوصل معها لحاجة
مالك:ماشي يا ماما صبركم عليا لما اكبر و انتي يا ست بحر اما نشوف اخرتها معاكي
مرجانة هزت راسها بيأس و هي بتبص له
بعد يومين
نادرة كانت واقفه في المقابر أدام قبر والدتها سنية…. قعدت على الأرض و حطت ايدها على قبرها
:كان نفسي تبقى معايا يا ماما كان نفسي اكبر معاكي اوي و تحضنيني… ارتاحي يا حبيبتي و طمني عليا انا كويسة و بحبك اوي مهما قالوا الناس عنك هتفضلي في قلبي.. انا جيت النهاردة من وراءهم كالعادة سيبت الولاد مع حماتي هي عندي في البيت و جيت علشان اتكلم معاكي
أنا عندي بنتين دلوقتي بحر و حورية الاتنين زي القمر و ياسين واخد كل حاجة من حسن
أنا بقيت كويسة يا ماما….. ارتاحي يا حبيبتي
قامت قراءت الفاتحة و بعض السور و بعد خرجت من المقابر رجعت البيت
في نفس اليوم بليل
نادرة خرجت من الاوضة و هي شايله حورية كانوا كلهم قاعدين أدام التلفزيون و حسن بيخلص شغل على اللاب توب
نادرة قعدت جاانبهم و اخدت الريموت تقلب
بحر:يا ماما عايزين نسمع الفيلم زمانه هيبتدي
ياسين بحماس :ايوة يا ماما زمانه ابتدا… عايزين فشار و شيبسي
نادرة بحنان:وطي صوتك يا حبيبي براحة أختك بتخاف من الصوت العالي
حاضر هعملكم اللي عايزنه شغلوا الفيلم و انا هاجي على طول بس خلوا بالكم من حور
أبتسموا و هي قامت تعمل الفشار، كانت سرحانة حست بأيد حسن بتتلف حوالين خصرها و هو ساند على كتفها
:سرحانه في ايه؟
نادرة بابتسامة:و لا حاجة
حسن :طب خدي الشيبسي و العصير و انا هعمل الفشار و اجي وراكي ياله
نادرة :ماشي بقولك انا عاملة كنافه بالقشطه في التلاجة هاتها معاك
حسن:دا شكلنا هنسهر للصبح… حاضر يا ستي
خرجت و هو جيه وراها بعد شوية قعدوا كلهم على الانترية و هم بيتفرجوا على التلفزيون و بياكلوا فشار كلهم جنب بعض في حضن بعض بيضحكوا و بيتفرجوا بحماس عيلة حقيقه
حسن مال على نادرة بهمس:بحبك يا نادرة قلبي
نادرة بابتسامة :و أنا بدوب فيك
مال عليها و بأس خدها
ياسين ضحك و حط ايده على بوقه و هو بيبص لبحر
:احنا مشوفناش حاجة
بحر بمرح و سعادة:خالص خالص يا بابا
نادرة:عجبك كدا يا سي حسن
حسن بسعادة:طبعا عجبني….
ياسين غمر لحسن و بحر ضحكت بحب
“وسندًا صالحًا يا اللّٰه، إن اعوجّت الخطوات أقامها”.
الحب وعد ، والوعد دين ، والدين لا يوفيه إلا الرجال .
نهاية الحكاية…
التعليقات