رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل الثالث
سُرقت الدِماءُ من وجه شيري وهي تطلع لآسر الذي سحب ابنته منها ابتلعت لُعابها نابسة: أنا، ااا،
ارتفع حاجب آسر مُطالعًا إياها ينتظر تبريرها ليشعر بألماسة تسحب يده قائلة: بابا مش أنا سيدة القصر؟ هي بقى بتقول أنها سيدة القصر ليه.
آسر: الماسة سيدة القصر أنتِ عمرك ما هتبقي، و لا سيدة قصر الأسيوطي و لا، الشمراني عشان سيدة القصر هنا الماسة أما الشمراني من على لسان والدك ملاك و بنبرة حاده على تحت و متفكريش تمدي إيدك على الماسة تاني فاهمة.
لتقول بسرعة: فاهمة، فاهمة.
و هبطت بخطوات سريعة و خوف تملكها.
لينظر آسر لصغيرته بحنان و نسى غضبه من زوجته المصونة؛ لتبتسم له الماسة و تحتضنه بقوةٍ و هي تقول: وحشتني يا بابا.
ليرد بإبتسامة و هو يحملها و يتجه للغرفة: و أنتِ كمان يا لولتي.
الماسه: لولتك! مستي قالتلي لولتي انهارده برضوا.
آسر، و هو يضعها على الفراش و يجلس بجوارها: طيب يالا إحكيلي و صحيح شيري كانت هتضربك ليه.
لتسرد له الماسه ما حدث بالتفصيل و تعترفت من قبل أول قلم كما نقول
آسر بلوم: مش كده عيب!
لتبتسم الماسة: أسفة يا بابا صمتت للحظات و من ثم قالت: بس هي بتشتم داده فطيمة!
خلاص أنا هتصرف معاهم هما الاتنين فكك أنتِ مش هتقوليلي عملتي إيه انهارده في المدرسة.
الماسه: امم هحكيلك.
و بدأت تحكي له كل ما حدث معها.
الماسه: و بس يا بوب انكل جه أخدني و روحت عند تيتا و فضلت ألعب معاها و عمو كان هناك و اتغدينا كلنا و صحيح أنتَ عارف أنا حبيت مستي أوي.
آسر: إسمها إيه؟
الماسه: مستي.
آسر: يعني إسمها إيه!
الماسه: معرفش، بص مش فاكرة، هعرف بكره وأقولك…
آسر: ماشي يلا روحي غيري و تعالي نذاكر.
الماسه: ماشي.
آسر: ماشي.
بعد دقايق في غرفة ألعاب الماسة بدأ آسر يذاكر لالماسة و بعد ساعة تقريبًا هبط الجميع للسفر لتناول العشاء و من ثم للفراش جميعهم.
في مكان مخيم بالظلام فتح عيناه و كأن ضوءً أخضر أُنيره بالمكان فعيناه خضرويتان بشكلٍ يآسر أي شخص و ابتسم ابتسامة يتذكر بها الذكريات، فتح ضوء خافت بجانبه؛ ليتضح أنه شخصٌ ما يرتدي ملابس سوداء و قناع أسود؛ لينظر للحائط أمامه و يطلع على صورتهم معًا هو و تلك التي تردي أسود أيضًا و لا يتضح من ملامحها أي شيء هي الأخرة؛ ليغلق ذلك النور و يرجع رأسه للخلف، فتصبح عيناه و إبتسامته واضحتان أسفل ضوء القمر و يبدأ بالتذكر.
Flash Back: سوارين، سوارين، سوارين.
هتف المدعو سوارين بصراخ بها: إيه يا ليريا!
ضحكت وهي تنظر له قائلة بدلال: مفيش، باخد على الاسم بس.
قلب عيناه بملل من طفولتها تلك متشدقًا: أنا غلطان، و الله غلطان أني بشغل طفلة زيك معايا.
رفعت اصبعها السبابة بوجهه متشدقة بحدة مصتنعة: لو سمحت أنا مش طفلة هه.
أطال النظر لها ثم أردف بعدم اهتمام: اللي تشوفيه،
هتفت بخفوت وصل لمسامعه لكنه تجاهلها: بارد!
صمتت لمدة لم تتعدى الدقيقتين ثم عادت تتحدث قائلة: احم، ممكن تفكرني بأسمائنا!
هتف بنفاذ الصبر منها ومن ثرثتها قائلًا: حاضر،
ابتسمت بحماقة تُطالع عيناه الظاهرتان من ذلك القناع قائلة: يحضرلك الخير يا أخويا.
هز رأسه بيأس وضيق شديد يعتليه منها ومن حديثها قائلًا بعصبية ازدادت بحديثه رويدًا: رجعنا لشغل الشحاتة تاني؟!
صمت للحظة يستوعب بقية حديثها ليصرخ قائلًا: مين ده اللي أخوكي يا بت؟!
رغم اعتراضها على لقب بت التي ناداها به للتو لكنها ابتلعت اعتراضها ذلك قائلة: أسفين يا رياسة.
أخذ أنفاسه بتروي يُهدأ ذاته بعدما ألقاها بنظرة باردة بسبب نعتها له ب أخويا أي علاقة أخوية تلك التي تجمعهم؟!
هتف بلغته الأجنبية التي تُحبها هي قائلًا: أنتِ ليريا ميكي أما أنا ف سوارين موري
أطال النظر لها وهي تُحاول استيعاب حديثه قائلًا: حسنًا! أم هناك أية مُشكلة؟!
ظلت تومء له ببطئ ثم أردفت بما كاد يُصيبه بذبحة قلبية أو ما شابه: ليريا مكي، سواريون ميريوي!
لم يستطع قول أي شيء غير كلمة واحدة خرجت عنوةً عنه وحمد ربه أنها لم تكن سِباب: Error!
ضحكت على ملامحه وبوادر الذبحة القلبية التي تعرضها لها وهدأت ضحكاتها رويدًا لتهتف بهدوء عكس الحديث السابق: أنا بشكرك يا سوارين على ثقتك فيَّ وإنك قبلت إني أشتغل معاك، و دربتني كمان.
بادلها الابتسامة بأخرى متشدقًا: ليريا مفيش بينا شكرًا، تمام؟
وتبدلت لكنته للإنجليزية قائلًا: هيا اذهبي للنوم فلدينا مهمة بالغد،
ابتسمت تنسحب من الغرفة متشدقة ب: تصبح على خير يا،
ابتسم يُراقب طيفها وهو يُغادر مرمى عيناه قائلًا: وأنتِ من أهل الخير و أهلي يا L،
لينقضِ الليل سريعًا، و يشقّوا الصحراء بتلك الدراجات النارية معلنين الحرب على إحدى العصابات بالبلد.
بعد القليل مِن الوقتِ بسبب تلك السرعة الفائقة يهبط الإثنان أمام إحدى القصور المُلغمة بالحرّس بل الوحوش فهم ذو قامة ضخمة، و عضلات كبيرة.
ليتسلل الاثنان من سرداب صغير، فمروا بغرف مغلقة، و من ثم باب يأتي من خلفه نور.
فتح سوارين الباب لتضح لنا الرؤية هما بغرفة بالطابق الأرضي للقصر به رجلان ضخمان يقتربان منهما، لم تكن ملامحهم تدل على أي شر.
عادت ليريا للخلف تقف وكأنها تستعد للحرب ولكنها توقفت بدهشة حبنما تحدث سوارين للرجلان قائلًا: خدوها اقتلوها.
نظرت له بصدمة شديدة ليبتسم ساخرًا وهو يوليها ظهره يتحدث لهؤلاء الرجال بجدية وعملية: هو فين دلوقتي؟
أردف أحدهم بعملية هو الآخر وعيناه تنحني عن ليريا:
موجود في الأوضة التانية، و أنتَ طالع السلم زي ما اتفقنا.
أماء متسائلًا كلهم موجودين؟!
أردف الثاني ساخرًا بغمزة: وجاهزين للحبس كمان.
ابتسم سوارين ابتسامة لا تُبشر بأن القادم خيرًا متمتمًا وهو يُكمل خطواته: حلو جدًا الشغل ده،
أوقفه الأول متسائلًا وهو ينظر ل ليريا: ألا لو سمحت يا باشا، هي مين دي؟
تقدمت ليريا ببسمة حمقاء تُعرف عن ذاتها بثقة: ليريا موري.
نظر لها سوارين بصدمة وأردف مصححًا، فمِنْ الواضحِ أنه سيصحح أخطائها كثيرًا: ليريا ميكي!
ضربت جبينها باستذكار قائلة: آه صح ليريا ميكي مساعدة سوارين.
ليقول الرجل الأول: أنتَ مطمن يا ريس لو أنتَ مطمن أنا لاء.
لتضحك ليريا: عيب عليك أنا شاطرة قوي و أعجبك.
سوارين بنفاذ الصبر فهو المخطئ هو من سمح لطفلة بِدخول المخابرات، و العبث في أمورة الشرطة: مش كفاية بقى و نشوف شغلنا.
ليصمت الجميع، و يخرج أحد الرجال؛ لتأمين الطريق و خلفه سوارين و ليريا و خلفهم الرجل الآخر، فيصعد كل منهم السلم بحذر شديد إلى أن وصلوا الغرفة و يعطي سوارين الإشارة بفتح الباب لمن أمامه و للآخر ليعطي إشارة لمن بالخارج و تبدأ الحرب.
فور دخول سوارين و ليريا الغرف بدأت حرب أُخرة نصف من في الغرفة مع سوارين و الآخر ضده؛ ليأخذ سوارين ما أتى لأخذه، و يخرج هو، و ليريا بهدوء، و كأنهم لم يُنشب الحرب بالداخل.
Back.
لتزداد ابتسامته و هو يقول بالإنجليزية: زادى شوقي لكِ L..
أما في بيت البنات
تدخل نورسين، و هي تصرخ بصخب معلنة معاد قدومها: أنااااااا جيت نورت، و الله من غير ما تقولوا عارفة.
الماس بسخرية: خفي تواضع يا أختي ليجرالك حاجة.
بس يا بت يا قرشة مالحتي أنتِ نوووور.
لسه مجتش يا بت.
إزاي!
الماس بهدوء: زي الناس هه.
بس دي قايلة هتيجي بدري، و لما رنيت، و لقيت تيلفونها مغلق قولت تبقى هنا.
الماس: مجتش أقعدى شوية و هتيجى و لو مجتش نبقى نكلمها على رقمها في القسم.
في المستشفى واقف، و بيكلم نفسه: من بعد ما جبت البنت إللِ جوه دي و دخلوها العمليات و محدش طلع طمني و بعدين دي طلعتلي منين دي كمان أنا كان لازم أبقى في البيت عشان إللِ منتظراني دي! أخيرًا ممرضة خرجت و هاخد إفراج و أطير.
و اتجه اتجاه الممرضة و هو يقول: لو سمحتِ هي عاملة أي دلوقتي.
الممرضة: الحمدلله كويسة يا باشا شوية كدمات و ربنا سترها.
ليهتف براحة: طب الحمد لله ينفع اشوفها؟
الممرضة: هتتنقل أوضة عادية و بعد كده حضرتك تقدر تشوفها ألف سلامة.
: تمام. لترحل الممرضة و يقول: تأخيرة بتأخيرة و ربنا يسترها معايا بكرة بقى.
بعد قليل من الوقت محدثًا شخصًا ما بالهاتف: أه يا عم البلوة اتنقلت أوضة عادية، أه هتنيل أشوفها و بعدين أروح، هتزعل مني جامد عشان كانت منتظراني على العشا، خلاص قشطة أنا هدخل أشوف البلوة دي و بعدين أروح، و الصبح أقابلك قشطة، صحِبَتْكَ السلامة لباب أوضتك.
و ينهي المكالمة، و هو يضحك، و يطرق باب الغرفة، و يدخل.
الممرضة: اتفضل ركبتلها محاليل عشان مبتتغذاش كويس و أول ما المحاليل تخلص تقدروا تروحوا.
: تمام تسلمِ.
الممرضة: عن إذنك.
الممرضة خرجت و هي كانت تنظر بإتجاه النافذة؛ ليقترب منها فتنظر له.
ليهتف بدهشة و هو يتأملها بدون وعي: يخربيت جمالك ما شاء الله!
نور بدهشة من ذلك الوقح: نعم!
ليفيق و يقول ببرود: لا مفيش.
نور بعِتاب: ممكن أعرف لي أنقذتني و تصمت للحظة و تقول كنت تسيبني أموت و ارتاح.
ليرد بصدمة: الله! يعني أنتِ كنتي بتّنتحري لازم أبلغ الشرطة.
و جاء ليخرج؛ لتمسك يده تمنعه و تقول بصدمة: أنتَ أهبل لاء طبعًا.
ليرد بغضب: مين إللِ أهبل يا بت أنتِ؟
نور ببرود: أنتَ.
ليقول بحدة: أهو أنتِ إللِ هبلة يا أكبر بلوة في يومي.
نور: اوووه يعني يومك مليان بلاوي ليه متبقاش أنتَ إللِ بلوة، و عالة على المجتمع.
ليقاطع ذلك النقاش الحاد طرق الباب و دخول الدكتور المشرف عن حالة نور.
الدكتور: أهلًا يا مدام.
نور بدهشة: مدام!
الدكتور: إحم مش حضرتك زوجها برضوا يا باشا.
(ليرد الاثنان بذات الوقت).
: أه.
نور: لا.
(لينظر لها بنظرة حادة فتصمت).
الدكتور: إسم حضرتك.
نور بقرف و هي تنظر لذلك الشاب الّذي أنقذها: نور.
الدكتور بعملية: أستاذه نور كتبتلك على خروج مفيش حاجة تستدعي قعدتك و تقدري تخرجي بعد المحلول ما يخلص.
ليقول: ماشي تمام يا دُكْ.
الدكتور و هو يخرج: عن اذنكم.
نور: أنت بتقول إننا متجوزين ليه؟!
ليرد ببرود: كيفي.
نور بغضب: أبو كيفك.
ليقترب منها: بتقولي حاجة.
نور، و هي تبعده: أنا، أبدًا.
ليهتف و هو يعود للخلف: فكرت، عن إذنك أنا ماشي.
نور: ممكن ثانية تيلفونك بس.
بتساؤل و هو يقول في ذاته: أي هتسجل رقمها!
نور: هِيييي أنتَ ممكن؟
ليفيق: ليه.
نور: هرن على حد يجي ياخدني.
و هو يعطيها الهاتف: اتفضلي.
: ألو السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
نور: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، نورسين.
نورسين بدهشة، و هي تنظر للهاتف: نور! نور أنتِ فين و دا رقم مين؟
نور: مش دلوقتِ يا نورسين أنا في مستشفى ال و بصت للشاب.
ليقول: الأسيوطي.
نور: مستشفى الأسيوطي يا نورسين.
الماس من جانب نورسين: أي فين ها فين.
نورسين لالماس: بس يا ماماااا خلاص أَنُور جايين دا أي القرف ده.
(و أغلقت الخط و هي تنظر لالماس بقرف)
الماس: فيييين ها!
نورسين: بااااس في مستشفى اتنيلي قدامي نروحلها.
الماس بقرف الأخرة: يلا يا أختي.
أما في المستشفى أغلقت نور مع نورسين، و هي تضحك.
نور: اتفضل.
لياخذ هاتفه: ما أنتِ ذوق أهو.
نور بقرف: خد الباب في ضهرك.
ليقول و هو يخرج: عن إذنك يا بلوة هانم.
ليرحل و تنتظر نور صديقاتها بيغيظ من ذلك الشاب؛ لتدخل صديقاتها عليها بعد دقائق.
نورسين بلهفة: نونو!
و تقترب الماس أيضًا بلهفة: نور.
نور بابتسامة: اهدوا أنا كويسة الحمدلله، عربية خبطتني بس.
الماس بسخرية: بس!
نور، و هي تضحك: اه بلص يالا نروح المحلول خلص.
نورسين باستهزاء: بلص! +.
لتدخل ممرضة: تقدري تروحي.
نور: تمام.
نورسين: هنزل أدفع المصاريف.
الماس باستهزاء: هي مصاريف مدرسة؟
نورسين: خليكِ فىِ حالك.
بعد فترة من الوقت في السيارة: نورسين بتساؤل: نور مين جابك المستشفى؟
نور بعدم معرفة: واحد ليه.
نورسين: أصله دفع الفلوس!
نور بغضب: نعم! ليه إن شاء الله حد قاله محتاجة فلوس منه.
نورسين: أهدى يا باشا غلط على صحتك.
نور بغضب و كأنه أمامها: و يدفعها ليه إن شاء الله ها ليه مش كفاية بارد و مغرور؟
الماس و هي تضحك: هدي اعصابك يا بت؛ ليطقلك عرق و لا حاجة.
نور: اه هموت من النر يز.
الماس بقرف: نر يز طب احترمي أنك متعصبة و كده.
لتضحك نورسين: استني أميسو هنا إحنا هننزل و أنتِ اركني بقى قشطة.
الماس: تمام.
لتهبط نورسين و نور أما الماس فتصِف السيارة و تظل بها و تنظر للقمر: تصبح على خبر قمر زيك يا قمري، بحبك.
أما في يلا آل المجد مهند دخل غرفة والدته و كانت مستيقظة على الفراش و بيدها كتاب.
مهند و هو يقترب منها: صاحية لسه ليه يا بيبه.
حبيبة: بقرأ زي ما أنتَ شايف مليش مزاج أنام و سيف لسه مرجعش.
مهند و هو يأخذ الكتاب: سيف هيروح على هناك نامي أنتِ، وحي الخيال بيتكلم عن أي الكتاب دا؟
حبيبة بإبتسامة: دا كتاب خواطر لمجموعة من الكُتاب الشباب.
مهند: خواطر و أشار على غلاف الكتاب و دي أسمائهم صح.
حبيبة: صح و أخذت الكتاب ها قولي عامل أي في شغلك.
مهند: هتنقل أنا و سيف قسم تاني بس ليه فمش عارف الصراحه.
حبيبة ضحكت: هتلاقيكم هببتم حاجة.
مهند: هببتم! بس يا ماما يا حبيبتي.
حبيبة: بقولك أعزم الكل بكره هنا.
مهند: اشطا يا ست الكل.
حبيبة: يالا تصبح على خير.
مهند: و أنتِ من أهل الخير.
و يطبع قبلة على يدها و وجنتها، و يغلق الضوء و يذهب لغرفته و هو يقول: يا ترى يا هل ترى أنا عملت أيييي؟ و لا اتنقلت عشان أنهي مصيبة.
و ها قد ذهب الليل بأسئلته، و ملئ ضوء الشمس المكان بالأشعة الذهبية، و أتت الشمس بأمل جديد للحياة، و بأسئلة جديدة ستشغل الأذهان، و إجابات ستُدهش العقول، فتفاؤلوا، فكما أنارت الشمس الكون بأمرٍ من الله سينير الله حياتك فقط تفائل.
رؤى جمال.
داخل قصر الأسيوطي شيري و الماسة على السفرة ينتظران آسر فيخرج من المصعد و يتجه إليهم.
الماسة بإبتسامة: صباح الخير يا بابا يا قمر.
آسر و هو يقبل جبهتها: صباح العسل يا عيون بابا.
ليجلس آسر على مقدمة السفرة؛ ليبدأ الجميع بتناول الطعام.
شيري: عصام رن بيقول تامر جايله إستدعاء ولي أمر.
آسر: ليه كدة من أول يوم؟
الماسة: عشان بيقل أدبه على مستي.
شيري: عيب كده تامر محترم هي إللِ قليلة الذوق.
الماسة: متشتميش مستي فاهمة!
آسر: بس! شيري أبقي روحي و بعدين نشوف حوار مين إللِ غلطان الماسة كده عيب شيري مش مامتك بس زيها.
الماسة: لأ محدش زي ماما أبدًا، و أنا مش مجبرة استحملها مهما حصل ماشي.
و وقفت بعصبية أخذتها من والدها، و اتجهت للخارج لكن استوقف صوت يناديها.
: تعالي يا بنوتي يا مقموصه.
لتستدير الماسة و تبتسم و تجري اتجاه: عمو.
فيحتضنها بقوة: قلب عمو.
الماسة برفعة حاجب: اتأخرت امبارح ليه يا سيفو؟
أجاب بتردد: ااا حصل حاجه كده بوظت الدنيا و خلتنى أجى متأخر.
ليقاطعهم آسر: كنت فين يا سيف؟
ليضحك سيف: أي إللِ كنت فين! كنت في الشغل.
آسر: مضطر أصدق.
الماسة: اسيبكم أنا و على العشا الاقيك يا سيفو، ها متتأخرش سلام.
و قبلة وجنته و كذلك والدها و خرجت تنتظر بالسيارة.
سيف: فطرتم من غيري!
آسر: متتأخرش على العشا و حاول تفضي وقتك ليها شويه.
سيف: تمام أنا اتنقلت قسم تاني أنا، و مهند.
آسر: ليه؟
سيف: مش عارف لما أروح القسم الجديد هعرف.
لتقاطعهم شيري: أنا هطلع لالماسة بقى.
آسر: أبقي كلمي مدرسة الماسة لو تعرف تيجي تدي لالماسة درس.
آسر خرج و كذلك سيف للقسم بدون فطار و شيري وراهم بتذمر على ما يحدث معها.
بداخل المدرسة انتهت الحصة و اتجهت لمكتبها و أخبروها أن والدة تامر تنتظرها: الماس: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
شيري: و عليكم السلام.
الماس لذاتها: سمعت الصوت ده فين قبل كده؟
شيري: هِاي! أنتِ.
الماس: حضرتك والدة تامر.
شيري: لأ عمته.
الماس: و والدته فين أو والده؟
شيري: أعتقد ميخصكيش!
الماس لذاتها: كده عرفت الواد وارث طولة لسانه من مين؟
شيري: ليه عاملة لتامر إستدعاء ولي أمر؟
الماس: تامر مش محترم أساء لزميله و رفض الإعتذار!
شيري: تامر متربي أحسن تربية و الولد دا هو إللِ مش متربي و بيئة.
الماس سمعت آخر كلمة لتلك السيدة و جنّ جنونها، و وقفت تقول بصراخ: يعني أي بيئة!
داخل قسم الشرطة دخل سيف و مهند و سأل أحدهم عن مكتب اللواء و اتجهه إليه و في الطريق قال مهند بتساؤل: يا ترى يا هل ترى جايين عشان أنهي مصيبة.
ليضحك سيف: يا عم أكتم أنا الحمدلله مهببتش حاجة الدور و الباقي عليك يا باشا أنتَ إللِ ضربت.
مهند: إيه على صوتك كمان عشان إللِ هناك دا يسمعك و بعدين كده تبعني من قبل أول قلم مكنش العشم با ابن ابن، يا ابن ابن عم ماما!
ليضحك سيف: خلاص أى عرفتك إنك قريبي و بصراحه صعبت على قلبي الرُهيف.
مهند: هيهي صدقتك كده على فكرة بيبه عزماكم كلكم انهارده على العشا تقريبًا.
ليضحكا الاثنان و يوجه مهند كلماته للعسكري: قول ل اللو عامر أن النقيبين سيف و مهند بره.
العسكري: تمام يا فندم.
ليدخل العسكري ل اللواء عامر فيأذن لهما بدخول؛ ليدخل الاثنان و يأذن عامر لهم بالجلوس.
عامر: أهلًا بيكم أنتم أكيد مستغربين سبب نقلكم، السبب إن فيه قضية حشيش الأخيرة دي إللِ تقريبًا كل الداخلية عرفاها هي دي بقى ماسيكها نقيب برضوا أنا رشحتكم تشتغلوا معاه النقيب نور عشان واثق في شغلكم أنتم الثلاثة و كفائتكم.
فورى بداية اللواء التكلم عن العمل حمد مهند ربه على أنه مجرد عمل و ليس لضربه لأحد المساجين.
الماس: يعني أي بيئة؟ دا والده مدخله مدرسة إنترناشيونال، و أعتقد دا مقياس الطبقات عندك يا شيري.
شيري بالدهشةٍ: أنتِ عرفتي أسمي منين؟ plus إنك إزاي تقولي شيري حاف كده!
الماس: اغمسهالك بجبنة!
شيري: عرفتي أسمي منين!
الماس لذاتها: برافو ميسو حلو قوىِ أول طريق الرجوع لقاء الأعداء، أي الحكمه دي هه أنفع حاكمة أو حكماءه أنا هبلة!..
لتقاطعها شيري أو الأدق تُخرجها من جنونها و هي تقول: يا مسطوله أنتِ!
الماس: مسطوله! و بتقولي على أحمد بيئة! إحم شيري الشمراني أكيد معروفة يعني، أخت عصام الشمراني.
شيري: و لما أنتِ عارفة أن تامر ابن عصام الشمراني بتقوليله يعتذر ليه؟ تامر مش هيعتذر.
الماس: عرفتك، أنتِ لسه بعقلية متخلفة و متغيرتيش.
شيري: أنتِ قليلة الأدب.
الماس: مش هرد عليكي عشان أنتِ في مكتبي بس.
شيري باستهزاء: oh محترمة!
الماس: أنا محترمة غصب عنك و ياريت تلمي لسانك دا و يالا من غير مطرود.
شيري: Local.
لتخرج شيري، و تراها الماسه، و تنادي على أحمد.
الماسه، و هي تشير على شيري: أحمد تعالى شوف دي.
أحمد: مالها حاسس أني شوفتها قبل كده.
الماسه: ممكن في الأخبار أو كده دي مرات بابا…
التعليقات