رواية وداعا الفصل الثالث 3 بقلم مريم الصباغ
رواية وداعا الجزء الثالث
رواية وداعا البارت الثالث
رواية وداعا الحلقة الثالثة
– حمدللّٰه على السلامة يا آنسة سلمى.
– إيه دا! أنا فين!
إلتفت على صوت ياسين وهو يُجيب:
– أنتِ في المستشفى يا سلمى، تقريبًا جالك دوخة ولاقيتك وقعتي فاجأة، شيلتك وجيبتك على هنا على طول، حمدللّٰه على سلامتك.
– يعني أنا كويسة!
الدكتور أجاب:
– أنتِ زي الفل متقلقيش، جالك هبوط في الدورة الدموية بسبب الكيماوي اللي بتاخديه مع قلة الأكل، ياريت تاخدي بالك من صحتك أكتر من كدا، أنا هسيبك ترتاحي شوية.
نظرت لياسين قائلة:
– مش هتسأل!
– أسأل عن إيه؟
– أنا باخد كيماوي ليه!
– لأ مش هسأل عشان أنا عارف أصلًا.
– عارف!!!!
– أه عارف.
– إزاي؟؟؟!!!!
– سلمى أنا صاحب يوسف، الدكتور النفسي بتاعك، حكى لي عنك قبل كدا، وعرفني حالتك ماشية إزاي، وهو اللي طلب مني أقرب منك، من بعد ما خطيبك سابك، وقتها كنت متعاطف معاكِ وعايز أقرب منك عشان أساعدك بس تتخطي الفترة دي من حياتك، بس لما عرفتك لاقيت إني عايز أقرب منك بجد، وحسيت أن ليا مشاعر ناحيتك.
– !!!!!!!!
– أنا عارف إن الموضوع غريب، بس دا اللي حصل، يوسف هو اللي طلب مني مجبلكيش سيرة عن أي حاجة لحد ما أحس إنك حابة وجودي أو متعلقة بيا، بس صدقيني أحنا عملنا كدا عشانك، عشان نساعدك مش نأذيكِ.
– أنتوا لما تخدعوني يبقي كدا بتساعدوني!!!!!!
فين المساعدة في كدا وأنتوا عاملين عليا فيلم زي دا!!!!!
– يوسف صاحبك ودكتورك في نفس الوقت، هو أكتر حد عارفك وعارف كان إيه اللي هيساعدك تعدي الأزمة دي بأقل الخسائر، ولما حكى لي وعرض عليا حالتك أنا مكنتش موافق في الأول بس بعدها عرفني إن دا لمصلحتك.
– أنا هوديك أنت وهو في ستين داهية، أنتوا إزاي تعملوا فيا كدا!!!!!!
أنتوا دمرتوني أكتر مش ساعدتوني، العيب مش عليك، في الأول وفي الآخر أنت واحد معرفهوش، العيب على الدكتور بتاعي وصاحبي اللي بثق فيه!
– سلمى أتمنى تفهمي الموضوع بشكل صح، محدش فينا خدعك ولا حاول يأذيكِ، ولو أنتِ متعرفنيش فا أنا أعرفك كويس، يوسف كلمني عنك بشكل كبير وأنا تقريبًا عارف كل حاجة عنك.
– يعني كمان بيطلع أسرار مرضاه برا وبيفضحهم!!!!!!
– متفهميش الموضوع كدا، أنا مقدر موقفك وعارف إن أعصابك تعبانة، بس لما تهدي فكري صح، محدش فينا له مصلحة يعمل ناحيتك أي شيء وحش، خصوصًا إنك..
– مريضة وقربت أموت، مش كدا!!
– لأ مش كدا، وحتى لو كدا أنتِ هتخفي وتتعالجي، أنا ويوسف جمبك ومعاكِ، كلنا هنساعدك.
نظرت له بعيني المليئة بالدموع:
– لو سمحت يا ياسين قوم إمشي، ومتحاولش تعرفني تاني ولا تكلمني تاني، وقول لـ يوسف يبعد عني، عشان مش عارفة لو كلمته أنا هيبقى رد فعلي تجاهه إيه.
– سلمى أفهمي.
أجبته صارخة:
– قوووووم أمشييييييي يا يااااسييييننننن.
– ماشي يا سلمى زي ما تحبي.
– ياسين!
– ……
– قول لـ يوسف إن هو اللي مريض، ولازم يتعالج!
– مسيرك هتفهمي بعدين.
تركني ومضى، تاركًا خلفه دموعي وتساؤلاتي التي لا تجد إجابة.. لماذا؟
لماذا فعلوا ذلك بي؟ هل أنا حقًا بهذا السوء؟
أم أنهم شفقوا عليّ وتعاملوا معي وكأنني مجرد حالة تستحق العطف؟
لا أفهم، ولا أجد تفسيرًا لهذا الفعل القاسي!
نعم، قاسٍ ومؤذٍ.. يوسف، الشخص الوحيد الذي كنت أضع فيه ثقتي العمياء، يلعب بي تحت ذريعة مصلحتي!
أي مصلحة تلك التي تجيز له خيانتي؟ كيف يبرر لنفسه هذه القذارة!
ماذا كان سيحدث لو تعلقت بياسين، ثم تركني بعد إنتهاء لعبته السخيفة مع صديقه؟
أنا لن أسامح.. أبدًا!
منذ خروجي من المستشفى، وأنا غارقة في دوامة من الحيرة والضياع، أفكر حتى الإنهاك، ولا أملك سوى سؤال واحد يتردد في رأسي بلا رحمة: لماذا؟
كيف فعل بي يوسف ذلك؟ كان طبيبي الذي وثقت به، وصديقي الذي كنت أهرب إليه كلما ضاقت بي الدنيا، كيف يجرؤ على خذلاني بهذا الشكل؟
لا أستطيع تصديق أنه كان يفعل ذلك من أجلي.. بأي حق يتلاعب بي؟
والآن، ماذا أفعل؟
أنا وحيدة.. يا اللّٰه، لماذا ما زلت هنا؟
لأتعذب أكثر؟
متى يأتي اليوم الذي ينهك فيه المرض جسدي فأرحل؟
لقد تعبت.. ولم أعد أحتمل المزيد.
” بعد مرور يومان ”
– سلمى!!!
– أنا جيت عشان أسألك سؤال واحد بس يا يوسف، ليه عملت كدا؟
– سلمى أنا بقالي كتير أوي بحاول أكلمك عشان أفهمك وأشرح لك وأنتِ مبترديش، صدقيني أنتِ فاهمة غلط.
– تمام، وأنا جيت لك أهو عشان تفهمني الصح.
– أنا عمري ما أقدر أسبب لك أي أذي بنسبة 1% حتى، ولو مش عشان أنا صاحبك فا عشان على الأقل أنا الدكتور بتاعك، وإستحالة أسبب أذي لأي مريض عندي، أنا لما عملت كدا دا كان من ضمن خطة العلاج، وياسين أكتر حد بثق فيه وكنت عارف إنه مش هيأذيكِ، كان لازم أخرجك من وحدتك وأبعتلك حد يحسسك إن في حاجة تستحقي تعيشي عشانها، أنتِ كنتِ يأسة وفاقدة الأمل في الحياة من وقت ما جالك كانسر، وكان لازم أساعدك بأي شكل من الأشكال.
– وأنت كدا فاكر إنك ساعدتني!
– تنكري إنك كنتِ بدأتي تتعلقي بيه؟
– أنت بتتكلم كدا بأي حق!!
دا أسلوب رخيص في علاج المرضى بتوعك يا دكتور، ومش من حقك تعمل كدا في أي حال من الأحوال، وللأسف بعيدًا عن إنك طلعت صاحب ندل، أنت كمان طلعت دكتور فاشل.
– سلمى ماينفعش تقولي كدا، أنا لو صاحب ندل ودكتور فاشل زي ما بتقولي مكنش زمانك عايشة لحد دلوقتي، أنتِ حالتك كانت سيئة جدًا وأنا كنت بساعدك تكوني أحسن وفعلًا كأن بدأ عليكِ علامات تحسن، أنتِ ناسية إني أنقذتك من الإنتحار قبل كدا لما جيتيلي أول مرة وأنتِ منهارة!
– للأسف أنت بوظت كل دا بالحركة البايخة اللي حاولت تعملها بحجة إنك بتساعدني، وفعلًا أنا كنت بدأت أتعلق بيه، بس كان طول الوقت جوايا حاجة بتقولي لأ، بلاش، كان في حاجة بتمنعني، والحمدللّٰه إني قدرت أشوف الحقيقة بدري.
– أنا مهما بررت لك عمرك ما هتفهمي، بس عمومًا حقك تاخدي موقف، لكن تأكدي إني عمري ما فكرت أعمل عليكِ لعبة ولا أعمل أي حاجة تضرك.
– متقلقش يا دكتور، رسالتك وصلت، وفي أي حال من الأحوال أنت مش هتشوف وشي تاني.
– سلمى، إستني!
– …..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وداعا)
التعليقات