التخطي إلى المحتوى

رواية غوى بعصيانه قلبي الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل التاسع عشر

أتعشقيني؟
لأول مرة يلقي سؤال مثله على مسامعها، رجل مثله يقدس ذاته حد الغرور، للحد الذي يظن أن جميع النساء خُلقن ليغرقن في بحر هواه فقط.
لِمَ ذلك السؤال أبربك ما زلت تسأل!
أ لم يفيض العشق من ثنايا روحي! أ لم يغلف قلبك كالهالة المقدسة الجميلة.
بلى!
لم ترٍ أني بحديثك أغرد و عيناي برؤيتك تتلألأ!
أ لم تشعر أني بدونك فارغة وضائعة ولم أعثر على ذاتي إلا معك!

ألم تصدق بأنك أصبحت وطني ودولتي وكل قبيلتي بعد كوني لاجئة أتخبط في دروب الحياة!
بداخلي قلب مغرم بك لدرجة الجنون يود أن يآتيك ليلاً ويخبرك كم هو يُحبك!
ثمَ يعود لك نهاراً ويخبرك بأنه يُحبك أيضًا
هكذا يكون حبي لك يتعاقب بتفاصيل يومي
وهكذا تدور أرض قلبي.
تدور حول عينيك فقط يا رجل!

فارقت فراشها الذي تتوسده وهي تجر ذيول سترتها الحريرية الطويلة وتقترب من ذلك المُقيم بين ثنايا القلب ويتدفق حبه بوريدها كالدم. حضنته من الخلف بنعومة وقالت متعجبة:
-ليه السؤال ده! وكمان مشيت قبل ما أجاوبك عليه. مالك النهاردة؟ مين شاغل بالك؟
توقف عن عقد زر معصم يده التي ارتخت ببطء، فأتبعت وهي تدور لتبقى تحت مظلة أهدابه وأكملت قائلة وهي تضبط رابطة عنقه بأناملها الناعمة:.

-فاكر لما سألتني، أنتِ هتكتبي عني أمتى! طيب أنتَ تعرف أن روايتي الجديدة كلها عنك.
رفع حاجبه معجبًا برقة وغنج الأنثى التي ملكتها يداه، فأتبعت وهي تجذبه قليلاً من رابطة عنقه برفق وأتبعت مغازلة: -وتعرف كمان إني واقعة في وسامتك وشياكتك من زمان. أنا عمري ما قابلت رجل سوبر جنتل مان زيك كده.

أنهت كلماتها الأشبه بالهمس وهي تقطف ثمار التوت من فوق ملامحه بتأنٍ، ضمها إليه أكثر ليتفوه بمسامعها كانه يتألم مثلها يبث جروحه من ثقل الحِمل على عاتقه. قائلًا:
-سؤالي واضح وعايز جوابه حالًا. أنتِ بتحبي عاصي ولا بتعشقيه؟

اهتزت كأن في جوفها معركة وهي تمرر أناملها بداخل جدائل شعره وعانقته بذراعيها البضة المرمرية وقالت: -عاصي جوايا واحد، بس بألف حُب وبمليون عشق جديد. أنا عمري ما تخيلت إني هقع في غرام رجل زي ما وقعت في حبك.
ثم نبض قلبها بين يديه كأنها تخبره بأنك أقرَب لِي مِن قِلادة عُنقِي، وأتبعت بنفس تلك النبرة المتهدجة: -أنا هويت عاصي دويدار.
-أفهم من كدا أنك وصلتي لدرجة العشق ال عندها كُل أخطائي مغفورة!

أقرت مرددة: -إلا واحد بس، أنك في يوم تبطل تحبني.
عرك كل ما يُقابله من ملامحها الفاتنة بعشق متوقد وقال: -قصدك يوم ما أبطل اتنفس!
انكمش قميصه الأبيض أثر قبضتها القوية أثناء تشبثها به وهي في حالة مجن مختلطة بالقليل من العٍبرات المترقرقة من عينيها:
-ينفع نأجل أي مشاوير النهاردة ونقعد سوا نتكلم، أنا بحب وقتنا مع بعض أوي. الوقت معاك بيطير أصلًا.

ربت على ظهرها برفق وقال: -بس ده مشوار ضروري. مش هينفع نأجله، بس ممكن بعد ما نخلصه نروح نقعد ونتكلم ف المكان ال تختاريه.
فارقت حضنه وهي تجفف آثار الدموع متفهمة: -تمام. هلبس بسرعة وننزل، مش هتأخر عليك.
ما كادت أن تبتعد عنه ثم تحركت بعجل نحو الكومود وسكبت القليل من الماء لتتناول جُرعتها اليومية من أقراص منع الحمل وقالت بنبرة مازحة: -أهم حاجة قبل ما أنسى…

بغُرفة مُراد.
-فين غالية؟
تلك كانت جملته الأولى بعدما تفتحت عيناه فوجد الفراش خاليًا من صغيرته المدللة التي كانت تفصل بينهما طول الليل. فارقت عالية النافذة و أجابت على مضض: -والله! غالية بقيت واخدة كُل تفكيرك وأنا اتركنت على الرف خلاص.
ثم دنت منه بخطواتٍ مُثقلة وهي تقفل صوت المنبه: -مع سيدة قاعدة بالولاد ف الجنينة عشان الشمس، قالت أنهم لازم يتعرضوا للشمس كتير الفترة دي.

ثم زفرت بامتعاض وهي تجلس على طرف التخت: -قوم يلا روح شُغلك وأنا هجهز الشُنط عشان نمشي بالليل.
اعتدل من نومته بابتسامته العريضة التي تُنير وجهه وأخذت يداه تُداعب وجنتها بلطف:
-أنتِ لسه زعلانة! مايبقاش قلبك أسود يا عالية.
تمادت في إظهار غضبها لتنال الكثير من الدلال: -لسه حسابك ما خلصش. أنت بس نمت هنا عشان عاصي اتدخل، غير كده أنا لسه زعلانة!
-طيب أنا مايرضنيش زعلك!

ثم رفع رأسه ليضع قُبلة على جبهتها وقال: -وأدي راسك أهي ياستي.
زام ثغرها وبأعين ضائقة قالت: -والله! خالتك أنا بتبوس راسها! قوم يا مراد قوم شوف شغلك. قوم يا بتاع الرقاصة.
انفجر ضاحكًا وهي يعاتبها ويقول: -أهو انا نسيت وأنتِ بتفكريني! أنا بريء.
-أنت! أنتَ وأخوك طلعتوا مشكلة كبيرة، أنا أيه وقعني ف العيلة دي بس ياربي!
-قدري الحلو.

كادت أن تنهض من جاره ولكنه منعها عنوة لتجلس بمكانها وهو يقترب منها مداعبًا خصلات شعرها ويقول: -أنتِ عارفة مفيش واحدة تملأ عيني زيك.
تململت مدللة: -أهو كله كلام!
-طيب أيه!
تأرجحت عينيها التي تتأمل ملامحه المتوقة لها وقالت بغنجٍ: -أيه!

سافرت يداه من أرضها السوداء ل تضاريس إقليمها المزدهر ومن الخصر للردف باتت يده المتوقة تنشر بذور نواياه. ليردف بذلك النبرة التي تحمل باقة من الحب لتنضم لتلال أراضيها المدججة بالمشاعر:
-إحنا هنخاوي غالية أمتى!
بللت حلقها الذي جف إثر لمساته الحنونة التي سلبت عقلها وحزنها وتسألت بحماقة: -أمتى!
-دلوقتِ.

سلبها من عالمها المنزعج منه إلى عالمه المليء بالمشاعر والأحاسيس الجميلة التي لا توصف حيث جنحت الشمس نحو المغيب لتذوب في بحر الهوى مع ذلك الرجل الذي اخترق حصونها حتى باتت جزء لا يتجزأ منه…

بغُرفة تميم.
-مش شمس حامل، والله زي ما بقول لك، أمك حامل. أنا كُنت متنح زيك كده لما سمعت، أبسط يا عم جاي لك أخت او أخ في السكة.
يجلس على الأريكة يبث أخباره السعيدة لصغيره الذي يستمع له بإنصات وكأنه يعي كل كلمة يقولها، لملمت شمس سجادة الصلاة لتفرغ من ركعتي الضُحى وقالت باستهزاء:
-أنتَ ليه مش مستوعب أن مصطفى 8 شهور مش 8 سنين!

ثم تركت السجادة على الأريكة وقالت بنبرة جافة تحمل العتاب الساخر: -وبعدين أيه أمك حامل دي!
ضحك تميم بهدوء ثم قال: -أنا وابني فاهمين بعض كويس. ولاه يا طاطا أنت مش فاهم؟ ثانيا أومال أقوله أيه! ما أمه حامل فعلًا. دي مفيهاش شكليات.
اكتفت بإرسال نظرة حادة لعنده مع زفير قوي: -قول أي حاجة غير أمك حامل دي! كده ابني ياخد عني فكرة مش كويسة!

رفع حاجبيه متعجبًا: -لا اله إلا الله! أنتِ هتكفرينا ليه يا ستي! ما هو أخوه جاي بنفس الطريقة ال جيه بيها! بقول لك أيه تزويق في الثوابت مش عايز الله يراضيكِ! أحنا بنتشعبط ف رضا ربنا!
شرعت تلملم الملابس المبعثرة وهي تقول بلومٍ: -والله! وكان فين رضا ربنا ده وأنتَ بتملي عينك من الرقاصة إمبارح! هااه ولا نسيت؟

خر ضاحكًا وهو يوجه حديثه لصغيره قاصدًا أن يُعاتبها بطريقة لطيفة وقال: -أمك مش بترقص لي يا طاطا يرضيك أنتَ الكلام ده!
ثم طالعها: -حتى الولد مش عاجبه وتنح!
-أنا دكتورة! أزاي عايزني أرقص والكلام الفارغ ده.؟
-متتعصبش ياطاطا، سيب لي أنا الطلعة دي!

وضع صغيره على الأريكة إثر اندلاع صرخة لطيفة منه. مصدومًا بعد ما ألقى جملته. ثم وثب قائمًا لعندها: -وأيه يعني دكتورة! وأنا متجوزك من مكتب تنسيق! لا بقول لك أيه الجو ده ما ياكلش معايا. دكتورة برة الأوضة دي!
ثم طوق خصرها ليُقربها لعنده وقال هامسًا: -لكن جوه الأوضة دي أنا عايزك مُهرة.

تملصت من قبضته بخجل جعلها ترتبك وتحتد نبرتها: -تميم! أنت بتقول أيه؟ عيب كده، وبعدين أيه الرقاصة دي ال بتشبهني بيها! أنت متجوز دكتورة محترمة يا استاذ!
رفع حاجبه مستنكرًا وبنظرة خبيثة أردف: -وهي الدكتورة تتمرمغ ف حضني عادي لكن مترقصش! دا أنتِ يومك مش معدي! الموضوع ده لازم له وقفه حالًا.

صرخت بوجهه كي يصمت كي يكف عن إحراجها أكثر فأخذت تدفعه للخارج: -تميم روح شوف شغلك، يلا يلا عشان أنت شكلك فايق ورايق على الصبح. يلا اخرج من هنا أنا غلطانة إني سمحت لك تدخل أصلًا.
باغتها وهي يحملها عنوة ليُجلسها بجوار صغيره وقال طالبًا: -ولاه يا طاطا عقل أمك لحد ما أرجع من الشغل، عشان هبت منها على الآخر.
ثم أخرج هاتفه وقال: -أما اطمن على كريم الغلبان أشوف أضحك عليه زيي ولا أنا خدت المقلب كله لوحدي!

هبت معترضة وهي تشد الهاتف منه: -لا أنا هكلم نوران اطمن عليها. وسع كده.
أجرت مُكالمة هاتفية مع أختها فجلس بجوارها قائلًا: -افتحي المايك.
عاندته قائلة بدلالٍ: -لا. ومتقعدش جمبي وسع يا بتاع ست مهرة!
غمز بطرف عينيه قائلًا بتخابث: -يا ريت كل الناس تتعلم من مهرة…
اكتفت بقرصه مغلولة بذراعه وهي ترد على أختها: -نوران، صباح الخير يا حبيبتي. عاملة أيه؟

هتفت نوران الجالسة أمام التلفاز بلهفة: -شموسة أنتِ صحيتي. عايزة أكلمك من أول الصبح بس خايفة أزعجك.
-لا يا حبيبتي مفيش إزعاج. طمنيني عنكم أنتِ وكريم كويسين.
صمتت لبرهة ثم غمغمت: -شمس تعالي خديني من هنا، أنا مش عايزة اتجوز لا. أنتوا وطاطا وحشتوني أوي.
ضاقت عيني شمس بغرابة وهي تهمس لزوجها: -مش مبسوطة. ف حاجة غلط.
-طيب افتحي المايك.

ثم جهر مناديًا: -عروستنا الحلوة. أوعي يكون الواد كريم ده زعلك أجي اكسرلك دماغه.
تمتمت بإنكار: -لا هو نايم معملش حاجة خالص. بس أنا زهقت ومش عايزة أقعد هنا. تعالوا خدوني.
تميم ب سخرية: -الله يكسفك!
تبادل الثنائي النظرات المدججة بالحيرة، فكتم تميم ضحكتها فلكزته شمس ليصمت وواصلت الحديث مع أختها: -أهدي طيب. ووو يعني مادام محصلش أي حاجة أي حاجة خالص من كريم أنتِ زعلانة ليه؟

-مش عارفة يا شمس. مضايقة وخلاص ومستغربة المكان.
غمغمت شمس بحكمة ما: -طيب شغلي سورة البقرة يا حبيبتي يمكن محسودين، أ أو لعنة الرقاصة بتاعت إمبارح.
جاءهما صوت كريم مُناديًا باسمها وبدلالٍ: -نونو! أنتِ أزاي تقومي من جمبي من أولها بنبوظ الاتفاق.
صاحت نوران بقلقٍ: -هاه. كريم أنا ف الصالون هنا بكلم شمس وتميم.
تهامس كل من تميم وشمس الذي قال متأكدًا: -استني هنفهم من كريم أهو.

أغمضت نوران عينيها عندما وجدته متجردًا من سترته العلوية حيث شدت مفرش الطاولة وألقته فوق صدره العاري أثناء جلوسه بجانبها، وجحظت عيناها معترضة: -عيب كده!
جذب كريم الهاتف من يدها ضاحكًا: -ايه الصباح ده ياعم تميم، حد يزعج العرسان كده يوم صباحيتهم!
برر تميم قائلًا: -هنعمل أيه ف قلق الأخوات، حاولت أمنع شمس مقدرتش.
رمقته متعودة ثم هتفت قائلة: -مبروك يا كريم. أنتوا كويسين.

برقت نوران محذرة كي لا يردف بشيء ثم حانت نظرتها للتوسل. فأردف كريم جاهرًا بمكر: -كله حلاوة طحنية. وأهي نوران في حضني وفي عنيا كمان متقلقيش.
ضربته نوران بغل ثم ركضت لتختبئ من نظراته وفضيحتها الكبرى أمام أختها. غمغمت شمس بإحراج: -تمام يا كريم. أنا كُنت بس حابة اطمن عليكم. ربنا يسعدكم.

فتدخل تميم واعظًا وبنظراته الخبيثة اليائسة التي كانت من نصيب شمس: -كيمو عايزك تنبسط على الآخر ياعريس وافتري في العسل ع أد ما تقدر. لانه مش بيدوم كتير.
-دانا مبلبط ف العسل، ربنا يوعدك بالعسل ال أنا فيه.
تحمحم تميم مبتسمًا وهو يرمق زوجته بقهر: -عندي البلاص كله ياحبيبي…
ضربته على قدمه متوعدة ثم تدخلت شمس: -أنتوا هتسافروا أمتى؟
-بالليل ميعاد طيارتنا. هنكلمكم قبلها.

انتهت المكالمة ثم عادت شمس لتميم متسائلة: -أنتَ مصدق مين؟
رد بثقة: -أختك دي بتحور باين أوي، الواد كريم مش سهل ومش هيعدي الليلة كده. أنا عارفو.
ردت بشكٍ: -مش حاسة، في حاجة مش مظبوطة!
رد مغمغمًا متأهبًا للرحيل: -والله هي مظبوطة مع الكُل الا معايا. أنا ماشي ياشمس.
جهر منادية: -استنى هنا، لسه هنتخانق…
لوح بيده وهو يسحب سترته بفتور: -أجليها لخناقة قبل النوم…
بشقة كريم.

-على فكرة أنا اتخدعت فيك وطلعت شخص مش أد كلمتك وأنا مش هسمع كلامك مرة تاني؟
قالت نوران جُملتها وهي تجلس على طرف السرير بغيظ من إعتراف كريم الصريح لأختها. فجلس بقربها مندهشًا: -أنا عملت أيه لكُل ده؟
أشارت بسبابتها معاتبة وبارتباك: -أنتَ أزاي تقولها نوران ف حضني وهي مضايقتش! وعدت الموضوع كده عادي.

حاول بإعجوبة إخفاء ضحكته عنها ليُطمئنها: -عشان ده الطبيعي يا روح قلبي، أومال عايزاني أقولها أننا طول الليل بنلعب عسكر وحرامي! عيب ف حقي والله!
انفجرت ضاحكة إثر ذكره لوصف العسكر والحرامي والذي يعكس حالتهما طول الليل وهو يسايس تلك الصغيرة، فأشاد بإعجاب: -ياستي اضحكي كده وكفاية نكد أنا ف عرضك! طيب حتى أجليه لبعد شهر العسل.

تأرجحت عينيها بخجل وهي تحاول التطلع بملامحه ولكن دوما ما تنتهي محاولاتها بالفشل ثم قالت بتوجس: -كريم أنا أسفة. أنا يتيمة وشمس وفوفا كانوا قافلين عليا أوي. أقصى أفكاري كانت أزاي أخد حقي من بنات الحارة واللي تدوس لي على طرف أعرفها مقامها. فجاة كل ده اتغير والحال اتشقلب. مفيش حد قعد معايا وفهمني المفروض يحصل أيه! وأنا واقفة ف النص ما بين تربيتي المغلقة وبين أن ده حقك فيا والصح.

قدر تلك المشاعر ومصارحتها واعترافها به وهو يدنوها منه بحنان ويمسك بذقنها ليتأمل ملامحها البريئة: -أنا عارف ومقدر كُل ده، دا أنا طول الليل بأكل بعلقك حلاوة عشان تطمني ونكسر حاجز الخوف ده. وبعدين هو أنتِ مش مبسوطة معايا!
أشاحت بنظرها عنه للحظه فعارضها: -لالا بصي لي كده! مش عايز عينك تروح كده ولا كده. أنا قدامك أهو. مبسوطة!

لُطخت ملامحها بحُمرة الخجل وهزت رأسها ببراءة معلنة رضاها عن وجوده معها وأكملت بسعادة:
-وكمان لعبة عسكر وحرامي دي لذيذة أوي. نلعبها كل يوم!
قطب حاجبيه متحسرًا: -أنتِ كل يوم ناوية تفرهديني ف الجري وراكي! أيه أهدار الصحة ده هو مال سايب!
-يعني أيه! مش فاهمة؟ مش أنتَ ال قولت كده!
عض على شفته بجزعٍ وهو يضرب على كتفها برفقٍ: -طيب قومي أجري هنلعب…
هزت رأسها نافية وقالت: -لا مش هجري أنتَ كده كده بتمسكني.

تأرجحت عينيه محاولًا إدراك نواياها الخفية وهو يدنو منها تدريجيًا: -يعني نلغي الشوط الأول. ونبدأ بالتاني على طول!
‏رقيقة كسُنبلة مالتّ بها رياح حبه العاصف وهو يمازحها بضحكات خفية جعلتها تختبأ خجلًا بكتفه حتى أصبحت تحت يداه وهي تضحك وتزلزل قلبه المتيم بتلك الصغيرة التي تتعلم أسمى معانٍ الحب على يديه حتى عبرت عن ساعدتها قائلة: -تعرف أن حضنك بطعم المانجا؟

خمدت شرارة شوقه وهو يسألها بنبرة متحيرة وهو يشم رائحته: -أبو فصلانك ياشيخة! يعني ده حلو ولا وحش وأيه طعم المانجا ده كمان! فاكرة نفسك متجوزة فكهاني!
تململت بدلال أنثوي وهي تُقر بحياء متدفق من مُقلتيها يغمره الضحك: -قصدي بأنها لذيذة ومتعرفش تشبع منها.
-ياوعدك ياكريم!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *