التخطي إلى المحتوى

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل العشرون

أخبرت عزة زميلاتها بكلمة عمر لها.
مديحة: مش معقولة يا عزة كل ما يضايقك بكلمة تفضلى تعيطى طول النهار، يا بت اتعلمى تفوتى.
عزة: أعمل ايه؟ وهي دى أى كلمة؟
سلوي: والله هو متجوزك وعارف انك دبلوم، ما اتفاجئش.
عزة: بس لازم ينكد عليا ويفكرنى كل شوية، ما يرضاش ياخدنى معاه في مكان، ولو عاتبته يقول مرات فلان دكتورة ومرات علان مهندسة هاتروحى في وسطهم تعملى ايه انتى عايزة تفضحينى.

مني: تقدرى تكملى تعليمك تعليم مفتوح.
عزة: ده اللي فكرت فيه فعلا، بس أنا عايزة الأول أجيب كمبيوتر، وأجيب برامج أتعلم منها الانجليزى.
مديحة: هو ما حسش إنك اتضايقتى وحاول يصالحك؟
عزة: عمر عمره ما صالحنى حتى لما مد إيده عليا، عمر طول عمره شايف نفسه حاجة كبيرة وكويس إنه متنازل وقابل يعيش معايا.
مني: وأزاى قابلة على نفسك كدة؟
عزة: عايزة الجد ساعات بأقول عنده حق، هو مهندس ووسيم وشغال في شركة كبيرة.

قاطعتها مديحة: وانتى مش قليلة، ولولا الظروف كنتى بقيتى أحسن منه، وكفاية إنك أتحملتى كل ظروفه.
عزة: عمر مش وحش، هو بس مدب وبيحدف الكلمة زى ما تيجي تيجى.
مديحة: طب يا اختى طالما هو حلو وكيوت ومش وحش اتعودى على طبعه وما تفضليش تعيطى كل شوية، عينك يا حبيبتى.
سلوي: وارحمينا وارحمي نفسك.

رن جرس المنبه أوقفته سميرة وحاولت القيام لكنها شعرت بتعب شديد ودوار، لم تستطع القيام وغلبها النوم، عاد عبد الرحمن بعد ما يقرب من ساعة فوجدها نائمة.
عبد الرحمن: أنتي مش هتروحي الشغل يا سميرة؟
سميرة: هي الساعة كام؟
عبد الرحمن: داخلة على 9.
هبت سميرة من فراشها قائمة لكنها شعرت بدوار شديد.
عبد الرحمن: ما تغيبي النهاردة شكلك تعبانة.

سميرة: لازم أروح ما عنديش اجازات عارضة، لو ناوية أغيب لازم أقدم على الاجازة قبلها.
عبد الرحمن: بس الوقت اتأخر.
سميرة: هأعمل أذن.
عبد الرحمن: طب قومي صلي الصبح على ما ادفي لك كوباية لبن.
سميرة: لا لبن إيه؟ أنا دايخة ومعدتي مقلوبة.
عبد الرحمن بفرحة: تبقى حامل.
سميرة: حامل ازاي مع الوسيلة؟
عبد الرحمن: هو في حاجة بعيد عن ربنا؟ بركة دعايا، أنا عمال أتحايل عليكي من يوم ما عبد الله كمل السنتين.

سميرة: مش وقت الكلام ده دلوقتي يا عبدو، أنا متاخرة على الشغل.
في مكان عمل عزة
مديحة: اللي معاها رصيد تتصل على عزة تشوفها ما جاتش ليه.
سلوي: هي اتصلت وقالت هتريح، مرهقة من كتر الشغل.
مني: والله هتوحشنا.

مديحة: عزة دي من أطيب خلق الله، ست جدعة وأصيلة، عمري ما أنسي لما ولدت ابني الأخير وعرفت إن ماما تعبانة وأخواتي مشغولين معاها، كانت بتيجي كل يوم مرتين مرة قبل ما تروح الشغل ومرة وهي راجعة تعمل لي كل حاجة وتشتري لي الطلبات كمان وهي جاية.

سلوي: ولا أنا أنسي وقفتها معايا وأنا بانقل من شقتي، تقر يبا كدة هي اللي رصت لي كل حاجة في الشقة، والا وقفتها معانا في جواز أخويا، هي اللي عملت الأكل كله وفرت علينا أجرة الطباخين.
مديحة: هي شاطرة ونضيقة وخفيفة وذوقها حلو في كل حاجة.
سلوي: بس حظها وحش.
مني: ربنا إن شاء الله يكرمها.

وفي مكان عمل سميرة
زميلة 1: يا سميرة حرام عليكي الواحدة بتدور على يوم اجازة تريح فيه، وانتي عارفة إن اليوم اتشطب عليكي وبرضو جيتي.
سميرة: أولا أنا جاية هروب، مش عايزة أقعد في البيت عشان حماتي ما باطيقهاش.
زميلة 2: حماتك والا عبد الرحمن؟
سميرة متجاهلة سؤال زميلتها: وثانيا عشان أشوف المصيبة اللي أنا فيها.
زميلة 3: انتي اتأكدتي؟

سميرة: جيبت اختبار حمل وأنا جاية وطلع إيجابي، وشوية كدة على ما المعامل نفتح أروح اتأكد.
زميلة 1: ولو اتأكدتي هتعملي إيه؟
سميرة: هأجهض نفسي طبعا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *