رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل الرابع
في القسم في مكتب نور كانت تجلس و أمامها أحد المتهمين و يتضح على وجهها معالم الضيق و التعصب، أما المتهم فكان الخوفُ يعتلى جميع ملامحه حتى أنه أراد أن تنشق الأرضُ و تبتلعه.
نور: ولا! أنتَ تكلمني زي ما بكلمك كده ها يا أخويا قتلتها ليه؟
فلا يرد المتهم فتقول نور بعصبية: ما تنطق يلا.
فلم يرد أيضًا لتقف نور و تتجه إليه و تمسك به ليدخل العسكري كعادته على صوتها المرتفعة و عصبيتها المعتادة.
أما في مكتب اللواء ففي وسط كلامهم استمع عامر لصوت دوشة بالخارج فنادى العسكري.
عامر: أى الصوت دا يا عسكري؟
العسكري: دا النقيب…
ليقاطعه عامر: خلاص.
ليخرج مسرعًا و خلفه سيف و مهند و هما لا يفهمان شيء فيدخل الجميع مكتب نور و ينزع اللواء عامر بين نور و المتهم.
ليأمر عامر العسكرى بأخذ المتهم و تهدأ الأوضاع بمكتب نور فيقول اللواء: أي يا نور مش كده أنا مش قولت ميت مره متتعصبيش بسرعة! مينفعش كده.
نور: ميستفزنيش بكلمه يتنيل يرد هه.
عامر: نور أنا بعاملك على إنك راجل مش بنت لازم تستحملي.
نور: و أنا بتعامل على المبدأ دا و الراجل بيتعصب بسرعة.
ليتنهد عامر: مش عارف أعمل معاكِ أي يا نور، أعرفك بزمايلك النقيب سيف و النقيب مهند إللي هيشتغلوا معاكِ على القضية.
لترحب نور بهما بعدم اهتمام، و لم تنظر لهما حتى، تستنكر وجود أشخاص سيساعدوها بعملها المحبب لقلبها بل والأكثر سيساعدونها بمهمةٍ لا تُعطيها هي من الأساس كل ذلك الإهتمام.
ليقول عامر و هو يوجه نظره لسيف و مهند: النقيب نور إللِ كلمتكم عنها.
لينظر الاثنان لها بصدمة: دي!
ليضحك عامر بخفةٍ: أه كنتم فاكرينها راجل صح؟!
ليضحك مهند بصدمة: بصراحة أه.
عامر: طب أسيبك أنا.
ليخرج عامر و يتركهم لتجلس نور و تنظرلهما بدقة، و قبل أيّة حديث…
: أنتِ/أنتَ.
لينصدم أحمد: نعم!
الماسه و هي تأخذه من يداه باتجاه الفصل: أه و الله زي ما بقولك زوجة أبي إللِ بتشلني.
ليوقفها أحمد: مقولتليش يعني!
الماسه: باشا أنا لسه عرفاك امبارح!
ضحك أحمد بحرج موضحًا حديثه: أقصد إني كلمتك عن والدتي امبارح و أنتِ مقولتيش حاجة.
الماسة: عشان كنت مبسوطة و أنتَ بتحكي عن والدتك و جمالها و قد أي هي حنينة.
ليبتسم أحمد: أنا أسف لو كلامي جرحك يا لولتي.
لا عادي، بس قولت يا أي؟
لولتي.
لتضحك الماسة: حلو الإسم عجبني.
أحمد بغرور مصطنع: هه عشان أنا إللِ قايله بس.
لتضحك الماسة: يا متواضع!
لتصمت لثوانى ثم تقول: أحمد.
لينظر لها أحمد بتركيز فتقول: فاكر أسطول العربيات إللِ عجبك؟
أحمد بحماس: أه طبعًا و دا يتنسي، إيه عرفتي مين كان جواه؟
الماسة بتوتر خفيف: أه أو لاء بص، أنا صاحبة الأسطول، أحمد هاي!
ليخرج أحمد من صدمته: أنتِ؟! بس، صحيح أكيد الجمال دا جاي في أسطول.
لتضحك عليه الماسة بشدة: عيب كده! وبعدين أنت أو ر أوي.
ليضحك و هو يرحل و يقول: أنتِ إللِ جمالك أو ر.
نظرت ألماسة في طيف الراحل و هي تبتسم لتفوق من تلك الأوهام و تصرخ: إستناني يا أحمد أنتَ يا ابني!
أما عند ألماس فكانت تهدأ ذاتها، و تقول: شكل الرجوع قرب اشتقتلكم، وحشني تفاصيل كتيرة مش قادرة انساها! يا ترى أنتِ فين و إسمك إيه؟
و عند شيري هانم كانت بالسيارة، و تنتظر آسر ليرد على مهاتفتها…
آسر ببرود مُعتاد: نعم!
شيري: هاي.
آسر: لخصي.
شيري بتأفف: المدرسة إللِ عملت إستدعاء لتامر، و إللِ الماسة بتحبها طلعت قليلة الذوق.
آسر: مش مهم كل ده المهم عندي أنها تيجي لالماسة سلام.
ليغلق آسر بوجه شيري لتمتم بأشياء غير مفهومة من غيظها، و تنزل من السيارة متجه لمكتب الماس مجددًا.
أما آسر، فكان ينظر للبحرِ من خلف الزجاج، و يتذكر أول يوم لوالدة ألماسة بذلك المكانِ.
Flash Back: كانت تقف برواق الشركة تنظر للخارج تُفكر في طلبها الأخير من سيف وعملها الآن بالشركة لتلاحظ قدوم آسر اصتنعت عدم الاهتمام تنظر للأمام.
اقترب منها غامزًا بعبث أثناء قوله بعدما لاحظ وقوفها ونظراتها المضطربة: إبه الحلاوة دي؟!
ابتلعت لُعابها باضطراب تبتعد للخلف وهي تُجيبه بدهشة: إيه ده! إيه ده مالك؟!
أجابها وهو يقف أمامها يُحاصرها بين الحائط وذراعيه وجسده: مالي! أنا طبيعي، أنتِ كويسة؟
شعرت بخوفٍ شديد يعتليها لتُردف بقوة زائفة كشفها بسهولة: بقولك إيه إبعد كده بدل والله أصوت وألم عليك الشركة كلها واشتكيك لأنكل رأفت هه.
امتثل الخوف ساخرًا: با أمي يا أمي خاف يا عيد!
رسم بسمة ساخرة مجددًا قائلًا بخوف مصتنع: ليه بس كده يا جوهرة؟!
شعرت بالدماء تغلي بعروقها بسبب مناداته لها بذلك الاسم قاصدًا إغاظتها وخاصةً أن ذلك الاسم عائد لتلك الشقراء التي كانت هنا منذ أيام.
أبعدته بقوة متحدثة بضيق وعنف: جوهرة في عينك، شخص مش محترم يا بتاع جوهرة.
ابتعدت عنه تمشي بِخُطى سريعة وعدم انتباه لتنصدم بصديقها سيف عاد سيف خطوتان للخلف مبتعدًا عنها وهو يضحك بخفوت على ارتباكها قائلًا: مالك يا بنتي مش على بعضك ليه؟!
أجابته بعصبية وضيق شديد: أنا مش عايزة أشتغل هنا، أنا عايزة أشتغل في الشغلانة التانية اللي قولتلك عليها بعيدًا عن أخوك ده!
غضبت بشدة حينما استمعت لضحكات آسر الشامتة ونبرته الساخرة حينما تشدق: أنا برضو اللي هكون مسؤول عنك وهدربك.
صرخت بهما بصدمة قائلة: لاء! استحالة…
ثم أردفت مجددًا وهي تُضيق عيناها ناظرة لسيف: أنت قولتله على الشغل التاني؟!
ابتعد سيف قليلًا للخلف بتوتر قائلًا: ااا، ما لازم أقوله!
سيف مش بيخبي حاجة عني، ما يعرفه سيف يعرفه آسر دون نقاش.
أردف تلك الكلمات بثقة شديدة وفخر بأنه وأخيه برعم نزاعاتهم إلا أن عقولهم منفتحة على بعضها، حتى أفكارهم الخبيثة.
قطبت حاجبيها بضيق شديد قائلة: أنا، أنا مش موافقة، أنت شخص مش متربي أنت وأخوك
نظر لها سيف حينها بصدمة متشدقًا: الله! وأنا مالي يا لمبي؟!
صرخة به فهو ما وضعها بذلك المأزق وأوصلها بأخوه بل هو سبب معرفتهم!
مش أخوه؟ وكمان الوصلة الهباب إني أعرفه؟!
ابتسم آسر شبه ابتسامة صغيرة ظهرت على محياه وهو يعود بظهره للخلف يستند على الحائط غامزًا بعبث مجددًا كما يفعل كلما حدثها وبنظرها تلك وقاحة!
بكرة تبقى أحلى معرفةيا، يا جميل.
Back.
ليخرج آسر من أحلامه على صوتِ طرق الباب ليأذن للطارق بالدخولِ و كانت السكرتيرةُ تخبره بوجودِ حبيبة هنا ليخبرها بأن تُدخلها سريعًا.
حبيبة: السلام عليكم.
ليبتسم آسر و يتقدم منها: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخبارك يا بيبة.
لتحتضنة حبيبة: الحمدلله يا آسو أخبارك أنتَ.
ليقول و هما يجلسان على أريكة بالمكتبِ: هه بخير الحمدلله.
حبيبة: هتلاقيها يا آسر إن شاء الله.
آسر بشرود: قلقان، قلقان يا بيبة كانت الأول بتخلص شغل بره مصر لكن حاليًا لا بتقبل و لا بترفض و لا بلمح طيفها، عايش بس على وهم و قلبي عايش في نار من بُعدها.
حبيبة: يا حبيبي ما أنتَ غلط برضوا أخدت البنت و سافرت و كأنك بتلاعبها!
آسر بعصبية: أنا عارف أني متنيل غلطان و هي غلطت لما شكت فيَّ المفروض أن في ثقة دا أساس شغلنا الثقة! و بعدين أنا لو عايز أقتل مش هكلف حد أنا مش صغير و أقدر أقتل أنا.
حبيبة: أهدى يا آسر.
ليحاول آسر الهدوء: كان في أي عشان تتعبي نفسك و تيجي؟
هات لولا و تعالوا اتعشوا معايا انهارده أنا قولت لمهند يقولكم بس حبيت أجيلك.
إن شاء الله لو عرفت هاجي معرفتش لولا هتيجي مع سيف.
أما في المدرسة دخلت شيري لالماس و هي تحاول مسك لسانها حتى لا تلفظ لفظًا ما و كانت الماس تنظر للسقف فتشعر بأحد يدخل المكتب فَنظرت لشيري و قالت ببرود: يا نعم خير؟
بنتي طالبة عندك و بتحبك جدًا ممكن تيجي تديلها درس؟
الماس: لا مقدرش اتفضلي…
شيرى متذكرة كلام آسر مهما حصل يا شيري تخليها تيجي للبنت فتقول: لا أييي دا ألماسة بتحبك جدًا و فرحت لما والدها وافق إنك تيجي تديها في القصر.
الماس: أنتِ والدة الماسة؟
شيري: أه.
الماس: تمام، موافقة أجي.
شيري: لقائنا إنهارده؟
الماس: بكرة.
لتنصرف شيري و تقول الماس بفرحة: اعاااا حبيبي لواحده اااا لواحده!
ألماسة، شيرى، لا لأ إستحالة يكون اتجوزها دا، تؤتؤتؤ يلا الفرخة مستنياني.
قالت آخر حديث وهي تنهض بحماس للخارج.
بداخل القسم التفتت نور لترى من ستعمل معهم لتهتف هي و سيف: أنتَ/أنتِ؟
نور بدهشة: أنتَ ظابط إزاي؟
ليرد سيف و هو مندهش كيف و هي كانت تنتحر بالأمس: أنتِ مالك أنتِ و بعدين أنتِ هبلة إمبارح محاولة انتحار و انهاردة ماسكة في متهم دي حركات مجانين.
نور بصدمة، فهو لقبها بالمجنونة الآن: مين دي إللِ مجنونة يا أهبل أنتَ! و بعدين أنا مكنتش بنتحر أنا بس مكنتش في وعي.
ليقول مهند بعدم فهم: واضح أنكم عارفين بعض بس ممكن تفهموني في أى؟
نور/سيف: ملكش دعوة.
ليجلس على مكتبه: أي دا أي دا أنا مالي يا لمبي، أنتم هتطلعوا عفريتكم عليَّا و لا أييي؟
سيف محاولًا الهدوء: استغفرالله آخر ما أشتغل أشتغل مع الاتنين دولا!
نور: مالهم دولا إن شاء الله قال يا قعدين يكفيكم قرف الجايين.
مهند بسماجة: شر، يا قعدين يكفيكم شر الجايين.
نور بعدم اهتمام: وات إي ر.
سيف بسخرية: وات إي ر! الله يرحم.
لتنظر له نور بقرف: أنا أتكل على الله بدل ما أقل أدبي أكتر من كده.
لتخرج و تتركهم مهند لم يفهم شيء و سيف لو كان قادرًا على قتلها لقتلها و تخلص من برودها و لسانها اللاذع.
أما بداخلِ الاتيليه كانت تقف وتدندن بعض الكلمات لإحدى الأغاني متشدقة: بروح كتير أماكن و بشوف ناس كتير لكن مبجبش سيرة عنك يا خضر يا أخويا و سعديه مفتقداك بشدة، و من يوم فراقنا حياتي ناقصها كلب، و مبسيبش نفسي لو حتى دقيقة من غير لقمة عشان مسيبش روحي تعاتبني على فراقك يا سي خضر، و خاصمة الزريبه إللِ اتقابلنا فيها عشان يهدى قولونى من الفول و ارتاح من الآلام، مبكلش المحشي عشان بيفكرني بمشاعرك يا سي خضر، و رغم الكلام دا مفتقداك بشدة، و مش بعرف أتغدا.
لتنهي تلك الكلمات و هي تضحك بشدة و تردف: بير سلم مفيش كلام!
فصيلة بجد يا نونة و همك دايمًا على بطنك يا بطيخة!
ثم همست بنفسها بعد وصلت ضحك جديدة مما تفوهت به: رامي فؤاد لو سمعني هيعتزل الغنى و الحياة عمومًا.
وقفت للحظة تُراجع حديثها لتهتف بتيه: رامي فؤاد مين؟! مش كان اسمه عصام فريد؟!
إيه ده مين عصام أصلًا!
ظلت تُحدث ذاتها كثيرًا حتى رست على قول: الشريط سف تقريبًا مني، أنا جعانة.
ابتسمت ابتسامة حمقاء وهي تنظر لبقايا الطعام أمامها…
قاطع وصلت الجوع المستمر تلك و الضحك رنين الهاتف معلن رنين صديقتها لترد نورسين بسرعة: ألو ها أجي عشان الغدا.
ليرد الطرف الآخر و ما كانت إلا الماس: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا أخت نورسين.
نورسين: السلام عليكم أنا جعانه.
لتضحك الماس: طب تعالي يالا أنا روحت أجيب الفرخة من عند أم حسن و مروحه البيت و نور كذلك.
نورسين: الله! صحيح انهاردة فراااااخ قشطه يا ميسو يا قمر يا روح قلبي مسافة الطريق و الفرخة تتاكل.
لتضحك الماس على تلك الجائعة دائمًا و تنهى المكالمة.
لتنادى نورسين من تعمل معها: بت يا رنا أنا هروح أنا و أنتِ خليكِ بقى.
رنا: ماشي يا نورسين مروحه تاكلي.
نورسين: أه يا أختي تيجي معايا.
رنا مسرعه: أه طبعًا يلا.
لتوقفها نورسين: يلا إيه! أنتِ هتقفِ في الأتيليه و أنا هطير أنا.
لترحل و هي تقول بخفوت: قال يلا قال دا أنا مستحمله الاتنين إللِ بيقسموني في الأكل بالعافية.
: يالا بقى يا بابي يا قمر.
ليرد آسر برجاء: عشان خاطري بلاش يا لولا، روحي أنتِ و أنا هكمل شغل أو أنام.
الماسة: اوه يا بابا مبتزهقش من النوم و الشغل؟ يالا بقى عشان بيبة متزعلش.
آسر: مش هتزعل يا لولا بجد مش عايز أروح.
ليقول سيف: بلاش رخامة يا آسر البنت عايزاك معانا.
الماسة و قد اشتغلت لديها عادة النساء: يالا يا بابا يالا يا يالا يا بابا يالا يا بابا يا قمر يالا يالا يالا.
ليشاركها سيف، و يقول الاثنان: يالا يالا يالا يالا.
ليقاطعهم آسر: خلاص.
ليصمت الاثنان و يدركان أنهما سيتعاقبان ليقطع صمتهم آسر: ماشي.
و صعد للأعلى لتغيير ملابسه على صوت ضوضاء الماسة الفرحة و سيف الَّذِي يشاركها الفرحة.
سيف: و الله، و عملوها الرجالة.
الماسة مكملة: و وقفوا قدام آسر و شغله.
ليضحك عليها سيف و يقترب منها: صحيح يا الماسة الساحرة الشريرة فين.
الماسة بفرحة: راحت بيتها يا مولاي.
سيف بسعادة: أووووه يعني إحنا هنقعد قعدة عائلية لطيفة.
أردفت الصغيرة بحماس وسعادة: أيون.
هبط آسر بعد قليل من الوقت ليتحركوا بسيارة واحدة كعائلة واحدة تُحب بعضها البعض، والحقيقة هم كذلك فقط بعض الظروف أنشأت فراغ بداخل كلًا منهم لكن ليس بينهم.
كانت زوجة آسر ورفيقته من تسانده بالعمل، ابنته الكُبرى فقد تزوجا باكرًا وكانت بالنسبة له صغيرة هو من اعتنى بها وضمها لكنفه وعمله وحتى أنفاسه كانت وما زالت تتشارك معه بها.
وأما سيف فقد كانت رفيقته قبل أي زيجة، رفيقته وأخته المدللة صاحبة الأوامر المُطاعة لولا الحياء لكان استقر معها بمنزل والدها!
حتى مهند طاله الفراق كانت رفيقته هو الآخر، بل المقربة منه، كانت المقربة للجميع، أخته الذي شاركته حب والده فقد أحبها محمود جدًا واعتبرها ابنته كسيف وآسر بالإضافة لابنه الحقيقي وفلذة كبده كما يُقال مهند.
وبالنهاية حتى وإن لم يلتقيا تظل والدتها التي تشتاقها باللحظة مئة مرة، رغم صُغر سنها إلا أنها تعي فراق والدتها وأن شيري ليست والدتها بل الساحرة الشريرة والفضل يعود في ذالك الأمر لوالدها وأعمامها، ماذا كان سيحدث إن كانت العلاقة بين شيري والبقية علاقة وطيدة؟!
صدع صوت الجرس داخل الشقة لتهتف نور: أفتحي يا الماس أنا بَغيَر.
الماس: حاضر
و اتجهت للبابِ: حاضر حاضر يا إلى على الباب.
لتفتح الباب و كانت نورسين تهتف بقوة: إيه! ساعة عشان تفتحوا.
الماس: و أنتِ عاملة هيصه ليه هي ناقصه وجع دماغ.
نورسين بسماجة: ملكيش دعوة، فين الفرخة.
الماس: في المطبخ على السفرة غيري و اغسلي أيدك و وشك و كدهون ماشى و أنا هروح أغير أنا كمان.
لتذهب الماس لتغيير ملابسها و تتجه نورسين إلى المطبخ و تغسل يديها و تنظر للفرخة على السفرة بسعادة بالغة لتنصدم و تقول باستنكار: أي دا هي حاطه صدر الفرخة بس ليه يمكن مش عايزاني أكل الفرخة كلها، هبلة أنا مش بحب غير الصدر، و هو كده كده يكفيني أصلًا.
لتجلس و تمسك صدر الفرخة: أكلك منين يا فرختي أكلك منيييين، من هنا و تقطع جزء من الفرخة لاء إلاء، من هنا، يميي تؤتؤ من هناك آآآه أكلك منين يا فرختي أكل منين.
عند الماس في غرفتها كانت تلف شعرها حتى سمعت طرقات على الباب و صوت مصاحب له و كانت نور: يلا يا الماس.
لتخرج الماس و تقول: يلا.
و يذهب الاثنان للمطبخ ليصرخان الاثنان من منظر نورسين: نورسين؟!
التعليقات