رواية قصة حنين( الجزء الثاني)الفصل الرابع عشر والخامس عشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى
رواية قصة حنين( الجزء الثاني)الفصل الرابع عشر والخامس عشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى
**في منزل خالد:**
تجلس سلوى على الأرض وهي تحدق في ذلك الشخص الذي يقف أمامها على باب المنزل وتقول:
_معقولة أنت يا عثمان؟
يتقدم عثمان نحو سلوى وخالد ويقول:
_خلاص يا سلوى، ألاعيبك كلها اكتشفت، وخالد عرف كل حاجة. أيوه أنا يا سلوى اللي حكيت كل حاجة لخالد وفهمته مين هي سلوى.
يركع خالد أمام سلوى ويقبض على شعرها بعنف وهو يقول بغضب:
_انطقي! فين ابني؟ عملتي فيه إيه؟ انطقي يا مجرمة!
تتألم سلوى بسبب مسكة خالد لكنها ترد قائلة وهي تضحك كالمجنونة:
_هاهاهاها… مات يا خالد، مات! وأنا اللي قتلته بإيدي دي. ولما بقيت عرفت كل حاجة وفتحت عينك يبقى كدا كفاية عليك.
وفجأة يشعر خالد بشيء حاد ينغرز في جسده. نظر بصدمة إلى سلوى التي تنظر إليه بحدّة، ثم نظر إلى السكين التي انغرست في جنبه الأيمن وقال بألم:
_معقولة يا سلوى! أنتِ حقيرة للدرجة دي؟
تضحك سلوى بصوت عالٍ ثم تبكي وتقول:
_ليه يا خالد فتحت عينك؟ ليه خلتني أعمل كدا؟ أنا… أنا بحبك والله العظيم، أنت أخويا الوحيد.
أجاب خالد بألم وهو يبتعد عن تلك العقربة:
_وعلشان أنا أخوكي الوحيد تعملي فيا كل ده؟ أول حاجة حرمتيني من عيالي ودلوقتي قتلتيني بإيديكِ.
تقترب سلوى من خالد الذي سقط أرضاً وهي تقول ببكاء:
_أنت… أنت السبب يا خالد. لو ما اتجوزتش بنت من الشارع وفضلتها عليّ وحبيتها كل الحب ده ما كانش ده حصل. لو كنت سبّتني أعيش حياتي زي ما أنا عاوزة ما كانش ده كله حصل. لو كنت سمحت لي أتجوز الشخص اللي أنا بحبه ما كانش ده كله حصل. أنت السبب يا خالد في كل حاجة.
ينظر عثمان إلى سلوى بدهشة ويقول بحزن وهو يجلس بجوار خالد:
_معقولة يا سلوى، لسه بتحبي نبيل بعد ده كله؟
تنظر سلوى إلى عثمان وتقول بحزن:
_هو خلاص مات.
ثم تضحك بصوت عالٍ:
_وتعرف مين اللي قتله؟ أنا.
أردف عثمان قائلاً بصدمة وهو يحدق في سلوى:
_أنتِ بتقولي إيه؟ أنتِ أكيد مجنونة.
تضحك سلوى بصوت أعلى وهي تقول ببكاء:
_أيوه، مجنونة. وأنتم كلكم السبب. هو خدعني وكسر قلبي لما سبني بعد ما عرف إني بحبه وراح اتجوز بنت من الشارع. هو دمر حياتي وحطمني من جوة ودفن مستقبلي. وانت… وانت قتلت روحي لما عملت اللي عملته.
عثمان بدهشة:
_كل اللي حصل كان برضاكِ يا سلوى، أنا مش غصبتك على حاجة.
تضع سلوى رأس خالد الذي غرق في بحر من الدماء على الأرض وهي تقول بينما كانت تمسح دموعها من على وجهها:
_هما الاتنين ماتوا دلوقتي، ومش بقي غيرك أنت…
عثمان بدهشة:
_قصدك إيه؟
وفجأة يسقط أرضاً عندما غرست سلوى السكين في قلبه مباشرةً وهي تقول وكأنها مجنونة، وقد تلوثت يديها وملابسها بالدماء:
_أوعى تنسى تقول لخالد ونبيل إني بحبهم أوي.
نظرت إلى السكين وهي تقول بشر:
_جاء دورك يا حنين… ولازم أخلص منكِ إنتي وأخوكي كمان.
ثم تحمل سماعة الهاتف وطلبت رقمًا مجهولًا، وقالت بعدما جاءها الرد من الطرف الثاني:
_إزيك يا حنين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**في المستشفى:**
يدخل عاصي إلى المستشفى وهو يركض مثل المجنون نحو الغرفة التي ترك فيها الجميع، وفجأة تقع عيناه على نوران التي كانت تقف تلعب في الهاتف كما لو لم يكن شيء قد حدث. ركض نحوها وهو يقول بصوت مخنوق بالبكاء:
_بابا فين؟ فين بابا وإيه اللي حصل؟
نظرت إليه نوران ثم قالت بخبث وهي تدّعي البكاء والحزن على ما حدث:
_بابا نبيل خلاص مات يا عاصي، بابا نبيل مات.
ثم تستغل ضعف عاصي في هذه اللحظة وتقوم باحتضانه وهي تقول بخبث:
_أنا… أنا مش قادرة أصدق إن خلاص بابا نبيل مات ومش بقي موجود معنا يا عاصي.
نظر عاصي إلى الفراغ أمامه وكلمات نوران تتكرر في أذنيه:
_بابا نبيل مات ومش بقي موجود معنا يا عاصي.
_بابا نبيل مات ومش بقي موجود معنا يا عاصي.
_بابا نبيل مات ومش بقي موجود معنا يا عاصي.
تهبط دموع عاصي على جبينه وهو يقول بينما يبعد تلك الخبيثة عنه:
_إنا لله وإنا إليه راجعون. طيب فين كاظم وماما؟
ترد نوران قائلة:
_ماما نوال أُغمي عليها أول ما سمعت الخبر ولسه ما فاقتش، والدكتور طلب من كاظم يخلص إجراءات المستشفى علشان نستلم الجثة… قصدي بابا نبيل.
عاصي: طيب، فضلي إنتِ مع أمي من فضلك لحد ما أخلص إجراءات المستشفى مع كاظم.
نوران بخبث: طبعاً يا عاصي، من غير ما تطلب، أنا هافضل جنب ماما لحد ما تفيق إن شاء الله.
**ومر الوقت سريعاً وبعد 24 ساعة:**
تمت مراسم الدفن والعزاء الخاصة بنبيل، والآن يجلس عاصي الذي نسي أمر حنين وأنه وضعها في منزل في مكان مهجور ولم يتصل ليطمئن عليها، وأغلق الهاتف. وبينما هو يجلس في غرفته، تأتي حنين على باله، فيقوم بفزع ويبحث عن هاتفه، وبعد أن وجد الهاتف، يفتحه ليجد أن حنين اتصلت عليه عشرين مرة. يطلب رقم حنين لكن الهاتف مغلق، ويردف قائلاً بخوف وهو يحاول الاتصال بها:
_حنين، ردي… أنا مش ناقص توتر، كفاية اللي أنا فيه.
لكن لم تجب حنين. يجلس عاصي على أطراف الفراش وهو يفتح الواتساب ليجد أن حنين بعثت له رسالة، وتقول في الرسالة:
_أنا آسفة أوي يا عاصي، بس مضطرة إني أخرج دلوقتي، أروح عند الأستاذ خالد. وآسفة مرة تانية لأني خرجت من غير إذنك، بس والله حاولت أتصل بيك كتير، بس إنت ما بتردش. وأنا أخذت 100 جنيه من المحفظة بتاعتك اللي انت نسيتها هنا. بعتذر مرة ثانية منك، بس أنا مضطرة والله العظيم…
يردف عاصي قائلاً بذهول بعد ما قرأ الرسالة:
_روحتي الفيلا عند خالد ليه؟ وانتي تعرفي انتي فين أصلاً؟
—
**في منزل الشباب:**
يستيقظ رياض على صوت رنين الهاتف ليجد رقم حنين هو الذي يرن عليه. يجلس وهو يفرك في عينيه ويقول بفزع وهو يضع الهاتف على أذنه:
_حنين؟ خير، إنتي كويسة؟
وفجأة يأتي صوت مجهول قائلاً:
_لو عاوز حنين تفضل عايشة، تعالِ على العنوان اللي أنا هقولك عليه.
رياض بفزع وصوت عالٍ:
_حنين مالها؟ وانت مين وعاوز إيه؟ ألو… ألو…
انقطع الاتصال… يأتي الشباب على صوت رياض العالي ويردف علي قائلاً:
_خير، مالك يا رياض؟ صوتك عالي ليه كده؟
رياض بصدمة وهو ينظر إلى الهاتف:
_حنين اتخطفت؟
محمد بدهشة: انت بتخرف؟ تقول إيه؟
يتبع
ياتارة سلوى هتعمل ايه في حنين وعاصي هيعرف اللي حصل لحنين ولا اي؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الفصل 15
في منزل الشباب…
صراخ رياض بصوت عالٍ وهو يحمل الهاتف في يداه.. الو الو الو انت مين وفين حنين أختي الووو.
لكن لم يجيب عليه أحد غير علي الذي أتي هو والباقية على صوت صراخ رياض وقال.. خير مالك يا رياض في اي على الصبح و حنين مالها..
نظر إليهم رياض بذهول الي الهاتف ثم الي علي الذي يتحدث و قال من بين دهشة وذهول!! حنين حنين اختط*فت؟
حدق الجميع الي رياض بذهول أردف محمد قائلاً بدهشة!! انت بت*خرف تقول اي؟؟
أردف على وعماد وزياد قائلون في صوت واحد.. انت بتقول اي يا رياض؟؟
أجاب رياض و اصبح يبكي خوفاً على شقيقته وأصبح عاجز لا يقدر على فعل شيء من أجلها قال بترجي و هو ينظر إلى الشباب بعين دامعة… أختي اخت*طفت ومش عارفه مين ولا ليه اخت*طفت في حد اتصل على دلوقت وقالي لازم اروح له على عنوان هو يبعثوا و قالي لو ما رحت على العنوان ها يقت*لوها؟
ثم بكي بقوة وصوت شهيقه أصبح يسمعه الجميع و أكمل حديثه قائلاً:. بس انا هروح ازي بعد اللي حصل لي ده بالله عليكم انقذوا أختي أنا ما لحقت اقعد معها حتى ..
ذهب الشباب نحوا رياض وعنقوا و أردف محمد قائلاً:. بس اهدي يا رياض ما تخفيش بس فاهمنا الشخص ده قال اي بضبط و احنا أن شاء الله كلنا معاك ونرجع حنين بسلامة بأذن الله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حنين
تجلس حنين علي كرسي مقيدة اليدين والقدمين، ويظهر أنها مخشي عليها، وبعد مرور الوقت، تفتح عيناها ببطيء شديد، وهي تتذكر ما حدث معها..
((فلاش باك))
في المنزل الذي ترك عاصي في حنين، تجلس حنين ارضا وهي تبكي وتدعي الله ان يكون كل شيء بخير، و فجأة تقع عيناها على محفظة عاصي الذي تركها علي الطاولة ونسي أمرها، عندما اتصل به شقيقه واخبره بما حدث، تنهض حنين وتتقدم نحو الطاولة وتحمل المحفظة النقدية بين يديها أردفت قائلة….
_عاصي نسي المحفظة هتصل علي اعرفوا.
وبالفعل حملت هاتفها، وطلبت رقم زوجها اكثر من مره لكن كل مره كان يعطيها مغلق، اغلقت الهاتف و لم تمر لحظة الا ورن الهاتف، حملته بلهفة تجيب عليه حتى قبل ان تري من المتصل، فكانت تفكر ان المتصل هو زوجها عاصي، فقالت بصوت ملهوف ومرتفع قليلاً:
_ايوا يا عاصي بابا نبيل عامل اية؟ وانت نسيت محفظتك في…
وفجأة يقاطعها عن الحديث صوت مجهول قائلاً بصوت غليظ..
_انا مش عاصي واسمعي هقولك اي لو عاوزة تشوفي الاستاذ خالد قبل ما يمو*ت تعالي على العنوان اللي وصل لكي علي الواتس.
نظرت حنين بدهشة الي شاشة الهاتف وهي لا تفهم شيء، ولم تجد غير رقم مجهول، ارجعت الهاتف علي أذنيها وأردفت قائلة بفزع..
_انت مين ومالوا الاستاذ خالد الو الو مين معايا.
((باك))
وهنا استيقظت حنين ورجعت الي رشدها وهي تقول بفزع..
_أستاذ خالد.
وهنا اكتشفت أنها مقيدها لا تستطيع الحركة، ولم تري شيء سو الظلام في المكان التي به مظلم بالكامل، صرخت بأعلى صوت تمتلكه حنجرتها في اهوال الظلام قائلة:
_استاذ خالد، حد هنا؟ لو في حد يساعدني بالله عليكم..
لكن لم يجيب عليها احد فبكت بكاء شديد وهي تقول الكلمات الغير مفهوم من بين بكائها..
_بالله عليكم حد يساعدني حد يرد عليا، عاوزة حد يفهمني اي اللي بيحصل، ليه كل ده بيحصل ليه ليه نفسي اعرف ليه هو سابنا ليه لم عرفت ان هو بيكون ابوي ظلمني وسبني، كان نفسي في الواقت ده يأخذني في احضانه ويحسسني ان انا لي سند يمسكني قبل ماقع، نفسي اخدوا انا في حضني انا دلوقت، واقول له اني مسامحا على كل حاجه، واني بحبوا وبعتبروا قدوتي ومثلي الأعلى في الحياة حتي قبل ما أعرف ان هو ابوي..
وفجأة اشعل أحدهم الضوء و قال بصوت غليظ..
_حلوا اظهر ها نستمتع بعذ*ابك قبل مو*تك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عائلة عاصي
يركض عاصي على الدرج و هو شارد الذهن يفكر في حبيبته حنين، وكانت نوران تجلس في الصالون وفجأة تقع عيناها على عاصي الذي لم يراها من الاساس, أردفت قائلة بتسأل و هي تنهض من على مقعدها..
عاصي خير في اي؟
لكن أستمر على في الركض ولم يهتم الي أمرها أو أنه لم يسمع ما قالت، واركب السيارة وذهب متوجه الى المنزل التي ترك في زوجتها، بين ظلت نوران واقفة مكانها والفضول ينهش في عقلها وتفكر ما هو السبب الذي جعل عاصي في هذا الحال، أردفت قائلة و هي تضع صباعها في فمها بشكل طفولي..
_غريبة مالوا عاصي ، بس الغريب اكتر فين حنين من امبارح ما فيش حد شافها ولا يعرف هي فين؟
وفجأة ياتي كاظم من خلفها قائلاً..
_ لو سمحت يا نوران ممكن تروحي تقعدي مع أمي لحد ما إرجع؛ عندي مشوار مهم ولازم اروح عليه وخائف اسيبها لوحدها، حتى مش عارف عاصي أختفى كدا وراح على فين.
نظرت نوران خلفها واردفت قائلة بفزع من قدوم كاظم المفاجئ و وضعت يديها على صدرها من الفزع..
ــ في ايه يا عم انت خضتني، وبعدين مشوار ايه المهم اللي انت هتروحوا و عاصي لسه خارج دلوقتي حالا و كنت بكلموا معبرنيش حتى ولا رد علي.
عقد كاظم حاجبيه باستفهام وهو يقول بتسأل.. عاصي خرج راح فين دلوقتي؟
نظرت نوران اليه بضيق وهي تقول.. يا غبي انا باقول لك خرج وكنت باكلموا ما ردش علي في رايك هيقول لي هو رايح فين.
كاظم و هو يغادر.. طيب يا نوران لو مش كنت مستعجل كنت عرفتك مين الغبي..
نوران بصوت عالي.. استني طيب قولي رايح فين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكان مجهول
يقف عاصي بجوار السيارة ينتظر قدم أحدهم وبعد دقائق، يأتي ثالث اشخاص وركض احدهم نحو عاصي و هو يقول..
عاصي كويس انك سمعت مني وجيت.
أجاب عاصي على الشخص بضيق و هو يقول..
ـــ اخلصوا قولوا عاوزين اي؟ عشان مستعجل.
اجاب الشخص قائلاً وهو ينظر الي الاخرين بتوتر..
_فين حنين يا عاصي.
عاصي بغضب..
جايبني هنا علي ملى وشي علشان تقول لي فين حنين يا عاصي.
أجاب احد الأشخاص قائلاً: وانت تعرف هي فين دلوقتي يا أستاذ عاصي..
شعر عاصي بالقلق و أردف قائلاً بتوتر..
_ايوا اعرف هي فين اامال انتم اللي هتعرفوا يعني.
احد الأشخاص..
_طيب هي فين.؟
أردف أحدهم قائلا بصوت عالي..
_اسكت انت يا زياد دلوقتي.
ثم نظر الي عاصي قائلاً: اسمع يا أستاذ عاصي جه أتصال تهديد للرياض اصبح وقال له ان حنين اتخط*فت وهم طالبين رياض وقالوا له لو ما راحش على المكان المطلوب هيقت*لوا حنين واحنا اتصلنا بحضرتك علشان نشوف حل للمشكلة دي مع بعض. ولازم نلاقي حل بسرعه لان رياض مش هيقدر ينفذ اللي هم قالوا له عليه وفي نفس الوقت لازم نعرف فين حنين ونرجعها قبل ما الناس دي يعملوا فيها حاجه؟
وضع عاصي يداه على جبينه وصمت لبعض الوقت يحاول ان يستوعب ما يقال له ثم قال..
_انتم أكيد بتهزروا انا سايب حنين في مكان مافيش حد يعرفوا ازاي هت*تخطب.
ثم توجه نحو السيارة و هو يقول..
_انا مش فاضي لالعب العيال بتاعكم ده.
تكملة الرواية بعد قليل
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
التعليقات