رواية أشباه عاشقين للكاتبة سارة ح ش الفصل السادس عشر
(سيف)
احياناً اشعر ان القدر منحني بعض الحظ عندما جعل ميرنا ذات قلب نقي، تسامح بسرعة. وتنسى اسرع، تكون ساذجة بأمكان فتات من السعادة ان يعيد ثقتها بي.
ووقف القدر ضدي عندما حولني لشيطان اخرس، اتألم لما يجري لها ولكني راضي، فلو خيروني مئة مرة فلن اتراجع عما افعله، ان كنتم تبحثون عن الشيطان، فأنا هو بحد ذاته!
تعانقت ابصارنا لفترة من الزمن دون ان يجد اي احد فينا مايقوله، لاهي بأمكانه استيعاب صدمة ما نطقت به. ولاانا اجد حروفاً مناسبة بعد ماقلت. وكأن حروف ابجديتي كلها تبعثرت مع نظرات الذهول تلك التي اكتست عيناها وهي تحدق بي!
– عن. ماذا تتحدث انت؟
قالتها وهي تحاول كتمان صوت شفتيها بأطراف اصابعها. رفعت زاوية فمي بأبتسامة وانا اقول:
– تزوجيني!
– هل فقدت عقلك؟ نحن بالكاد نعرف بعضنا منذ اشهر!
امسكت كلتا يديها بين يداي وقلت لها بحزم: – هل تحبيني ام لا؟
فأجابتني بتشتت: – اجل ولكن.
– ان كنتِ تحبيني فلن تحتاجي لكن في جوابك!
ضحكت بخفة وقد نست تماماً الخبر الصادم الذي تلقته قبل دقائق عن احتمالية افلاسهم وقالت لي:
– سيف نحن في الحمام. وقدمي مجروحة. أتظنها الطريقة الملائمة لطلب يدي؟
رفعت كتفاي وانا اجيبها:
– ولكني اجلس على ركبتاي. ألا يفعلون ذلك في الافلام حين يطلبون يد احداهن؟
– اجل ولكن ليس بظروف كهذه.
ثم اكملت فوراً ببؤس وكأنها تذكرت لتوها: – وليس مع هذه الانباء السيئة!
شددت من قبضتي على يديها وانا اقول: – انا لدي الحل لنخرج من هذه الازمة. لذلك اتركِ هذه الازمة جانباً واخبريني. هل تتزوجيني؟
– وما هو حلك بالضبط؟
– ميرنا انا اسألك. هل تتزوجيني؟
– وايضاً لا اظن ان.
فقلت بحدة:
– ميرنا؟
فأجابتني ببلاهة:
– ماذا؟
لأجيبها ببلاهة اشد:
– تتزوجيني؟
وهنا حدقت داخل عيناي. وكأنها ادركت للتو اني اتحدث بجدية تامة، رأيت شبه ابتسامة تصارع للخروج على شفتيها ولكنها ترفض وتعاند وتكتفي بالصمت. احطت رأسها بين يداي واستند بجبيني فوق جبينها وانا اقول بهمس:
– سأسألك للمرة الاخيرة وان لم تجيبي سأقدم على اكبر تصرف احمق في حياتي، ميرنا ادهم اليوسفي. هل تقبلين الزواج بي ام لا؟.
اغمضت عيناها وكأنها تحاول عيش هذه اللحظة بكامل احساسها ورفعت يديها بتردد لتلامس اصابعها جانب وجهي بلطف واخذت نفساً عميقاً قبل ان تهمس لي:
– اعشق حماقتك!
تبسمت لأجيبها بهمس ايضاً:
– وانا اعشق جنونك!
– سيف؟
– نعم يا سبب تبعثري؟
– لن تؤذيني؟
وهنا فتحت عيناي بألم لأقابل تلك الدموع الصامتة التي تنزل ببطئ من بين جفنيها المغمضتين، رفعت ابهامي لأمسحها لها برفق وقلت: – اتمنى ان لاافعل!
– ولن تتركني؟
– سأتشبث بك لأخر لحظة في حياتي حتى وان تركتني!
هزت رأسها برفض وهي تقول: – من الاستحالة ان اتركك!
قبلتها برفق من جبينها وانا اهمس بنفس الطريقة: – تتزوجيني؟
نظرت نحو عيناي بأبتسامة وهي تومئ لي بعيون بريئة تزينها دموع السعادة وقالت: – نعم!
وهنا لم انتظر اكثر من فرط سعادتي. وآلمي! وقمت بضمها بين يداي بقوة، اليوم هي قبلت بسيف. وتركت يوسف! نعم كلاهما الشخص ذاته. ولكن بالنسبة لي. وليس بالنسبة لها!.
فهل يا ترى اليوم ستكون نهاية البحث عن يوسف بالنسبة لها لتبدأ حياة جديدة مع سيف؟ مجرد التفكير بالامر اشعرني بأحباط مؤلم!
دقائق اخرى مرت علينا ضمدت فيها قدمها بشكل جيد قبل ان ننهض للخروج. وقفت ميرنا تريد الخروج ولكن يدي قبضت على معصمها بقوة واوقفتها. نظرت نحو وجهي المقتضب بعدم فهم وقالت:
– ماذا هناك؟
لم ارد عليها بشيء وقمت برفع شعرها المنسدل بجانب رقبتها لأتأكد مما لمحته من بين الخصلات، بقعة حمراء اخرى كتلك التي رأيتهم في المطعم يظهرن على جسدها، قلت لها بحدة فوراً:
– ماهذه يا ميرنا؟ هل ستخبريني انه لاشيء مهم ايضاً؟
نظرت بأستغراب نحو المرآة لتفتح عيناها فوراً بنظرات يشوبها بعض الارتباك وهي تنزل خصلات شعرها مجدداً وتقول لي:.
– انها كدمة اعتيادية سيف، انه نزف داخلي طبيعي يحدث عند تمزق عضلة او تلقي ضربة ما!
نظرت لها بتشكيك. جزء بداخلي يخبرني انها محقة، وجزء اخر يطلب مني عدم تصديق هذه السخافة!
تركتني من دون تعليق اخر وسبقتني بخطوات كي تجبرني على الرضوخ لختم النقاش عند هذه النقطة!
خرجنا من الحمام وجلست ميرنا بجوار امها لتلف سلوى يديها حول كتف ميرنا بلطف. حركة جذبت نظري فوراً. فلم اعتاد على اللطف بين سلوى وميرنا. هل يعقل ان علاقتهما تحسنت؟ وان سلوى اصبحت الام الحنون فجأة؟ او بالاصح زوجة الاب الحنون!
تركت هذا الامر -رغم اهميته بالنسبة لي- جانباً ونظرت نحو ادهم الذي لايزال يحتفظ برأسه بين يديه وينكسه ارضاً وقلت بنبرة رصينة وجادة:
– سيد ادهم. هل بأمكاننا التحدث بأنفراد لو سمحت؟
رفعت ميرنا نظراتها بتشكك إلى فرسمت ابتسامة مكتومة فوق وجهي ففتحت عيناها بدهشة فوراً وحاولت بشتى الطرق ان تحذرني بنظراتها ان اصمت ولكن عنادي كان اكبر. لقد قررت وانتهي الامر ان اطلب يدها الان من ابيها دون ان انتظر اكثر، اريد الاسراع بأنهاء هذه المهزلة. فأنا اشعر ان ضعفي مع ميرنا في تزايد مستمر وقد ينتهي الامر بركن انتقامي جانباً -وابداً- فقط كي احتفظ بلذة السعادة التي تشعرني بها وانا بجوارها!
نظر إلى ادهم بضياع وكأنه ليس معنا في هذا العالم. نظراته كانت تائهة. وحزينة!
شيء ما وخز لي قلبي من حالته هذه. ولكني لم اعد ابالي بهذه الوخزات كثيراً!
نهض من مكانه بصمت وسار خطوات تبدو مجهدة وتقدمني نحو المكتب. تبعته الى ان وصلنا واغلقنا الباب خلفنا لنكتم اصوات حديثنا عن الانسياب لأحد.
رمى ادهم جسده بأنهاك على الكرسي خلف المكتب بينما انا احتتلت الكرسي المقابل له، سمعته يتمتم وكأنه يتحدث لنفسه:.
– خسرت كل شيء من اجله في الماضي. وعوضني، فمن لي بعده الان؟!
لم افهم من يقصد ولا على من يتحدث. بقيت انظر الى وجهه الذي يذكرني نوعاً ما بأبي. تألمت ان الامور تحولت بهذا الشكل السيء بيننا. كم يؤلمني ان تنتقم العائلة من بعضها، لطالما كان ادهم لطيف معي في صغري، لااعرف ماالذي جعله يفعل بنا هذا، ربما هو كله بسبب تلك اللعينة سلوى التي غيرته، فليتحمل اذاً عقبات الانصياع لها بهذا الشكل!
– ماذا سنفعل الان؟
سألني بحيرة فأكتفيت بالتحديق به ببرود، ف بيدقي قد تمكنت منه كلياً وحان الوقت لأسقط ادهم بشكل تدريجي نحو الهاوية ولن يشعر بنفسه ألا وهو قد خسر كل شيء. لذلك لست مضطراً للتملق له بعد الان وادعاء كوني الشاب المهذب بشكل كلي، يكفي الوقت من التهذيب للوقت الحالي!
اخرجت دفتر الشيكات من جيب سترتي ودونت فيه بصمت تحت انظار ادهم الذي لايفهم ما افعله…
ثواني واقتلعت الشيك من الدفتر ومددته بأتجاه ادهم. سحبه من يدي بأستغراب وتوسعت عيناه فوراً بذهول عندما قرأ المبلغ المكتوب، نظر لي بعدم استيعاب وهو يقول:
– ماهذا؟
ارحت ظهري على الكرسي وانا اقول له:
– المبلغ الذي سيحافظ على سمعة شركتنا من دون اعلان افلاسها وانسحاب الشركات البقية من الصفقات التي تجمعنا بها!
حملت نظرته بعض التشكيك. فالمبلغ الذي قدمته له لايمتلكه مجرد موظف عادي حتى وان كان نائب رئيس شركة! وهنا حان الوقت لأختلاق قصة مقنعة:
– لقد ورثت بعض المال منذ فترة مضت وقررت انشاء شركة صغيرة خاصة بي، ولكن مع سوء الاحداث الحالية ما رأيك ان اصبح شريك لك في شركتك مقابل انقاذك من هذه الخسارة؟
لو كان شخص غير ادهم لشك بالامر فوراً وربطه مع خسارة شركته. ولكن ثقته بي جعلته يصدق كل حرف قلته بل ويراني الشخص الصالح ايضاً لأني سأتنازل عن حلمي في تأسيس شركتي الخاصة والرضا بمشاركته شركته…
حدق في الشيك ملياً وانا متأكد انه في صراع داخلي لايحسد عليه! فخطوة كهذه ليس من السهل قبولها.
– وايضاً.
رفع بصره بجمود نحوي فقلت بهدوء:.
– كي نكون واثقين من بعضنا بشكل تام دون ان نشك في بعضنا الاخر في يوم. علينا ان نكون قريبين من بعضنا. علينا ان نكون عائلة، فالعائلة لاتخون بعضها!
قلت جملتي الاخيرة بأقتضاب لم استطع السيطرة عليه واخفائه ولااعلم ان استطاع ادهم ملاحظته او لا، ما اعلمه ان حركتي التالية هي النهوض من مكاني والوقوف بأحترام امام ادهم وانا اقول:
– سيدي، اود ان تشرفني بقبولك بزواجي من ميرنا!
(ميرنا)
قدمي تنقر الارض من تحتي. اصابعي تتشابك مع بعضها. انفاسي ترتفع وتنخفض بجنون، ماذا انا؟ انا كتلة من التوتر بسبب ذلك الاحمق!
– لا تبدين على مايرام!
التفت نحو امي وانا اقول ببلاهة:
– عفواً؟
فأعادت جملتها بنبرة اعلى قليلاً تظن اني اصبت بصم مفاجئ:
-اقول انكِ لاتبدين على مايرام!
– اها.
قوست حاجبيها وهي تسخر من بلاهتي:
– اها؟ أهذه اجابة لسؤالي؟
وايضاً ضحكت ببلاهة فأنا لا اركز ابداً فيما تقول واحاول مسايرتها فقط! فقالت لي بجدية:
– مابكِ؟
اعدت خصلة شعري خلف اذني وانا ارفع كتفاي مدعية عدم الاهتمام بينما اقول:
– لاشيء امي، انه بسبب الاخبار السيئة فقط!
– وهل الاخبار السيئة تحزننا، ام توترنا؟
ثم قالت بأبتسامة ماكرة:
– ماذا قال لكِ في الحمام ليجعلكِ بهذا الشكل؟
حدقت في عينيها بتردد لثواني ثم ضحكت فوراً بخجل وانا اقول بينما استدير بكامل جسدي اليها وهي تجلس بجانبي:
– حسناً، لقد طلب يدي للزواج!
فقالت بذهول:
– اليوم؟
فقلت بحماس:
– أيمكنك ان تتخيلي؟ وانا ايضاً لم اصدق وقلت له ان اليوم ليس مناسباً ولكنه بقي مصراً!
هزت رأسها بتفهم وهي بالكاد تكتم ابتسامتها:
– اها. اذاً؟
– ماذا اذاً؟
– بماذا اجبته؟
شعرت بالدماء كلها تتصاعد نحو وجهي لتحوله اشارة مرور بشرية وانا اجيبها بخجل وخفوت:
– حسناً، بعد موافقتكما طبعاً، فأنا. اعني.
– وافقتي!
ضحكت وقلت:
– اجل!
بقيت تحدق داخل عيناي لثواني ثما ما لبثت ان ظهرت شبه ابتسامة على شفتيها حاولت قدر الامكان اخفائها ولكنها تفشل ببراعة. ادعت عدم اهتمامها وهي تعبث بأظافرها وتقول ببرود:
– حسناً اذاً، تهانينا!
بقيت احدق في وجهها اراقب تلك الابتسامة التي تصارع للهروج ولكنها تغتالها. تبسمت بسعادة وانا استكين برأسي فوق صدرها واحاصر خصرها بيداي واقول:
– اعلم انكِ سعيدة من اجلي. وبشدة! لذلك لاتحاولي اخفاء ذلك فلم اعد اصدقه!
شعرت بيداها المرتطفة تترد لوهلة ثم ترتفع ببطئ لتحوط رأسي وتضمني اكثر اليها بينما تقول بخفوت:
– انا كذلك بالفعل!
رفعت رأسي لأواجه عيناها المكتسية بطبقة خفيفة من الدمع:.
– لن تغضب منكِ ان احببتني امي. فلتنسي وعدك السخيف ذاك!
– ولكن هذا ليس عادلاً!
– بل عادلاً. كم عمري عندما ربيتني؟
طرفت بعيناها بعدم فهم بادئ الامر ثم قالت:
– شهر!
– وعمري الان 26سنة، اظنها مدة كافية لتمنحك حق الامومة!
وضعت يدها برفق فوق خدي وهي تقول لي بعطف:
– ياسمين فقدت كل شيء ياميرنا. وانتِ اخر شيء حاولت التمسك به ولم تستطع، لذلك حاولي ان تتمسكي بها انتي!
– انا كذلك امي. ولكن لا اريد فقد كلاكما.
زفرت بضيق ويأس من مناقشتي العقيمة واشاحت وجهها جانباً كما فعلت انا. ولكن اشحته برضا. فهذه المرأة بدأت تكسر قشرتها الصلبة شيئاً فشيئاً معي ولم تعد كما عهدتها، فمحادثتنا الاخيرة قد كشفت الكثير من الاشياء!
قطع علينا شرودنا سديم وهي تحضر القهوة من اجل امي. التفت اليها بأبتسامة وانا اقول:
– عزيزتي سديم. هل ستأتين معي لنتضبع اليوم؟
قلبت سديم بصرها بأرتباك ما بين نظراتي ونظرات امي الحادة بأتجاهي وقالت بتلعثم وحيرة:
– أنا، كما. كما تشائين انستي!
– حسناً اذاً، سنخرج اليوم!
اومأت موافقة وبصرها لايزال معلق بأمي تخشى ردة فعلها ثم ما لبثت ان تركتنا وانصرفت قبل ان تتعرض للتوبيخ من امي. فممنوع على الخدم ان يخوضو احاديث مع اسياد البيت وضويوفهم ومهمتهم الاجابة على الاسئلة الموجهة اليهم بأختصار من دون الاطالة بالكلام، اعلم. انها قوانين سخيفة وساذجة، ولكنها قوانين السيدة سلوى ولم يجرؤ احد على مخالفتها!
نجت سديم من التوبيخ. ولكن انا لا! ما ان رحلت حتى التفتت امي إلى بحدة وهي تقول:
– تتبضعين معها بصفتها ماذا؟
رفعت كتفاي بعدم اهتمام وانا اقول:
– بصفتها شابة مثلي وسأستمتع بمرافقتها!
– هناك كثير من الشابات في.
قاطعتها بحدة:
– من الطبقة الارستقراطية! تعلمين اني لا اطيقهن!
زفرت بضيق وارتشفت القهوة على مضض وهي تتمتم بضيق:
– لا يمكنك ابداً ان تغيري اطباعك الحمقاء والساذجة!
وقبل ان تجيبها اخرس لساني فوراً صوت انفتاح باب المكتب. وبكل بلاهة نهضت من مكاني ونظرت له بلهفة. ووجدت ابتسامة لطيفة يحاول كتمها وتأبى ذلك وتزين له ثغره. ما بالهما هو وامي بكتم الابتسامات؟
تقدم بأتجاهي فأسرعت بأتجاهه فوراً متناسية وجود امي حتى!
وقفنا على مسافة منها وسألته بهمس:
– ماذا قال؟
فضيق عيناه بمكر وهو يسألني:
– ألا يفترض ان تكوني خجولة وما شابه ذلك وتدعيني اخبرك قبل ان تسأليني؟
ضربته بنفاذ صبر على كتفه وانا اقول:
– هل ستتكلم ام ماذا؟
امسكني من مرفقي بقوة وهو يهمس لي:
– سأكسرها لكِ ان ضربتني مجدداً.
ثم اكمل وهو يغمز لي:
– عليكِ احترام زوجكِ يا حمقاء!
كتمت شهقة سعادتي فوراً وانا اكمل همسي:
– هل وافق؟
فنظر نحو امي ليتأكد انها لاتنظر الينا فنظرت من باب الفضول فوجدتها مستمرة بشرب قهوتها وتدير ظهرها لنا فعدت بوجهي له اريد ان اكمل حديثي فتفاجئت بقبلة سريعة يمنحها لي فوق خدي قد اصابتني بالشلل بكامل جسدي وانا احدق فيه ما بين صدمة وعدم استيعاب فتبسم وهو يقترب ليهمس في اذني قائلاً:
– لو لم يوافق لما تركته حي يا بلهاء!
ثم منحني قبلة اخرى بنفس الموضع قبل ان يتركني ويغادر، وانا؟ انا في عالم اخر مفصول تماماً عن العالم المحيط بي، انا مجرد عاشقة ساذجة، كحال اي عاشق اخر. لاشيء اخر يشغلنا سوى تلك النبضات العنيفة التي تزعزع لي كياني وتبعثر لي روحي.
التعليقات