التخطي إلى المحتوى

رواية جرح الماضي للكاتبة رؤى جمال الفصل السادس

: قال أي مش متحركة من البيت إللِ أما تنضفي زبالتك، دا عند أم لُطفِى إللِ بتنور و تطفي.
كانت تسير بوجه حزين حتى رأت إحدى الكافيهات الّتي تعشق وجباتها لتبتسم بسعادة و تدخل تجلس و تبدأ بطلب الطعام.
مهند في الهاتف: ألو ألو أقفِى فِى حتى فيها شبكة، أيوة كده، ها أنا دخلت الكافية أهو أنتِ فين.
نور و هي تنظر لِمَّا فعلته نورسين: معلش يا مهند البيت عندي يضرب يقلب و لازم يتنضف، فمش هعرف أجِى.

مهند: دا أي الرخامة دي بس!
نور و هي تنظر لالماس الّتِى دخلت و تشير لها بأن تنتهِى حتى يُنظفوا المكان: sorry.
مهند و قد رأى نورسين و عرفها: لا عادِى سلام.
ليغلق الخط فِى وجهها فتتعجب نور من ذلك و تنظر لالماس: أهبل دا و لا عبيط؟
مين ده؟
واحد زميلي في القسم فكك.

داخل إحدى مدن الألعاب يقف سيف و يرتدِى تيشرت أسود و جينز أسود و آسر كذلك بإختلاف التيشرت فهو رمادي و الماسة تنظر لهم بإبتسامة و سعادة و ترتدي بلوزة بالون القرمزي و جينز.
الماسة: مكنش ليه لزوم و الله الإبتسامة إللِ من تحت إسنانكم دي يا أهلي و الله.
سيف: أبو سخافتك يلا قولي عايزة تركبي أي.
الماسة: لا لأ سيفو يا حبيبي أي الشروط، الخسران ينفذ الأوامر بهدوء و لا أي يا باشا.

آسر: صح، يلا شوفي عايزة تلعبي أي.
الماسة: أشطر كتكوت أنت، يلا.
لتسير و هما خلفها فيهمس سيف لآسر: هىَّ مصدقة إنها كسبتنا في دورين الكوتشين قوىِّ كده ليه!
اكتم خلينا نخلص و نروح.
ماشي يا أخويا أنا معاك أنتَ و بنتك للآخر و هلعب أيّ لعبة إلا…
بيت الرعب هنلعب بيت الرعب.
قالتها الماسة بسعادة شديدة ليضحك آسر بصخب و يندهش سيف و هو ينظر إليها.
الماسة: أي يا باشا بتضحك ليه؟

آسر و هو يجذبها و يسير: مفيش حاجة يا بنوتي يلا نروح نجيب التذاكر وااااا
الماسة: نلعب يا بوب.
آسر و هو يضحك: نلعب بس في تريلة وقعت ورى نجيبها و لا.
نظرت الماسة لسيف: تعالى يا حظابط متخفش.
سيف: أنا خايف من إللِ هيحصل بعد العرض بس أمري لله.
ليضحكان عليه و يتجهوا لجلب التذاكر.
مهند و هو يجلس و يجذب البيتزا من نورسين: براحة على نفسك ليحصلك حاجة و أنا محتاجك.
و أنهى كلامهُ بغمزة و هو يأكل قطعة بتلذذ.

لتنصدم نورسين فمن يقدر على أخذ الطعام من يدِها هكذا حتى ترى أنه ذلك الوقح كما لقبته: أنتَ مجنون ياض حد سمحلك تقعد و لا تاخد بيتزيتي.
مهند و هو يأكل: ذوقك حلو فِى البيتزا زي ما هو حلو في كل حاجة.
يا ولا يا ولا كده أضعف أنا و أقع في حب روميو و أبقى جوليت الهبلة صح أنتَ أهطل ياض.
شتيمة كمان و هرمي البيتزا دي في وشك.
لا و على أيه دي البيتزا حلوة.

لتسحب منه قطعة بيتزا و تأكل و بعد انتهائها: أطلبلي بيتزا كمان هه.
أي دا ليه؟
عشان أكلت البيتزا.
أنا دي قطعة واحدة.
خلاص خلاص شكلك جِلده، من فضلك اتنين برجر، شوف أنا سالكة إزاي طلبتلك معايا عشان متبصليش في الأكل بس.
اسمك أي؟
نورسين.
نون سين و لا نون صاء.
ما تقلش تاني ياض.
ياض في عينك إتلمي بقى.
لتضحك: sorry.
ضحكتك حلوة يا نورسين، صح كده!
صح يا باشا و أنتَ اسمك أي؟
مهند.

مهند لطيف الاسم بس نورسين ألطف تحسه كريِيت كده.
ليضحك بدهشة: كريِيت! أنتِ عارفه يعني أيه كريِيت؟
إحم no قولي أنتَ…
يعني مُبدع، إبداعيّ كده يعني.
خلاص نورسين تحسه إسبشيل Special مميز هه أنا أصلًا شاطرة في الإنجلش.
لا بجد و يضحك عليها طب يا أشطر نورسينَ و أحلى بنوته.
ما تسبلي يا عم كمان و تضحك أطلب بيبسي و شيبسي كمان يلا.
ليضحك: حاضر يا نورسينَ.
و لا أقولك خلاص أنا هطير أنا اتشاو.

لترحل نورسين و ينظر في أثرها مهند بإبتسامة و يتذكر منظرها و هي تأكل فيضحك.
يتذكر مهند و هو يحرك السيارة و يشق الطريق منذ أيام عندما كان يتصفح إحدى مواقع السوشيال ميديا و كان الفيس بوك حتى رأى صفحة نورسين عرفها من الصورة حتى إنه ظل يُقلب في الصور و البوستات حتى دخلت الماسة و قاطعتهُ لتزداد إبتسامتهُ إتساع.
ليمر الليل سريعًا بسعادة و تنير الشمس الكون بِقُدرة الله.

داخل المدرسة سحبت الماسة يد أحمد و خرجوا من الفصل و الماسة تقول: أخيرًا Break تعالى عندي كلام كتير احكهولك.
أحمد: احكي يا لولتي.
لتضحك و هِىّ تروِى ما حدث معها بالأمس: بس دخلنا بيت الرعب بقى يا أحمد و فهمت عمي كان خايف من إيه.
أي؟
طول ما إحنا جوه و أنا بمسك أيده جامد و بقرصه و تكمل وهي تضحك و مش كده و بس بوشكاش بيضحِىّ عضيته و أنا خارجة وووو.
خلاص كل إللِ فِى بطنك!
لتهز رأسها بمعنَى نعم.

أففف و روحتوا طبعًا.
بالظبط ها و أنتَ عملت أى امبارح.
زرعنا ورد امبارح و فل و ياسمين أنا و ماما و الورد بلدي.
بجد! أنا بحبه قوى يا أحمد.
خلاص أول وردة تطلع ليكِ.
لتمر الأيام و في إحدى الأيام كانت الماس بالمكتب ليدخل أمير: الماس: خير يا أستاذ أمير في حاجة؟
أمير: مس الماس بصراحة كده أنا معجب بيكِ و عايز اتجوزك.
الماس اتصدمت: نعم!
عايز اتجوزك…
لتقاطعه بعصبية: لاء طبعًا أنتَ أهبل و لا شكلك كده.

لو سمحتِ زى ما أنا محترم معاكِ في الكلام لازم تتكلمِ باحترام و تكونى محترمة.
أنا محترمة غصب عنك و عن أى حد اتفضل بره.
ليمسكها من ذراعها بقوة: أنا همشى بس رجعلك تانى.
ليدفعها للخلف و يرحل فتجلس على الأرض و تبكى على حالها فلِمَ لا يرى أحد ذلك الخاتم بيدها.
تعلم أنها أخطأت لكنه أخطأ هو الآخر بعد ما كانت تهرب منه تآمل الآن أن تلقاه.

الماس تجلس على الأريكة و أمامها على الطربيزه نور تلعب بسلاحها و نورسين تأكل لتصرخ نور بها: ما تنطقي بقى.
الماس: حاضر عارفين أمير إللِ قولتلكم عليه قبل كده و أنه بيقعد يلمح دايمًا بأنه بيحبنى؟
نورسين: أيوة ماله يعنى.
طلب إيدى للجواز و لمّا رفضت زقنى و قال هيجى تانى المشكلة أن هو و غيره مش بيشوفوا دى.
لترفع يداها و تشير على خاتم بيدها الشمال.
نور: و أنتِ لابسة دى ليه أنتم مش سيبتوا بعض؟

الماس: لأ أنا مراته.
نورسين و هي تضع كيس الشيبسى جانبًا: يعنى أى يا عبصمد أنتِ مش مطلقة!
الماس: لأ مين قال كده.
نورسين بسماجة: أنا استنتجت كده.
نور: متستنتجيش تانى هه و أنتِ يا الماس ما ترجعى لجوزك.
الماس: مش عارفة هو فين بالظبط و غير كده حاسة بخوف من اللقاء.
نور: أنتِ غبية!
لتخبطها نورسين: نور.

الماس: أنا مش غبية يا نور الغبية هي إللِ بتصحي على كوابيس بسبب خطيبها إللِ سابها و إللِ تحاول تنتحر عشان شوية أوهام.
لتكمل: أنتِ فاكره لما جينا المستشفى أنا مكنتش عارفة إنك أنتِ إللِ رميتى نفسك.
أنتِ بتعيريني يعنى؟
نورسين: خلاص بقى مينفعش كده أنتِ و هي.
لتأخذ نور أشياءها و ترحل.
سيف: أخيرًا جيت يا أستاذ.
مهند: راحت عليا نومه بس.
فى حاجة شكلك مخبيها و إحنا مفيش بينا الكلام ده.

ما أنتَ عارف بلف بلف و ارجع أقولك لكن معاها مكنتش بلف.
ليضحك الاثنان ليكمل سيف: محدش كان بيلف معاها.
مهند و هو يضحك: و في الآخر جه أخوك اتجوزها.
سيف: فعلًا هنفضل نفتكر الذكريات كتير يا ترى؟
مهند: و نفضل زعلانين، بصراحة يتزعل عليها.
سيف ضحك: عندك حق.
ليصمت ثم يكمل بسعادة: الحمدلله البت العنيفة دى لسة مجتش.
سامعه حد جايب في سيرتى يا مهند.
لينصدم مهند و يضحك: متسمعيش وحش.
سيف: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

نور: أى شوفت جن.
سيف: تؤ عفريت.
مهند: بذمتك دى عفريت، دى قمر.
نور: تسلم يا باشا.
سيف: لا و الله.
مهند: أى! ما أنت كوشت على التانية.
و الله دى كانت صاحبتى و آسر هو إللِ خدها على فكرة.
و دى صاحبتى عادى.
و يا ترى مين هيلبس دى في الآخر.
نور: خلاص يا أبا أنت و هو، هي تِركه، أنا هعمل نفسى مش فاهمة.
كان آسر يجلس و ينظر لأمواج البحر و هي ترتطم بعنف في الصخور.
ليقاطعه هاتف من السكرتيرة تبلغه بمحادثة أستاذة الماس.

آسر و الماس في ذات الوقت: السلام عليكم.
ليطول الصمت و كلٌ منهم يشعر بأنها نبرة صوت من أحبه.
ليقاطع الصمت صوت نورسين و هي تنادى الماس: الم…
لم يسمع آسر غير ذلك ليحاول الاتصال مجددًا لكن الهاتف قد أغلق.
عند الماس كانت تكتم فم نورسين بعدما أغلقت الهاتف نهائيا: اكتمى.
نورسين بهلع: اييي.
لتبعدها الماس: مفيش روحى حضرى الأكل.
نورسين و هي ترحل: دك قرف في شكلك عيلة مجنونة.

الماس لذاتها: هو و لا بس دى نبرة كلها برود!
أما نورسين فدخلت المطبخ و لم تعلم ماذا تحضر لتنادى بصراخ: ميسو أنا مش عارفة أحضر أى و داخلة أوضتى.
الماس: يا بنت…
لتقاطعها نورسين و هي تجرى لغرفتها و تغلق الباب بقوة حتى لا تفتحه الماس.
الماس: أفشل واحدة و هتطلق بعد يوم هه.
نورسين و كانت ممسكه لكارنيه مهند بعدما أفرغت حقيبتها: متخفيش هقوله إنى مش بعرف أطبخ.

لتسمع الماس تسبها فتغلق الباب بالمفتاح و تجلس على فراشها تنظر لذلك الكارنيه و تتذكر أنه أعطاه لها منذ أيام حتى تحدثه لكنها لم تفعل ذلك.
لتمسك هاتفها و تنقل الرقم و تبدأ بأكل الشيكولاتة و انتظار رده.
بداخل القسم يجلس الثلاثة يتحدثون بالقضية حتى صدع رنين هاتف مهند ليستأذن و يخرج للخارج: ألو.
عليكم السلام.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، مين.
أنت بتعرف تطبخ.
مين!
رد على سؤالى.

اه يعنى بس مش شاطر يا نورسين.
لتنصدم نورسين و تغلق الخط أما هو فضحك عليها و أعاد الإتصال لترفض الإتصال مرتين ثم ترد: عرفت منين!
مش معنى إنك عارفة إنى بقفل الباقة في الشغل يبقى معرفش أفتحها في لحظة و أعرف مين بيرن.
غبية يا نورسين.
ها خلصى رنيتى ليه.
ها مفيش كنت فاضية بس.
طب و فاضية بليل أعزمك على حفلة.
حفلة أى.
خطوبة ناس أصحابى.
بص أنا عاملة رجيم من تسعة لتسعة و نص فممكن أجى معاك النص ساعة دى.

هعدى عليكِ تسعة سلام.
ليغلق الخط بابتسامة و هي كذلك حتى تنظر لوجهها بالمرآة بجانبها فتنصدم من شكلها فالشيكولاتة على معظم وجهها فتهرول سريعًا حتى تجهّز ذاتها.
أما بداخل المكتب خلال المكالمة نظرت نور لسيف ثم قالت: دفعت كام يوم المستشفى؟
لينظر لها سيف بعدما فهم ثم يدرك ما تقوله: المستشفى يوم ال…
لتقاطعه نور: اه دفعت كام أنا مبحبش حد يبقشش عليا.
دى كانت صدقة بس.

لتنظر له بصدمة و عصبية ليقاطعها: خلاص بهزر أى مبتهزرش يا رمضان! أبقى رديهالى مش لازم دلوقت.
أردهالك أمتى؟
اى السؤال ده إحنا ظباط على فكرة لأ و داخلين على قضية سلاح و حشيش يعنى وارد إصابة.
نور بهدوء و قد هدأت: متقولش كده إن شاء الله منتصابش.
ليبتسم سيف على هدوئها.
نور: نورسين خلصى مش حدوتة هي دي حفله.
نورسين من الداخل: قولتيها بنفسك حفلة فلازم اتظبط.
لو مخرجتيش و الله لافتح الباب.

لتأتى الماس و تفتح الباب و هي تضحك وتقول: أنتِ لسه هتهددى.
لتبتسم نور و تخرج نورسين من الحمام و تأخذ أشياءها و تضعها خارجًا.
نورسين: باردة.
بداخل القصر انتظرت الماسة والدها كثيرًا حتى يعود لتسمع صوت السيارة فتتحمس ليدخل آسر و هو يهاتف أحدهم: تدورى على صاحبة الرقم إللِ بعتهولِك و تجبيلى تاريخها من يوم ولادتها كمان، معلش أنا مش فاضى الأيام دى عشان في عرض أزياء الأيام الجاية و كده، تمام تسلمِ، سلام.

ليغلق الخط و ينظر خلفه لالماسة و هي تصعد الدرج خلفه: أى إللِ مسهرك كده يا الماسة.
أنت عارف أن المس مجتش انهارده؟
ليحملها و يتجها لجناحها: أيوة عارف.
طب عارف ليه!
تؤ أنتِ عارفة؟
اه أصل إحنا روحنالها انهارده المكتب و كانت بتعيط و خارج من عندها مستر كده يا بابا بخاف منه.
طب خلاص أنا هكلمها لما تجيلك يوم الخميس…

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *