التخطي إلى المحتوى

المجنونة

الفصل الثاني عشر 

” كـذبتي على عمـي لما قلتيله انك يا دوب بتعرفي تقـري و تكـتبي  لـيه عملتي كده فهمينـي غايتك ؟.. ” 

مبررتش اكـتفت ببصات بريئـة شككته في ادعاءاته ، تلقـائي ساب ذراعها اللي شادد عليه ، استغلت سرحانه و قبل ما تطلع من البـاب لفت و بصتله .. 

   لـين ابتسمت _ ” بس لو تعرف إني تعمدت اكتب بإيدي الشمال و استلم الورقة باليمـين .. ” 

مسح على لحيته بعدما فهمـها بتلمح على إيه يعني قصدت تعـرفه الحقـيقة ، لـيه ما دام نـاوية تكذب بتخطط بإيه لـبين ما استوعب و لحقها كانت مشيت مع أبـوها ، رمت له طعم و مستنيـاه يتصرف 

   معـاذ في العربية بيهـزر مع بنته و على أساس يبسطـها ، واخدها مشوار ، بس خلا السواق يلف يرجع على البيت بعـدما ورده اتصال رد ، من ساعتها متوتر و مبيردش بس فهـمت السبب اول ما وصلو

   معـاذ نزل و قبل ما يقفـل عليها البـاب نطـق بتحذير و لاول مـرة بتشوفه فقـمة غضبه _ ” إياكي تنزلي من العـربية .. ” 

اتعـرفت عليهم من الشبـاك واحد واحد رجال مهـاب خلاص طلع و راجع ياخدها ، حاولت تهـدى و متطلعـش زيما طلب بس مقـدرتش تمسك نفـسها ، لما سمعت صوت ضرب النـار اتخضت و نزلت جري 

   لـين هربت من الحاس اللي ابوه كلفـه يحميها و ميخليهاش تطلع من العـربية _ ” بـابـا .. ” 

   معـاذ لفلها زعق _ ” مش قلتلك متطلعيش من العـربية .. ” 

   لـين مش مستوعبة المشهـد الأخين كل واحد حاط مسدسه على قلب التاني دخلت ما بين المسدس و ابـوها خلته يصوب على نص صدرها  _ “هتضطر تقـتلني الاول .. ” 

   معـاذ بلهفة شدها خبـاها وراه  _ ” لو راجل يا مهـاب اضرب .. ”  

   مهـاب رمى السلاح رفـع إيديه الإثنين _ ” هتمشي مع ابوكي من سكات ببساطة و مفـيش حد هيتأذى ؟.. ” 

   معـاذ بهداوة _ ” لـين بنتي انـا .. ” 

   مهـاب ضحك _ ” عشـان عيشتها كم أسبـوع في بيتك و طلعتلها بطاقة بقت بنتك .. ” 

   لـين اترجته بعيونـها الذبلانة يسمحلها تطلع من ورا ظهـره تواجه مهـاب _ ”  يعـني مين يستحق يكون بابا راجل معـترفش اني بنته حابسني بقـاله عشرين سنة .. ” 

   مهـاب _ ” اهو اعترفت قدام كل الناس انك بنتي فاكرة لما كـنت بتتمني بس اندهلك بنتي .. ” 

   لـين ابتسمت _ ”  حصل بس من اثنـاشر سنة اليوم اللي سبتنـي فيه أمـوت قدامك كـرهتك يا مهـاب ، و تمـنيت تمـوت يوم قتلتلي أخويا .. “

   مهـاب رجع خصلة من شعرها ورا وذنـها _ ” للدرجادي بتكرهيني  تتمني لي المـوت .. ” 

   معـاذ شد إيد أخوه ، ضغـط عليها _ ” لو ثاني مرة فكـرت تلمسها ولو بصباعك هكسرهولك .. ” 

شاف الإصرار في عيونـها بتبص له بتحدي ، من غـير خوف ابتسم  سحب رجاله مشي و هو بيتوعد لـها يرجع ياخدها من قدام عينيه غصبا عنه ..

بينتله انـها مش خايفـة بس يمكن هي خايفـة خافت ترجع تعـيش نفس المصير ، و احاسين اندفنت من سنين طلعت ، شافت نفـسها الصغيرة الي عمـرها خمس سنين ..

بتجري ناحية مكـتب مهـاب تروح و ترجع عشرات المـرات من غير ما تلمح وشه بتخبط بإيدها الصغيرة على الباب خايفـة بتلف يمين و شمال ..

   لـين خايف تتمسك ، هي ممنوعة تطلع على جنـاحه _ ” بـابـا ديه انا لـين ، افتحلي بسـرعة يـا بابا قبل ما المربية تلقـطني ، بابا افتح الباب للين .. ” 

   

بـابـا .. بـابـا .. مبتبطلش تنده لـه طول الربـع ساعة اتلهفت تشـوفه بعدما سمعت قفل الباب بينفـتح بس فرحتها في ثـانية قلبت زعل  لما شافت مساعده بدالـه ..

   أسامـة بحنية _ ” لـين ، إيه اللي جابك هنـا مش المـربية حذرتك تلعبي في الجنـاح ده .. ”  

   لـين مطت شفايفـها _ ” مجتش العب اجيت اشوف بـابـا .. ” 

   أسامـة نبرته بتبين قد إيه هـو راجل طيب _ ” بس بـابـا مشغول و معندوش وقت .. ‘ 

   لـين بوزت _ ” حتى انت مـش هتسمحلي أشوفه .. ” 

   أسامـة تنهد _ ” مهـاب بيه مشغول .. ” 

   لـين اتعصبت _ ” مبتبطلش تقلي انه مشغـول ، مشغول انت بس اللي مـش راضي تسيني أشوفه .. سيبنـي .. ” 

بتعـيط ، بتضرب في رجله إبدها الصغـيرة موجعتوش بس دموعها وجعوه المسكينة أشفق عليها بس مفـيش فإيده حاجة يعملها مش هيقدر يكسر أمر مهاب شالها بيطبطب على راسها راحت في النوم

في اليوم لي بعده زي العـادة اجت بتخبط على باب مكـتبه متمنيه تشوفه بس أسامـة هو اللي استقبلها مبتسم قعد على رجله يوصل طولـها ..

   أسامـة _ ” آسف مهـاب بيه مشغول اليوم برضو .. ممكن ترجعي تشوفيه غـير مرة .. ” 

   لـين بتلعب بصوابعـها زعلانة _ ” عمـو أسامة رجلك وجعتك صح آسفة ضربتها جامد مبـارح .. ” 

   أسامـة بحنية بيمسح على شعـرها _ ” عمـو مبحبش يشوف لـين بتعيط .. ” 

   لـين مطت شفايفـها _ ” ام بما انـه مش مسموح أشوف بابا ينفـع اقلك كلام تقلهـوله .. ” 

   أسامـة _ ” عايزه مني أقول لـه إيه ؟.. ” 

   لـين ابتسمت _ ” بجد ممكن ، بص يا عمو المربية قالـتلي انه بابا  مشغول و بيتعب نفـسه عشان يكسب فلوس كثيرة يشتري ألعـاب جديدة للين .. ” 

   أسامـة _ ” المربية معـاها حق .. ” 

   لـين همست _ ” ممكن تقـول لبابا مـش محتاجة العـاب جديدة و هنبسط أكـثر لو لعب معايا .. 

يتبـع ..

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *