رواية “حزن بين احضان الفرح” – الحلقه الثالثه
كانت جوري قد قصت فضيحة فاتن على مسامع روسيا ، من باب الفضفضه لا اكثر
احمر وجه جوري ، وقالت بكل غضب :
يا عيب الشوم
بدك تطلع على جسد البنيه !!!
ما توقعتها منك انت بالذات احمد
رد روسيا بكل استنكار :
بلاش زناخه عقل يا جوري
اكيد مش قصدي كده
انا عاوز اشوف الموقع
اللي نزل فيه الفيديو ده
عشان اعرف اتصرف
قفزت ابتسامه صافيه على وجه جوري ، وقالت بلهفه :
عن شو تتصرف
قصدك تساعدنا نحذف هالفيديو
رد روسيا بثقه :
ايوه
ده قصدي
انا ليا معارف تعرف تركب الجهاز
اللي نزل منه الفيديو وتمسحه
ردت جوري بارتباك :
تقصد هاكرز مثلا ؟
طب لحظه معي
انادي فاتن
يا فاتن
ياااا فااااااتن
تعي بسرعه
وبالفعل حضرتك فاتن ، وصافحت احمد وهي تقول :
اهلا يا احمد
ازيك
جوري كلمتني عن …
قاطعها روسيا قائلا :
جوري حكت لي عن المشكله بتاعتك
انا بس محتاج اشوف الفيديو
لو مش هيضايقك
لاني ممكن اعرف امسحه
ردت فاتن بخجل وهي تفتح له الفيديو :
اتفضل طبعا
اهوه
انت لو عملت كده فعلا
ده انا هاعيش طول عمري
ادعيلك انت وجوري
وربنا يتمم لكم على خير
ونفرح ب ….
وبسرعه خاطفه ، داست جوري على قدم فاتن ، حتى تتوقف عن هذا الكلام المحرج ، بينما ابتسم روسيا ابتسامه خفيفه ، وهو يتطلع الى وجه جوري وقد تحول للون الاحمر القاني من شدة الخجل !!!
تطلع روسيا الى الفيديو بشكل خاطف ، ثم اعاد هاتف فاتن ، واستاذن بالرحيل
فاستوقفته جوري بكل حسره :
ليش بدك تمشي
انتظر نتعشى سوا
رد زوما :
خليها مره تانيه
انا عاوز اخلص الموضوع ده
بأسرع وقت ممكن
وخرج روسيا مسرعا ، وقد عقد العزم على انقاذ سمعة تلك الفتاه المسكينه
توجه زوما الي قلعته الحصينه بالصحراء ، وقد اجرى بضعة اتصالات هاتفيه ، لمجموعه من اتباعه ، وطلب منهم التواجد في المقر الخاص به باسرع وقت ممكن
وفي نفس التوقيت …
كانت صفاء قد عادت الى فيلا والدها الامبراطور “صابر علوان” اكبر تاجر سلاح في مصر ، والذي كانت تجمعه بروسيا عداوه قديمه ، لم يوقفها سوا هدنه تم عقدها بينهم منذ وقت قصير
استقبل صابر ابنته بوجه ملتعب ، وقال بغضب واضح :
كنتي فين يا صافي
وليه خرجتي امبارح من غير حراسه
وازاي تباتي بره البيت
من غير ما حتى تقوليلي !!!
ردت صفاء وهي متوتره :
اسفه يا بابا
كنت مخنوقه شويه
ورحت ابات عند واحده صاحبتي
اقترب صابر من ابنته ، وامسكها من شعرها بعنف وصرخ بحده :
انتي بتستغفليني يا بت
انتي كنتي بايته عند الزفت روسيا
صح ولا لا
انطقي بدل ما اقصف رقبتك
روحتي لروسيا ليه
وكنتي بتهببي ايه معاه
ردت صفاء برعب :
وعهد الله ما كنت معاه
انا كنت قاعده مع الحاجه انتصار طول الليل
وايوه يا بابا
انا بحب احمد
وانت عارف ده كويس
ترك ناصر شعر ابنته ، والتقط هاتفه واتصل بالحاجه انتصار :
الووو
مساء الخير
ازيك يا انتصار
سوال وردي عليا
صفاء كانت معاكي امبارح
ردت انتصار عبر الهاتف :
ايوه يا صابر
بنتك كانت بايته معايا
عندك مانع !!!
فجأه تغير صوت صابر من الغضب الهادر الي الرقه المفرطه وقال :
يا بختها
يا ريتني كنت انا
ردت انتصار بحده واضحه :
تصدق بالله
انت راجل شايب وعايب
وانا غلطانه اني عبرتك
ورديت على اتصالك
اتلم يا صابر واقفل بقا
اشار صابر بيده لابنته ، بما يفيد بأن تغادر الغرفه ، ثم ضحك بصوت عالي وقال :
والنبي عسل يا نصنوصتي
مش ان الاوان بقا
ونلم الشمل
انا قلبي داب وانا ….
وفجأه انقطع الاتصال ، فقد اغلقت الحاجه انتصار هاتفها في وجه صابر !!!
ثم قبلت الهاتف قبله حانيه ، وتنهدت تنهيده طويله ، وقد لمعت عيناها من شده الفرح !!!
وصل روسيا الى مقر عمله بداخل قلعته الحصينه في الصحراء ، وكان ذلك المقر عباره عن مبنى خرساني مغلف بطبقات من الفولاذ السميك
وقد تم بناءه بهذه الطريقه ، ليكون مضادا لاي هجمات خارجيه ، حتى وان تم قذفه بالطائرات الحربيه !!!
وعلى بوابه المقر ، التقى روسيا ب “زاهر” ، احد ابرز معاونيه ، والذي كان روسيا يعتبره ابا روحيا له
فزاهر ، الذي يبلغ من العمر ٥٠ عاما ، هو من ساهم في تشكيل شخصيه روسيا ، وهو صاحب الفضل الاكبر في بناء تلك الامبراطوريه الضخمه !!!
وقد دار بينهما الحوار التالي …
زاهر مصافحا روسيا بحفاوه :
نورت المقر يا بطل
روسيا بنفس الحفاوه :
عندي كلام كتير عاوز اقولهولك
بس مش هينفع دلوقتي
المهم
جبت البت الشمال بتاعت “الروتين اليومي”
اللي قلتلك عليها
والواد المخرج
والواد بتاع الديكور
رد زاهر :
اسمها “سوسو” يا ريس
وخلاص الرجاله جابوها من قفاها
وزمانهم على وصول
والمخرج وبتاع الديكور قاعدين في عربيه بره
ومستنيين اوامرك
بس انا مش فاهم حاجه
هو انت ناوي تعمل فيلم شمال ؟؟؟
رد روسيا وهو يضحك :
بالضبط كده يا زاهر
انا عاوز اعمل مشهد واحد بس
هات تليفونك يا زاهر
ثم التقط هاتف زاهر ، وبحث عن ذلك الفيديو الخاص بفاتن ، ثم اعطى الهاتف لزاهر
لمعت عينا زاهر وقال ساخرا :
مين الحته الصاروخ دي
دي شبه البت سوسو
رد روسيا :
بص يا زاهر
انا عاوز اعمل نفس الفيديو ده
بكل تفاصيل الاوضه اللي فيه
ونفس اللبس
ونفس حركات البنت اللي في الصوره بالظبط
باحتصار كده
عاوز نسخه طبق الاصل من الفيديو ده
بس يبان وش البنت سوسو دي
بدل الست اللي في الفيديو
معاك ساعه واحده بس
ويكون الفيديو الجديد ده على تليفوني
ماشي يا عم ؟؟؟
رد زاهر بكل ثقه :
اعتبره اتعمل يا روسيا
بس ممكن اعرف انت هتعمل
كل الحوار ده ليه ؟؟؟
رد روسيا :
شوف يا زاهر
البت اللي في الفيديو دي
بت غلبانه
اتصورت غدر
وانا عاوز اجيب الواطي اللي عمل كده
وانحر رقبته
بس الاول نخلص من موضوع الفيديو ده
اخر طلب قبل ما تمشي
ابعتلي المهندس “لؤي” حالا
————————ء
وصل المهندس “لؤي” ، ودخل على روسيا ، وهو يقول بكل حماس :
شوبيك لوبيك يا قائد
طالما بعتلي اجي
يبقى الموضوع كبير اوووي
رد روسيا بابتسامه عريضه :
هو كبير على اي حد
بس مش كبير على برنس الانترنت لؤي باشا
باختصار كده
عاوز امسح فيديو موجود على النت
واحط مكانه فيديو تاني
بس قبل ما نمسح الفيديو الاصلي
عاوز اعرف مصدره بالظبط
رد لؤي بكل غرور :
وده مستاهل تبعت تجبني
على ملا وشي كده يا قائد
فين الفيديو ده
وخلاص اعتبره حصل
احنا عندنا سيرفرات اقوى واكبر
من اي سيرفرات في البلد
ساعه واحده
ويكون الفيديو ده اختفى والجديد ركب مكانه
ابتسم روسيا وقال بكل امتنان :
هو ده الكلام يا برنس
الفيديو القديم مع زاهر
والجديد بيتصور دلوقتي
وهتاخده من زاهر برضو.
خرج لؤي من المكتب ، ومرت بضع دقائق حتى دخل زاهر ، ومعه تلك الفتاه “سوسو” ، وكانت تبكي بحرقه
انعقد حاجبي روسيا ، وقال بانفعال :
مالها الهبابه دي بتعيط ليه
في ايه يا زاهر
وتقدم زاهر وهمس في اذن روسيا :
البت كانت عاوزه ١٥٠ الف جنيه
عشان تعمل الفيديو
فكلتها جوز اقلام
وظبطت الدنيا
والفيديو طالع كربونه يا روسيا
حاجه كده ولا شغل الياس الدغيدي
رد روسيا وقد انفجر ضاحكا :
مبدئيا كده يا زاهر
مفيش مخرج اسمه الياس الدغيدي !!!
وبعدين ما تديها اللي هي عاوزاه
خلصنا ومشيها بقا
ردت سوسو وقد مسحت دموعها واطلقت زغروده مدووويه :
الله يعمر بيتك يا باشا
انا برضك قولت انك شواف
وبتقدر المواهب
ولو تحب ابات معاك الليله
فانا تحت امرك
واعتبر ده كادووو مني
فوق البيعه
رد روسيا بكل هدوء :
كلمه واحده زياده
وهاخليه يمشيكي
من غير ما تاخدي ولا نكله
يلا يا بت
ما اشوفش وشك هنا تاني
زااااهر
تغمي عنيها وترجعها مطرح ما جبتها
رد زاهر بكل حماس :
اوامر يا مدير
يلا يا بت
اقبضك وارجعك في شوال
زي ما جبتك
وفي اقل من ساعه ، كانت المعجزه قد حدثت !!!
وتم محو فيديو فاتن من الوجود ، واستبداله بفيديو الفتاه المنحرفه سوسو !!!
وكان من المستحيل لاي شخص ان يكتشف هذا التغيير ، فقد ارتدت سوسو نفس الملابس الداخليه التي كانت ترتديها فاتن ، وقد تحركت بنفس الطريقه ، وظهرت في خلفيه الفيديو تفاصيل نفس غرفه تبديل الملابس ، في صوره طبق الاصل ، لهذه المحاكاه والتقليد المحترف !!!
وفي الصباح الباكر من اليوم التالي …
قام جار منير بالاتصال به ، والاعتذار له ، لسوء ظنه بزوجته الست ام زيزو !!!
واخبره بأن نجمة برنامج ” الروتين اليومي ” ، مدام سوسو ، قد قامت بنشر هذا الفيديو في صفحتها الرسميه عبر الانترنت ، مناشده متابعيها الصعاليك ، بأن يبدو رأيهم في هذا المشهد الساخن
انتفض منير بشده ، وهرع الي هاتفه ، ليكتشف صدق رواية جاره الابله !!!
وكانت صدمه منير شديده ، وظل يحدث نفسه قائلا
(هو انا بحلم ولا انا اتجننت)
(ازاي ده حصل)
(انا متاكد ان اللي كانت في الفيديو دي البت فاتن)
(هو انا ها اتوه يعني عن وش ولا جسم مراتي)
(وهي كمان اعترفت ان الفيديو ده بتاعها)
(ولا يكونش قالت كده من كتر الضرب اللي ضربتهولها)
(اهم حاجه ان ربنا سترها معانا وما اتفضحتش بسببها)
(انا هاتصل بالبت فاتن افرحها ، واراضيها عشان ترجع)
وبالفعل اتصل منير بفاتن الا انها لم ترد ، فأرسل لها رساله ، يخبرها بما حدث ، وطلب منها الرجوع للبيت !!!
استيقظت فاتن والتقطت هاتفها ، لتجد رساله منير !!!
فقزت فاتن وهي تتراقص بفرح غامر ، وتنادي صائحه :
ياااا جوري
اصحي يا بت
الفيديو ما طلعش بتاعي
طلع بتاع بت تانيه من بتوع التيكتوك
وثبت جوري من مكانها وقالت باندهاش :
شو كالكلام !!!
كيف يعني واحده تانيه
وريني اشوف
تفحصت جوري الفيديو بعنايه ، وقالت بكل صدمه :
شو هالعجب
كأنه هالبنت قلدت الفيديو بتاعك
لا تكوني غبيه يا فاتن
هذا فيديو مقلد
ما هو نفس الفيديو تبعك
هالامر وراه سر كبير
وانا لازم اعرفه !!!
اكيد احمد هو اللي ورا هالشيء العجيب
اما احمد … او روسيا كما عهدناه
فاستيقظ واستدعى زاهر ، والمهندس لؤي ، وقد دار بينهم هذا الحوار
روسيا بهدوء :
طبعا تسلم اديكم يا رجاله
انتو عملتو انجاز امبارح
وسترنا على البت الغلبانه اللي كانت متصوره غدر
وفاضل بقا الخطوه الاهم
تدخل زاهر بكل حماس وقال :
من غير ما تقول يا روسيا
اللي غلط … لازم يتحاسب
وانا هاخد الموقع اللي حدده الباشمهندس لؤي
وهاجيب لك الواد الوسخ اللي صور البت دي
رد روسيا بنفس بنبره حاسمه :
مش كفايه يا زاهر
حتى اللي ركب الكاميرات دي يتجاب هو كمان
وعاوزهم يبقى عبره لكل العالم الوسخه اللي زيهم
الليله يا زاهر عاوز اقرا عليهم الفاتحه
وانت يا لؤي
عاوزك تحط البند ده مع شغلك
انك تمسح اي فيديو تلاقيه متصور غدر
في اي موقع من المواقع الزفتت دي
امتثل الرجلان لتعليمات روسيا الصارمه ، وخرج كلاهما ليبدأ تنفيذ هذه الاوامر
وفي المساء من نفس اليوم …
كانت كل مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل خبر انتتتحار صاحب محل ملابس داخليه ، وقد تدلى رأسه من حبل غليظ مربوط بسقف المحل
وكذلك واقعة انتتتحار صاحب محل كاميرات مراقبه ، بنفس الطريقه !!!
وقد تم اسناد مهمة التحقق من الواقعتين الي الرائد/ فاروق الرفاعي !!!
وبمجرد دخول الرائد فاروق ، الى موقع الجريمه ، ورؤيته لغرفة تبديل الملابس بها ، حتى لمع في عقله ذلك الفيديو الذي اطلعته عليه فاتن !!!
ففتح هاتفه محاولا العثور على هذا الفيديو ، ولكنه انصدم بشده عندما تاكد من اختفاءها ، وستبداله بذلك الفيديو الخاص بالمنحرفه سوسو !!
وعلى الفور … امر احد معاونيه باحضار كلا من فاتن وزوجها منير وصديقتها … لاستجوابهم !!!
وقد ايقن فاروق ، ان عقلا اجراميا جبارا ، يقف خلف تلك الاحداث
وان هذا العقل الاجرامي ، يملك من النفوذ والقدرات ، ما يعجز عن امتلاكه جهاز الشرطه نفسه !!!
التعليقات