التخطي إلى المحتوى

وصل المنزل وهو يشعر بالضيق الشـ.ـديد،  تذكر بأن شقيقته في منزل صديقه حيثُ أنها أرسلت له رسالة تخبره بها أنها هناك،  مر على المنزل فوجدها تجلس مع “دنيا” يتحدثان ويمزحان ووجد صديقه وصغيرة العائلة يجلسون بعيدًا عنهم،  اتجه نحو شقيقته ورسم على ثغره بسمة صغيرة ثم قال بحنو:

_أميرة أخوها بتعمل إيه؟

قامت “مرام”  على الفور شعرت بالفرحة الشـ.ـديدة بوجوده حيثُ أنهم لم تران بعضهم منذ يومان،  إتجهت بداخل أحضانه وقالت باشتياقٍ:

_وحـ.ـشـ.ـتني يا “جبل”  ؟

كان هناك من يراقبهم وهو يشعر بالنيران،  يريد أن يكون بدلاً من “جبل”  الآن هي لا يصح أن تكون في أحضان غيره،  انتبه إلى “ريناد”  التي همست في أُذنه بـ:

_دا أخوها يا أبيه “مالك”  خلاص قربت تقــ,تــلهم بنظراتك أنا حاسة إنك ماسكها مع عشقها دا أبيه “جبل”

حملق بها بشرار ليقول بعد ذلك بغـــضــــب:

_إيه اللي بتقوليه دا مش قولت بلاش تدخلي في الأمور الكبيرة

هزت رأسها بنعم حيثُ أنها توافقه على ما يقوله لترد عليه بحنق بعد ذلك:

_قولت أيوا بس يعني عينك باين عليها الشر اللي فيها وبعدين برحتكم بس مترجعوش تدخلوا “ريناد”  في الأمور بتاعت الكبـ.ـار دي!

رفع “مالك”  حاجبه باستغراب ليقول بعد ذلك بتساؤل:

_قصدك إيه؟

قامت من مكانها بعد أن وضعت يدها على خصرها وقالت بلماضة طفلة صغيرة كلامها على هيئة ست عجوز:

_أبقى قول لي روحي أسمعهيهم بيتكلموا في إيه؟ أو شوفي فونها يا “ريناد”  كل دا مش للكبـ.ـار وهقولهم كمان على كل حاجة

ابتسم “مالك”  في وجهها ثم أمسك يدها وقبلها ليقول بتصنع:

_قلبي حبيبتي بهزر يا عمري أقعد يا سطا جنبي منوراني

_ناس ما بتجيش غير بالعين الحمراء

هذا ما قالته “ريناد”  قبل أن يرد عليها “جبل”  الذي جاء ومعه “مرام”  و “دنيا”  التي سلم عليها وهزر معها ثم أخذهم واتجه نحو صديقه ليسمعه يترجاء الصغيرة التي تتعامل معه بتكبر:

_إنتي يابت يا اللي صباع الروچ أطول منك ألعبي بعيد يا شاطرة قال عين حمراء قال

قهقهت “ريناد”  بسـ ـخـــريــة لتتحدث باستفزاز:

_والله إيه دخل اللي مش بيحبوا صنفنا في اللي ملهمش فيه

بكلمتها تذكر “ملاك”  حيثُ أنها متمرد، مثلها تشبه الاطفال كثيراً،  ابتسم بتلقائية ثم تذكر ما حدث ليعود مرة أخرى لضيقه،  استغرب “مالك”  من شكله فقال باستفسار:

_مالك يا صاحبي مضايق ولا فرحان

_مش عارف يا ” مالك” والله…!!!

وضعت “مرام”  يده على كتفه وقالت بحب:

_غمض عينك وانسى حمولك وفكر في نفسك شوية يا قلب أختك

أمسك “جبل”  يدها ثم قال بفرحة:

_طفلتي كبرت يا ناس كفاية إني أشوفك قدام عيني والله أنا بحبك جداً تعالي هاتي بوسة وحـ.ـضـ.ـن

قال كلمته ليحملق به “مالك”  ويقول في سره:

_مأنت مش غرامان حاجة أختك مش مقدر اللي هيمـ.ـو.ت من غـ.ـيظه

فاق على صوت “ريناد”  التي رجلته بأقدامها بشـ.ـدة لكي ينتبه لها ليقول بصراخ:

_إيه؟

حدق الجميع بهم،  قربت منهم “دنيا”  وقالت باستغراب:

_في إيه بينكم إنتوا من بدري على كدا عاملين تهمسوا لبعض وشوية تتخانقوا وأنا و “مرام”  شايفنكم

جذ “مالك”  على أنيابه ثم قال بانفعال:

_يعني عجبك كدا يا قردة

نظرت له “ريناد”  ثم جلست ووضعت قدmها على القدm الأخرى وقالت بتكبر:

_حاجة بيني وبينه إيه اللي يدخلكوا إنتوا وبعدين الخـ.ـنـ.ـقات بتاعتي مع أبيه بتكون شكليات بس عشان العين اللي علينا

رفعت “مرام”  حاجبها باندهاش لتقول بعد ذلك باستغراب بعد أن صوبت سبابتها في وجه “ريناد”   ظلت تحركها من الأعلى إلى الأسفل:

_إنتي يا نملة يا اللي مش باينة هنحسدك على إيه

لوت “ريناد”  ثغرها ثم قالت بحنق:

_ملكيش إنتي دعوة خالص وبعدين ما إنتي وأختي بتتكلموا في أسرار وياعالم ممكن تكون أسرار حب

لم يستطيع “جبل”  أن يمنع نفسه من الضحك،  بينما “مالك”  فاستغل ما قالته الصغيره بخبثٍ وهتف بـ:

_ااه وبالذات يعني يا “ريناد” إن في ناس بتقابل ولاد وكمان بتحبهم وبتجي أكيد تحكي لصحبتها

وضعت “مرام”  يدها على خصرها ثم قالت بانفعال:

_قصدك إيه بقى؟

برود قـ.ـا.تل رسم على ملامح “مالك”  ليرد بـ:

_والله اللي حاسس إنه غلط بيتنرفز من التلقيح

بعصبية شـ.ـديدة قالت:

_والله والتلقيح دا للستات مش للرجـ.ـا.لة

لم يرد “مالك”  قط بينما “جبل”  فشعر بالغـــضــــب من شقيقته، كور يده فبالنسبة له هذا الجنس يشبه بعضه كثيراً،  صرخ باسمها بجموحٍ شـ.ـديد كان صوته يظهر أنه سيقــ,تــلها:

_”مرااام” أقفي عدل وافتكري إنك بتكلمي صحبي وصحبك وشخص أكبر منك وغير دا كله هو راجـ.ـل غـ.ـصـ.ـب عن أي حد وبعدين مـ.ـيـ.ـت مرة أقول مفيش بـ.ـنت محترمة بتحط إيدها في وسطها كدا

شعرت بالإحراج لمعانفة شقيقها أمامه،  تحدثت بهدوء بعد أن وقفت بطريقة أفضل:

_مش شايف كلامه

رد ببرود:

_اعتذري الأول…!

شعر “مالك”  بالهيبة حيثُ وضع قدmه فوق القدm الأخرى وانتظر الإعتذار منها،  حملقت به ثم قالت بهدوء:

_آسفة عن إذنكم هروح أنام

جاءت حتى تغادر من أمامهم ولكن أمسكها “جبل”  وقال بحب:

_مش عاوز حد يشوفك وحشة وبعدين هو ماقالش “مرام”  وبعدين حتى لو بتقابلي أنا مديكي حريتك وإنتي بتشتغلي فعادي هو آه ماكلمني في حوار يخصكم بس أما أشوف رأيك

لم ترد عليه حيثُ كانت تحاول بأقصى جهد لها أن تحاول ألا تجعل دmـ.ـو.عها تنزل أمامهم،  تركت يده ثم وبهدوء قالت قبل أن ترحل:

_عن إذنك ومتستناش وجودي أنا هناك في البيت لإني مش متعودة أنام عندك

تأفف “جبل”  بشـ.ـدة،  وضع يده على جمجمته حيثُ شعر بتألــم شـ.ـديد أصيب رأسه،  نظر لصديقه بعتاب وقال:

_يعني يا “مالك”  لازم تقول كدا ما أنا متنيل عارف إنها بتقابل واحد اسمه “أحمد”  وقولتلك سبها طالما مش بتعمل حاجة غلط لازم كل شوية تقول قدامها حاجة زي كدا أو تشك فيها وبعدين يا بني هي ضعيفة ممكن تنهار فأي لحظة

_بحبها يا صاحبي حط نفسك مكاني

يعلم هذا الشعور لم يستطيع أن يقاوم وجود “مصطفى”  حين جاء، تنهدت بقوة،  ورد عليه بعد أن وضع يده على كتفه:

_حاسس وحاطط بس برضه أنا جيت على أختي وإنت كنت غلطان هروح أشوفها وأرضيها وياريت تعتذر لها وإفتكر إني مش هوافق على جوازكم غير أما هي توافق فحاول تصاحبها يا صاحبي

صرخت “دنيا”  بفرحة شـ.ـديدة:

_إنت طلبت “مرام”  للجواز الله بقى

ابتسم “مالك”  بسـ ـخـــريــة وقال بفقدان الأمل:

_ويا فرحة ما تمت إيديها مش عاوزة تميل

غمزت له “دنيا”  التي أخبرته بـ:

_ما تقلقش إنت كمل خطتك وهي هتقع لإنها زيك بتغير..!

صفق “جبل”  بيده وقال بذكاء:

_خدها خبرة من ستك نعيمة هي بتحبك هروح بقى أشوفها عشان هي أصلاً بتخاف تقعد وحدها وممكن يحصل لها حاجة

أومأ “مالك”  برأسه ثم قال برجاء:

_ماكلتش حاجة غير شبسي وبيبسي خليها تأكل يا “جبل”

_مـ.ـا.تقلقش أنا عارف “مرام”  كويس خليك في اللي معاك

………………………………………………………………

مسافة دخولها المنزل ولم تتركها “سامية”  أن تنفرد بنفسها،  تحدثت بتساؤل:

_ها عملتي إيه؟  خلصتي شغل معاه صح

هزت رأسها تنفي ما تقوله ثم نظرت في عينها وبدmـ.ـو.ع قالت:

_عاوزاني أبعد عنه لسه يا دادة؟

انتاب “سامية”  شعور بأن “ملاك”  عرفت ما تخفيه عنها تلعثمت قليلاً في حديثها حين ردت بـ:

_.. ااا قصدك إيه؟

جلست على الأريكة لتقول بحب:

_قصدي إنه الإنسان اللي إنتي بتقوليلي مقربش منه برغم من إني ماشوفتش منه حاجة وحشة الصبح وداني المستشفى وأنقذ حياتي وبعدين روحنا عند “حمدي”  وكنت همـ.ـو.ت ودخل أنقذني وجاب كرامتي وبليل إتخـ.ـنـ.ـقنا عادي

فرحت حين سمعت أنهم تشاجروا حيثُ انتاب قلبها شعور السعادة،  تحدثت بثقة:

_قولتلك هو مش كويس معنى كدا إنك هتبعتي عنه صح

_لا بالعكس هقرب منه وهفكر في عرضه كويس جدا هو طالبني للجواز

ارتعد جسدها وانتفضت من مكانها بفزعٍ، تحدثت بصراخ:

_لا عندك كتير اتقدmوا الصحفي “حسين”  شاب جميل عشته راقية معندهوش أقارب غني بس ما بيفكرش في الفلوس وشكله لطيف وحلو

صرخت “ملاك”  بانفعال:

_بس بقى كفااية إرحميني عندك سبب عشان أرفض “جبل” لا أنا بقى عندي سبب عشان أرفض “حسين”  عن إذنك تعبانة شوية وعاوزة أرتاح وأفكر كويس

أغمضت “سامية”  عينها بتعب ثم قالت بهدوء حتى تنهني تلك العاصفة:

_إنتي كلتي طيب

_مش جعانة

_يا بـ.ـنتي ما إنتي بتقولي جاية من المستشفى الصبح ومع ذلك روحتي على الشغل وجيتي خرجتي عاوزة إيه تاني كلي وإدخلي نامي مع إني واثقة جداً إنك هتفكريه طول الليل ومش هتنامي

ابتسمت “ملاك”  بسـ ـخـــريــة لترد عليها بيقين:

_إنتي حفظاني فعلاً وأنا هعمل كدا ومش هآكل ريحيني بقى وقوليلي إيه هو السبب

حملقت بها “سامية”  قليلاً ثم تركتها ورحلت من أمامها دون رد،  تركتها تفكرماذاا فعل “جبل”  حتى تبغضه هكذا،  دلفت غرفتها المظلمة ولأول مرة حين تدخلها لم تفتح نورها،  وكأن التي تدلف عجوز وليست هذه الفتاة البريئة التي تدخل كالأطفال تقبل عرائسها وتشعر بالفرحة لكونها في الغرفة وأخيراً ستشعر بالراحة،  اليوم ولأول مرة تشعر بأن الراحة تبغض الوجود معها حتى لا تريد أن تأتي،  تفكر بشـ.ـدة في كل ما مرت به،  وفي نهاية تفكيرها يظهر “جبل”  الفارس المنقذ لها،  وضعت كل عيوبه فلم تقارن بما فعل اليوم،  شيء في رأسها يسألها:

_وهو لحق يا حبك في حب يظهر بعد يوم من تقابلكم

ردت بيقين:

_ما إنتي كمان حبتيه وأعجبتيه بيه وبكلامه وبتحبي تنرفزيه

ظلت هكذا ولم تشعر بالنعاس قط، حاولت أن تهاتفه ولكنها تراجعت، شعرت بأن لن يرد عليها أرسلت له رسالة وشعرت بعدها بالنـ.ـد.م لأنها أرسلتها..

……………………………………………………………….

تشعر بالرعـ.ـب لأنها بمفردها،  جلست في الحديقة لا تريد أن تدخل وتجلس بمفردها، جاء يتسحب من ورائها ليضع بعد ذلك يده على كتفها وقال بحب:

_هو ينفع القمر يقعد لوحده دا حتى عيب

مسحت دmـ.ـو.عها حين جاء،  لا تريد أن يرأهم،  قالت بهدوء وهي تتمنى بداخلها أن يمنعها من الدخول:

_عن إذنك لإني تعبانة وعاوزة أنام

كانت ستدخل ولكنه أوقفها بصرامة:

_أنا لو عاوز أخليكي تنامي هنا هوافق ولو عاوز أخدك هاخدك

ثم غير نبرة صوته للحنان:

_بس أنا ميردتنيش أخليه قلبي ينام هنا لوحده أصل الصراحة هو في حد بيعيش بدون قلبه

نظرت له بدmـ.ـو.ع متعلقة في عينها،  ثم ردت عليه بـ:

_هو في حد بيزعل قلبه دا حتى يمـ.ـو.ت

تنهد بقوة ثم قال باعتذار:

_أنا آسف بس مش حابب حد يقول بنوتي مش مؤدبة يالا يا بابا بقى بيتي هينور بيكي

ابتسمت له ثم قالت بهمس:

_أقولك على حاجة أنا خايفة أوي والله أنام هنا

ابتسم لها ثم أخذها بداخل أحضانه بتلك اللحظة سمع صوت رنين هاتفه بنغمة الرسائل،  أخرج محموله وفتح الرسالة حين قرء أن من أرسلها ليس إلى الرغاية الغاضبة “ملاك”  حيثُ كان مسجلها هكذا، بدأ في قراءة المحتوى والذي كان عبـ.ـارة عن:

_مكنش قصدي أعمل كدا بس أنا مش بحب التحكم يا “جبل”  وإنت حرجتني وأنا كنت عاوزاك تمسك فيا أكتر بس سبتني ورجعت لي تاني في لحظة اللي كنت محتاجك فيها شكراً وآسفة لإني زعلتك

مسح الرسالة وكأنها شيءٍ لم يكن،  وضع يده على رقبته شقيقته وقال:

_نمشي

أومأت له برأسها ثم بدأت تسير معه إلى منزله القريب من منزل والدهم.

……………………………………………………………..

تسحبت لتخرج خارج الشقة وتذهب إلى “صباح” في الشقة المقابلة والتي فتحتها لها لكي تنام بها هذه الليلة، دلفت وبهلع قالت:

_إلحقيني “جبل” طالبها للجواز يا  “صباح” أنا والله مكنتش مطمنة أبداً وهي دلوقتي شكلها موافق لا و كمان محكمة رأيها عشان تعرف ليه مش حابة وجوده

تثاءبت “صباح” التي كانت جالسة تشاهد التلفاز وانتبهت لوجود “سامية” حين دخلت والقلق يرافقها، ردت عليها بهدوء:

_سبيها تمشي زي ما ربنا حابب

ضـ.ـر.بت يدها على صدرها بقوة وقالت بصوت شبه باكي:

_مش هينفع يحصل ليه مش قادرة تستوعبي إن “ملاك” حياتها هتكون بخطر

هزت “صباح” رأسها بنفي وهي تعلم  أن أجابتها على صواب ردت عليها بثقة شـ.ـديدة:

_لا يا “سامية” أنا واثقة أوي في “جبل” برغم من اللي بيعمله وبرغم من عصبيته بس حاول بكل جهد ما يكونش زي أبوه حاول “جلال” يخليه يمشي على نفس طريقه بس محصلش صدقتيني  يا “سامية”

لا تعلم ما الواجب عليها فعله، تفكر في حديث “صباح” كيف لها أن تقول لملاك على ما حدث في الماضي، تعلم أن “ملاك” ستفعل ما تريده، جاءت حتى تتحدث ولكنها وجدت “صباح” ذهبت في سبات عميق، لوت ثغرها بضيق ثم خرجت وقفلت باب المنزل ورأها، دلفت إلى المنزل ووقفت أمام صورة والد “ملاك” السيد “ناصر” وبدأت تتحدث:

_إيه اللي المفروض أعمله يا “ناصر” بيه لو كنت مكاني كنت هتعمل إيه أمانتك كبيرة أوي وذكية جداً وعنيدة وعصبية “ملاك” و أخدة منك كتير ودا مخــــوفني أوي عليها

…………………………………………………………….

في صباح اليوم التالي حيثُ أشرقت الشمس،  لم تنام “ملاك”  قط،  ارتدت ملابسها وأصبحت مستعدة تماماً للنزول،  خرجت من غرفتها فوجدت “سامية”  تعد وجبة الإفطار لها،  تحدثت باستغراب:

_يعني مدخلتيش تصحيني مع إن دا اليوم الوحيد اللي كنتي هتفرحيه فيه بنشاطي…

قهقهت “سامية”  بشـ.ـدة ثم قالت بثقة:

_هو إنتي بتضحكي على نفسك ولا عليا إنتي أصلاً محطتيش رأسك على المخدة وطول الليل واقفة قدام الشباك بتاعك بتفكري

ابتسمت “ملاك”  بسـ ـخـــريــة لتقول بعد ذلك بتساؤل:

_مش ناوية يا دادة تقوليلي مش عاوزة تتعملي مع “جبل”  ليه؟

ردت عليها “سامية”  ببرود:

_عشان بسمع إنه بتاع بنات وأنا مش حابة تاخدي واحد صـ.ـا.يع

لم تقتنع بحديثها لذلك قالت باستفزاز وتمرد:

_بقولك إيه يا “سامية” حياتي وحياته ملناش دعوة بيها إحنا زي المولود اللي لسه مولود فأي علاقة جديدة مش بـ.ـنتحاسب على اللي كنا بنعمله في بطن أهلينا

تحدثت “سامية” بنبرة حادة:

_أنا موافقة يا “ملاك” شوفي بقى هتحددي إمتى وتتجوزوا

شعرت “ملاك”  بالفرحة الشـ.ـديدة،  دخلت بداخل أحضانها وقالت بسعادة:

_بجد أنا بحبك يا “سوسو”

لم تنتظر رد “سامية عليها حيثُ أسرعت نحو الباب وخرجت منه وكأنها طائر كان مقيد بداخل قفصه وأخذ الحرية الآن….

……….……………….……………….……………….………..

استيقظت من نومها، ارتدت ملابسها ونزلت على مائدة الإفطار، وجدت”جبل” يجلس وينتظرها، تحدثت بسعادة:

_الله على الصباح دا الواحد نفسه يصحى كدا كل يوم يلاقيك معاه

تحدث “جبل”  بثقة:

_طب يا بكاشة هانم بقى سيبي أبوكي وتعالي هنا

ابتسمت “مرام”  بسـ ـخـــريــة ثم قالت:

_أنا شبه مقيمة عندك هو أنا بشوف أبوك أصلاً

أشار له بعينه أن تجلس على المقعد حتى تأكل،  فأنكمش حاجبها وقالت بعدm إكتراث:

_لا مش جعانة وكمان مش بحب أفطر الصبح كدا

_لا هتفطري عشان شكلك تعبان وبعدين آخر مرة عملتي تحليل أمتى

فكرت قليلاً ثم قالت:

_من سنة تقريباً

تحدث بانفعال:

_ودا ما ينفعش “مالك”  جايب دكتور هياخد منهم عينات دm ويحللهم هخليه يبعت الدكتور يشوفك

أومأت برأسها ثم قالت برجاء:

_ممكن طلب؟

_عيوني مية طلب

كان هذا رده عليها لتعود وتقول:

_في مكان في الشغل لواحد معرفة عاوز يشتغل ويبني نفسه بنفسه هو صديقي وغالي

رفع “جبل”  حاجبه بشك ثم قال:

_غالي اللي هو إزاي!!

_أنقذ حياتي كذا مرة مدينة له كمان بروحك وبروح “مالك”  وكمان هقولك على سر ولأزم تحافظ عليه

_قولي

سردت له ما تريد أخبـ.ـاره به ليقول بعدها بيقين:

_الفقر عمره ما كان عيب بس إحنا حابين واحد يعيش بنفس مستوانا عشان نرتاح ومع ذلك هشوف الموضوع دا عشان خاطر عيونك يا حياتي يالا هقوم أنا

قامت من مكانها وقبلته على الجهة الجانبيّة من وجه والتي تمدد من أسفل العين إلى منتهى الشـ.ـدق.

هتفت بحب:

_ربنا يخليك ليا يا حبيبي تسلملي يارب

ابتسم في وجهها ثم قال برجاء:

_كلي أي حاجة بقى جـ.ـسمك ضعيف متعمليش زي “مـ…”

لم يكمل لفظ أسمها،  ترك شقيقته ورحل وهو يفكر كيف له أن يتذكرها.

صعد سيارته وانطلق إلى شركته ليذهب إلى ما لا يتوقع حدُثه….

…………………………………………………………..

وصلت “لميس”  المشفى،  اتجهت نحو مكتب المدير لتفتح الباب وتقول بهدوء:

_ممكن أتكلم مع حضرتك يا فنـ.ـد.م

لم يستطيع “محمد”  أن يمنع الضيق الذي ظهر على ملامحه حين جاءت،  بالطبع فسعادته من الممكن أن تخربها..

_ليك حق تكون متضايق مني يا فنـ.ـد.م!

قالت هذا الحديث حين وجدته هكذا،  كانت بسمتها مرسومة على وجهها بشـ.ـدة، رد عليها بجدية:

_عادي يا دكتورة!

ابتسمت في وجهه وقالت بهدوء:

_فكرت في عرضك طول الليل حسيت إنه الصراحة هيساعدني في أمور كتير

رفع رأسه وحملق بها بفرح،  لا يعلم من غير رأيها بسهولة هكذا،  كان خائف حيثُ فكر بأنها تصتنع هذا ولكنها قالت باقناع له:

_بص يافنـ.ـد.م أنا درست حالتها لقتها كويسة فأنا هكتب فالتقرير كدا تحت موافقتك طبعا  ومعايا علاج هندهولها كل يوم ودا بيخليه المريـ.ـض يعمل اللي إحنا عاوزينه فوقت قليل جداً وملهوش تأثير على ذكرته وعشان كدا هيكون في أختبـ.ـار لصحة الأقرار اللي أنا هكتبه وهيكون في لجنة تشوف هي لأزم تخرج أو لا وبالفعل هيبان لا فهمت يا فنـ.ـد.م وبكدا مش هتطلع أبداً

مد شفاهه للأمام بتفكير ثم قال بتساؤل:

_ودا هيفيد بأيه ما هي قاعدة أهي مش لازم قرار

بثقة شـ.ـديدة ردت بـ:

_لا يا فنـ.ـد.م غلط كدا؟

سألها عن:

_ليه غلط بقى

تنهدت تنهيد حار ثم قالت بيقين:

_مش خايف حد يسأل ليه الحالة دي بالذات بتفضل نايمة في كل مرة اللجنة بتيجي فيها.

شيءٍ ما جعله يقتنع حيثُ أومأ برأسه وقال لها:

_تمام شوفي شغلك وأنا عند كلمتي الشيك هيكون معاكي وإنتي مروحة تمام

هزت رأسها بفرحة، أخرجت من حقيبتها أوراق وقالت بهدوء:

_دي التقارير أقرأها كويس وأخر اليوم هعدي تكون مضيت  عليها

ابتسم لها ثم قال بعد أن أمسك قلمه:

_لا همضي دلوقتي خديهم

_تمام يا فنـ.ـد.م

………………………………………………………………. 

وصل شركته،  صعد في المصعد إلى مكتبه وما أن وصل وجد “ملاك”،  حدق بها بضيق،  ثم نظر للسكرتيرة الخاصة بمكتبه دون أن يعطي لها أي انتباه،  تحدث بحنق:

_عندنا إيه مواعيد انهاردة؟

قامت السكرتيرة إحترامًا له وقالت بهدوء:

_عندنا اجتماع مع شركة Aci يا فنـ.ـد.م ومعانا معاد مع أستاذ محمد العسوي ودلوقتي أستاذة” ملاك” هنا وعاوزة تقابلك وقولتلها مفيش مقابلات النهاردة وهي مصرة

رفع حاجبه و كور يده ثم قال بعلو:

_وإنتي مش قادرة تقول لي للناس مفيش مواعيد إتفضلوا امشوا معندناش معاد فاضي خليها تيجي بعد شهر أكون هديت حتى

شعرت بأنه يوجه لها رسالة ويقول فيه أن عقـ.ـا.بها سيتمر لمدة شهر، كان سيدخل ولكن قامت “ملاك”  واتجهت نحوه وقالت بصوت شبه باكي:

_أنا عاوزاك في حاجة ضروري يا “جبل”  بعد إذنك إسمعني حتى

نظر في ساعة يده وقال ببرود:

_عندي إجتماع ضروري حالاً

_هستنى هنا لحد ما تخلص

رفع حاجبه بتفكير ثم رد عليها باستفزاز:

_برحتك بس يا عالم هكون فاضي بعدها أو لا وكمان أنا مش فاضي إنك تقعي من طولك في شركتي وأكون بمثل خــــوفي أو جري على حضرتك

كانت ستبكي ولكنها حاولت أن تقاوم، نظرت حولها فلم تجد أحد من عملاء الشركة جاء، دخل وتركها،  ظلت تنظر للسكرتيرة الخاصه له ثم استغلت انشغالها بمكالمتها في الهاتف وأسرعت نحو الباب لتدخل للداخل،  انتبهت لها الأخرى وأسرعت ورأها فوجدت “جبل”  يجلس بمكتبه يتابع أواقه وشاشة كاميرات المراقبة مفتوحة أمامه، رفع رأسه نحوهم وقال باستغراب:

_في إيه و دي دخلت إزاي مش قولت لا دلوقت

اعتذرت السكرتيرة منه بشـ.ـدة وقالت بتـ.ـو.تر:

_والله يا “جبل”  بيه استغلت انشغالي بكلامي مع الشركات و دخلت آسفة لحضرتك جداً يا فنـ.ـد.م

أمر “جبل”  كل منهم بـ:

_أخرجوا إنتوا الإتنين ويارت “ملاك”  هانم تروح

نظرت “ملاك”  بالمكتب يمينً ويسارًا إلى أن وبهدوء جلست على الأرض وقالت بتمرد:

_مش هخرج وشوف هتخرجني إزاي بقى وديني قاعدة لحد ما تكلمني

قهقه “جبل”  بقوة ثم قال:

_ممكن أجيب الأمن

_مش هتعرف تعملها لإني أخصك واللي بيخصك مش بيكونوا زي أي حد

يتذكر شقيقته حيثُ أنهم يأخذون من بعض كثير،  تنهد بشـ.ـدة ثم قال بهدوء:

_روحي إنتي يا “نهى”!!!

هزت رأسها بطاعة وخرجت لتشعر بعدها” ملاك” بالسعادة،  قامت من مكانها واتجهت نحو مكتبه وجلست بالمقعد الذي يقابله ثم قالت بهدوء:

_آسفة يا، “جبل”!

لم يعطي لها أي أهمية حيثُ قال ببرود:

_على إيه هو إنتي عملتي حاجة وجاية تتآسفي عليها

……………………………………………………………….

اتجهت إلى فيلا آل” عزمي” وانتظرت صديقتها بالخارج إلى أن تخرج،  شعرت بأن هناك حركة غريبة تحدث بالطريق،  شعرت بالخــــوف قليلاً،  تحدثت مع سائق سيارتها في الهاتف بغـــضــــب شـ.ـديد:

_إنت فين كل دا بتخرج من فيلا بابي أنا واقفة في الشارع وخايفة خلص

وبعد أن قفلت شعرت بأن هناك من يضع يده على خصرها ويحاول أن يسحبها معه،  شعرت بالخــــوف فصرخت بشـ.ـدة على للحراس الخاص بـ “مالك”:

_الحقوني في حد بيشـ.ـدني

كانوا جميعاً وضعين سمعات في أذنهم لا يسمعها ولا يرؤها حيثُ كانت بعيدة عن المنزل قليلاً،  حاولت أن تزيل هذه اليد من عليها، تحدثت بتـ.ـو.تر:

_ااا إنت مين؟

رد عليها المخفي وقال:

_بهدوء كدا يا عسل طلعي فلوسك من شنطتك عشان أسيبك

بتلعثم ردت وقالت:

_. ط ط. طيب ممكن بس توسع عشان أعرف أطلع الفلوس

تركها قليلاً،  فتحت حقيبتها وأخرجت منها مبلغ مالي ثم أعطته له بعد أن استدارت وقالت:

_أمسك دول كدا

ثم بعدها أخرجت زجاجة العطر الخاصة بها مستغلة أنه ينظر للنقود،  بدأت تضعها في عينه،  شعر بالآلم فترك النقود، ووضع يده على عينه،  ضـ.ـر.بته بأرجلها في المنطقة السفلية،  وأسرعت للحراس وقالت بصراخ:

_روحوا بسرعة كان ىيحاول يخـ.ـطـ.ـفني

انتبهوا لها الحراس ثم أسرع واحد نحو ما أشأرت عليه،  دلفت للبيت وبصراخ قالت:

_” مالك” الحقني!

سمع “مالك”  صوتها فأسرع للحديقة بقلق وقال بهلعٍ:

_”مرام” مالك يا حبيبتي

لم ترد عليه قط بل اتجهت نحوه لتدخل بين ذراعيه وتبكي بخــــوف وتقول:

_ كنت همـ.ـو.ت حد حـ.ـر.امي ثبتني و حراسك بيجبوا هنا

ملس على شعرها وبهدوء قال:

_بس يا حبيبتي أنا جنبك أهو محدش هيعملك حاجة شش متخافيش

خرجت من أحضانه وحاولت أن تمنع البكاء ولكنها لم تقاوم حيثُ زادت دmـ.ـو.عها،  مسحها بيده ثم قال بهدوء:

_أنا معاكي صح وهتشوفي هعملك فيه إيه؟

شعرت بأن أحضانه هي الأمان فقالت بدون وعي:

_أحـ.ـضـ.ـني بس يا “مالك”  مش عاوزة غير كدا حاسة إني تعبانة أوي

خرج الجميع وشعروا بالخــــوف عليها،  نفذ “مالك”  أمرها ثم اتجه نحو الأريكة و.جـ.ـعلها تجلس عليها،  نظر إلى حقيبتها ثم فتحها وأخرج منها أوراق المناديل ومسح لها دmـ.ـو.عها،  تحدث مع “دنيا”  بأمر:

_روحي خلي الخدامة تعمل لها عصير وهاتي مية بسرعة

بتلك اللحظة جاء الحارس ومعه المجهول وقال:

_أهو يا فنـ.ـد.م

همس “مالك”  في أذنها وقال:

_حبيبتي هو دا

أومأت برأسها وقالت بقرف:

_آه وكما حط أيده على جـ.ـسمي………………………………………………………………………………………………………………………………………

يتبع……

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *