التخطي إلى المحتوى

رواية مهمة زواج الفصل السادس والخمسون 56 بقلم دعاء فؤاد 

أمام مركز العلاج النفسي. الساعة تشير إلى الثامنة مساءً، والجو هادئ إلا من أصوات السيارات العابرة. يقف أدهم بجوار السيارة ينتظر خروج ندى، التي أنهت للتو جلسة استعادة الذاكرة. يظهر توتر بسيط في حركاته، كأنه يشعر بشيء غير مألوف.
+
ندى (بابتسامة خفيفة وهي تقترب منه):
ــ “آسفة إني طولت عليك، الجلسة كانت محتاجة تركيز أكتر.”
+
أدهم (بصوت دافئ):
ــ “ولا يهمك، المهم إنك بخير. يلا نرجع البيت.”
+
ينظر حوله ليتأكد من عدم وجود أي شيء غريب، ثم يفتح باب السيارة لندى. في تلك اللحظة، تمر سيارة سوداء بزجاج مظلل ببطء بجوارهما، قبل أن تقف على مسافة قصيرة. يلاحظ أدهم الأمر ويضيق عينيه بتوجس.
+
أدهم (بحذر وهو ينظر للسيارة):
ــ “استني هنا.”
+
يخطو باتجاه السيارة السوداء، ولكن قبل أن يصل إليها، تنفتح الأبواب فجأة، ويخرج منها رجال يرتدون ملابس سوداء وأقنعة. يتحركون بسرعة خاطفة نحو ندى.
+
ندى (بصراخ مفاجئ):
ــ “أدهم!”
+
يحاول أدهم الركض نحوها، لكن أحد الرجال يعترض طريقه، ويحدث اشتباك سريع بينهما. يتمكن أدهم من توجيه ضربة قوية للرجل، لكنه يلتفت ليجد اثنين من الرجال الآخرين قد أمسكوا بندى وأجبروها على الصعود إلى السيارة.
+
أدهم (بغضب وصوت مرتفع):
ــ “سيبوها!.. ندى!”
+
يحاول اللحاق بالسيارة، لكن أحد الرجال يوجه له ضربة قوية تجعله يسقط أرضًا للحظات. تنطلق السيارة السوداء بسرعة، تاركة خلفها أدهم الذي يقف على قدميه بصعوبة، وعيناه مليئتان بالغضب والقلق.
+
ننتقل إلى داخل السيارة. تجلس ندى بين اثنين من الرجال، مقيّدة اليدين، ووجهها مليء بالخوف. تنظر حولها محاولة فهم ما يحدث.
+
ندى (بتلعثم وخوف):
ــ “أنتو مين؟ عايزين مني إيه؟”
+
أحد الرجال (بنبرة باردة):
ــ “خليكي هادية وما تحاوليش تعملي أي حركة. الكلام مش هيفيدك دلوقتي.”
+
ندى تشعر بالذعر، لكنها تحاول تهدئة نفسها وفهم الوضع. المشهد يعود إلى أدهم، الذي يمسك بهاتفه ويتصل على الفور بجهة ما، وجهه يظهر إصرارًا واضحًا.
+
أدهم (بصوت غاضب):
ــ “ندى اتخـطفت قدامي… عايزكوا تقلبوا الدنيا عشان نرجعها مهما كان التمن.. مش هسمح لحد ياخدها مني تاني”
+
ينتهي وأدهم يركض مذعورا باتجاه سيارته، ملامحه تعكس عزيمة لا تنكسر لإنقاذ ندى مهما كلفه الأمر.
+
المشهد ينتقل إلى داخل غرفة معتمة في مكان مجهول، حيث تجلس ندى على كرسي، يداها مقيّدتان خلف ظهرها. تبدأ نبضات قلبها تتسارع، والهواء في الغرفة ثقيل. فجأة، تغمرها موجة من الذكريات المبهمة التي تضرب وعيها كعواصف متفرقة.
+
    
الومضة الاولى
شعرت بأنامل تطرق على كتفها لتلتفت للطارق لتجد أمانها بشاب طويل عريض المنكبين يرتدي حلة سوداء و نظارة شمس سوداء يشبه الحراس الشخصيين ليقول لها بنبرة رسمية: 
ـــ حضرتك ندى هانم مدام أدهم بيه الكيلاني؟! 
ـــ أيوة أنا… حضرتك مين؟! 
ـــ أدهم باشا يبقى مديري… هو للأسف عمل حادثة و هو رايح الشغل من شوية و هو حاليا في المستشفى و بعتني لحضرتك عشان عايز يشوفك. 
اضطرب كيانها و توعكت معدتها من الخوف لتصيح بقلق بالغ: 
ـــ ايه؟!.. ازاي؟!.. طاب.. طاب هو فين و عامل ايه؟! 
ـــ الحمد لله جات سليمة…. اتفضلي معايا حضرتك و أنا هوصلك لحد المستشفى. 
سارت خلفه و هي تشعر بأن قلبها سيخرج من مخضعه من الرعب على من امتلك قلبها و وجدانها… هي لن تتحمل فقدا جديدا… قلبها لن يتحمل. 
بمجرد أن ركبت السيارة مع ذلك الغريب امتدت يد من الخلف نثرت بخاخا في وجهها فغابت عن الوعي في الحال بمجرد أن استنشقت ذلك الرذاذ ليبتسم صاحب تلك اليد بانتصار و هو يقول لصاحبه: “good job” 
+
الومضة الثانية
فتحت عينيها بعدما استردت وعيها لتجد نفسها مقيدة بكرسي خشبي متين في غرفة خالية تماما بها ضوء خافت للغاية و أمامها شاشة كبيرة و سماعة معلقة… 
ليأتيها صوت غليظ قائلا: 
ـــ أهلا يا بنت أنور عبد الحميد…فين الفلاشة اللي ابوكي مسيف عليها بياناتنا.
ردت بنبرة واثقة:
ـــ فلاشة ايه؟!..بابا الله يرحمه مسابش معايا حاجة..و مكانش بيعرفني اي حاجة عن شغله.
صاح الرجل بانفعال:
ـــ الفلاشة معاكي يا بنت…..احنا متأكدين انها معاكي..احنا قلبنا بيتكو اللي امريكا حتة حتة و مش لاقيينها..دا معناه انها معاكي انتي..
ردت بثقة متناهية:
ـــ قولتلك مش معايا حاجة..
أتاه صوته الذي قد تحول لفحيح أفعى:
ـــ تمام يا بنت انور…أنا مش هتعب نفسي معاكي..و معنديش وقت أضيعه أكتر من كدا..بس انتي كدا اللي جبتيه لنفسك..
ردت بنبرة واثقة شجاعة:
ـــ ايه؟!..هتعملوا فيا ايه يعني؟!…هتقتلوني زي ما قتلتوا بابا و ماما؟!…عادي اقتلوني..معادش عندي حاجة أبكي عليها و مش فارق معايا…على الأقل هموت شهيدة..
رد الآخر بنبرة ذات مغذى:
ـــ متأكدة انك معندكيش حاجة تبكي عليها؟!
ردت بثقة:
ـــ ايوة معنديش…أغلى اتنين عندي راحوا خلاص.. 
ـــ ولا حتى أدهم؟! 
انقبض قلبها حين أتى بذكره، ما معنى ذلك؟!.. هل سيساومها على حياته؟! 
تحدث بانتصار بعدما استطاع أن يرى ملامحها الثابتة تتحول للخوف: 
ـــ اعرض الفيديو.. 
لتضيئ الشاشة الكبيرة بذلك المقطع سابق الذكر “أدهم يترجل من سيارته بعدما وصل مبنى العمليات و هناك أعلى مبنى مرتفع مقابل لمبنى العمليات الخاصة رجل ملثم يصوب سلاح الكلاشنكوف ناحية رأس أدهم و تلك النقطة الحمراء تتحرك مع حركة رأسه الى أن اختفى داخل المبنى” 
اسود وجه ندى حين رأت ذلك المقطع و بهتت ملامحها، بعدما استطاع ذلك الرجل هزيمتها و كسر عنادها بذلك المقطع، لياتيها صوته البغيض قائلا بتهديد و وعيد: 
ـــ القناص اللي انتي شايفاه دا مستني بس اشارة مني عشان يفرتك دماغ حبيب القلب…فكري كدا بالعقل… مش هتخسري حاجة لو سلمتينا الفلاشة.. انما لو فضلتي معاندة يبقى تقري الفاتحة على روح أدهم..
حاولت قدر الامكان ان تستعيد ثباتها لتقول: 
ـــ انتو لو عايزين تقتلوه كنتو قتلتوه من زمان… مش هتقتلوه لمجرد انكم تهددوني.. 
رد الرجل بجدية: 
ـــ قتله مش هيهمنا في حاجة.. بالعكس هيفتح عنين الحكومة علينا و احنا مش عايزين ندخل في مهاترات ملهاش داعي معاهم… بس لو لزم الأمر اننا نقتله في سبيل حصولنا على الفلاشة دي هنقتله.. لأن السبب يستاهل المناوشة مع الحكومة… طبعاً انتي عارفة الفلاشة دي فيها ايه؟! 
ردت بنبرة مليئة بالكره و الغل لتلك العصابة الجائرة: 
ـــ طبعاً…رجال أعمال و موظفين مهمين في الدولة بيدعوا الفضيلة و حب البلد و المساهمة في تعميرها و هما في الحقيقة أكتر ناس بتهدم و بتفسد فيها… ناس مش بتفكر غير في نفسها و بس.. عايزين يكبروا بأي طريقة.. سواء كانت مشروعة او لأ.. مش فارق معاهم الحلال من الحرام.. تجارة اعضاء ماشي.. تجارة سلاح و مخدرات ميضرش.. قتل و تهديد و عمليات قنص كله شغال.. اهم حاجة… 
قاطعها بصرخة قوية أجفلت منها: 
ـــ اخرسي… خلي خطبك و محاضراتك لنفسك يا ست الحكيمة.. صحيح تربية أنور عبد الحميد.. بس شكلك نسيتي الفيديو… شغله تاني يابني.. 
ظهر المقطع مرة أخرى ليسترسل الرجل بنبرة شريرة للغاية: 
ـــ انتي يا اللي اسمك ندى… احنا مبنهددش… احنا بنفذ علطول.. هتسلمينا الفلاشة ولا أكلم القناص قدامك حالا ينفذ القنص.. و مش هتمشي من هنا غير لما تشوفي أدهم باشا و هو بيضرب بالكلاشنكوف و بيطلع في الروح. 
صرخت بفزع: 
ـــ لااااا… أدهم لااااا
ابتسم الآخر بانتصار: 
ـــ يعني أفهم من كدا انك هتسلمينا الفلاشة؟! 
ابتلعت رمقها و هي تشعر بالحسرة و الهزيمة، فقد قاموا بالضغط على نقطة ضعفها بدهاء، لتنكس رأسها بانكسار و هي تقول: 
ـــ هسلمهالك…
ثم رفعت رأسها لتقول بشراسة:
ـــ بس حذاري تقرب منه… انت فاهم.. 
ـــ تمام.. لو انتي فعلا خايفة عليه و مش عايزانا نقرب منه هتنفذي اللي هنقولك عليه بالحرف، فهزت رأسها بموافقة و هي متجهمة الملامح ليسرد لها أوامره بالاختفاء من حياة أدهم الى الأبد و كان هدفه من ذلك هو ضمان عدم حصوله على ما بالفلاشة من معلومات من شأنها القضاء على رجال المافيا المستترين خلف قناع النزاهة و الوطنية، و امرها بعدم ترك أي دليل خلفها يدل على تواصلها معهم حتى لا ينبش عشهم، و بالطبع مع التهديد المستمر بقتله إن أخطأت او خالفت التعليمات.. 
عادت ندى الى البيت متهدلة الكتفين بعدما عصبوا عينيها مرة أخرى و أعادوها الى الجامعة، و طيلة الطريق تفكر في كيفية تنفيذ تلك الأوامر المجحفة، كيف ستتحمل فراقه… 
أبعدما ضحكت لهما الدنيا و كادا أن يندمجا كما الأزواج الطبيعين تحدث تلك المصيبة و يفترقا؟! 
إذن إن كان الفراق محتوم حفاظا على حياته… فلا بد ألا يتعلق بها… فإن حدث و تم زواجهما ثم افترقت عنه فحتما سيصعب الفراق و ستتفاقم الحسرة في قلبيهما خاصة و ان حملت في قطعة منه، لا تدري حينها كيف ستسير الأمور…لا هي لن تتهور و تسمح لنفسها بحمل طفل بين أحشائها ان خرج للحياة ربما يرى العذاب لاحقًا …لا بد و ان تحافظ على مسافة جيدة بينهما حتى لا تقتلهما الحسرة حين يحين الانفصال. 
+
        
          
                
عودة إلى الحاضر
اخذت ندى تهز رأسها بعنف محاولة الهروب من الذكريات، لكنها أصبحت الآن أكثر وضوحًا. تنظر حولها بارتباك، تشعر بالخوف مجددًا. تتذكر تهديدهم لأدهم، وتشعر أن الخطر لا يزال قريبًا.
+
ندى (بهمس لنفسها):
ــ “كانوا هيأذوه.. عشان كده ما حكيتش. كنت خايفة عليه.”
+
ندى تسمع صوت أقدام تقترب من الباب. يُفتح الباب ويدخل أحد الرجال، وجهه يخلو من أي تعبير.
الرجل:
ــ “فكرتي في اللي ممكن يحصل لو فتحتي بقك؟”
+
تتجمد ندى في مكانها، لكنها تُغمض عينيها، تُحاول التذكر أكثر لتفهم ما يجري.
+
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ 
+
 في مكتب اللواء سامي، رجل في الستينيات، ذو هيبة وعينين تحملان خبرة السنين. يدخل أدهم بسرعة، وجهه يحمل مزيجًا من القلق والعزيمة.
+
أدهم:
ــ “سيادة اللواء.. أنا محتاج مساعدتك في عملية حساسة جدًا… ندى… خطفوها، وأنا متأكد إن الموضوع أكبر من مجرد عملية عشوائية.”
+
اللواء سامي (يجلس بهدوء، ينظر إلى أدهم بجدية):
ــ “احكيلي التفاصيل يا أدهم. كل حاجة ممكن تفيدنا.”
+
أدهم يشرح الموقف سريعًا، يتحدث عن ندى وعودتها، و طريقة خطفها و التهديدات التي بدأت تتذكرها… يستمع اللواء باهتمام قبل أن ينهض من كرسيه.
+
اللواء سامي:
ــ “دي قضية ما ينفعش نستنى عليها. هنبدأ فورًا.”
+
يتصل اللواء بفريق العمليات الخاصة، ثم يطلب من أدهم التنسيق مع آسر. بعد لحظات، يدخل آسر إلى المكتب، مُرحبًا بأدهم، وجهه يعكس الحماسة.
+
آسر:
ــ “متحملش هم يا أدهم..ان شاءالله هنوصلها..مش هنرتاح لحد ما نوصل لها.. أي أدلة نقدر نبدأ منها؟”
+
أدهم يخرج هاتفه، يُظهر آخر موقع سجلته إشارة هاتف ندى.
+
أدهم:
ــ “ده آخر موقع لجهازها قبل ما يتقفل.. لازم نتحرك فورًا.”
+
ينطلق الفريق في سياراتهم، يُنسق اللواء سامي العملية من غرفة العمليات، وأدهم وآسر يقودان وحدة صغيرة نحو الموقع المحدد.
+
المشهد يتحول إلى مصنع مهجور، حيث يتم احتجاز ندى. أفراد المافيا ينتشرون في المكان، يحملون أسلحتهم، ويبدون في حالة تأهب.
+
تتسلل وحدة العمليات الخاصة بهدوء، يتقدم آسر وأدهم، يضعان خطة لتطويق المكان.
بينما في غرفة العمليات الخاصة. اللواء سامي يقف أمام شاشات المراقبة، يدير العملية بتركيز شديد. أدهم وآسر يتأهبان مع باقي أفراد الفريق، وأدهم يتفقد معداته العسكرية ويضع خطة للهجوم.
+
اللواء سامي (بنبرة صارمة):
ــ “لازم نتحرك بسرعة. أي تأخير ممكن يعرّض حياة ندى للخطر يا أدهم، عايزك تركز وتنفذ الخطة زي ما اتفقنا.”
+
        
          
                
أدهم (بصوت واثق):
ــ “ان شاء الله يا فندم. ندى مش هتكون ضحية تاني. إحنا هنرجّعها، والعملية هتنجح.”
+
يبدأ الفريق في التحرك نحو المصنع المهجور. الأجواء مشحونة بالتوتر، والظلام يلف المكان. عند الاقتراب، تلتقط الأجهزة تحصينات قوية حول المصنع، وكاميرات مراقبة تغطي كل زاوية.
+
آسر (همسًا):
ــ “الوضع مش سهل… الحراسة مشددة، وكل زاوية محمية. لازم نتحرك بحذر.”
+
يتقدم الفريق ببطء، مستعينين بالمعدات لتفادي الكاميرات. فجأة، يُسمع صوت إنذار قوي يصدح في المكان، وتشتعل الأضواء الحمراء. يبدأ الحراس في التحرك بسرعة.
+
حارس (يصرخ):
ــ “اقتحام!.. الكل في مكانه!”
+
تبدأ طلقات النيران تتطاير في كل اتجاه. الحراس يطلقون النيران بكثافة، والفريق يرد بقوة. الأدخنة تملأ المكان، والانفجارات الصغيرة تخلق حالة من الفوضى.
+
آسر (بصوت عالٍ):
ــ “غطّوني! لازم نوصل للمدخل الجانبي!”
+
يتقدم أدهم بشجاعة وسط النيران، يغطيه الفريق. إحدى الرصاصات تصيب درعه الواقعي، لكنه يواصل التقدم دون تردد.
+
أدهم (بغضب):
ــ “ماحدش يوقف! ندى في خطر، والمكان ده لازم نقتحمه بأي طريقة!”
+
يصل الفريق إلى المدخل، لكنهم يجدون حاجزًا حديديًا محكمًا. يحاول آسر استخدام أدوات التفجير الصغيرة لفتح الطريق.
 في نفس الوقت، تأتي تعزيزات من المافيا. تبدأ مواجهة شرسة تتخللها أصوات إطلاق النار وصيحات الأوامر.
+
آسر (بحذر):
ــ “الوقت مش في صالحنا، لازم نفتح الطريق بسرعة!”
+
أثناء الاشتباك، تصيب رصاصة كتف أدهم… يسقط على الأرض للحظة، لكنه ينهض بصعوبة، متمسكًا بسلاحه.
+
آسر (بقلق):
ــ “أدهم! إصابتك خطيرة!”
+
أدهم (بإصرار):
ــ “مافيش حاجة هتوقفني… ندى محتاجالي. كملوا الهجوم!”
+
في الداخل، ندى تحاول فك قيودها، لكنها تسمع أصوات الاشتباك. تتجمد في مكانها حين تسمع صرخة أدهم بعد إصابته.
+
ندى (تصرخ بفزع):
ــ “أدهم! أنا هنا! في القوضة الخلفية!”
+
صوتها يصل إلى أدهم وسط الفوضى. يرفع رأسه، يستمع جيدًا، ثم يشير لآسر.
+
أدهم (بصوت حازم):
ــ “ندى ورا! لازم نوصل لها بأي شكل!”
+
يتقدم الفريق وسط طلقات النيران. الحراس يحاولون إغلاق الطريق، لكن الفريق يقتحم المواقع واحدة تلو الأخرى. الأدخنة تغطي الرؤية، وأصوات الانفجارات الصغيرة تزيد من التوتر.
+
أدهم يصل إلى باب الغرفة الخلفية. يركل الباب بقوة، يجد ندى جالسة على الأرض، مقيدة وملامحها مليئة بالخوف. يسرع لتحريرها، بينما آسر يراقب المدخل.
+
        
          
                
أدهم (بصوت مطمئن):
ــ “ندى، أنا هنا… مافيش حد هيأذيكي تاني.”
+
ندى تنفجر بالبكاء وتحتضنه، تتحسس إصابته بيد مرتجفة.
+
ندى (بقلق):
ــ “أنت مصاب! ليه خاطرّت بحياتك عشان تنقذني؟”
+
أدهم (يبتسم رغم الألم):
ــ “مش مهم أنا… المهم إنك بأمان.”
+
قبل أن يغادروا، يظهر زعيم المافيا (شريف والد دارين)، محاطًا ببعض رجاله. يرفع يده إشارة للاستسلام، لكن نظراته مليئة بالتحدي.
+
شريف (بهدوء):
ــ “أدهم… شجاعتك تحسد عليها. لكن كل خطوة خطتها رجلك هنا هتدفع ثمنها غالي.”
+
أدهم (بنبرة غاضبة):
ــ “انت؟!… كنت عارف إنك فاسد، لكن ما تخيلتش توصل للدرجة دي…انت انتهيت يا شريف و تستاهل النهاية دي”
+
تصل تعزيزات الفريق الخاص، وتبدأ في تقييد أفراد المافيا. شريف ينظر إلى أدهم بابتسامة ماكرة، لكن أدهم لا يهتم. يأخذ ندى بين ذراعيه، يطمئنها بينما تنتهي العملية بانتصار كبير.
+
أدهم (بحنان):
ــ “خلاص يا ندى… كل حاجة انتهت.”
+
المشهد ينتهي بينما يتم نقل أدهم لتلقي العلاج، وندى تمسك بيده بقوة، وعيناها تعكسان مزيجًا من الحب والامتنان.
+
 داخل سيارة الإسعاف. أدهم مستلقٍ على النقالة، وجهه شاحب نتيجة الإصابة، وندى تجلس بجواره، تمسك بيده بقوة. صوت صفارات الإسعاف يكسر الصمت، بينما تتلاعب الدموع بعينيها.
+
ندى (بصوت مرتجف):
ــ “أدهم… لازم تعرف الحقيقة. ماينفعش أدفن السر ده أكتر من كده.”
+
ينظر إليها أدهم بعينين متعبتين، لكنه يحاول التركيز.
+
أدهم (بصوت ضعيف):
ــ “حقيقة إيه، ندى؟ قوليلي…”
+
 تأخذ نفسًا عميقًا، وكأنها تحاول أن تجد الشجاعة للكشف عن ما تخفيه منذ سنوات.
+
ندى (بصوت مبحوح):
ــ “اليوم اللي خطفوني فيه… كان قدام الجامعة. لعبوا عليا و قالولي انك عامل حادثة وانا روحت معاهم.. وفجأة خدروني في  العربية السودا.”
+
ترتجف يدها وهي تمسك بيده، وأدهم ينظر إليها بذهول.
+
ندى (تتابع بصوت متقطع):
ــ “خدوني لمكان مهجور، وحطوا قدامي فيديو. كان فيه قناص ملثم، ماسك سلاح كلاشنكوف، وموجهه على راسك… أدهم، قالولي لو ما سلّمتهمش الفلاشة، هيقتلوك.”
+
أدهم يفتح عينيه بالكامل رغم الألم، وجهه يعكس صدمة كبيرة.
+
أدهم (بذهول):
ــ “فيديو؟ قناص؟! فلاشة إيه اللي بيتكلموا عنها؟”
+
ندى (بصوت مليء بالأسى):
ــ “كانت فلاشة تخص بابا… كان عليها معلومات حساسة عن شخصيات كبيرة مشتركين في عصابة المافيا. حاولت أرفض، حاولت أهرب، بس خوفي عليك كان أقوى. ماقدرتش أتحمل فكرة إنك تموت بسببي.”
+
        
          
                
ينظر إليها أدهم وكأن الكلمات لا تصل إلى عقله. يصمت للحظة، ثم يغمض عينيه وهو يحاول استيعاب ما سمعه.
+
أدهم (بصوت منخفض، لكنه مشحون بالمشاعر):
ــ “يعني… كنتي شايلة السر ده لوحدك طول السنين دي؟ ليه يا ندى؟ ليه ماقولتيش؟”
+
ندى (والدموع تنهمر من عينيها):
ــ “كنت خايفة يا أدهم… كنت عارفة إنك مش هتسكت، وهتحط حياتك في خطر. كنت مستعدة أضحي بأي حاجة، حتى بحياتي، عشان تحيا أنت.”
+
يصمت أدهم مرة أخرى، لكن هذه المرة تمتلئ عيناه بالدموع. يحاول رفع يده بصعوبة ليمسك بوجهها، مسحًا دموعها بإبهامه.
+
أدهم (بصوت خافت لكنه مليء بالعاطفة):
ــ “ندى… انا ما استحقش حد يعمل معايا كده. إنتي ضحيتي بكل حاجة عشاني، وأنا ماقدرتش أفهم اللي مريتي بيه. لكن وعد من النهاردة… مفيش حد هيهددنا تاني.”
+
ندى تنحني لتقبّل جبينه بلطف، وكأنها تطمئنه، لتقول (بهمس):
ــ “أهم حاجة إنك بخير يا أدهم. ماعدتش خايفة طالما إنت جنبي.”
+
تتابع سيارة الإسعاف طريقها نحو المستشفى العسكري، بينما يحمل كل منهما عبئًا جديدًا… وعدًا بأن ماضيهما لن يُملي عليهما مستقبلهما.
+
+
بعد انتهاء المهمة بنجاح، عاد الفريق إلى مقراتهم، وعاد أدهم بعدما ضمد جرحه مع ندى الى المنزل بعد ليلة عصيبة. 
كانت الشمس قد بدأت في الشروق، ولكن الحذر ما زال في عيونهم. أدهم كان يعلم أن هناك المزيد من الأشياء التي لم يتم كشفها بعد.
+
أدهم (بهمسات عبر الهاتف مع آسر وهو يدخل معها إلى المنزل):
“اللي حصل دا كان مهم، بس دي بداية النهاية. العصابة دي مش لوحدها في اللعبة.”
+
آسر (بتفكير عميق):
“صحيح. لكن إحنا خلصنا مع جزء كبير منهم، وما فيش حاجة هتوقفنا.”
+
أدهم (بابتسامة خفيفة):
“هنخليها نهاية لكل شيء… ولحياة جديدة.”
+
وهكذا، انتهت تلك المعركة التي كادت أن تودي بحياتهم جميعًا، لكن السؤال الأكبر كان ما زال قائمًا: هل انتهت حقًا أم أن هناك تهديدات أخرى ستظهر في الطريق؟
+
+
مرت عدة ايام حتى تعافى أدهم من اصابته و كانت تلك الحادثة كفيلة بأن تجعل ندى تسترد جزءا كبيرا من ذاكرتها… فقد كانت صدمة قوية أفاقتها من جديد. 
لتعم سعادة عارمة على جميع أفراد الأسرة. 
+
لتطوى صفحة من كتابهم و يبدئان في تسطير صفحة جديدة يستعدان فيها لحفل زفاف أسطوري.. انتظروه طويلا.. 
+
وسط أضواء الليل التي كانت تتراقص على سطح النيل الهادئ، كان الحفل يستعد للوصول إلى ذروته. الزفاف الذي طال انتظاره، والذي سيجمع بين ندى وأدهم في لحظة تُختتم فيها قصتهم العاطفية الصعبة. المكان كان ساحرًا. باخرة نيلية فاخرة قد تم تزيينها بأجمل الألوان والديكورات، حيث تتلألأ الأنوار الذهبية حول أعمدة خشبية مزخرفة، والأقمشة المخملية الناعمة تغطي الطاولات الفخمة التي تزينها الزهور البيضاء والورود الحمراء. في الهواء كانت هناك رائحة الزهور والعطور المختلطة مع عبير النيل.
+
        
          
                
ندى، التي كانت في مركز الحفل، كانت متألقة أكثر من أي وقت مضى. فستانها الأبيض كان بسيطًا ولكنه أنيقًا، ينساب بخفة على جسدها، تصميمه المحتشم أضفى عليها جمالًا يقترب من السحر. كان الفستان مزينًا بتفاصيل دقيقة من الدانتيل والخرز اللامع، في حين كان حجابها الرقيق يحيط برأسها، يضيف لمسة من البراءة والجمال، مع تاج بسيط من الألماس يلمع على رأسها. تظهر جمال ملامح وجهها الذي اختلطت فيه مشاعر الفرح والطمأنينة.
+
أما أدهم، فكان يقف بجانبها، لا يقل جمالًا عنها. بذلته السوداء، المصممة خصيصًا لهذه المناسبة، كانت تظهر قوامه الرشيق ووسامته. كان يلمع تحت الأضواء، عيناه تتألقان بحب وحزن مختلط، كأنهما يعكسان كل اللحظات التي مر بها طوال هذا الطريق الطويل. نظراته إلى ندى كانت مليئة بالشكر، وكأنهما قد تجاوزا كل الصعاب التي مروا بها. كانت ابتسامته، التي ارتسمت على شفتيه، تحمل معنىً عميقًا، لم يكن في حاجة للكلمات ليُعبّر عنها.
+
الجميع كان في حالة من الفرح الشديد. معتصم، الذي وقف في مكانه بعيون مليئة بالسرور، كان يراقب المشهد بدهشة. لم يكن يصدق أن هذا اليوم قد جاء أخيرًا، بعد كل المصاعب التي مرت بها العائلة. 
+
أما مروان، الذي كان قد غير موقفه تمامًا تجاه ندى، وكان ينظر إليها بنظرة مختلفة اليوم، فلم يستطع إخفاء ابتسامته. كان يرى في عيون ندى اليوم شخصًا آخر، امرأة مستقلة، قادرة على مواجهة الحياة بكل قوتها، وليس مجرد شبح من الماضي الذي أحبّه في “آلآرا”. الآن، بدأ يفهم أن قلبه كان قد انكسر بسبب الذكريات أكثر من حبه الحقيقي. كان يقف هناك، وهو يشعر بالراحة لنجاح أدهم وندى في تجاوز كل شيء.
+
المشهد يتصاعد مع الموسيقى التي تعزف في الخلفية، والأضواء التي تتلألأ في السماء فوق النيل.
تصدح في الأجواء الأغنية الشهيرة لأصالة (٦٠ دقيقة حياة) 
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
+
أدهم وندى يرقصان معًا، في تلك اللحظة التي يعجز فيها الزمن عن التوقف. يدها في يده، وقلبها ينبض بخفقاته المعتادة، ولكن هذا الخفق الآن كان مليئًا بالسلام والراحة بعد كل المعاناة التي مروا بها. 
كانت كل خطوة على أرضية الباخرة كأنها تعبير عن قوتهم وحبهم الذي انتصر على كل شيء.
+
أدهم (وهو ينظر إليها بحب):
“انتي مش بس عروستي النهاردة… إنتي كل حاجة ليا.”
+
ندى (وهي تبتسم، عيونها مليئة بالدموع):
“وأنتَ… حياتي كلها.”
+
كانت العيون تراقبهم في صمت، وكل فرد منهم كان يشعر أن اللحظة أكبر من مجرد احتفال، إنها بداية جديدة، لحظة تجسد كل ما تم تخطيه. لم يكن هناك أي شيء سوى الضوء الذي ينعكس على النيل، والموسيقى التي تملأ الجو، والقلوب التي تذوب في مشهد ساحر.
+
        
          
                
أدهم (بهمس وهو يراقب وجهها):
“عارفة أنا بقالي قد إيه مستني الليلة دي؟ الليلة اللي هتبقي فيها مش بس مراتي… هتبقي كل حاجة، قولا وفعلا.”
+
ندى شعرت بالحرج يتصاعد في وجنتيها، ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيها وهي تخفض عينيها. كان قلبها ينبض بشدة، ليس فقط من كلمات أدهم، بل من نظراته التي تحاصرها بشوق وحنين لم تخفَ عليها.
+
ندى (بصوت خافت وهي تنظر إليه):
“وأنا كمان كنت مستنياها… مستنيا أكون ليك وبس.”
+
ضحك أدهم بخفة، ونظر إليها بحب قبل أن يقربها أكثر إلى صدره.
+
أدهم (وهو يرفع حاجبه بمرح):
“مش مكسوفة تعترفي؟”
+
ندى (بخجل):
“إنت عارفني، مفيش حاجة أقدر أخبيها عنك.”
+
بدأت الموسيقى تأخذ نغمة أعمق، واللحظة أصبحت أكثر سحرًا مع صوت أصالة الذي بدأ يداعب الأجواء:
+
“ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة إن أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
+
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
+
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة انى أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى”
+
عندما قالت أصالة تلك الكلمات، جذبها أدهم بلطف إلى حضنه، يحيطها بذراعيه وكأنما يخاف أن تبتعد.
+
أدهم (بهمس، وهو يميل على أذنها):
“مش هسيبك أبدًا، دا وعد.”
+
ندى أغمضت عينيها للحظة، تستشعر حرارة حضنه التي بددت كل مخاوفها. في تلك اللحظة، لم يكن هناك مكان آخر في العالم تود أن تكون فيه.
+
الموسيقى استمرت، وكل كلمة كانت كأنها جزء من حكايتهم
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة ان أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
+
أصل انا لما بكون متشافه
بتوتر اصل أنا خوافة
فى حضنك إحمينى فى حضنك إحمينى
+
ندى رفعت وجهها لتنظر إلى عينيه، التي كانت تحمل وعدًا بحياة مليئة بالحب والدفء.
+
ندى (وهي تبتسم):
“عارف، لما كنت صغيرة كنت دايمًا أحلم باليوم ده… بس ولا مرة تخيلت إنه هيكون كده.”
+
أدهم (وهو يرفع حاجبًا):
“كده إزاي؟”
+
ندى (بحب):
“كده… كامل، مليان حب وأمان، مليان… إحساس إني معاك، ده لوحده يكفيني.”
+
كانت خطواتهما البطيئة على أنغام الأغنية تأخذها إلى عالم آخر، حيث اختفى كل شيء سوى حبهما.
+
“والساعه اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباة
+
والساعه اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباة
+
        
          
                
أدهم (بصوت عميق، ينظر إليها):
“وأنا هحبك كل يوم أكتر… زي ما وعدتك.”
+
ندى أومأت بخفة، دموع الفرح تغمر عينيها. لم تكن بحاجة إلى كلمات أكثر، لأن اللحظة كانت كافية لتختصر كل شيء.
+
في النهاية، وقف الجميع يراقب الزوجين برهبة. لم يكن مشهدًا عاديًا، بل لوحة فنية تُرسم بالحب والضوء والموسيقى. الباخرة استمرت في رحلتها فوق مياه النيل، التي حملت أسرار تلك الليلة إلى الأبد.
+
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
+
والساعة اللى بعيشها فى قربك
60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك
من عمرى أنا مش حسباه
+
فى ناس يوميا بقابلها
مضطرة انى اضحك واجاملها
وفى أول فرصه اسرق نفسى
واخد نفسى اما اقابلك
+
ممكن تخلينى فى حضنك
محتاجة انى أسمع صوت قلبك
نبضة بيحيينى نبضة بيحيينى
+
قدامك أنا ببقى خجولة
صعب انى أعبر بسهوله
بوصف جوايا بوصف جوايا
+
فى حاجات بينقص معناها
لو بالشفايف قولناها
احساسها كفايه احساسها كفاية
+
فى ناس يوميا بقابلها
مضطره أنى أضحك وأجاملها
وفى أول فرصة أسرق نفسى
وأخد نفسى اما بقابلك
+
بينما كانت الأضواء تتراقص على سطح النيل، كان معتصم يقف إلى جانب ريم، وجهه يعكس السعادة التي امتلأت بها قلبه بعد كل تلك السنوات من الانتظار. عينيه كانتا تلمعان بعشق، والابتسامة التي ارتسمت على شفتيه كانت تروي كل شيء. كان يرتدي بدلة أنيقة بلون الكحلي الداكن، قماشها الفاخر ينساب على جسده بشكل متقن، مما يزيد من وسامته التي لا تخطئها العين. شعره كان مصففًا بعناية، وعيناه اللتان تتألقان تحت الأضواء، كانتا تشعان بحبٍ دفين.
+
ريم، التي كانت تقف إلى جانبه، كانت في غاية الجمال، ولكن ليس الجمال الذي يختطف الأنظار فحسب، بل الجمال الذي ينبع من داخلها. كانت ترتدي فستانًا محتشمًا ولكنه أنيق للغاية، اختارته بعناية ليليق بجو الحفل الرفيع. الفستان كان من اللون الأبيض، بسيطًا ولكنه يحمل تفاصيل دقيقة من الدانتيل الناعم الذي يغطي أجزاءه العلوية، مما أضفى عليه لمسة من الفخامة. حجابها كان عصريًا، مُنسقًا بشكل يواكب أحدث صيحات الموضة للمحجبات، فكان يُظهر جمال وجهها وجاذبيتها بأناقة. كانت عيونها تحمل بريقًا هادئًا، شعاعًا من السعادة والحب تجاه معتصم الذي أصبح الآن زوجها، وكان قلبها ينبض في كل لحظة مع كل كلمة يهمس بها في أذنها.
+
بينما كانا يقفان معًا، كانت أصابع يدها متشابكة مع يده، وكان معتصم ينظر إليها وكأنهما في عالمٍ آخر، عالم لا يسع فيه سوى حبهما. كانت ريم تبتسم له ابتسامة خجولة، وعندما نظرت في عينيه، شعرت وكأن الدنيا بأسرها قد تضاءلت وابتلعتهم في تلك اللحظة. كان حبّهما طاهرًا وبريئًا، كأنهما بدءا للتوّ.
+
معتصم (بهمسات):
“عقبال فرحنا يا روحي…ماكنا خليناها دخلة و خلاص يا ريم.”
+
ريم ضحكت بخفوت ثم (بصوت منخفض، يملأه الحب):
“متستعجلش يا عصومي…استنينا سنين..مش هنقدر نستنى كام اسبوع؟!.”
أدنى رأسه نحوها ليقول بنبرة حارة: 
ـــ ” بصراحه مش قادر”
+
تبادلوا النظرات العميقة، وكانت أصابعها تلعب بخفة مع أطراف يده، كأنها كانت تخشى أن يفلت منها تلك اللحظة السحرية. كانت الأضواء التي تنعكس على النيل تخلق جوًا من السكون الرومانسي حولهم، بينما الموسيقى تداعب الأجواء وتحملهم في رحلة خفيفة من السعادة والطمأنينة.
+
معتصم (وهو يقترب منها أكثر):
“انتي أجمل من أي شيء تخيلته… وأنا مفيش حاجة هتوقفني عن إني أكون جنبك طول العمر.”
+
ريم (بابتسامة خفيفة، عيونها تتألق بالدموع):
“وأنتَ كل حياتي يا عصومي.. معاك حاسّة إن كل شيء ممكن.”
+
كانت ريم تبتسم بحب، بينما كان معتصم يراقبها، يراها وكأنها الضوء الذي أضاء ظلمات سنين مضت. لم يكن في حاجة للكلمات، فالحب كان واضحًا في كل حركة وفي كل نظرة. كانت اللحظة تحمل في طياتها كل المعاني، وكل الوعود التي قطعاها لبعضهما البعض.
+
ريم (وهي ترفع يدها لتضعها على قلبه):
“هفضل دايمًا معاك، مهما مرّ الزمن.”
+
معتصم (بصوتٍ مليء بالعاطفة):
“وأنا كمان، معاكي للأبد.”
+
ومع تلاقي الأيدي في تلك اللحظة، كانت نظراتهم تلتقي، وتحمل معها تعهدًا صادقًا بالحب الأبدي. كان هذا المشهد أكثر من مجرد لحظة في الحفل، كان بداية جديدة لحياة معًا، مليئة بالسلام والأمل والفرح.
+
بينما كانت الأضواء تومض حولهم، وعطر الزهور يملأ الجو، كان الحفل يزداد سحرًا، لكنه في قلب معتصم وريم كان مكانًا خاصًا لهما فقط، حيث لا شيء سوى حبهما الذي تكلل في هذا اليوم الرائع.
+
يختمه بلقطة رومانسية صغيرة، حيث يتشابك يديهما معًا، ويرقصان بهدوء على أنغام الموسيقى، وكأنهما كانا في عالمٍ خالي من أي شيء سوى الحب الذي يجمعهما.
+
تمت بحمد الله

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *