التخطي إلى المحتوى

شرفُ اللسان بذكر أحمدَ سيدي فبذكره نُكفى الهموم ونهتدي

وحبيبنا أوصى فهيّا رددوا ، يارب صلِّ على الحبيب محمد

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

يامن واللى معاه في المول دخلوا غرفة المراقبة ومحمود طلب تفريغ الكاميرات وشافوا مليكة وهي بتتسوق مع صحباتها في المول

يامن قرب من الشاشة ودموعه على خده مد ايده على الشاشة ومشى صوابعه على وش اخته الصغير اللى مش واضح في الكاميرا بوضوح بس قلبه دله عليها

محمود بصله : هي دي !؟

يامن وعينيه متثبته على الشاشة : هي يا حضرة الظابط

محمود حط ايده على كتف راجل الأمن : تتبع الآنسه كده ، خلينا نشوف راحت فين !؟

الأمن فضل يتتبع مليكة من كاميرا للتانية ويامن بيتابع اللى هي بتعمله ودخولها من محل رجالي لمحل، تشوف اللبس والاحذية والبرفانات والساعات وبتختار الحاجة على ذوق يامن وتشتريها وتغلفها كهدية

ويامن واقف حاطت ايده على وشه ودموعه بتنزل في صمت، لحد ما مليكة خرجت من المول وركبت عربيتها وشاورت لصحابها ومشت بعيد عن مجال الكاميرا

الأمن وقف الفيديو ويامن سند بدراعه على المكتب ونزل عينه في الأرض : في الآخر ماوصلناش لحاجة

محمود : أصبر شوية لسه طريقنا ماخلصش

يامن بصله وهو بدأ يشرح : كده اتاكدنا من حاجتين، الاول صحابها مالهمش علاقة باللي حصل فعلا، التانى هي خرجت من هنا سليمه يعنى ماحدش اتعرضاها هنا

يامن : يا فرحة قلبي بالأخبار بجد ، أنا مش عايز كل ده أنا عايز اختى وبس

محمود : حاضر يا يامن اصبر بس دلوقتى هنطلع بره المول وهنشوف ، المحلات هنا اغلبها مركبه كاميرات هنتتبع عربيتها ونشوف هي راحت فين بالظبط

وفعلا تتبعوا عربية مليكة من كاميرا للتانية لحد ماوصلوا لآخر محل في المنطقة، وبعده مكان كبير فاضي بين المحلات والكامبوند اللى ساكنين فيه

محمود : ده آخر محل

يامن بص قدامه للطريق الطويل : آخر الطريق الكامبوند بتاعنا، وراجل الامن ماشفهاش ، يبقى ايه !؟

محمود بص حوليه للمكان الفاضي : يبقى ضاعت هنا

يامن بص هو كمان للأرض الفاضيه بقلق؛ فالمناطق الفاضيه اللي شبه دي غالبا بيكون فيها بلطجيه ومدمنين كتير ، وخاف على اخته يكون طلع عليها حد منهم

.

بدأوا البحث لمدة طويلة لدرجة إن الليل ليل عليهم وهما مش لاقين أى أثر لمليكة أو عربيتها ، محمود : كفاية كده النهاردة

يامن بنرفزة : كفاية !؟ وهي لو اختك اللى مكان اختي هتقولي كفاية !؟ ولا هتقعد ليل نهار تدور عليها وهتهد الدنيا كلها لحد ما تلاقيها !؟

جاسم حط ايده على كتف يامن بيحاول يهديه : معلش يا يامن إحنا تعبنا أوي النهارده، وبعدين أنت مش شايف الدنيا كحل إزاى حتى لو كملنا تدوير مش هنعرف نشوف حاجة

يامن بيتنفس بعنف ورافض كلامهم وجاسم طبطب على كتفه : عشان خاطر مليكة

يامن بصله بضعف : عشان خاطر مليكة أنا عايز اكمل

جاسم : يا يامن احنا بقالنا تلات ليالي صاحيين لو فضلنا كده هننهار لازم نرتاح شوية ، أنت مش شايف نفسك تعبان إزاى !؟ وبعدين لو حد طلع علينا دلوقتي وحصلك حاجة لا قدر الله مين اللى هيدور على مليكة !؟ مين هيلحقها لو جرالها حاجة !؟

يامن سكت ومحمود هو كمان قرب منهم : كلها ساعتين الليل واوعدك مع أول نور للشمس هكون هنا بدور عليها

يامن اخيرا استسلم ليهم وقرروا التلاته يمشوا دلوقتى ويرجعوا مع الفجر ، نوروا كشافات التليفونات عشان يشوفوا طريقهم بوضوح أكتر، وهما ماشين يامن داس على إزاز فبص تحت رجله لقى ازازه برفان رجالي مكسورة كان هيتجاهلها ويمشي بس وقف لأنه لقاها ازازة غالية جدا ومستحيل وجودها هنا

نزل على الأرض ومسك الازازة اللى غطاها كان لسه متبرشم وعينه لمعت بالدموع؛ فده نفس البرفان اللى هو بيستخدمه دايما واللى مليكة اشترت منه من المول

حرك الكشاف يمين وشمال لحد ماشاف على شماله علب صفيح وبراميل متكسرة واكياس زبالة كتير ووسط الزبالة في شنط ورق مرسوم عليها لوجو المول

يامن نادى بصوت عالي عشان محمود يسمعه : حضرة الظابط

محمود وقف وبص وراه ليامن اللى كان بيبص على الأكياس وهو كمان وجه كشاف فونه عليهم وبص على الأكياس ، وكلهم قربوا من الزبالة ويامن مسك شنط المول الورق وقلب فيها بس كانت فاضية ماعادا واحده كان جواها ريسيت، طلعه وشاف اللى فيه وجسمه بدأ يرتجف وهو شايف كل الحاجات اللى شاف مليكة بتجيبهم من المول، وفي اخر الريسيت مكتوب التاريخ والساعة اللى كانت نفس وقت خروج مليكة من المول

قام وقف وهو بيشاور لمحمود : دي حاجة مليكة الحاجة اللى اشترتها اختى هنا يا محمود، اختى هنا يا محمود

ساب الشنط من ايده وقام من على الأرض وبدأ يتحرك في المكان بعشوائية وهو بينادي على مليكة بأعلى صوته زي المجنون لعل وعسى تسمعه ويعرف يوصلها، وجاسم طلع جري وراه بدون تفكير، ومحمود اتنرفز وشتم يامن في سره ورن على القسم طلب قوات دعم تساعدهم في البحث وراح ورا يامن هو كمان

********

صباح قاعده في الفيلا سانده راسها على ايدها بهم، ولمياء واقفه جنبها : يا ابله صباح ماينفعش كده، لازم تاكلي أى حاجة

صباح شاورتلها بايدها : مش قادره يا لميا

لمياء : بس انتى من امبارح ماحطتيش لقمة في بوءك، كده ماينفعش ممكن تتعبي

صباح رفعت راسها وبصتلها بدموع : مش هقدر آكل وأنا ماعرفش حاجة عن الولاد ، دول مش مجرد أصحاب بيت بشتغل عندهم يا لميا، دول زي ولادي، وأنا من يوم مادخلت البيت ده اعتبرتهم ولادي، ومن بعد وفاة عزيز بيه ومراته الست عفة أنا اخدت على نفسي عهد أنى هتقي الله في العيال دول وهربيهم أحسن تربية وهحطهم جوه عينيا وقلبي

دموعها نزلت : ودلوقتى عيالي الاتنين ماعرفش عنهم حاجة ، مليكة دي كانت حته من قلبي والله واديها ضايعه وماحدش عارف عنها حاجة، ويامن خرج من امبارح وماعرفش هو فين ولا بيعمل ايه هو كمان

حطت ايدها على راسها : أنا مش هقدر أعيش لو جرالهم حاجة ، يا رب سترك ورضاك ، يارب ساعد العيال دول واحميهم من كل شر

لمياء بصتلها بدموع فهي كمان كانت بتحب مليكة اللى دخلت قلبها بدون استئذان ، وصباح مسكت فونها تحاول تكلم يامن تطمن منه بس مش بيرد، وحاولت تكلم جاسم هو كمان تليفونه خارج الخدمة ، رمت التليفون على الترابيزة واتنهدت بتعب

ولمياء ماقدرتش تقف اكتر من كده فدخلت المطبخ ووقفت عند الحوض مش عارفه تعمل ايه بس هي مش عايزه تقعد فاضية كده ، عايزة تشغل نفسها بأي حاجة عشان ماتفكرش في الأفكار السوداوية اللى بتجيلها ، حست بحاجة صغيرة بتلمس رجليها فبصت لتحت وشافت قطة مليكة بتتمسح في رجليها وبتنونو بصوت صغير، فنزلت على الأرض وشالتها : أنتى جعانه يا قطة !؟

حضنتها بحرص وقامت جابتلها آكل وقعدت تانى على الأرض تأكلها، بس القطة رفضت وفضلت تنونو تانى ولمياء عيونها اتملت دموع : مش عايزة تاكلي غير من ايد مليكة صح !؟ أنتى كمان مفتقداها وخايفة عليها مش كده !؟

القطة نونوت فلمياء اخدتها في حضنها وقعدت تعيط هي كمان

********

أما يامن ومحمود وجاسم فضلوا يلفوا في المكان الفاضي، لحد ما وصلوا لمكان فيه نار صغيره، وشباب شكلهم بلطجيه قاعدين حولين النار وبيشربوا سجاير ومخـ.درات

محمود وهو بيقرب من الشباب وبيبص على اللي في ايدهم : يا صلاة النبي أحسن ، ايه الحلاوة دى على المسا

نزل على الأرض ومسك حقنه من الفاضيين وبصلهم : ألا مين الكرام !؟

واحد منهم رد عليه بتقل في لسانه : أنت اللى مين وجاي حتتنا ليه !؟

محمود : حتتكم !! دي أرض الحكومة ياض

الولد قام وقف بدوخه من أثر اللي شاربه وقرب من محمود : حكومة ايه يابا قال حكومة قال وهي فين الحكومة دي !؟

محمود : يارب أنا مش طالب غير الستر والصحة والناس تشوف النسور اللي على كتافي بس

يامن قرب من الشاب وسأله بتوتر : أنت بتقول إن دي حتتكم طيب ما شفتش بنت هنا ، هي في اول العشرين ٢٣ كده ورفيعه شوية وكانت راكبه عربية بيضا صغيرة !؟

الشاب : بنات !! لا مافيش بنات بتيجي هنا غير الــــ

ساب كلامه متعلق وضحك : بس ساعات الكبير كده يهف عليه الكيف ويعوز واحده بالغصب

وضحك تاني فيامن اتعصب ومسكه من هدومه شده عليه وزعق : عملتوا ايه في اختى ياولاد الكـ/ب عملتوا ايه !؟

كل الشباب وقفوا مرة واحده واتلموا حولين يامن ومحمود وجاسم وبدأت يضربوا فيهم، وهما كمان ردولهم الضرب، وكله كان بيضرب في كله لحد ماكسروا عضم بعض حرفيا، بس وقفوا كلهم لما سمعوا سارينه الشرطة بتقرب منهم وبتقتحم المكان، فالبلطجية اخدوا بعضهم وطلعوا يجروا-بقلم/مريم عبدالقادر-ومحمود قرب على جاسم اطمن عليه وراح ليامن اللي لسه قاعد على الأرض في وضعيه السجود وبيشد في شعره

محمود فك ايده وقومه : قوم يلا ده مش وقت إنهيار

يامن جمع اللى فاضله من قوته وقام وقف ، وفضلوا يلفوا كتير مع القوات لحد مالقوا مكان مهجور زي مخزن قديم دخلوه بحذر بس مالقوش أى حد ولا أى حاجة مجرد مكان فاضي

يامن قعد على الأرض وسند راسه على الحيطة وراه وهو بيتنهد بيأس، وجاسم قرب منه وشد دراعه : يلا نروح كفاية كده النهاردة

محمود قرب منهم هو كمان : أخوك معاه حق كفايا كده النهاردة، أنت من الصبح بتون، روح ناملك ساعتين ومع الشمس بكرا إن شاء اللّٰه هنرجع ندور تانى

يامن : هندور فين ده إحنا لفينا المكان كله شبر شبر هندور فين تاني !؟ في القاهرة كلها !؟ اروحلك فين بس يا مليكة !؟

حط ايده على وشه ومحمود صعب عليه جدا : حتى لو دورنا في القاهرة كلها المهم نوصلها

جاسم شد يامن قومه وراحوا كلهم ركبوا عربية محمود وهو وصلهم لحد باب الفيلا، ولسه بيبص على يامن اللى قاعد جنبه لقاه غرقان في النوم ولقى جاسم بيتكلم من وراه بهمس : بقاله ٣ أيام سهران ومن امبارح بيلف في الشوارع

محمود بصله : وأنت مش كنت معاه ليه بقى مش تعبان زيه كده !؟

جاسم اتنهد : لو جيت للحق أنا تعبان أكتر منه بس أنا في مكانة اخوه الكبير فلو أنا ضعفت وانهارت مين اللى هيسنده !؟

بصله بعيون حمرا من التعب وقلة النوم : أنا خايف أغمض عيني دقيقة اصحى الاقى مصيبه تانية فوق راسنا، وفي نفس الوقت مش عارف اساعده ولا أعمل اي حاجه

محمود اتنهد : أكيد ليها حل وإن شاء الله ربنا هيساعدنا ونلاقيها

محمود بص على يامن : طيب وهنعمل ايه في الميت ده !؟

جاسم أبتسم : أحب أقولك إنك لو ضربت نار جنبه مش هيقوم برضه ، هو في العادي نومه تقيل جدا تخيل بعد كل السهر والتعب ده

محمود بصله : والعمل !؟

جاسم فتح الباب ونزل : والله يا حضرة الظابط كان نفسي اساعدك بس أنا ساند نفسي بالعافية فحاول أنت بقى تنزله

محمود بصله بذهول وهو دخل الفيلا وثوانى ومحمود لقى ست كبيرة شوية وراجل عجوز وبنت صغيرة جايين جري عليه

صباح : هو ماله ، يامن يا حبيبي مالك !؟

محمود : ماتقلقيش يا حجه هو بس نايم من المجهود مش اكتر

صباح بصت لعم حامد الجنايني : ساعده يا حامد يدخله سريره

وفعلا محمود وحامد سندوا يامن لسريره وخرجوا تانى ، صباح : لقيتوا مليكة !؟

محمود : لحد الآن لا بس إن شاء اللّٰه نلاقيها مافيش حاجة صعبة على ربنا

صباح اتنهدت بحزن ومحمود استأذن ومشي وصباح لسه بتلف لقت جاسم مرمي على الكنبه وغرقان في النوم هو كمان، فاتنهدت بتعب وجابت بطانية غطته بيها ، وطلعت عند يامن تطمن عليه ودموعها غلبتها تانى ونزلت غصب عنها

*******

سامح كان في المستشفى مع هاجر ومتردد يرد على تليفونها اللى مابطلش رن وهو عارف إنها أكيد منصورة ، كان خايف يقولها على اللى حصل لبنتها بس ما باليد حيلة، الوقت أتأخر جدا وزمانها قلقانه عليها

مد ايده للفون اللى جنبه بتردد وفتح الخط لقى صوت منصورة المرعوب بتزعق : والله يا هاجر لتشوفي هعمل فيكي ايه ، أنتى فين يا زفته لحد دلوقتى !؟

سامح بخفوت : أنا سامح يا ست منصورة

منصورة حطت ايدها على قلبها برعب : بنتى فين ، حصلها ايه !؟

سامح : إحنا في المستشفى

منصورة شهقت بخضة وقامت تجري على اوضتها تلبس أول طرحه قابلتها ونزلت جري من البيت : بنتى جرالها ايه أنتوا في انهى مستشفى !؟

سامح قالها على اسم المستشفى وهي ركبت تاكسي وخلال دقايق كانت عندهم ، دخلت جري على أوضة الطوارئ وهي عماله تتلفت حولين نفسها ودموعها على خدها، وأول ما شافت سامح طلعت جرى ناحيته وشدته من هدومه : بنتى فين يا سامح عملت فيها ايه !؟ والله يا سامح لو بنتى جرالها حاجة أنا هقتـ.لك

الدكتور قرب منها : بنتك كويسه يا مدام ماتقلقيش

منصورة بصت للدكتور ولاحظت هاجر اللي نايمه على السرير جنبه فسابت سامح وراحت جري ناحية بنتها، قعدت على الأرض جنب السرير وحطت ايدها على خد هاجر وهي بتعيط : هاجر يا حبيبتي مالك يا روحي !؟

بصت للدكتور : هي مالها يا دكتور !؟

الدكتور : هي أكلت آيس كريم

منصورة ما ادتهوش فرصه يكمل ومسكت ايد بنتها برعب : دي عندها حساسية من اللبن ازاى تاكل آيس كريم

بصت لسامح بغضب : أكيد انت اللى اكلتها ، أنا محذراها إنها تاكل آيس كريم فأكيد أنت اللى اكلتها

سامح حط وشه في الارض وهي بصت لبنتها وفضلت تبوس راسها وايدها والدكتور اشفق عليها فاتكلم بهدوء : ماتقلقيش يا مدام، إحنا عملنا اللازم وهي كويسه وكلها شوية وقت وتفوق وتقدر تروح معاكم ، عن اذنكم

الدكتور مشي ومنصورة بتعيط وهي بتطبطب على خد بنتها اللى نايمه وسامح واقف مش عارف يعمل ايه ، عدت دقايق وهاجر بدأت تفوق ومنصورة قربت منها بلهفة : هاجر يا حبيبتي أنتى كويسه ، حاسه بأيه يا قلبي !؟

هاجر بتعب : ماما

منصورة بلطف : عيون ماما أنتى

هاجر دموعها نزلت : أنا أسفه ، أنا ماسمعتش كلامك واكلت آيس كريم ، أنا بس كان نفسي فيه وأنتى كنتى بتمنعيني ، بس ماكنتش أعرف إن كل ده هيحصل

منصورة سكتت شوية واتحولت مرة واحده وفضلت تضرب هاجر على كتفها وهي بتزعق وتعيط : يا جزمة يا جزمة وهو أنتى مش عارفه يعنى إن عندك حساسية من اللبن، وهو الآيس كريم ده مش بيتنيل يتعمل باللبن !؟

هاجر اتأوهت وسامح قرب بسرعة يبعد منصورة عنها، ومنصورة بصتلها بضعف : وهو أنا هحرمك يعني يا هاجر من حاجة نفسك فيها ، ما غلط عليكي وأنا ببقى خايفه عليكي

هاجر فضلت تعيط وسامح حاول يهدى الموضوع شوية : اهدى شوية يا ست منصورة هي الحمد لله كويسه اهى

منصورة بصتله بشر وزقته بعيد عنها وهي بتزعق : وأنت لسه حسابك معايا أنت كمان، بتأكلها آيس كريم ليه هاه !! وكنت بتعمل معاها ايه أصلا !؟

هاجر قعدت تزعق بطفوليه وهي لسه بتعيط : على فكره بقى عمو سامح هو اللى لحقنى ولولاه أنا كان زمانى ميته دلوقتى

منصورة بصتلها بحنية : بعد الشر عليكي

هاجر مسحت دموعها وبصت لمامتها : ماما تعرفي ان العيال في المدرسه بيضايقوني كل يوم، وبيقعدوا يقولوا عليا معفنه وبلدي ومش مؤدبه عشان ماعنديش بابا، وعمو سامح ادبهم كلهم وضرب الولد اللى قال عليا مش مؤدبه، واخدني يفسحنى شوية وجابلي آيس كريم، بس والله أنا اللى قولته يجيبه، وهو ماكانش عايز بس أنا اللي اصريت

منصورة كانت واقفة مذهوله مش عارفه من كلام العيال على بنتها ولا موقف سامح ولا شعور بنتها ، ووقفت متلجمة مش عارفه تقول ايه، وسامح حس بيها فحب يغير الموضوع : بس أنتى ما كانش ينفع تخبي عليا إن عندك حساسية من اللبن يا هاجر

منصورة فاقت من صدمتها وبصت لسامح بتكشيرة وزعقت فيه : وأنت مالك بتغلط بنتى ليه !؟ بنتى مش بتغلط أصلا ، وسع كده

عدت من جنبه وراحت تساعد هاجر تقوم عشان يروحوا، وراحت عند الريسيبشن عشان تدفع فلوس المستشفى واتفاجئت إنها مدفوعه فعرفت إن سامح دفع، فاخدت هاجر ووقفت تاكسي وساعدتها تركب وركبت جنبها وسامح أصر يروح معاهم ويوصلهم لحد بيتهم كمان

سامح : بس هنا ياسطا قدام العمارة دي

السواق وقف قدام بيت منصورة وهي كانت لسه هتطلع فلوس تحاسب بس سامح بصلها بصه رعبتها وهو اللى حاسب، ونزلوا كلهم

منصورة : بكرا إن شاء الله هبعتلك فلوسك مع محمود

سامح كشر : وهو كان حد قالك أنى عايز فلوس ، اطلعي يا ست منصورة على بيتك ماتجننيش

هاجر بصتله وهمست : قولها انتى سلامتك بالدنيا عندي

سامح اتوتر وحاول يكرر كلام هاجر : أنتى الدنيا سلامتك يعني

منصورة كشرت باستغراب وهو حاول يعدل كلامه : قصدي يعني ، سلام الدنيا ، الدنيا ، الجو يعني ، الدنيا كويسه

هاجر خبطت ايدها على وشها وهي بتحرك راسها بيأس، ومنصورة بصتله بتعجب من الهبل اللى بيقوله واخدت بنتها وطلعت على بيتها وسابته تحت بيشتم نفسه أنه مش عارف يتكلم

.

دخلوا البيت ومنصورة ساعدت بنتها تغير وتنام في السرير وقعدت جنبها : أنتى كويسه يا عيني !؟

هاجر : الحمد لله يا نور عينك

منصورة مشت ايدها على شعرها بحب وخوف من إنها كان ممكن تخسرها وهي مسكت ايدها : ماما

منصورة بصتلها : عيون ماما

هاجر : عمو سامح حد طيب أوي على فكرة وراجل ممكن تعتمدي عليه ، بغض النظر إنه أبيض من كريمه بسكوت الشمعدان في الكلام الحلو، بس عموما هو راجل كويس

منصورة بملل : قصدك ايه يعني يا هاجر !؟

هاجر : قصدي أنى هبقى مبسوطه أوي لو بقى عندي أب زيه

عطتها ظهرها ونامت وسابتها تايهه في افكارها ومتلخبطه ، عدى شوية وقت كانت هاجر غرقت في أحلامها ومنصورة سمعت صوت الباب بيتفتح ببطئ فعرفت أن محمود رجع-بقلم/مريم عبدالقادر-طلعت من أوضة هاجر وشافته بيدخل بهدوء من غير صوت فهمست : أنا صاحيه على فكرة

محمود اتخض وبصلها : وقعتي قلبي يا منصورة في ايه !!

منصورة أبتسمت : أول مرة أشوف ظابط قلبه خفيف كده

محمود : أنا داخل على أساس أنكم نايمين ايه اللى مصحيكي لحد دلوقتي !؟

منصورة قربت منه وحضنته واتفتحت في العياط مره واحده وهو كشر بقلق : في ايه يا منصورة حد حصله حاجة !؟

منصورة حكتله كل حاجة حصلت وهي بتتشحتف وكأنها اخيرا لقت الفرصة اللى تطلع فيها كل الرعب اللى حبسته جواها لسنين، ومحمود بيسمعها بهدوء : بطلي عياط يا منصورة كفاية ، هي خلاص بخير والحمد لله سامح لحقها

منصورة بصتله بغضب : ومش هو السبب أصلا في اللي جرالها !؟

محمود : لا بنتك هي السبب في اللي جرالها مش هو ، وبعدين أنتى مالك كده بتحاربي الراجل كأنه عدوك كده ليه !؟

منصورة ربعت ايديها وبصت بعيد : هو كده عشان هو مستفز

محمود : عشان هو مستفز برضه ولا عشان قلبك بيميل ليه !؟ فبتحاولي تخبي ده في العصبية

منصورة اتوترت وزاغب بعينيها وهو اتنهد بتعب : دي آخر مرة هقولهالك يا خالتو ، حرام عليكي نفسك

منصورة قاطعته بسرعه : ماتقولش خالتو بس، أنت اصغر منى بسبع سنين، يعنى مش كبيرة اوي عشان تقولى خالتو

محمود رفع حاجبه : يعنى انتى كل اللى فارق معاكي كلمه خالتو !؟

منصورة : اه قول منصورة بس

محمود اتنهد بتعب : ماشي يا منصورة بنتك اللى أنتى خايفه عليها اهى عايزة الراجل، وجابر للمرة المليون الله يرحمه فارحمي بقى نفسك شوية

منصورة بصوت ضعيف : بس أنا كده هكون بخونه

محمود قعدها وقعد قصادها ومسك ايدها : مين قال كده !؟ هو خلاص مات من سنين، وخلينا نتكلم بصراحه بقى لو كنتى أنتى بعد الشر عليكي اللى موتي هو كان هيتجوز بعدك ، وبعدين هو كان راجل كبير عنك

حاولت تعترض بس هو سكتها : عارف إنه كان إنسان كويس وعمره ماحسسك بفرق السن بس في الآخر هو كان أكبر منك بعشرين سنه، وأنا بصراحه لحد دلوقتى مش فاهم أنتى اتجوزتيه ليه !؟ بس ده مش موضوعنا ، انتى من حقك تعيشي وتتبسطي مع راجل من سنك يفهمك ويحسسك بشبابك اللى انتى دفناه تحت العباية السمرا اللي لبساها ولا كأنك في السبعين دي

منصورة سكتت شوية وبصتله بإحراج وتردد : بس هو يعني ، متجوزش قبل كده ومن حقه يتجوز واحده يكون هو أول راجل في حياتها

محمود : ياستى وهو مش عايز واحده يكون هو أول راجل في حياتها ، هو عايزك أنتى وبس ، ضيع عمره بيحبك في صمت لحد ما وصل للاربعين ولولا إنه قابلنى صدفه كان زمانه فضل كده ، أنتى اللى ماليه عينيه وقلبه ومش بيتمنى غيرك

منصورة قعدت تفرك في صوابعها بإحراج وهو حس بيها فقام وقف : أنا جاي من الشغل مهدود لو مش هتقل عليكي بس تعمليلي أى ساندويتش عقبال ماغير

منصورة كأنها كانت مستنية الحجة دي عشان تهرب من قدامه ودخلت المطبخ بسرعة وهو أبتسم : أما أشوف اخرتها ايه معاكي يا منصورة أنتى كمان

دخل اوضته يغير : انتوا عيلة كلها مجانين أصلا وأنا ناوي اتوبكم كلكم واحد واحد بس الصبر

********

يامن صحى بعد ساعات طويله جدا من النوم ، فتح عينيه بهدوء وبص حوليه لقى نفسه في سريره ، اتقلب شوية بتعب وهو بيفتكر الكابوس اللي كان بيحلم بيه ، ومرة واحده اتنفض من على السرير وطلع جري بره اوضته وراح لاوضة مليكة يطمن عليها ، فتح الباب بعنف بس لقى الأوضة فاضيه فنزل جري لتحت بيدور زي المجنون عليها وهو بينادي : مليكة

صباح سمعته طلعت تجري لبره : هي مليكة رجعت !؟

يامن بصلها : رجعت !! هو ماكانش حلم !؟

صباح بصتله بصمت فهي فهمت إنه كان فاكر كل ده حلم، وهو حرك راسه برفض للواقع ده، وطلع يجري على فوق تانى ودخل اوضة مليكة وخبط على باب الحمام : مليكة أنتى جوه !؟

ماجالهوش رد وهو رجع يفتكر أول ما جه من شركته وصباح بلغته باللى حصل وهو قعد ينادي عليها زي دلوقتى وماكانش بيلاقي رد،

فتح باب الحمام وبص فيه وطبعا كان فاضي، رجع قفله وبص على سرير مليكة ولقى بيجامتها البناتى اللى كانت لبساها ليلة المصيبة، قرب منها لقاها بتتحرك بطريقة غريبة وطلع من تحتها القطة الصغيرة وبصتله ونونوت

يامن قعد على ركبه على الأرض ومسك القطة : فين صاحبتك !؟ راحت فين !؟

القطة نونوت تانى ويامن اخدها هي والبيجامة في حضنه وسمح لنفسه اخيرا أنه يعيط على اخته اللى مش عارف يوصلها، وصباح دخلت عليه الأوضة وحطت ايدها على كتفه : حبيبي

يامن : أعمل ايه يا داده قوليلي وأنا هعمله والله، بس حد يقولي أتصرف إزاى في المصيبة دي

صباح الدموع لمعت في عينيها وماعرفتش تقول ايه، ويامن قام وقف ومسح دموعه وحط القطة في ايد صباح ومشي

صباح : رايح فين !؟

يامن : هنزل ادور عليها

دخل اوضته غير وجهز ونزل لقى جاسم قاعد على كنبة الانترية بيفرك في رقبته بألم من نومته الغير مريحة ليلة امبارح ، سابه وكمل طريقة من غير مايتكلم وجاسم قام بسرعه ووقفه : رايح فين !؟

يامن : كل واحد بيسألنى رايح فين هروح فين يعني يا جماعة ، هشوف اختى فين

جاسم : يوسف رن عليا من شوية وبيسأل فينا بقالنا يومين

يامن : اعمله ايه يعني يا جاسم !؟ أنا مش فاضي لشغل دلوقتى خليه هو يدير الشركة لحد ما المصيبة دي تتحل وألقى مليكة

كان هيمشي تانى بس جاسم مسك دراعه : أنت عايز تسيب الشركة كلها ليه أنت اتجننت !؟

يامن : خليه يشبع بيها مايهمنيش، أنا دلوقتى كل اللي عايزة ألاقي مليكة وبس

جاسم : حتى ولو أنت لازم تروح شركتك وتشوف دنيتك، وبعدين أنت امبارح دورت عليها في كل مكان ومافيش حاجة تعملها اكتر من كده، فسيب الموضوع للشرطة هما يتصرفوا

يامن شد دراعه منه وبصله بضيق وفتح فونه ورن على محمود اللى اخد رقمه أول ماتقابلوا امبارح

محمود : صحي الموت مش النوم بقى بما إن نومك طلع تقيل أوي كده

يامن تجاهل هزارة السمج : وصلت لحاجة عن مليكة !؟

محمود : امممم بص هو أنا وصلت لحاجة بس لسه مش متأكد إذا كانت هتوصلنا لمليكة ولا لأ

يامن بلهفة : ايه !! وصلت لايه !؟

محمود : مجموعة بلطجية بيخطـ.فوا البنات وبيشغلوهم في الدعـ/رة

يامن برق بصدمة : أنت اتجننت أنا مستحيل اختى___

محمود قطع كلامه بهدوء : أنا بقول إحتمال ، يمكن يكونوا خطـ.فوها أو يعرفوا اللى خطـفوها ماعرفش ، عموما لما نقبض عليهم هنعرف كل حاجة

يامن : طيب أنا هجيلك

محمود : أنا مش في القسم

يامن : مش مشكله هجيلك مكان مانت

محمود أبتسم : أنا آسف بس ماينفعش ، روح شوف وراك ايه يا باشا ولما اخلص اللى بعمله هبلغك بكل حاجة

قفل معاه وبص للعساكر اللى جنبه : ها جاهزين للاقتحام !؟

العساكر : جاهزين يا باشا

محمود بابتسامة عريضة : يبقى على بركة الله ، هجوم يا أبطال

العساكر كلهم اتحركوا وحصل اشتباك بين قوات الشرطة وعصابة مهريطه اللى رايحين يقبضوا عليهم

وفعلا مسكوا مجموعة كبيرة منهم، بس مهريطه هرب مع كام واحد من رجالته

.

أما يامن فبعد ما قفل الفون فضل رايح جاي في المكان وشوية يقعد ويرجع يقف تانى وكل دقيقة يبص في الساعة وكأنه نظرته ليها هتخليها تتحرك أسرع

جاسم فونه رن تانى وكان يوسف فبص ليامن : يوسف بيتصل تانى خلينا نروح الشركة أهو بدل قعدتنا دي

يامن بصله وقام معاه فعلا لأن قعدته بالمنظر ده ممكن تمـ.وته، فقرر يروح الشركة يمكن ينشغل بحاجة لحد ما محمود يكلمه

**********

مرام كانت قاعده في مكتبه عامه وبتقرأ في كتاب طبي، لقت حد بيشد الكرسي اللي قصادها وبيقعد وهي ما عطتهوش أى اهتمام : للدرجة دي مركزة في الرواية لدرجة إنك ماحستيش بيا !؟

مرام ردت عليه من غير ماتبصله : عربية همر سودا ب ج أ ٧٩٧٣ يعني لو عايز تراقبني اتخفى شوية أو على الأقل حاول ماتظهرش نفسك بالشكل الاهبل ده

بصتله : وبعدين ده كتاب طبي مش رواية يا دكتور سليم حوارات

سليم ابتسم : سليم حوارات !؟

مرام بصت في كتابها تانى : اه شكلك بيقول إنك بتاع حوارات ومش سالك زي مابتقولوا

سليم بصلها بذهول من اللى هي بتقوله وهي لسه مكمله : بيتهيألي أنت نسيت حاجة مهمه، أنى دارسة علم نفس كويس أوي وبعرف أحلل حركات اللى قدامي بكل سهولة من أول شعر راسه لحد صوابع رجليه وأنت حطمت الرقم القياسي في التحوير ، حركات ايدك كأنك عايز تلفت نظر اللى قدامك يعني مغرور ، وحركات وشك ونظراتك سيئة للغاية ، وكلامك كله وقح ، اذا أنت المثال الحى المتكامل للغرور والنرجيسية واللعب بالبنات ، فبختصار شاب لعوب

رفعت راسها وبصتله : وهنا في مصر بنقول على النوع ده نسونجي

قامت من قدامه وسابته قاعد مش قادر يبربش حتى من الصدمة، وهي راحت لفت شوية بين الكتب واختارت كام كتاب وراحت عند أمين المكتبه عشان تشتريهم

سليم فاق من صدمته وقام بسرعة وراها وحصلها بره، ولسه هتمشي شدها من ايدها وفي أقل من الثانيه كانت مرام سايبه شنطة الكتب اللى فى ايدها التانية ونزلت على وشه بالقلم من غير مايرفلها جفن : المرة الجاية ايدك هتتمد عليا هقطعهالك، فاهم يا عسل

سابته واخدت كتبها من على الأرض ومشت بكل كبرياء، وسليم بيبص عليها بإعجاب اكبر وحبها بدأ يتسرب لقلبه من غير ما يحس، رفع ايده حطها على خده : مهرة جامحه وأنا هروضك

أبتسم : بس قمر بنت الايه

*********

يامن وصل شركته وهو سرحان وتايه ، دخل مكتبه من غير ما يكلم حد

يوسف عرف إن يامن وصل راحله مكتبه ، فتح الباب ودخل متضايق : ايه يا عم أنت وهو ، الواحد لو عايزكم يمشي يدور عليكم بشمعة ولا ياخد معاد سابق !؟

جاسم : في ايه يا عم أنت داخل بزعبيبك كده ليه !؟

يوسف قعد قصاده : مانتوا اللي بقالكم يومين مختفين وارن عليكم ماحدش بيرد على تليفونات، ومندوب شركة البحراوي كان هنا امبارح، وأنا واقف قدامه في نص هدومي ومش عارف اقوله ايه، وبيسال علي يامن كل ثانية، اضطريت اكدب عليه واقوله إنه مسافر يشوف البضاعة اللى هنشتريها وانتوا ولا هنا ، في ايه بالظبط !؟

يامن كان ساكت وعينيه على الفون اللى حاطه على المكتب قدامه، وجاسم بص عليه وسكت وبص ليوسف وشاورله بعينيه على يامن بس هو مافهمش حاجة : ماله !؟

بص ليامن وقال بهزار : ايه ياسطا تكونش طبيت ووقعت في الحب والبنت مديالك الصابونه !؟

ضحك بس قطع ضحكته لما لقى جاسم ويامن قاعدين وشهم مكشر ومابصلهوش أصلا فاتنحنح بإحراج : هو في ايه بجد يا جدعان مالكم !؟

جاسم اتنهد وبصله : مليكه بقالها اربع أيام مختفية ومش عارفين نوصلها

يوسف اتصدم : بتهزر مايمكن عند واحده صاحبتها ولا حاجة

جاسم حرك راسه بنفي : دورنا عليها في كل حته، مالهاش أثر وفونها مغلق

يوسف بص على يامن اللى في دنيا تانية خالص وماعرفش يقوله ايه، وفي اللحظة دي فون يامن رن والتلاته بصوا لبعض في صمت مخيف، ويامن بص للفون بحذر بس اتنهد بضيق لما شاف الاسم ورد باقتضاب

يامن : تمام تمام ، لالأ ماتقلقش كل حاجة ماشيه تمام ، ماشي ، سلام

حدف الفون قدامه بإهمال وسند ظهره على الكرسي ويوسف سأل بفضول : ايه !!

يامن : البحراوي بيقولي إنه بعت فلوس الصفقة وابدأ في الشغل

جاسم اتنهد بحزن هو كمان وغمض عينيه ويوسف قاعد وسطهم بيبص لده شوية وده شوية وسأل : وهتعملوا ايه دلوقتى !؟

ماحدش رد وهو سكت شوية وبص ليامن بتردد : هي ممكن يكون جرالها حاجة أو ماتــ

ماكملش جملته من صوت جاسم الصارم : يوسف

يوسف : مش قاصـــ

قطع كلامهم فون يامن اللى رن للمرة التانية وكلهم بصوا عليه ويامن بلع ريقه بتوتر وبص للشاشة وماتحركش لحد ما الفون فصل، عدت دقيقة في نفس حالة الصمت وقبل ما حد يقطع الصمت ده فون يامن رن تانى فيوسف اتنهد بزهق : ماترد يابنى

يامن : رقم غريب

جاسم : مش يمكن حد من الشرطة ووصل لحاجة عن اختك

يامن أول ماسمع الجمله اخد الفون بسرعة ورد : ألو السلام عليكم

رد عليه راجل صوته مخيف وباين من نبرته الإجرام وقال بسخرية واضحه : ألو يا باشا عامل ايه !؟ يارب تكون بخير

الراجل ضحك بسخرية ويامن كشر باستغراب : مين معايا !؟

الراجل : حد معاه حاجة تخصك وكان نفسك يكلمك من زمان

يامن معالم وشه اتغيرت وقال بصوت صارم : أنت مين !؟

الراجل : معاك حتاته أكبر سمسار قطع غيار فيكي يا القاهرة

يامن باستغراب : قطع غيار !! قطع غيار ايه !؟

حتاته ضحك : بنى ادميني، قطع غيار بني ادميني يا باشا

خلص جملته وضحك بكل صوته ويامن قلبه اتقبض وقال بهمس : مليكة معاك !!

ياترى ايه اللي حصل لمليكة !؟ ويامن هيعمل ايه مع حتاته !؟ وهل هيعرف يرجع أخته بسلام ولا لأ !؟

كل ده واكتر هنعرفه في الأحداث الجاية

بقلم/ مريم محمد عبد القادر

الخامس من هنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *