رواية الهجينة الجزء الثاني للكاتبة ماهي أحمد الفصل الثالث والأربعون
توقعت شمس كل شىء إلا أن تكون تلك المرأه الجالسه أمامها وتنظر بثبات في عينيها تكون زوجته كيف؟ ومتى؟ اسئله فوضويه داخل رأسها الأن ولكنها التزمت الصمت أبتسمت زهره عند سماع هذا الخبر من تلك المرأه فكانت أول المهنئين لها ونطقت كلماتها بفرحه تلمع بعينيها
معقوله ياسين أتجوز ألف ألف مبروك بس ازاي مايقولناش.
ضربت الخاله بعصاها التي تتكأ عليها في الأرضيه وبداخلها غ ضب عارم صار خه بأسم شمس التي كانت تحدق بتلك الغريبه للحظات
شمس.
أنتفضت وأفاقت شمس من شرودها فانحنت أسفل مشيره وأصبحت تحت قدميها تلملم قطع الزجاج المكسور وكأنها تحاول لملمه روحها التي تمزقت الأن أرتعشت اصابعها والرعشه امتلكت نبره صوتها ترغب بالتبخر الأن حاولت الحديث ولكنها لم تعرف ماذا تقول فقد قالت بارتباك: أنا، أنا أسفه مش عارفه ازاي الكوبايه وقعت مني ثواني هجيبلك مشروب غيره
كررت الخاله بأصرار: قومي ياشمس ماتوطيش سيبي الأزاز أي حد تاني هيلمه.
أشارت الخاله بعينيها ل ميرا
فذهبت ميرا وانحنت بجانب شمس وضعت يدها على أكتفاها بحنان تطالعها بحب قائله:
قومي ياشمس معايا
أشارت شمس برأسها لميرا دليل على الموافقه فوقفت واستقامت حاولت تمالك روحها من جديد فطالعت مشيره الجالسه بهدوء قائله:
نورتي قرية الصاوي
أشارت لها مشيره برأسها مع ابتسامه بسيطه دون أن تتكلم فأشاحت بنظرها الى الخاله.
ذهبت كلاً من مارال وساره خلف شمس فجلست زهره بارتياح بجوار الخاله وهي تطالعها بنظرات متفحصه بعينيها فسألتها الخاله قائله: معلش يابتي قولتيلي اسمك ايه مره تانيه
ابتسمت مشيره وهي تشير على نفسها فقالت ببراءه: اسمي مشيره ياخاله
هزت الخاله رأسها: اه، قولتيلي مشيره أيوه افتكرت ماتأخذنيش في السؤال يابتي أنتِ عرفتي ياسين أزاي.
نظرت مشيره الى زهره سائله: أي ده معقول ماسمعتوش عني قبل كده هو ياسين ماجبلكمش سيره عني
اكد لها يزن بقوله: ولا سمعنا عنك في طبق اليوم حتى
سألته مشيره وقد غاظها ماقاله: وحضرتك بقى مين اصل ياسين ماجبليش سيرتك قبل كده مع أن حكالي عن الكل بس أنتَ لاء:
ربع يده وأوقعها في المصيده وهو يسأل: أزاي وهو جاي عشاني
فقالت مسرعه: أنتَ يزن
غريبه عرفتيني، مع أن حكالك عن الكل إلا أنا.
ابتسمت الخاله فشعرت مشيره بالأحراج فنظرت للأرضيه قائله:
هو ياسين فين؟
نظرت الخاله لرعد بضجر:
رعد دور على حسان خليه يروح يشوفلي فين ياسين وييجي ويجيبهولي هنا حالاً قبل ما اصور قت يل: أشار رعد برأسه بالموافقه:
حاضر ياخاله.
هذه الأجواء الصيفيه تحتاج الى النسمات البارده والمشروبات المنعشه لكي تشفي الصدور هذا ما فعله الطبيب علي عندما جلس بجانب ياسين وسط الخضرا هو و بربروس جلس كل واحداً منهم على حدا بجانبه فأصبح هو يتوسطهم ينظرون الى البحيره أمامهم السماء صافيه بلونها الأزرق الجذاب تعكس الشمس أشعتها على البحيره فتعطيها بريق ساحر يخطف الأنظار مد الطبيب كف يده بالمشروب المحبب لقلب ياسين قائلاً: أمسك انا عارف أنك بتحب الشيري كولا.
مد ياسين كف يده قائلاً بمزاح: معقول ياعلي انت جايبلي شيري كولا بنفسك قولي جبتها منين، فتحت شنطتي وأخدتها منها
ضحك بربروس ساخراً وهو يعدل على ما قاله ياسين: لا، ليس هو بل أنا
نظر بجواره إليه قائلاً بدهشه: أنتَ ياشيخ عجوه فتحت شنطتي
هز رأسه بالنفي قائلاً بجديه: ويحك أيها اللعين هل تراني أبلهاً لأفعل ذلك
أبتسم قبل أن يخبره: طيب خلاص ماتزعلش قولي جبتها أزاي
أخبره بضجر: خليك في حالك، لن أخبرك فهذا سر.
فتح ياسين الزجاجه وارتشف من زجاجته فشعر بالأنتعاش قائلاً بابتسامه أضائت ملامحه:
اللاه. خليك في حالك مره واحده ياشيخ عجوه العشر سنين اللي قضيتهم هنا غيروك خالص
طالعه بربروس بغيظ وأردف:
البركه في أبناء الحاره التي أحيا بها الأن فقد تعلمت وفي نفس ذات الوقت عَلمت
صمت لثواني ثم عاد لحديثه مؤكداً:
ونعم لقد تغيرت ولكن من منا لم يتغير فأنت أول المتغيرين
صحح له ياسين باندفاع وهو يشير على نفسه:.
أنا أتغيرت ياشيخ عجوه
أستدار الطبيب يطالع شقيقه:
أه حصل أنتَ متغير ياياسين حاسس من ساعه ما جيت وأنت واحد تاني مش ياسين أخويا اللي أعرفه
أنقبض حاجبه وارتشف رشفه أخرى من زجاجته:
بلاش ياعلي نقلب القعده لعتاب ولوم واسئله اجاباتها مش هتفيد بشىء خلينا نقعد مع بعض شويه مش أكتر أنا وحشتني قعدتنا سوا
أنتظر ثواني ثم تابع:
مش عارف أذا بعد ما ارجع مطرح ما كنت هعرف أقعد معاكم القعده دي تاني ولا لاء.
أومأ لهُ على بالأيجاب:
ماهو ده اللي أنا عايز أعرفه. ليك مين هناك أغلى مننا عشان ترجعله ياياسين أسئله كتير في دماغي مش لاقيلها أجابه وأنتَ مابتتكلمش
فرفع بربروس كف يده ودعم كلام الطبيب:
نعم وأنا أيضاً عندي من الأسئله مايكفيني وأريد ألاجابه في الحال
هنا تحدث ياسين بضجر:
يعني مش هتبطلوا
أشار الأثنان برأسهما بالنفي فاستسلم ياسين قائلاً:
عايزين تعرفوا أيه؟
بدأ الطبيب يسرد له كم من الاسئله:.
أول شىء مكنتش بترد عليا ليه السنين اللي فاتت دي؟
كان سيرد ولكن رد بربروس بسؤال أخر مسرعاً:
وأين كنت طوال هذه المده؟
فسأله الطبيب سؤالاً أخر:
كنت بتشتغل أيه؟ واضح أن الدنيا ضحكتلك اصلك راجع نضيف أوي مش عوايدك
فرد بربروس:
وأين عشت طوال هذه المده؟ ولماذا تتصنع عدم اللامبالاه التي أراها بعينيك
ظل ياسين ينظر يساراً ويميناً مع كل سؤال يطرحوه عليه فرد صارخاً:
بس واحده واحده وانا هجاوب.
هز كلاً منهما رأسه بالموافقه فأكمل ياسين حديثه وأشار برأسه الى الأطفال أمامه يحاولون النزول الى البحيره بمرح وضحكاتهم تملىء الأجواء فرد بسؤال أخر غير الذي ينتظرونه:
فاكر البحيره دي ياعلي
نفخ الطبيب من روحه بغيظ:
ياسين ماتغيرش الموضوع
أكد له ياسين بقوله:
مابغيرهوش رد عليا بس فاكرها
وافقه بنفاذ صبر:
أكيد فاكرها ياياسين، دي البحيره اللي أبوك عملهالنا هو والمهدي الله يرحمهم.
ابتسم ياسين وقد عاد بذكرياته يتأمل الأطفال ويسمع صوت ضحكاتهم يستكمل حديثه بقوله:.
أهوه وانا صغير كنت بفضل ابص للبحيره دي واتأمل فيها بالساعات وافضل أتمنى حاجات لما أكبر هعملها ولما سيبتكم يوم المعركه كنت تايه ومش عارف أعمل أيه وقفت عندها بالساعات وقتها قررت اني هعمل كل اللي اتمنيت اعمله وانا صغير ومعملتوش فضلت واقف عندها وهي كالحه مافيهاش مايه أرض بور فضلت سارح والوقت عدى قدامها وافتكرت اللي فات ولاقيت نفسي مسافر ورجعت ألمانيا وهناك كنت وحيد مش عارف اروح فين ولا أجى منين.
رجع ياسين بذكرياته للوراء وسرح بذاكرته يوم المعركه:
ابتسم ياسين وهو يقف أمام البحيره ينظر جواره الى عمار قائلاً:
أنا مش مصدق أنك جيت معايا
فنظر لهُ عمار وهو يضع يده بجيبه مع ابتسامه رضا:.
أنا سيبت الكل عشانك حتى شمس سيبتها عشان نفضل سوا يابويا، بس طول ما احنا هنا هيبعدونا عن بعض لازم نبعد ونسيبهم نبعد ونروح مكان تاني خالص غير هنا مكان بعيد محدش يعرفنا فيه انت بنفسك شوفت شمس وعلى والخاله كلهم كانوا عارفين أن انا وانت دم واحد ومحدش فيهم همه غير المعركه وبس محدش فكر فينا، كل واحد فيهم كان خايف على نفسه مش اكتر حتى شمس ولا طلعت بتحبني ولا بتحبك لو كانت حبت حد فينا كانت على الأقل قالتلنا أنا عارف أنك بتحبها زي ما انا بحبها بس طول ما هتبقي في النص ما بينا هنخسر بعض صدقني.
أشار لهُ ياسين برأسه دليل على الموافقه:
ولا شمس ولا غيرها يقدروا يفرقوا بينا في يوم أنا فضلت سنين بدور عليك قبل الضبع مايتحكم فيا وما صدقت اني لاقيتك ورجعتلي ذاكرتي
طرقع الطبيب أصابعه أمام أعين ياسين الذي شرد فجأه قائلاً:
أيه، روحت فين كمل بعد ما سافرت ألمانيا حصل ايه
بالطبع لم يذكر ياسين الجزء الخاص بعمار فقط تذكره بمخيلته فأفاق من شروده قائلاً:.
رجعت تاني بين الجليد وبين الذئاب بس في منطقه معزوله مافيش بشر يتحمل يقعد فيها بعد ما عرفت أني الألفا بقيت أتحكم فيهم ومعاهم دايماً وخدت عهد على نفسي ووعدت غيري أني مش هشرب د م بشر في يوم ولا حتى حيوانات بس جيت في ليله ضعفت وماقدرتش لما لاقيت كوخ جواه واحده ست في وسط التلج وشميت ريحه د مها وهي بتقطع حاجه بالسكينه جرحت صباعها ونقط من د مها نزلت منها على الأرض وسمعت صوت نبضات قلبها معرفش ازاي وليه رجلي خدتني عندها ودخلت جوه الكوخ ولاقيته مليان بالدفا كنت جعان وشريد ومنظري لا يسُر عدو ولا حبيب.
انخرط ياسين بذاكرته وتوقف عن الكلام يسرح بما حدث له بالماضي:
جسد بلا روح، وما الأصعب من أن تجد روحك تغادر جسدك وما باليد حيله، تحاول الصمود، تحاول الأستيعاب، تشعر بتمزق قلبك وتسمع صوت تحطيمه الى أجزاء صغيره
ألم. هجر. فراق سنوات. سنوات من التعب والحيره. غريب تائه في الطرقات. وحيد. شريد حتى تجدهُ هي لتعيد له ُ الحياه من جديد فتسأله وهي تتحدث اللغه الألمانيه:.
أنت مين؟ وبتعمل اي في بيتي هنا؟ ودخلت بيتي ازاي؟
دب الرعب بقلبها غريب بداخل منزلها، اسئله عديده أتت ببالها وهي تنظر لهُ يقف أمام الثلاجه الخاصه بها يتناول الطعام بشراهه يظهر عليه الفقر والجوع، ملابسه متسخه يغطى رأسه بالبيزونت الخاص بسترته، تضغط هي على زر الأضاءه الخاص بمطبخها، تحاول التقرب منه بحذر، يأكل كالحيوانات فالجوع أصبح ينهش بمعدته، تنظر بجانبها.
للس كين الموجود على الطاوله تقترب منه أكثر بحذر، حتى ترفع عليه الس كين حتى تط عنه يمسك هو بمعصم يدها بقوه يكشر عن أنيابه فقد السيطره على نفسه ليجد من يقف امامه يحذرهُ:
لا يابويا بلاش، لو قت لتها مش هتشوفني تاني
نطق ياسين ينظر له بابتسامه واسعه:
اللي تشوفه ياعمار.
سمعته وهو يتحدث اللغه العربيه فاستغربت اكثر ولكنها لم تهتم في باديء الأمر ونظرت تلك الغريبه خلفها بهلع للفراغ الذي يحادثه لم تجد شيئاً والرعب يكمن بنظراتها فترك معصم يدها يعود للخلف بخطوات بطيئه يرفع كفيه باستسلام أمامها أمسكت هي السك ين من على الأرضيه مره أخرى بأيدً مرتعشه فتمالكت رباطه جأشها تقول بشكل متقطع باللغه العربيه:.
أنا عارفه أنكم مش هتسيبوني في حالي، عارفه أني مهما أحاول استخبى منكم هتعرفوا تلاقوني مش ذنبي، مش ذنبي أني جوزي ما ت وكتبلي ميراثه كله وانا مش هتنازل مهما عملتوا.
قبض ياسين حاجبه باستغراب فهو لا يعلم عما تتحدث أنزل يده واتجه الى الثلاجه مره أخرى يأكل بنهم ينزلق من شفتيه الطعام الذي يتبقى منهُ فوضى عارمه اصبحت حوله من بقايا الطعام تقف هي أمامه مذعوره مما يحدث فلم ترى بحياتها أنسان يأكل هكذا قط أبتلعت ريقها بعدما ارتفع صوتها أكثر:
لو ما قولتش أنتَ مين حالاً وجاي هنا ليه أنا هبلغ البوليس.
أشبع جوعه، بعدما قبض بكف يده كميه من الطعام ووضعها بداخل جيبه وبداخل حقيبه ظهره أستدار وأعطاها ظهرهُ يستعد للرحيل حتى سمع من بعيد خطوات اقدام قادمه لا تنوي بالخير وصوت أس لحه تتعمر بالذخ يره أغمض هو عيناه ليركز بالصوت أكثر فعلم بأنهم رجلين قادمان استدار خلفه ليراها وحيده يملىء الرعب ملامحها تتنفس الصعداء بصعوبه عارمه مما يحدث سمع صوت عمار بأذنه:
أمشي ياياسين مالكش دعوه بيها.
تحرك خطوه للأمام لكي يقفز من النافذه التي أتي منها فسمع صوت الرص اص المتوجه ناحيه الكوخ فدون أن يدرك فعل ما لا يرغب بهِ فتحرك بأتجاهاها سريعاً لكي يحميها فحماها بجسده فأصبحت هي أسفله أشار لها بأصبعه أن لا تتحرك من مكانها فهزت رأسها بالموافقه والدموع تنهمر على وجنتيها مما يحدث، أختفى من أمامها بلحظه فدخل الرجلين يرفعون أسلح تهم بكف أيديهم يرتدون چواكت جلديه سوداء يبحثون بكل مكان بالكوخ عنها حتى وجدوها نظروا لها نظرة سخريه بعدما تكورت هي في جلستها ويرتعش كل أنش بجسدها فقال أحداً منهم:.
سبحان الله مشيره هانم خايفه، اللي يشوفك دلوقتي مايشوفكيش يوم استلام الميراث
رفع الأخر سلا حه يوجهه لها:
أوبقي سلميلنا على الحاج في الأخره
أغمضت عيناها بقوه تنتظر المو ت لثواني ولكن لم يحدث ما ظنته فتحت عيناها وجدتهم يرقدون أمامها على الأرضيه فاقدين للوعي يقف ياسين أمامها وهو يقول:
سمعتهم بيقولوا أن في حد جاي معاهم يشيل جث تك بعد ما يق تلوكي، أفضلك تمشي بسرعه من هنا.
رفع ياسين البيزونت الخاص بسترته وأعطاها ظهره فقالت مسرعه:
أرجوك ماتمشيش أنا معنديش حد يحميني هديك اللي أنتَ عايزه بس ماتمشيش
لم يؤثر حديثها بهِ فأكمل طريقه لم يستدر حتى لينظر لها فأوقفته كلماتها التاليه عندما قالت:
وحياة عمار اللي كنت لسه بتكلمه من شويه خليك
قال بربروس بصوت مرتفع بهِ من الضجر ما يكفي:.
ماذا بكَ أيها الأحمق تتحدث دقيقه وتشرد بذهنك ساعات ماذا حدث بعد أن عدت الى الجليد ومنظرك لا يسُر عدو ولا حبيب
أنتفض ياسين بعدما فاق من أنخراطه وهو ينظر أمامه الى البحيره فوجد طفل من الأطفال يغرق ولا يستطيع السباحه قام يهرول بأسرع ما عنده فلحقه بربروس والطبيب قفز في الماء مسرعاً وأخذ يسبح حتى وصل الى ذلك الطفل الصغير فألتقطه من الماء، مسرعاً وهو يقول:
أنت كويس.
نزل بربروس والطبيب في البحيره معهُ مسرعين ولكنه كان أول الواصلين
أشار الطفل برأسه يحاول ألتقاط أنفاسه:
أيوه، أنا كويث ياعمو
ابتسموا جميعاً على طريقه حديث هذا الطفل الصغير فقلده ياسين قائلاً:
ولما أنت مس بتعرف تعوم بتعوم ليه بث
فأشار الطفل بيديه على الأطفال بالجهه المقابله وهم يسبحون:
سايف البنت اللي هناك دي
أمال ياسين برأسه على الطفل وهو يحملهُ بين ذراعيه فغمز له بطرف عينيه:
مالها
فقال الطفل ببراءه مفرطه:.
عايثه لما تكبر تتجوث واحد بيعرف يعوم وانا مس بعرف أعوم واتكثفت اقولها
ابتسم ياسين على برائته فقال مؤكداً:
طيب عارف أنتَ بقى أنك لما تكبر دي البنت الوحيده اللي هتديك على قفاك
أشار الطفل برأسه بالنفي فاستكمل ياسين حديثه:
أنا بقى جايلك من المستقبل وبقولك اللي هيحصل
أتت والدة الطفل مسرعه والخوف يبدو على ملامحها تناديه بأسمه:
محمد
أشار ياسين للطفل برأسه:.
يلا روح لماما، وافتكر أن مافيش حد يستاهل مهما كان أنك تعمل عشانه الممكن مش المستحيل
رحل الطفل الى والدته وظلوا الثلاثه بمنتصف البحيره ينظرون للطفل ووالدته على البر وهي تضمه الى صدرها تربت على ظهره بحنان فنطق بربروس مؤكداً بكل ثقه مما يقول:
هناك أشخاص حتى فعل المستحيل من أجلهم قليل ليس كما قلت للطفل الصغير
اعترض ياسين بضحك وهو يقول:
مافتكرش
سأله الطبيب بأستغراب بعدما أعاد شعره المبلل بالماء للخلف.
وشمس ماتستاهلش!
سأله ياسين باستغراب:
وأيه اللي جاب سيره شمس ياعلي دلوقتي
هنا تحدث بربروس قائلاً بتعجب:
ومن غير شمس يستحق أن يذكر أسمه فجميعنا نعلم بأنك تحبها
تحدث ياسين بغرور وكبر ينفي بأصرار ما قاله بربروس:
عمري، ماحصلش
رأى ياسين نظرات التعجب وعدم التصديق داخل اعينهم فصحح حديثه قائلاً بمزاح يحاول أن يخبئ ما هو واضح بعينيه:
اقصد، اقصد الكلام ده من عشر سنين أنتوا لسه فاكرين
أيوه بس
قاطعه ياسين قائلاً:.
الموضوع ده اتقفل ياريت مايتفتحش تاني
استدار ياسين وأعطاهم ظهره في طريقه للخروج رأى الطبيب الحزن بعينيه فنظر لبربروس فأشار بربروس الى الطبيب بعينيه يتتبع ياسين فتحركوا هما الأثنان بلمح البصر سوياً وأمسكوا بهِ بقوه من رأسه وضعوه تحت الماء بمزاح فاستخدم ياسين قوته وأستطاع التملص منهم حتى أخرج رأسه وابتعد عنهم بغ ضب ينفض الماء من على خصلات شعره وهو يهز رأسه يساراً ويميناً فنظر ورائهم بأندهاش قائلاً:.
مين اللي جاي ده؟
استدار الأثنان يطالعون ما يطالعه دفعهم ياسين على حين غره وأوقعهم بالماء وسط ضحكاته وما ان اخرجوا رأسهم من الماء هرول ياسين يسبح بعيداً عنهم حتى لا يلحقوا بهِ فهرولوا خلفه سريعاً فأصبح بالمنتصف بينهم وسط مزاحهم وضحكاتهم فأمسكه الطبيب من الخلف وأطاح بهِ هو وبربروس وسط نوبه ضحكاتهم فسعلوا من كثره الضحك.
هي الأن بغرفته تجمع كل ما تبقى لها في الغرفه من اشيائها تفتح الدلف تأخذ ما تبقى من ملابسها بعصبيه ثم أتجهت ناحية الأدراج تأخذ كل ما بها وقف كلاً من ميرا ومارال وساره بجانب الباب وهم يطالعونها بحزن فقطعت مارال صمتهما قائله:
معقول ياسين أتجوز، أزاي أنا كنت فكياه بيحبك
وقفت شمس عما تفعله وبيديها بعضاً من ملابسها ونظرت الى مارال تطالعها بلوم:
أيه، أيه اللي أنتِ بتقوليه ده.
فأكدت مارال على كلامها مره أخرى:
أنا كنت فاكيه كويس أن هو وعماي الله ييحمه بيتخانقوا عليكي ازاي لما عماي يمو ت يسيبك ويتجوز غييك المفيوض يتمسك بيكِ أكتي على الأقل عشان يحافظ على الحاجه الوحيده اللي قييبه من قلب عماي بس الظاهي أنه نسيكي ونسي عماي وياح اتجوز وعاش حياته
أتت غدير من الخارج على نهاية حديث مارال تسمعها فلم تستطع غدير منع نفسها من سؤالها:
أتجوز! هو مين ده اللي أتجوز ياميرا.
لم يجب أحد على سؤالها من الموجودين وكانت الأجابه مهمه بالنسبه إليها فكررت سؤالها مره أخرى:
هو محدش فيكم بيرد عليا ليه؟ ماتقولوا ياجماعه مين اللي اتجوز؟
طالعت ميرا غدير برجاء أن تخفض من صوتها:
هوووش وطي صوتك مرات ياسين قاعده جوه لا تسمعك
مرات مين!
قالتها غدير بتعجب بعدما قبضت حاجبيها باستغراب فقالت بتلقائيه مفرطه:
طيب وشمس
أعترضت شمس بأصرار:.
هو في أيه ياجماعه كل واحده فيكم تقول طيب وشمس. طيب وشمس هو حد قالكم أني قاعده مستنياه. حد اصلاً قالكم أني حتى بفكر فيه أو بييجي على بالي اصلاً
حولت ساره نظرتها إليها قائله:
أومال أنتِ قاعده كل ده ليه ومابترديش بأي عريس يتقدملك ليه مش عشان بتحبيه
تحركت شمس مغادره الغرفه قائله:
ده خيالكم المريض اللي صورلكم أني بحبه مع أني عمري ما قولت كده.
غادرت شمس الغرفه تاركه أياهم ينظرون لها وهي تبتعد عنهم وضعت ما تبقى من اغراضها بالغرفه المجاوره لغرفه ياسين وغادرت المنزل على الفور
أشارت ميرا اليهما قائله وهي تضغط على أسنانها بغيظ:
أنتوا يعني كان لازم تنسحبوا من لسانكم أديها زعلت اهيه.
كانت ملابسهم مبلله بالكامل بعدما خرج ثلاثتهم من المياه وسط ضحكاتهم سوياً فقد مرت السنين بسرعه على أخر تجمع لهما يسيرون بالطرقات المفروشه بالرمال الناعمه الصفراء على الجانب الأيسر المنازل البسيطه المصنوعه من الخشب وعلى الجانب الأيمن الخضرا والزرع يتطاير بنسمات الهواء البسيطه والماره بجوارهم يركبون الدراجات المرصعه بزهرة عباد الشمس من الأمام رأى ياسين ذلك فابتسم ابتسامه امتنان بعدما لاحظ عدم وجود سيارات داخل القريه ولكنه اضطر يسأل سؤال يعلم أجابته من قبل فنظر بجواره للطبيب يوجه سؤالهُ اليه:.
القريه مافيهاش عربيات ياعلي كل اللي بيمشي فيها بيمشي بعجل صح
ابتسم الطبيب قبل أن يخبره:
وأكيد أنت عارف مين كان نفسه يحصل كده من زمان قريه تبقى قطعه من الجنه العربيات والتكنولوچيا تبقى قليله أوي فيها عشان نتنفس هوا نضيف من غير عوادم السيارات والقرف اللي بيحصل في المدن فاكر ياياسين، فكرة العجل دي فكرتك زمان وانا نفذتها دلوقت
كرر من خلفه بأمتنان:.
فعلاً كانت فكرتي ومش مصدق أنك نفذتها أنا برضوا لاحظت أن مافيش عربيات جوه القريه
نظر أمامه فوجد سياره تأتي مسرعه بالجهه المقابله لهم فطالع السياره باشمئزاز قائلاً:
إلا العربيه دي
اشار الطبيب لياسين بأن يهدىء من روعه قليلاً قائلاً:
ياسين عايزك تهدي نفسك خالص دي عربية فريد سيبك منه سيبني أنا أتكلم وبعدين أنا هفهمك ليه؟
ضغط فريد على مكابح السياره مما جعل الاطارات تصدر صوتاً مرتفعاً من قوة الدفع فوقف أمام ياسين وكأن نيته الأصطدام بهِ وقف ياسين ولم يبرح مكانه بتحدي فترجل فريد من سيارته بعدما انتزع النظاره الشمسيه من عينيه يقف أمام ياسين ينظر في عينيه بتحدي سائلاً أياه:
فين بطاقتك؟
ابتسم ياسين بمكر فتابع بقوله:.
عارف. انا لو مش متأكد أن حسناتي قليله و مجمعهم حسنة ورا حسنه ومخبيهم ليوم لاينفع فيه مال ولا بنون كنت قولت كلام الأولياء والصالحين كلهم ما يشفعولي بعد ما اقوله
قاطعه ناطقاً بحزم:
أنتَ بتقول أيه يلا أنتَ، أنت باين عليك شايف نفسك ومش عايز تجييها لبر.
هنا تخلى ياسين عن صبره فطالعه بنظره حاده نظره بها ما يكفي من الش ر فتحولت عيناه الى اللون الأحمر القاتم ارتعد فريد وعاد خطوه للخلف مما رأه الأن وخبط قدمه بغطاء السياره دب الرعب بقلبه فصرخ الطبيب ب ياسين قائلاً:
ياسين
أفاق ياسين وشعر بنفسه مجدداً فأعاد عينيه الى لونها الطبيعي مسرعاً فاقترب من فريد بعدما قبض بكفه على ياقه زيه الرسمي.
أسمع يلا، الانسان قبل ما يتولد ربنا بيكتب عمره بالسنين والايام والدقايق والثواني. وانت يابن ال ضيعت منهم 40 ثانية وانا مش مسامحك عليهم
ابتلع فريد ريقه وكأنه غصه مريره بحلقه فاسترسل ياسين حديثه بجديه وحزم:.
مش عايز اشوفك مره تانيه بتحوم حواليا ولا حوالين شمس عشان قضيتك خسرانه معايا أنا مش محترم زي على ولا طيب زي بربروس أنا ياسين وكلمه بطاقتك دي تعملها على اللي زيك مش اللي زيي وعشان تريح نفسك احب اقولك انا معايا الجنسيه الألمانيه يعني مش هتعرف تعمل معايا حاجه
غمز له بطرف عيناه:
أخلع من هنا بقى قبل ما أخلع جدورك من الأرض.
أسند فريد بذراعيه على غطاء السياره وصعد بداخلها وهو يهرول فمن يراهُ الأن يقسم بأنهُ رأى شيطاناً وليس بأنسان طبيعي فابتسم بربروس على منظره هذا قائلاً وهو يربت على كتف ياسين بفخر:
لقد أشفيت غليلي من هذا الفتى ياياسين هنيئاً لك
صرخ الطبيب بهما هما الأثنان يطالع فريد وهو يبتعد بالسياره بعيداً:.
أنتوا أكيد مجانين أنتوا فاكرين أن فريد هيسكت ده لو أكتشف حقيقتنا مش هيسيبنا انتوا مش قادرين تفهموا ليه وهيقلب البشر كلهم علينا؟
ربت بربروس على كتفه بهدوء:
لا تقلق ايها الطبيب فهذا مجرد مزندع يكثر من حديثه ويقل فعله
فدعمه ياسين بقوله:
قولت الخلاصه ياعجوتنا، اللي زي ده جبان مش هيعمل حاجه، والله انا عايز اقول انه بيض اعمله تمن أنتَ عارف كرتونه البيض بكام دلوقتي
فرد بربروس قائلاً بقلة حيله:.
لقد تعدت المائتان جنيه
ضرب الطبيب كف يده بكفه الأخر قائلاً:
والله انتوا ما هتسكتوا إلا لما تودونا في داهيه
سمع الطبيب صوت يأتي من بعيد ليس بغريب عنه ينادي عليه من خلفه
دكتور علي. دكتور علي
نظر خلفه ليجدهُ حسان
فأتى حسان مسرعاً والنهجه تعتلي صدره:
أيه ياحسان جاي بتجري ليه؟
قال كلماته بتقطع بسبب نهجته:
الخاله عايزه ياسين حالا في البيت الكبير
طالعه ياسين باستغراب قائلاً:
ماتعرفش ليه؟
أشار برأسه بالنفي
لاء معرفش.
هز الطبيب رأسه بالأيجاب:
طيب احنا جايين وراك
فصاح بتعب:
لاء طبعاً انا مش هينفع ارجع من غيركم أنتَ عايز الخاله تشلوحني
ابتسم ياسين وهو ينطق كلمته ببطىء:
تشلوحك
فأجابه بتأكيد:
أه وتفرشحني كمان أنتَ ماتعرفش الخاله حكيمه
أشار على نفسه بأبتسامه مؤكداً:
أنت هتقولي ده انا حافظها دي أمي
فأشار له بعينيه:
طيب تعالى
حاوط ياسين حسان بذراعه وسار معه يسأله عن أحواله يتابعه بربروس والطبيب خلفهما فساير ياسين حسان في الطريق.
قولي عملت أيه أوعى تكون مابتذاكرش.
عادت الى مكانها، المكان المفضل بالنسبه لها الذي لطالما شعرت بالراحه بهِ الى قبره فمهما فات من الوقت والايام تعود إليه، هنا تستطيع البوح بداخلها، هنا هو يسمعها لامست بأطراف أصابعها اللوح الرخامي المحفور عليه حروف أسمه قائله بدموع باكيه:
وحشتني أوي ياعمار، عارفه أني بقالي أسبوع ماجيتش ليك من أخر مره
ابتلعت ريقها ثم أكملت:.
بس ده عشان كنت في القاهره عند ساره ويزن وبعد كده بقيت مشغوله مع ساره في تحضيرات الحنه ما أنتَ عارف
جلست بجانب قبره تسند ظهرها على اللوح الرخامي فأغمضت عينيها قليلاً بعدما أنهكها التعب فتابعت حديثها بتقطع:
وكمان، وكمان عشان ياسين رجع، أخيراً رجع ياعمار.
نزلت دموعها على وجنتيها فشعرت بأنامل تمسح دموعها بخفه أنتفضت وفتحت عينيها مسرعه فوجدت ياسين أمامها فجلس بجوارها يسند ظهره على اللوح الرخامي هو الأخر فسألها بصوتٍ هاديء:
بتعيطي عشان رجعت ياشمس
نظرت للأسفل تقول بدموع تزداد غزارتها:
أكيد لاء
رفع ياسين وجهها بكفه يطالع عينيها الباكيتين وكأنه يحتضنهما حتى قال ما أسرها:
يبقى بتعيطي عشان بتحبيني.
لم تكد تستوعب ما قاله لها للتو، طالعته وهي تنظر بعينيه فتلاحمت نظراتهما معاً حاولت الهرب بعينيها وقفت وتركته تغادر المكان يطالعها هو تبتعد عنه حتى أوقفتها كلماته:
خليكي عارفه أنك حتى لو هربتي مني مش هتهربي من نفسك أنتِ بتحبيني
تكررت كلماته تصدع بأذنيها، حتى أفاقتها غدير من نومها وهي بجانب قبر عمار قائله وعيناها مغلقه:
لاء مابحبكش، انا عمري ما حبيتك
شمس، شمس أصحي
فتحت عينيها قائله بهلع:.
أنا كنت بحلم صح، كنت بحلم
دعمت غدير كلامها:
أيوه ياستي كنتي بتحلمي، بس هو حد ينام هنا جنب المقابر أنتِ أكيد حصل لمخك حاجه
اخبرتها شمس تصحح لها:
انا عمري ما نمت هنا بس مجرد ما غمضت عيني لاقيت نفسي نمت مش فاهمه ازاي
جلست بجوارها تطالعها بترقب فشعرت شمس بحاجتها للتكلم:
عايزه تقولي ايه ياغدير
اخبرتها غدير بحماس:.
أنا بجد مش فاهمه ازاي ياسين أتجوز والست اللي زي القمر اللي جمالها يقرف دي وقاعده جوه تبقى مراته يع، يع بجد، ده اللي هو ازاي وازاي ينساكي كده بسهوله
طالعتها شمس باستنكار:
مش غريبه انك كل شويه تتكلمي عني، محسساني أن انا وياسين كنا مرتبطين، انا كنت فاكره أنك معجبه بي
اعترضت مسرعه وهي تهز كتفيها:.
لاء انا كنت معجبه بحبه ليكي، في فرق، انا عمري ماشوفت حد بيحب حد زي ما هو بيحبك ياشمس عنيه بتبقى فيها لمعه غريبه وهو بيتكلم عليكي أتمنيت لو حد يحبني زي ما هو حبك في يوم، وانا صغيره كان بيفضل يحكيلي عنك كتير وبعد كده يمسحلي ذاكرتي وانا طبعا مكنتش افتكر بس لما اللعنه اتفكت افتكرت كل كلمه قالهالي عنك، شخصيته مش زي أي حد عنده حنيه لو اتوزعت على أهل الأرض كلها هتكفي و هيفيض منها، رغم انه بيحاول يبين لغيره أنه مش مهتم باللي حواليه بس اللى جواه عكس اللي بيبينه يحير كل اللي حواليه وتلاقي نفسك غصب عنك بتحبيه، وبجد اتصدمت لما عرفت أنه أتجوز ازاي بعد حبه ليكي ده كله يتجوز ياشمس.
رفضت بلطف مبرره:
محصلش، ياسين ماحبنيش مجرد كنت حاجه بيملكها ولما لقى عمار هياخدها منه كان نفسه يرجعها مش أكتر ولما الحاجه دي رجعت متاحه بمو ت عمار نسيها ودور على غيرها
صمتت شمس وهي تنظر للغروب لثواني قليله فقالت:
أحنا اتأخرنا أوي مش يلا بينا عشان نرجع
أشارت غدير برأسها بالموافقه:
طيب ممكن اقول أخر حاجه
قبل أن تنطق بأي شىء قاطعتها بقولها المحذر:
لو الحاجه دي تخص ياسين ماتقولهاش أتفقنا.
نفخت بزهق قائله: يبقى مش هقول
أحسن برضوا يلا بينا
حاوطت شمس غدير بذراعها عائدين للمنزل.
ها هما على أعتاب المنزل الكبير الكل بأنتظارهم، كل من بالأرجاء بحاله من الأرتباك شعرت الخاله بحضوره أخيراً فدعته للدخول قائله:
ادخل ياياسين مستني أيه؟
عادت شمس هي وغدير بعدما مرت من أمامه دون أن تنظر لهُ، فدلفت شمس الى غرفتها سريعاً يتتبعها هو بعينيه حتى أغلقت الباب خلفها بقوه، كررت الخاله طلبها
ماتدخل يا ياسين واقف عندك مستني ايه؟
دخل ياسين الغرفه وجد الكل بانتظاره بلا استثنا ومن خلفه بربروس والطبيب فنظر لمشيره التي كانت تنتظره على أحر من الجمر قائله بضحكه لطيفه:
ياسين وحشتني
أسرعت لكي تحتضنه أمامهم بعدما شبكت يداها على رقبته فأنزل هو يداها يطالع الجميع بعينيه بهدوء قائلاً ببسمه متصنعه:
مشيره أزيك، عرفتي تيجي هنا ازاي
انا الحمد…
وضعت الخاله يديها الأثنان على العكاز تتكىء عليهِ فسألته بحزم وقاطعت رد مشيره قائله:.
أنتَ أتجوزت من ورانا ياياسين
قبض حاجبيه ينظر لمشيره باستغراب، فوجد نظرة الرجاء في عينيها جعلته يهز رأسه بالموافقه:
وقفت الخاله بحزم تضرب بعصاها الأرض بغ ضب:
يعني أتجوزت ياياسين
تنهد بعمق فصمت لثواني ليفكر كيف يخرج مشيره من هذا المأزق الذي وضعت نفسها بهِ دون أن يحرجها فقال مبرراً:
مش بالظبط
كلمتان هما فقط كلمتان قالهما جعل كل الموجودين في حيره من أمرهم وعلى رأسهم مشيره.
نظر الجميع الى بعضهم البعض نظرات بها من الحيره ما يكفي فاسترسلت الخاله سؤالها:
يعني أيه مش بالظبط ما هو ياتجوزت يا ماتجوزتش مالهاش تالت ياولدي
فنطق تحت انظار الجميع الكل يصوب نظره عليه الأن:
مشيره تبقى خطيبتي كنا ناويين نتجوز بس أجلنا الفرح عشان اقدر أجي فرح يزن
شعرت مشيره بالأنفاس تعود لها مجدداً، وكأن الحياه عادت لها ن جديد
وقفت غدير أمامه تطالعه بأعتراض ثم أردفت:
بس ليه تخطبها وأنت مابتحبهاش ياياسين.
هنا صاحت ميرا بها قائله:
غدير تعالي هنا
جذبها رعد من يدها بحزم:
تعالي معايا
اصرت غدير على موقفها فتحدثت مشيره بأحراج:
أنا جايه من سفر بقالي اكتر مده مارتحتش وتعبانه فين أوضتك ياياسين عايزه ارتاح
طالعتها الخاله باستنكار:
وكيف تقعدي في أوضته وأنتِ مش على ذمته
صاحت الخاله بأسم زُهره فأتت إليها مسرعه بالأيجاب قائله:
نعم ياخاله
فقالت بنبرها تأمرها بها:
حضري للضيفه أوضه الضيوف بسرعه
صاحبها ياسين قائلاً:.
تعالي معايا فب أوضتي يامشيره لحد ما زهره تحضرلك أوضتك
أشارت بالموافقه فأوقفته الخاله:
تيجي معاك على فين ياياسين، أنت باين عليك نسيت عوايدنا ولا أيه
فصاح ياسين باعتراض:
مانسيتش ياما، مانسيتش وماتقلقيش هسيب الباب مفتوح
قبض ياسين بكف يده على ذراع مشيره يجذبها خلفه أمام نظرات كل الموجودين.
فعل ماقال انه لن يفعله أغلق الباب خلفه بقوه بعدما تملك الغض ب منه سائلاً تلك الواقفه أمامه:
أنتِ بتعملي أيه هنا يامشيره
فاقتربت منه خطوه قائله:
أتصلت بيك كتير على الموبايل ماكنتش بترد، بعتلك على الواتساب مكنتش بيهون عليك حتى تفتح المسيچ، قلقت عليك ياياسين
فقال بنبره متعجبه:
وده مالفتش نظرك لحاجه
ابتلعت هي ريقها فأجابت مؤكده:
أكيد وعشان كده قلقت عليك
فصاح بها هو بصرخه مكتومه:.
تقومي تيجي يامشيره أنتِ أتجننتي
ايوه اجي ياياسين أنتَ قولت يوم والتاني بالكتير هترجع المانيا مع اني كنت معترضه إنك تيجي عشان عارفه اللي هيحصل واللي كنت متأكده منه حصل، النهارده تالت يوم وماجيتش ولا حتى اتصلت
وأنتِ مين اداكي الحق عشان تعترضي أو توافقي من اساسه انا أعمل اللي أنا عايزه يامشيره أنتِ فاهمه
استدار وأعطاها ظهره يتقدم خطوه للأمام فأوقفته بكلمتها التاليه:.
طيب وعمار مالهوش الحق كمان أنه يعترض، ولا لما شوفت حبيبه القلب نسيتني ونسيت عمار، طيب لو انا مش في دماغك عمار مش وحشك، مش عايز تشوفه ده حتى كاتبلي وسألني عليك 3 ايام وانت بعيد عنه دي ماحصلتش قبل كده ياياسين ايه اللي جرالك؟
أستدار وهو ينظر لها باستغراب مما قالته للتو فكرر كلماتها وهو يقول:
بتقولي مين اللي كتبلك و سألك عني؟
لم تدرك الذي قالته إلا بعد أن رأت نظراته الغا ضبه لها فقالت بتلقائيه:.
عمار، لاقيت ورق جنبي ومكتوب فيه انك وحشته وبيسأل عليك ايه قولت حاجه غلط، أنتَ مش عايزه يسأل عليك؟ ده كان كل شويه يكتبلي أنه خايف شمس تبعدكم عن بعض عشان كده هو اللي قالي أجي واجيبك معايا
علي الرغم من المشاعر السيئه التي يمتلكها الأن إلا انه جاوب بهدوء:
أنتِ كدابه يامشيره عمار معايا هنا ووراكي.
أبتسم عمار وهو يسند بظهره على خزانه الملابس من خلفها ينظر إليها بابتسامه ساخره ويلوح يدهُ لها بعدما رفع حاجبه بابتسامه ساخره، أغمضت هي عينيها وضربت بكف يدها على جبينها فنطق ياسين قائلاً:
شكلك بقى وحش أوي مش كده، ايه مش هتسلمي عليه
ابتسمت ابتسامه بلهاء تستدير ببطىء ترفع كف يدها تلوح لهُ قائله:
هاي عمار.
التعليقات