التخطي إلى المحتوى

رواية نافذة العمر الفصل السادس 6 بقلم دعاء الحادي وعلا السعدني

فصل السادس

– انا بإرادتى ممكن ارجعك دلوقتى وقت ما احب بس أنا صابر عليكى وصبرى ابتدأ ينفذ
قالها (جمال) بلهجة حملت معها شر العالم كله
فى تلك الأثناء كان (هشام) يقف فى حديقته يسقى الزرع ولكنه لاحظ صوت مرتفع بالحديقة التى أمامه ووجد (رهف) تبكى وأحدهم ممسكا برسغها بقوة …
أسرع (هشام) نحو (رهف) وخلصها من (جمال) فأسرعت هي تحتمي به ووقفت خلفه وهنا وكأن الكون توقف للحظة
أليس هذا نفس الشعور الذي شعرت به حينما رأته في المرآه
نظرت (رهف) ل (هشام) وتناست وجود الجميع وعقلها يسأله سؤال واحد : لماذا اشعر بتلك المشاعر المضطربة تجاه هذا الشخص؟
جن جنون (جمال) وهم أن يلكم (هشام) الذي تلقى ضربته ببساطة وهو يقول بلهجة مرحة :
– مالك بس يا نجم ؟ خلي الكلام باللسان أحسن
ازداد جنون (جمال) فلكم (هشام) لكمة قوية جعلته يتراجع خطوات للخلف فقال (هشام) ببساطة :
– واضح إنك مش حابب تستخدم لسانك وهو كذلك زي ماتحب
خلع (هشام) ساعته ثم أعطاها ل (رهف) قائلا بخفة ظل :
– خدي بالك منها عشان غالية وارجعي بقى لورا
قالها والتفت الي (جمال) وأخذ يلكمه بقوة وبضربات متتالية فقد تحول (هشام) إلى مصارع محترف
وما هي إلا ثواني معدودة حتى سال الدم من وجه (جمال) الذي سقط أرضا وأخذ يتأوه بشده
شهقت الفتيات في انبهار وهن ينظرن إلى (هشام) بينما نظرت (رهف) ل (جمال) باستحقار
قام (جمال) وقد جن جنونه وهو يقول موجها حديثه ل (رهف)
– انتي بقى يا هانم سايبة بيتك وقاعدة هنا عشان البيه ده
خرجت (رهف) عن صمتها وقالت بكل كراهية الدنيا:
– أنت أقذر إنسان شفته في حياتي
ثم صرخت فيه قائلة:
– أنت فاكرني زيك يا حقير اسمع يا (جمال) أنا لحد دلوقتي مش عايز أضرك لكن أقسم بالله لو فاض بيا مش هرحمك أنت هطلقني ودلوقتي عند المأذون
ضحك جمال ضحكة مستفزة ثم قال مهددا :
– أطلقك هههههههه ضحكتيني اسمعي بقى انا اصلا رديتك وهتيجي معايا دلوقتي بيتك يا كده يا إما أتصل بعمك
تدخلت (داليا) وأمسكت (رهف) من يديها جعلتها تتراجع للخلف ووقفت هي أمامه تنظر له بندية قائلة بلهجة تهديد صارمة:
– لو راجل اعمل كده وانت مش هتبات النهاردة في بيتك ومش بس كده لا ده انت فضحتك هتبقى على كل لسان ومش بس كده ده انت هتخسر كل ثروتك وتبقى على الحديدة
قال (جمال )باستخفاف:
-بتقولي ايه انتي ، وبعدين انتي ايه دخلك بيني وبين مراتي
قالت (داليا) بلهجة شديدة :
– لا ليا دخل كبير .. المهم أن سعدتك تبقى مين فيهم؟؟ رجل الأعمال النزيه ولا المرتشي الفاسد اللي بتتهرب من الضرايب، اه بالمناسبة خد الورق ده اتسلى بيه وانت قاعد زي قرد قطع في بيتك اللي ممكن يتحجز عليه لو الورق ده طلع بره
قالتها والقت بصور الأوراق التي تدينه في وجهه
بهت وجه (جمال) حينما وقع بصره على الأوراق وقال في مذلة :
– انا همشي دلوقتي بس مش هسيبك يا (رهف) يا انا يا أنتى
تدخلت (داليا) قائلة بتهديد حقيقي وبلهجة جعلت (جمال) يتصبب عرقا :
– واضح انك مفهمتش كلامي لو اتعرضت ل (رهف) تاني أو حتى وريتها طيفك او كلمت عمها هيكون اخر يوم ليك على الأسفلت ماشي يا حلو يالا زق عجلك من هنا ومشفش خلقتك المشلفطة دي تاني
ابتلع (جمال) ريقه وهو يكبت غضبه ورحل
كان (هشام) يتابع الموقف وانبهر بشخصية (داليا) الشجاعة فقال لها :
– انتي رهيبة
وافقته (أسماء) قائلة:
– جدع يا كوماندا عرفتي تلميه
نظر بهما (هشام) بدهشه وردد قائلا :
– كوماندا!
ضحكت (إسراء) وقالت توضح له الأمر:
_ ايوة ماهي (داليا) هي زعيمة العصابة بتاعة الشلة بتاعتنا دي
ردت (داليا) قائلة بمرح :
– و (اسراء) هي العقل المدبر هي المخ بتاعنا أما (أسماء) فهي اللمضة بتاعتنا وأخف دم فينا
ابتسم (هشام) وقال بود :
– ربنا يخليكم لبعض
قالها ثم نظر ل (رهف) وأردف قائلا:
– طيب و (رهف)
قالت (أسماء) في صدق:
– (رهف) هي ملاكنا الحارس أطيب وأحن قلب
قالت (داليا) بمرح:
– وأنت اتش! فندام الجيل ومستر كراتيه ايه يا عم الشهامة والجدعنة دي، لأ عجبتني وواضح كده انك هتبقى فرد جديد في العصابة
رد (هشام) قائلا بمزح :
– ده حاجة تشرفني يا كوماندا وبعدين دي أقل حاجة عندي
كانت (رهف) في عالم تاني لا تستمع لحديثهم وكأنها انفصلت عن الواقع
نظروا لها جميعا وشعروا بالأسف عليها كانت (أسماء) هى أول من تحدثت فقالت لها بشفقة:
– اطلعي استريحي يا (رهف) يا حبيبتي تحبي نبات معاكي النهاردة
ردت رهف بجمود :
– لا معلش يا (أسماء) أنا عايزة أكون لوحدي
تدخل (هشام) قائلا:
– بما اني بقيت واحد من العصابة فأنا مع (أسماء) مينفعش تكوني لوحدك
قالت (رهف) بتصميم :
– صدقني يا (هشام) انا محتاجة أكون لوحدي
انا هطلع انام بعد إذنكم
قالتها وصعدت إلى منزلها
قالت (إسراء) في قلق:
– طيب ايه هنعمل ايه دلوقتي (جمال) ده مجنون وممكن يرجع تاني انا خايفة يعمل فيها حاجة
قال (هشام) مطمئنا:
– متقلقوش روحوا انتوا وانا هسهر هنا في الجنينة وهخلي بالي منها
نظرت الفتيات لبعضهن البعض فقالت (داليا) :
– جدع يا اتش ويعتمد عليك انا خلاص اعتمدتك معانا في العصابة
ضحك (هشام) ورد قائلا:
– ماشي يا كوماندا
قالت (إسراء) :
– ماشي يا اتش هنسيب ليك ارقامنا ولو حصل اى حاجة كلمنا
ابتسم (هشام) قائلا يمازحها وهو يغمز لها بإحدى عينيه:
– قولي انكم عايزين رقم تليفوني
ردت (إسراء) قائلة :
– لولا انك كنت شهم معانا كان بقى ليا معاك تصرف تاني
ضحك (هشام) بمرح قائلا :
– ليه يا عم كل ده انا بهزر بس
ضحكت (إسراء) لخفة ظله وردت قائلة :
– ماشي يا سيدي احنا هنمشي بقى خلى بالك عليها
قالتها ثم أخذت هاتفه وسجلت عليه ارقامهم
رحل البنات وجلس (هشام) في حديقة منزل رهف وتحديدا تحت شرفتها
*****************************************
دخل (جمال) منزله ورمى الأوراق التي بيده وظل يصرخ بجنون قائلا:
– يا انا يا أنت يا (رهف) جيبالي واحد يضربني
انا مش هسكت يا تكوني ليا يا تموتي مستحيل تكوني لغيري
قالها ثم ألقى بجسده على الأريكة ووجه ينزف بشده
أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بشريكه (صلاح) وقال بشراسة:
– عايز أفهم إزاي ورق زي ده وصل لهم …..متقوليش اهدى عشان انت لسه مشفتش جنان …… أنت اتجننت اطلق مين ….. مستحيل مستحيل
جاءه صوت (صلاح) غاضبا :
– أنت بغباء دماغك دي عايز هتوصلنا لفين واضح إن مش دي بس المستندات اللي عندهم واللي دور ووصل لهنا ممكن يكشف كل حاجة ووقتها انا وانت هنكون انتهينا
رد (جمال )في ثورة قائلا:
– بقولك ايه يحصل اللي يحصل أنا مش هسيبها
لو فيها موتي
قال (صلاح) بغضب هادر :
– لا يا حبيبي ما أنا مش هدفع ثمن العك بتاعك ده عايز تموت يبقى تموت لوحدك، واحد غيرك مفروض يتكسف من نفسه، أنت ضيعتنا عشان نزواتك وانا حذرتك مليون مرة قبل كده وبعدين مادام بتحبها كده عملت فيها كده ليه، سيبها يا (جمال) سيبها بدل ما نضيع ونضيع شقى السنين
ضغط (جمال) على أسنانه بغيظ فهو يعلم أن (صلاح) على حق لكنه قال في ضعف :
– المسألة مش كده غير انى بحبها بس كل ما في الموضوع إن كرامتي اتهانت يا (صلاح )
قال (صلاح) باستهزاء:
– لا سلامة كرامتك
غضب (جمال) وقال في استنكار:
– أنت بتستهزأ بيا يا (صلاح) هي وصلت لكده لا فوق أنا (جمال)
رد (صلاح) بنفاذ صبر :
– اسمع يا (جمال) أنا اللي عندي قولته ولو انت مصمم على اللي في دماغك يبقى تروح لوحدك يا حبيبي انا مش هدفع فواتير متخصنيش بس لازم تعرف انك بتغامر بحياتك
قال جملته الاخيرة بلهجة تهديد ثم أغلق المكالمة
شعر (جمال) حينها بغضب هادر فقام برمي الهاتف على الأرض وكسره
واعترف لنفسه بهزيمته وادرك انه لا يوجد بديل عن الاستسلام
ولأول مرة تحدث في تاريخه نزلت دموعه
كانت دموع القهر التي لم يعرفها من قبل ويبدو انه لن يعرف غيرها ..
************************
استيقظت (رهف) مفزوعة وشعرت بانقباضة في قلبها
وقد شعرت وكأن نفسها سيتوقف اغمضت عينيها في ألم، ومر عليها شريط حياتها معه وكأنها فيلم سينمائي
أصابتها نوبة بكاء حاولت السيطرة عليها
فقامت لتغسل وجهها في الحمام الملحق بغرفتها ثم خرجت والتقطت الروب الملقى على الكرسي الموجود بجانب فراشها ثم توجهت للشرفة
حتى تستنشق الهواء النقي
وإذا بها تجد (هشام) في حديقتها نائما على الكرسي أسفل شرفتها
نظرت له باستغراب وهي تقول :
– انت ايه حكايتك وبتعمل معايا كده ليه ؟
تنهدت في حيرة لكن فضولها جعلها تذهب نحوه وتقف أمامه تأملته دون أن تشعر ارتسمت على وجهها شبح ابتسامة
لكن سرعان ما اختفت حينما رأته يستيقظ
أسرع (هشام) يعدل من هندامه حينما رآه وسألها بصوت ناعس عن حالها قائلا:
– انتي كويسة
فطمئنته قائلة :
– انا تمام بس انت بتعمل ايه هنا يا أستاذ (هشام)
طلبت منه الذهاب لمنزله قائلة بترجي:
– من فضلك أرجوك روح نام في بيتك متحسسنيش بالذنب
لكنه رفض قائلا:
– بتقولي ايه بس الجيران لبعضها ولا انتي مش بتعرفي الأصول بقى ولا ايه
شعرت بالحرج وردت قائلة بامتنان حقيقي :
– أنا بجد مش عارفة أشكرك ازاي
رد عليها وقال مازحا :
– أنا اقولك تعملي ايه اولا تقوليلي يا اتش ثانيا عايزك تعتبريني فرد في العصابة بتاعتكم لأنها عصابة لذيذة وانا حبيتها ثالثا بقى وده الأهم مش عايزك تزعلي نفسك ماهو مفيش حد جميل وقمر كده يزعل نفسه بالشكل ده
تبدلت ملامح (رهف) وشعرت بالضيق وقالت بجدية :
– اسمع بقى انت لو عايز تبقى فرد في العصابة زي ما بتقول لازم تفهم اني مش بحب الأسلوب ده لازم يكون
في حدود يعني مينفعش كل شوية تقول قمر والحاجات دي
ابتسم (هشام) ابتسامة لطيفة وقال موضحا:
– صدقيني انا مقصودش حاجة انا دايما بحب الهزار ده غير اني صادق انتي فعلا جميلة مش قصدي معاكسة او حاجة وحشة لكن قصدي اقولك ان الحزن مش لايق عليكي ده غير اني خاطب وبحب خطيبتي واكيد هعرفك عليها في يوم من الأيام
ابتسمت (رهف) وقالت بامتنان:
– ربنا يسعدكم شكرا يا (هشام) شكرا على كل حاجة
رد (هشام) قائلا ببساطة:
– العفو يا جارتي بس والنبي خليها اتش عشان عندي أزمة مع (هشام) بحس نفسي موظف في مصلحة حكومي وزميل أستاذة (سهير) اللي في الدور الثالث
ضحكت (رهف) من قلبها فقال لها (هشام) ممازحا:
– مش بقولك دمي خفيف لا ده انا أعجبك اوي
ابتسمت (رهف) وقالت ببساطة :
– ماشي يا اتش تصبح على خير
رد قائلا :
– وانتي من أهله يا جارتي
****************************
لم يعرف النوم عنوان (نسمة) في هذه الليلة
كانت تشعر بالقلق فتصرف (فهد) جعلها تشعر بانعدام الأمان ففي النهاية هي وحدها في محافظة لا تعرف فيها أحد بعيدة عن أهلها وبدأت تشعر بالندم كونها ذهبت لهذه الدورة التدريبية
وقررت إنها في الصباح تعتذر عن استكمال الدورة وتعود لأهلها
جاء الصبح محملا بنسيم البحر العليل ابدلت (نسمة) ثيابها وذهبت حيث مطعم الفندق لتناول الإفطار اولا
بحثت بعينيها لتتأكد بخلو المكان منه ف أصبح (فهد) يشكل لها إزعاجا لكنها لم تجده، تناولت طعامها ثم توجهت إلى إدارة الفندق لتعتذر عن استكمال الدورة
لكنها تفاجأت برد المسؤول عن الدورات التدريبية في الفندق:
– اسف يا آنسة معنديش الصلاحية اني انهي اشتراكك في الدورة لان الدورة دي تحديدا مسجلة في وزارة السياحة وعشان اديكي ختم إنهاء الدورة لازم حضرتك تجيبي تصريح من الكابتن اللي بيدربكم لان هو اللي عنده الصلاحية لده
ثارت (نسمة) قائلة :
_ يعني ايه الكلام ده انا ممكن اعملكم مشكلة علفكرة
قال الموظف بلباقة:
– انا متأسف ليكي يا آنسة (نسمة) صدقيني نفسي أساعدك بس دي قوانين وانا مقدرش اخالفها والا هتقع عليا مسؤولية كبيرة
زفرت (نسمة) في ضيق ثم قالت :
– يا فندم انا مش عايزة اكمل الدورة فين المشكلة
قال الرجل بلباقة:
– يا أنسة نسمة انا متفهم رغبة حضرتك لكن دي دورة رسمية تابعة لوزارة السياحة وحضراتكم عارفين شروطها كويس
– طيب اوك فهمت شكرا
قالتها (نسمة) في نفاذ صبر ثم قررت أن تذهب إلى مكتب (فهد) فقد قررت المواجهة ، ذهبت (نسمة) الي مكتب (فهد) وهو عبارة عن غرفة خشبية على الشاطيء مخصصة لكل المدربين سواء في الغطس او السباحة
لم يصدق نفسه حين رآها مقبلة عليه وهتف بلهفة:
– (نسمة) بنفسها ايه الزيارة السعيدة دي
ردت (نسمة) بجدية :
– ممكن اتكلم مع حضرتك
أجابها برسمية
– اتفضلي
– انا عايزة تصريح بإنهاء الدورة
شعر بتوتر كبير وأجاب سائلا إياها بلهفة
-ايه! ليه حصل ايه لو على الحوار اللي حصل بينا اوعدك مش هضايقك تاني ولا هخليكي تشوفيني إلا وقت التمرين
قالت وقد حسمت أمرها
– انا لازم ارجع القاهرة بكرة
– أيوه بس انا مقدرش أساعدك
-إزاي؟ الموظف قالي إنك الوحيد اللي تقدر تعملي تصريح بإنهاء اشتراكي
أجابها بثبات :
– للأسف ده كان ممكن لو طلبك ده كان في أول الدورة لكن زي ما انتي عارفة احنا خلصنا النظري والنهارده أول يوم لينا في العملي
– طيب متشكرة جدا عن إذنك
قالتها (نسمة) بسماجة جعلته يضحك بعدما ذهبت وهو يقول محدثا نفسه:
– يا انا يا انتي يا عنادية هانم
قالها وذهب ليبدأ معهم أول درس عملي في الغطس .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *