رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث
(إكتشاف مذهل، )
لم يكن فقدان ديفد بالهين لهم ؛ فأحتل الحزن القلوب والكسرة على وجوههم. الأيام تنقضي سريعاً ومازالت الأنفاس تخرج بملل وتراقب للقادم…
جلست لينا جوار كيفن ونظراتها تجوب الجميع بحزن: أيعقل ما حدث؟، أحاول أن أتقبل خسارة ديفد ولكن الأمر شاق للغاية.
أستدار بوجهه له راسماً بسمة صغيرة تكاد تكون بادية على وجهه الوسيم: خسارة الأشخاص المقربون أمراً معتاد لينا.
لمع الدمع بعيناها فتمسكت بيديه قائلة بصوتٍ خافت: أخشي أن ألقى مصيراً أليم هكذا.
شعر برجفة يدها المتمسكة به فرفع يديه على وجهها قائلاٍ بلهفة: هيا لينا أنتِ قوية…
ثم أقترب منها قائلاٍ بعشق: تعلمين جيداً أني لن أدع مكروه يصيبك أليس كذلك.
أشارت له بأبتسامة بادت من وسط دمعاتها فأحتضنها بعشقٍ يسرع بقلبه المهوس بها، على مسافة ليست ببعيدة عنهم كانت تتراقبهم روكسانا بأبتسامة ساخرة فربما لن يحاورها شعور العشق من قبل! ولكنها تعلم أن لينا و كيفن يعشقان بعضهم البعض…
مر عاماً أخر عليهم بالمركبة الفضائية قضوه بالرياضة لقضاء الوقت والتغذية الصحية لتعويض السبات الطويل…
تابع كيفن المؤشرات ليصيح بحماس: يا رفاق لقد أقتربنا من تحقيق الحلم الغالي أقصد الكوكب
إنتبهوا له جميعاً فألقوا ما بأيديهم وأسرعوا إليه ليعم الزهول على الوجوه حينما رأوا ذلك الكوكب المتوهج بالأشعة الحمراء المزهلة. ربما الآن وجود ذلك الكوكب أصبح حقيقة تبعد عنهم قليل…
إبتسم إندور وهو يشير لهم بجدية القائد: هيا إستعدوا.
وبالفعل إستمعوا له وأبدلوا ملابسهم للبذلات الخاصة بالهبوط ثم توالى إندور و كيفن القيادة للتحكم بأصعب نقطة وهي الهبوط على ذاك الكوكب الغامض…
بالعالم الآخر…
كان يقضى بغرفته السرية بعض من الوقت ليعود بذاكرته لتلك الخائنة التي حطمته بنجاح…
ليتذكر كم كان يتقرب منها يوماً بعد يوم إلى أن قرر الزواج بها ويعلنها زوجة للقائد أمام المملكة بأكملها طاف بذاكرته كثيراً ليتهرب من تلك النقطة الحاملة لهلاك قلبه.
ترك الغرفة وخرج للمملكة حينما جاء الأمر بأستدعاء الملك له…
ولج للقاعة الضخمة ليجد العائلة بالداخل يستمعون للملكة الآم بأهتمام وأنصات فأنحنى وقبل يديها ملقياً التحية: الرحاب والمحبة على الملكة الأم
إبتسمت عين وهي تتأمله قائلة ببسمة رضا: المحبة عليك لوكاس العظيم.
ثم أشارت على أحد المقاعد على يمينها ليجلس هو الأخر وبالمقابل له كان يجلس بيرت ولجواره الأميرة ضي وعلى المقعد الأساسي كان يجلس ملك السراج الأحمر ولجواره زوجته المصون لتبدأ الملكة الآم الحديث والغضب يتتابعها: تركت لك حرية التصرف بالمملكة شون ولكن لن أتقبل ما وصل إليه الأمر في صمت!
رفع الملك رأسه بخزي: لا أعلم كيف حدث ذلك؟ ولكني أعدك بأنى سأقتلع رؤس من فعلوا ذلك الجرم المشيع.
هنا تدخل لوكاس بعدم فهم: عفواً ولكني لا أفهم عن ماذا تتحدثان؟
أجابته ضي والغضب يكبت بنبرتها: قام أحداهما بقتل أكثر من عشرون طفلاٍ من المملكة بالأضافة إلى عدد مهول من النساء الكاهلات
صعق لوكاس فقال بغضب لا مثيل له: من يتجرأ على فعل ذلك؟
خرج صوت بيرت بهدوء: من المؤكد من يريد للمملكة الهلاك، تلك الأفعال من سمات لومان بعد أن قضى على مملكة حناذ في عدد من الحروب المميتة عاد ليحاربنا من جديد…
تدخلت الملكة بُوران زوجة الملك قائلة بضيق: من يحارب بتلك الطريقة الواضيعة لا يليق به العرش، الملك الحقيقي هو من يحارب بساحة المعركة.
وقف لوكاس والغضب يتغلل من عروقه قائلاٍ بصوتٍ يشبه الهلاك: سيرى الآن ردة فعل ملك السراج الأحمر
وقف الملك هو الأخر مشيراً له بحذم: ليس بعد لوكاس
تطلع له بزهول ثم صاح بسخرية: ليس بعد! ذلك الحقير يتعدى حدوده بمملكتك وليس بعد؟
تطلع الملك لمن بالقاعة قائلاٍ بأحترام لا يليق بسواه: أريد البقاء مع لوكاس بمفردنا.
أنصاع له الجميع وخرجوا على الفور ليتبقى الملك وإبنه بمفردهم.
أشار له الملك قائلاٍ بثبات: أجلس لوكاس
كاد الحديث ولكن نظرات والده جعلته ينصاع له ويجلس بصمت.
جلس الملك في مقابله قائلاٍ بحكمة عالية: أعلم جيداً بأنك ستتمكن من القضاء على لومان وجيوشه لا أستهين بقواك ولكن أريدك أن تستعمل عقلك قليلاٍ.
لومان لئيم للغاية تمكن من السيطرة على عقول الممالك السبع بجانب حوريات الجحيم الأحمر وهما جيشاً متكامل بدون الممالك.
إستمع إليه بحرصٍ ليعلم ماذا يريد الملك إيصاله له؟
أسترسل الملك حديثه قائلاٍ بثباتٍ شديد: لتربح تلك المعركة عليك بكسب الممالك السبع لصفك أنت وتلك المهام ليست بالهينة لأن لومان نجح بزرع الرهبة في قلوبهم.
إبتسم لوكاس بمكر: ورهبتهم تزداد بقرب الموت حينما يلفظ إسم لوكاس العظيم…
إبتسم الملك لعلمه بدهاء إبنه فرفع يديه على كتفيه قائلاٍ بحماس: هكذا هو إبني
رفع عيناه بنظرة غرور مصطنع لتعلو ضحكات الملك فقطعه قائلاٍ بمكر: وربما لو تمكنت من ضم جيش حوريات الجحيم للمملكة سأتمكن حينها من القضاء نهائياً على لومان
إبتسم الملك قائلاٍ بسخرية: لا تحلم بذلك بني فلن تسمح لك ملكتهم بتخطى حدود المملكة
إبتسم لوكاس بخبث: لم تخبرني بما حدث لتكسب تلك العدواة المميتة؟
تعالت ضحكات الملك وهو يتفحص المكان قائلاٍ بصوتٍ منخفض بعض الشيء: لقد أوقعت ملكتهم بغرامي حينما كنت شاباً يافعاً.
صعق لوكاس فقال بزهول: أحببتها و الملكة!
أشار بالنفى سريعاً وهو يبتسم لحنين الذكريات: بلي حينما كنت بعمرك تقريباً كنت أرفض الزواج حينما كان يصر على والدى الملك فكنت أسير لجمال تلك الحورية حتى هي كانت تعشقنى مثلما عشقتها إلى أن علم جدك بالأمر فأنقلب لصراع ضخم وأنتهى بأن أرغمنى بالزواج من والدتك حتى أتمكن من نسيان تلك الحورية.
ضيق عيناه بستغراب: ولما فعل ذلك؟
أجابه الملك بفطنة وذكاء: الحوريات تخفي طابع الخيانة المتكررة بجمالهن الساحر لذا يتطلق عليهن حوريات الجحيم.
إبتسم لوكاس قائلاٍ بمكر: أمازالت تحبها؟
تملكت الجدية وجهه: بلي بني أعشق والدتك حد الموت ربما لو ألتقيت بها من البداية لما فكرت بالتطلع لأخري
طاف عقل لوكاس ليقول بسعادة: أتمنى الحصول على حبٍ مثل الذي بينك وبين الملكة
رفع يديه على كتفيه بحزن: ستحصل عليه عن قريب.
بادله بلهفة بادية بحديثه: وكيف سأتعرف عليه؟
إبتسم قائلاٍ بهيام: حينما يدق قلبك بقوة ويعلن أنه لم يعد لك منذ الآن، حينما تضعف قواك الخارقة أمامها تلك التي ستآسر قلبك عن يقين.
شرد لوكاس ليبتسم الملك قائلاٍ بغموض: علمت الآن لما شككت بحبك لتلك الفتاة، الحب النابع من القلب يأبي رؤية جرح صغير بمن أختاره ليكون حبٍ حقيقي.
تطلع له لوكاس بفخر فوالده لا يمتلك الحكمة والعقل فقط بل قلبٍ من ذهب لا مثيل له…
قطع جلستهم دلوف التابع بوجهه المخيف وقرونه الحادة معلناً الولاء والتحية ثم قال بخوفٍ ولهفة: وصلت للملك رسالة هامة للغاية.
أشار له الملك بستغراب: تحدث
أسرع بالحديث بعد أمر الملك له بالحديث: رصدت الأشارات أقتراب جسد غريب الأطوار من الكوكب.
لوكاس بتعجب: أي جسداً هذا؟
أجابه بهدوء: الخاصة بالبشر
زفر لوكاس قائلاٍ بغضب: أنهوا الامر سريعاً.
تلون الضوء البنى الخافت لتظهر ضي قائلة بغضب للتابع الواشك على الأنصراف: دعهم يمرون بسلام أريدهم لتجاربي
وزع التابع نظراته للملك تارة وللقائد لوكاس تارة أخري ليشير له الملك بتنفيذ حديثها فغادر على الفور.
صاح لوكاس بغضب: ألا تملين من تلك التجارب الساذجة!
رمقته بغضب: ستنجح لوكاس
وسترى.
بادلها الحديث بعصبية: لا أريد رؤية شيء. بسبب تلك التجارب الحمقاء نقل هؤلاء اللعناء لنا مرضٍ لعين يسبب الموت الفوري ولم تنجح معه أي عقار!
زفرت قائلة بملل: سئمت من الحديث بذلك الأمر.
كاد أن يجيبها بحدة فتدخل الملك بغضب: وجودي لم يشكل فرقاً كبير بينكما!
أخفضت رأسها للأسفل وكذلك فعل لوكاس أحتراماً للملك ؛فخرج صوته لها بحذم: ما قاله صائب أعلم ذلك ولكني تركت لكِ حرية التصرف إلى الآن ولكن لن أسمح بتسرب الخطر من تلك الكائنات المعتوهه لمملكتى لذا هذا الأختبار هو الأخير لكِ ضي.
أنحنت بأحترام ثم غادرت وبداخلها عزمٍ كبير لأتمام تلك المهمة…
بالمركبة الفضائية…
وجهوا معاناة كبيرة ليجثو على سطح ذاك الكوكب المريب، مشاقة كبيرة وجدوها برحلة دامت عامين وأكثر ليصلوا إلى حقيقة ملموسة تحت أقدامهم.
أستعدوا للهبوط بأرتداء الخوذات المحفزة بالأكسجين حتى وأن كان الهواء صالح للتنفس فعليهم الحافظ على أنفسهم من التلوث والذرات المجهولة لهذا الكوكب، فُتح باب المركبة لمصير لا بأس به فبنهاية المطاف المواجهة أمراً مجبر…
تأملت روكسانا الكوكب بأعجاب وإنبهار كبير حيث تأملت الشمس المشرقة بصفاء تراه لأول مرة فأنحنت لتلمس التربة الحمراء بستغراب لا مثيل له وهي تستدير بوجهها لأصدقائها المندهشون من ما يرون: أترون هذا يا رفاق!
أقتربت منها جيمونا ثم أنحنت تتفحص التربة بأعجاب بدا بعلامات إندهاش حينما عثرت على آثار حيوانٍ غريب لها…
أقترب منها كيفن بتعجب حينما برزت ملامح ذلك الحيوان المخيف ؛فكان جسده يشبه الأفعي السامة ولكن بجسد أكبر وزيل يشبه الأشواك، حتى جلده فكان قاتم اللون للغاية.
لينا برعبٍ بدا بصوتها: ما هذا؟
أقترب إندور منه يتطلع له بأهتمام أنهاه بزهول: جسده يشبه الأفاعي ولكن لا توجد أفعي بذلك الحجم العملاق!
بدأت روكسانا بتفحصه هي الأخرى بأهتمام فقالت بزهول: عجيب لم أرى بحياتى حيواناً هكذا!
إبتسم إندور بسخرية: ستهبط لكوكبك حتى ترينها كثيراً…
رمقته بضيق ليزفر بملل: سنرى الكثير من الأشياء الغامضة لذا كونوا على أهبة الأستعداد.
وتركهم وأكمل الطريق للداخل فلحقوا به وعيونهم تتفحص الكوكب بأهتمام شديد أخر توقعاتهم وجود عالم بذلك الكوكب يتكون من حاكم ومحكوم!..
طال طريقهم وهم يرون أرضاً قاحلة ليس بها مياه ولا شيئاً من المحتملات التي دونوها عنه حتى حلت على وجوهما علامات اليأس والأحباط.
زفرت لينا بملل: لما نجد به سوى تربة حمراء اللون ولا شيئاً أخر!
روكسانا بثبات: من المؤكد أن ذلك الكوكب يحتوى على المياه
أجابتها جيمونا بأرتباك: من المفترض لوجود شمسٍ هكذا ولكننا لم نعثر على شيئاً بعد. أشعر بأن تلك الرحلة ل…
قاطعها كيفن بغضب: بربك يا فتاة لم نقطع تلك الأعوام لأجل هذا الهراء!
زفر إندور بعصبية: هل من الممكن أن تتخلوا عن عقولكم الألماس ونكمل طريقنا؟
ألتزم كلاٍ منهم الصمت ولحقوا بأندور للداخل ؛ليتفاجئ الجميع بحائط يشبه المياه حائل منيع بينهم وبين شيئاً ما لم يتمكنوا من رؤيته فالحائط مرئي للغاية ويمتد إلى ما لا نهاية.
جازف كيفن بأن وضع يديه في محاولات مستميتة لأستكشاف ذاك الحائل العملاق ليصعق حقاً حينما يلامس مادة لينة يلامسها لأول مرة حتى أنه شعر بأن خلفها نهراً لا نهاية له من تلك المادة الغامضة.
همس بصوتٍ خافت: أمراً مذهل حقاً.
أقتربت لينا والجميع تلامس بيديها بزهول وإبتسامة تعلو وجوههم…
بداخل المملكة…
ولج التابع سريعاً للكهف، يرى هؤلاء البشر وهم يحاولون أختراق الحاجز فأشار بيديه للمتحكم بتلك البوابة الخفية الحامية لحدود المملكة العريقة قائلاٍ بثبات: دعهم يمرون بسلام
أحنى الكائن المخيف ذو الرأس المشتعلة رأسه وجعل الحاحز لين للغاية فبأمكانه جعله زرفة من الموت تشعل من يريد أختراقه ولكن عليه تنفيذ الأوامر.
وقفوا يتأملون الحاجز بأعجاب إلى أن قطعتهم روكسانا قائلة بأبتسامة تسلية وهي تتأمل الحاجز الضخم: وماذا بعد؟
تطلع إندور لكيفن بتفكير فعلى أحداهما المجازفة ليروا ماذا بالداخل؟، ولكن ربما الأنتقال لتلك الأشعة الغامضة ستكون هلاك أحداً ما.
أتخذ كيفن القرار سريعاً فأندور هو قائد الفريق وهو من سيتمكن بحماية أعضائه.
نظراته زرعت الشك بقلبها فجذبته بصراخ: لن تفعل ذلك!
أحتضنها قائلاٍ بثبات: أهداي حبيبتي سأكون بخير
صرخت لينا وهي تجذبه بجنون: لست مجبر على ذلك
أشار لأندور فجذبها بقوة قائلاٍ بهدوء: أهداي لينا سيكون على ما يرام
وبالفعل شل حركاتها ليعلو صراخها شيئاً فشيء، أخترق كيفن الحائط وبداخله خوفٍ يطارده ولكن عليه الثبات أخترق الأشعة المرئية فأغمض عيناه بقوة كأنه يستعد لما سيحدث بعد ذلك…
تعال صراخ لينا وركسانا تحاول تهدئتها بشتى الطرق، فأخرج إندور الجهاز الصغير ليعلم أن كان مازال على قيد الحياة أم بات ضحية لذلك الكوكب، تعالت بسمته وهو يرى المؤشرات توحى له بسلامة كيفن فأمرهم بأختراق الحاجز بعد أن أخبرهم بأنه آمنٍ.
وبالفعل عبرت روكسانا و لينا و جيمونا ثم تتابعهم إندور للداخل ليجدوا كيفن متصنم محله فشاركوه الصدمة الكبري حينما وجدوا عالم خفي خلف ذلك الحاجز الضوئي، جدران تتطوف حول مملكة تعلو شعارها بأسماً غريب لم يتمكنوا من قرأتها، مساحة واسعة من الكهوف الحمراء ملتصقة ببعضها البعض بشكل هندسي رائع، بين كل مجموعة من الكهوف بحيرات كبيرة الحجم مياهها زرقاء صافية وللعجب ليس هناك اي وسائل مواصلات واضحة!..
خرج صوت إندور بصدمة وعيناه على ذاك السرح العظيم: ما هذا يا رجل؟
أجابه الأخر وعيناه متسلطة على ما يراه: ليس حلمٍ أليس كذلك!
إبتسمت روكسانا قائلة بفرحة: لقد نجحنا يا رفاق
جيمونا بعدم تصديق: لا أصدق!
تعالت ضحكات لينا: حياة كاملة على ذلك الكوكب الغامض!
كاد أن يجيبها كيفن ولكنه صدم حينما وجد أمامه طيفٍ مرئياً لشيئاً خفى يظهر ويختفى ليظهر مرة أخرى أمامهم عدد من الكائنات المريبة…
فزعت روكسانا من ما ترأه فتلبشت برعب بذراعى إندور وكذلك فعلت لينا
تردد صوت جيمونا برعب: ما هذا بحق الجحيم!
أخرجوا سيوفهم حتى أجبرهم على التحرك معهم لأرجاء المملكة فأتبعوهم بصدمة من أمرهم، تأملوا ذلك المكان القابض للأنفاس بعدما ألقوا بهم بمكانٍ مغلق بالحجارة الغامضة، تحمل مزيج من الألوان ثلاث الوان الأحمر والأبيض وفي نهاية الاحجار اللون الأسود يطغى بوضوح بها فتحات بين الاحجار تنقل إليهم الهواء ورائحة غريبة فشلوا بالتعرف عليها.
همست جيمونا برعبٍ شديد: لما أرى بحياتي مثل تلك الكائنات!
تفحص كيفن المكان جيداً فزفر بغضب حينما لم يجد مخرج من ذلك الكهف المظلم بينما تعال بكاء لينا ليخرج صوتها المتقطع: ماذا سنفعل الآن؟
جلس إندور أرضاً قائلاٍ بصوتٍ يتمثل بالسخرية: على الأقل علمنا سبب أختفاء الفرق السابقة؟
جلست جواره روكسانا قائلة بصراخ: هل سنصبح لقمة سائغة لهولاء اللعناء؟
زفر كيفن بغضب: أهداي روكسانا لا أعتقد أنهم هكذا.
صاحت جيمونا بسخرية: أنت على حق فربما أحتجزونا لرحلة إستكشاف بذلك الكوكب اللعين
زمجر بوجهه قائلاٍ بغضبٍ جامح: هل من الممكن أن يلتزم الجميع الصمت حتى نتمكن من التفكير بطريقة للخروج من ذلك المأذق؟.
إستمع إليه الجميع وجلسوا لجواره بصمت قطع حينما تحركت الحجارة على المخرج ليدلف للداخل فتاة ذو بشرة بنية اللون وعينٍ مخيفة بعض الشيء، طولها يفوقهم بقليل حتى ملابسها الخفيفة الممتلئة بالسيوف على حداها تبث الرعب في الأبدان…
وقفت ضي تتفحص الغنيمة التي خرجت بها تلك المرة لتجد ثلاث نساء ورجلين إبتسمت بسعادة مشيرة للتابع من خلفها على جيمونا و روكسانا فتقدموا ليجذبهم بقوة، صرخت روكسانا وهى تحاول التحرر من بين براثينهم حتى أن إندور و كيفن حاولوا التداخل ليمنعوهم ولكنهم كانوا أقوى منهم بمراحل جعلت قواهم تخر أمامهم، غادرت بهم لينغلق الحجرة من جديد ويعلو بكاء لينا على رفيقتها روكسانا فأسرع إليها كيفن يحاول تهدئتها وهو من يشعر بالخوف من المجهول.
خرج صوتها الباكي قائلة بدموع: ماذا ستفعل بهم؟
أحتضنها بقوة قائلاٍ بثبات مخادع: أهداي لينا كل شيء سيكون على ما يرام
أشارت له بالنفي قائلة بدموع: ليس كذلك. سنقتل واحداً تلو الأخر
عاونها على الجلوس قائلاٍ بهدوء زائف: بلي سنخرج جميعاً من هنا
أجشعت بالبكاء قائلة بأسف: كنت على حق كيفن لم ينبغي لنا الذهاب لذلك الكوكب السخيف. أعتذر منك.
ضمها لصدره، مغمض عينيه بقوة من المجهول ثم فتحهما ببطئ ونظراته تطوف إندور الجالس أرضاً بحزن على محبوبته روكسانا لم يتمكن من إنقاذها أو حتى يكون لها حماية من تلك الكائنات العمالقة. نظرات كيفن كانت تحمل له العتاب فكم أخبره من قبل بأن يعيد حسابته مجدداً…
بالمملكة…
وبالأخص بغرفة لوكاس.
كان يجلس بسكون مريب يحتل قسمات وجهه إلى أن ولج التابع من الخارج ومعه رفيق الدرب كما طلب منه، أشار بيديه له فأنحنى ورحل بصمت ليقترب لوكاس منه قائلاٍ بعتاب: شعرت أنك بحاجة لأن تكون وحيداً فتركتك ولكن وحدتك طالت لوثر
جلس على المقعد الحجري بحزنٍ مازال يلامس قلبه: أعتذر منك يا صديقي ولكني كنت بحاجة لذلك.
جلس جواره قائلاٍ بغضب: أخبرني من جرأت على فعل ذلك بك وأعدك بأني سأريها قدرها
إبتسم ذو البشرة الداكنة بآلم: لن تفعل ذلك فأنا المخطئ بنهاية الأمر لم يكن على التطلع لمن يعلو عني شأنٍ وثراء
ضيق لوكاس عيناه بتعجب: عن من تتحدث لوثر؟
رفع عيناه بعين رفيقه قائلاٍ بآلم: ضي
تحولت ملامحه للزهول والغضب بأنٍ واحد ليسرع لوثر بالحديث ظناً بأنه أرتكب جرمٍ ما: أعترف بأني أرتكبت ذنبٍ فاضح ولكن.
كاد أن يكمل حديثه ليقاطعه لوكاس بغضب: أصمت لوثر فغضبي لم يحن بعد، ثم قال بصوتٍ أشد حدة: هل تعتقد بأنك أقل شأنٍ من أحد؟
وضع رأسه أرضاً بتأكيد: بنهاية الأمر هي تراني قائد الحرس الملكي وهي أميرة المملكة
إبتسم لوكاس بسخرية: الأميرة المتعجرفة، أترك الأمر لي أعدك بأنها ستكون زوجة لك عن قريب
تلون وجهه بالغضب: ستجبرها على الزواج!
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث: لست أنا من يفعل ذلك أنتظر وسترى.
كاد الحديث ولكن قطعهم دلوف ضي للداخل حينما تلون الضو البنى الخافت ثم ظهرت أمامهم عيناها تفترس ملامحه التي شعرت بنهاية الأمر بأن شيئاً ما محفوظ بينهم أما هو فما أن رأها حتى وقف موجهاً حديثه للوكاس: حسناً لوكاس سأغادر الآن
أكتفى بأشارة له فغادر سريعاً.
تطلع لها بستغراب فتوجه للسيوف الموضوعة على الحجر يتفحصه بهدوء غير عابئ بها لتقترب منه قائلة بنبرة تحمل الرقة المصطنعة: هل أستطيع أن أتحدث معك قليلاٍ.
مازالت عيناه على السيوف يتأمل حدتها فخرج صوته الغير مكتثر لها: لكِ ذلك.
أقتربت منه بأرتباك وهي تحاول أن تنقى ما ستتفوه به لعلمها بأنه كارثة ستشق لها الغبار، تأملها بطرف عيناه الزرقاء قائلاٍ بسخرية: أن كنتِ تعلمين ردة فعلى على ما جئتي إليه إذاً لما المعانأة؟
جلست على الحجرة بحزن مصطنع: لكنك من سيتمكن بمساعدتي.
إبتسم بخبث فيبدو أن رفيقه سينال مبتغاه سريعاً فتحل بالثبات وهو يكمل ما يفعله قائلاٍ بهدوء: إذاً أخبرينى ماذا هناك؟
إبتلعت ريقها بأرتباك قبل النطق بحروف متقطعه: تعلم جيداً ما قاله أبي عن تجاربي
جذب السيف يحركه ببراعة بجسده العملاق الممتد بعضلات مميتة: من المؤكد أنه سيفعل ذلك بعد ما تسبب به هؤلاء اللعناء
أكملت بتوتر: ولكني أريد مواصلة تجاربي لوكاس.
أكمل تدريبه بالسيف بحرافية لتكمل هي: حسناً لا أريد الا تلك الفرصة لذا على إستغلالها جيداً وأنت من سيعاوني على ذلك.
حمل السيف الأخر ليحركهم بحركة دائرية عنيفة فخرج صوته الثابت على عكس ما به من التدريبات المميتة: معاونتك بماذا؟ أتردين أن أهبط لكوكبهم اللعين وأحضر لكِ المزيد!
إبتلعت سخريته بهدوء فهى بحاجة لمساعدته: لم أقصد ذلك.
أجريت تجارب التلقيح على البشرين ولم تفلح أي منهم ولكنك أنت مختلف تماماً عن الجميع تمتلك قوة لا مثيل لها.
بدأنت خطتها تتسرب لمسمعه فتوقف عن ما يفعله وتطلع لها لتكمل بخوف وصوتٍ يكاد يكون مسموع: فأذا أجريت التلقيح م…
قاطعها بغضب لا مثيل له: حياتك مع تلك التجارب أفقدتك عقلك!
نهضت عن الحجر قائلة برجاء: لم يعيد أمامي سوى تلك الفرصة لوكاس أرجوك ساعدني.
تلونت عيناه بجمرة الغضب: أغربي من وجهي يا فتاة قبل أن أقتلع عنقك
رسمت الحزن على ملامحها: أرجوك لوكاس لن تخسر شيئاً ولم يكلفك الأمر عناء سأحقن البشرية وأعدها للتلقيح
ضيق عيناه بغموض ثم خرج صوته بعد تفكير: حسناً ولكنك ستدفعين لي بالمقابل
ضيقت عيناها بعدم فهم ليكمل هو: زواجك من لوثر مقابل تلك الخدمة السخيفة
جحظت عيناها بصدمة لتردد بزهول: ماذا؟
أكمل تدربه قائلاٍ بلا مبالة بها: بأمكانك الرفض وبأمكاني ذلك.
أجابته بغضب: تستغلنى لترضي رفيقك!
إبتسم قائلاٍ بسخرية: وما تفعلينه أليس نوعاً من الأستغلال كلانا سيقدم خدمة مناصفة للأخر
تمهلت بالتفكير قائلة بأستسلام: حسناً سأتزوج به في مقابل مساعدتك لي بالتلقيح
ضيق عيناه بسخرية: تجاربك السخيفة تقصدين
زمجرت بوجهها وهي تقول بتصميم: ستنجح وسترى
وتركته وغادرت ونظرات السخرية تلحق بها.
بغرفة الملكة بُوران
وقفت تتأمل بيرت وهو يحتضن تلك الفتاة بأبتسامة هادئة فولج الملك ليكون على مقربة منها لتبتسم ومازالت تقف كما هى: أنرت ملكي الحبيب
إبتسم شون قائلاٍ بستغراب: كيف تعلمين بوجودي بُوران!
أستدارت والأبتسامة تخترق وجهها المشع: القلب يشعر بملكه دون الحديث
أقترب منها ليجذبها لأحضانه قائلاٍ بأبتسامة هادئة: أعشقك ملكتي الجميلة
إبتسمت وهي تشدد بأحتضانه قائلة بهمس وعيناها على بيرت: يذكرني بك.
إبتسم وهو يرى إبنه العاشق قائلاٍ بسخرية وضيق مصطنع: ذاك المعتوه لم يشبهني قط
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق: حسناً لم يشبه ملكي المغرور أحداً
آبتسم قائلاٍ بغرور مصطنع: يعجبني ذلك.
وأحتضنها بسعادة وحب يكبر عامٍ بعد الأخر لم يكل أبداً من عشقها بل زاد العطاء في ريحانه الشغوف ليمن بكأس العشق الفياض.
بالمختبر…
حاولت روكسانا الوصول لذلك القيد القوي حتى تحرر قيودها ولكن لم تستطيع ؛فتطلعت لجيمونا الفاقدة الوعي بدموعٍ غزيرة وهي تتسائل ماذا فعلت بها تلك اللعينة؟.
بكت بصوتٍ مكبوت فحتى فمها مكمم بعدما خلعوا عنها الخوذة…
أستحوذ تفكيرها. ماذا ستفعل تلك الحمقاء بها؟
كأنها لم ترد تعذيبها بالتفكير طويلاٍ فولجت للداجل بأبتسامة رأتها روكسانا حائل للتزفها للموت…
أقتربت منها ثم أنحنت تتأملها بنظرة تسلية ليخرج صوتها بحماس: أنتِ محظوظة يا فتاة غداً سأصنع معجزة، نعم سأنجح تلك المرة لوكاس مختلف تماماً عن الكوكب أقناعه لم يكن سهلا ولكنها مجازفة تستحق العناء
صعقت روكسانا من كونها تتحدث. نعم لم تفهم ما تتفوه به فتلك اللغة تستمع لها لأول مرة مع إيجادها معظم لغات العالم…
لم تفهم ما تتفوه به ولكن بسمتها مخيفة للغاية ربما لا تعلم بأنها ستضعها على أولى طريقها المجهول لتلتقى به، بذلك الغامض ليشهد العالم على قصة ستهز لها الأرجاء ربما محفورة بالمتاعب ولكن مكمنها بمحال لا مثيل له!، فبالنهاية الأمر غامض بين البشر وبين مملكة بكوكب غامض يحيل الأمد بينه وبين الأرض.
التعليقات