التخطي إلى المحتوى

رواية في حي السيدة للكاتبة هاجر خالد الفصل الرابع

مرّ أسبوع على تواجدهم في الحي دون أحداث تُذكر، انتقلت عائشة وأختها رهف ووالدتهم نحو المنزل البعيد نسبياً عن منزل الحاج أمجد، وأخذت عهدًا على نفسها بعدم الإقتراب منهم مرة ثانية، بحثت عائشة عن الصورة العائلية الخاصة بها والتي إختفت في ظروف مُبهمة ولكن دون جدوى وهذا شئ أحزنها فوق حزنها…

أدهم لم يُداوم في عمله طُوال الأسبوع بسبب قدمه، ولكنه لم يهدأ له بال وهو يشعر بأن أخاه يخبئ مصيبه ستقلب حياتهم رأساً على عقب، في غرفة سفيان، كان يجلس في غرفته وأمامه صالح والصورة التي أخذها بخفة دون ملاحظة أحد موضوعة أمامهم على الطاولة، وصورة أخرى كان يخبئها سفيان في صندوق قديم لم يُفتح منذ سنواتٍ طوال، تنهد سفيان بضيق، أسيعود هو بنفسه للنبش في الماضي؟!

بص يا سفيان، أنا عارف إنه كان صعب عليك إللي حصل، ولحد دلوقتي أثره لسه جواك، بس إنتَ لازم تواجه بقى، مش كفاية هُروب ولا إيه؟

قال صالح بقوة وهو يناظر ملامحه الشاحبة، ليس سهلاً أبدًا أن تعود للنظر إلى ما فعلته في ماضيك، وإذا كان ماضيك يشبه ماضي سفيان فيا رُباه على وجع قلبك أثناء النظر إليه، إنتَ مش فاهم يا صالح، دي حاجة مش سهلة أبدًا إني أفتكر كل إللي حصل، الماضي بتاعي نقطة سوده عمرها ما هتتمسح من صفحتي، وتقريبًا هتفضل مطارداني طول حياتي.

قال سفيان كلماته بألم وهو يسخر من حاله، ليربت صديقه على كتفه بدعم، لكن سفيان لم يكن معه. كان هُناك سرحًا في اليوم الذي بدأ فيه كل شئ، °°°
قبل أحد عشر عامًا.

في حي السيدة، وقف سفيان الشاب البالغ من عمره ثمانية عشر عاماً أمام والده غاضبًا من تحكمه الزائد وتدخلاته الكثيرة في حياته، يا بابا أنا هروح هناك، وبعدين فيها إيه يعني لو أخدت سكن، ما كل الشباب بتاخد، إنتَ ليه مانعني من كل حاجة أنا عاوزها، دي مبقتش عيشة في البيت ده، قال سفيان بغضب وهو يصرخ في والده الذي لم يصمت على حديثه الغير مهذب وقام بطبع صفعة قوية على وجه سفيان الذي تصنم في مكانه بغل، إنت ولد قليل الأدب، إزاي تعلي صوتك عليّا يا سافل، فاكر نفسك كبرت عالضرب علشان بقيت في طولي ولا إيه، دنا أكسر رقبتك دي وأجيبك تحت رجلي، قال أمجد بإنفعال شديد ولولا وجود زينبو التي تدخلت آنذاك وفصلت بينهم تترجى بأمجد لكان نفّذ أمجد تهديده، عايز تمشي يا سفيان إنتَ حر، دي حياتك وعيشها بالطريقة إللي إنتِ عايزها بس متجيش تشتكي في الآخر، ولا تقول يا ريتني، كلمة ياريت مبتعمرش بيت يا دكتور، قال أمجد بصلابة وهو ينظر لسفيان الماثل أمامه ببرود بينما شيطانه هيئ له بأنه حصل على ما يريد وإنتهى، لم يهتم سفيان آنذاك بمراضاة والده ولا مصالحته، كان شابًا طائشًا للغاية، وشيطانه كان مستحوذًا عليه، ومن هُنا بدأت النكسة الكُبرى في حياته، والتي ستجعله يعيد حساباته مرًة أخرى، لكن بعد فوات الآوان…

°°°
ياريتك منعتني يا حج، يمكن ساعتها مكنش ده هيبقى حالي، قال سفيان بألم، ولكنه سرعان ما استغفر ربه، لله حكمة في ما حدث…
سفيان، بص كده الفرق بين الشخص ده في الصورتين، قال صالح بإستغراب لينتبه سفيان له ويركّز بتفكيره على الصورتين، الفرق بين الصورتين كبير أووى، يعني مروان في الصورة بتاعتك كان صغير، تقريبًا زيك في السن كده.؟

قال صالح بتعجب فأخذ سفيان الصورتين وهو يُدقق النظر لهما، ما هذا، مروان في الصورتين مختلف تمامًا فمعه كان لازال شابًا، وفي تلك الصورة التي تجمعه بالفتيات يبدو أنضج بشكل غريب، ولكن كيف؟

هذا شئٌ غريب، وما يستنتجه عقله أغرب، هناك لُعبة خطط لها آنذاك ولشدة غبائه وقع في الفخ، وحينما إنتهى كل شئ لم يكلف نفسه عناء البحث عن أي شئ يربطه بماضيه، ويالسخرية القدر؛ ماضيه قادم بعاصفةٍ قوية هوجاء ليُطيح ببناء حاضره المُهتز بسبب أساسه الضعيف منذ البداية.

كانت سُعاد تسير في السوق الشعبية الخاصة بالحي كعادتها كل يومين أو ثلاثة لتحضر ما ينقصها في بيتها، ولكن هذا اليوم كان هُناك شئٌ مختلف، نظرات الناس نحوها لم تكن ألطف شئ، يتهامزون بينهم وينظرون نحوها ويضحكون، تأفأفت سُعاد بغضب وحاولت تجاهلهم، خاصًة مع شعورها بالضيق بسبب الحرارة المرتفعة التي جعلتها في حالة نفور كلي نحو ما يُحيطها، في إيه يا أم كريم، مالك ياختي، قالت سُعاد بضيق وهي تناظرهم ليلتوي فم تلك المدعوة بأم كريم بخبث، شوف ياختي عاملة نفسها بريئة إزاي، ما صحيح.

إقلب الكُوب على فُمه، يطلع الابن لأمه
قالت أم كريم بصوت عالي على أثره تحولت بعض أنظار الناس الفضولية نحوهم، فيه إيه يا ست إنتِ، حد وجهلك كلام.
قالت سعاد بإنفعال فمصمصت الأخرى فمها بتهكم وأردفت، ابنك البطلجي إللي عامل فيها شيخ وكان هيموت الراجل من إسبوع، وفرغلي يا عين أمه لسه مرمي في المستشفى من ساعتها…

تنهدت سُعاد بهدوء وإبتسمت ببرود، يبقى روحيله بزيارة يا حبيبتي، كيلو الموز مش غالي، وخدي معاكي تُفاح برضوا بيبقى حلو علشان كسره يلم بسرعه…
عندما أنهت سعاد كلامها أخذت أغراضها وتحركت للرحيل، ولكن لم تستطع بسبب إمساك أم كريم لها من ملابسها وهي تصرخ بغضب، إيه يا سعاد، إيه يا حبيبتي متفرعنه علينا ليه.

حاولت سعاد الإفلات بنفسها من قبضتها لكن أم كريم كانت مُصرة على الشجار معها، سيبيها يأم كريم، بلاش تعملي مشاكل مع الحج، يلا بقى، قالت إحدى السيدات وهي تحاول الفصل بينهم، وفجأة صرخت سُعاد بألم حينما سحبت الأخرى شعرها بغل شديد، وتدخلت باقي النساء لمساعدتها في النجاة من تلك السيدة الخبيثة، كانت هايدي تصاحب والدتها إلى السوق، ولكنها استئذنت منها للدخول إلى إحدى المكتبات لإحضار بعض الأشياء التي تريدها وحين سمعت صراخ والدتها المُتألم ركضت بسرعة ناحيتها لتتفقدها، إيه ده، إنتِ بتعملي إيه، سيبي ماما، قالت هايدي بصراخ وقد تدخلت للفصل بين تلك المرأة ووالدتها، بعد دقائق قليلة من الصراخ نجحت هايدي أخيراً في الفصل بينهم، إنت إنسانة مش مُحترمة، وإحنا كل شوية نقول خلاص هتتهد، خلاص هتسكت، بس إنتِ بتزيدي فيها كُل مرّة، وفاكرة إنّي هسكت كالعادة.

أردف هايدي بإنفعال وهي تضع والدتها الباكية وراء ظهرها، لطالما كانت والدتها ضعيفة الشخصية وخجولة، حوش حوش مين بيتكلم…
قالت أم كريم بتهكم شديد لتأخذ هايدي أنفاسها ببطئ شديد وأردفت، تعرفي يا طنط إني ممكن أضرب حضرتك دلوقتي ومفيش واحدة تقدر تدّخل ولا تخليني أبطل، وبعدين كل شوية سفيان، سفيان مالك وماله يا ستِ؛.

أخويا إللي مش عاجب حضرتك ده دكتور كبير في المنطقة وفي مستشفيات تانية في القاهرة، خاتم القرآن الحمدلله وبيؤم الناس في الصلاة، بس هو بني آدم مش ملاك، عصبي، ومتهور، وبيغلط زي ابن حضرتك بالظبط.

أنهت هايدي حديثها الهادئ ونظرت لأم كريم التي تنظر حولها بخجل وضيق، لم تستطع أن تردّ عليها حديثها، فقد كانت هايدي معها كل الحق، وحق أمي إللي حضرتك بتستقصديها في الرايحة وفي الجاية هنعرف نجيبه منك كويس وبالقانون، سفيان أخويا مضربش فرغلي ولا غيره غير لما فاض بيه الكيل يا طنط، وبعدين متنسيش إن فرغلي كان في يوم صاحب أخويا وغدر بيه، انسحبت أم كريم بتوتر من المكان، وهي تلوم نفسها على الإستسلام لشيطانها، بينما هايدي توجهت نحو أشياء والدتها الملقيه أرضًا وأخذتها ثم تحركت ناحية والدتها وانصرفت من السوق متوعدة لتلك المرأة…

جلست عائشة على السرير الصغير الخاص بها والفوضى تحيط بها من كل مكان، أوراق، صور، مستندات وصندوقان متوسطان في الحجم يكسوهما قماش ردئ الهيئة…
دلفت أختها رهف مبتسمة وهي تمد لها بفنجان من القهوة العربية المحببة لقلبها لتأخذها منها عائشة بإبتسامةٍ هادئة.
عائشة، ممكن أعرف إيه كل الورق ده، وإيه الصناديق دي؟

قالت رهف بتساؤل لتنظر لها عائشة وهي تتنهد بخفّة وقلق من القادم، ده حقنا يا رهف، دي المستندات بتاعت الورث بتاعنا، ودي الصناديق إللي ماما كانت بتعين فيها
دهبها ودهبنا، توسعت أعين رهف بدهشة، وسألتها بصدمة، عائشة، دي الحاجات إللي كانت موجودة في الخزنة عند رائف؟!، بس إزاي؟..

تنهدت عائشة بقلق ونظرت أمامها بغموض، إزاي دي هيجي يوم وتعرفي، المُهم دلوقتي هنتصرف في حياتنا دي إزاي، إنسي يا رهف كل الوحش إللي عشناه، وإبدأي كوني نفسك من جديد، قالت عائشة فنهضت رهف متقدمة ناحيتها ثم قفزت عليها تحتضنها تحت صرخات الأخرى المتألمة، آه، إنتِ متقلة في الفطار النهارده؟
تسائلت عائشة بمُزاح لتنكزها رهف بضيق مصطنع وضحكت بخبث بعدما بدأت بغمزها في معدتها تحت صرخات الأخرى الضاحكة…

في منزل الشيماء، كانت تجلس بجوار والدتها أرضاً بينما يقومون بلف أصابع الملفوف بسرعة وسهولة ويتحادثون فيما بينهم بمزاح، عارفة يا شيما، أمنيتي في الدنيا دي هيا إيه؟
قالت والدتها بهدوء لتنظر لها شيما بإستغراب، إيه يا ماما؟!
قالت شيما بتساؤل وهي تضع إحدي وريقات الملفوف في فمها، لتنكزها والدتها بضيق شديد.

إنك تعقلي، حلم حياتي أشوفك عاقلة يا شيما يا بنت بطني، ياللي هتشليني قريب، قهقت شيما بمرح لتشاركها والدتها الضحك، آه من حق عرفتي آخر الأخبار؟
قالت والدتها لتنفي لها شيما ببطئ وهي تضع كل تركيزها على ما ستسمعه، ندى اتخطبت، من دكتور أسنان كده عندهم في المنطقة، راجل محترم، وعنده شقة وعربية وأمه طيبة وأخواته البنات متجوزين ومسافرين مع أزواجهم.

قالت والدتها بهدوء لتنظر لها شيما بفرح، اللّه، ندى هتتجوز، ربنا يعينه عليها واللّه ويسامح أهلها على التدبيسة إللي هيدبسوها ليه.
أنهت شيما كلامها بمرح لتقهقه عليها والدتها بقلة حيلة، بينما هي تذكرت صالح فجأة وسط حديثهم…

آه يا رب يتلحلح قريب علشان أنا جبت أخري، قالت شيما برجاء شديد وهي ترفع يدها نحو السماء لتناظرها والدتها بإستغراب، حيث أنها كانت جالسة فجأة لكنها تركت أوراق الملفوف ورفعت كلتا يداها نحو السماء تدعو بشئ مجهول، مالك يا بنتي، أنا كنت بقولهم إنك عبيطة بس محدش صدقني، مش عارفة مين إللي أمه داعية عليه وياخدك، ربنا يعينه على ما إبتلاه واللّه.

أنهت والدتها كلامها بسخط وهي تضرب كف بكف لتنظر لها شيما بغرور وأردفت قائلة، ده أمه داعية ليه في ليلة القدر، ده هيتجوز واحدة نسمة، وهادية، ومتطلباتى مش كتير على فكرة، عايزاه يكون بيحب الفسيخ يا رب
رمقتها والدتها بقرف وأمسكت بإحدى الملاعق وألقتها عليها لتصرخ شيما بألم بينما والدتها أكملت ما تفعله دون الإهتمام بها…

خرج أدهم من غرفته مستنداً على أخاه سفيان الذي جاء ليرافقه للذهاب إلى الصلاة، كانا يسيران متجاوران، أدهم يستند على ساعد سفيان وسفيان يضع يديه على ظهره بخفة.
آه، إللي يشوفنا دلوقتي مش يشوفنا زمان، فاكر زمان، قال أدهم وهو يتنهد بخفة ليبتسم سفيان بهدوء شديد ويخاطبه قائلًا، سيب الماضي للماضي، علاقتنا الحمدلله إتغيرت كتير عن الأول. يا بني إحنا كنا الإخوة الأعداء بجد.

ابتسم أدهم بسخرية وقبل أن يسرح بأفكاره نحو ماضٍ غير سار بالنسبة لهم، ضغط سفيان على كتفه قائلًا، يلا يا حضرة الظابط، الحج مستنينا في المسجد
أومئ له أدهم وقد فهم ما فعله أخاه. لا يريده أن يتذكر الماضي فينغص عليه الحاضر، علاقته بأخاه في الماضي كانت مذبذبة، هشة وضعيفة للغاية.

وهذا كان سبباً في جعله يبدو مثل الأطرش في الزفّة، لا يعلم ماذا يخبئ أخاه. لكنه يعرف تمام المعرفة أن الذي يخبئه حدث في تلك الفترة الكئيبة التي تخاصما فيها والتي استمرت لمدة طويلة للغاية، وبعدها أصبح أخاه شخصاً آخر. مختلف كليًا عن السابق…

كان يجلس في إحدى أركان الغرفة. متجبرًا كعادته، يمسك بين يديه إحدى الملفات الغير هامة بالنسبة له والكرسي الأسود خاصته يهتز للأمام وللخلف ببطئ شديد، رائف باشا
قال الحارس الذي دخل فجأة بوجهٍ شاحب وملامح مفزوعه، ويبدو بأنه يحمل في جبعته شيئًا سيعكر مزاج الآخر للأسوء…
هممم.

أردف رائف والذي لم يحرك ساكناً، لازال يمسك الملفات بين يديه، ولكن الآخر قال له شئ جعل من عينيه تتوسع بصدمة، القضية بتاعت مروان بيه اتفتحت تاني، والمرادي بجد مش كلام، نعم، بتقول إيه، مين إللي فتحها تاني، هي مش كانت اتقفلت خلاص وكنا وكان وكان يا مكان، قال رائف بغضب وهو يلقي الملفات أرضاً بإنفعال شديد، واحد اسمه سليم هو إللي فتحها، سليم المسلماني.

تنفس رائف بعنف شديد وهو يفتح أزرار قميصه علّ الهواء يرحمه ويتسلل داخل رئته، فتح هذه القضية مجددًا يعني دماره، بل دمار كل شئ، اتصرف يا زفت إنت، اتصرف بأي طريقة، القضية دي تتقفل تاني بأي طريقة، القضية دي موتك قبل موتي فاهم.

قال رائف بغضب شديد ليبتلع الحارس رمقه بخوف شديد منه، وحين سمح له بالذهاب ركض للخارج بسرعة تاركاً رائف الذي تلبسته حالة غضب هيستيرسة وظلّ يُدمر كل شئ يده تقع عليه، لقد بدأ العد التنازلي لموته إن لم يتصرف بسرعه…

في حي السيدة، بعدما انتهى سفيان ووالده وأخاه من الصلاة، جلسوا ثلاثتهم في المسجد وقد كانت عادة بسيطة يتشاركون فيها…
صالح فين يا سفيان؟
قال أمجد بتساؤل ليجاوبه سفيان بهدوء
راح الشغل بتاعه يا حج، لسّة ماشي من نصاية كده، أومئ أمجد بخفة، لينظر أدهم لأمجد وهو يتنحح بخفوت فإبتسم أمجد على طريقته الطقولية بعض الشئ، أيه يا حضرة الظابط، عايز أحكيلك ايه النهاردة؟

قال أمجد بإبتسامة، ليضحك سفيان بخفة بينما أدهم حكّ مؤخرة رقبته بخجل، لقد كان هذا الشئ سرٌ صغير يتشاركه الأب وابنائه، يقوم الحاج أمجد في أي وقت هم متفرغون فيه ويبدأ يقص عليهم قصص من القرآن، السنّة والأحاديث الشريفة، أو يبدأ أخاه في قراءة القرآن بصوته الشجي الذي يزرع الخشوع بداخله، لأ، مش عايز قصص النهاردة، سفيان لو سمحت ممكن تقرأ بعض الآيات من سورة يوسف، عايز أسمعها بصوتك، قال أدهم ليبتسم له سفيان بخفة وهو يومئ بالقبول، ثم يبدأ في ترتيل تلك الآيات العذبة التي تجعل من جسدك يقشعر من العظمة، آه ياللّه، كان يقرأ وهو يستشعر الآيات ويتفكر في القصة ؛.

حب أب يوسف له وتفضيله على باقي ابنائه، غيرة الإخوة من بعضهم والحقد على يوسف، التخلص منه ثم نجاته، ثم تم بيعه كعبد، ثم قصة دخوله للسجن، وأخيراً لقد أصبح عزيز مصر، من كان يعتقد أنه لولا الشر الذي حدث لسيدنا يوسف ما إستطاع أن يصبح عزيز مصر في يوم من الأيام…

بعد فترة ليست بقصيرة خرج الثلاثة متجاورين من المسجد وهم يتمازحون فيما بينهم بمرح، وقبل أن يستوعب أحد منهم ماذا يحدث وجدوا سفيان يتم سحبه من بينهم بعدما حاوطه عدد صغير من رجال الشرطة، صرخ والدهم بفزع متفاجئًا، وأدهم حاول التدخل ومنعهم من أخذه مصدومًا مدهوشًا مما حدث…
الأستاذ سفيان مطلوب للتحقيق في قضية صغيرة كده من قضايا زمان،.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *