التخطي إلى المحتوى

رواية في حي السيدة للكاتبة هاجر خالد الفصل الخامس

بعد فترة ليست بقصيرة خرج الثلاثة متجاورين من المسجد وهم يتمازحون فيما بينهم بمرح، وقبل أن يستوعب أحد منهم ماذا يحدث وجدوا سفيان يتم سحبه من بينهم بعدما حاوطه عدد صغير من رجال الشرطة، صرخ والدهم بفزع متفاجئًا، وأدهم حاول التدخل ومنعهم من أخذه مصدومًا مدهوشًا مما حدث…

الأستاذ سفيان مطلوب للتحقيق في قضية صغيرة كده من قضايا زمان، نظر سفيان ببرود شديد للشرطي الواقف أمام سيارته ويدخن تلك السيجارة ببطئ بينما يرمقه بإستفزاز، سليم المُسلماني…

قالها سفيان بوجوم لينظر له سليم بسخرية، سفيان الدرملي. واللّه وليك شوقة يا راجل، اقترب أدهم من سليم بإنزعاج. هو لا يطيق هذا الرجل، لم يكن موجود معهم في القسم ولكن تم نقله إلى قسم الشرطة الخاص بهم منذ سنةٍ واحدة وقد تفنن سليم في تلك الفترة بإخراجهم عن شعورهم.

سليم عايز إيه من أخويا، وفين المُذكرة إللي تسمح ليك إنك تاخده، مشيها قانوني يا باشا، قال أدهم وهو ينظر له بغضب ليقهقه سليم بسخرية ويخرج ورقة صغيرة من جيبه، أنا عينيا للقانون، وبعدين يا باشا أخوك مش متهم ولا حاجه، دي مجرد بس قضية صغيرة اتفتحت تاني وعايزين أخوك يحكي إللي حصل، قال سليم بنفس النبرة الساخرة خاصته، نظر سفيان ناحية والده شاحب الوجه وابتسم بطمئنة ليغمض أمجد عينيه بخوف، ياللّه ماذا يحدث في حياة هذا الفتى، إختل توازن أمجد ليركض أدهم ناحيته وسفيان همّ بالذهاب لمساندته ولكن قبضات الرجال منعته من التحرك ليصرخ بشراسه وهو ينظر لسليم الذي يناظرهم ببرود، سليم. متجبش أخرك معايا أنا لو عايز أهرب ههرب ومفيش راجل هيقدر يمسكني، خلينا حبايب يا باشا.

قال سفيان بغضب وقد برزت عروقه الغاضبة من إستفزاز الآخر له، أشار سليم لرجاله فتركوه ليركض هو ناحية والده واحتضنه بخفة، بينما أدهم لا زال يشعر بالغضب كونه لا يحب بأن يكون مثل الأطرش في الزفة، إيه يا حج، خايف ليه، مش واثق في ربنا ولا إيه؟
قال سفيان بهدوء لينفى أمجد برأسه بخفة وهو يردد حاشا لله.

ابتسم سفيان ببطئ وقال له بهمس شديد، قول لصالح يحصلني على القسم، وإياكوا تجيبوا سيرة إللي حصل زمان. هما بيقولوا مش متهم وعايزيني أحكي إللي حصل، وأنا تحت أمر القانون يا حج، نظر أمجد لأعين سفيان الواثقة ولكلماته الجامدة، تلك الثقة لم تكن موجودة قبل سنوات، لكنه الآن يبدو واثقًا للغاية، فتسلل الإطمئنان لقلبه. اللّه لن يضيع قلبًا باليقين ناجاه. سفيان يسلّم أمره لله، واللّه لن يضيعه أبداً، نظر سفيان لأدهم الذي ينظر لعينيه بقوة فتنهد سفيان وأردف له، خليك في ضهري دلوقتي ووعد هحكيلك كل حاجة حصلت من أولها لآخرها. عايزك سند ليا دلوقتي وخليك واثق في أخوك مهما يتقالك عني أو تسمع كلام، ماشي يا أدهم، نظر أدهم له بإستسلام ورضخ لكلماته وهو يربت على كتفه بدعم، ثم نظر لسليم بقرف شديد ليبتسم سليم وهو يرفع حاجبيه بتلاعب، أشار سفيان لأمجد بالذهاب فإحتضنه أمجد بقوة ثم سحب أدهم ناحية منزلهم في خطوات أشبه بالركض لكي يهاتفوا صالح ويلحقوا به في القسم.

بينما سفيان نظر لسليم ببرود شديد وقبل أن يقترب منه أحد الرجال لإمساكه مجددًا توجه ناحية سيارة سليم الخاصة ليبتسم سليم بتسلية وهو يشير للرجال بالذهاب فتحركوا بدهشة خالصة تظهر بوضوح في أعينهم.

وإنتِ إزاي سكتي يا سُعاد، ليه مش جبتيها من شعرها.
قالت زينبو بغضب وهي تصرخ بغل، انكمشت سُعاد على نفسها بخوف لتقهقه هايدي عليهم، كانت أشياء إعتيادية تحدث كثيرًا معهم، والدتها بشخصيتها الخجولة وجدتها بتلك الشخصية المتبجحة، لازالت هايدي لا تفهم كيف تطورت العلاقة بينهم، وكيف اندمجوا سويًا هكذا ومن المفترض بأنهم حماة وزوجة ابنها.

إهدي يا زوبة خلاص حصل خير، وبعدين إنتِ عارفاها ست ناقصة وبتغير من ماما، قالت هايدي بهدوء وهي تحاول أن تمتص غضب جدتها التي لو تركتها ستسمع خبر وفاة أم كريم اليوم، بعد مرور عدّة دقائق نهضت هايدي من جلستها تاركة جدتها ووالدتها سويًا ولا زالت جدتها تعاتب والدتها على ردة فعلها السلبية، توجهت هايدي نحو غرفتها سارحة بأفكارها نحو ذلك الرجل المثير للإستفزاز والذي لم تعد تراه بعدما اعتذرت من صديقتها عن كونها لن تأتي مجددًا في حضوره، كانت روان صديقة لهايدي منذ ثلاث سنوات ولم تتدخل في شؤونها أبدًا، فقط أصدقاء بسبب أن روان كانت مُدرسة تم نقلها حديثًا إلى مدرسة هايدي، بمرور الوقت أصبحوا أصدقاء مقربين، ولأن هايدي ليست فضولية فلم تكن تسألها عن عائلتها مُحترمة المساحة الشخصية لصديقتها، ولكنها تفاجأت قبل سنة من الآن بأن صديقتها لها أخ شاب وليس أى أخ، هو رجل مستفز ويثير أعصابها دومًا حين يراها، خرجت هايدي من شرودها على صوت صراخ والدتها لتركض نحو صالة المنزل بسرعة بقلب مضطرب من القلق، ماما في إيه؟

قالت هايدي بفزع لترى والدها يسند والدتها بينما هي تحتضن جسده بقوة وتتمتم بكلام غير مفهوم، وأدهم أخاها يحتضن زينبو الشاحبة بشكل يثير الخوف، في إيه يا جماعة…
قالت هايدي لتجيبها والدتها صارخة، الحقيني يا هايدي. أخوكِ إتقبض عليه، سُفيان ابني اتقبض عليها.
تصنمت هايدي في مكانها وقبل أن يُطمئنها والدها أو أخاها فقدت وعيها تحت نداء عائلتها الصارخ باسمها…

وقفت رهف في مطبخ منزلهم المُستأجر لتعد وجبة الغذاء لهم، كان المطبخ شغفها منذ الصغر وقد كانت تتفنن في كل أكلة تعدها، عائشة على فكرة الطلبات إللي إنت جبتيها خلصت، وللأسف مش هتكمل أكل النهاردة، قالت رهف بصوتٍ عالي لتسمع أختها المشغولة في غرفتها بإحدى المشغولات اليدوية والتي كانت الدخل الوحيد لهم منذ فترة، عائشة ورهف لم يُكملوا دراستهم بعد وفاة والدهم، عائشة التي تبلغ من العمر أربعة وعشرون عامًا لم تُكمل دراستها بسبب عمها وابنه الأنانيين والذين لم يفكروا في شئ سوى سلبهم أموالهم وحياتهم كذلك، توفى والدهم منذ سبع سنوات بسبب حزنه على فقدان أخاهم، ومنذ ذلك الحين وحياتهم تحولت للأسوء.

والدتهم ومرضها، تجبّر عمهم عليهم، و رائف. كان رائف أسوء شئ حدث في حياتهم، شخص متجبر وقاسي للغاية، يريد الإستحواذ على عائشة بأي طريقة، ولولا والدته لكان تزوجها ولكنها مشكورة كانت تقف في وجهه في كل مرة متعللة بأنها لا تليق به كزوجة، خرجت عائشة من شرودها بعدما استمعت لصوت أختها فتنهدت بخفة وتوجهت نحو حقيبتها لترى النقود المُتبقية معهم داعية ربها ألّا تضطر لبيع شئ من الذهب الخاص بهم، يا رب، دول مش هيكفوا لآخر الشهر، يا رب حلّها من عندك يا رب، قالت عائشة بدعاء بعدما رأت قرب نفاذ أموالهم، وعلى الرغم من كونهم لا يشترون أي شئ لأنفسهم إلّا أن دواء والدتهم كان غالي السعر للغاية لأنه مُستورد ويأتي من الخارج خصيصًا لها، عائشة، في ايه؟، مش بتردي ليه؟!..

قالت رهف التي جائت لتطمئن على أختها لتربت عائشة على كتفها بإطمئنان، ولأن رهف واعية بما يكفي نظرت للأموال الموجودة بين يدي أختها وفهمت ما يحدث، رهف البالغة من العمر اثنان و عشرون عامًا كان يجب أن تعيش حياتها بمرح كبقية أقرانها لا أن تفكر في كيفية تدبير أمور المنزل بنقودٍ قليلة، احتضنتها عائشة بقوة بعدما فاض بها الكيل ولم تتحمل ما يحدث معهم، أنا آسفة يا رهف، آسفة لإني مقدرتش أوفرلك العيشة إللي كنتِ بتحلمي بيها وإحنا صغيرين، آسفة لإني كنت جبانة ومعرفتش أحقق أبسط أحلامنا، قالت عائشة ببكاء وشهقاتها أدمت قلب أختها التي أحتضنتها مُحاولة أن تهون عليها، أششش، إهدي يا حبيبتي، إنتِ ملكيش ذنب في ده كله، يعني إنتِ إللي قلتي ليهم دمرونا، هما إللي وحشين يا عائشة، واستخسروا فينا الفرحة.

بعدين وجودك جنبي بالدنيا كلها فأرجوكِ متبعديش، عائشة أنا خسرت بابا وأخويا وماما في دنيا تانية بعيدة عننا، إنتِ إللي فضلتي ليا، متيأسيش الفلوس بتروح وتيجي أهم حاجه نفضل نحاول ونتوكل على اللّه، سكنت عائشة في حضن أختها، رهف تمثل جزءًا كبيرًا في حياتها، تلك الفتاة لو حدث لها شئ ستموت وراءها حتمًا، أنا هنزل السوق أجيب الطلبات إللي هنحتاجها، وهحاول أشوف شغل في المنطقة كده، خلي بالك من ماما، قالت عائشة بصوت متحشرج من البكاء، لتهز رهف رأسها بالموافقة وذهبت تاركة أختها تستعد للنزول إلى السوق.

بعد ساعة تقريبًا هبطت عائشة من المنزل مُتجهة نحو السوق وفي حقيبتها يُوجد سلسال ذهبي ستبيعه للحصول على النقود اللازمة لهم، نظرت عائشة حولها بتوهان شديد، هي لم تهبط سوى مرّة واحدة فقط ولازالت لم تعتاد على الطريق، لو سمحتِ هو السوق فين بالظبط، يعني أمشي من هنا ولا من هنا، قالت عائشة للمرأة التي كانت تقف جانبًا ونوعًا ما كانت مألوفة لها، لا يا حبيبتي هتمشي من هنا، وبعدين إنتِ مش فاكراني ولا إيه؟

قالت المرأة لها لتذم عائشة حاجبيها بإستغراب، لأ واللّه مش واخدة بالي.

خاطبتها عائشة لتمصمص المرأة شفتيها بوجوم، أنا أميرة يا حبيبتي، مرات فرغلي إللي إنتِ ضربتيه، قالت المرأة لتتوسع أعين عائشة بإدراك وهي تهز رأسها بهدوء كأنها تخبرها بأنها تذكرت، تمام اتشرفت بحضرتك، بس أنا مضطرة أمشي دلوقتي لإني متأخرة خالص، قالت عائشة وهي تبتسم للمرأة بأدب، وقبل أن تتحرك عائشة مُتجهة نحو السوق وقف أمامها جسد ضخم سدّ عليها الطريق، نظرت له عائشة بتعجب وحينما رفعت أنظارها ناحيته توسعت عينيها بخوف شديد، كان هو، الرجل الذي كان يعتدي على تلك المرأة بالضرب، يقفُ أمامها ببرود وجسده العضلي ممتلئ بالكدمات ورأسه كذلك، يده مرفوعة بحامل ومثبته على صدره وعينيه كالجحيم المشتعل، إزيك يا أبلة، محسوبك فرغلي.

قال فرغلي حديثه وهو يبتسم بشراسة لترفرف هي بأهدابها بخوف شديد وابتلعت رمقها بصدمة حينما لاحظت أنّ الشارع خالي تمامًا من الناس، إهدي يا حبيبتي، ده سي فرغلي جاي يشكرك، حبيبي طول عمره صاحب واجب…
قالت المدعوة بأميرة وهي تربت على كتف عائشة المُتصنمة في مكانها، شكرًا يا أبلة إنك ساعدتي مراتي، جميلك ده فوق دماغي و في عيني…

قال فرغلى بغموض وعلى فمه ترتسم ابتسامة مرعبة وهو يخبط على رأسه بقوة في نهاية جملته ويشير نحو عينيه، هزّت عائشة رأسها بقوة، وكل ما تريده الآن هو الهروب من هذا المكان بأكمله، روحي يا أميرة هاتي للأبلة عصير، إنت مش شايفه وشها مخضوض إزاي، قال فرغلي بأمر لزوجته التي سرعان ما ذهبت نحو المحل مُرددة بإبتسامة أمرك يا سي فرغلي ، نظرت عائشة لها بصدمة سي فرغلي أليس هذا من كان يُعنفها وهي ضربته أيضًا معها، اقترب فرغلي من عائشة التي انكمشت على نفسها بفزع شديد جعل من الآخر سعيد للغاية، إهدي يا أبلتي، ده إحنا لسة هنسمي اللّه، قال فرغلي بتسلية لترفع عائشة أنظارها نحوه مصطنعة القوة، بص يا بتاع إنتَ إياك تعترض طريقي مرّة تانية وإلا تصرفي مش هيعجبك، ابتسم فرغلي بتسلية ثم تعالت قهقاته المفتعلة والتي زلزلت قلب الأخرى الواقفة أمامه تصطنع القوة، وماله يا أبلتي، بس وحياة عيالي لهندمك عاليوم الأسود إللي إتولدتِ فيه، قال فرغلي مبتعدًا عنها وهو يشير لأميرة القادمة من على بُعد بملاحقته لتغير وجهتها مبتسمة لعائشة التي وحينما لاحظت ابتعادهما بمسافة كافية وضعت يدها على قلبها بخوف، ياللّه، هو أنا ناقصة سي زفت ده كمان، ثم انصرفت للذهاب لوجهتها وهي تتلفت وراءها خوفًا من عودته مرّة أخرى.

بتحبني، مش بتحبني، بتحبني، مش بتحبني، كان هذا ما يفعله صالح في المكتب الخاص به، يجلس على المقعد المتحرك ممسكًا وردة صغيرة ويقطف منها في كل مرّة يتساءل، الأستاذ إللي عايش مراهقة مُتأخرة، تلفونك قارفنا. يا تشيله من الشاحن يا ترد وتشوف عايزين إيه، قال زميله وهو يضربه بإحدى الملفات بقوة ليصرخ صالح بألم وهو يسبه، حاضر يا زفت إنت، والله لأوريك أصبر عليا بس، قال صالح متوعدًا للآخر الذي ضحك بإستخفاف، نهض صالح بتثاقل نحو هاتفه الموضوع في الشاحن والذي تجاهله مُعتقدًا بأنه مُديره ووالذي يهاتفه عادةً ليصرخ به ويغلق الهاتف في وجهه، أدهم؟!

همس صالح بإستغراب وأجاب على المكالمة، وقبل أن يردف بأي شئ تصنم في مكانه مصدومًا مما سمعه، صالح، سفيان في القسم بيتحقق معاه، سليم جه اخدو من شوية، حصلني بسرعه أنا قربت أوصل،.

في قسم الشرطة وتحديدًا داخل غرفة المكتب الخاص بسليم، كان يجلس وهو ينظر نحو سفيان الجالس هو الآخر ببرود شديد، كأنه لا يوجد شئ يخاف منه، إيه يا باشا، جايبني هنا علشان وحشتك ولا إيه، قال سفيان بسخرية ليبتسم سليم على أثر حديثه بخفة، توء، ليا حق عندك وهاخده يا دكتور، قال سليم ليقهقه سفيان بمرح مصطنع، حق، حق مين ده كفالله الشر، مبوزعش حقوق هنا خلاص شطبنا، قال سفيان لينظر له سليم بإنزعاج، سفيان. متداريش عالكلام وتتوه عالموضوع، في حق ليا عندك من سبع سنين وهاخده يعني هاخده، نهض سفيان من مجلسه ببرود ثم نفض ملابسه وهندمها، لو حد ليه حق فهو أنا وإياك تفتكر إني نسيت حقي، أنا بس بجمعلكوا علشان أقش مرّة واحدة، قال سفيان بحقد وقبل أن ينهض سليم او يرد عليه توجه سفيان ناحية الباب، أه من حق. مسيلي على نفسك وعلى الباشا التاني وقله الدكتور بيقولك إجمد علشان لسه، تصنم سليم في مكانه وهو يراقب ملامح سفيان المُتسلية من ردّة الفعل التي ظهرت على ملامحه، وقد تأكدت شكوكه نحو تورطه هو الآخر معهم، من كان يقصد سفيان في نهاية حديثة، أيعقل بأنه يعلم ماذا يفعل ويالهي مما سيحدث حينما يعلم الآخر، سيجُن تقريبًا،.

إهدى يا رائف إنت إتجننت، حارة إيه إللي تروحها وتتسبب لنفسك في مشاكل تانية، قال والد رائف عبد القادر مهدئًا رائف الذي فقد أعصابه تقريبًا، أهدى إزاى، إيه إللي خلاهم يفتحوها تاني، مش كنا خلصنا من زمان، قال رائف بصراخ غاضب ليمسك والده بيده مطمئنًا، يا بني إهدى، مش قولتك أنا إتكلمت مع الزفت ده وهيقفلها خلاص، بيقول الأمر كان جاي من فوق، إهدى بقا خالص وإركز كده، المُناقصة إللي جاية لازم نكسبها، ثم الزفتة دي برضوا لسه مش لقيت ليها طريق، قال عبد القادر مُحاولاً جذب إنتباه ابنه نحو موضوعٍ آخر وقد نجح في هذا حينما لاحت ابتسامة مُتوعدة على شفاه الآخر، خليهم يلعبوا شوية كمان هي أول مرّة بس وحياتك لهتكون الأخيرة، صبرك عليّا بس…

بعد ساعة تقريبًا وصل صالح إلى قسم الشرطة وسأل على مكتب سليم فدله أحدهم عليه، توجه صالح ناحية المكتب بسرعة شديدة وقبل أن يفتح الباب وجد صوت الآخر عاليًا ويبدو وكأنه يتشاجر مع أحد ما، وقف صالح متصنتًا حيث أنه كان يعتقد أن الآخر يتحدث مع سفيان صديقه، قولتلك إهدى خالص، متقلقش مشكش في حاجة، يا بني خلاص بقا ركز إنت في إللي بتعمله ومتخافش، مش بعد ده كله هيجي الزفت ده ويدمر كل حاجة، أنا عايزك تهدى وتتفرج عليّا وأنا بندمه على اليوم الأسود إللي إتولد فيه. يلا سلام، كان صالح يقف مدهوشًا مما يسمعه وقبل أن يدخل للمكتب لكي يُساند صديقه وجده يخرج من إحدى الغرف مُبتسمًا وهو يصافح أحد الرجال، إيه ده، أدام سفيان هناك، أومال سليم كان بيكلم مين؟!..

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *