التخطي إلى المحتوى

رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس

(معركة القلب، )
ولجت ضي للداخل بشرود في حلمها الذي سيصبح ملموسٍ عن قريب، نزعت عنها الوشاح الطويل ثم ألقته بأهمال أرضاً، تمددت على الفراش الوثير غير عابئة بنظرات غضب لوثر الذي خرج عن صمته بنظراته المريبة لترفع يدها قائلة بتعب بدى بصوتها: أعدك بأني سأخبرك بما تريده صباحاً ولكن الآن دعني أستريح قليلاٍ.

رمقها بنظرة حادة ثم ترك الجناح بأكمله ليحتفظ بمكانته الضئيلة أمامها فهي أخبرته من قبل بأنه قائد الحرس الملكي فقط.

بجناح بيرت…
تأمل إبتسامتها النابعة من القلب بفرحة وعشق ينبض بقلبه…
قربها إليه ليهمس أمام وجهها بعشق: كم كنت أتمنى رؤية وجهك بالسعادة التي أراها الآن…
أنغمست بأحضانه قائلة بصدق يصاحب لصوتها الشغوف: سعادتي تكتمل بحبك بيرت
أخرجها من أحضانه قائلاٍ بعشق وهو يتأمل عيناها الساحرة: ربما لوجودك سحراً خاص يجعلني لا أشعر بالعالم من حولي.

تأملت عيناه المشعة بنور تعلم جيداً أن أنقلب لغضب سيحول ما تلقفه عيناه لرماد ومع ذلك لم تمتنع التطلع لهما، شعورها بالدفئ والحنان هو دافع التطلع له…
طافت نظرات العشق بمحبة للأخرى لتلتقي بطوفان يحمل همسات خاصة بهما.

سطعت شمس يوماً جديد كالمعتاد لها حارقة للغاية.
بالمختبر.
فتحت روكسانا عيناها بتكاسل بعدما نالت قسطٍ من الراحة لعذابٍ أمتزج روحها، جلست على المقعد الحجري تتفقد بطنها بزهول حينما أختفى الآلم ؛فحاولت الوقوف وهي تجاهد شعورها بالإعياء لتدور ذكريات الأمس بعقلها ورؤية ذلك المتوهج فهو من أنهى عذابها أخيراً!

لا تعلم ماذا يحدث لها؟ كل ما تعرفه جيداً أنها ستواجه مصير جيمونا، تخشبت محلها حينما شعرت بحركة بالكهف فلم يكن سوى هؤلاء الأتباع التي أمرتهم ضي بالتخفى حتى لا يفزعوها، وضعوا الطعام أرضاً ثم سكنت الحركة لتعلم بأختفائهم.

جلست على المقعد الحجري وعيناها تتوزع على الطعام بجوعٍ شديد ؛فحسمت قرارها أخيراً وجذبت الطعام إليها تتناوله بنهم حتى أنتهت منه فوضعته أرضاً ثم أخذت تبحث بالكهف عن أي أداة حادة تمكنها من الخروج منه مجدداً فطالماً مازالت على قيد الحياة لن تستسلم بمحاولتها المستميتة بالخروج، وبالفعل بعد مدة من البحث وجدت شيئاً حاد خدشت به الصخور لتتمكن من معرفة الصخرة المتحركة فما حدث بالأمس جعل ضي تأخذ حذرها جيداً حتى لا تتمكن من الهرب مجدداً، تمكنت من تحريك أحد الصخور فدفعتها بقوة كبيرة لتهرع للخارج بسرعة جنونية خاصة بتسلل أشعة الشمس القوية التي مكنتها من ذلك على عكس الأمس كان خروجها ليلاٍ فلم تتمكن من الهرب أو هكذا ظنت هي!..

وجدت عدة مطافات مختلفة فسلكت أقربهما إليها، واصلت الركض المهلك حتى عثرت على نهايته فأقتربت منه بقلب مرتجف وهي ترى نهاية لمشقة الطريق.
صعقت روكسانا حينما وجدت أمامها قصراً ضخم للغاية مصنوع من أحجار غريبة تراها لأول مرة بحياتها فيبدو أن هناك حياة كاملة على هذا الكوكب المريب، شعار غامض لها يكتسح المكان بأكمله فبدا لها بأنه شعار مملكتهم المخيفة…

سكنت محلها من الصدمة حينما شعرت بأحداً ما يجذبها بقوة فتفاجئت بكائن مخيف للغاية بقرون طويلة حمراء، جسداً عملاق للغاية وملامح ممزوجة بين البشر وحيوان تعرفه جيداً، حاولت الصراخ ولكنه أحكم قبضته المخيفة على ذراعها فجذبها بقوة للداخل…
ولجت معه برعبٍ يسري بجسدها، خطت معه للداخل وعيناها تخطف نظرات لجمال تلك الأحجار المذهلة حقاً ببراعة تصميمها.

ألقاها أرضاً ثم رفع رأسه لمن يقف أمامه قائلاٍ وعيناه أرضاً: الرحاب والوقار على القائد الأعلي لوكاس العظيم…
أشار له من يقف ويوليه ظهره ليكمل التابع حديثه بوقار: لقد عثرت على تلك البشرية بالخارج
ما أن تفوه بتلك الكلمة حتى أستدار لوكاس سريعاً ليتفاجئ بها مجدداً تتطلع له بخوفٍ شديد بعد أن تذكرت ملامحه جيداً، أشار للتابع بالانصراف فأنصاع له بعد أن قدم التحية وغادر على الفور.

إبتلعت ريقها بخوف وهو يقترب منها لينحني بقدميه ليكون أمام عيناها، لم تنكر أنه ليس مخيف كمن رأتهم من قبل ولكن بالنهاية تشعر برعبٍ لا مثيل له، تأملها بنظرات عيناه الزرقاء التي قلبت للأصفر القاتم حينما عاد ذاك الشعور من جديد، غضب لوكاس ولون عيناه دليلاٍ قوي جعل خوفها يتضاعف وهي ترى ذلك الكائن ذات العينان المختلفة، جذبها إليه وهي تتطلع له بصدمة وزهول أزداد بقوة حينما نقلها بسرعة البرق للمختبر من جديد لتتراجع للخلف برعبٍ حقيقي فيبدو أن هؤلاء الكائنات مريبة للغاية، مسافة قطعتها بالركض طويلاٍ قطعها هو ببضعة ثواني فقط!

طالت نظراته لها بغضب لتحل حول جسده أشعة صفراء جعلتها تتأمله بخوف ودموع تنهمر من عيناها ليخرج صوتها المتقطع: أقتلني فحسب، لم أعد أحتمل هذا العناء
ثم أنهارت أرضاً والبكاء يمزقها لا تعلم بأنه يفهم ما تقوله فربما حينها ستعلم أنها من تمكنت من أختراق قلب ملك السراج المستقبلي!..

أنطفأت الأشعة المضيئة حول جسده القوى ليعود لطبيعته ومازال يقف كما هو بثباتٍ تام ؛ فرفعت روكسانا عيناها بستغراب يطوفها من فكرة أنه يفهم ما تقول!، أستندت على الحجارة حتى تتمكن من الوقوف على قدماها ومازالت عيناها مسلطة عليه ليخرج صوتها بعد عدد من المحاولات لإخراجه: هل تفهم ما أقوله؟
ضيق عيناه بسخرية جعلت الأجابة صريحة لها…

لم يكن الوقت المناسب لها بالصدمات فهؤلاء الكائنات لا مثيلا لها لتسرع بالحديث الحافز بالرجاء: أرجوك دعنا نرحل بسلام وأعدك بأننا لن نتحدث عن عالمكم.
غلفت نظراته بالصمت ؛ فوضعت عيناها أرضاً بخيبة أمل وهي تحاول أستجماع قوتها لتواجه مصيرها المدعوس على ذاك الكوكب المخيف…
تجمدت محلها حينما عاد الآلم يطاردها من جديد، فرفعت يداها بصعوبة تحتضن بطنها لتبدأ نوبة الصراخ مجدداً حينما عاد الآلم من جديد…

بقى محله يتأملها بثباته الطاغي وبداخله معركة كبيرة بتركها تعاني ليثبت شيئاً ما لذاته ولكن لم تسعفه كثيراً، تخفى سريعاً ليظهر أمام عيناها، تأملته بغضبٍ شديد لظنها بأنه من تسبب بآلمها، رفع يديه يقربه إليه وهي تحاول الصراخ والابتعاد عنه ولكن كيف لها ذلك؟، قوة بنيته جعلتها تلتزم الصمت، كبتت صرخاتها بقوة تاركة العناء لدمعاتها حتى تعبر عن آنينها المكبوت، خصلات شعرها البني ممزوجة بعطر مختلف تسلل له ليجعله كالمختمر!

أغلق لوكاس عيناه بقوة وهو يحاول التحكم بتفكيره الأحمق من وجهة نظره ليرفع يديه سريعاً على موضع الجنين فتتوهج بأشعة قوية مضيئة من جسده ونقلت لتكون طبقة على بطنها، تأملت يده المحتضنة لبطنها بتعجب من تسكين آلامها لتعود ذكريات الأمس أمامها لتتذكر ما فعله ليخفف ما هي به…

شعورها بالرعب وهو يقف خلفها مباشرة أقوى من هذا الآلم اللعين، إبتلعت ريقها بخوف لمجرد التفكير بأنه سينهي حياتها فحاولت التخلص من يديه حتى تكون بمأمن أو هكذا أعتقدت!..

إبتسم لوكاس وهو يرى تلك الضعيفة تحاول التحرر من بين قيوده فلمعت عيناه بمكر لم يخسره بعد، حرر يديها لتركض سريعاً بعيداً عنه ولكن تجمدت خطاها من شدة الألم فصرخت بصوتٍ متقطع وهي تحتضن موضع الآلم، شعرت بأن شيئاً ما على وشك تمزيق أحشائها، لم تحتمل قوة الآلم فسقطت أرضاً بستسلام لتتعالى شهقات بكائها بضعف وآلم جعلها عاجزة عن الحركة…

رفعت رأسها بضعف وهي تتأمله بنظرة رجاء لتخليصها من الآلآم ؛ فتأملها بزهول من نظرتها التي أخترقت شيئاً لم يعلم عنه بعد، تلك النظرة جعلت حاجز قوي يخترق جسده العملاق ليسرع إليها ويحملها بين ذراعيه ليعاونها على التمدد ليضع يديه على بطنها فهدأت قليلاٍ حينما أختفى الألم بشكل نهائي، رفعت عيناها تتأمل من يجلس جوارها، تتطلع له تارة ولتلك الأشعة المتوهجة تارة أخرى، أنهمرت دمعة ساخنة من عيناها خوفاً على أصدقائها فرددت بخفوت مصاحب لنومٍ عميق: أتوسل إليك لا تأذيهم مثلما فعلوا بى…

أغلقت عيناها بكلمة أخيرة: أرجوك…
قالت كلماتها الأخيرة وغاصت بنوم تحظى به حينما يختفي الآلم، رفع لوكاس يديه يلامس دمعاتها بستغراب من تلك النقطة الصغيرة التي أخترقت جسده العملاق!، نقل نظراته بينها وبين تلك الأشعة المتكورة على بطنها الصغيرة، كم لعن نفسه حينما قرر مساعدة ضي فهو يكره البشر كثيراً منذ أن تسببوا بنقل عدوى ذلك الفيروس المميت لهم…

تركها وغادر لجناح ضي والغضب يتطاير من عيناه حتى كاد التحول!..
ولج للداخل ليتفاجئ بها تفترش الفراش الوثير من الأعشاب والورود بسترخاء جعل غضبه يتزايد أضعاف، تفاجئت بوجوده أمام عيناها فابتلعت ريقها بخوف وهي تردد بصوتٍ خافت: لوثر أحتاج مساعدتك هنا
أقترب منها لوكاس قائلاٍ بصوتٍ مشابه لجلاد الموت: ربما ستحتاجين لجيشٍ كامل من الجحيم لتخليصك…
تراجعت للخلف بزعر: أهدأ لوكاس فأنا أقدم لك خدمة ثمينة.

ضيق عيناه بسخرية: عن أي هراء تتحدثين!
ظهر لوثر على الفور ليتحدث سريعاً: ماذا يحدث هنا؟
تخفت ضي لتظهر خلف ظهره سريعاً قائلة بأبتسامة واسعة: بالوقت الصحيح
لم يفهم ما تتفوه به الا حينما لمعت عين لوكاس بالأصفر القاتم ليعلم بأن تلك الحمقاء على وشك خسارة حياتها وربما سيلحق بها.
فخرج صوته بحذر: أخبرني ماذا حدث لوكاس؟

قاطعته حينما أسرعت بالحديث وهي تتطلع له بجدية: فكر بالامر أخي بعدما حدث معك لم تقبل الزواج. وها أنا أحقق رغبتك بأن تكون أبٍ بدون الحاجة لذلك.
صمت لوكاس قليلاٍ يتأملها بنظرات غامضة فشلت بفك شفراتها ثم توجه للخروج بصمت زرع القلق بقلب لوثر و ضي ولكنه توقف قائلاٍ دون النظر إليهم: تجربتك الأخيرة ضي أن علمت بحدوث أمراً ما سأقتلع عنقك…

وتركها ورحل وهي بزهول لا مثيل له، بكلماته إشارة لها بالحفاظ على حياة باقي الفريق وعدم التعرض لهم بتجاربها.
خروج لوكاس جعل لوثر يتمرد بغضب: هل من الممكن أن أعلم ما يحدث بينكما؟
أشارت برأسها بخفة ثم جلست على المقعد الحجري لتقص له كل شيء…

زفرت لينا بغضب: إلى متى سنظل عالقين هنا؟
أسند كيفن رأسه على الحجر الضخم قائلاٍ بثبات مازال يتحلى به: والعودة للأرض بمثابة حلم بعيد المنال…
جلست جواره بدموع ممزوجة بالندم: أعلم كيفن. ولكن لا يعنى ذلك قطع الأمال بالعودة
وضعت رأسها على كتفيه قائلة بحزن: أتمنى العودة لقبول عرض الزواج منك
إبتسم بسخرية: هل حصلت على موافقة الأميرة المتعجرفة!
زمجرت بغضب لتتعالى ضحكاته بسعادة.

بجناح لوكاس…
مازالت رائحتها تتابعه فتجعله بهالة غامضة لا مرسى لها، تلك البشرية تحرك شيئاً خفي بداخله!، بعدما فقد مذاقه، يعاد من جديد…
جلس على المقعد الحجري مغلق عيناه بقوة فولج التابع للداخل قائلاٍ وعيناه أرضاً: الرحاب والمحبة على القائد لوكاس العظيم.
بقي ثابتاً كما هو ليكمل التابع باحترام: جئت بأمراً من مولاي الملك، يريدك بالحال.

رفع يديه له فغادر على الفور بينما ظل هو قليلاٍ على حالته المتماثلة بالسكون.

بقاعة المملكة…
صاح الملك بغضب: كيف يجرؤ على فعل ذلك؟
أجابه بيرت وعيناه تشع شرارت الغضب: لومان عدو خطير أبي لذا يجب علينا التخلص منه قبل أن يتمكن من ذلك…
ولج لوكاس للداخل وهو يتأمل الوجوه بثباتٍ ليخرج صوته المشابه له: ماذا هناك؟
تأمله الملك بصمتٍ قاتل فأقترب منه بيرت بصوتٍ محتقن من الغضب: تمكن لومان من دخول المملكة
تتطلع له بصدمة: كيف حدث ذلك؟

أجابه باستسلام: لا أعلم ولكن ما فعله كانت رسالة واضحة بأنه سيتمكن من أختراق الحاجز
تلونت عين لوكاس بلونٍ أعلن عن غضبه الهائج قائلاٍ بصوتٍ مخيف: حانت ساعتك لومان…
كانت نظرات الملك للوكاس تخبره بما يريد بإشارات الصمت ليشير له برأسه ثم أختفى من أمامهم ليرفع صوته قليلاٍ: روجان.

ما أن أنهى كلماته حتى ظهر أمامه حيوانه المطيع بجسده العملاق ليعتليه لوكاس ويغادر ليعلن عن بدء الحرب ولكن بعد أتخاذه هذه الخطوة التي ستعد هلاك للومان…

بجناح ضي
ردد بذهول: كيف تمكنتي من إقناع لوكاس؟
زفرت بتسلية: لم يكن أقناعه هين ولكنه قلب الأمر لمقايضة من وجهة نظره عادلة!..
ضيق لوثر عيناه بستغراب لتكمل هي بأبتسامة سخرية: كان على الزواج منك ليقبل بمساعدتي
صعق لوثر مما أستمع إليه حتى أن وجهه أمتزج بألوان الغضب المميت، كيف له بذلك؟ ؛ فخرج صوته أخيراً بعد صمت حال بالغضب: لم أعلم يوماً بأن لوكاس سيضعني بما أنا به!

رفعت عيناها بصدمة مما تفوهت به ولكنها تفاجأت بأختفاء لوثر فتسلل الرعب أواصرها حتى باتت تعنف نفسها على ما قالته…

خرج لوكاس خارج حدود مملكته متجهاً للمملكة التي تكن العداء الأكبر لهم ولكن لم يعنيه سوا تنفيذ مخططه ليقضى على لومان بقوة وغضب ستجعله عبرة لمن أراد تحدي ملك السراج الأحمر يوماً.
إبتسم بسخرية وهو يرى تلك الأشعة المتوهجة على المملكة بأكملها فتطلع لها بعيناه التي أنقلبت للون الأصفر القاتم فحاوطت الأشعة المتوهجة جسده بأكمله لتصنع له حاجز حماية يجعله محصن بحرافية…

أخترق الأشعة ببراعة بعدما أخبر روجان بأن ينتظره بالخارج ليخترق المملكة بسهولة…
بالداخل…
كان يجلس الملوك السبع يتناقشان بأمر أنضمامهم لجيش لومان فقال أحداهما: لسنا مجبرون على خوض تلك المعركة لنعلن له ذلك.
باشر بالحديث أحد الملوك: لومان لعين للغاية سيعلن الحرب علينا حتى يتمكن من ضمنا لصف المعركة.
صاح أحدهم بغضب: فليفعل ما يشاء. تلك المعركة سيربحها لوكاس كعادته وحينها سيضمنا لصفو الأعداء.

أيده الأخر بالحديث: لوكاس قوة ساحقة لمملكة السراج الأحمر سينتصر عليه ولكنه سيعود ليقتص منا أن قدمنا الدعم لهذا اللعين…
صعق الجميع حينما ظهر لوكاس أمامهم بطالته المهيبة ليتأمل زعرهم بتلذذ بدى بملامح وجهه.
وقف ملك الجوناء بزهول من أختراق حاجز مملكته قائلاٍ بصدمة: كيف تمكنت من أختراق مملكتى؟
جلس على المقعد المقابل لهم قائلاٍ بتعالى وغرور: ربما لم تعلم ما أتمكن من فعله بعد…

آبتلع الملك ريقه برعبٍ حقيقي خشية من أنه دق دفوف الحرب وأن جيشه العملاق بالخارج ليعلن الحرب عليهم جميعاً…
أشار لهم لوكاس بالجلوس لينصاعوا له على الفور فأكمل حديثه الخبيث: أخترقت مملكتك مثلما فعلت لتعاون ذلك الحقير على أختراق حدود مملكتي
إبتلع ريقه بخوف وهو يقول بصوتٍ هامس: فعلت ذلك لأتحاشى الحرب بينه وبين مملكتى ولكني لم أعلم بأن أختراقي لحدود المملكة أمراً ممكناً!

إبتسم لوكاس ليخرج صوته الساخر: ربما هناك من سمح لكم بدخول المملكة وتلبية حلمكم الثمين.
صعق الملوك من تصريح لوكاس بأنه من سمح لهم بعبور حاجز مملكتهم فأكمل قائلاٍ بعيناه الممزوجة باللون الأصفر القاتم: استمعوا إلى جميعاً تلك الحرب ستنتهي بأنتصار ملك السراج الأحمر وأنتم تعلمون ذلك لذا قرار الحلف سأتركه لكم فأخبروني لمن ستقدمون الحلف؟
وقف أحدهم ليقول سريعاً دون تردد: للوكاس العظيم.

تابعه الجميع بالتأييد لمملكة السراج الأحمر فأبتسم بأنتصار وهو يردد بخبث: و لوكاس يريدكم تقديم الدعم الكامل لملك الجحيم الأحمر…
تعالت معالم الدهشة على الجميع وهو يتطلع لهم بأبتسامة مكر.

طافت أحلامها لعمراً لا يتعدى العشر أعوام قبل أن تفقد عائلتها الصغيرة، دمعات تنسدل على وجهها فحاولت أن تفتح عيناها لتترك تلك الأحلام المزعجة ولكن لم تتمكن من ذلك.

عاد مشهد خسارة عائلتها من جديد ليحتل ذكراها، مشاهدة الجثث أمام أعيناها وهي طفلة صغيرة تبكى بلا مساندة من أحد، هكذا هو ماضي روكسانا الذي يلحقها كالقبر المظلم فيجعلها تتبلد خوفاً من تذكار رؤية جثثهم الهامدة. طال حلمها والدمع مصاحب لها كالرفيق الوفي.

بمملكة الجحيم الأحمر.
تخفى بأحتراف ليخطو بداخل قصر لومان بثقة وثبات ؛ فجابت نظراته المكان بسخرية ليقطع خطاه للأسفل باحثاً عن أبناء الملكة لينفذ وعده القاطع.

رفض عرض المساعدة من أخيه بيرت وصمم أن يدخل للمملكة بمفرده، ولج لوكاس لذلك المنجم المظلم المنثدر برائحة الدماء وضحايا القتلى لمعتقل لومان فباشر التقدم ليرى أمامه أحد التابعين له، وقف يتأملهم بثبات وصمت فكاد أن يجتازهم ولكنه توقف بتفكير ليبتسم مردداً بهمس: ربما على ترك هدية متواضعة للومان اللعين.

أنهى كلماته بأن حطم حاجز أختفائه بظهوره لهم، كانوا يتبادلون الحديث فيما بينهم حينما شعر أحداهما بأن هناك صوتٍ خافت بالمكان، فتقدم ليرى أشعة صفراء تجتاز ركناً صغير بالكهف ليظهر أمامه لوكاس ليخرجه من جنة أحلامه لمقتل سريع.
رفعه بين ذراعيه بعدما حطم عنقه بسهولة وعيناه تتشبع من أخر نظراته الساكنة بالرعب والصدمة ليلقي به أرضاً…

صُدم الأخر مما رأه فأخرج سيفه وأسرع بالفتك به، تقدم إليه لوكاس بخطواتٍ هادئة لينهى ضوضاء هذا التابع بأن سحب سيفه المختار ليقسمه لشطرين ويمضي بطريقه كأنه لم يفعل شيء!..

تابع طريقه ليقف أمام مدخل المعتقل بملل حينما وجد عدد مهول من السجون، رفع يديه يمررها بخصلات شعره الطويل بضيق ليخطو سريعاً بينهم وعيناه تتنقل هنا وهناك حتى أستقرت على المعتقل الصحيح، إبتسم بخفة ومن ثم تقدم ليقف أمام هذا الحائل ليرى طفلتين صغيرتين تحتضنان بعضهم البعض برعب وفزع يسطر على الوجوه.

رفع قدميه ليحطم ذاك الباب المخيف لبعض السجناء بخفة ويسر لينهار أمام قواه كالزجاج فولج للداخل لتزداد رعب الفتيات، زفر بغضب فلم يفلح يوماً بمخاطبة مثل ذلك العمر ولكن عليه ذلك.
تطلعوا له بخوفٍ شديد فرفع يديه قائلاٍ بهدوء: أرسلتني الملكة لتحرريكم
همست الفتاة بخوف وهي تحتضن شقيقاتها: وماذا يضمن لنا ذلك.

قبض على يديه بغضب فكم يكره النقاش الطويل ولكنه تفادى الموقف بحرافية: بعد قليل سيصل إلى هنا عدد مهول من الجنود وربما حينها لن أتمكن من حمايتكما لديكما حرية الأختيار.
إبتلعن ريقهم بخوف فتسرب على مسماعهم خطي الجنود يقترب إليهم بعد سماع صوت تحطيم المعتقل فقطعت الفتاة التفكير بأن جذبت شقيقتها وأنضمت لهم ليحملهم لوكاس ويتخفى للخارج سريعاً ليجد روجان بأنتظاره.

عاون الفتيات على الصعود قائلاٍ له بهدوء: أعيدهما للمملكة وأحرص على سلامتهم…
وتوجه للعودة مجدداً فزمجر حيوانه بغضب ليكمل لوكاس طريقه قائلاٍ بحذم: أفعل ما أمرتك به بالحال.
ما كان عليه سوى أتباع الأوامر فتوجه سريعاً للمملكة السراج الأحمر.
أما لوكاس فولج للداخل ليترك رسالة صغيرة للومان ثم لحق بهم هو الأخر.

بالمملكة.
ولجت ريلام للقاعة بعد أن أستدعها الملك فتوجهت لترى ماذا هناك؟
أنحنت برأسها قليلاٍ: الرحاب والمحبة على ملك السراج العظيم.
أكتفى الملك ببسمة صغيرة وهو يشير لها بالجلوس: الرحاب والتحية على ملكة حوريات الجحيم.
جلست مثلما أمرها ثم قالت بستغراب: أخبرني التابع بأن الملك يريد رؤيتي بالحال.
أشار لها بثبات: قطع لوكاس وعداً لكِ وها قد أشاد به.

تتطلعت له بلهفة وكلمات عديدة تحتجزها فلم تعلم كيف الحديث ليقطع معانتها بأن أشار للتابع فتفهمه على الفور ليدلف بعد قليل متمسكاً ببناتها الصغار.
أسرعت إليهم الملكة بفرحة ودموع لتحتضنهم بقوة قائلة بلهفة: ظننت أنني لن أراكما من جديد.
شددت الفتيات من أحتضنهم بدموع فقالت الصغيرة: لقد أنقذنا هذا الرجل من الموت بدونه لكنا أموات الآن.

قبلت وجهها بخوف من كلماتها لتنهض عن الأرض وتشير لأحد الحوريات قائلة بثبات بعدما جففت دموعها: أهتمي بيهم.
أشارت لها وخرجت بهم سريعاً بينما أستدارت الملكة قائلة بسعادة: لا أعلم كيف أقدم للوكاس شكري ولكني أعدك بأنني سأدفع عن مملكة السراج الأحمر حتى أخر قطرة دماء لدي.
وأستأذنت بالأنصراف لتغادر لجناحها سريعاً.

بمملكة الجحيم.
جمرات النيران كانت تشتعل بعيناه، نظراته مصوبة كالسهام المرتعدة وهو يرى مجموعة من الجنود معلقة أجسادهم على أسهام حاملة لرمز مملكة السراج الأحمر بعدما تعمد لوكاس تركها ليعلم رومان من تمكن من الدخول لمملكته وقتل جنوده بسهولة.
بقى صامتٍ لفترة طويلة فقط يتأملهم ببركان فجر مع صياحه المرتفع: لوكااااااااس.

ليهوى بقرونه الحمراء على الصخور فتتحطم بضعف أمام قواه ولكن بنهاية الأمر الصمود للأقوى.

بالجناح المخصص لملكة حوريات الجحيم.
كانت تستمع إليهم بصمتٍ قطعته حينما رفعت عيناها الغاضبة لهم فقطعت الألسنة قائلة بصوتٍ جمهوري: من تريد مساندة لومان فلها ذلك ولكن عليها مواجهتي أولا.
إبتلعت الحوريات ريقهم بخوفٍ شديد لتكمل الملكة بغضب: كنت لجواره على الدوام حتى أنني عارضت إبنتي لأجله وبنهاية الأمر كانت مكافئتي أن يقتل أبنائي بلا رحمة منه!..

طافتها أفكاراً مريرة فهمست بصوتٍ خافت: لا أعلم ماذا كنت سأفعل أن لم يتمكن لوكاس من أنقاذهم!
أنفضت عنها تلك الأفكار لتقف قائلة بحذم لا يسمح للنقاش: سنشارك بالمعركة ولكن ضد لومان وليفعل ما يريد.
وتركتهم وتخفت من أمام أعينهم ليظل الحديث الغاضب مسترسل بينهم…

بحثت ضي عن لوثر كثيراً ولكن لم تتمكن من العثور عليه، شعورها بالحزن فتك بقلبها ما كان ينبغي عليها قول ذلك. ولكن ما حدث قد صار حقيقة محتومة.
جلست بالخارج بحزن وهي تتذكر ملامحه فتشعر بأختناقٍ حاد بصدرها، ظلت لوهلة تفكر بما يحدث معها لتصعق حينما تتردد فكرة حبها، جنون عقلها جعلها تتخشب محلها من الصدمة هل تحبه حقاً؟

عاد لوكاس للمملكة بعدما حقق ما يريد ؛فتفاجئ بالملك بأنتظاره بنفسه أقترب منه قائلاٍ وعيناه أرضاً: هل خشي الملك على إبنه الأكبر؟
إبتسم الملك بخفة على دهاء إبنه قائلاٍ بمكر: بل يعلم الملك قوة ولي عرشه
رفع لوكاس عيناه ليقبل يد الملك قائلاٍ بوقار يلحق بحديثه: العمر المديد لمولاى الملك.

مرر يداه على خصلات شعره التي تشبه الجواهر الصافية قائلاٍ بابتسامة بسيطة: حياة الملوك قصيرة بني فالجميع يتربص بهم حتى تسنح لهم فرصة التخلص من الملك وعرشه المهيب.
بدت علامات الغضب على وجه لوكاس: من يجرؤ على فعل ذلك عليه أن يتخطاني أولا
إبتسم الملك وهو يلامس أكتاف لوكاس قائلاٍ بتأكيد: أعلم بأنك أعظم قوة لحمايتى لوكاس، ثم قطع الحديث قائلاٍ بجدية: أخبرني ماذا فعلت مع الممالك السبع؟

إبتسم لوكاس قائلاٍ بغرور: توقعك بلوكاس لا ينتهى بالخذلان، حفر لومان مثواه الأخير وترك لي عقد توقيع وثاقه الآن سيرى نهايته من قبل الولوج للمملكة.
تأمل الملك نظرات الغموض بعين أبنه فأبتسم بسخرية: كن رحيماً على ملك الجحيم فربما كنا على قرابة عهد بزواجك من إبنته.
تعالت ضحكات لوكاس قائلاٍ بصوتٍ ساخر هو الأخر: حسناً، سأفعل.

شاركه الملك البسمة لينضم لهم بيرت قائلاٍ بوقار: الرحاب والمحبة على ملك السراج الأحمر والقائد العظيم لوكاس.
حياه الملك على عكس عينان لوكاس المتفحصة لملامح وجهه بأهتمام: أخبرني ما بك؟
أسرع بيرت بالحديث الحامل للقلق والخوف وعيناه تتفحص الملك ليعلم ما ردة فعله على ما سيقوله: متوقع حدوث مصائب بالمملكة بوقتٍ ليس بعيد
ضيق عيناه قائلاٍ باستغراب: ماذا تقصد؟

خرجت الكلمات بخوف: أخبرتني راوند عن قصص حبٍ جمعت بين الحوريات وأفراد المملكة، أخشى من الحرب القادمة بين مولاي الملك وملكة حوريات الجحيم.
لمعت عين لوكاس بالانتصار لمخططاته التي باتت بالنجاح على عكس الملك الذي بدت إبتسامته منيرة مما جعلت بيرت فى حيرة من أمره مما أخبرهم به.
فتحدث لوكاس أخيراً ليزيل ما به بيرت قائلاٍ بعدم مبالاة: وماذا أذا؟، دعهم يعشقون حد الموت.

فشل بيرت في فهم أخيه الغامض أما الملك فعرف مغزى جملته الأخيرة فحقاً لوكاس شديد الدهاء…

أستأذن بالانصراف وتوجه ليلقى نظرة على جيوشه العمالقة وكائناتها الفتاكة القادرة على سحق الكوكب بأكمله ؛فوقف أمام حشد الجيوش المنبطحة أرضاً تحية لقائدهم ليشرع بالحديث وقد ترك جسده ليطفو عالياً فيتمكنوا جميعاً من رؤيته وسماعه ليبدأ بالحديث بصوتٍ مزلزل لأركان المملكة: هناك من تجرأ لتحدي ملك السراج الأحمر وجنوده فحانت لحظته ليرى ما نتمكن من تقديمه له.

تعالت الصيحات الغاضبة لمن يجرأ على الاستهانة بهم وصيحات أخرى تحيي لوكاس بإجلال.
صمت الجميع حينما أشار لهم قائدهم لوكاس العظيم ليكمل قائلاٍ بعينٍ تشع لتكون على حدة أشعة الشمس الحارقة: كونوا على أستعداد لحفر قبورهم…
تعالت الهتفات بحماس للحرب فتركهم لوكاس وغادر بفخر لما وصل إليه…
أنتقل بجسده للمكان المخصص برفيقه حينما أستدعاه ليجده بأنتظاره وعلامات الغضب تحتل معظم وجهه.

أقترب منه قائلاٍ بغموض: ما بك؟
إبتسم بسخرية: أعلم جيداً بأنك تعلم ما يحدث معي إذا ما الداعي لسؤالا هكذا؟
جلس لوكاس على العشب الأخضر قائلاٍ بمكر: أعتقد بأنك تضخم الأمور.
جلس لوثر جوره قائلاٍ بغضب: ماذا؟، طلبت من ضي الزواج مني مقابل مساعدتك الحمقاء وتخبرني بأني أضخم الأمور!
أستدار بوجهه قائلاٍ بثباتٍ يلوج به: فعلت ذلك لأجلها
ضيق عيناه بسخريه: لأجل من لوكاس. فعلت ذلك لأجلي.

إبتسم قائلاٍ بجدية تحتل وجهه: رأيت الحب بعيناها لك ولكنها لم تتمكن من رؤيته
رسمت بسمة خفيفة على وجهه قائلاٍ بعدم تصديق: أتخدعني من جديد؟
إبتسم قائلاٍ بحدة مصطنعة: ليس من طباعي وأنت تعلم ذلك
خيم السكون على وجهه وعقله يسبح بملكوتٍ أخر هل تكن ضي حباً له؟، ولما تتجاهله أذاً؟
أستدار ليقص سؤاله على لوكاس قارئ الأفكار الذي أسرع بالاجابة دون تركه يعاني به: مثلما علمت بما تفكر الآن…

تملكت ملامحه الغضب ليكمل بأبتسامة بسيطة: تتجاهل ضي حبها لهوسها الجنوني بالزواج من ملك أو أمير مثلما كانت تحلم كل ما تحتاج إليه دفعة صغيرة لتكتشف ما بقلبها وهذا ما يحدث معها الآن.
أسرع لوثر بالحديث: ماذا تقصد؟
وقف لوكاس وأعتلى ظهر روجان قائلاٍ وعيناه على ضالته: عد للقصر لوثر
وتركه وغادر فأنصاع له على الفور وعاد ليجدها تجلس بالخارج والسكون يخيم على قسمات وجهها حتى أنها لم تشعر بشيئاً حولها…

أقترب منها لوثر بقلق يجتز قلبه حينما رأي تلك المشاكسة تتخشب محلها كأنها مأسورة بعالم تخشى الإفاقة منه، أنحنى سريعاً لتكون مقابل وجهه ليسمح لنفسه بلمس وجهها بيديه قائلاٍ بقلق: ما بكِ ضي؟
صوته أخرجها من أسرها لتجده أمامها بوجهه المائل للزراق وعيناه السوداء كسود الليل على هذا الكوكب، كانت إجابة أسئلتها المريرة محفورة بين العينان فخرج صوتها الهامس: ، لوثر.

طعن قلبه حينما ظن بأن هناك أمراً ما فتحدث بسرعة: ماذا هناك؟
ساد الصمت عليها مجدداً وهي تتأمله فرفعت عيناها البنية على يديه الممدودة على وجهها ليخرج صوتها الشبه مسموع: أعتقد بأني أحبك!
جحظت عيناه السوداء قائلاٍ بصدمة وزهول: ماذا؟
ابتسمت بسعادة كأنها وجدت أجابة منطقية لما يحدث لها فوقفت تصرخ بجنون: أجل أحبك.

وقف لوثر يتأملها بتخشب فأقتربت منه قائلة بسعادة: أشعر بأن تلك الكلمة تبعث سعادة غامضة لى لذا سأظل أرددها باستمرار.
رفعت يدها تحتضن يديه قائلة بجدية ونور يحتل وجهها: أحبك لوثر.

نطقتها للمرة الثالثة ومازال يشعر بأنه بحلم لا يريد الأستيقاظ منه ولكن لمسة يداها جعلته يعود لأرض وقعها المعسول، جذبها لأحضانه بعدم تصديق فأغمضت عيناها بفرحة وهي تشعر بطواف من السعادة يحتضنها بسياقٍ خاص لينقلها لجناحهم سريعاً قائلاٍ ويديه تحتضن وجهها: كنت لجوارك دائماً حتى تشعرين بحبي لكِ والآن أنتهى عنائي.
كانت تتأمله بأبتسامة بسيطة وتستمع له بقلبٍ يعلم كيف النبض فقالت بغضب على نفسها: حمقاء.

أقترب منها هامساً أمام عيناها: أفعليها مجدداً وسأعقابك بطريقتي الخاصة
تمايلت قائلة بتسلية: أرني إياها
تأملها بعينٍ متلهفة بعشق ثم جذبها بقوة ليراها لهيب عشقه فحينها ستعلم كم قضى العهود بعشقها…

تناولت روكسانا طعامها فهي تشعر بالجوع القارص بأستمرار ؛فتوقفت عن تناوله ووقفت تتأمل المكان برعبٍ شديد ليخرج صوتها المرتجف: من هناك؟
إبتلعت ريقها بخوفٍ شديد لمعرفتها بأختفاء تلك الكائنات فمن المؤكد وجود شيئاً بالمكان…

أحتل الخوف وجهها بأكمله فأبى إخافتها ليبدأ جسده بالظهور أمامها، تفاجئت به يجلس ويتأملها بصمت، ظهوره جعلها متأكدة من فهمه ما تقول ؛ فحاولت التأكيد حينما قالت برعب: منذ متى وأنت هنا؟
إبتسم لوكاس ليخرج صوته الذي لم تفهمه: البشر كائنات لا يرثى لها حقاً
لم تفهم ما قاله فتطلعت له بعدم فهم لتتعالى بسمته قائلاٍ بسخرية: أفهمك ولكنك من المحال فهم ما نقول…

لم تستسلم روكسانا فأقتربت منه لشعورها بأن هذا الكائن ليس خطير مثل ما رأتهم لا تعلم بأنه الأخطر على الأطلاق!
تعجب من أقترابها منه دون الشعور بالخوف لتقف على مقربة منه قائلة برجاء: أن كنت تفهم ما أقول فأرجوك أخرجني من هنا قليلاٍ.
ثم رفعت عيناها تتأمل المكان بدموع: ذلك المكان مخيف للغاية.

لم تتبدل قسمات وجهه فبدا ساكناً للغاية، يتأمل ملامح وجهها وهي بأنتظار سماع غضبه ؛ فحينما رأته ساكناً أكملت بلهفة: بضع دقائق فقط
رفع يديه لها فتصنمت محلها بتفكير هل تأمن له؟..
لم تجد ذاتها سوى وهي تضع يدها على يديه شديدة البياض لتشعر بحرارة جسده المرتفعة عن البشر وذلك بفعل حرارة الكوكب المرتفعة.

طاف بجسده فتلبشت به بخوفٍ شديد لتعلو بسمة مكر على وجهه فلم يختار الأختفاء بل طاف بها لترى عالمه من الأعلى…
لم تنكر أنبهارها بتلك المملكة الجميله ليرتفع أكثر فزاد أنبهارها بتلك الأشعة الحمراء التي تكتسح مسافات كبيرة.
هبط بها بمكان بعيداً قليلاٍ عن المملكة فلمست قدماها الأعشاب الخضراء، أنحنت روكسانا تلامس تلك الأعشاب الغامضة التي تراها لأول مرة تحاول أستكشافها. فهذا النوع ترأه لأول مرة.

طاف حولها لوكاس وهو يتأمل تعبيرات وجهها بأهتمام، سعادتها بثت شيئاً غامض له، أسرعت بخطاها تجاه ذلك الشاطئ الذي تسبب بصدمة كبيرة لها من رؤية مياه بلونٍ صعب عليها تميزه فاستدارت له تنظر إليه بأبتسامة رقيقة: تلك المياه غريبة للغاية.
لم تتبدل ملامحه فجلس جوارها وهي تلامس المياه بيدها لتستكشف ملمسها بعدم تصديق حينما شعرت بأنها لزجة وغامضة للغاية…

تعالت بسمتها قائلة بعدم تصديق: لا أصدق ما أراه أشعر بأنى بعالم خيالي.
ثم أستدارت بوجهها له: أتعلم عندما كنت صغيرة كان لى حلمٍ أحمق للغاية
تابعت الحديث بدون أن يتحدث: حلم أستكشاف كوكب ما، ثم أكملت بحزن: ولكنه تحطم حينما توفيت عائلتي بذلك الحادث الأليم فأصبحت وحيدة بمفردي.

شعر بمعاناتها التي نقلتها له دمعاتها، تلك الدمعات التي تخترق جسده بنجاح فرفع يديه على يدها لتطلع له بصدمة من شعوره بها فقالت بزهول: عالم خفى هكذا وكائنات مخيفة! كيف تتمكن من فهم ما أقوله؟
آبتسم مرة أخرى بسخرية فكيف سيتمكن من أخبارها بأنهم يتمكنون من معرفة لغات الكائنات جميعاً…
تتطلع أمامه وجلس بأعتدال لتقول بفضول: حسناً من المؤكد أن لك أسماً أو ما شبيه بذلك.

أستدار يتأملها فضولها بنظرة خطفت ملامحها ليخرج صوته آخيراً: لوكاس
أسمه كان موضحاً لها فرددت بخفة: لوكاس؟
أشار برأسه فأبتسمت بسعادة لتمكنها من كشف شيء يخصه، أكملت بلهفة: حسناً. لوكاس أدعى روكسانا
آبتسم على تلك الحمقاء التي تتحدث معه بلطف فربما لا تعلم ما بإمكانه فعله ولكن لا ينكر قضائه لوقتٍ لطيف معها. أكملت حديثها بأبتسامة سخرية: أسمائنا تتشابه قليلا و.

قطعت باقى كلمتها حينما رأت هذا المشهد الأسطوري الذي تراه تطلع لوكاس لما تتأمل ليجدها تتأمل إختفاء الشمس وسطوع القمر صاحب الأشعة الحمراء التي أنارت الكوكب بها، لمعت عيناها بالاندهاش حينما ظهر أمامها شمساً وقمر بذات الوقت ثم تخفى القمر بضوء أحمر قاتم لينير الليل به.
وقف بجوارها لوكاس يتأملها فأستدارت بوجهها له قائلة بزهول: الأمر جنوني حقاً.

آبتسم لترى بسمته بوضوح فظلت تتأمل وجهه الشديد البياض وعيناه الزرقاء بشرود وأعجاب تسلل لعقلها، حلت على جسده الأشعة المتوهجة ثم جذبها إليه لينقلها للمختبر بعدما علم بأستدعاء الملكة له بأمراً عاجل.
تركها لتجد نفسها بالمختبر وتوجه للخروج فأسرعت خلفه قائلة بلهفة وحزن: ستصطحبني لهناك مرة أخرى؟
أستدار بوجهه لها ثم غادر فجلست بحزن وهي لا تعلم أجابته، شردت روكسانا بملامحه مجدداً ثم رددت أسمه بسعادة غريبة…

ولج لوكاس لجناح الملكة بوران ملقياً التحية بوقار: الرحاب والمحبة على ملكة السراج الأحمر
أكتفت بإشارة بسيطة له ليعلم بأن هناك أمراً ما ؛فأقترب منها قائلاٍ بقلق: ماذا هناك أمي؟
وقفت أمام عيناه قائلة بغضب: أخبرني لوكاس هل حقاً يعشق والدك تلك الحورية؟
ضيق عيناه باستغراب: من أخبرك بذلك؟

صاحت بغضب: ليست إجابة على سؤالي
إبتسم قائلاٍ بنبرة هادئة: بالماضي أمي ولكنه الآن لا يعشق سواكِ.
لمع الصدق بعيناه فأكمل قائلاٍ بجدية: تحدثت مع الملك من قبل وسألته أن كان يحبها فأخبرني بأن ملكتي هي ساكنة القلب والروح
لمع دمع الفرح بعيناها فقالت بسعادة: وأنا أحبه كثيراً فأنت لا تعلم ما يجمعنا بني.

رفع يديه على كتفيها قائلاٍ بهدوء: أعلم لذا سأذهب الآن حتى تعدين نفسك للذهاب مع الملك بجولة ليلية دون حراسة الجنود.
تعالت ضحكاتها قائلة بخجل: تمتلك دهاء لا مثيل له.
شاركها البسمة قائلاٍ بسخرية: بلى أمتلك قلبٍ رقيق للغاية
تطلعت له بنظرة شك فغادر على الفور تاركاً البسمة تحتل وجهها.

ولج لوكاس لجناحه فتمدد على الفراش لترسم صورة لها أمامه، بسمتها، فضولها، نظرات عيناها، خصلات شعرها البني، تردد حروف أسمه كأنها طفل صغير مازال يتعلم الكلمات، كلمتاها الصريحة له بالعودة مرة أخرى.
أستقام بجلسته وهو يحاول التفكير بأنها بشرية!، كيف يحدث معه ذلك؟، ربما ما بداخلها ما يجذبه إليها؟

لم يجد راحة لتفكيره سوى الانتقال للمختبر ليكون ظلاٍ طفيف غير ظاهر لها، ليجدها تسارع الآلم من جديد وتصرخ بقوة وهي تحتضن بطنها بأنين حتى ضي جوارها تحاول تخفيف آلمها عن طريق الحقن فما أن رأت لوكاس حتى تطلعت له بنظرة الرجاء بتخليصها من وجود ضي المخيف لها ومن آلمها الفتاك.
أقترب منهم فتفاجئت به ضي فاسرعت بالحديث: لوكاس بحاجة مساعدتك أرجوك.

رمقها بنظرة مخيفة قائلاٍ بصوتٍ جمهوري: سأقدم المساعدة أن رحلتي من هنا
تعجبت كثيراً من طلبه الغامض ولكن لم تجادله فرحلت على الفور…
أقترب منها لوكاس ثم حملها على الفراش ليضع يديه على موضع الجنين فيستمد الطاقة منه تاركاً جسدها الهزيل دون آلم.
رفعت عيناها له بدموع: ماذا فعلت بى؟
بادلها النظرات بحزن يظهر بعيناه لأول مرة فحتى أن أخبرها لم ستتمكن من فهم كلماته.

وضعت يدها على يديه الموضوعة على بطنها قائلة بنبرة ثقيلة وهي توشك على نوماً عميق: أشعر بأنك مختلف عن الجميع، ثم أغلقت عيناها لتعاود فتحهما من جديد قائلة بصعوبه: لا تتركني لهم أرجوك، أشعر بأني على حافة الموت بوجود هذه اللعينة.

غاصت بنوماً عميق وكلماتها الأخيرة جعلت لوكاس يبتسم بخفة، رفع يديه يزيح خصلات شعرها للخلف فظل جوارها يتأملها دون ملل حتى غاص بنوماً يشعر براحته لأول مرة، فربما لا يعلم بأنه على وشك تحطيم قوانين عتيقة لأجلها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *