رواية في حي السيدة للكاتبة هاجر خالد الفصل الثامن
في حياة الإنسان تحدث مواقف عديدة، منها الحُلوة التي يبتسم لها قلب الإنسان ومنها المُرة كالعلقم والتي تقلب الحياة جحيمًا له، ومن يصبر ويحتسب سيفوز فوزًا عظيمًا.
أمّا اليائس فويلٌ له من نفسه، ذلك اليأس الذي يتسلل للروح بخبث شديد، يجعلها تجزع وتنفر، فيظل يسأل لماذا أنا؟، وما لسؤاله من إجابة مرضية، كانت تلك روايتهم، عائشة الفتاة التي تحاول إنقاذ أختها ووالدتها من ذلك الشيطان، سفيان الرجل الذي يبحث عن الإستقامة بعد ماضٍ حافل بالذنوب والمعاصي، فيجد كل شئ يتجسد أمامه مجددًا وبطريقة أصعب، وأصدقائهم الذين لن يتركوهم أبدًا، ذلك كان إختبارهم، إختبار أخوّتهم، ثقتهم، حبهم والأهم صبرهم…
دقة خافتة تتبعها أخرى على باب ذلك المنزل وحينما نهضت عائشة من مضجعها وتوجهت ناحية الباب بتوجس شديد وعندما اقتربت من العدسة الصغيرة لترى من الطارق تراجعت بعدم تصديق وخوف وهي تكتم تلك الصرخة الفزعة التي كادت تخرج من فمها، توقف عقلها عن العمل وهي تنظر أمامها بفزع، لقد جاء الشيطان، وبدأت اللعبة فمن المنتصر؟
نظرت عائشة حولها بهستيريا شديدة لا تعلم ماذا تفعل، والخوف قد سيطر على عقلها، أسندت نفسها على الباب من خلفها وهي تكمم فمها بيدها وتستمع لتلك الدقات المُنخفضة، عيوش أنا عارف إنك هنا، إفتحي ومتقليش حسابك أكتر من كده، قال كابوسها بصوتٍ عالي لكي يصل لها في الداخل، هو يعلم أنها تستمع له، هو يعلم أنها مرتعبة الآن، ويعلم أنها ليس لها منقذ سوى اللّه وكفى به وكيلا، سيطرت عائشة على نفسها بصعوبة بالغة، رائف لن يستطيع جذب الأنظار ناحيته ولهذا هو لن يقتحم المكان، ولكنه سيجعلها تفتح بإرعابها كعادته، نظرت في العدسة الصغيرة مرّة أخرى لتراه واقفًا أمام الباب وملامحه الشيطانية ترسم إبتسامة تعرفها هي جيدًا، إبتسامة النصر ووصوله إلى هدفه، يجاوره تقريبًا ستة رجال أو أكثر هي لا تستطيع التحديد، فأغمضت عينيها ببكاء شديد وفمها يرتجف بخوف، تحركت بتسلل ناحية غرفة والدتهم لتيقظ أختها، رهف، قومي يا رهف، رهف.
قالت عائشة بصوتٍ خافت وهي تنكز أختها بخفة، فتحت رهف عينيها ببطئ ونظرت لعائشة بإستغراب وقبل أن تنطق بشئ جذبتها أختها للخارج بعيدًا عن والدتهم النائمة فهي لن تستطيع الإنشغال بها، عائش في إيه؟
قالت رهف بتساؤل وهي تتثائب فنظرت لها عائشة ببكاء وهي تشير نحو باب المنزل البعيد عنهم نسبيًا، إيه ده، مين إللي جاي لينا دلوقتي؟
قالت رهف بإستغراب وهي تحاول تكذيب نظرات أختها وهمسات عقلها لها، هو بالتأكيد لم يصل لهم!
معرفش عرف مكانّا إزاي، أنا مش عارفة هنعمل إيه؟
قالت عائشة بهمس وهي تراقب الباب بقلق شديد ودموعها تتسابق على وجنتيها، نظرت رهف للباب بفزع وإرتعاب لقد ظنت بأنهم نجوا، ظنت بأنه الخلاص من كل شئ، لقد بنت أحلامًا جديدة، كونت صداقات طفيفة مع العصافير والقطط وابنة الجيران، هايدي، ولكن أختها لا تعلم بأنهم على تواصل، أساسًا العلاقة بعيدة فقط تسأل عن أحوالهم وتطمئن على والدتها وإذا كانت في حاجه إلى شئ هي وأختها، أتستنجد بها، من الممكن أن يساعدهم أخواتها، ذلك الوحش قوي للغاية كما رأت، ولكن هل يستطيع حمايتهم من رائف؟
هزتها عائشة بعنف لتخرج من تفكيرها وهي تشهق بخوف وقبل أن تتحدث إزدادت حدّة الطرقات على الباب، يا اللّه، قالتها عائشة بإرتعاب، قلبها ينبض بخوف شديد بينما عقلها لقد أصبح عاطلًا عن العمل، هي لا تستطيع التفكير في شئ ينقذهم منه، نظرت رهف لأختها، حسنًا لقد اتخذت قرارها هي ستستنجد بهم، أساسًا هم يساعدون الناس كما أخبرتها هايدي، ركضت ناحية غرفتها تحت نظرات أختها المتسائلة هل عادت لها تلك الحالة الهستيرية؟!
قبل أن تتحرك عائشة ناحية غرفة أختها رأتها تركض نحوها مجددًا وفي يديها هاتف، أستتصل بالشرطة؟
حسنًا هي لم تفكر في شئ كهذا، ولكن هل ستحميهم الشرطة منه؟، أساسًا هو لديه علاقات عديدة، لن تستغرب إذا كانت الشرطة في الخارج معه، رهف، إنتِ متأكده إن الشرطة هتساعدنا؟
قالت عائشة بخوف وهي تتطلع ناحية الباب والذي سكنت أصوات الدق عليه، هو لم يرحل بالتأكيد يفكر في شئ آخر بعدما يأس منها، عائشة، أنا مش هرن على الشرطة، أنا…
قالت رهف بتوتر وهي تناظر ملامح أختها المستغربة، وقبل أن توضح لها رهف بمن ستتصل وجدت هاتفها يرن برقم هايدي بعدما هاتفتها هي ولكن هايدي لم تجب عليها، مين هايدي دي؟
قالت عائشة بتساؤل وهي توزع أنظارها بين أختها والباب، وكأنها تشعر بأنه سيقتحم عليهم المكان، وقد حدث هذا فعلًا…
صرخت عائشة بقوة حينما تم ضرب الباب بقوة بجسد رائف تقريبًا ولكن لحسن حظهم لم يُفتح، هايدي، إلحقينا أرجوكِ، أنا مش هقدر أشرح ليكِ إبعتي حد لينا عالبيت، في حد بيتهجم علينا، معاه أسلحة وناس كتير، هايدي بسرعة آآه.
وقطع الخط بتلك الصرخة التي أطلقتها رهف بعدما إستطاع رائف إقتحام المنزل…
تصنمت هايدي في مكانها ولم تعلم ماذا تفعل؟، سفيان لم يكن موجود، وأدهم هنُا وصالح كذلك، هي ستخبرهم بأن يساعدوها، رهف كانت خائفة وصوتها يرتجف، ولم تستطع أن تترجم من كلماتها سوى بأن هناك شخص معه أسلحه، أدهم، إلحقني.
قالتها هايدي بفزع وهي تقتحم غرفة أخاها الذي كان يعلب هو وصالح لعبة ما لم تتبينها أو لم تركز فيما يفعلون بسبب خوفها، فُزع أدهم من مكانه وهب واقفًا وصالح أيضًا وضع يده على قلبه، هايدي كانت واقفة أمامهم وعينيها ممتلئة بالدموع ووجهها شاحب بشّدة فأفزعت قلب أخيها عليها، إهدي، في إيه، حد حصله حاجة؟
قال أدهم بقلق وهو يحتضن جسدها المرتجف ناحيته، وصالح غضّ بصره عنها وهو يتمتم بدعاء بأن يكون كل شئ بخير، الناس الجديدة إللي جت الحي، في حد إتهجم عليهم ومعاه أسلحه، كانت بتصوت يا أدهم، أرجوك ساعدهم، قالت هايدي ببكاء ليشدد أدهم عليها في أحضانه، صالح كلم سفيان بسرعه، بس عنوانهم فين؟
قال أدهم بتساؤل في نهاية جملته، وحينما أملته العنوان أخرج صالح هاتفه وقام بالإتصال على سفيان والذي كان في طريق عودته إلى منزله، هايدي، حبيبتي عايزك تهدي خالص وبإذن الله خير، طب مش ممكن تكون بتعمل فيكِ مقلب، قال أدهم لهايدي الذي جسدها لا يزال يرتجف بخوف، يا أدهم صوتت، يا أدهم رهف صوتها كان مرعوب، مش عارفة أوصفهولك أرجوك ساعدهم.
قالت هايدي بتوسل شديد وهي تجهش بالبكاء ولا تعلم لماذا يؤلمها قلبها عليهم، رهف لم تخبرها بأي شئ ولكن صوتها المرتعب لا زال صداه في أذنها، نظر أدهم لها بقلق ثم قبّل رأسها بطمئنة والتفت لصالح الواقف بعيدًا عنهم نسبيًا ويتحدث مع سفيان ووجه صالح لا يبشر بالخير إطلاقًا، اقترب منه وكل ما إستطاع سماعه منه قبل أن يغلق الهاتف ممكن يكون هو، لو فعلًا البت دي أخت مروان، يبقا هو.
نظر أدهم لصالح الواقف أمامه وأعينه غاضبة للغاية، أدهم، متعرفش القسم بتاعك بحاجة، هات السلاح بتاعك، لازم يكون معانا أسلحة، لو هو إللي فمخي يبقا ربنا يستر من إللي هيعمله سفيان.
قال صالح لأدهم بغضب ثم خفت صوته في نهاية الجملة بطريقة مرعبة وهو يتمنى من كل قلبه بأن لا يكون هو، ذلك الذي كان السبب في كل ما حدث مع صديقه، سفيان قالك إيه…
قال أدهم بتساؤل وهو يتحرك للخروج من المنزل بصحبة صالح وقد أخذ سلاح أخاه معه وناول صالح سلاحًا هو الآخر، سفيان مبيقولش، سفيان هيعمل وربنا يسترها من إللي هيعمله!
نظر له أدهم بتساؤل بينما صالح تجاهله وهو يعود بذاكرته لحالة سفيان حينما كان في السجن بعدما تم إتهامه بالتورط في قتل رفيقه، °°°.
كان يجلس بداخل تلك الزنزانة الباردة كبرودة روحه، أصوات كثيرة تتداخل من حوله، صوت أبيه الصارخ وصوت رفيقه صالح، وأصوات كثيرة لم يعلم أصحابها، هو لا يتذكر ماذا حدث، لقد كانوا يسهرون كعادتهم وحينما إستيقظ وجد نفسه هُنا، رأسه تكاد تَنفجر، و تَناثرت من يديهِ بعض قطراتُ الدِماء ولا يعلم لِما لا يَشعر بألم جروحه؟
ألأن جروح روحه أصعب؟، أم أن جسده تلبد؟
مروان رفيق عمره، صديقه الحنون والذي كان ينصحه بالإبتعاد عن أصدقاء السوء ولكنه لم يستمع له أبدًا، نظر سفيان ليداه بخوف، أتجرأت يداه على قتل رفيقه؟، شهق سفيان بألم ودموعه تتسابق على وجنتيه، سفيان الشاب المغرور والذي لم تظهر مشاعره على صفيحة وجهه أبدًا، كان يبكي بقوة وجسده يرتجف بخوف، لم يصدق صالح ما رآه حينها، كان يبكي ويتوسل لهم، يخبرهم بأنه لم يفعلها…
أخبرهم بأنه رفيقه، صديقه، خِلّ وفيّ له ولكنهم لم يصدقوه
قلبه يتألم.
إنهُ يختنق.
الدموع تَتعلق بِداخله وروحه تستغيث دون مُجيب، خارقت قوة جَسده عِندما شَعر وكأن العالم توقف من حولهِ، جلس أرضًا يبكي دون حولٍ له ولا قوة، كان يضرب صَدره بكفه المُرتجف يأمل أن يَخف ألم قلبه ولو قليلًا…
يا بابا، صَدقني باللّه عليك، أنا مقَتلتوش واللّه العظيم مَا قتلته، قال سفيان بتوَسل شديد وهو ينظر لوالده الذي يُراقبه من خلف باب الزنزانة، والده الذي لم يتحمل منظر ولده فخرّ على ركبتيه باكيًا هو الآخر وقد شعر حينها بأنه خَسِرَ ولده.
°°°
عاد صالح من شروده على صوت أدهم وهو يخبره بأن سفيان أسفل المنزل، فنظر له ببطئ وإبتلع رمقه بخوفٍ من الآتي ولسان حاله يردد بالدعاء لرفيقه بالحماية…
هو يعلم بأنه لن يهرب كما فعل سابقًا، سفيان لن يترك حقه تلكَ المرّة وسيقتص منهم مما فعلوه به المرّة السابقة…
كان يمسك بها بين يديه محتجزًا إياها بقوة، بينما رهف كانت فاقدة لوعيها والدماء تحيط بها من ناحية رأسها، لقد تهجم عليهم دون مُساعد لهم، وحينما حاول أحد الجيران التدخل ومساعدتهم ولكن إنتهى به الأمر مضروبًا من رجال الشيطان الذي يقف محتضننًا إياها، ويشاهد ملامحها الصارخة ببكاء نحو أختها التي تفنن رجاله بضربها بلا نخوة أو رجولة، حينما دلف رائف عليهم ومعه رجاله ملتحفين بالسواد كما سواد روحهم، لم تستطع عائشة أن تهرب من أمامه كما كان حال رهف، تصنمت رهف أمامه وقد بكت بهستيريا شديدة حينما لاحظت نظراته المُتوعدة لها، توسلت عائشة له بأنها السبب في هروبهم ولكنه كان يعلم بأن أختها نقطة ضعفها فلهذا كان يتفنن كل مرّة بتعذيب أختها أمامها، أمر رائف رجاله بالوقوف أمام الباب لمنع أحد من الدخول، بينما هو توجه ناحية عائشة التي حينما لاحظت نظراته الغاضبه نحوها صرخت بألم وخوف، هي كانت تعلم بأنه سيجدهم، ولكن كان لديها أمل هذه المرّة، لقد كان لديها أمل، ششش بتصوتي ليه؟، إحنا لسه مش بدأنا يا عيوش، وحفلتنا الكبيرة هتبقى هناك، في الإسكندرية وسط حبايبنا، وعم فيصل. الله يرحمه.
قال رائف وهو يجذبها من خصلات شعرها الظاهرة أمام عينيه المهوسة بها، نظرت عائشة له بصدمة، أقتل عم فيصل؟، أتسبب في قتل أرواح بريئة مُجددًا، إيه بتبصيلي كده ليه؟ ردي.
قال رائف بهدوء مصطنع وهو يشد على خصلاتها أكثر فأكثر لتصرخ بألم وتعالى صوت بكائها أمام نظرات أختها الباكية، عايزك بقا تتفرجي على الحفلة إللي هتتعمل دلوقتي، وركزي في كل إللي هيحصل، علشان لما تفكري تهربي تاني تفتكري إيه إللي حصل، ماشي؟
قال رائف وهو يشير لرجلين من رجاله بتنفيذ الشئ الذي أخبرهم به في الطريق، حاولت عائشة الإفلات من قبضته وإنقاذ أختها التي تحركت ببكاء نحو إحدي الغرف للهروب من قبضتهم، ولكنها لم تستطع حينما جذبها أحد الرجال وتكفل الثاني بتنفيذ أمره، وبدء بضرب المسكينة التي فقدت وعيها من كثرة ما تلقته على أيديهم، عادت عائشة من شرودها حينما فرقع رائف أصابعه أمام وجهها، ولكنها لم تنظر له، هي لا زالت تنظر نحو أختها ولا تعلم إن كانت حيّة أم لم تستطع الإحتمال فماتت، ومع الإحتمال الثاني صرخت عائشة بألم ورائف يربت على خصلاتها بهدوء، وكأنه يخبرها بأن هذا نتيجة لأفعالها، إهدي يا حبيبتي، إهدي خلاص، إحنا هنرجع بيتنا ونعيش تاني كويسين. صح؟
قال رائف لها بهدوء بينما عينيه كانت تمر على جسدها بنظرات مقرفة جعلت منها تشمئز، رهف، إصحي أرجوكِ، مينفعش تسبيني لوحدي، مش هقدر…
قالت عائشة بتوسل وصوت هامس للغاية، وكأنها تترجى اللّه، هي بدون رهف لا شئ حقًا، ابتسم رائف بسخرية عليها، ولاحظ إحدى ىجاله يختلس النظر نحو عائشة التي كانت لا ترتدي حجابها ولا ملابس تسترها من أعين الحيوانات أمثاله، نظر لها رائف ببرود شديد وقام بمناداته فلاحظ الآخر نظراته الجحيمية نحوه، وقبل أن يبرر فعلته رفع رائف مسدسه وأطلق نحو رأسه فخرّ ساقطًا أرضًا وفاقدًا لحياته تحت أنظار أصدقائه المرتعبة، أغمضت عائشة عينيها بقرف حينما إزداد من سحبها ناحيته وهو يشتم رائحتها المُسكرة له، إنتِ ملكيش خلاص منّي يا عيوش، قلتلك إنتِ بتاعتي وإللي هيبصلك بصه مش تمام هتبقى بموته، قال رائف بهمس بينما هي لا زالت تحاول الهروب منه والذهاب نحو أختها الملقية على تلك الأرضية الباردة، هاتوها، وأمهم شوفوها جوا، هاتوا هدومهم وحصلوني، آه متنسوش تنضفوا القرف ده.
قال رائف بأمر لرجاله وهو يشير إلى جثّة الرجل الذي قتله، ثم تحرك وهو يحمل عائشة التي تصرخ وتركل الهواء بقدميها، سيبني، هشوف رهف الأول أرجوك، يا رهف، فما من مُجيب، يا ماما، فما من مُجيب، وبعدما يأست من تركه لها رفعت رأسها نحو السماء وهمست بدعاء مع يقين قلبها بالإجابة يا اللّه.
وبعد همستها تلك وقف رائف في مكانه وقد كان يفصل بينه وبين باب الخروج عدّة سنتيمترات قليلة للغاية، وقف لأنه رآه، وقف لأن اللّه أرسل لها نجدتها، لقد جاء الوحش لينقذ الجميلة من براثن الشيطان، أهلًا رائف باشا، واللّه وليك وحشه يا راجل، قال سفيان الذي اقتحم المكان تقريبًا وحينما هجم عليه أحد الرجال تدخل أدهم مُطلقًا النار على قدمه ليس هو فقط بل على أقدام الرجال الذين جاؤوا على صوت الرصاصة، سقط الرجال أرضًا وهم يصرخون بألم ليرفع أدهم فُوهة السلاح ثم نفخ فيه بسخرية شديدة، بينما سفيان تصنم في مكانه يراقب تلك الباكية التي تنظر له بإستنجاد، الفتاة التي لا تترك فرصة لرجل بأن يخطئ في حقها كانت تبكي بلا حول لها ولا قوة، أرجوك، رهف أختي…
قالت عائشة بهمس وهي تنظر نحو سفيان ثم تباطئت أنفاسها لتفقد وعيها بين أحضان رائف الذي إشتعل غضبًا من نظراتها نحو سفيان، لقد نظرت له بأمل؟
سيبها، وكلمني راجل لراجل، أنا ليّا عندك حق وهاخده، دلوقتي، قال سفيان بفحيح وهو يشمّر أكمامه ويتوجه ناحية رائف…
التعليقات