رواية حزن بين أحضان الفرح الفصل الثالث والرابع بقلم حازم الباشا (حصرية وجديده في مدونة الشروق للروايات)
رواية حزن بين أحضان الفرح الفصل الثالث والرابع بقلم حازم الباشا (حصرية وجديده في مدونة الشروق للروايات)
رواية “حزن بين احضان الفرح” – الحلقه الثالثه
كانت جوري قد قصت فضيحة فاتن على مسامع روسيا ، من باب الفضفضه لا اكثر
الا ان روسيا فاجأها بتعليق لم تتوقعه ، فقال بكل ثقه وهدوء :
ممكن اشوف الفيديو ده ؟
احمر وجه جوري ، وقالت بكل غضب :
يا عيب الشوم
بدك تطلع على جسد البنيه !!!
ما توقعتها منك انت بالذات احمد
رد روسيا بكل استنكار :
بلاش زناخه عقل يا جوري
اكيد مش قصدي كده
انا عاوز اشوف الموقع
اللي نزل فيه الفيديو ده
عشان اعرف اتصرف
قفزت ابتسامه صافيه على وجه جوري ، وقالت بلهفه :
عن شو تتصرف
قصدك تساعدنا نحذف هالفيديو
رد روسيا بثقه :
ايوه
ده قصدي
انا ليا معارف تعرف تركب الجهاز
اللي نزل منه الفيديو وتمسحه
ردت جوري بارتباك :
تقصد هاكرز مثلا ؟
طب لحظه معي
انادي فاتن
يا فاتن
ياااا فااااااتن
تعي بسرعه
وبالفعل حضرتك فاتن ، وصافحت احمد وهي تقول :
اهلا يا احمد
ازيك
جوري كلمتني عن …
قاطعها روسيا قائلا :
جوري حكت لي عن المشكله بتاعتك
انا بس محتاج اشوف الفيديو
لو مش هيضايقك
لاني ممكن اعرف امسحه
ردت فاتن بخجل وهي تفتح له الفيديو :
اتفضل طبعا
اهوه
انت لو عملت كده فعلا
ده انا هاعيش طول عمري
ادعيلك انت وجوري
وربنا يتمم لكم على خير
ونفرح ب ….
وبسرعه خاطفه ، داست جوري على قدم فاتن ، حتى تتوقف عن هذا الكلام المحرج ، بينما ابتسم روسيا ابتسامه خفيفه ، وهو يتطلع الى وجه جوري وقد تحول للون الاحمر القاني من شدة الخجل !!!
تطلع روسيا الى الفيديو بشكل خاطف ، ثم اعاد هاتف فاتن ، واستاذن بالرحيل
فاستوقفته جوري بكل حسره :
ليش بدك تمشي
انتظر نتعشى سوا
رد زوما :
خليها مره تانيه
انا عاوز اخلص الموضوع ده
بأسرع وقت ممكن
وخرج روسيا مسرعا ، وقد عقد العزم على انقاذ سمعة تلك الفتاه المسكينه
توجه زوما الي قلعته الحصينه بالصحراء ، وقد اجرى بضعة اتصالات هاتفيه ، لمجموعه من اتباعه ، وطلب منهم التواجد في المقر الخاص به باسرع وقت ممكن
———————-ء
وفي نفس التوقيت …
كانت صفاء قد عادت الى فيلا والدها الامبراطور “صابر علوان” اكبر تاجر سلاح في مصر ، والذي كانت تجمعه بروسيا عداوه قديمه ، لم يوقفها سوا هدنه تم عقدها بينهم منذ وقت قصير
استقبل صابر ابنته بوجه ملتعب ، وقال بغضب واضح :
كنتي فين يا صافي
وليه خرجتي امبارح من غير حراسه
وازاي تباتي بره البيت
من غير ما حتى تقوليلي !!!
ردت صفاء وهي متوتره :
اسفه يا بابا
كنت مخنوقه شويه
ورحت ابات عند واحده صاحبتي
اقترب صابر من ابنته ، وامسكها من شعرها بعنف وصرخ بحده :
انتي بتستغفليني يا بت
انتي كنتي بايته عند الزفت روسيا
صح ولا لا
انطقي بدل ما اقصف رقبتك
روحتي لروسيا ليه
وكنتي بتهببي ايه معاه
ردت صفاء برعب :
وعهد الله ما كنت معاه
انا كنت قاعده مع الحاجه انتصار طول الليل
وايوه يا بابا
انا بحب احمد
وانت عارف ده كويس
ترك ناصر شعر ابنته ، والتقط هاتفه واتصل بالحاجه انتصار :
الووو
مساء الخير
ازيك يا انتصار
سوال وردي عليا
صفاء كانت معاكي امبارح
ردت انتصار عبر الهاتف :
ايوه يا صابر
بنتك كانت بايته معايا
عندك مانع !!!
فجأه تغير صوت صابر من الغضب الهادر الي الرقه المفرطه وقال :
يا بختها
يا ريتني كنت انا
ردت انتصار بحده واضحه :
تصدق بالله
انت راجل شايب وعايب
وانا غلطانه اني عبرتك
ورديت على اتصالك
اتلم يا صابر واقفل بقا
اشار صابر بيده لابنته ، بما يفيد بأن تغادر الغرفه ، ثم ضحك بصوت عالي وقال :
والنبي عسل يا نصنوصتي
مش ان الاوان بقا
ونلم الشمل
انا قلبي داب وانا ….
وفجأه انقطع الاتصال ، فقد اغلقت الحاجه انتصار هاتفها في وجه صابر !!!
ثم قبلت الهاتف قبله حانيه ، وتنهدت تنهيده طويله ، وقد لمعت عيناها من شده الفرح !!!
——————–ء
وصل روسيا الى مقر عمله بداخل قلعته الحصينه في الصحراء ، وكان ذلك المقر عباره عن مبنى خرساني مغلف بطبقات من الفولاذ السميك
وقد تم بناءه بهذه الطريقه ، ليكون مضادا لاي هجمات خارجيه ، حتى وان تم قذفه بالطائرات الحربيه !!!
وعلى بوابه المقر ، التقى روسيا ب “زاهر” ، احد ابرز معاونيه ، والذي كان روسيا يعتبره ابا روحيا له
فزاهر ، الذي يبلغ من العمر ٥٠ عاما ، هو من ساهم في تشكيل شخصيه روسيا ، وهو صاحب الفضل الاكبر في بناء تلك الامبراطوريه الضخمه !!!
وقد دار بينهما الحوار التالي …
زاهر مصافحا روسيا بحفاوه :
نورت المقر يا بطل
روسيا بنفس الحفاوه :
عندي كلام كتير عاوز اقولهولك
بس مش هينفع دلوقتي
المهم
جبت البت الشمال بتاعت “الروتين اليومي”
اللي قلتلك عليها
والواد المخرج
والواد بتاع الديكور
رد زاهر :
اسمها “سوسو” يا ريس
وخلاص الرجاله جابوها من قفاها
وزمانهم على وصول
والمخرج وبتاع الديكور قاعدين في عربيه بره
ومستنيين اوامرك
بس انا مش فاهم حاجه
هو انت ناوي تعمل فيلم شمال ؟؟؟
رد روسيا وهو يضحك :
بالضبط كده يا زاهر
انا عاوز اعمل مشهد واحد بس
هات تليفونك يا زاهر
ثم التقط هاتف زاهر ، وبحث عن ذلك الفيديو الخاص بفاتن ، ثم اعطى الهاتف لزاهر
لمعت عينا زاهر وقال ساخرا :
مين الحته الصاروخ دي
دي شبه البت سوسو
رد روسيا :
بص يا زاهر
انا عاوز اعمل نفس الفيديو ده
بكل تفاصيل الاوضه اللي فيه
ونفس اللبس
ونفس حركات البنت اللي في الصوره بالظبط
باحتصار كده
عاوز نسخه طبق الاصل من الفيديو ده
بس يبان وش البنت سوسو دي
بدل الست اللي في الفيديو
معاك ساعه واحده بس
ويكون الفيديو الجديد ده على تليفوني
ماشي يا عم ؟؟؟
رد زاهر بكل ثقه :
اعتبره اتعمل يا روسيا
بس ممكن اعرف انت هتعمل
كل الحوار ده ليه ؟؟؟
رد روسيا :
شوف يا زاهر
البت اللي في الفيديو دي
بت غلبانه
اتصورت غدر
وانا عاوز اجيب الواطي اللي عمل كده
وانحر رقبته
بس الاول نخلص من موضوع الفيديو ده
اخر طلب قبل ما تمشي
ابعتلي المهندس “لؤي” حالا
————————ء
وصل المهندس “لؤي” ، ودخل على روسيا ، وهو يقول بكل حماس :
شوبيك لوبيك يا قائد
طالما بعتلي اجي
يبقى الموضوع كبير اوووي
رد روسيا بابتسامه عريضه :
هو كبير على اي حد
بس مش كبير على برنس الانترنت لؤي باشا
باختصار كده
عاوز امسح فيديو موجود على النت
واحط مكانه فيديو تاني
بس قبل ما نمسح الفيديو الاصلي
عاوز اعرف مصدره بالظبط
رد لؤي بكل غرور :
وده مستاهل تبعت تجبني
على ملا وشي كده يا قائد
فين الفيديو ده
وخلاص اعتبره حصل
احنا عندنا سيرفرات اقوى واكبر
من اي سيرفرات في البلد
ساعه واحده
ويكون الفيديو ده اختفى والجديد ركب مكانه
ابتسم روسيا وقال بكل امتنان :
هو ده الكلام يا برنس
الفيديو القديم مع زاهر
والجديد بيتصور دلوقتي
وهتاخده من زاهر برضو.
خرج لؤي من المكتب ، ومرت بضع دقائق حتى دخل زاهر ، ومعه تلك الفتاه “سوسو” ، وكانت تبكي بحرقه
انعقد حاجبي روسيا ، وقال بانفعال :
مالها الهبابه دي بتعيط ليه
في ايه يا زاهر
وتقدم زاهر وهمس في اذن روسيا :
البت كانت عاوزه ١٥٠ الف جنيه
عشان تعمل الفيديو
فكلتها جوز اقلام
وظبطت الدنيا
والفيديو طالع كربونه يا روسيا
حاجه كده ولا شغل الياس الدغيدي
رد روسيا وقد انفجر ضاحكا :
مبدئيا كده يا زاهر
مفيش مخرج اسمه الياس الدغيدي !!!
وبعدين ما تديها اللي هي عاوزاه
خلصنا ومشيها بقا
ردت سوسو وقد مسحت دموعها واطلقت زغروده مدووويه :
الله يعمر بيتك يا باشا
انا برضك قولت انك شواف
وبتقدر المواهب
ولو تحب ابات معاك الليله
فانا تحت امرك
واعتبر ده كادووو مني
فوق البيعه
رد روسيا بكل هدوء :
كلمه واحده زياده
وهاخليه يمشيكي
من غير ما تاخدي ولا نكله
يلا يا بت
ما اشوفش وشك هنا تاني
زااااهر
تغمي عنيها وترجعها مطرح ما جبتها
رد زاهر بكل حماس :
اوامر يا مدير
يلا يا بت
اقبضك وارجعك في شوال
زي ما جبتك
———————ء
وفي اقل من ساعه ، كانت المعجزه قد حدثت !!!
وتم محو فيديو فاتن من الوجود ، واستبداله بفيديو الفتاه المنحرفه سوسو !!!
وكان من المستحيل لاي شخص ان يكتشف هذا التغيير ، فقد ارتدت سوسو نفس الملابس الداخليه التي كانت ترتديها فاتن ، وقد تحركت بنفس الطريقه ، وظهرت في خلفيه الفيديو تفاصيل نفس غرفه تبديل الملابس ، في صوره طبق الاصل ، لهذه المحاكاه والتقليد المحترف !!!
———————-ء
وفي الصباح الباكر من اليوم التالي …
قام جار منير بالاتصال به ، والاعتذار له ، لسوء ظنه بزوجته الست ام زيزو !!!
واخبره بأن نجمة برنامج ” الروتين اليومي ” ، مدام سوسو ، قد قامت بنشر هذا الفيديو في صفحتها الرسميه عبر الانترنت ، مناشده متابعيها الصعاليك ، بأن يبدو رأيهم في هذا المشهد الساخن
انتفض منير بشده ، وهرع الي هاتفه ، ليكتشف صدق رواية جاره الابله !!!
وكانت صدمه منير شديده ، وظل يحدث نفسه قائلا
(هو انا بحلم ولا انا اتجننت)
(ازاي ده حصل)
(انا متاكد ان اللي كانت في الفيديو دي البت فاتن)
(هو انا ها اتوه يعني عن وش ولا جسم مراتي)
(وهي كمان اعترفت ان الفيديو ده بتاعها)
(ولا يكونش قالت كده من كتر الضرب اللي ضربتهولها)
(اهم حاجه ان ربنا سترها معانا وما اتفضحتش بسببها)
(انا هاتصل بالبت فاتن افرحها ، واراضيها عشان ترجع)
وبالفعل اتصل منير بفاتن الا انها لم ترد ، فأرسل لها رساله ، يخبرها بما حدث ، وطلب منها الرجوع للبيت !!!
——————–ء
استيقظت فاتن والتقطت هاتفها ، لتجد رساله منير !!!
فقزت فاتن وهي تتراقص بفرح غامر ، وتنادي صائحه :
ياااا جوري
اصحي يا بت
الفيديو ما طلعش بتاعي
طلع بتاع بت تانيه من بتوع التيكتوك
وثبت جوري من مكانها وقالت باندهاش :
شو كالكلام !!!
كيف يعني واحده تانيه
وريني اشوف
تفحصت جوري الفيديو بعنايه ، وقالت بكل صدمه :
شو هالعجب
كأنه هالبنت قلدت الفيديو بتاعك
لا تكوني غبيه يا فاتن
هذا فيديو مقلد
ما هو نفس الفيديو تبعك
هالامر وراه سر كبير
وانا لازم اعرفه !!!
اكيد احمد هو اللي ورا هالشيء العجيب
——————ء
اما احمد … او روسيا كما عهدناه
فاستيقظ واستدعى زاهر ، والمهندس لؤي ، وقد دار بينهم هذا الحوار
روسيا بهدوء :
طبعا تسلم اديكم يا رجاله
انتو عملتو انجاز امبارح
وسترنا على البت الغلبانه اللي كانت متصوره غدر
وفاضل بقا الخطوه الاهم
تدخل زاهر بكل حماس وقال :
من غير ما تقول يا روسيا
اللي غلط … لازم يتحاسب
وانا هاخد الموقع اللي حدده الباشمهندس لؤي
وهاجيب لك الواد الوسخ اللي صور البت دي
رد روسيا بنفس بنبره حاسمه :
مش كفايه يا زاهر
حتى اللي ركب الكاميرات دي يتجاب هو كمان
وعاوزهم يبقى عبره لكل العالم الوسخه اللي زيهم
الليله يا زاهر عاوز اقرا عليهم الفاتحه
وانت يا لؤي
عاوزك تحط البند ده مع شغلك
انك تمسح اي فيديو تلاقيه متصور غدر
في اي موقع من المواقع الزفتت دي
امتثل الرجلان لتعليمات روسيا الصارمه ، وخرج كلاهما ليبدأ تنفيذ هذه الاوامر
——————–ء
وفي المساء من نفس اليوم …
كانت كل مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل خبر انتتتحار صاحب محل ملابس داخليه ، وقد تدلى رأسه من حبل غليظ مربوط بسقف المحل
وكذلك واقعة انتتتحار صاحب محل كاميرات مراقبه ، بنفس الطريقه !!!
وقد تم اسناد مهمة التحقق من الواقعتين الي الرائد/ فاروق الرفاعي !!!
وبمجرد دخول الرائد فاروق ، الى موقع الجريمه ، ورؤيته لغرفة تبديل الملابس بها ، حتى لمع في عقله ذلك الفيديو الذي اطلعته عليه فاتن !!!
ففتح هاتفه محاولا العثور على هذا الفيديو ، ولكنه انصدم بشده عندما تاكد من اختفاءها ، وستبداله بذلك الفيديو الخاص بالمنحرفه سوسو !!
وعلى الفور … امر احد معاونيه باحضار كلا من فاتن وزوجها منير وصديقتها … لاستجوابهم !!!
وقد ايقن فاروق ، ان عقلا اجراميا جبارا ، يقف خلف تلك الاحداث
وان هذا العقل الاجرامي ، يملك من النفوذ والقدرات ، ما يعجز عن امتلاكه جهاز الشرطه نفسه !!!
(انتهت الحلقه الثالثه)
رواية “حزن بين احضان الفرح” – الحلقه الرابعه
تم استدعاء كلا من جوري وفاتن ومنير الى قسم الشرطه ، وذلك للتحقيق معهم في واقعة انتتتحار المدعو “سليمان حسين” ، صاحب محل الملابس الداخليه
واثناء تواجدهم في بهو قسم الشرطه ، دار بينهم هذا الحوار …
اقترب منير من فاتن ببطء وارتباك وقال بصوت حنون :
ازيك يا فاتن
طمنيني عنك
الحمد لله ربنا سترها
والفيديو ما طلعش بتاعك
رمقته فاتن بنظره غاضبه ، ثم اشاحت بيدها وقالت في صرامه :
لو سمحت يا منير
مالكش كلام معايا
انت خلاص طلقتني
والموضوع انتهى
رد منير بكل ود :
انا عارف انك زعلانه مني
وليكي حق
بس وعهد الله انا ما كنتش في وعيي
ارجوكي سامحيني
انا بردو منير حبيبك وجوزك
ايوه جوزك
انا خلاص رديتك لعصمتي
تدخلت جوري بكل حده :
اما انك انسان عديم العقل
اذا ما بتبعد عن البنيه الان
راح انادي للعسكري يشيلك من هون
الراجل اللي يبيع مرته في وقت المحنه
ما يستحق يتسمى رجل بالاساس
التفت لها منير وقال بكل غضب :
وانتي ايه دخلك بين واحد ومراته
ما تخليكي في حالك
عندك كلمه حلوه قوليها
او ….
في تلك اللحظه قاطعهم صوت احد افراد الامن وهو يطلب من فاتن الدخول لمكتب الرائد / فاروق الرفاعي
ودخلت فاتن وهي متوتره ، وبدأت التحقيقات معها ، بينما انتظر كلا من جوري ومنير دورهم في التحقيق بالخارج
واستهل الرائد فاروق التحقيق ، قائلا بكل صرامه :
استاذه فاتن
طبعا اكيد انتي عرفتي اننا لقينا
المدعو “سليمان حسين”
متعلق من رقبته بحبل
جوا المحل بتاعه
واللي طلع بالصدفه هو نفس
الراجل اللي كان بيصورك
في اوضة اللبس
وهو اللي عمل لك الفيديو
اللي انتي بسببه جيتي القسم
وعملتي بسببه محضر اول امبارح
وده بيخلينا نشك ان الواقعه دي
مش مجرد حالة انتتتحار
وانها جرييمة قثل مدبره
وانك مشتركه بشكل ما في الجرييمه دي !!!
ثم توقف فاروق للحظات ، واشعل سيجاره هو يراقب ملامح فاتن المتوتره ، ثم استطرد بشكل مباغت :
استاذه فاتن
كنتي فين امبارح بالليل
من الساعه ٧ مساء
للساعه ١٠ مساء ؟؟؟
كانت فاتن ترتجف بشده ، وقد بدأ العرق يتصبب منها برغم برودة الاجواء ، وقالت بصوت مرتجف :
يا سعاده البيه
انا ست غلبانه وماشيه جنب الحيط
وقسما بجلال الله
انا ما عرفت ان الراجل ده
هو اللي صورني الا من حضرتك دلوقتي
ربنا ينتقم منه ويثحرق في ناااار جهنمممم
وعموما انا كنت في شغلي في المطعم
من بعد الضهر ولحد ما شطبنا
الساعه ١٢ بالليل
وحضرتك تقدر تتأكد بنفسك
وتسأل كل زمايلي في المطعم
واولهم جوري زميلتي
اللي حضرتك استدعيتها للتحقيق
هي واقفه بره وهتأكد لك كلامي
رد فاروق بنبره حاده :
بصي يا استاذه فاتن
انا متأكد انك انتي او حتى جوزك
ما تقدروش تنفذوا جرييمة قثل بالشكل
المعقد ده ولا بالاحترافيه دي
لكن انتو اكيد عارفين مين اللي عمل كده
او بشكل ادق
انتوا اجرتوا حد عشان ينفذ الجرييمه دي
ردت فاتن بذعر :
يا باشا احنا ناس غلابه
اللحمه بتدخل بيتنا مرتين في الشهر
هنجيب منين فلوس ندفعها لواحد
عشان يقثل حد
وبعدين انا حلفت لك اني ما كنتش
فاكره المكان اللي اتعمل فيه الفيديو
ولو كنت عارفاه يعني
كنت اكيد بلغت عنه في المحضر
رد فاروق :
كلامك منطقي جدا
وانا مصدقك
بس انا عاوزك تساعديني
لان المواقعه دي مش هي الوحيده
احنا اكتشفنا من خلال التحريات
ان في جرييمه تانيه اتعملت بنفس الطريقه امبارح
وكان ضحيتها فني تركيب كاميرات
واللي هو في نفس الوقت
يبقى صديق المجني عليه سليمان حسين !!!
مش بس كده
موضوع اختفاء الفيديو بتاعك
وتبديله بفيديو البت بتاعت النت دي
اللي اسمها سوسو
ده في حد ذاته لغز كبير
لان اللي بقدر يعمل كل الحاجات دي
وفي الوقت القصير اوي ده
ده مش شخص عادي
ده حد عنده جيش من المجرمين
ومعدات تكنولوجيا متطوره جدا
ردت فاتن بكل رعب :
انا كنت فاهمه انكم انتوا اللي حذفتوا الفيديو
وكنت هاسال حضرتك ليه
حطيتوا فيديو بداله !!!
ابتسم فاروق ، ورد بطريقه ودوده :
لا طبعا
وهي الشرطه حتى لو عرفت تمسح الفيديوا
هتنزل فيديو مكانه
ده شغل مدينة الانتاج الاعلامي
مش وزارة الداخليه !!!
قوليلي يا فاتن
مين في رأيك ممكن يعمل كل ده !!!
ردت فاتن بارتباك :
انا معرفش اي حد بالمواصفات
اللي حضرتك بتقولها دي
بس هاقول لحضرتك على حاجه
في سواق تاكسي اسمه احمد
جوري زميلتي تعرفه
هو جالنا اول امبارح بالليل
وقال لجوري انه يعرف ناس
تقدر تمسح الفيديو بتاعي من النت
وعهد الله ده كل اللي اعرفه
رد فاروق وقد لمعت عيناه بوضوح :
طيب يا فاتن
تقدري تمشي دلوقتي
ولو جد اي جديد في موضوع
سواق التاكسي ده
ياريت تبلغيني
خرجت فاتن مسرعه من المكتب ، وبعد لحظات كان منير يدخل للاستجواب
فباغته فاروق بسوال مفاجيء :
قولي يا استاذ منير
هو انت ليه ما جتش مع مراتك
يوم ما كانت بتعمل محضر بواقعه الفيديو
رد منير بارتباك :
انا يومها كنت مصدوم
وللاسف اتسرعت وطلقتها
انفجر فاروق بكل غضب :
انت طلقت مراتك
بسبب فيديو مالهاش ذنب فيه !!!
اسمحلي اقولك
انت راجل ظالم جدا
رد منير بارتباك :
معاك حق يا باشا
مهي كان مفروض تقولي
ان الفيديو ده مش بتاعها
وكان الموضوع خلص
رد فاروق بغضب :
انت عبيط ولا بتستعبط
الفيديو بتاعها طبعا
لكنها مالهاش ذنب فيه
وستر ربنا ان حد مسحه من النت
وحط بداله فيديو شبهه جدا
بس لواحده ست تانيه
واحده بتاعت فيديوهات مشبوهه
وقريب اوي هنقبض عليها
بتهمه الافعال المنافيه للاداب
هنا امتقع وجه منير ، ورد بكل حنق :
ازاي يعني ده حصل
انا مش فاهم حاجه يا باشا
يعني الناس اتفرجت على جسم فاتن
بنت ال…..
انا ياما قلتلها ما تشتريش
هدوم من اي محل فيه رجاله
بس هي وليه مستهتره
واحسن حاجه اني طلقتها
وخلصت من فضيحتها
قال ذلك ثم انفجر بالبكاء كالاطفال ، وقد اسرع فاروق بأنهاء التحقيق معه ، وهو متعجب من تفكيره القاصر
ومع وجود حجه غياب قويه لمنير عن مسرح الجريمه وقت وقوعها ، فقد امر فاروق باخلاء سبيله هو ايضا
وخرج منير من مكتب فاروق باشا ، واقترب من فاتن ، وقال بكل غيظ :
انا مش هارجعك لعصمتي يا فاتن
انا ما اقدرش اعيش مع واحده
الرجاله شافو جسمها
انتي طالق
قال جملته وسط ذهول من فاتن ، التي بادرت بالرد باشمئزاز :
وانا ما يشرفنيش افضل
على ذمة راجل مفتري وظالم زيك
يا خساره سنين عمري اللي ضاعت معاك
انا مش عاوزه اشوف خلقتك دي تاني ابدا
وابني حبيبي هاعرف اخده منك بالقانون
سار منير بخطوات متخاذله خارج القسم ، بينما انتظرت فاتن صديقتها جوري ، التي كانت قد دخلت لتاخذ دورها في التحقيقات
وقد باغتها فاروق ايضا بسؤال غير متوقع :
انسه جوري
تسمحيلي اسألك
ليه واحده دكتوره زيك
تشتغل طباخه في مصر !!!
كان سوال فاروق صادما جدا لجوري ، فانتفضت بشده وقالت بارتباك :
من وين حضرتك عرفت هالمعلومه
جواز سفري ما مذكور فيه اني طبيبه
وبترجاك ما في داعي
اي حدا يعرف بهالشيء
اندهش فاروق من ردة فعل جوري العجيب ، وقال بهدوء :
لو سمحتي اهدي يا دكتوره
انا استعلمت عنك في وزارة الخارجيه
وعرفت ان دكتوره اطفال
وان الاقامه بتاعتك انتهت
بس ايه السبب انك مخبيه
عن الناس انك دكتوره !!!
ردت جوري بكل اسى :
لانه ما حدا قبل يوظفني كطبيبه
لاني بدون اقامه
ولما قدمت لوظيفه طباخه
وخبرت الناس اني طبيبه
ضلوا يسخروا مني
فقررت اخبي هالشيء
حتى يقبلوني بالوظيفه
ارجوك يا حضرتك الظابط لا تقول
انك ناوي ترحلني من مصر
رد فاروق بكل ود :
شوفي يا دكتوره
انا ممكن اتغاضى عن الموضوع ده
واعمل نفسي مش واخد بالي
بس بشرط !!!
ردت جوري بلهفه :
شو هوا الشرط حضرتك الضابط
رد فاروق بحماس :
انا عاوزك تتعاوني معانا
وتبقي مرشده للشرطه
عشان انا السواق اللي اسمه احمد ده
هو اللي ورا الجراييم اللي حصلت امبارح
انتفضت جوري بشده وصاحت :
لا طبعا مستحيل احمد يكون
ورا اي جريمه
ده واحد مسكين وظروفه صعبه
رد فاروق :
طب ممكن تهدي كده
وتحكيلي كل اللي تعرفيه عن الواد ده
وانا عاوز رد منك دلوقتي
هل اقدر اعتمد عليكي
واشتغلي معانا
ولا عندك مانع
وبالتالي مش هيبقى عندي
اي مبرر اني اتستر على موضوع
اقامتك المنتهيه دي !!!
ردت جوري باستسلام واضح :
انا راح اقول لك كل اللي بعرفه
عن هذا الشاب
لكن انا واثقه انه بريء
وبدات جوري تقص على الرائد فاروق كل ما حدث بينها وبين احمد من اول دقيقه ، وحتى هذه اللحظه
وبعد ذلك قام فاروق بمصافحتها بحراره ، وهو يقول :
انا بشكرك جدا يا دكتوره
وثقي اننا بنعمل كل جهدنا عشان
تحقق العدل
ولو طلع احمد ده مجرم فعلا
فاكيد انتي هتكوني اول واحده تبلغ عنه
لاني واثق انك انسانه نزيهه ومحترمه
ومش هتسكتي عن الحق
ردت جوري بتوتر وارتباك :
انا في خدمه العدل والعداله
ومازلت واثقه ان هالشاب
راح يطلع بريء
وانتهى اللقاء ، وخرجت جوري لتجد فاتن تقف ومازالت دموعها تلمع في عينيها ، فصاحت بها جوري :
شو بيكي حبيبتي فاتن
ليه عم تبكي
ردت فاتن بصوت مختنق :
الزفت منير رجع في كلامه
وطلقني تاتي
وخلاص كل اللي بنا انتهى
احتضنتها جوري برفق ، وقالت بصوت غاضب :
والله انك مغفله
كيف بدك تعيشي مع واحد بلا عقل
مثل هالشخص
انت تستحقي افضل منه الف مره
وانتهى الحوار بأن خرجت الفتاتان من القسم ، وعادا الى المطعم ، وكان كل ما يشغل بال جوري هو سؤال واحد
هل فعلا احمد مجرم خطير كما يدعي الرائد فاروق ، او هو شخص بريء !!!
———————ء
اما فاروق فقد طلب من كل معاونيه ، سرعة ضبط واحضار تلك المدعوه سوسو ، صاحبه الفيديو البديل
فهو يعلم تماما ، ان سوسو الان اصبحت هي مفتاح حل هذه القضيه المعقده !!!
وبالفعل … تم احضار سوسو واستجوابها ، ودار بينها وبين فاروق ذلك الحوار …
فاروق بلهجه حازمه :
انتي سنيه خيري ابراهيم ؟
الشهيره ب “سوسو”
وانتي اللي عملتي الفيديو التقليد
للبت المتصوره في اوضه الملابس ؟؟
ردت سوسو بكل خوف :
ايوه يا بيه
انا سنيه
وانا اللي عملت الفيديو
وما بينتش اي حته من جسمي
غير اللي مسموح بيه سعادتك
رد فاروق بإندهاش :
نعم يا اختي !!!
هو ايه ده اللي مسموح بيه
عشان انا مش فاهم !!!
ردت سوسو بإنفعال :
اللي بتسمحوا بيه عادي
في البلاجات بتاعت الاغنيا
وفي الكباريهات والحفلات والافلام والمسلسلات
كل البنات والنسوان الاغنيا
بيقلعوا ويعروا جسمهم قصاد الكل
وبتعتبروا ده عادي
مره تسموها فن وحضاره
ومره تقولوا دي حريه شخصيه
انما لو ست غلبانه قلعت
عشان تأكل عيالها بدل ما يموتوا من الجوع
تبقى في نظركم ست مجرمه ومعندهاش شرف
وتتحبس عشان بتفسد الشباب
قاطعها فاروق وهو مندهش :
اللي بتلبس مايوه عالبحر
هي حره في نفسها
انما انتي بتصوري فيديوهات
وانتي بتطبخي بالملابس الداخليه يا سوسو !!!
يعني انتي قاصده تثيري الشباب
وبتاخدي فلوس على كده
الوضع مختلف تماما
ردت سوسو بتهكم :
صح يا باشا
هو ده الفرق بيني وبين النسوان الاغنيا
كلنا بنتصور وبنزل فيديوهات
بس هما بيتصورا ببلاش
وانا بكسب فلوس
عشان كده بتبقبضوا عليا انا
عشان باخد فلوس
مش عشان بقلع وابين جسمي
امتقع وجه فاروق ، ووجد نفسه عاجزا عن الدفاع عن وجهة نظره ، فحاول تغيير الحوار ، قائلا :
بصي يا سوسو
انا مش جايبك هنا عشان احاكمك
موضوع الفيديوهات ده
يخص جهة تانيه في الوزاره
انا جايبك عشان موضوع تاني
وفجأه هبت سوسو ووقفت ، وابتسمت ابتسامه خبيثه وقالت :
عيوني عشانك يا قمر
بس هو الموضوع ده ينفع هنا
في المكتب يعني !!!
احمر وجه فاروق غيظا وقال بحده :
احترمي نفسك يا بت
انتي مخك راح لبعيد
انا عاوز اعرف مين اللي خلاكي تعملي
الفيديو التقليد
وازاي عرفتي تقليديه بالشكل ده
وازاي عرفتي تمسحي الفيديو الاصلي
وتحطي الفيديو بتاعك مكانه
انطقي يا بت
والا ورحمه ابويا
ابيتك الليله في الحجز
ردت سوسو بصوت متحشرج :
وربنا يا باشا انا ما اعرف اي حاجه
انا كنت قاعده في شقتي بعمل
لايف للمتابعين بتوعي
وفجأه الباب خبط
فتحت لقيت خمس رجاله
هجموا عليا وقاموا واخديني في عربيه
ومغميين عنيا وودوني مكان غريب
ولقيت فيه ديكور لنفس الاوضه
اللي في الفيديو الاصلي
وكان معاهم واحد مخرج
فضل يظبط حركاتي
لحد ما بقت نفس حركات البت
اللي في الفيديو بالظبط
بعدها قبضوني اللي فيه النصيب
وغموني تاني ورجعوني البيت
ده كل اللي حصل وربنا
رد فاروق بانفعال :
طب خدتي رقم العربيه
ردت سوسو :
العربيه مكنش عليها نمر
بس انا فاكره اسم الريس اللي مشغلهم
كانوا بينادوه … روسيا
واد حليوه كده … زي القمر
فجأه هتف فاروق بكل حماس :
روسيا !!!
اخيرا وقعت في ايدي
يا احمد يا مرسي
تكملة الرواية من هنااااااا
التعليقات