رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم شمس حسين
بعد ما الاجتماع خلص وخرجت، كنت على وشك أمشي، لكن أحمد وقفني وقال بهدوء:
“شمس، ممكن تيجي مكتبي شوية؟ عايز أكلمك في حاجة”، وافقت، وطلعنا على مكتبه، المكان كان هادي جدًا، وأحمد كان واقف جنب مكتبه، عيونه مليانة مشاعر مش عارفة أفسرها، بدأ كلامه بابتسامة دافية وقال: “بصراحة، أنا فخور بيكي جدًا، نتيجتك في الدورة دي مش حاجة سهلة، والنجاح ده دليل على شغلك واجتهادك، أنا فرحان إنك معانا، وشايف إنك تستحقي كل حاجة حلوة”، كلامه كان جميل، كنت فرحانة بفرحته بيا، لكن فجأة تغيرت نبرة صوته، وبقت جدية أكتر وقال: “بصي يا شمس، أنا هكون معاكِ صريح جدًا، العرض اللي جالك من الشركة الأجنبية ده فرصة كبيرة، ولو قررتي تقبلي وتروحي، أنا هكون أول واحد يدعمك”، الكلام فاجئني، حسيت كأنه بيدفعني بعيد، قلت له وأنا بحاول أفهم: “عادي يعني لو مشيت وسافرت برا مصر؟”، رد بثبات: “شمس، دي حياتك ومستقبلك، الفرصة دي ممكن تغير حاجات كتير، وأنا شايف إنك تستحقيها، القرار في إيدك”،
حسيت بشعور غريب، كأن كلامه بيحطم حاجة جوايا، كنت متوقعة منه ردود أفعال مختلفة، يمكن تشجيع إنه يخليني أفضل هنا، لكن كلامه كان عكس ده تمامًا، حسيت بدموعي بتلمع في عيوني، لكن حاولت أمسك نفسي، قلتله بصوت هادي: “طيب… ماشي هفكر في الموضوع، عن اذنك أنا ماشية”، خرجت من مكتبه وأنا تايهة، كل كلمة قالها كانت بتتكرر في دماغي، ومعاها سؤال واحد: هل المشاعر اللي كنت حساها دي كانت غلط؟ ولا أنا فاهمة كل حاجة بشكل غلط؟ يمكن أحمد فعلاً شايفني مجرد زميلة شغل… أو حتى صديقة، كنت مدايقة ومش قادرة أفهم ليه كلامه حسسني إنه بيدفّعني بعيد، كأن نجاحي هو الحاجة الوحيدة اللي تهمه، مش أنا.
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم الشروق للروايات
التعليقات