رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل العاشر
(فراقٍ محال، )
ولج بيرت للقاعة وتتابعه ضي بخوف من أن يقوم والدها بطردها مجدداً لما فعلته فهى تعلم بأنه لن يغفر لها بسهولة…
رفع الملك عيناه بغضب ليسرع بيرت بالحديث: التحية والمحبة على ملك السراج الأحمر العظيم.
خرج صوته المجاهد للثبات: التحية على إبني الغالي
خرج صوتها المنكسر شبه باكي: التحية على موالى الملك.
لم يعيرها انتباه فتطلعت لبيرت بحزن فأشار لها بهدوء وتركها وأقترب من الملك قائلا بصوتٍ منخفض بعض الشيء: أرجوك أبي أصفح لها.
خرج صوته الغاضب: لا ليس بتلك السهولة بيرت ما فعلته لم يكن سهلا أبداً…
بيرت برجاء: لأجلي أبي.
تهاوت دموعها وعيناها أرضاً ليرأف قلب الملك أخيراً فرفع يديه قائلا لها بحزم: أقتربي.
أزاحت دموعها بأبتسامة كبيرة ثم أسرعت إليه ودموع الفرحة تشكل وجهها فرفع يديه على شعرها قائلا بحكمة وحب يسرى بعرقة الأبوي: أعلمي بأن قسوتي ليس سوى خوفاً عليكِ. ضي.
قبلت يديه بحزن: أعفو عني أبي، أرجوك
مسد على شعرها البني بحنان قائلا بابتسامة صغيرة: عفوت عنك صغيرتي
ولج الفرح لقلبها فأبتسم بيرت قائلا بسخرية: الآن لم تعد بحاجة لمساعدتي
تعالت ضحكاتها وهي تحتضنه بسعادة: لولاك لما حصلت على عفو الملك.
ابتسم بغرور مصطنع: أجل، أجل فأنا ذو شأنٍ رفيع.
قطع جو المزح الملك حينما قال بجديه: حان وقت تتويج راوند بيرت
أحتل الحزن ملامح وجهه حينما تذكر حالتها ليقول بحزن: ليست مستعدة لذلك أبي
الملك بتفهم: لننتظر الوقت المناسب أذاً.
أشار له بيرت بتأييد وجلس يتناقش معه بعض الأمور الملكية المتعلقة بالمملكة…
تخفى ليخترق الحاجز بهم ليصبح أمام المركبة الخاصة بهم، لم تكن فرحة لينا و كيفن توصف بكنوز العالم فأخيراً بعد أن كان مصيرهم الموت وبتر أمل الرجوع للكوكب صار غير محال أمامهم…
أسرع كيفن للسفينة يتفقدها من الداخل ويرتدى البذلة الخاصة بهم ثم قام بأعداد الرحيل من ذلك الكوكب لينتظر صعود روكسانا واستعدادها للرحيل ولكنها ظلت كما هي تقف أمام لوكاس بصمت يستحوذها فقط دمعات متتالية تهوى بلا توقف كأنها تزف لموتها وليست عائدة للحياة…
إبتسم لوكاس قائلا بهمسٍ حزين: تذاكريني كلما سنحت لكِ الفرصة…
ثم رمقها بنظرة أشتياق ومازالت تقف أمامه قائلا بحزن وجسده يعلو بالهواء ليبتعد عنها ببطئ دون أن يستدير بوجهه قائلا بصدقٍ يحمل بالكلمات كالسهام المخترقة: سأفتقدك روكسانا.
كاد قلبها التوقف حينما قال كلماته وبدأ يتراجع للخلف ببطئ حتى كيفن جذبها للداخل قائلا بحدة: لا وقت أمامنا.
وضغط على لوحة المفاتيح ليغلق الباب نهائياً فأسرعت روكسانا إليه ثم أوقفته مستديرة لهم قائلة بدموع: لا أقوى أستطيع ذلك. أحبه.
لينا بصدمة: أجننتِ روكسانا!، هيا أفيقي وعدي لأرض الواقع أنتِ بشرية وهو كائن مريب لا تعلمين بعد أي الكائنات هو!
أغمضت عيناها بدموع: ولكنى أحبه كثيراً
قاطعتها بسخرية: لا تكوني حمقاء سنغادر من هنا على الفور ثم نتخلص من ذلك الوحش بغرفة الجراحة الآلية للمركبة.
أشارت لها بجنون قائلة بعين تحمل الصدق: غادورا في الحال وأنا سأكون بآمانٍ معه
طال صمت كيفن لينهاه حينما ترك معصمها قائلا بثبات: هيا أذهبي.
تطلعت له لينا قائلة بصدمة: هل جننت أنت الأخر؟
أشار لها بجدية: سيحميها مثلما فعل
ابتسمت روكسانا بسعادة ليكمل كيفن بدمع يلمع بعيناه: سنفتقدك حقاً، كوني سعيدة على الدوام
اتسعت بسمتها وسط دموعها ليقول لها بحماس: هيااا
أنصاعت له وكفكفت دموعها ثم ركضت بسرعة كبيرة ليعلو صوتها بصراخٍ قوى بأسمه الساكن بالقلب والهوى: ، لوكاس. لوكاس.
تعجب لوكاس لرؤيتها فهبط ليلامس سطح الكوكب حينما رأها تقترب منه لتلقي بنفسها بأحضانه بدموعٍ قاتلة، قائلة بعشق: لا تتركني أرجوك.
لم يصدق ما يستمع إليه فبقى متخشباً محله يحاول استيعاب ما يحدث هل تخلت عن عالمها بأكمله لأجله هو؟، رفع يديه أخيراً يضمها بشدة لصدره قائلا بصوتٍ يصعب سماعه: أعشقك حد الموت. روكسانا
شددت من أحتضانه قائلة بابتسامة صغيرة: لم أعشق مثلك، سأظل لجوارك حتى أخر أنفاسي.
أخرجها من أحضانه قائلا بحبٍ وعيناه تلمعان به: حينها سأشاركك به.
واحتضنها مجدداً لتتحول نظارتهم على المركبة التي تحركت للأعلى ثم غادرت بسرعة كبيرة، رددت بهمس: وداعاً لينا، وداعاً كيفن
لتختم كلماتها بدمعة حارقة على أصدقائها ثم غمست نفسها بأحضانه مجدداً لتنسي ما حدث لتو، أما هو فكان يشعر بأن قلبه سيتوقف من السعادة حتى أنه أقسم على حمايتها لأخر قطرة دماء لديه…
ابتعدت عنه روكسانا بآلم لا مثيل له بدا على قسمات وجهها فأسرع إليها قائلا برعب: ما بكِ؟
رفعت عيناها بضعفٍ له فحملها بين ذراعيه ليصعق بشدة حينما رأى سيفٍ مخترق ظهرها بقوة، غامت عيناه بخوف لا مثيل له. فرفع بصره المكان لتتفاجئ بلومان أمامه والبسمة الحمقاء تعلو وجهه. تلونت عين لوكاس بالأصفر القاتم دليل قوى على غضبه الجامح ليبتسم لومان قائلا بنبرة تحمل الشر والسخرية بطياتها: مرحباً بابن ملك السراج الأحمر، القائد الأعلى لوكاس العظيم.
رمقه لوكاس بنظرة هلاك موته قائلا بغضبٍ جامح: ما فعلته لن أغفره لك لومان…
تعالت ضحكاته بشر ولكن لم يعيره لوكاس أهتمام وأخرج السيف من ظهرها بقوة صرخت على أجلها بصوتٍ مزق قلبه لشطرين فبدت تفقد وعيها أمامه وهو يحاول أنقاذها، رفع يديه على موضع جراحها على مسافة قريبة منه ثم توهج بأشعته الحارقة مغمض عيناه ليستعيد قواه وهي تحاول أن تتشبث به مرددة بآنينٍ خافت: لوكاس.
طاف لومان المكان بجسده قائلا بأبتسامة واسعة وعيناه عليهم بتسلية: لا تحاول لوكاس، لن تتمكن من إنقاذها فسيف لومان لم يتمكن أحداً النجاة منه قبل…
فتح عيناه المشعة بقوة والغضب يعتلي كل أنشن بوجهه ليتخفى سريعاً ثم بلمح البصر كانت رقبة لومان بين يديه حتى أنه فزع للغاية…
زحفت بجسدها الهزيل لتحاول مشاهدة ما يحدث حولها، الدماء تملأ فستانها المصنوع من الورود النادرة، استندت بجسدها على صخرة كبيرة والبكاء يغزو وجهها فهل هذه أخر نظراتها له؟
هل هذه النهاية؟، ربما لن تتمكن من رؤياه مجدداً لذا تتشبع برؤيته قبل أن تنغلق العين؟.
بقاعة المملكة…
أسرع لوثر للداخل ليقطع حديث الملك مع أبنائه قائلا بصوتٍ يحمل ما بداخله: مولاي الملك
تطلع له الملك باستغراب: ما بك لوثر ؟
أسرع بالحديث: عليك رؤية ما يحدث خارج المملكة.
وقف الملك بهيبته وجديته: تحدث على الفور ماذا هناك؟
لوثر برجاء: لننتقل لكهف التحكم بحاجز المملكة وهناك سترى موالي…
وبالفعل تخفى الملك و ضي والجميع لهناك ليصعق الملك حينما يرى لومان بين يدى لوكاس وتلك البشرية ممددة أرضاً وتنزف بغزارة.
خرج صوته بغضبٍ جامح: كيف خرج لوكاس بها خارج المملكة؟
لوثر بارتباك: لا أعلم موالي
قاطعهم بيرت بغضب: حيلة أستغلها لومان للفتك بلوكاس خارج المملكة
ضي بعصبية: هل سنتركها هكذا؟ سأعبر لها في الحال.
أوقفها الملك بإشارة يديه قائلا بتحذير: لا، أنتم لا تعلمون دهاء لومان بعد، ثم قال بغضب: لن أسمح له بأيذاء مملكتي…
وأمر الملك المتحكم بذاك الحاجز العظيم بأن ينتبه جيداً. سيحاول لومان أن يفعل المحال ليخترق حدود المملكة أذاً تلك المعركة خاصة بلوكاس بمفرده…
ضغط على رقبته بقوة وعيناه تشع شرارة بلون الأصفر القاتم دليل قوى على أنه بغضب لا مثيل له، أما هو فغزا الآلم رقبته التي تكاد تقتلع بين يديه ليعلم الآن مدى قوة لوكاس، ولكنه جاهد لرسم البسمة على شفتيه مشيراً بيديه قائلا بصوت يشبه أبواب الجحيم: حان وقتك. هيا أنهض من بين الظلام، وأعبر جحيم النيران فلتظهر أمام سيدك في الحال.
تعجب لوكاس والملك مما يتفوه به ولكنه صعق حينما حل الظلام الدامس المكان بأكمله. انقبض قلب الملك مما يحدث ليعلم الآن أن لومان يعد خطة قاتلة للفتك بلوكاس لعلمه بأنه قوة المملكة بأكملها، شعر لوكاس بشيء ما يتحرك لجواره فأسرع بالتوهج لينير المكان بأكمله فزُهل مما رأه حتى الجميع بداخل الكهف الشفاف نالهم صدمة تفوقه أضعافٍ وهو يرى ذلك الكائن المريب، اللامع جسده بالنيران كأنها دماء يتغذى عليها…
أقترب لومان من الكهف فهو يعلم بوجود الملك حتى وإن كان لا يراه ويعلم جيداً أنه من المحال أن يسمح لأحداً من داخل المملكة بالعبور للخارج للمساعدة حتى لا يستغل لومان ذلك ويعبر للداخل سريعاً فتعم الفوضى والهلاك على شعبه…
تطلع لومان للكهف قائلا بصوتٍ من جحيم: الآن سأنهى قوتك شون سأقضي عليه حتى أتمكن منك.
كان الملك بحالة لا يرثي لها وهو يرى أمامه كائن مخيف للغاية فيبدو بأنه ليس من جنسهم على الأطلاق…
: كيف للوكاس التصدي لهذا الشيء؟
قالها بيرت بصدمة كبيرة وهو يتأمل ذاك الوحش العملاق.
أسرعت ضي قائلة بخوف: علينا بمساعدته
علي صوت الملك قائلا بحزم: لن أسمح بالسوء للمملكة
اقتربت منه قائلة ببعض الغضب: وماذا عن لوكاس؟
تطلع الملك للخارج قائلا بثبات تحلى به: كيف سيستحق العرش أن لما يتمكن من التصدي للعدو؟
تدخل لوثر قائلا بهدوء: ولكن موالى الملك كيف سيتمكن من محاربة لومان وهذا الكائن بمفرده؟
قضى الملك على مخاوفه قائلا بحزم: سيتمكن لوكاس من ذلك
صرخ بيرت بغضب: لا لن أقف هكذا وأرى أخي يقتل أمامي!
وتوجه للجزء المتحكم بالحاجز ليتخشب محله حينما قال الملك بغضب: هذا أمر من الملك بيرت.
هنا أصدر قراره النهائي فما كان عليهم سوى المراقبة بصمت…
بالخارج.
تطلع لوكاس لذلك الكائن العملاق المتوهج جسده بالنيران المشتعلة التي تتسرب من داخل جسده ليعلم بأنه لن يتمكن من أستخدام طاقته فهذا الشيء المخيف يتغذى على النيران…
خطف نظرات لروكسانا ليجدها مازالت تجاهد للبقاء فصرخ بها قائلا بخوف: تماسكي عزيزتي.
وبدأت المعركة بينه وبين الكائن الضخم وضحكات لومان تعلو المكان بأكمله.
فتح فمه العملاق بصوتٍ تخلع له القلوب حتى روكسانا بكت خوفاً عليه. تخفى لوكاس عنه ليستنزف طاقته ولكن هيهات لم يفلح الأمر…
شعرت روكسانا بنيران تحاوط جسدها لترى أشعة صفراء تحاوط جسدها سريعاً ليصبح جرحها مرئي لا وجود له حتى آلمها أختفى نهائياً تحت نظرات صدمة لومان المراقب لما يحدث فطعنة سيفه لم ينجو منها أحداً. تزايد شعور الملك بالخوف وهو يرى ما يحدث مع البشرية تحت نظرات لومان…
حتى لوكاس كان يخطف لها النظرات بخوف مما سيتمكن لومان من فعله…
وقفت روكسانا والأشعة الصفراء تحاوط جسدها بأكمله فربما تشعر بأنها بأفضل حال، ولكنها تراجعت للخلف بزعر لا مثيل له حينما رأت لومان يقترب منها بغضبٍ جامح ورغبة القضاء على ما بداخلها تلوذ عيناه…
خرج صوت ضي برجاء: أرجوك أبي دعني أساعدها
لم يتحدث الملك فقط التزم الصمت وهو يراقب ما يحدث بسكونٍ تام.
أسرع لوكاس من النيران الملتهبة ليصبح جوار روكسانا ليحارب لومان ولكن هيهات لم يتركه ذلك الكائن المريب بنيرانه المتدفقة فخشى أن يعرض حياتها للخطر فابتعد عنها ليحاربه بعيداً عنها أذاً عليها محاربة لومان بمفردها!
انبطح لوكاس ارضاً لتفادي ضربة يديه القوية…
رفع لومان يديه ليلكمها ببطنها وينهى هذا المجهول الغامض ولكنه صعق حينما طار جسده بالهواء ليسقط أرضاً وتتهشم عظامه تحت نظرات استغراب لوكاس والملك، إبتسم لوكاس وهو يتفادى ضربات ذاك اللعين قائلا بأبتسامة مرح لروكسانا التي تخفى وجهها بيديها ولم ترى ما حدث لتو: أعتقد بأنكِ لم تعدي بحاجة لمساعدتي
لم تفهم ما يقول ففتحت عيناها لتتفاجئ بذلك الوحش المريب أرضاً ويتألم بقوة…
تزايدت قوة هذا الكائن الغاضب ومازال لوكاس بمرحلة الدفاع فلم يتخذ خطوة المواجهة بعد…
همس لوثر بغضب: ماذا ينتظر بعد؟
بيرت بستغراب: لن يتمكن من محاربته دون التحول! فماذا ينتظر حتى يقضي عليه؟
ضي بإبتسامة سخرية وهي تتابع ما يحدث: يخشى أن ترتعب منه البشرية.
لوثر بغضبٍ ساخر: فليفقد حياته أذاً!
راقبت روكسانا ما يحدث برعبٍ عليه فكانت السعادة تحفل وجهه وهو يراها هكذا…
فشل لوكاس بالتصدى له فكاد أن يفتك به كثيراً، وقف يفكر قليلا فماذا لو رأته هكذا هل ستخشى منه؟
لا هو لن يتحمل تلك الفكرة القاتلة هو يعشقها حد الجنون ورؤية الخوف بعيناها تجاهه ستقتله لا محالة.
زفر الملك بغضب وهو يرى الكائن المخيف يكاد يفتك به وبالفعل تلقى لوكاس ضربة قاتلة ليجثو أرضاً وتتوقف الأشعة المتوهجة على جسده ليصبح الآن سهل القضاء عليه. صرخت روكسانا بصدمة وهي تراه هكذا فبكت قائلة بصراخ: لو كااااااس
فتح عيناه حينما استمع لصوتها الباكي ليتفاجأ بوافد من نيران محرقة مصوبة عليه ليسرع بجسده فتخفى ليتفادها بنجاح.
صرخ الملك به بغضب: هيا لوكاس أقضي عليه في الحال، وقف لوكاس بحيرة من أمره فالملك يأمره بقضاء معركة ستجعله يرى الخوف بعيناها تجاهه، ولكنه بدأ بخسر طاقته وهو بهذا الجسد…
لم تفهم روكسانا ما يقصده الملك الا حينما توهج لوكاس بقوة كبيرة مزقت ثيابه ليخرج هذا الوحش الأصفر المخيف، تلتف حول جسده أشعة متوهجة من اللون الأصفر المشابه لأشعة الشمس ولكن أشد توهجاً وحرارة…
ارتعبت روكسانا مما تراه فتراجعت للخلف بذهول وخوف لا مثيل له أما هو فأقترب بجسده العملاق ليصبح أمام رفيق الظلام والنيران يرمقه بتحدى وقوة عاصفة…
أستعاد لومان وعيه ولكن مازالت الآلآم تكسو جميع جسده ليرى ما يحدث برعبٍ حقيقي، حينما رأى وحشاً مخيف يقف أمام ذلك الكائن ليصبح على مقربة من ارتفاعه العملاق، حاول ذاك الكائن الضخم أستخدام النيران ولكن كيف ذلك؟ تغلب منه لوكاس حينما أستمد طاقته بترحاب فحرص على عدم أستخدام النيران تجاهه لعلمه بأنها غذاءه الروحي…
أقترب منه بغضب ليرفع يديه الضخمة فيستهدف جزءاً كبير من جسده ثم لف زيلة المتوهج ليفتت جسده الضخم لقطع متناثرة بفضل قوة جسده القوية فتتناثر معها آمال لومان بالقضاء عليه…
إبتسم الملك بفخر قائلا بكبرياء: هكذا هو إبني
أقترب لوكاس من لومان ليتطلع له بجسده العملاق وعيناه الحارقة ليعلم لومان رسالته الواضحة له باللقاء بالحرب الفاصلة فغادر على الفور بعدما سمح له لوكاس بذلك…
استدار لوكاس ليرمقها بنظرة أخيرة قبل أن يختفي من المكان بأكمله…
خرجت ضي على الفور وتخفت معها لتظهر داخل المملكة، كان عقلها مغيب عن الواقع بعدما رأت هذا الوحش المخيف. كيف بأمكان لوكاس أن يكون وحشاً هكذا؟
لا تنكر الخوف النابض بقلبها بعد رؤياه…
بعد صراع قضاة لوكاس مع ذاته هبط بمكان المفضل تحت شلال المياه البارد ليظل كما هو بجسده العملاق…
ظل لوقتٍ طويل هكذا يجلس بصمت وشرارة جسده مازالت منبعثة بلهيب.
: علمت بأني سأجدك هنا
قالها صديقه لوثر وهو يقترب منه حاملا زيه الملكى، وقف لوكاس وتحول لطبيعته ثم جذب ثيابه ليرتديها بصمتٍ تام…
رفع لوثر يديه على كتفيه قائلا بهدوء: لا بأس لوكاس كان عليك ذلك.
جلس ومازال الصمت حليفه إلى أن قطعه قائلا بحزن: رؤية الخوف بعيناها كانت أشبه بالموت
جلس جواره قائلا بهدوء: ستعتاد على الأمر
إبتسم لوكاس بسخرية: لا أعتقد ذلك
قاطعه لوثر قائلا بثقة: رأيت الحب بعيناها لك لوكاس لذا ستتقبل الأمر أعدك بذلك
أشار له لوكاس بتفهم فوقف لوثر قائلا وهو يهم بالخروج: هيا لنعود للمملكة
ظل جالساً كما هو فقال بخفوت: عد بمفردك، أنا بحاجة للجلوس بمفردي.
لوثر بتفهم: حسناً ولكن لا تتأخر بالعودة فالملك بأنتظارك
أشار له بخفوت فغادر تركه بمفرده كما أراد…
بجناح لوكاس…
تراقبت عودته بأحاسيس مضطربة للغاية، صبر وخوف بآنٍ واحد، لا تعلم من سيربح بتلك المعركة، هل سيتمكن منها الخوف؟
نعم كانت تعلم بأنه يمتلك قوة كبيرة ولكن لم يكن بأوسع مخيلتها ما رأته.
أنقضي الليل ومازالت تجلس على الفراش بحزن تأبى الحديث مع ضي التي حاولت جاهدة التحدث معها لتناول طعامها ولكنها شاردة الذهن يخيم عليها السكون، طاف عقلها ما حدث لتتفحص مكان جرحها بذهول ومعه يتزايد خوفها من القادم. ماذا تحمل بأحشائها؟
وهل سيشكل خطر على حياتها حينما يخرج لهذا العالم المريب، نعم فمصيرها مازال مجهول بهذا العالم وذاك الكوكب المريب. (كيبلر 452 بي، )، ذاك العالم الذي جعلها تلمس حقيقة وجود قلبٍ يسرى بداخل جسدها. نعم هي عاشقة لكائن ليس من البشر ستحاول جاهدة لتقبله أينما كان…
لتكتمل شرارة لهيب العشق الحارقة بقصة فريدة من نوعها…
التعليقات