رواية نفق الجحيم الفصل الرابع عشر 14 بقلم ريناد يوسف
رواية نفق الجحيم البارت الرابع عشر
رواية نفق الجحيم الجزء الرابع عشر
رواية نفق الجحيم الحلقة الرابعة عشر
وقف اخيراً عبد الصمد وشام وقفت هى كمان معاه بعد ماطلعوا عن حدود البلد،ا
وتلفتت شام شمال ويمين وبعدها خدت نفس وهي واعيه أبوها عيمدلها يده، وبيد عتترعش حطت يدها فيده وإتحرك بيها ناحية شريط القطر، وطلعوا الزلط وقعد عبد الصمد فنص شريط القطر وشد شام عشان تقعد هي كمان، وكان الشريط اللي القطر عيعدى فيه في الوكت ديه قاصد وجه بحري، وقعدت شام جاره فنص شريط القطر بالظبط، واتربعت وفضلت تدعي ربها إنه يسامحها ويغفرلها كل ذنوبها والصوت عيترعش رعش من رهبة الموقف، وعبد الصمد مكانش قادر ينطوق، بس طول الوكت عنيه تسرسب في الدموع وباصص لبكرية قلبه اللي الخوف خلاها إتكمشت وبقت كيف القمريه، وفدقايق قعدها وهو باصص عليها عدى قدام منيه شريط حياته كله من يوم مااتولدت شام وشالها اول مره وكبر فودنها وشم ريحتها.. شاف روحه وهو عيناغيها، وشاف لما كبرت هبابه وهو واخدها فكل موطرح يروحه وهو وشايلها فوق كتافه وكانت تلاغي الطير الفايت وتضحك للهوا كيف ماعيقولوا، وكل الناس كانت تشيل وتحط وتحب فيها من حلاتها وخفة دمها وحلاوة لسانها.. وبعد ماكبرت وشاف إنها وارثه كل حاجه منه الطبع والشكل وحب نفس الحاجات اللي عيحبها، إتوكد إنها هي الوحيده اللي دوناً عن بناته اللي صوح ينطبق عليها قولة حته منه.
شدها عليه وخدها فحضنه وضم جسمها اللي عيترعش لجسمه اللي عيترعش اكتر منها لان هو كمان مكانتش حالته تقل عن حالتها سوء.. فضلت شام شويه فحضنه وبعدها بعدت عن حضنه وهي حاسه بصليل في الحديد بتاع شريط القطر وإهتزاز، وديه دليل علي إن القطر جاي وإنه علي مسافه قريبه منهم فقالت لابوها بحروف متقطعه:
خلاص يابوي إطلع إنت من بين القضبان القطر جاي.
عبد الصمد بص لناحية القطر وحس هو كمان بذبذبات الحديد وبص لشام وفضل يتلفت حواليه كأنه تايه، وبعدها رجع شام لحضنه مره تانيه ومسكها جامد وهو عيقولها:
له مش ههملك هنموتوا سوا.. هروح معاكي ياشام منين ماتروحي مش ههملك متخافيش.
ردت عليه شام وهي عتحاول تبعد عنيه وتزيحه باديها التنين بكل قوتها بره قضبان القطر:
إيه اللي عتقوله ديه يابوي! كيف تموت معاي طب وامي واخواتي يعملوا ايه من بعدك وإنت ذنبك ايه تموت طيب؟
عبد الصمد رد عليها بألم:
وانتي يعني كان ذنبك ايه يابتي، زي مانتي هتموتي من غير ذنب ياشام.. خليني اقاسمك في المكتوب يابتي.
شام بخوف علي ابوها:
طيب وخياتي يابوي مين ليهم من بعدك، مين يحامي عليهم لو إنت هملتهم؟
رد عليها بصوت عيرجف: واني يعني لما كنت قاعد حاميت عليكي ولا نفعت بحاجه ولا شلت عنك اذي ياشام.. اني زي قلتي يابتي مليش عازه.. ومن بعدك هموت كل يوم بالهبابه..اسكتي ياشام وخلينا نروحوا سوا مههملكش تموتي لحالك.
خلص حديته وضم شام لصدره ودفن دماغها فيه وهو واعي كشاف القطر بان من بعيد، وغصب عن شام رفعت راسها وشافت القطر جاي وحِس بكاها على، ومسكت فأبوها وتبتت فيه بخوف من الموت عمره مايضاهيه اي إحساس بالخوف من اي حاجه في الدنيا.
وثواني وسمعت شام صوت صفارة القطر عتصفر بدون توقف، كيف مايكون عرفها وحس إنها صاحبته اللي عتستناه كل يوم وعيصرخ عليها عشان تبعد من قدامه.
وفضل القطر يقرب ويصرخ وشام تصرخ وابوها يترعش ويقول يارب سامحني، وفاخر لحظه وكان بينهم وبين القطر يادوبك كام خطوه وإتفاجئت شام بأبوها عيتدحرج بيها بره قضبان القطر ويادوبك طلعوا براهم والقطر عدى من جارهم وهواه طير خلجاتهم ورجف روحهم.
شام بعد ماعدى القطر رفعت راسها من حضن ابوها اللي كان ضاممها ليه بخوف وسألته:
ليه يابوي عيملت إكده! عتبعدني ليه عن الموت بعد ماكان قريب مني، ليه هتخليني استناه من تاني؟ دا انتظار الموت واعر قوي يابوي.
عبد الصمد:
الظاهر ان لينا لسه لقم في الدنيا يابتي.. اني جه علي بالي واحد هو الوحيد اللي هيقدر يبت فمشكلتك ويشوفلي حل فنصيبتي.. وإن ديه ملقاش الحل يوبقي ملهاش اي حل يابتي.
شام بإستغراب: مين ديه يابوي؟
عبد الصمد: انتي متعرفيهش يابتي ديه حلال العقد.. بس ادعي ربك تتفك عقدتك علي يده.
وقام عبد الصمد وقومها، وراح علي المحطه وقعد يستني أول قطر رايح لبلد الشيخ العادل اللي ياما سمع عنيه وعن حكمته وراجحة عقله.
ساعتين وبعد اذان الفجر بالظبط جه قطر ووقف علي المحطه، وقام عبد الصمد وقوم شام عشان يركبوا القطر، وبمجرد مالقطر قرب وحطت شام رجلها فيه من جوه حست برعشه فجسمها كيف ماتكون حبيبه دخلت لقلب حبيبها.
وركبت شام القطر اللي ياما حلمت إنها تركبه وتدخل جوا قلبه وتشوفه من الداخل، وياه علي فرحة قلبها لو كانت ركبته فظرف غير داي وفوكت سابق، لكن للأسف دايماً الحاجات الجميله فحياة بعض الناس عتاجي متأخره ومش فميعادها خالص.
بصت شام من شباك القطر وهو ماشى وشافت البيوت والنخل والشوارع عيجروا كيف عمرها اللي عدي وهي غفلانه وممدياش خوانه إنه قصير ولازمن تتمتع بكل دقيقه فيه.. لكن ربنا ليه حكمه بإن الانسان ميعرفش قضاه عشان مياخدش حذره.
عدى القطر محطتين والتالته وقف فيها وقام عبد الصمد ومد يده لشام عشان تقوم معاه.. وشام قامت، وحطت يدها فيد ابوها، ومشت معاه بطاعه كيف ماسيدنا إسماعيل طاع ابوه إبراهيم ووافقه على دب حه.. بس الاختلاف إن سيدنا إسماعيل وافق ابوه على أمر ربه، أما شام فوافقت أبوها علي امر العادات والتقاليد وحكم العجز قدام العار مع إن اللي المفروض يركبهم العار علي عملتهم السوده عايشين وهيكملو حياتهم، وكأن اللي عيملوه شيئ طبيعي وغريزة مش محكومه بأي أحكام شرعيه ولا فيه قيود تتفرض عشان تعاقبهم!
قامت شام مع ابوها، وإتمشت في القطر لغاية بابه وطول ماهي ماشيه ايدها الحره عتمشي علي كراسيه وتلمس كل حاجه تطولها فحركة وداع للمُحب المخلص.
ونزلت شام وراحت مع ابوها موطرح ماواخدها ومعارفاش هي رايحه وين ولا جايه من فين، ولا مين اللي أبوها قالها إنه هيروح يحط رقابهم بين أديه، وهو الوحيد اللي فيده يرفع الروس أو يوطيها لباقي العمر بكلمه وحده منيه وحكم محدش هيقدر يخالفه!
وفضلوا التنين ماشيين فشوارع تشيلهم وشوارع تحطهم وأبوها كل هبابه يسأل حد عن عنوان الراجل ديه ويدله اللي يسأله علي شارع يمشيه ويخلصه وفآخره ويسأل واحد تاني..
وفالاخر وصلوا لشارع ووقفوا قدام مندره واسعه مفتوحين بيبانها التنين واللي بره يقدر يشوف اللي جواها.. كانوا قاعدين كام راجل، وفوسط القعده فوش الباب كان قاعد شيخ كبير دقنه كبير واوبيض ووشه كان عيشع نور.
شام بصلها ابوها وبأمر قالها:
نزلي ياشام شالك علي وشك وغطيه..
وشام عيملت إكده وهو مسكها من يدها ودخل بيها المندره وبعد مارمى السلام قال بحسه العالي:
السلام عليكم ياأهل السلام.. غريب وجاي طالب العون وواقع فعرض أهل الهمم وناخي الشيخ جاهين.. ياتري هو وسطكم ولا مقاعدش؟
خلص كلامه ورد عليه الشيخ اللي كان في النص بحس عالي:
وصلت يابوي والشيخ جاهين اهل للنخايه ويده دايماً ممدوده بالعون.. أطلب تُجاب.
عبد الصمد: عرضي نهشته ديابه سعرانه وصبغت عمتي ومخدتش منيهم غير كل باطل..وضاع الحق مع عديمين الدين والشرف.
الكل همهم بصدمة ومنهم اللي إتصعب ومنهم اللي دعا ربنا يستره ويستر ولاياه، وجاهين غمض عنيه بحسره وبعدها فتحهم وقال بحسه العالي:
حكيم.. خد ياولدي المستوره ووديها السرايه حدا امك واختك وخليهم يكرموا ضيفتهم مليح، وقول لامك ضيفتك مكروبه متهمليهاش على هوا نفسها من غير ماتضايفيها باللي يسد جوعها وتحدتيها باللي يطمن قلبها.
حكيم بطاعه: حاضر يابوي.. وإتقدم عن شام وعيونه في الارض وقالها: إتفضلي معاي ياخيتي..وخدها ومشي
جاهين: وإنت يابشندي اعمل كباية شاي قوام للراجل الطيب ديه عشان يشربها ويحكيلي اللي حوصول من البدايه.
وانتوا ياأهل الخير كل واحد تصاحبه السلامه علي داره فصلكم خلص وخلاص كل حاجه بقيت عال العال.
وابتدا الكل يطلع وابتدت المندره تفضي الا من الشيخ جاهين وعبد الصمد وبشندي وغازي..
جاهين: غازي قوم إقفل البيبان بتاعة المندره وروح شوف حالك بره وشوف وراك ايه؟
غازي: ليه ياعمي ماخليني معاك واشوفك هتحكم بإيه عشان اتعلم منك!
جاهين بتفكير: طيب خليك واتعلم بس الكلام اللي هيطلع دلوكيت يتبلع في البطن وميطلعش وانت صفيان مع حد.
غازي: عيب ياعم هو اني عيل ولا ايه!
جاهين مردش عليه وبص لعبصمد وقاله: هاه يا ياشايل الهم للممات احكيلي.
وابتدا عبد الصمد يحكي ومع اول كلمه دخل حكيم من بره وقفل باب المندره وراه من تاني وسمع الحكايه معاهم من طقطق لسلامو عليكم.
خلص عبد الصمد الحكايه ورفع راسه لقي كل الروس مطاطيه قهر من اللي سمعته، والشيخ جاهين عيمسد علي لحيته بتفكير وبصله عبد الصمد بترجي وقاله:
إيه حكمك ياشيخ العدل ونصير المظلوم؟
اتنهد جاهين وقال لعبصمد.. الحكم ديه عايز تروي ياابو البنات وخصوصي وإن دم بتك وذنبها متفرق علي تلات مجرمين.
عبد الصمد: واني محداييش وكت للتروي ياشيخ، اني ريحة بتي فاحت في البلد ويا الستر.. يا الطَم.
بص جاهين لحكيم ولده اللي في الفتره داي كان عيعده للمشيخه وسأله:
قولت ايه ياحكيم في الحاله داي، الحكم العادل من وجهة نظرك يكون ايه؟
رد عليه غازي: وليه حكيم اللي يقول رأيه.. شيخ المستقبل هو اللي يقول وتشوف حكمه زين ولا شين.
جاهين:طيب قول ياشيخ المستقبل.
غازي اتربع واتنحنح وبصوت رخيم قال:
اني رأيي إننا لو جوزناها لواحد منهم نبقوا عنظلموه دوناً عن الباقيين، وهيكون هو اللي شال الليله كلها لحاله، فأني رأيي إن كل واحد فيهم يتجوزها هبابه ويطلقها يعني تلف عالتلاته عشان كل واحد فيهم يكون شال نايبه من الغلط.
جاهين بصله وفتح عنيه علي وسعهم وزي منيه عيمل حكيم وعبد الصمد.
جاهين بعد مافضل باصص لغازي بصه خلته معارفشي يعمل ايه من الاحراج وحس انه قال كلام مايتقالش، فك غازي رجليه وقعد زين وسكت وهو حاسس بالحرج.
جاهين:
قول حكمك إنت ياحكيم.
حكيم: بص يابوي.. اني رأيي من رأي غازي إن التلاته مذنبين والتلاته لازمن ياخدوا عقابهم، وعقابهم يكون دفع مبلغ مالي يضلعهم ويضلع اهلهم عشان يعوفوا إن الربايه الخايسه عتخسر، والفلوس تروح لعم عبد الصمد.
اما بالنسبه لشام فيتجوزها اللي قاعد منهم، واللي هو واد المقاول.
أما التنين الباقيين بمجرد رجوعهم للبلد بعد مايعقد واد المقاول علي المستوره ويتطمنوا انهم نفدوا منها ، يعقدوا علي بنات عبد الصمد التنين، وديه لانهم محدش هيقيم عينه عليهم ويبصلهم ولا حد هيرضى يتجوزهم بعد اللي اتعمل فاختهم، فحتي لو شام اتسترت هيقعدوا التنين فرقبة الراجل الغلبان.
جاهين بتفكير: كلامك زين ياولدي.. بس دول حشاشين واخلاقهم شينه وبكده البتين هيكونوا اتظلموا من غير ذنب!
حكيم: وهي شام كانت إتظلمت بأي ذنب يابوي..وهما كمان طالهم الظلم زيها من غير ذنب.. وجايز لما العيال داي يلاقوا حريم معاهم حلالهم يمنعوهم إنهم يأذوا عشرات زي شام ويعملوا العمله ويهربوا، ويمكن يكون طيش شباب وغلطه وتروح لحالها وخصوصي إنهم عيال مقفلوش العشرين لسه.. يعني الطيش راعيهم وراعي خطاويهم..وبعدها هينصلح حالهم.
ياما ناس فأول عمرها كانت شياطين وتابت وبقي ينضرب بيهم المثل في التقوي والخوف من الله.
إتبسم جاهين وهو عيتطلع لولده وعجبه حكمه وبص لعبصمد وسأله:
إيه رايك فكلام ولدي حكيم ياعبد الصمد.
عبد الصمد: والله القول والشور ليك انت ياشيخ واللي تشوف فيه الصالح اني راضي بيه وباصم بالعشره.. إنت أكيد ادري مني اني مخي مطووش معارفشي راسي من رجلي، ولا عارف ايه اللي لازمن ينعمل وايه اللي مينعملش. يعني اني من ايدك داي لايدك داي وفصل واني البس.
جاهين: يوبقي نمشوا بشور حكيم ونستروا التلات ولايا ونقطعوا اي لسان يتلسن على عرضك. ودلوك قولي اسامي اللي اهل العيال الطايشه داي عشان اشيع عليهم واجيبهم وافصلهم بفلوس تعلمهم الادب.
وفعلا عطي عبد الصمد الاسامي للشيخ جاهين وجاهين شيع اتنين من الغفر لبلد عبصمد بالاسامي وطلب منهم ميعاودوش من غير حد فيهم.
وبدأ يضايف عبد الصمد ويطمنه ونجح هو وحكيم إنهم يطلعوه من الحاله اللي هو فيها ويحسسوه إن نصيبته ليها حل بعون الله.
اما قبل سابق في السرايا حدا تماضر وغاليه بمجرد دخول شام عليهم مع حكيم..
حكيم بلغ امه رسالة أبوه وهملهم وطلع، وتماضر بصت لشام وقالتلها:
تعالي يابتي اقعدي واقفه ليه.
تماضر: قربي ياضيفة الشيخ البيت بيتك وموطرحك واحنا حداكي ضيوف.. قربي يابنيتي واكشفي عن وشك وخليني اشوف طلتك البهيه.
شالت شام الشال عن وشها ببطئ وكشفت عن وشها وتماضر سمت وصلت على النبي وقالتلها:
اللهم بارك.. ايه الحسن والجمال ديه كله، ربنا يحفظك من العين يابتي.. قربي تعالى سلمي عليا باليد وخليني اشوف ليه وشك الحلوا ديه لونه مخطوف، وليه متلفلفه بالسواد وانتي لساكي طالعه للدنيا جديد وفعز عمر الفرحه !
قربت شام منها وسلمت عليها وميلت على يدها حبتها وتماضر ضمتها ليها وحضنتها لما جست يدها المتلجه اللي عترجف.
تماضر وهي حاضنه شام:
هوني على روحك يابنيتي وهدي حالك مهما كان اللي انتي فيه محلول بعون الله علي يد الشيخ جاهين..
شام: يارب ياخاله يكون اللي اني فيه ليه حل مع اني مافتكرش.
اما غاليه فكانت واقفه جار باب الموطبخ جار زبيده لما شام كشفت عن وشها وفضلت ساكته شويه متتكلمش وبعدها ميلت علي زبيده وهمستلها:
زبيده هي داي بت صوح؟
زبيده وهي باصه لشام بإعجاب: إيوه بت اومال ايه مشايفاش الحلا يعني ياغاليه!
غاليه: ماعشان اني شايفه الحلا عسألك ياقزينه واقولك لما داي بت آااااني ابقا اييه؟
زبيده بضحكه: انتي توبقي تمساحه ياتمساحه.
غاليه: دلوك بس صدقت وآمنت يازبيده وعرفت إن أمي علي حق.. يابوي ايه البنته العتلعلط داي؟
زبيده: صلي عالنبي هتنشي البت عين تكوميها ياقزينه.. همي معاي نجهزوا لقمه للبنيه اللى شكلها مداقتش الزاد بقالها ايام داي وبالعافيه صالبه طولها.
ودخلت غاليه وزبيده الموطبخ وهملوا تماضر مع شام لحالهم.
تماضر: احكيلي يابنيتي عن وجيعتك وخليني اشيل معاكي باين عليكي شايله حمل اكبر منك.
وبدأت شام تحكيلها عن كل اللي حوصول وبعد ماخلصت كانت دموع تماضر مغرقه وشها وشالها وشهقاتها طلعت زبيده وغاليه من الموطبخ يشوفوا مالها جرالها ايه.
غاليه: مالك يمه عتبكي كيف اللي ماتلها عزيز إكده ليه.. وانتي ياصبيه مالك هتموتي من البكا ياقدري.. مالك يابوي وحدي ربك مفيش حاجه تستاهل وبلوتك هينه بعون الله.
تماضر من بين دموعها:
همليها فحالها ياغاليه وهمليها تنفس عن همها بالدموع عشان شغلتها مش هينه ابداً.
غاليه: بس هتموت من كتر النفيس إكده يمه..قومي ياخيتي قومي هحميلك هبابة ميه اتشطفي وشيلي التراب ديه من فوق جتتك وهجيبلك غيار من حداي..يلا عشان تاكليلك لقمه.
شام بياس: همليني ياصبيه بالله عليكي اني مفياش حيل اقوم من موطرحي ولا عايزه اتشطف ولا اغير ولا ليا نفس آكل حتي.
تماضر: معلهش يابنيتي اسمعي كلام خيتك وقومي معاها وهيحلها الحلال بعون الله.. قومي عشان خاطر المره العجوزه العاجزه اللي قاعده قبالك داي واللي مفيش فيدها غير إنها تدعيلك.
شام: حاضر يمه هقوم عشان خاطرك.
وقامت بالفعل شام مع غاليه واتسبحت وحست إن ربنا اداها النهاردة فرصه تانيه عشان تعيش.
أما حدا المقاول فبيته الصبح بدري قبل مايطلع على شغله لقي مخلوف واقفله علي باب البيت عينادم عليه..
توفيق: ايوه يامخلوف تعالا فيه حاجه ولا ايه؟
مخلوف: فيه تنين عايزينك بره وعيقولوا إنهم مرسال جايلك من بلد تانيه.
توفيق قام وهو مستغرب وراح على مخلوف وسأله:
مرسال من مين وايه اللي جايبهم على ريق النوم إكده!
وإستغفر ربه بقلة حيله لما باله راح إنهم ممكن يكونوا جاين من طرف عبد الصمد وإن الحكاية مش هتخلص بقرشينات كيف ماعقله حدثه.
طلع توفيق للراجلين ووجه كلامه لواحد منهم وساله:
صباح الخير يابو عمو.. قولي إنت مرسال من مين يابلدينا؟
رد عليه الغفير:
مرسال من بلد الشيخ جاهين شيخ بلد(…..) وطالبك لمجلس فصل في التوا والساعه إنت وتنين تانيين معاك.
توفيق هز دماغه بأسى:
اشهر من نار على علم فوق جبل عالي يابوي مين اللي ميعرفش الشيخ جاهين بس… حاضر يامرسال الحق جاي معاك طايع وملبي.
وراح معاهم توفيق وخدوا معاهم ابو همام وابو السيد.
ووصلوا حدا الشيخ جاهين وفصلهم قدام عبد الصمد بالفصل اللي خلى الكل عقولهم شتت ولكن مقدروش يعترضوا.
جاهين: هاااه شايف فعنيكم إن الكلام ملاددش عليكم؟!
توفيق: له ياشيخ حاشا لله حد يعترض علي فصل شيخ الشيوخ.
ابو السيد: إيوه منتا متعترضش عالفصل عشان إنت مش خسران حاجه ولدك وهيتجوز وفلوس ومعاك بالكوم وتدفع ولا شي يضلعك.. انما احنا الغلابه نجيبوا الفلوس داي كلها من وين، داني عن نفسي هعوز ابيع قيراطين من حتتة الارض اللي حيلتي وشقيت عليها العمر بحاله.
همام: واني شرحك والله ياخوي.. ياشيخ بكفايه إن العيال يتجوزوا البنته وخلاص علي إكده ومعاوزينش منهم شوار ولا اي حاجه.
جاهين: له يابو الزين لازمن تخسر من اللي قعدت تجمع فيه وتسعى لإمتلاكه ونسيت وإنت عتسعى ع الفلوس وحوز الأرض تربي ولدك.. لو كنتوا ربيتوا ولادكم زين كان زمانهم بقوا زرعتكم الأصيله الزينه ودراعهم كان بقالكم مدرار دهب.
الخلاصه أني حكمت وعايز اشوف مين رضى بالحكم ومين نعملوا عليه حق عرب.
توفيق: اني موافق.
ابو همام من غير نفس: واني كمان.
السيد: واني زيكم يعني هي جات عليا!
وقاموا التلاته روحوا بلدهم يشوفوا هيعملوا ايه ويتصرفوا كيف.
أما قبل سابق فبيت عبد الصمد…
فتحت دهب عيونها وبصت لموطرح شام وشافته خالي وعرفت إن عبد الصمد خدها للمحتوم وقعدت علي حيلها وإبتدت مراسم حزنها المكتوم.
بكت وصرخت بس وهي حاطه اديها التنين على خشمها عشان محدش يحس ولا يصحى ولا يسمع.. لكن هيهات.. لانهم يادوبك كام دقيقه بالظبط ولقت بسيمه داخله عليها الاوضه وبمجرد ماشافت موطرح شام خالي صرخت وقالت بووووووه.
وعلي حسها صحيت بشاير وهي كمان صرخت معاهم علي اختها اللي فرشتها فاضيه.
اما حدا توفيق فبيته.
كرار بحسه العالي:
له يابوي حرام عليك اوعك تظلمني وتلبسني غلطة همام.
توفيق: وإنت مغلطتش معاهم اياك!
كرار:غلطت مش هنكر بس غلطي مش كد غلطهم.
توفيق:
كد غلطهم اقل اكبر الحكم صدر واني قدمت السمع والطاعه.
اني مش همشي بحكم ظالم.. ليه محكمش علي اي حد غيري انه ياخدها واني اخد وحده من اخواتها، اشمعنا اني اللي آخد المعيوبه؟!
توفيق:
هتاخدها وترضي بالحكم ورجلك فوق رقبتك احنا رضينا بالحكم وقولنا امين قدام الناس هتصغرني؟
كرار : اني لا ليا دعوة بحكم ولا بكلام فاضي اني البت الفاجره اللي عتطلع فنصاص الليالي من دارها داي متلزمنيش وبعدين مش اني اللي ابتديت بيها وخدت شرفها لاول.
توفيق بغضب: عقولك ايه ياكرار اللي اتحكم بيه هيمشي ومعاوزش كلمه في الموضوع ديه تاني، واحمد ربك انها جات علي كد اكده والموضوع اتلم من غير فضايح واسمع ياشرقي واسمع ياغربي ومتجرسناس في البلد.. ولا انت عتحب الجرس والفضايح؟
كرار اني لا عحب الجرس ولا الفضايح اني قولت اللي حداي وخلاص..قال كلامه وهم عشان يطلع من البيت لكن حس ابوه وقفه وهو عيقوله بغضب
: اقف عندك..
عليا الطلاق ماتتحرك خطوه من موطرحك لغاية مااعاودلك.. قالها ودخل علي اوضة امه عديله اللي من أول مادخل أوضتها قدامها صرخت بخوف لما عرفت هيعمل ايه وقالت:
بوووه ياتوفيق له ياولدي..
وبصت علي كرار وقالتله:
غور ارمح ياواكل امك رايح يجيبلك البندقه ويبن.. دقك غور وخليها تتطلق امك ميعملش حاجه بدال ماتموت.. وحوريه سمعت كلام عديله وراحت علي الاوضه ورا توفيق و شافته عيجيب في البندقه بتاعة ابوه المتعلقه علي الحيطه صوح، وطلعت جري علي كرار بخوف وقالتله:
ارمح علي بره قوام ياولدي ابوك النوبادي هيموتك صوح.. اجري علي ابو دراع خليه يدسك منيه.. اجري ياكرار ابوك عيطلع يحط طلقه فراسك من غير تفكير.. إطلع ياولدي وإنفد بعمرك وكل حاجه بعد العمر هينه.
كرار سمع كلام امه وجري بكل سرعته ويادوب طلع من البوابه بتاعة البيت كان ابوه طالع من الأوضه ورفع البندقه وضرب طل. قه وراه خلت الكل صرخ بخوف لكنها مجاتش فيه وقدر يطلع بره البيت والجنينه خالص..
توفيق بعد ماطلع كرار بص لحوريه وقالها:
سمعتي إني حلفت عليه يمين طلاق صوح؟
حوريه عتبكي بخوف ومردتش لكن اللي رد عليه امه عديله:
ايوه سمعت، وكلنا سمعنا واني شاهدة
توفيق: حيث إكده انتي طالق ياام الحشاش.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نفق الجحيم)
التعليقات