رواية الهجينة الجزء الثاني للكاتبة ماهي أحمد الفصل الثالث والخمسون
فلتتذكري ياذات العيون الأَسره أنتِ من وافقتِ على أسري لكِ بكامل أرادتك وأنتِ من وافقتي أن تتراقصي على الحان حبي، ليس هناك من أرغمك فقد أتيتِ برغبتك.
ما يحدث هنا من توتر الأجواء ليس كأي توتر بل اشتعال، اشتعال النيران بكل مكان الكل يهرول ناحيه الطريق الذي يبعث منه النيران فأتت أمرأه من أهل القريه تسأل أحد الرجال
في أيه يابني؟
اخبرها مسرعا كي يكمل طريقه: بيقولوا ان فريد اللي كان هيتجوز شمس بنت عيله الصاوي ح رق بيت عيله مامتها القديم وكل عيله الصاوي هناك دلوقت.
شعرت المرأه بالشفقه حقاً تتبع أثر الرجل بعينيها: استر يارب انا برضوا قولت الحكايه دي مش هتعدي على خير أبداً
هرولت زهره الى منزلها القديم تطالعه والحريق يأكل جدرانه يتحول الزرع الأخضر أمام منزلها الى رماد لم تقدر قدماها على تحملها الكل يساعد في أطفاء الحريق تناول غدير دلو الماء الى بدر وحسان لأخماده أتى الطبيب يهرول من خلفها قائلاً والدهشه تملىء عينيه: الحريق ده حصل ازاي؟
طالعته والدموع تقبع بعينيها: معرفش ياعلي معرفش، البيت اتحرق والزرع اتاكل والحريق مابيطفيش كل اهل القريه بيقولوا أن فريد حرقلنا البيت عشان ينتقم من اللي عملته فيه بنت المهدي
قالت جملتها تطالع تلك الواقفه مقابلها بعتاب تقدمت شمس ناحيتها خطوه وأثنت ركبتيها تطلب منها برجاء نابع من عينيها قبل لسانها: قومي ياماما ماتقعديش كده في الشارع.
لم تستجب لها ثم سمعت صوت يأتي من خلفها صوت عالي نسبياً حتى يصل لها: قومي من مكانك يازهره ماتفرجيش اهل القريه علينا
استدارت تطالعه لتجده ياسين يسند بظهره على موتوره الخاص بهِ يأمرها بالوقوف فألقت بنظراتها الملامه عليه: مش كفايه أنتَ السبب في اللي احنا فيه كمان الشماته باينه في عنيك.
مسح على عنقه بتعب يقترب منها وظلت هي ثابته لم تتحرك وكأنها ترسل لهُ بأنها ليست خائفه استرسل حديثه ساخراً: أخص عليكِ يازهورتي أنا برضوا اشمت في حماتي، مكانش العشم انك تقوليلي كده شيفاني قليل الأصل ولا ناقص ربايه
هربت بعيونها تنفي ماقاله: انا ماقولتش انك ناقص ربايه
برزت ابتسامه جانبيه على وجهُ قبل أن يقول: بس ماقولتيش اني مش قليل الأصل.
زاد اقترابه منها يجلس القرفصاء يهمس بأذنها بشيء جعل الدماء تغلي بعروقها تابع بعد أن ابتعد يصعد الى موتوره ويرتدي خوذته السوداء ساخراً: وعشان أبقى صادق معاكي يازهره
غمز لها بطرف عينيه يضغط على دواسه موتوره: أنا فعلاً ناقص ربايه
ثارت ثورتها أمام اقواله التي همس بها بأذنها وبان هذا في صرختها بأسمه تتتبع أثره بعينيها وهو يبتعد عنها: ياسين
–
منذُ أسبوع مضى…
يقف كل منهما الأن على أعتاب منزل مشيره بالقاهره كانوا بأنتظارها لفتح الباب أما عنها تقف خلفه شارده بما حذرها منذ قليل:
أوعي تحبيني ياشمس اليوم اللي هتحبيني فيه هختفي من حياتك فيه ومش هتشوفيني تاني
فاقت على صوت مشيره المنبه:
ادخلي ياشمس واقفه عندك ليه؟
قالتها بود مزيف تبرر تأخيرها:
اسفه اني أتأخرت عليكم في فتح الباب اصل كنت نايمه.
قالت كلماتها مما جعل شمس تجمدت مكانها بسبب ماوقعت عليهِ عيناها ترى مشيره تقوم بتقبيله أمامها من على وجنتيه بترحيب تضمه اليها بحب وهي تقول:
احسن حاجه عملتها أنك اتصلت بيا وقولتلي أنك هتبات عندي بس مكنتش اعرف ان شمس جايه معاك
عادت تنظر الى شمس وأمام نظراتها الرافضه لكل ما يحدث وجدت نفسها تقول:
أنا تعبانه وعايزه أنام
تحركت مشيره خطوتين ناحيتها تطالعها بنظرات متحديه:
اي ده كده على طول!
مش لما تشربي حاجه الأول ولا أنتِ زعلتي ياشمس أني ببوس ياسين قدامك
كانت تطالع مشيره بأنزعاج شديد شعرت شمس بالارتباك ارتجف جسدها دون أن تشعر فلاحظ ياسين ارتجافها حاوط كف يدها بعدما لاحظ ازعاج مشيره لها فقال ما يثير استفزازها:
مش عايزك تبقي قلقانه شمس عارفه كويس أوي ان زيك زي بربروس وعلى بالظبط بالنسبالي
نزلت مشيره بعيناها الى كف يدهُ المتشبث بكفها تطالعه بانزعاج قائله تصطنع الأبتسامه:.
طب كويس انك معرفها كل حاجه لا عروستنا تغير ولا حاجه
جاوبتها شمس بتحدي بعينيها:
هو ينفع برضوا اغير من بربروس او دكتور على وانتِ بالنسباله زيهم بالظبط
سحبت شمس كف يدها من يده بأنزعاج طالبه منه الأنصراف برزت على شفتيه ابتسامه جانبيه من رده فعلها ابتلعت مشيره ريقها بصعوبه ثم تحدثت بأصرار:
لا والله مش هينفع تطلعي الا لما تشربي حاجه انتِ عايزه تقولي عليا بخيله ولا ايه
أشارت بعينيها سائله:.
تحبي تشربي بيبسي ولا شيري كولا
عقد ياسين من بين حاجببه بقرف:
بلاش البيبسي
سألته مشيره مستفسره:
ليه؟
اصلها بتفكرني بزهره
استغربت شمس من حديثه حثها فضولها للسؤال:
وايه علاقه امي بالبيبسي
جاوبها بدون تردد:
الاتنين نيتهم صودا
بان ضيقها من حديثه على والدتها، جذبها من يدها برفق يتوجه بها الى غرفه النوم استدارت تصعد معه الدرج بنار دفينه تحرق بها وقبل دخوله اغلقت الباب صافعه اياه بوجهه قبض عينيه بتأفف قائلاً:.
افتحي ياشمس
خرج صوتها من الداخل وهي تقول:
انا تعبانه وعايزه أنام
هز رأسه موافقاً وهو يقول:
طيب مش عايزه حاجه قبل ما تنامي
اخبرته دون تردد:
عايزه أنك تسيبني انام وماتخبطش عليا تاني وبكده مش هعوز حاجه
صمت لثواني ثم نطق اخيراً وهو يمسح على عنقه بتعب:
بس انا عايز
حثها فضولها ثم اقتربت من الباب ودون ان تنطق استرسل هو حديثه:
عايزك ماتناميش زعلانه واعرفي ان ابن الصاوي مابيحبش يشوفك زعلانه ياشمس.
ابتسمت ابتسامه حانيه وتركها هو وعاد الى تلك المنتظره تخبره بود:
انا عملتلك مشكله معاها ولا ايه ياياسين
فأخبرها وهو يجلس على الأريكه بتعب:
خفي شويه على شمس يامشيره
اقتربت منه تجلس بجواره:
وانا عملتلها أيه؟ هي اللي تقمصت وطلعت على فوق على طول
ربتت على ذراعه بحب:
ياسين انا حاسه انك ضعيف بيها ماتخليهاش تحسسك بأن مافيش زيها وأنها مالهاش بديل
ماتحسسني أنتِ مالك!
كلماته موحيه تضربها في مقتل تسارعت أنفاسها من فرط الأرتباك فأخبرته بتهكم:
ليه وانا عملت ايه لكل ده كل ده عشان رحبت بيك وبوستك قدامها الهانم زعلت
ابتعد عنها وأمام سؤالها ذكرها هو بحدث مر:
اسمعي يامشيره حركاتك دي لما كنتي بتعمليها مع أي بنت بتحاول تقرب مني واحنا في ألمانيا أنا كنت راضي عشان هما مايهومنيش بس دي لاء. دي شمس
نطق اخر اربع كلمات ببطىء شديد محذراً اياها استفسرت بعينيها فنطق:.
أنتِ عارفه أنتِ بالنسبالي أيه أنتِ غاليه أوي عندي وماحبش أن غلاوتك تروح من قلبي
قطبت حاجبيها وتفننت ببراعه لأبراز الدموع في عينيها:
افهم من كلامك ده ان عشره عشر سنين ممكن تروح في أي وقت عشان شمس ممكن ماتبقاش راضيه عني
استدارت تقص عليه بعتاب:.
نسيت، نسيت انا عملت ايه عشانك واحنا في المانيا، نسيت مين رجعلك عمار، نسيت عشنا ازاي هناك سوا احنا كنا هناك ايد واحده نسيت كمان الود اللي مابينا، ايه اللي جرالك ياياسين
زاد نحيبها عل تثير شفقته عليها وتكسب نقطه لصالحها بداخله مسح على وجهُ بتعب فكل كلمه قالتها لها الحق بها فهي كانت السند لأيامه العجاف فنطق بما يطيب خاطرها:.
أنا مش ناسي وعمري ما هنسى وقفتك معايا ولا الود اللي ما بينا في يوم، بس اختلافك معايا في معزتي لشمس يفسد الود كله، يفسد الود ويفسد العشره ويفسد المعرفه ويكشف أنكِ عمرك ما كنتي في يوم السند ويكشف كمان أنك عدو ليا جديد كان مختفي بضمير مستتر
عشان كده بنبهك ومابحبش انبه تاني مش عايز اخسرك يامشيره أنتِ الوحيده من بعد اهلي اللي لو خسرتها هزعل عشانها عشان أنتِ غاليه عندي
مسح دموعها من على وجنتيها بلين:.
وبطلي عياط أنا مابحبش اشوف دموعك دي وبالذات لو انا السبب فيها
لانت تقاسيمها بعض الشىء تستطيع دائماً اكتساب نقطه لصالحها فما فعلته طوال السنين العشر يشفع لها كل شىء ومع ذلك قام بتحذيرها للمره الأخيره وهو يقول:
شمس لاء
ابتسمت تضربه على كتفه بلين:
خلاص فهمت
استدارت تتحرك ناحيه المطبخ وقد استعاد وجهها ملامحه المتهكمه تخبره بنبره عاليه عل صوتها يصل اليهِ:
تحب تشرب حاجه قبل ما تنام.
أشار برأسه بالموافقه وهو يقول:
لو عندك
فبترت حديثه قبل أن يكمل:
اكيد عندي شيري كولا طبعاً
جلس هو على الأريكه بينما هي تصب محتويات الزجاجه بالكوب ولم يتخل وجهها عن التعبير القاسي بعدما أخرجت حبيبات الدواء التي تضاعف عنده حالات الهيستريا وتجعله فاقداً للشعور بنفسه
ولكن هذه المره ضاعفت حباتها فأكملت بتركيز حديثها الذي لم تسمعه الا هي:.
أنتَ عندك حق أنا بعد كده مش هقربلها بس هخللي عمار هو اللي يقربلها م وتك على أيده ياشمس.
بينما الجميع نيام تبذل غدير مجهوداً ذهنياً وهي تتقلب على فراشها حتى تأخذ حقها من النوم وما ان غفت حتى أفاقها صوت اتصال هاتفي حرمها من الساعات المتبقيه للصباح ابتسمت ابتسامه حانيه عند رؤيتها لأسم المتصل وقامت بالرد تسمع صوت شقيقها رعد يسألها عن حالها وعن حال البقيه كادت أن ترد ولكنها تذكرت تحذير ياسين لها بعدم البوح بأي شىء لكي يعيشوا بسلام ابتسمت ابتسامه حانيه بقول:.
احنا الحمدلله كلنا كويسين انتوا هترجعوا أمتى؟
تناولت ميرا الهاتف من كف رعد:
لسه شويه ياغدير مخلصناش كل اللي احنا جايين عشانه المهم خللي بالك من نفسك داغر وهدير معانا وعايزين يطمنوا عليكي
أنهت الأتصال بعد محادثه طويله بينها وبينهم
يطمئنون فيها عن حالها بعدما حادثت عمار ابنهما الصغير توجهت ناحيه الشرفه.
عند سماع صوت دراجه تمر اسفل المنزل في هذا التوقيت وقعت عينيها على بدر بدر وهو يضع المسامير أمام منزلهم تأففت بضيق ثم هرولت لكي تلحق بهِ لكي تنهيه عما يفعله:
أنتَ بتعمل ايه. أنتَ اتجننت
هز رأسه بالأيجاب ناطقاً:
اه اتجننت
كررت سؤالها مره أخرى:
بدر بجد بتعمل ايه؟
برر بدر فعله قائلاً بسخريه:
مسامير في أيدي ووش الفجر هكون بعمل ايه ما انا قولتلك قبل كده.
علمت غدير بأن الجدال سيزيد التعقيد نظرت حولها تطالع الجوار بحذر حتى لا يراه أحد ويكشف فعلته جذبته من يده مبرره:
تعالى، تعالى نمشي من هنا قبل ما حد يشوفك وتتعلق
–
في نفس التوقيت يقف ياسين على عتبه باب غرفتها من جديد بعدما رفضت دخوله داهمه دوار لا يوصف عند تجرعه لمشروبه المفضل.
الشيري كولا دون علمه بما داخله، فحاوط جبهته بكفه بألم توقف لثواني يحاول استعاده اتزانه وما شعر بأنه اصبح بخير حتى هتف بأسمها فلم تجب، فتح الباب ثم دلف بحذر ليجدها غافيه على الأريكه، متدثره جيداً بسبب بروده الأجواء حيث تسند برأسها على كتفها ثني ركبتيه يجلس مقابلها دون أصدار صوت يتأمل ملامحها لثواني برزت ابتسامه بجانب شفاه رغماً عنه وهو يتأملها عن قرب كم هي جميله عند سكونها هكذا، سكونها هذا جعله يعود بذاكرته عشر اعوام فكرهُ بحدث مر بألمانيا بمزرعه المرأه العجوز وهو يتأمل ملامحها كذلك اثناء نومها وحين أفاقت تسأله عن سبب قربه رد وهو يقول بتلعثم:.
مش عارف انام من شخيرك ياشمس بتشخري طول الليل.
ابتسم ابتسامه حانيه ثم عاد الى واقعه يخرج هاتفه من جيب بنطاله يلتقط لها صوره وهي غافيه كالملاك الصغير وكأن ملامحها البريئه تحثه على حفظها، نهض بهدوء يحملها واستندت هي برأسها على صدره تحرك بخطوات بطيئه الى الفراش يخشى أن يصل اليهِ ويضطر الى ابعادها عن احضانه يضطر لفقدان ذلك الدفء الذي يحيط قلبه وضعها على الفراش يعدل من نومتها، قرب كفه يعدل من خصلات شعرها المتروكه على وجهها ثم مسح بكفه على شعرها بحنان لمسات حانيه بأمان أعادت لمحات من شريط حياته سريعاً أمامه والمشهد الوحيد الذي أوقف اللحظه عنده كان وجهها. تركها وغادر الى الشرفه يخرج لفافه تبغه ينعش الهواء البارد ملامح وجهه اشتد الدوار عليه مره أخرى ولكن هذه المره وجد عمار بجواره يسند بمرفقيه على سور الشرفه يخبره بسخريه:.
طلعت أناني أوي ياياسين
اخبره وهو يسحب الهواء من لفافه تبغه:
أنا عمري ما كنت أناني أنتَ اللي من أول ما بقينا سوا وأنتَ دايماً اللي بتتحكم أنتَ الأَمر الناهي، أنتَ تؤمر وانا أنفذ أنتَ تهدد وأنا اركع، أنتَ تقول وانا أسكت عشر سنين وأنا خاضع ما سألتش حتى ليه، بس لما جينا هنا
ارتسمت على وجه عمار بسمه ساخره وأكمل حديثه:
لما جينا هنا وقعت زي الجردل وأكن العشر سنين اللي بعدتهم عنها كانوا عشر دقايق.
نطق نافياً لكلامه:
محصلش
سبه عمار من بين شفتيه فشعر ياسين بالأهانه مردداً كلماته بصراخ حتى شق صراخه أذن تلك النائمه لتجده يقول:
كفايه بقى، كفايه، كفايه ياعمار شتيمه كفايه اهانه كفايه تحكمات لحد كده
سألته بخوف ليس منه بل عليه:
بتكلم مين ياياسين.
اقتربت منه تجده ينظر للفراغ أمامه يطالعه بنظرات حاده لاحظت شمس تلك الرعشه في يده فعلمت أنها الكارثه حاولت التقرب منه في محاوله بائسه منها لجعله يلتزم الهدوء قائله:
ياسين فوء أنتَ بتكلم مين مافيش حد هنا
لم يكن يراها أمامه فقد كان شبه مغيب جرعه الدواء كانت مضاعفه زادت من نوبته مما جعل عمار يسيطر على عقله بالكامل قائلاً بتهكم:.
لاء مش كفايه وهتقت لها عشان ترجعلي وهترجع تسمع كلامي من جديد هنمشي من هنا وهنعيش بعيد ياياسين أنتَ فاهم
اصبح الأن مغيب وصلت حالته للذروه فقد سيطرت عليه الشخصيه الوهميه التي نسجها من وحي خياله على عقله بالكامل احتدت نظراته لها وهو يؤمره:.
اقت لها عشان نرجع سوا، اق تلها وانا هسامحك وهفضل معاك وارجع معاك زي الأول وخليك عارف ان اللي قدامك دي هي السبب الوحيد اللي هيبعدنا عن بعض وأنا عارف أنك مش عايزني ابعد ياياسين
اصدر أمره وما عليهِ سوا الأيجاب اقترب منها ببطىء فعادت خطوات للخلف كانت ترتعد داخلياً من نظراته حل الذهول عليها لأول مره ترى الشر في عينيه لهذه الدرجه منذ فتره، منذ خروجها من ذلك القبو حاولت تهدئته بقول:.
ياسين أهدى، ماتخليش حاجه تأثر عليك ياسين أنت بتبصلي كده ليه
طالت يدها الكوب الزجاجي الموضوع على الطاوله فقذفته على رأسه، نزف جبينه مما زاد غضبه أكثر مع حاله اضطرابه التي ما زالت متمكنه منه وضع كفه على جبينه يفرك د مائه بيده يخبرها باستفزاز:
حلوه، بصي أنا بقى الحركه دي.
قبض بكف يده على عنقها أصبح كل أنش بجسدها يرتعد حاولت التملص منه ولكن دون جدوى وضعت يديها الأثنتين على كف يده في محاوله بائسه لعلها تستطيع الهرب ولكن كفه كالأفعى التي تحاوط عنقها أصبح وجهها كالدماء حاوطته بنظرات عينيها، عينيها التي لطالما أحبها.
سمع صوت داخلياً ينبههُ لما يحدث فقد قاربت روحها على فراق جسدها، ملامحها البريئه التي اقرب اليه من الوتين للقلب نظرات عيونها التي لطالما أحبها جعلته يستفيق لما يحدث فك قبضه يده من على عنقها ببطىء فشهقت شهقه وكأنها حرمت من الأكسچين لعاماً كامل وضع يده على جبينه وكأنه بصراع مستمر مع داخله أما هي وجدت أحداً ما يفتح باب الغرفه ببطىء هرولت ناحيته كغريق لمح طوق نجاه بعد يأسه من نجاته لتجد مشيره أمامها جذبت حقيبتها وهرولت للأسفل هرولت وكأنها تهرب من وحش توعد بألتهامها نعم أنه وحش عند تحوله يسمى ب ياسين.
—
أتي الشروق وانتشر ذلك الضوء الذي يبعث الراحه في النفوس يجلسان في منتصف الزرع والخضرا. تلفح النسمات البارده وجهها قطف بدر واحده من ثمار التفاح الموجوده على الشجر يعطيها لها ابتسمت تمد كف يدها وهي تقول:
انا برضوا مستغربه أنتَ مابتخافش حد يشوفك بجد
أهمل سؤالها بقوله:
وأنتِ مابتخافيش تنزلي وش الفجر
سردت له ماتريد بصوت منخفض:
أنتَ اصلك غلبان أنا مابخافش لو تعرف انا اتربيت ازاي مكنتش هتفكر تسأل سؤال زي ده.
سألها وقد جسد الأهتمام ببراعه:
واتربيتي ازاي، واحده زيك من عيله الصاوي متربيه في بيت كبير مع عيله بتحبها
ابتسمت وقد علت صوت ابتسامتها بسخريه:
اصلاً عيله الصاوي مش عيلتي الحقيقيه أنا اه منهم بس مش هما اهلي الحقيقيين بس في نفس الوقت تقدر تقول اكتر من اهلي
لم يقتنع بما تقول فحثها للتوضيح:
مش فاهم فهميني أكتر
تطلعت حولها ثم اجابته:
حكايه طويله هبقى احكهالك بعدين
فنطق هو بلهفه:
وليه مش دلوقت.
استفسرت بعينيها فتابع بارتباك:
اقصد يعني وراكي اي دلوقت ادينا قاعدين بنتسلى بس لو مش حابه تحكي خلاص بس ماتسبنيش خليني افضل ابص لملامحك الجميله واشبع منهم
ابتسمت بخجل تضع عيونها بالأرضيه:
أهي حتى ملامحي دي لو كنت شوفتني من كام سنه كنت هتقرف تبص في وشي
قطب حاجبيه باستفسار فبدأت بقص ما يخصها:.
أنا اتولدت في بيت مرعب بوش محروق اي حد يشوفني كان يترعب مني أتولدت واللي رباني كان مايعرفش للرحمه طريق هو كان قاسي على نفسه فمن الطبيعي يقسى عليا عشت كل طفولتي بفضل الصمت عن الكلام من اللي كنت بشوفه من قطع الرقاب اللي بتدخل بيتنا
لمعت عيناها وهي تتذكر حدث مر:
كنت بشوف داغر اخويا بيفصل رقبه أي حد يدخل البيت قدامي قدام طفله عندها اربع سنين.
طفله اي حد يشوفها يترعب من ملامحها البشعه لحد ما دخلت علينا هدير وكأنها الضوء اللى جه يبدد العتمه
هز بدر رأسه بتأثر:
عيشتي حياه صعبه
فنطقت دون تردد:
جداً، بس دايماً بيبقي أخر الضلمه نور والنور ده كان ياسين والخاله واصبح لينا عيله وبعد ما مكانش لينا اهل بقوا هما اهلنا
جائت تسرد له ما يريد فحاول عدم الاهتمام بقول:
ازاي مش فاهم
اصل.
وقبل أن تنطق سمعت صوت يناديها من بعيد طالعت الصوت خلفها لتجده حسان قامت تهرول قائله:
معلش انا لازم امشي دلوقتي حسان بينادي عليا
ابتسم ابتسامه حانيه لها يتتبع اثرها بعينيه وارتفع صوته قائلاً:
هشوفك تاني اكيد.
دقات الباب المتتاليه بعنف جعلت يزن يهرول ناحيه الباب ينظر لساعته يجدها السابعه صباحاً تسائل من الطارق بمثل هذا التوقيت فأتاه الرد من الخارج:
افتح يايزن أنا شمس
فتح الباب وتراجع ليعطيها فرصه للدخول ولم تنتظر هي دخلت بالفعل وقبل أن تتفوه بأي شىء سأل:
شمس حصلك حاجه. ايه اللي جايبك في وقت زي ده. الخاله بخير. طب أنتِ بخير.
اسئله، اسئله عديده منه ولم تسمح حالتها بالأجابه أتت ساره من الداخل مسرعه لتسمعها وهي تقول:
أنا بخير بس
تلعثمت بالأجابه فنطقت ساره بود:
واقفه كده ليه ياشمس تعالي، تعالي ندخل جوه
استجابت لها تحركت تحت نظرات يزن المستفسره عن وجودها بالقاهره بحالتها المبعثره هذه فهدأت ساره من روعه:
مافيش حاجه يايزن اهدى انا دخلتها الأوضه سيبها ترتاح دلوقتي وهتحكيلنا كل حاجه بعدين.
اما عنه فقد انتهت نوبه اضطرابه تنفس بعمق وجلس على الأريكه بتعب يحاول الأسترخاء قليلاً تقدمت مشيره بأتجاهه بعدما تأكدت من رجوعه لحالته الطبيعيه سألته بخبث:
حصل ايه ياياسين وشمس سابتك ومشيت ليه؟ وازاي تسيبك تمشي وأنتَ تعبان بالشكل ده.
تجاهلها ورحل يهرول على الدرج حتى لا يسرد لها ما حدث ساحباً مفاتيحه من على الطاوله وما أن خرج من المبنى السكني ركل بقدمه أطارات سيارته وكأنه يفرغ بها كامل غ ضبه نظر لأنعكاس صورته بزجاج السياره يطالع انعكاسه وقد سأم من كل شىء أغمض عينيه بقوه فلم يظهر في عقله سوى نظراتها المستغيثه نظرات الخوف منه عادت اليها من جديد عاد الى واقعه يقبض بكف يده على زجاجه مياه قد اتى بها من داخل السياره فتح الزجاجه بأنفعال وأخذ يدفع المياه على وجهُ وسكب محتواياتها كلها على رأسه ظل يسكب المزيد وكأن هذه المياه ستزيل من على عاتقه ماحدث منذ قليل القى بالزجاجه بقوه بعدما اصبحت فارغه وجلس على مقعده امام عجله القياده ثم تبع ذلك بصفع الباب. لم يقم بالقياده بل ضرب بقبضتيه عجله القياده بشده صارخاً وهنا فرت دموع قليله هاربه من داخله، دموع لم يكن يعرف لها معنى أخذ يسأل نفسه هل اصبحت دموعه قريبه الى هذا الحد، وكأن القلب يعرف مالكه أكثر من نفسه.
العديد والعديد من الأتصالات التي قام بها الطبيب ل ياسين وأتى مقابل أتصالاته عدم الرد حاول بربروس أن يبث بقلبه بعض الطمانينه قائلاً:
لا تقلق عليها أيها الطبيب فهي برفقته
رد عليه ساخراً من حديثه:
ما المشكله انها برفقته طب على الأقل يفهمني، يعرفني هما فين زهره هتتجن دي معاه من امبارح
جلس بارتياح على الأريكه يضع طاوله الأفطار قائلاً:
ألم تخبرني بأنها أصبحت زوجته أذاً فما المانع أن تبيت معه هذه الليله.
حرك مؤخرة رأسه يجيب ساخراً:
هو مافيش مانع بس زهره عندها كل الموانع سيبك من ياسين دلوقتي وقولي هتعمل ايه مع مارال
أجابه بلا تردد:
سأتزوجها الليله
ترك الطبيب مقعده واستقام واقفاً ثم قال بعدم فهم للجالس أمامه:
ازاي هو اخوها وافق
اشار برأسه نافياً:
لا، بل والدتها باركت هذه الزيجه وهي ليست بقاصر اتفقنا انا وهي عبر الهاتف على الزواج الليله
عند مغادره شقيقها الى عمله وأريدك ان تشهد على زواجنا.
ضحك الطبيب بلا تصديق ورد عليه بسخريه:
والله أنتَ دماغ
هز رأسه مبتسماً يؤكد على كلامه:
أعلم ذلك، وهيا هاتف ذلك الملعون للمره المليون حتى يستعد للحضور.
الكثير مر من الأحداث خلال فتره النهار أوصلتهم الى هذه النقطه ولكن الحدث الأهم هو اتصال يزن بهِ يخبرهُ بمكانها حاول التحدث معها ولكنها أبت محادثته، يجلس الجميع بمنزل يزن تقف مارال أمام المرآه في غرفه ساره طالعت مارال الواقفه بجوارها تعتصر كف يدها بارتباك:
ياخيييياشي حاسه ان قلبي هيقف هاتي أيدك كده ياشمس
قبضت بكف يدها على كفها تضع يدها على فؤادها قائله بارتباك:.
حاسه أن قلبي هيقف مش مصدقه أن خلاص هتجوز أنا وبيدقوس بجد
برزت ابتسامه على ثغرها ونطقت عينيها قبل لسانها بحب:
أنتِ بنت حلال يامارال وتستاهلي كل خير وبربروس هو الخير اللي متشال ليكِ في الدنيا
دخلت ساره الى الغرفه تابعت بغلق الباب خلفها وعند وقوع عينيها عليها اصدرت صفير من بين شفتيها من شدة جمالها بيومها هذا قائله بصدق نابع من قلبها:
أيه الجمال ده كله ده يابخت شيخ عجوه بيكِ.
غزه وجهها الحزن تقول بنبره حزينه:
كان نفسي أوي أخويا يوافق على الجوازه دي ويبقى معايا في ليله عميي
أشارت ساره برأسها على والدتها الجالسه على المقعد المتحرك تخبرها بابتسامه:
البركه في مامتك هي الخير والبركه
أتجهت مارال الى والدتها تثني ركبتيها ترى الدموع بعينين والدتها لرؤيتها هكذا قبلت مارال كف والدتها ونطقت عينيها قبل لسانها:
دي هي اللي بيقيالي في الدنيا، ومعيفش من غييها هعيش ازاي.
ربتت والدتها بكفها المرتعش تطالعها بحب قد نبت في عينيها ضمتها مارال الى فؤادها قائله بود:
من اللحظه دي أنا وأنتِ بقينا مسؤولين من راجل بجد ومش هنشوف ظلم أخويا مره تانيه لينا
تجمعت الدموع في مقلتي ساره عند رؤيتهما هكذا عندما شردت بوالدتها هي الأخرى مسحت دموعها مسرعه بقول:
يلا بقى يامارال مستنيينك بره
ثم أشارت بعينيها ل شمس وأردفت:
زغرطي ياشمس مابتعرفيش تزغرطي ولا أيه.
صدح رنين صوتها بالمكان، وقف بربروس بالخارج وبجانبه المأذون وكأنه اشتم نسمات هواء ردت لهُ روحه المعذبه بعد سنين من الحرمان وقد تعالت على وجهُ علامات الأرتباك بعدما فرك كفيه وتعالت نبضات قلبه مال ياسين برأسه يخبره هامساً:
بالراحه ياشيخ عجوه مش كده شامم ريحه شعر جسمك وهو بيشيط من الربكه
رمقه بنظره معاتبه وكأنه يخبرهُ بأن هذه اللحظه من حقه وهو يقول:
خسئت أيها اللعين.
وقبل أن تتحرك شفتاه لتوبيخه اكثر أشار ياسين برأسه لكي ينظر أمامه فقد أطلت العروس بطلتها المبهجه لانت تقاسيمه عند رؤيتها بفستانها الأبيض الرقيق زُين أكمامه بالخرز الصغير المرصع عليه وانتثرت على قماشته دانتيل بسيط على شكل زهور صغيره أعطته بريق وكأن الفستان يتنفس يحمل من الرقه والبساطه ما يكفي قد ابتاعته ساره لعقد قرانها قبل ان يؤجل اقتربت بخطواتها البطيئه منه وكلما اقتربت.
تحدثت عيناه بدلاً عنه لتخبرها كم هي جميله ووجد لسانه ينطق مايبوح به قلبه هامساً لنفسه:
أيا فريده الجمال والجيم كاف فقد استجاب الله لدعائى وابتهالي فقد اردت أن تكوني يوماً ملكٍ لي ومن كثره دعائى أبدلت الميم گاف فأصبحت كُلك لي
أشاح ببصره عنها وحاول الحفاظ على أنتظام وتيرة تنفسه جلست مقابله تنظر للأرضيه بعدما غزت الحمره وجهها بنظراته ثم قاطع تلك النظرات
الطبيب وهو يقول:.
مارال وكلتني يابربروس وطالما وكلتني فكنت عايز اقولك كلمتين مع أن عارف أنهم مالهمش لازمه بس هقولهم عشان يبقوا وصيه في رقبتك
انتبه الجميع لهُ بعدما نجح في جذب انتباههم ثم أردف بقول:
البنت بيطلبها ألف واحد وفي الأخر بياخدها واحد
تمتم ياسين بعدما حك جبينه قائلاً بهمس:
ماحصلش محدش طلبها غيره.
لم يستطع يزن كبت ضحكاته بعدما التقطت أذنه ما تمتم بهِ ياسين فهو كان الأقرب اليه في الواقفين فمال الى الأسفل يضحك بصمت استرسل الطبيب حديثه وهو يردف:
الست لما بتوافق على جوازها من الراجل بتوافق عشان تلاقي السند اللي يحميها من الدنيا وشرها، اهتمامك وقت الحب ده شىء وارد لكن اهتمامك وقت الاختلاف والزعل ده اللي ما يعملهوش إلا محب صادق.
حديثه لفت أنتباه ياسين وكأنه يقصده بكلماته صمت تماماً يطالع بعينيه الصافيتان تلك الواقفه مقابله، هناك مسافه محدوده بينهم رفعت شمس رأسها فتقابلت عينها بعينه ثم استرسل الطبيب حديثه:
وهو كمان لو أخطأ في يوم التمسيله العذر وعامليه بلين ارفقي بقلبه اللي اتحمل ظلم السنين
نظراته ل شمس نطقت بدلاً عنه وكأنه يرجوها ان تسامحه على فعلته تلك عاتبته بنظره بان فيها وجعها بينما استرسل الطبيب حديثه:.
ولو أخطأتوا انتوا الاتنين في مره وحصل ما بينكم خلاف اوعوا حد فيكم يكابر في الاعتذار مهما كان شده الألم
صمت للحظات يشير بعينيه الى بربروس وهو يتابع قوله:
ابدأ واعتذرلها أنتَ الأول علشان دي الأصول ولما هي تزعلك اعتذرلها برضوا عشان يومك يعدي.
برزت الأبتسامه على وجه الجميع الا ياسين ، نظراته التي يطالعها بها اربكتها وجعلتها تهرب تتلاشى النظر في عينيه فكانت نظراته نابعه من القلب وماينبع من القلب يصل إلى القلب.
صنع الأكاذيب هو أكثر ما يخيب الأمال، ككذبه أبو المعاطي ظل سنين يصطنع الود بعدما أخذ الخداع قناع لهُ يستمر بخوض اللعبه والحقاره تسري بدمه واصبح بلا شرف هو الأن يقف أمام فريد تستطيع أن ترى المكان الذي اعتاد فريد مقابلته فيه يجلس على مكتبه بينما
ابو المعاطي يقف أمامه يقص عليه ما يريد بقول:.
هما المفروض دلوقتي في بيت يزن متجمعين عشان جوازته من مارال ده اللي بربروس قالهولي وبعد كده هيرجعوا يعيشوا في القريه وهياخدوا والدتها معاهم وطبعاً ده من غير ما اخوها يعرف عشان المشاكل
رد عليه فريد وقد حملت كلماته الشر:
بس طبعاً احنا بنحب المشاكل
ابتسم ابو المعاطي ساخراً وهو يقول:
ماتقلقش انا بعت لاخوها رساله من رقم غريب وعرفتوا باللي بيحصل كله بس تقريباً كده لحد دلوقتي لسه ماشافهاش.
صمت فريد بنظرات مستفسره:
وانتَ هتسافر معاه امتى؟
وضع عينيه بالأرضيه يخبره بتردد:
للأسف بربروس مارضاش ياخدني معاه
بتر حديثه باستهجان:
عشان حمار
حاول التبرير:
انا عملت اللي عليا واكتر حاولت كتير انه ياخدني معاه القريه وهو رفض لو كنت اصريت اكتر من كده كان هيحس بشىء
نظرات فريد له رافضه تصديقه فاسترسل حديثه بقول:.
بس، بس انا هحاول معاه تاني انا هاروحله دلوقتي وهعرفك كل شىء بيحصل واتمنى انه يرضى ياخدني معاه المره دي
ومستني أيه، انا عايز اعرف كل حاجه بتحصل معاهم تحركاتهم وطريقهم واي شىء بيحصل تقولي عليه أنتَ فاهم
أشار برأسه بالايجاب بعدما ساد التوتر بالأجواء اشار فريد بعينيه لكي يحثه على المغادره فاستجاب لطلبه على الفور
–.
هناك لحظات تدوم للأبد ولا يمكن نسيانها أبداً كلحظاتهم تلك علت الفرحه الوجوه بعد عقد قرانهما يهنىء بعضهما البعض على اتمام هذه الزيجه المباركه يلتقطون الصور الفوتغرافيه مع العروسين اقترب ياسين ببطىء من شمس قبل قوله برفق مع ابتسامه حانيه زادت من وسامته:
واحنا مش هنتصور
حاولت شمس الابتعاد عنه ولكن منعتها يد ياسين الذي قال:
شمس استني.
طالعت بعينيها كف يده الممسك بمرفقها بأحكام فحرر مرفقها من قبضته بلين يرجوها بعينيه قبل لسانه يحاول التبرير:
شمس اسمعيني انا مش عارف انا عملت كده ازاي
عارف ان مافيش حاجه تبرر اللي عملته بس
قاطعته قبل ان ينطق حديثه بجمود وقد حسمت قرارها قائله بجمود:
ابعد عني ياياسين انا مابقيتش أامن على نفسي معاك
طالعته بعينين امتزج بهما الخوف فرأى في عينيها تلك النظرات التي كانت تطالعه بها حين كانت بالقبو تخبره مصارحه:.
انا رجعت اخاف منك من جديد
استدارت وتركته يتتبع أثرها بقلب يأس، تمنى أن تكون اخر دقاته الأن، فما حدث لا يغتفر، أما عنه هو عن بربروس اقترب من زوجته ببطىء يقف مقابلها بعدما لمعت الدموع بعيناه تعلقت عيناها بعينيه ثم اقترب هو منها بشكل ملفت بعدما اصبحت حلاله مال برأسه عليها يقبلها من جبينها اقترابه منها بهذا الشكل زاد من نبضات قلبها شعر هو بذلك ابتعد عنها يتأمل ملامحها بأعجاب صريح متغزلاً بها:.
من بين كل نساء الأرض فقد عشقها القلب يالله، وأنتَ وحدك من أحببتني فيها واخيراً وجدتها، ومن بين سائر النساء جُبر القلب بها، واصبحت من القلب قريبه، وياحظ قرب قلبي بقلبك بعدما كنتِ غريبه، لم أكن أنويكِ حباً فقد وقع القلب فيكِ سهواً، فكيف أعدل الميزان وقد ملئتِ الكفتين عشقاً، ربي اوصيك بها خيراً فعبدك الفقير لم يدق قلبه لأحداً من خلقك كما دق القلب لها دقاً.
تجمعت الدموع بعينيها اثر حديثه وتمتمت والدتها من فرحتها بهما اقتربا الأثنان منها بعدما أشارت لهما بالاقتراب حاولت البوح بما داخلها ولكن مرضها منعها ولكنه استطاع فهمها فاسترسل حديثه بقول:
لا تقلقي يا اماه فلا أريدك ان تحملي همها الأن فقد أصبحتما تحت حمايتي ولن يستطيع مخلوق خلقه الخالق ان يمسها بسوء
ابتسمت والدتها ابتسامه رضا على ما قال فهبت ساره تخبرهم بابتسامه واسعه:.
اكيد مش هنعدي اليوم كده احنا لازم نحتفل
رفع الطبيب كفه باعتراض:
لا، لو على الاحتفال فاحتفلوا انتوا انا لازم ارجع البلد انا وشمس زهره مابطلتش اتصالات
انتفضت عند سماع اسم والدتها، وبالرغم من حديثها مع ياسين الا انها بحثت عن الامان بداخله حين تبادلت معه النظرات القلقه فشعر ياسين بذعرها فنطق قائلاً:
سيب شمس ياعلي هاتروح معانا بعد ما نحتفل ببربروس ومارال
اعترضت شمس على طلبه بارتباك بينما مارال بترت حديثها:.
اخس عليكي ياشمس بقى هتسبيني في يوم زي ده انا اتفقت انا وسايه ان احنا هنحتفل بيومي في مكان حلو اوي هزعل منك اوي لو ماجتيش معانا
ثم اكملت حديثها بابتسامه واسعه تشير بعينيها الى بربروس:
هو انا هتجوز انا وبيدقوس كل يوم
دعمت ساره حديثها بقول:
وبعدين احنا حجزنا خلاص ومش هينفع ماتجيش معانا.
لم يكن هناك اي علم ل بربروس بهذا الاحتفال ولم يكن يعلم على ماذا ينوون ولكنه التزم الصمت على الأقل حتى لا يكسر فرحه مارال بيوم كهذا
لم يكن امامها حل سوى الموافقه فلا تريد كسر فرحتها بيومها هذا ذهبت مارال لتغيير ملابسها بعدما اتفق الجميع على العوده الى القريه بعد الاحتفال اما عن الطبيب اتفق معهم على العوده قبلهما ومعه والدة مارال.
اسدل الليل ستاره، هي الان جوار ياسين في سيارته تجهل وجهته، حل الصمت واتخذت مكانها النظرات فأصبحت هي المسيطره الوحيده بينهما قاطع بربروس تلك النظرات اثناء قياده ياسين بسؤاله وهو في حيره من أمره:
الى اين سنذهب ايها اللعين أأنا أخر من يعلم بوجهتنا بليله كهذه وأين ساره ويزن
أجابه ياسين محذراً:
أنا بحذرك بلاش تعرف احنا رايحين فين ولو على ساره ويزن فهما سبقونا على هناك بعربيه يزن.
تبادلت شمس و بربروس النظرات المحيره بينما ابتسمت مارال الى بربروس قائله برجاء:
سيبلي نفسك خالص النهايده يابيدقوس عشان خاطيي النهايده يومي
وتحت الحاحها بعيون راجيه انصاع لطلبها وما مر سوى القليل حتى وصلا الى وجهتهما بانتظارهما ساره ويزن وعند رؤيتهما قال:
اتأخرتوا ليه احنا مستنينكم من بدري انا حجزت في الاول
بررت مارال التأخير بقول:
اسفه لحد ما غييت هدومي
عقد بربروس ما بين حاجبيه مستفسراً:.
ما هذا الحشد اللعين، وما ابشع هذا الضجيج بالداخل
اشار لهُ ياسين برأسه بعدما حثه على الدخول:
ادخل ياشيخ عجوه احنا لسه على البوابه الزحمه هتلاقيها جوه مش بره
طالعته شمس باستغراب اجبره على الضحك ثم ارضا هو حيرتها بأجابته:
عارف انك مش فاهمه حاجه هندخل دلوقتي وهتعرفي كل شىء.
هناك من لا يستطيع عقله التوقف عن التفكير هاتفته زهره للمره الذي سأم عددها طالع الطبيب هاتفه بضجر وهو يستعد للنزول من المنزل وبرفقته والده مارال لم يقدر على الاجابه فهو يعلم ما ينتظره عند الرد وقبل مغادرته قابل
ابو المعاطي بطريقه سائلاً:
واضح كده اني جيت متأخر اومال فين شيخنا
هز رأسه يخبره بابتسامه ساخره:
مش هتصدق، بربروس راح يحضر حفله كبيره لحمزه نمره وكلهم معاه
طالعه ابو المعاطي بعدم تصديق:.
معقوله.
الحشد يملىء المكان والضجيج اصبح صاخب بالمكان أكمله اتسعت ابتسامتها عند رؤيه مطربها المفضل من على بعد تراهُ أمامها لا يوجد بينهما سوا عده امتار قليله يغني اغانيها المفضله يقف ياسين خلفها يحميها بذراعيه من الحشد الكثيف وكذلك يزن وبربروس يفعلون المثل مال برأسه هامساً بأذنها نطق بهدوء شديد جعلها تشعر بالقشعريره من كثره اقترابه:
مفيش شكراً طيب.
حاولت التشبث بغضبها استدارت تطالعه ولم تتخل عن تعابير وجهها القاسيه:
علي ايه انا ماطلبتش منك تجيبني هنا
كان جوابها مخيب لأماله اتبع معها اسلوبه الملتوي:
يعني مش مبسوطه تحبي نروح
ارتبكت وهي تجاهد لكتم بسمه سعيده على وشك فضح امرها، ناهيك عن صوت نبضات قلبها الذي دوى صوته في أذن ياسين اخبرته بعكس ما تشعر به تماماً:
مش فارقه لو حابب تروح نروح عادي.
ابتسم بمكر يطالعها بعينيه الصافيتان ببريق يسحرها كالعاده سألته بتذمر:
ياسين أنتَ شايف نفسك على ايه بعد اللي حصل
ابتسم بابتسامته الساحره يطالعها بعينيه السوداء كسواد الليل قائلاً بجديه:
ادب واخلاق ومتربي وخفه دم والله لو ينفع ابوس نفسي كنت بوستني
حاولت كبت ابتسامتها بين شفتيها ففلتت منها ضحكه صامته اقترب منها هامساً بأذنها:.
اضحكي ماتخبيهاش، بصي هو نادرا لما تلاقي حد قمر ودمه خفيف بس انا موجود فمتفقديش الامل
طالعها بعيونه واستدارت هي مسرعه تعطيه ظهرها قبل ان تغرق بهما تطالع مطربها المفضل تدندن معه أغانيه بانسجام وما مرت عده دقائق حتى سمعت صوت بربروس يهتف معترضاً:
وحسرتا ه
استغفرك ربي وأتوب اليك يا الله، اهكذا نبدأ حياتنا يامارال، نبدأ حياتنا بما حرم الله.
لم تنتبه لما قاله ببادىء الأمر من كثره الضجيج مالت عليه برأسها قائله بصوتٍ مرتفع سائله:
بتقول ايه مش سامعه
اقترب منها قائلاً بصدق لما يشعر بهِ:
أنا لا اشعر بالراحه بذلك المكان افتقد لنفسي وانا بداخله اشعر وكأن شياطين الارض تحاوطني اذا اردتِ ستأتين معي واذا اعترضتي ستأتين معي أيضاً ليس هناك خيارٍ اخر هل من اعتراض
تدخل يزن بالحديث قائلاً:.
اهدى بس يابربروس هو خلاص الحفله قربت تخلص احنا بقينا في نصها والمطرب اخد الراحه بتاعته
صاح وقد فقد كل ذره ثبات لديهِ:
لا والله وبعقد الهاء لن أبقى هنا لدقيقه واحده
حاولت مارال ان تستعطفه وهي تسعى لايقافه ولكن دون جدوى فقد جذبها من مرفقها الى الخارج هدىء الضجيج قليلاً استدارت شمس تبحث بعينيها عن ياسين وكأنه تبخر اقترب منها يزن طالباً برجاء:
قربي مني ياشمس ماتبعديش
هو في.
وقبل ان تستكمل سؤالها بتر يزن حديثها بقول:
مشي وقالي اخللى بالي منك
شعرت بثقل كاهلها عندما علمت برحيله، هوى قلبها أرضاً هل حقاً تركها ورحل، شردت للحظات لا تعلم كيف مرت عليها فاقت من شرودها على صوت حمزه نمره من جديد يقول هاتفاً بمكبر الصوت:
الاغنيه اللي جايه هتبقى اغنيه كلكوا حبتوها ونجحت بيكم اغنيه رياح الحياه.
صاح الحشد عند سماع كلماته يهتفون بأسمه فاسترسل حديثه قائلاً بصوت مرتجف ينظر يساره وبدا الخوف على ملامحه جلياً:
الأغنيه دي مميزه لبنوته معانا هنا اسمها شمس المهدي بتحبني
وكأن هناك من توعد لهُ وهو ينظر يساره فصحح حديثه:
اقصد بتحب الأغنيه دي اوي ومميزه بالنسبالها
هناك افعال صادمه ولكن فعله كان اكثر من صادم
لم تكد تصدق ما تسمعه أذنيها شهقت ساره.
عند سماع أسم شمس استدارت لها شمس ولم تستطع ان تكبح سعادتها هذه المره فاستكمل حمزه نمره حديثه قائلاً وهو يردف:
احب اهديلك الاغنيه دي واقولك بالرغم من الاغنيه حزينه بس هو مش عايزك تشوفيها حزينه عايز يشوفك سعيده دايما وبتضحكي راحته في ضحكتك ياشمس
ارتجافه صوت حمزه واضحه بنبرته، مال ياسين بجسده شيئاً بسيطاً من جانب المسرح تراه يحرك شفتاه قائلاً ببطىء حتى تستطيع قراءه ما يقول على شفتيه:
أسف.
فعلته جذبت الأنظار اليها، افعاله تربكها، هو هكذا مربك دائماً تقف بتوتر ولمعت عيناها ببريق مختلف كل افعاله تأثرها، كان الجميع يصب نظره عليها وجدت قدميها تسحبها للخارج خرجت بين الحشود بقلب اصابته الرجفه وجدت من ينقر بأصابعه على كتفها وكأن الأنفاس تنسحب منها الأن قلبها يدق بعنف قائله بلين:
عايز مني ايه ياياسين؟
فأجابها اخر شخص تتمنى ان تراه:
عجبك الشويتين اللي بيعملهم عليكي.
دب الرعب بقلبها من نبرته فهذه النبره تعلمها جيداً نبره فريد استدارت تطالعه ببغض رائحته مقيته تذكرها بأسوء لياليها ابتسم ساخراً وهو يردف:
مفاجأه مش كده
لا تعرف ماذا تفعل وكأن محركات عقلها قد أصيبت بالصدأ المفاجئ أردفت بأول سؤال ورد ببالها:
أنتَ عرفت مكاني منين
أجابها بما هو بعيداً عن سؤالها:
بس ياترى مفاجأه حلوه ولا وحشه.
نبرته مخيفه عادت بخطواتها للخلف حتى اصطدم ظهرها على مقدمه السياره استرسل حديثه بانفعال وظهر هذا في صيحته المنفعله:
عنيكي بتقول انها مفاجأه بس للأسف مش حلوه مع اني حلو واتحب بذمتك مش انا اتحب
لم تجب بل أجابت الدموع بدلاً عنها تتذكر ما كان يريد فعله بها اخر مره قابلته بها اضاف لحديثه السخريه عند رؤيه دموعها قائلاً:.
بلاش دموعك دي عشان مابقيتش اصدق انك لسه البنت البريئه الشريفه ايه طلعتوا كلكم كدا مافيش بنت شريفه الايام دي
طب قولت الكلام ده لامك
وجه ياسين سؤاله لهُ بعدما ظهر من العدم ووقف بالمنتصف بينهما وكأنه سد منيع
من يصدق الأن انهم يقفون في مواجهه لأول مره بعد زواجه من شمس الذي قلب كل شىء رأساً على عقب طالعه فريد بعدما انفعل وظهر هذا في صيحته المنفعله:
مش لما تقولوا لامك أنتَ الأول.
لم يجب عليهِ بالكلمات كانت الأجابه نظره ناريه منه، وقبل أن يهتف وتزداد الشراره بينهما طالع ياسين من حوله ليجد رجال تابعه ل فريد وكأنهم ينتظرون رده فعله ادرك بأنه ينصب له الفخ فاستدعى كل ذره ثبات لديه ثم مال برأسه عليه هامساً:
مترفعش صوتك على تلاته
1 امك
2 ابوك
3 انا
سأل فريد مراوغاً:
وده عشان ايه؟
رد مسرعاً:
عشان مصلحتك
نطق فريد بكلماته وقد حملت عيناه الشر ورغبه شديده في أن يذوق مما يشعر بهِ الأن:.
تعرف ان ممكن اقتلك هنا ومحدش يحس بيك
طالعه ياسين باستخفاف:
لا ده أنتَ لو قتلتني اضايق اوي
وقبل أن ينهي حديثه انذر الطقس بنزول امطاره بليله بارده كهذه شعر بأنفاسها البارده من خلفه وعلم بأنه يجب انهاء الشجار من أجلها
تأوه عالي صدر من فريد حين قبض ياسين على ذراعه وثناها خلف ظهره هاتفاً بغلظه:
اسمع يلا، أنتَ استهلكت 100 من رده فعلي المحترمه انتَ دلوقتي على نظام لو مش متربي اربيك.
اخبره بما يتوعد لهُ وهو يحرر يده من قبضته:
حاول تقرب منها تاني وانا هخليك تحضر زفتك على قبرك
خرج الجميع من الحفله بعد انتهائها وهناك من صور هذه المشاجره حاول فريد انهائها قبل ان تعلم الصحافه بمشاجرته اقترب يبتسم بغيظ ويمد يده بالسلام يتمتم من بين اسنانه:
بكره نشوف مين اللي هيضحك في الأخر
طالع كف يده بسخريه وقد برزت الابتسامه على ثغره قائلاً:.
والله انا كان نفسي أمد ايدي واسلم عليك بس شمس بتغير عليا لما اسلم على حريم
جذب بيده تلك المتشبثه بسترته القطنيه من الخلف قائلاً لها بنبره يأمرها بها:
يلا ياشمس.
تحركوا تحت نظرات فريد صعدت الى السياره، وجلس هو على مقعده امام عجله القياده ثم تبع ذلك بصفع الباب ضغط على زر المساحات حتى يمسح قطرات المطر من على زجاج سيارته بعدما قاد سيارته بغيظ يمكنك سماع احتكاك صوت اطارات السياره من شده انزعاجه جلست بجواره وهتفت بامتنان لكل ما يفعله:
شكراً
استدار يطالعها بعدما عقد حاجبيه ثم عاد ينظر للطريق أمامه من جديد سائلاً:
معنى كده ان احنا اتصالحنا.
هربت بعينيها نحو الزجاج جوارها تتابع قطرات المطر التي تتساقط على الزجاج وتجاهلت الرد عليه تطالع الطريق سمعته يقول:
أنتِ خايفه منه ليه ياشمس؟ ده حقير ولا يسوى ما تبينيش ضعفك قدامه أنتِ مش ضعيفه ده أنتِ اتربيتي
اكملت حديثه قائله بانزعاج:
علي الخوف، ماتربيتش غير عليه ولا نسيت
رد عليها بعينين اختلط صفاء بريقهما بحبه لها:.
لاء، مانسيتش وعمري ما هنسى في يوم وزي ما زرعت الخوف جواكي هحصده من قلبك واقتلعه من جذوره وده وعد مني ليكي ياشمس
عم الضجيج في قلبها وأخفت ابتسامتها مسرعه
وقف بأشاره الانتظار وقد رسم على زجاج سيارته المغيم بقطرات المطر وجه ضاحك عقدت بين حاجبيها تتابع ما يفعله بعدما نقش على الزجاج المجاور لهُ جمله بجانب الوجه الضاحك قامت بقرائتها الا وهي:.
اضحكي ياشمس.
أخفت ابتسامتها مسرعه وهي تستدير تقول بحده:
لاء.
لم تغفو زهره حتى الأن وقد قاربت الساعه على الرابعه صباحاً تراقب النافذه كل عشر دقائق تقريباً حتى سمعت صوت غلق باب السياره أتوا جميعاً سوياً بعدما حادث يزن ياسين بالهاتف هبطت من غرفتها مسرعه صفعت شمس باب السياره من خلفها اوقفها ياسين عند سماع اسمها قائلاً:
مش قادر اسيبك تطلعي قبل ما تقولي انك مسمحاني
فردت عليه باستياء دون ان تستدير لهُ:.
أنتَ مادوستش على رجلي بالغلط ياياسين دي تاني مره تبقى عايز تقتلني فيها أنتَ لازم تتعالج
مسح على عنقه بتعب وقبل ان ينطق هاتفاً جذبتها زهره من ذراعها بحده قائله:
كده ياشمس كده تعملي فيا انا كده يابنتي
تركته يتتبع اثارها بعينيه فناداها بأسمها مره أخرى
فصمت أذنيها عن نداءه.
من أكثر الاشياء المغريه في ليله بارده كهذه هو دفء الفراش وخاصهً مع مساء ليله لم يرحمها الشتاء، اخيراً في غرفتها بعد ليله طويله مرهقه نام الجميع وبالأخص والدتها ولم يبق سواها مستيقظه شردت فيما حدث تستذكر يومها الطويل وما حدث بهِ.
اما عنه يريد الراحه بعد يوم مجهد كهذا ولكن ولأول مره يتفق قلبه وعقله على عدم راحته أرغماه على الأبحار في ما حدث بالقاهره بمنزل مشيره والنتيجه هو هنا يقف أسفل شرفتها يناديها بصوتٍ هامس حتى لا تستيقظ والدتها بعدما علم بأنها نائمه بغرفتها اقتربت من النافذه
تنظر خلفها بارتباك لتلك النائمه على فراشها سائله بصوتٍ هامس:
أمشي ياياسين، بتعمل ايه هنا
برر ياسين حيث هتف برجاء:
عايزك تسمعيني.
رمقت والدتها وهي نائمه بارتباك:
مش وقته امي لو صحيت وشافتك هتبقى مصيبه امشي دلوقت
طالبته بنبره شبه باكيه اوشكت على البكاء:
ارجوك امشي.
شعرت بتقلبات والدتها على الفراش اغلقت النافذه مسرعه وقبل أن تستدير من غلقها وجدته بغرفتها تمسك بمرفقها، أدارها اليه لتنظر لهُ وضع كف يده على فمها بقوه بعدما اصطدم ظهرها بالنافذه تعلقت حينها عيناها بعينيه وفي عيناه نظره لن تنساها أبداً وقد غزت حصونها الدموع التي صارت اقرب رفيق لها، ولكنها رفيق أجباري رمقته بخوف فقد شعرت ببوادر نوبه كما حدث من قبل تلك الرعشه بيده عينيه الزائغه كل شىء تراه امامها الأن ما هو الا بوادر نوبه تحدث لهُ من جديد، فعلم هو نظرتها وخوفها منه رمقها وقد أنهار أمام عينيها الزيتونيه وفعل عكس المتوقع هذه المره، حرر فمها بعدما انزل كف يده من على شفتيها سألته بذعر بان بنبرتها:.
بتعمل ايه هنا ياياسين
أجابها بما لم تكن تتوقعه بكلمه واحده ومختصره:
عايزك
وضع كف يدهُ المرتعش على وجنتيها برفق اقترب منها كاد أن يقبلها ولكنها تراجعت للخلف تحاول الا تصدر صوت على قدر المستطاع حتى لا توقظ والدتها تبعده بعيداً عنها ولكنه استمر بالتقرب منها فأوقفته قائله:
ياسين كفايه، ياسين أهدى أنتَ بتعمل ايه
أدارته بيديها بقوه فاصطدم ظهره بعرض الحائط وما وجدت سكين بجانبها حتى رفعته على عنقه قائله:.
لو ما مشيتش من هنا حالاً، أنا، أنا
وضع كف يدهُ على يدها القابضه على السكين يغرزها بعنقه أكثر وباليد الأخرى يضمها اليه سائلاً:
ولو ما مشيتش هتغرزي السكينه في رقبتي
حاول الاقتراب ليقبلها مره أخرى فمنعته من جديد:
ياسين أنتَ مش في حالتك الطبيعيه
فرد وكأنه غريق يطلب النجاه:
خلاص خليني اتعافى بيكي
اخبرته بكيل قد طفح:
انا مش دواك عشان تتعافى بيا
فوء بقى ياياسين أنتَ لازم تتعالج، عشان خاطري لازم تتعالج.
أنهت حديثها وفاق لنفسه يشعر بما فعله للتو ابتعد عنها مسرعاً يخبرها بصدق نابع من عينيه قبل لسانه:
أنا مش كويس، حاسس أني مش بخير
كان صريحاً معها براءه عينيه تخبرها دائماً بصدقه وضاعف هذا خوفها عليه، وهو يكمل:
حاسس أني بغرق وبعافر مع الموجه مابلحقش اخد نفسي ومش لاقي ايد تتمدلي وتقولي انا جنبك
علمت بانتهاء نوبته اقتربت منه ببطىء رفعت كفها ووضعت يدها على قلبه قائله بصدق بان في عينيها:
أنا جنبك.
كلماتها بثت بقلبه الطمأنينه وكأنها كالجذر الاخضر في عروق ذكرياته اليابسه، انزلت كفها بارتباك من نظراته اولاً ثم من صرخه زهره ثانياً كانت صرخه زهره هي الصرخه الناهيه لأي احاديث جانبيه
يالهوي
كاد صراخها أن يفيق المنزل بأكمله فبادرت قائله:
هو ده اللي انا كنت خايفه منه، بتتهجم على البت في نصاص الليالي ياياسين
أصابه التعب وقد أنهك الأرهاق جسده أجابها بعيداً عن سؤالها:
أنتِ كنتي بتسقطي في ماده الدين.
عقدت ما بين حاجبيها وحثها فضولها لسؤاله:
ليه؟
أجابها ببرود:
أصلك مسقطه انها مراتي
صاحت بغيظ:
ماتقولش مراتك
كرر كلماته بأصرار:
لاء هقول، ومش بس كده من هنا ورايح هقولك ياحماتي
تركها ورحل زادت اتساع حدقتي
زهره أن ما تسمعه الأن اصبح واقع مرير لم ترضا بهِ أبداً ستحاول فعل الكثير والكثير حتى ينتهي ذاك الكابوس الذي يدعى بياسين.
حلت الظهيره وحلت معها المشاكل من جديد بعدما عقدت زهره العزم على المغادره والعوده الى بيتها القديم تضب ما تبقى من احتياجاتها بداخل حقائبها حاولت شمس منعها ولكن دون جدوى فقد اصرت على المغادره بأسرع وقت لم تمنعها الخاله بل تركتها تفعل ما يحلو لها حاول الطبيب منعها ولكن دون جدوى حزن قلبه لفراقها بقول:
أنتِ كده بتنهي كل حاجه بينا يازهره ومابقتيش باقيه عليا
أجابته متحديه:.
لما تبقى تقف لاخوك المحترم اللي فاكر بنات الناس لعبه ابقى وقتها ابقى عليك لكن أنتَ واقف متفرج وبس
رد على حديثها باستهجان برز فيه اللوم:
عايزاني اعمل ايه ده واحد ومراته وبنتك مش قاصر
هبت تحمل حقيبتها بين يديها تنادي على حسان متجاهله حديثه:
يلا ياشمس
ايوه ياماما بس
بترت حديثها بقول:
من غير بس لو مامشتيش معايا دلوقت ياشمس اعتبري انك مالكيش أم ولا ليكي أخ اسمه حسان.
انهت حديثها ووجدته أمامها يخبرها بعكس ما تتوقعه:
أمشي مع أمك ياشمس، مش معقول هتخسري أمك وتكسري كلمتها عشاني
قال هذا متصنعاً عدم الاهتمام فرفعت كتفيها تجيبه تسأله باستعلاء:
أنتَ شايف كده
أنهى حديثه بقول:
مافيش حل تاني غير كده
حديثه أثار غيظتها تنهدت بعمق تاركه أياه خلفها ذاهبه مع والدتها وقبل أن تغادر القت زهره بكلماتها ساخره:
لا فيك الخير اوي
ابتسم ساخراً يجيبها بصوت مرتفع حتى يصل لها وهي تغادر:.
طول عمري بس البهايم مابتقدرش.
دائماً ما تكون الساعات التي تسبق الكارثه هادئه ولكن بحالتهم تلك الساعات الاخيره كانت الكارثه الحقيقيه بالنسبه لياسين، كل هذه الأحداث مرت واوصلتهم الى هنا الى تلك النقطه تحديداً وهي انهيار زهره أمام بيتها المحترق بعدما همس ياسين بأذنها بقول:
بلاش تتحديني يازهره، انا اصلي يتفاتلي بلاد والبلاد تتفات عشان خاطر عيونها.
هنا أدركت بأنه هو من أحرق المنزل تركها ورحل يصعد الى موتوره تتبع أثره بعينيها صارخه بأسمه بنبره مليئه بالقهره على فعلته.
الأمر اصبح اصعب من كل شىء أشبه بمن وضعك بالغريق وأعطاك قشايه وقال لك قم بأنقاذ نفسك.
هنا حيثُ يجتمع الجميع بالبهو بمنزل الصاوي الجميع بلا استثنا غير راضيين على فعلته، الكل بانتظاره ولا يشعر بثقل الوقت الا المنتظر وخصوصاً زهره أما عن شمس فكانت تتمنى عدم حضوره حتى لا تتم المواجهه بينه وبين والدتها وهي تعلم مسبقاً بنهايه تلك المواجهه حضر أخيراً ممسك بكف يدهُ خوذته السوداء الخاصه بموتوره يخبرهم ساخراً:
ياه. ، كل ده صاحي عشاني
وضع خوذته على المقعد المجاور لهُ يسترسل حديثه:.
ده أنا طلعت مهم اوي كده وانا معرفش
ضربت الخاله بيدها على عكازها تخاطبه بلهجه صارمه:
أنتَ اللي حرقت بيت زُهره ياياسين
لم ينكر بل هز رأسه بالأيجاب:
أيوه انا يا أمي اللي حرقت البيت
هبت زهره واقفه تحاول ان تستوعب ما يحدث
وجهت حديثها للطبيب مؤكده على ما أخبرته من قبل:
شوفت مش قولتلك انه عمره ما هيتغير وقولتلك برضوا انك ماتقدرش تعمل معاه حاجه من وقت ما ياسين رجع وحياتنا بقت جحيم، وانت واقف تتفرج عليه.
انهتها الخاله عن فعل ما تقوم بهِ قائله:
بس يازهره ماتقوميش الاخوات على بعض
نطقت بقهر امتزج بوجعها:
اسكت!
يعني أبقى انا المظلومه وخسرت بيتي وارضي وتقوليلي اسكت
قاطعها الطبيب وهو يقترب منه وجعل كل من بالغرفه يوجه انظاره عليه سائلاً بنبره جامده:
حرقت بيت زهره ليه ياياسين من امتى بنيجي على بعض بعد ما كنا بنقف في ضهر بعض
فضل الصمت على الحديث كرر الطبيب سؤاله:
ساكت ليه ماتنطق.
أنا بسكت علشان لو اتكلمت هخليها تروح تتعالج نفسياً.
هكذا كان رده مما جعلها تطالعه بغضب شديد وكأن النظرات الغاضبه اليوم من نصيبه هو فقط قائله:
أنتَ مالقيتش حد يربيك وانت صغير
أجابها ببرود:
معلش مكانوش فاضيين يربوني
اجابته بارده مما جعلها تستشيط غضباً قائله بسخريه من الطبيب:
شايف بيتريء ازاي على مراتك، وانتَ شايف مراتك بتتهزء قدامك وواقف ساكت
نجحت بأشعال غضب الطبيب مما جعله يردف:.
أنتَ كده بتيجي عليها بزياده ياياسين
ظهرت على وجه ياسين تقاسيم مسترخيه على عكس ما كانت تتوقعه زهره فأخبره بهدوء:
هي اللي جت علينا الاول ياعلي وجت عليك قبل ما تيجي عليا
اقترب منه الطبيب بنبره تهكميه سائلاً:
هو انا اشتكيتلك
مش لازم تشتكي، شىء انا شايفه بعنيا مش لازم تنطقه بلسانك
تدخل بربروس في محاوله منه لتهدئه الوضع قائلاً:
ياسين لا تأخذ كل الأمور بشكل جدي هكذا يارچل
أجابه بنبره بها من العصبيه ما يكفي:.
حاضر هاخدها بشكل جدتي
انفعل الطبيب وظهر هذا في صيحته المنفعله يركل المقعد المجاور له وهو يهتف:
أنتَ كل حاجه عندك تريئه وهزار ولا ياياسين لازم انطقه أنتَ اللي بتيجي عليها دي مراتي
عارف يعني ايه مراتي يعني كرامتها من كرامتي ومسمحش لحد مهما كان انه يقلل منها انتَ فاهم
لم يهتز ياسين اثر حكته الأنفعاليه بل أجابه بنبره لا تقل حده عن نبرته:.
وانا بقولك انها ماتستاهلش انك حتى تقف وتتكلم عشانها وتدافع عنها دي كانت عايزه تسيبك وترميك ورا ضهرها خللي عندك كرامه وثور لنفسك مره واحده في حياتك بدل ما هي ممرمطاك وراها بقالها سنين وانت واقف تتفرج وهي بتلعب بيك وبتحاول توقع ما بينا دلوقت انت مش شايف، مش شايف هي بتعمل ايه الحيه عمرها ما بلعت سمها لكن بتبخ سمها علينا
تنهدت بغيظ قائله وقد اشتعلت ثورتها توجه حديثها للطبيب:.
شايف بيقول عليا حيه ازاي، سايبه يغلط في مراتك
كفايه بقى ياماما كفايه
كانت هذه صرخه شمس صرخه ممتزجه ببكائها مما يحدث فكانت ردت فعل زهره ما هي الا ثوره من. الجمر قد اشتعلت بالمنزل:
أنا عايزه حقي ياعلي بيقول على مراتك حيه وانتَ واقف وببخ سمي ماتبقاش راجل لو مجبتليش حقي دلوقتي وانا مش هقعد على ذمتك بعد كده ولو دقيقه واحده.
توترت الاجواء بالمنزل الكل يؤلمه ما يحدث يقف الأشقاء بمواجهه البعض والسبب أنثى تحثه على اخذ حقها منه طالبه الطبيب وقد اشتعلت ثورته:
اعتذرلها ياياسين
وجاءه الرفض بالمقابل:
تبقى مجنون لو فكرت اني ممكن اعتذرلها ياعلي عارف ليه عشان انا مكذبتش وهفضل اقول انها حيه طول ما انا عايش وهبقى على حق.
أثارت جملته الأخيره انفعاله وجاءه ما هو غير متوقع عندما قام الطبيب بصفعه على وجهُ من أجلها صفعه دون ذره تفكير واحده في القادم، صفعه دون تردد ولا تعقل وكأنه بهذه الصفعه يخبره بأن جدار الأخوه بينهما قد هلك
صرخت الخاله بأسمه عند رؤيه الاشقاء يتقاتلون والسبب أنثى.
التعليقات