رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل الثلاثون 30 بقلم شمس حسين
شمس»
لما قرب أحمد وقعد جنبي، كنت لسه عايشة في عزلتي وسط النيل ومنظر الغروب، لحد ما قطع الصمت بصوته وقال لي: “كنت متأكد إني هلاقيكي هنا”، اتفاجئت، نظرتي كانت كلها استغراب… قلت له: “أحمد! عرفت إزاي إني هنا؟”، رد بابتسامة خفيفة وهو بيقول:
“انتي قاعدة رايقة هنا، وسيباني أدور عليكي”، زاد استغرابي، وسألته: “تدور عليا إزاي؟”، رد بكل بساطة: “تليفونك مقفول ليه يا شمس؟”، افتكرت ساعتها إني كنت قافلة التليفون لما دخلت عند أشرف… قلت لنفسي: يا نهار! طلعته بسرعة من شنطتي، وفتحته وأنا بتمتم: “نسيت خالص!”، بعدين رفعت عيني ليه وقلت له: “استنى بس متغيرش الموضوع… عرفت إزاي إني هنا؟”، كان لسه هيبدأ يتكلم، لكن فجأة التليفون بتاعي رن، استغربت… الرقم كان غريب، بصيت له، وكان شكلي باين عليه الحيرة، فقال لي: “أي؟”، كنت هجاوبه، لكن الموبايل رن تاني بنفس الرقم، كنسلته مرة تانية وأنا أقول: “رقم غريب”، قال لي: “ردي يمكن يكون حاجة مهمة…”، مسكت التليفون بتردد، وقررت أرد قلت: “ألو؟”، لكن اللي سمعته كان زي الصاعقة، الصوت كان صوت مرام… أختي: “شمس! شمس! يا شمس أرجوكي اسمعيني!” صوتها كان مليان بكاء وانهيار، اتجمدت مكاني، وقلبي بدأ يدق بسرعة… قلت: “مرام؟!” ردت بصوت منهار أكتر: “أرجوكي متقفليش، اسمعيني يا شمس!”، مكنتش قادرة أتكلم، فضلت ساكتة و مستغربة الموقف كله، لقيتها قالت، وصوتها كله رجاء:
“الحقينا يا شمس، أرجوكي! البنك حجز على البيت… هيطردونا، مفيش حد نروح له، الكل اتخلى عننا… إحنا هنبقى في الشارع!”، الكلام نزل عليا كالصاعقة… مكنتش مصدقة اللي بسمعه، شلت التليفون من ودني، وسكت للحظة، بصيت قدامي، لكن عيني مكانتش شايفة حاجة، أحمد كان قاعد جنبي، وقلق لما شافني مصدومة بالشكل ده، لكني مكنتش قادرة أنطق، كل اللي في دماغي كان: مرام! البيت! الشارع! صوت مرام كان لسه بيدوي في وداني، وهي بتقول: “الحقينا يا شمس!”، كنت بحاول أفكر… أستوعب اي اللي بيحصل، أعمل إيه؟ أتصرف إزاي؟!……..
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم الشروق للروايات
التعليقات