رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث عشر
بعنوان، (تحدي وعدوان، )…
أشعة الشمس المائلة للأحمر الداكن تتسلل بخفة على أسوار المملكة فتجعلها بارزة للجمال…
أجتمع الملك على المائدة العريقة ولجواره بيرت وزوجته وعلى يمينه جلس لوثر وزوجته، أما بالمقابل لهم كانت تجلس الملكة تتبادل النظرات الهائمة بمن يتغزل بها خفية…
هبط لوكاس للأسفل وهي بيديه يتمسك بها بقوة، رفعت والدته عيناها بتقبل فهى أعتادت وجودها بجواره حتى الجميع بات الأمر اعتيادي…
جلست جواره فقدم لها طعامهم المجهول لها ولكن لا تنكر أعجابها به فتناولته بتلذذ والخوف يدب بأواصرها عما سيفعله لوكاس ليخبر الجميع بأمر زواجهم لتتمسك بفكرة إنهاء ذلك المرض اللعين الذي بث الكراهية بقلوب أهل المملكة تجاه البشر.
تناولت طعامها بسكينة لتقف على تهنئتهم الحارة ل ضي فعلمت بأمر حملها لتستدير بوجهها لها قائلة بفرحة: مبارك لكِ ضي.
ابتسمت لها قائلة بنبرة هادئة: أشكرك.
تعجب الجميع من حديثهم المزدوج بالمحبة ولكن لم يعلق أحد…
خرج صوت الملكة الحامل لنبرة السخرية قائلة بصوتٍ ثابت التعبيرات: أتمنى أن طعامنا ينال أعجابك.
أرتعبت روكسانا وشعرت ببعض الارتباك ولكن بنظرات لوكاس تخطتها بنجاح قائلة بهدوء: لا أنكر بأنه لذيذ حقاً…
أشارت لها بتحفظ ثم نهضت عن الطاولة وصعدت للأعلى…
تطلع لوكاس لوالده الملك بنظرة جعلته يعي بحديثٍ يود قوله فقال بهدوء: ماذا هناك لوكاس؟
نظرت له برجاء الا يفعل ولكن من هو ليخشى أحد أكمل تناول طعامه قائلاٍ بهدوء: أردت أن أخبرك بأن اليوم سأعلن عن قرار أتخذته بعد تفكير عميق.
رفع الملك عيناه بأستغراب: عن أي قرار تتحدث؟
رفع الأخر عيناه له قائلاٍ بهدوء: أرسلت التابع يعلن شعب المملكة بأكمله بأجتماع اليوم و سأعلن بنفسي أمام الجميع.
تدخل بيرت قائلاٍ بذهول: ولكن لما كل ذلك؟
نهض عن الطاولة ليمسك بيديها ويتوجه للخروج قائلاٍ بثبات: ستعلم الآن…
وغادر لوكاس معها خارج المملكة بمكانها المفضل على شاطئ المياه الغامضة…
جلست جواره مستندة برأسها على كتفيه تاركة نسمات الهواء العليل تحرك خصلات شعرها الغزير لتخرج عن صمتها قائلة بهمس: هل ستتمكن من مواجهتهم؟
إبتسم بسخرية: لم يتجرأ أحداً على مواجهتي من قبل روكسانا
قاطعته بحزن: ولكن تلك المرة مختلفة، أنا أعلم جيداً بكرههم الوثير بالبشر فكيف أذا أعلن ملكهم المستقبلي بالزواج من بشرية!..
أدار وجهها إليه بيديه تاركاً أصابعه تتلامس أجزائه بحنان: لا عليكِ روكسانا دعي الأمر لى وسترين بنفسك كيف ستنتصر أقصوصة العشق الخالد…
أنغمست بأحضانه وبداخلها رجاء وأمل بأن يمر ما سيحدث على خير…
بالمملكة…
ولجت ضي لجناح الملكة فقدمت التحية ثم جلست بجوارها قائلة بأستغراب: هل أرسلتي بطلبي أمي؟
تطلعت لها بغموض: أجل. أردت أن أعلم متى ستنتهي تلك المهزلة؟
ضيقت عيناها بعدم فهم: عن أي مهزلة تتحدثين؟
أجابتها بحدة: لا أحتمل وجود البشرية أكثر من ذلك تقبلتها كثيراً ولكني أشعر بتعلق لوكاس بها ليس لما تحمله بأحشائها بل هناك أمراً يصعب فهمه لذا أخبريني الآن متى ستلد حتى ترحل من هنا؟
شعرت ضي بالقلق حيال الأمر ولكنها تماسكت قائلة بهدوء: لا أعلم أمي بعد الفحوصات التي قمت بها لم أتمكن من تحديد كنية هذا الكائن حتى أنه لا يتناسب للبشر ولا إلينا جحمه غريب للغاية أما عن فترة حملها فلا أعلم كم ستظل هكذا!..
زفرت الملكة بحنق: لا أعلم لما فعلتِ ذلك من بداية الأمر؟
أقتربت منها ضي قائلة بدلال: أهدئي أمي سيكون كل شيء على ما يرام أعدك بذلك.
تطلعت لها بحزن و نبرة أمل: أتمنى ذلك…
بجناح راوند…
كانت تتمدد على الفراش ببعض التعب فولج خلفها بيرت سريعاً قائلاٍ بلهفة: هل أنتِ على ما يرام حبيبتي؟
أعتدلت بجلستها بأبتسامة رقيقة قائلة بدلال: وكيف لى ذلك و مازالت غاضبٍ مني؟
جلس جوارها قائلاٍ بمكر: ولكن ما فعلتيه لم يكن هيناً راوند
وضعت يديها على كتفيه قائلة بحزن: كان على ذلك بيرت وأنت تعلم جيداً.
أشار له باقتناع فأحتضنته قائلة برجاء: لا أريد رؤياك هكذا، أعدك بأنى لن أفعلها مجدداً…
إبتسم وهو يحتضنها بين يديه قائلاٍ بعشق: وأنا أعلم ذلك
ابتسمت هي الأخرى بسعادة ودعت ما بعقلها ليحطمها حاجز العشق والجنون ليصبح عالمهم محدود بهم، عالم خاص يجمعهم بود…
صعدت للأعلى برعب وهي تحاول التعرف على جناح ضي بعدما تركها لوكاس وغادر ليكون على أهبة الاستعداد لمواجهة شعبه…
بعد عدد من المحاولات باتت أخيراً بالنجاح تمكنت من العثور عليها فدفعت الباب العتيد بارتباك حتى ظهرت أمامها…
ابتسمت بسعادة وأقتربت منها فوقفت ضي باستغراب: ماذا تفعلين هنا؟
أسرعت بالحديث المحفز بالحماس: أتيت لنبحث عن الأعشاب كما أخبرتك!
أجابتها بأستغراب: الآن؟
أقتربت منها روكسانا برجاء: أجل فربما أن عجلنا الأمر نتمكن من إنقاذهم.
أشارت لها بتفهم: حسناً سأخذك لمكانٍ ربما يعاونك على إيجاد المطلوب.
أشارت لها بحماس وبالفعل نقلتها ضي بمكان ساحر للغاية يحرسه عدد من الكائنات المريبة الحاملة لشعار مملكة السراج الأحمر، خشيت روكسانا منهم للغاية ولكن سرعان ما تسلل الآمان لها حينما قدموا الولاء والأحترام ل ضي فتقدمت من المكان بأعجابٍ شديد.
راقبتها ضي بهدوء وهي تراها تتأمل المكان بذهول وأستغراب، تتنقل هنا وهناك وتلامس الأعشاب بيديها ثم تقربها من أنفها في محاولة بائسة للتعرف على تلك الأعشاب الغريبة التي تراها لأول مرة!..
أقتربت منها قائلة بملل: هل تمكنتِ من العثور عليها؟
أجابتها بخيبة أمل: لم أرى مثل تلك الأعشاب بحياتي فكيف لي بذلك؟
تسلل الحزن لوجه ضي قائلة بيأس: علمت ذلك ولكن تركتك على أمل إيجاد العقار المناسب. هيا لنعود للمملكة قبل عودة لوكاس.
أشارت لها بتأييد ولكن لفت انتباهها عشبة منعزلة عن باقى الأعشاب رائحتها تتسلل لها فتشعر بأنها مشابهة لما تريد، أسرعت إليها روكسانا فأخذت تقربها من أنفها حتى صاحت بفرحة: أعتقد بأن تلك العشبة ستفى بالغرض.
ضيقت عيناها بأستغراب: ولكن تلك العشبة خاصة بروجان والكائنات الأخرى طعامٍ لهم!..
صفنت قليلاٍ حتى قطعته سريعاً حينما قالت بلهفة: هل أصاب أحد من الحيوانات بذلك الوباء من قبل؟
ضيقت عيناها بعدم فهم فعلمت بأنها لم تفهمها فأعدت السؤال قائلة بحرص: أعني هل تمكن المرض من كائنات المملكة كروجان وذاك الكائن المخصص لكِ.
أجابتها سريعاً: لا لم يحدث مثل تلك الأشياء.
ابتسمت بفرحة: أذاً تلك هي العشبة التي ستشفى هؤلاء.
وأخذت روكسانا تجمع الأعشاب فعاونتها ضي بعدم فهم لما تنوى البشرية فعله…
نقلتها للمختبر فوضعت الأعشاب على الصخر ثم أخذت بجولة بالمكان لترى ما يمكنها الأستفادة منه هنا تحت نظرات غضب ضي…
فتحت الصناديق بتطفل لتخرج المعدات الغريبة تكتشفهم بأناملها الرقيقة لتعلم بذكائها لما تستعمل؟، وبالفعل أخرجت ما تحتاج إليه ثم شرعت بالعمل تحت نظرات ضي القاتلة…
استدارت لها برأسها قائلة بابتسامة تسلية: أعتذر عن وقاحتي ولكن أعدك بأني سأرتب المكان جيداً…
تنهدت ضي بأستسلام ثم جلست على الصخور تتأمل ما تفعله…
بالكهف المخصص لتدريب لوكاس.
صاح لوثر بصدمة: لا أصدق ما تقوله؟، هل جننت؟
أستدار بوجهه له تاركاً جسده يتدرب جيداً قائلا بجدية: وهل الزواج أمراً جنوني؟
أقترب منه بغضب: الزواج من بشرية يعد حافة الجنون لوكاس وأنت تعلم جيداً.
ترك سيفه المختار وتوجه للمياه المندثرة بالكهف لتغطى صدره العاري شديد البياض، أغلق عيناه بقوة يسترد قوته ثم خرج بعد فترة غير عابئاً برفيقه ليرتدي ملابسه الملكية…
جلس لوثر جواره قائلاٍ بغضب مكبوت لبروده المعتاد: لا تخبرني بأنك جمعت المملكة لتخبرهم بأمر زواجك؟
سكونه المريب كانت إجابة صريحة له ليصرخ به بجنون: أجُننت حقاً أتعلم ماذا سيفعل بك الملك أن علم بما تنوي فعله؟
إبتسم قائلاٍ بلا مبالاة: فليفعل ما يريد لن أتخل عنها أبداً أما عن المملكة فمن يجرؤ على الاعتراض فليواجهني.
زفر بعدم تصديق فهم بالخروج قائلاٍ دون النظر إليه. : أعلم جيداً بأنك ستدق الدفوف لمعارك لا حصى لها.
وتركه وغادر ليظل الأخر ساكناً قليلا يفكر فيما سيحدث…
بغرفة الملكة الأم…
كانت تعتلي فراش المرض بأيامها الأخيرة و بجوارها كانت تجلس الملكة بُوران بحزن على تدهور حالها…
ولج الملك للداخل وعيناه تتابع الفراش بحزن على رؤية والدته تغادر بصمت لتركه بعد رحيل والده منذ تسعة عشر عاماً، جلس لجوارها والدمع والضعف يعبثان بعيناه فخرج صوته المتماسك للثبات بجهد: دعينا بمفردنا.
استمعت له زوجته وخرجت على الفور كأنها تترك له مساحة ليضعف قليلا فلا بأس بذلك…
فتحت الملكة الأم عيناها بضعفٍ شديد لتجده يجلس أمامها فخرج صوتها بضعف: أجئت كى تودعني
أزاح دموعه بحزم: لا تقولي هكذا أمي ستنهضين
مجدداً.
إبتسمت بضعف: لا بني أنها النهاية ولكني لن أتركك حتى أرى بعيناي ذلك الكائن الغامض
إبتسم ليخفي حزنه الشديد: لا تعلم ضي ماذا سيكون؟ حتى البشرية لم تكبر بطنها بعد!..
ابتسمت الملكة قائلة بصوتٍ هزيل: تلك البشرية فعلت ما لم يتمكن فتيات الكوكب فعله. أرى عشقها بعين لوكاس.
بدا الغضب على ملامح وجهه فأسرع بالحديث: يعشق بشرية! لا هو فقط متحمس لرؤية ما بداخل أحشائها.
ابتسمت على نفيه المخيف ليكمل هو بجدية: لا أعلم لما جمع لوكاس المملكة اليوم ولكن أعتقد بأن الوقت قد حان لأعلنه ملكِ للمملكة بأكملها…
تطلعت له بصدمة وزهول ليخلع تاجه المرصع بنحت صغير من الصخور الحمراء البارزة كاللؤلؤ الغامض: أحتاج للراحة من المسؤوليات أمي، لا أريد أن يدركني الموت وأنا أحملها على عاتقي، حان الوقت ليسجل تاريخ الكوكب أول ملك على قيد الحياة يعلن ملكه المستقبلي…
شعرت بآلآمه فقالت بخفوت: أفعل ما تجده مناسب بني…
قبل يدها ورأسها بأحترام ثم خرج لينفذ ما برأسه…
بالمختبر…
بحث عنها كثيراً فلم يجدها بالمملكة بأكملها فتوجه للمختبر بقلق حينما لم يجد ضي هي الأخري…
ذهل لوكاس وهو يرى ما يحدث أمام عيناه فقال باستغراب: ماذا يحدث هنا؟
فزعت روكسانا وكذلك ضي فأسرعت إليها قائلة بارتباك: لا شيء كنت أصنع بعضٍ من العقار فأتت روكسانا لتعاونني.
بقي ثابتاً محله وعيناه تلتهمها فخرج صوته أخيراً حامل للغضب المميت: هل أبدو لكم أحمق؟
إبتلعت ضي ريقها بصعوبة لتتحدث روكسانا غير عابئة بالعواقب: أصنع عقار للقضاء على هذا الوباء
أستحوذ عليه الغضب فأقترب منها بعدم تصديق: وكيف تمكنتي من معرفة ذلك المرض؟
علمت ضي بأنها النهاية لا محالة بينما قالت روكسانا بهدوء: أتطلعت على الأبحاث التي أعدتها ضي كما أنني أتطلعت على أحدهما…
تحولت عيناه بجمرات من نيران ليقترب من ضي سريعاً كأنه يستحوذ على روحها أولا ثم يقتص من الأخري ولكنها أسرعت لتقف أمامه قائلة برجاء: دعها وشأنها أنا من طلبت منها ذلك…
صاح بصوتٍ كالسهام الماردة: كيف تمكنتي من مخالفة تعليماتي؟.
أسرعت بالحديث قبل أن يفتك ب ضي: أنا من فعل ذلك لوكاس طلبت منها أن تأخذني لذلك المكان المميت لأرى كيف أستطيع مساعدتهم؟
حالت بينهم فجذبها من معصمها بقوة: أخبرتك من قبل أن لا تفعلي ذلك ولكنك لم تصغين إلى جيداً.
جاهدت ضي للحديث: أهدأ لوكاس فهى بخير.
أستدار لها بنظرات مميتة: لم يحن دورك بعد.
ابتلعت ريقها برعبٍ حقيقي بينما أسترسلت روكسانا حديثها: أنا من طلب منها أن تنقلني لهناك حتى أتمكن من تحديد المرض وإيجاد علاجه فربما حينها ستتقبلني مملكتك.
أستند بجسده على الصخرة الضخمة بغضب: ومن سيسمح لكِ بالذهاب مجدداً!..
أجابته بعناد وتصميم: سأذهب لوكاس…
أقترب منها حتى صارت المسافة بينهم معدومة لتلفح أنفاسه وجهها. : حسناً أريني ذلك.
لمع الدمع بعيناها فكان سببٍ لهدوئه لتسرع بالحديث قائلة برجاء: أرجوك دعني أعالجهم حتى يتقبلني الجميع لقد تمكنت من صنع الدواء لذلك المرض اللعين وسترى بنفسك ما سأتمكن من فعله…
حزنت ضي على رؤيتها هكذا ولكن ليس بيدها شيئاً سوى الصمت، أشار لها لوكاس بحزن: ولكن تواجدك هناك من المحتمل أن يقتلك.
أجابته بنفي: أن كان كذلك لما لا يصيبني حينما كنت هناك؟.
رفع يديه يشدد على خصلات شعره بجنون فأقتربت منها تلامس صدره قائلة برجاء: أرجوك. دعني أفعلها…
صمت ولم يقوى التحدث فأكملت هي ما تفعله بحرفية وسرعة بادية لهم…
أنهت روكسانا صنع العقار ثم تطلعت لهم قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع: أنتهيت.
رمقها بنظرة مميتة فتطلعت ل ضي لتجدها تخبرها بنظراتها بأن خارج هذا الموضوع المميت…
أقتربت منه روكسانا قائلة بهدوء: لن يحدث شيئاً، أعدك بذلك.
تأملها قليلا بسكونه الفتاك ليخرج عنه قائلاٍ بغضب مكبوت: حسناً لنذهب.
وقبل أن تتحدث تخفى بها ليظهر أمام كهوف الموت المحتضنة لهلاك يطوف بالأنفس حتى تجلي الأرواح…
خطى معها ليتوجه للداخل فأسرعت بالحديث: لا أنتظرني هنا لحين عودتي.
شرارت بُعثت من عيناه ليخرج صوته المشع بالجحيم: لا أريد سماع المزيد والا أ…
قاطعته بلهفة: حسناً لنذهب…
وبالفعل ولجوا معاً للداخل. ليشعر كلا منهم بحركة قريبة منهما فإذا بالرجل يخرج من خلف الصخور يتأملها بسعادة لعودتها ولكن زادت صدمته حينما رأى القائد العظيم لوكاس…
قدم له التحية الواجبة فأشار له بخفوت لتقترب منه روكسانا قائلة بثبات: صنعت الوقار هيا لنضعه لها.
أشار لها بفرحة وأمل ألتمسه لوكاس من نظرات ذلك الرجل فأتبعهم للداخل ليرى زوجته ممددة أرضاً، وجهها شاحب للغاية، تحتضر لموت أبدي، جلس الرجل بجانب زوجته والدموع تغزو وجهه قائلاٍ برجاء: أتمنى أن تعود لى مجدداً.
رفع عيناه له قائلاٍ بذهول: لما تقترب منها لهذا الحد وأنت تعلم بأنه مرض معدي للغاية.
لمعت عيناه بالدموع مجدداً قائلاٍ بحب ونظراته تطوفها: أن كان موتى سيحيها لن أتاخر عن ذلك، كيف سأتركها هنا تواجه الموت وأنا بعيداً عنها؟ سأمكث جوارها حتى أكون ملحقها لمثواها الأخير.
كلماتٍ بسيطة نبض لأجلها قلب الملك نعم فهو الآن صار يمتلك قلبٍ مرصع بعشقها ليشعر بصدق المشاعر حتى أنه تمنى أن تنجح روكسانا بشفاء زوجته…
وضعت روكسانا العقار وظلت بجوارها قليلاٍ ثم نهضت وأقتربت من الرجل قائلة بهدوء: لا تقلق فالدواء يتراوح مفعوله من يومين لثلاثة أيام.
أشار لها الرجل ولكن سرعان ما تحولت نظراته لصدمة وفرحة بأنٍ واحد حينما وجد زوجته أستعادة الوعى سريعاً. فلم يأخذ العقار المدة التي تصورتها روكسانا…
وقفت تتأمل ما يحدث بصدمة ودمع يلمع بفرحة حينما رأت الحياة التي قدمتها لهم حينما أستعادت المرأة وعيها. فرحة زوجها وأحتضنه لها جعلها تشعر بالسعادة فتوجهت للوكاس الذي أحتضنها قائلاٍ بهمسٍ خافت لها: معشوقتي طبيبة بارعة أذا.
تعالت ضحكاتها قائلة بغرور مصطنع: هل كنت تشك بذلك؟
شدد من أحتضانها وعيناه تتأمل ذلك الرجل الذي أقترب منها يقدم لها شكراً لا مثيل له بأن أعادت له الحياة مجدداً…
بساحة المملكة الشاسعة…
كانت تقف جموع لا حصى لها ولا جمع بأنتظار كلمة الملك بعد أن جمعهم التابع بأمراً من لوكاس…
تجمعت العائلة بأكملها فخرجوا للجموع لتزداد الترحيبات الحارة بالملك بعد أن تدلى أمامهم الستار العازل بينه وبينهم. لينضم لهم لوكاس وخلفه روكسانا تتخفى خلفه حتى لا يراها أحداً…
وقف الملك أمامهم ليشير لهم بالتوقف عن الترحيب به ثم قال بثباته المتابع له: لاطالما كانت مملكة السراج الأحمر مطمع للجميع، حاول الكثيرون أن يحطما تلك المملكة بكافة السبل ولكن كان هناك من يقف لهم كالسند المنيع، يمزقهم بلا رحمة أو شفقة بهم، قوته تضاهي جيشاً بأكمله وأنتم تعلمون من يكون؟
صاحوا جميعاً مهللين بأسم لوكاس العظيم ، تطلع لوكاس للملك باستغراب لما يحدث فأستدار للوثر ليعلم ماذا يجري هنا؟ فأشار له بعدم معرفته بشيء مما يحدث. على عكس بيرت كان ساكناً للغاية كأنه على علم بما يحدث…
رفع الملك يديه فكفوا عن الهتاف ليكمل هو حديثه قائلاٍ بفخر: اليوم ستشهدون على حدث سيغير مجرى التاريخ، وستغلب له القوانين، سترون ملكِ على قيد الحياة يتوج الملك المستقبلي بنفسه.
تعالت الهممات بينهم بالكثير من الأسئلة ليعلو صوت الملك مجدداً: أعلن الآن لوكاس ملكِ للمملكة السراج الأحمر…
وخلع الملك عنه التاج ليضعه على رأس لوكاس المصدوم، ليخرج صوته بذهول: ماذا فعلت أبي؟
إبتسم بقبول قائلاٍ بود: ما كان ينبغي فعله بني فأنا بحاجة للراحة الآن أمور تلك المملكة على عاتقك…
ثم تطلع خلفه ليجدها تتشبث به بخوف فأبتسم الملك قائلاٍ بصوتٍ هامس سمعته هي جيداً: أعلم جيداً ما تنوي فعله لذا جعلتك ملكاً حتى لا يتمكن أحد الوقوف أمام عشقك…
تطلع له بذهول فظن أنه سيخوض المعارك لأجل الحصول عليها ولكن خطوة والده ستهيئ له الكثير…
أشار له الملك بأن يتقدم ليظهر أمام الجموع وبالفعل خطى للأمام وهي بيديه لتكف الصرخات والهتافات لتعلو الدهشة الوجوه حينما وجدوا الملك يقف أمامهم وبيديه بشرية!..
وقف صامتٍ للحظات يتأمل الوجوه بكبرياء وهي لجواره تشعر برعب لا مثيل له ليخرج صوته أخيراً الذي عبئ المكان من قوته: أرى بأعين الجميع الكثير من الأسئلة لذا سأخبركم اليوم بمن فازت بقلب ملك السراج الأحمر، نعم لم تتمكن أي من فتيات الكوكب أستحواذ قلبِ سواها هي…
تعالت الهمسات الجانبية والمرج بالمكان ليخرج صوته الحازم: اليوم أُعلنت ملكٍ لكم وأنا أعلن زواجي أمامكم. من تقف يدها بيدي هي ملكة السراج الأحمر لذا من يجرؤ على إهانتها مصيره سيكون الاعتقال…
ما أن تفوه بتلك الكلمات حتى قدموا لها التحية ليرفع يديه ويعم الصمت مجدداً ليتحدث قائلاٍ بهدوء: أعلم جيداً الكره الدفين بداخل الجميع تجاه البشر ولكن ملكة السراج الأحمر قد توصلت لعقاراً أشفى العديد ممن أصابهم المرض.
تعجب الجميع وصُدم فأشار لوكاس بيديه للتابع الذي فتح الصخرة العملاقة على هيئة باب ضخم ليخرج منها عدد لا بأس به ممن أصابهم المرض اللعين، تعالت الفرحة ومعها الهتافات السعيدة ممن أستعاد زوجته والأخر شقيقه وهناك امرأة ترى زوجها بعد أن قدمت لها التعازي…
غمرت القاعة بهتافات بأسم ملكة السراج الأحمر المستقبلية فتطلعت روكسانا للوكاس بذهول ودمع يلمع بعيناها بعدم تصديق ليبتسم لها ويحملها بين ذراعيه ليعلو بها وسط الحشود والصيحات لتستمع بآذنها فرحة وأنتصار بكسر حاجز الكره المبثوث للبشر، رأت أيضاً نظرة فخر من ضي والملكة بُوران بعدما أشارت لها بسعادتها لما فعلت حتى الملك أثني عليها وأعلن بأن غداً حفل زفاف الملك وتتويج روكسانا ملكة للسراج الأحمر. لتصبح ملكتهم من البشر!، نعم ذكرها من قبل بأنه سيضع بصمة خاصة بالتاريخ ولكن هل سينتهي المجهول أما أنها بداية لحروبٍ عظيمة ستجتاز لها الأمد، وستعترض طريقهم باختبارات لعشقٍ طاف الأعماق. عشقٍ خاص لملك هوى بشرية وفضلها على نساء عالمه…
التعليقات