رواية وريث آل نصران الجزء الثالث للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والثلاثون
دائما ما يسعى الإنسان لتجنب الأسوء ولكن وبكل أسف الأسوء لا يسعى لتجنبنا.
أدركت ميرت هذا حين لمحت كارم في الرهة، يقبض عليه عيسى متأهبا للفتك به، لحظات وكانت ملك في الخارج وسمعت صوت كارم يسأل زوجته: جايبة ابن اختك ليه يا ميرت؟
وبخته بانهيار ردا على سؤاله: أنت ليك عين تيجي هنا تاني بعد ما بعتلي الصيع اللي بتقعد معاهم، وكانوا هيموتوني علشان ياخدوا فلوسهم اللي أنت مش عارف تسدها.
أبدى دهشة متصنعة، وبرع في تمثيل الغضب وهو يقول: مين دول اللي جم هنا، أنا هخلي ليلتهم سودا النهارده.
حاول أن يتحرر ولكن عيسى لم يفلته، فصاح كارم بنزق: ما تبعد عني أنت عايز إيه، ما هو المصايب دي أنت السبب فيها، عيل ناكر للجميل، أول إيد عضتها هي اللي اتمدتلك، لو كنت سيبت شغلي في حاله، ولا حتى وقفت جنبنا في الزنقة ذي مكانش كل ده حصل.
أدركت ملك أن الجمل هذه كافية تماما لإيقاظ إحدى نوبات زوجها ولكن قبل أن تفعل أي شيء سمعت عيسى يقول وهو يدفعه: هقولهالك تاني، شغلك ده باظ علشان أنت وسخ، وكنت ممشيه كله شمال، وزنقة إيه اللي هقف جنبك فيها؟، عايزني أصرف عليك وتاخد فلوسي علشان تصرفها على لعب الترابيزة، وأصحاب اللعب اللي هيروقوك لو مرجعتش فلوسهم.
لو مخدوش فلوسهم، هيخلصوا على خالتك، أنا قولتلهم إن هي الوحيدة اللي تقدر تديهم.
كانت هذه كلمات كارم والتي جعلت عيسى يطالع خالته سائلا: سامعة؟
ثم استدار يرد عليه شامتا: خالتي أنا كفيل أحميها، وأنت خليك زي الكلب كده عمال تجري منهم هنا وهناك.
أبدى تحول رهيب وهو يستعطف زوجته بنظرات خادعة: قوليله يا ميرت يدفعهم، وأنا أوعدك هبطل لعب خالص وهعملك اللي أنتِ عايزاه، قوليله يرد جميلك مش ده اللي ربتيه في خيرك.
من جديد يدفعه عيسى وهو يرد بغلظة: خير أبويا، خير أبويا اللي كان مغرقك ومغرق أهلك كلهم طول ما أنا قاعد في البيت ده، أنا متربتش بمليم من فلوسك، ده أنت كان بيتصرف عليك من فلوسي يا…
قبل أن يسبه أوقفته خالته قائلة: خلاص يا عيسى.
صرخ في وجهها بضجر: متقوليليش خلاص…
جذبه من تلابيبه قائلا: طلقها.
أرادت ملك تهدئته ولكنها لم تفلح، وتجمعت الدموع في مقلتي َميرت وهي تتابع ما يحدث بينما أردف كارم بتبجح: ده مش هيحصل.
ابتسم عيسى بتهكم وهو يؤكد: لا هيحصل.
رد عليه كارم يعرض مطالبه لتنفيذ ما يريده القابض عليه: يبقى خالتك تتنازل عن كل حاجة وفوق التنازل شيك بمليون.
اتسعت عيناها، تطالعه بغير تصديق، هل هذه قيمتها لديه حقا، أما هو فتابع باستخفاف: و مليون ده قليل على فكرة، دول ميعملوش حاجة في الزمن ده، أنا كده كارمك، وبعدين أنت اللي عند أبوك مش شوية.
ابتسم عيسى وطالعها سائلا بتهكم: إيه رأيك؟، باعك، باع عشرة السنين واللي استحملتيه معاه كله بمليون جنيه…
تحرك ليقف أمامها قائلا بلهجة ساخرة: معملكيش تمثال أكتر ست متفانية في الآخر…
نطق بباقي جملته ونظراته تحمل الحسرة: باعك بمليون جنيه.
تحركت ملك ناحيتها، جذبتها من مرفقها بلطف طالبة: تعالي يا ميرت ندخل جوا.
بالفعل تحركت معها وكأن إراداتها مسلوبة، كل ما كانت تريده فقط الآن هو أن تبقى بعيدا عن كل هذا.
لم يتبق سواه هو و عيسى الذي أردف بهدوء وهو يجلس على الأريكة: أنا موافق، هجيب مأذون دلوقتي وتطلقها، وهتاخد شيك باللي طلبته.
وأنا اضمنك منين؟
كان هذا سؤال كارم الذي حك عنقه متألما وجاء رد عيسى عليه حازما: كلمتي واحدة وأنت عارف.
كل ما حدث بعد هذا مر وكأنه حلم، قدوم الشيخ، الطلاق الذي أتبعته ميرت بقولها: أنا اللي رخصت نفسي وقبلت بالإهانة وعارف المشكلة فين
هتفت بعينين دامعتين: إني كنت عارفة إنها إهانة، وإنك مبتعمليش حاجة واحدة حلوة تخليني أبقى عليك بس استحملت.
هرولت ناحية الداخل بينما كان تجاهل هو حديثها وهو يطالع الورقة التي تثبت حقه المالي بعد أن طلقها، استقام عيسى واقفا وتوجه ناحيته قائلا: أنا مدفعتلكش الفلوس دي علشان ساومتني…
طالعه كارم ورأى الحقد في عينيه وهو يكمل بابتسامة قاسية: أنت عارف كويس أوي إني كنت أقدر أخليك تطلق من غير مليم.
أقل حاجة كنت هعملها إني كنت هحبسك هنا وهبعت لحد من اللي بتلعب معاهم يجي يستلمك وهما بقى يخلصوا فلوسهم منك بمعرفتهم.
بان الخوف على وجه كارم ولكن هذا لم يمنعه من سؤال: امال دفعت ليه؟
رد عليه عيسى وهو يرمقه باستحقار: علشان هي أغلى عندي بكتير من المبلغ اللي أنت طلبته، وعلشان
باللي حصل ده هي عمرها ما هتفكر ترجعلك تاني، أصلها شافت بعينها والواحد لما بيحس نفسه رخيص بيتكسر أوي بس هي مش رخيصة…
بصق عليه وأكمل: أنت اللي رخيص فاسترخصتها، بس اوعى تفتكر إنها خلصت كده، المليون دول أنت هتخسرهم وأنا هخليك تداين بضعفهم وبكرا الأيام تفرجك.
ضحك كارم باستهزاء ثم توجه ليغادر ولكن سمع عيسى يقول: لو جيت ناحية البيت ده تاني مش هتخرج منه على رجلك.
حدث كارم نفسه بغل، المنزل الذي كان يأوي فيه ابن شقيقتها يوما ما، الآن يخرج منه مطرودا، بل ويتوعده ذلك الصغير الذي اعتاد تحطيمه حتى أتى يوم وثارت ثورته، أصبح شعلة ثائرة تحرق من يفكر الاقتراب فلم يعد يستطيع ردعه أبدا.
ما إن خرج من المنزل حتى سمع صوت عيسى يقول: في ستين داهية تاخدك.
ثم صفع الباب بقوة في وجهه، لم يهتم كارم، لم يعد يهمه أي شيء سوى ما حصل عليه، سوى الأموال التي تقاضاها وهي عنده تغنيه عن أي شيء.
لا يعلم كيف تحملت أعصابه كل هذا، كيف تحملت حتى وصل إلى منزل منصور بعد اتصال ورد إليه من عز، كان طاهر في ذروة غضبه وهو يدق الباب بعنف وحين فتحت له الخادمة وهتفت: الحاج منصور مش موجود.
رد عليها وهو يدخل دون استئذان: وأنا مش عايزه هو أنا عايز الحيلة ابنه.
وصل لأذنيه صوت شقيقه من إحدى الغرف وهو يصيح باستنكار: بقولك سيبني أنا مجتش جنبها، ومعرفش إنها مراتك أصلا.
فهرول ناحية الغرفة، دفع الباب بانفعال ودخل، أول ما وقعت عيناه عليه هو شقيقه الذي يحاول إبعاد جابر عنه فسار ناحيته وجذبه سائلا الواقف أمامه: أنت اتهبلت يلا ولا إيه؟
رد عليه جابر بتبجح: لا ده أخوك، أخوك هو اللي جاي ومفكر إن البيت ده مفيهوش راجل يقفله.
وهو فين الراجل ده؟
كان هذا قول طاهر الذي تبعه دفاع حسن: أنا معملتش حاجة يا طاهر، رزان بعتتلي رسالة بتقولي إنها عايزة تبلغ عيسى حاجة ومش عارفة توصله، قولتلها لما يرجع هخليه يكلمك طلبت مني اقابلها ضروري علشان الموضوع ميستناش والمفروض كانت مستنياني قريب من هنا، وجيت بس فجأة لقيت ده طلعلي وأنا رايحلها وبيقولي انت بتتهجم على مراتي.
تساءل طاهر بانزعاج شديد من حماقة شقيقه قبل أي شيء: الزفت تليفونك فين؟
هو خده.
برر حسن ثم قال مدافعا: أنا ملحقتش أكلمها أصلا، أنا حتى حاولت اتصل بيها قبل ما اجي مردتش عليا فقولت الحقها ليكون في مشكلة.
طالع طاهر جابر الذي يرمقه بتحدي ثم هتف محاولا استدعاء صبره: هات التليفون.
ضحك جابر بتهكم وهو يرد عليه: مشوفتش تليفونات، و أخوك هيتروق قصاد البلد كلها وده حقي، زي ما أنت خدت حقك يومها.
قال جملته الأخيرة وهو يربت على كتف طاهر، فضحك طاهر وهو يخبره: لا ده أنت بتحلم، قلة القيمة اللي بتبقى في وسط البلد دي بتبقى ليك أنت وللي زيك.
وأنا مش هرد عليك، بيني وبينك حكم أهل البلد اللي هيسمعوا بودانهم كلهم مراتي وهي بتتهم أخوك، وشاهد على اللي حصل أربعة كمان من الرحالة اللي كانوا واقفين.
بهت وجه حسن وأدرك طاهر أن شقيقه وقع في الفخ ولكن لم يأبه بما يقال بل وقف في الأمام ليصبح حسن خلفه وهو يقول: ما تجيلي راجل لراجل وسيبك من الشغل ده، أنت قاصدني أنا مش حسن، خليك معايا أنا.
هز جابر رأسه نافيا وهو يؤكد على قراراه: وأنا اخليني معاك أنت ليه؟، هو أنت اللي اتهجمت على مراتي؟، حقي هيجي من اللي انت خايف عليه اوي ده.
ثم هجم عليه ليطول حسن فتحداه حسن قائلا: أنا مش هخاف منك، أنا معملتش حاجة ومش وسخ زيك.
قبل أن يتمكن جابر من القبض عليه دفعه طاهر وهو يصيح: ده بعينك يلا.
ثم استكمل وهو يحذره: اللي أنت بتعمله ده أنا متأكد إن أبوك ميعرفش عنه حاجة، علشان أنت كده هتفتح الدم بيننا تاني، اعقل وكفاية المهزلة دي.
فأردف جابر بتهكم: قصدك العداوة بتاعة زمان؟، اللي أبويا وأبوك قفلوها، لا سيبك منها احنا نعمل بتاعتنا احنا.
تنهد طاهر بنفاذ صبر ثم قال أخيرا ما لم يرد قوله أبدا: ماشي يا جابر، أنا موافق.
قالها بابتسامة جعلت شقيقه يطالعه بغير تصديق، هل قال أوافق حقا!، بالتأكيد أن كل ما يحدث ليس إلا هراء.
كان جالسا بمفرده حين لمح سهام التي اقتربت من مقعده المطل على البقعة الخضراء وسألته بابتسامة: تحب أعملك حاجة يا نصران؟
لا.
كان رده مختصرا دفعها لسؤاله بحزن: مش كفاية بقى يا نصران؟، أنا قولت شوية وهترجع عن اللي في دماغك ده، يعني نبقى في بيت واحد وعايشين أغراب، طب محدش خد باله دلوقتي أكيد هياخدوا بالهم بعدين
قاطعها ثم سأل بعد أن تنهد بثقل: لو عايزة تطلقي أنا مش هعترض.
صاحت باستنكار شديد لجملته: يعني ايه؟، أنت كده بتظلمني، أنا عارفة إني غلطت واعترفت بغلطي، بس في حاجات كتير تخليك تغفرلي، عشت معاك كل السنين دي بما يرضي الله معملتش يوم حاجة تزعلك، ربيت ابنك في حضني واعتبرته ابني ولحد النهاردة موجوعة على فراقه…
وخسرتيني ابني التاني، لو تعرفتي تعوضي واحد مكنتيش عمرك هتقدري تعوضي التاني اللي عارف إن على إيدك دم أمه يا سهام.
مواجهته القاسية دفعتها للصراخ بغضب: أنا مقتلتهاش.
وبنفس غضبها رد هو يصارحها بما حبسه: بس سكتي، وغرقتي اللي غدر بيها وأهله كلهم في خيري، وفي خير عيالها.
بمجرد انتهاء حديثه سمعا معا صوت ابنتهما التي طالعتهما معا وهي تهتف: مين دي يا بابا؟
كان نظرات رفيدة متلهفة لسماع الإجابة بينما كان كل منهما يريد أن يندثر الآن، يتبخر حتى يلحق بالنجاة من إجابة سؤال كهذا.
لم يواجه، وبعد ساعات اختار المغادرة، فاستوقفته ملك سائلة: رايح فين يا عيسى؟
محتاج اخرج شوية.
أتى رده معبرا عن رغبته فقالت: طب الممرضة جوا مع طنط وهي نامت بعد ضغط اليوم ده كله، ممكن أجي معاك؟
وقبل أن يعترض هتفت بإصرار: لو سمحت عايزة أكون معاك.
خضع لرغبتها بالفعل ولاحظت هي أنه يتجه ناحية دراجة بخارية فتساءلت باستغراب: الموتوسيكل ده مش بتاعك.
وضح لها بهدوء: اه ده بتاع بشير، خدته منه امبارح، لو عايزة تركبي العربية مفيش مشكلة.
هزت رأسها نافية بابتسامة فركب على الدراجة وأتت هي خلفه، تمسكت به جيدا، ولاحظ هو قبضها عليه بشدة فقال ضاحكا: لا كلبشي أكتر، كده هتقعي.
ضربته على كتفه فبدأ قيادته، كانت سرعته تزداد تدريجيا وهي تشعر بالهواء يصفعها من كل جهة حتى وصلت السرعة إلى حد دفعها لقول: عيسى ممكن بالراحة شوية.
هوى قلبها أرضا، من سرعته التي تزداد وكأنه يفرغ غضبه بها، فشعرت بأنهم على بعد خطوات من إحدى نوباته، وفجأة وعلى عكس ما توقعت توقف وقال: انزلي.
نزلت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة، وقلبها يدق بسرعة شديدة وكأنه ماراثون، نظرت حولها فلم تجد أحد، الشارع مظلم، أخذت نفس عميق ورمقته باستنكار قائلة: أنت كنت هتموتنا.
قولتلك بلاش تيجي.
كان هذا رده الذي جعلها تسأل بنزق: يعني ده غلطي؟
سألها بنفس نبرتها: امال غلطي أنا؟
لا تعلم من أين أتتها هذه القوة ولكنها دفعته بكلتا يديها بتحدي وهي تقول بإصرار: اه غلطك.
بان في عينيها ضيقها المتراكم من أفعاله وهتفت أمام ذهوله: كفاية بقى، أنت قبلت من الأول إنك تدخلني حياتك دي يبقى لازم تكون مناسبانا احنا الاتنين.
ثم ارتفعت نبرتها وهي تضرب على دراجته البخارية: امبارح قولتلي إني اتعلمت اخد وما اديش، هو فين ده؟
أنا طول الوقت عايزاك كويس، وأنت زي ما تكون في حاجة جواك بتحاربني وتقولي لا مش هيبقى زي ما أنتِ عايزة.
تلألأت الدموع في مقلتيها وهي تخبره: لو أنت عايز تكمل كده أنا مش هكمل خلاص.
سمعت صوت تعلمه جيدا، صوت قادر على إثارة الرعب داخل نفسها وتذكيرها بليلة لا تنساها، صوت نباح الكلاب، وسريعا ما رأت ثلاثة يهرولوا ناحيتهم فهرعت ناحيته و احتضنته بكل قوتها، مروا وابتعد الصوت رويدا رويدا فرفعت رأسها تطالعه بذعر، فسألها بعينيه الصافيتين وقد غرقا في تفاصيل وجهها: كنتي بتقولي إيه بقى؟
نظراته هذه، هي على يقين أن هذه النظرات التي يطالعها بها قادرة على إرباك على أي أحد، ولكنها همست بصعوبة: بقول مش هكمل.
سألها بنبرة مماثلة: ليه؟
وأتى ردها عفويا صادقا وهي تسرح في عينيه: نسيت يا عيسى.
هتف وهو يمسح على وجنتها: بس أنا منستش، تحبي أسمعلك؟
هزت رأسها وهي تبتلع ريقها بصعوبة فقال بابتسامة: أنا مش هسيبك، وهحاول اعمل علشانك كل اللي اقدر عليه، علشان…
قطع حديثه سماعه صوت هاتفه، لم يكن ليرد ولكنها طلبت منه: رد ممكن يكون حاجة مهمة.
بالفعل استجاب لها ورد، كان اتصال من طاهر، قطب جبينه وهو يستمع لما يقال وما إن انتهى حتى هتف بغضب: دي ليلة أبوها سودا هي وهو، اقفل يا طاهر وأنا هكلمك تاني.
بالفعل أغلق وقبل أن يجري اتصاله وسط تساؤل ملك أتاه آخر من صديقه، كان سيقوم بالاتصال به فرد مسرعا: اسمعني يا بشير
أتاه الرد سريعا: اسمعني أنت، أنت فين؟
وأكمل ملقيا قنبلته التي قلبت كل شيء رأسا على عقب: الدنيا مقلوبة، كارم اتقتل.
هي أقوال، بمجرد أن تتلقاها مسامعنا ننكرها ولا نصدق، نطالع من أمامنا ونطلب منه أن يقول أي شيء ولكن بعد دقائق ندرك الحقيقة، ندرك أنها أقوال لا تُنسى أبدا.
التعليقات