التخطي إلى المحتوى

الفصل الثامن والعشرون

عبد الرحمن الرداد 

خرج من منزله بعد حجج كثيرة فهم لم يصدقوا ما حدث وذلك صعب خروجه من المنزل خوفا عليه من أن يصيبه مكروه بعد غيابه ثلاثة أيام بعد محاولات كثيرة خرج أخيرا واتجه إلى الطريق الرئيسي من أجل الذهاب إلى البقية لمعرفة الخطوة التالية في مواجهة هؤلاء.

سار بخطوات هادئة وهو يفكر في خطوته القادمة قبل أن تتوقف أمامه سيارة وخرج منها عدة أشخاص وهم يوجهون أسلحتهم تجاهه، اقترب أحدهم وردد بنبرة تحمل التهديد:

– ادخل العربية

شعر بالخوف من هؤلاء وفكر في الهرب لكن كيف ذلك وهم يوجهون أسلحتهم تجاهه.

في تلك اللحظة شعر بشرارة كهربية تسري في يده وهذا ما أثار تعجبه كثيرا فهو ظن أن قوته الخارقة تعمل فقط في أوجاست، هنا ابتسم وقال بسخرية:

– اللي عايز يلحقني يجري ورايا

وانطلق بعد جملته تلك بسرعة خارقة هربًا منهم وشعر كثيرا بالسعادة، وبعد مرور دقيقة وصل إلى مكان تواجدهم الذي أرسله إليه «كرم» وما إن دلف إلى الداخل حتى تفاجئ بالجميع يتواجدون.

اتسعت حدقتا حور من المستقبل وأسرعت تجاهه لتحضنه وهي تقول باشتياق:

– وحشتني اوي

ابتسم وربت على ظهرها قبل أن يقول بهدوء:

– شخصيتي من المستقبل اكيد هتظهر امتى وازاي ده اللي مستغربه الصراحة

ابتعدت قليلا عنه ونظرت إليه باهتمام قبل أن تقول بتساؤل:

– بما إنك هو فلو كنت مكانه كنت هتبقى فين دلوقتي؟

 لوى ثغره ليفكر في الأمر ثم عاد ببصره إليها قائلا:

– الصراحة تفكيري مش جايب شخصيته دلوقتي غير شخصيتي دلوقتي بس اللي عارفه إنه بيحاول يصلح كل اللي بيحصل وهيعمل ده مهما كلفه

في تلك اللحظة وقف «كرم» وردد بصوت مرتفع لينتبه الجميع إليه:

– دلوقتي كل عناصر واحتياجات المشروع بتاعهم متجمع هنا لازم نحط خطة تخلينا نتخلص منهم للأبد، هم منتشرين وده هيصعب شغلنا بس مش هيخليه مستحيل اقتربت «حور من المستقبل» ورددت بجدية:

أنا اكتشفت حاجة مهمة، رجالتهم كلهم اللي منتشرين في العالم دول %99 منهم روبوت مطور في شكل بشر، فيه سيستم بيتحكم فيهم وبيتم إصدار الأوامر اللي هينفذوها من النظام ده لو وصلنا للنظام ده ساعتها هنبقى انتصرنا أساسا لأن اللي هيفضل هيبقى هو صاحب المنظمة دي

نظرت إليها «مي» وسألت بجدية:

وهنوصل لمكان السيستم ده إزاي ده زي إبرة في كوم قش

ابتسمت ووجهت بصرها تجاه «عبدو» وأردفت:

– أول لقاء بين عبدو وحور، النظام هناك لأن اللقاء ده سبب في تغير الخط الزمني، النظام في محيط المكان ده بس لو روحنا دلوقتي مش هنلاقي حاجة علشان كدا لازم عبدو وحور يرجعوا بالزمن لنفس اليوم وطبعا ده بمساعدة طيف علشان يولد مجال عكسي الافضل ده يتم دلوقتي علشان مش عايزين تضييع وقت نهائي

وافق الجميع على اقتراحها واستعد الثلاثي للسفر وبالفعل دار «طیف» و «عبدو» في دائرة عكس بعضهم البعض وفي المنتصف «حور» وبعد لحظات كانوا في مكان بداية الأمر كله.

خرج الاثنين معًا إلى الخارج ونظر هو إليها قائلا بتساؤل: – تقریبا آخر مرة حصل فيه الحوار ده كان من حوالي شهرين واليوم على أرضنا بسنة على أرضكم يعني تقريبا عدى 60 سنة على ارضكم وأنتي زي ما أنتي مكبرتيش حتى إزاي بقى مش فاهم؟

ابتسمت وجلست على الرصيف المرتفع فجلس هو بجوارها ونظر إليها لتقول هي:

– بص يا سيدي هفهمك، اليوم على أرضك فعلا بسنة على أرضي بس يعتبر كلنا نفس العمر، بص هوضح اكثر، أنت عندك 22 سنة تمام! إحنا بقى عمرنا بيعدي كدا بكتير يعني آلاف، أنا يعتبر نفس سنك مش عدد السنين لكن في مرحلة الشباب وهكذا، أنا عندي 8000 سنة وشوية صغنين

 اتسعت حدقتيه بصدمة وفتح فمه قبل أن يقول:

– نعم ياختي 8000 سنة ؟

ضحكت بصوت مرتفع على رد فعله وهزت رأسها بالإيجاب وهي توضح:

– لو قارنت 8000 سنة على أرضي بـ أيام أرضك هتلاقي النتيجة 22 سنة وهو عمرك يعني أنا وأنت أد بعض لكن الفرق إن متوسط اعمارنا اكثر، يعني عندكم متوسط السنين اللي بيعيشها البشر 60 سنة لكن على أرضنا حوالي 22 ألف سنة اللي لو حولتهم هيبقوا 60 سنة على أرضك، بنعيش أيام أكثر منكم بكتير لكن في حوار مراحل الشباب وكدا بنبقى زيكم بالظبط

هز رأسه بتفهم وابتسم ليقول مازحا:

– يعني أنا متجوز واحدة اكبر مني ب 8000 سنة ضحكت وقالت على الفور

– مش بالظبط، يعتبر قدك لكن كواقع أنا فعلا عايشة من 8000 سنة يعني قولي يا طنط

لوح بيده في الهواء وهو يقول مازحا:

– لا طنط ايه بقى ده أنا اقولك يا تيتة، أنتي أقدم من جدو اللي من أيام الفراعنة

ارتفع صوت ضحكها فابتسم وقال بهدوء:

– الواد فادي عامل ايه واحشني جدا والله

ابتسمت ونظرت إليه لتجيبه:

– كويس ونفسه يشوفك ونفسه كمان يتجوز

رفع حاجبيه وردد بتساؤل:

معقولة عايز يتجوز؟ ومين اللي أمها داعية عليها اللي ناوي يتجوزها

كتمت ضحكها وأجابته قائلة:

– سهوة صاحبتك في الكلية، من ساعة آخر مرة وهو مراقبها بس طبعا ميقدرش يقرب علشان مفيش حاج تبوظ، هيفرح جدا لما يعرف إن كل حاجة بقت عادية وهيجري يتجوزها

ضحك وردد:

– يجري يتجوزها ايه هو فاكر انه رايح يشتري طماطم ده لسة فيه قراية فاتحة وخطوبة وشبكة وكتب كتاب وفرح وليلة كبيرة، عندنا في مصر فيه كذا مرحلة علشان الجواز يتم مش بالسهولة اللي عندكم

رفعت كتفيها وقالت بابتسامة:

– خلاص ابقى فهمه أنت أول ما تشوفه علشان هيموت عليها وبقاله 60 سنة مستني اللقاء

– 60 سنة؟ لا شكله رايدها الصراحة، الـ 60 سنة دول لو هنا كان زمانها اتجوزت وخلفت وعيالها اتجوزوا وجابوا أحفاد كمان، ألا صحيح بابا وماما عاملين ايه؟

تحمست لسؤاله الأخير وعدلت من وضعية جلوسها لتوجه بصرها إليه قائلة:

– بابا وماما بيعشقوك حرفيا من كتر كلامي عنك حكيتلهم ازاي وافقت تساعدنا رغم إننا من كوكب تاني حكيت أنت إزاي واجهت رماد رغم إنك عارف بالهزيمة حكيت كتير أوي ومنها عن الروايات اللي كتبتها لدرجة إن بابا قرر يغير اسم أرضنا أو الكوكب زي ما بتسميه غير الاسم لـ “أوجاست” على اسم روايتك لأن اللي حصل في المعركة ده بينك وبين رماد حصل في شهر أغسطس وده الشهر اللي أرضنا خلصت فيه من رماد وكان انسب اسم هو أوجاست

اتسعت حدقتاه بصدمة مما تقول قبل أن يقول بسعادة غامرة:

بجد والله سمى أرضكم اوجاست؟ يعني بقت حقيقة مش مجرد خیال

هزت رأسها بالإيجاب وأجابته:

– أيوة بجد وفيه مفاجأة كمان هتعرفها لما تروح

نهض على الفور من مكانه وردد بحماس شدید:

– طب ومستنيين ايه يلا بينا نروح

وقفت هي الأخرى ونظرت إليه قائلة بجدية:

– مش هنروح قبل ما تعزمني على كشري، بحبه أوي والصراحة دي أحسن حاجة في الكوكب بتاعك

ابتسم وقال بثقة:

– اومال لو جربتي المكرونة  البشاميل هتعملي ايه تعالي يلا هناكل اجمد طبقين كشري

وقبل أن يتحركا وقف «عبدو طيف، حور» من الحاضر أمامهما ورددت هي قائلة:

– فيه كارثة هتحصل بعد اللقاء ده، فيه سيستم بيتبني هنا في المكان ده ولازم نوصله حالا!!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *