رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع عشر
(عشقٍ خالدة التاريخ، )…
أقتربي قليلاٍ فربما تستمعي لخفق قلبِ المجنون…
حينها ستعلمين لما أعشق بحور عيناكِ فربما مرساهم قاع محفور بين عالمي وعالمك…
أنتِ الداء للبعد والدواء بقربك العطر برائحة تغمرك بطيفٍ خاص صُنع خصيصٍ إليك…
يا من ملكت قلب ملك حكم الأمد ولكن لم يتزلزل قلبه لأمرأة من قبل، فتركتِ بصمتك الخالدة ليعلم العالم بأكمله ما تستطيع بشرية فعله. حينما أمتلكت قلب وأي قلب؟ قلبٍ خاص بملك السراج الأحمر…
مر المساء وحل اليوم المشهود التي ستصبح ملكٍ له، نعم تخلت عن عالمها لأجله هو، لأجل كائن من كوكب بعيد، ليس بشري مثلها، تركت النجاة ولجأت إليه لعشقها الدفين له، عشقٍ تسرب بالأواصر وتغلغل بالعروق ليوحد لوكاس القائد العظيم بروكسانا البشرية، جمعهم رابط تحمله بأحشائها من قبل أن تتمتع العينان برؤية بعضهم البعض، رابط أقسم على التحام قلوبٍ زرعت بالكره من قبل التقاء العينان ليشعر هو برؤياها بأنها جزءٍ منه، جمعهم الألم حينما أحتاجت له و تشبست به بقوة الا يتركها، يحتضنها بقوة دون وجود رابط القلب!، وحدهم ذلك الكائن المجهول الذي سيقلب مسار المملكة رأساً على عقب، فمن تمكن من حماية والدتها وهو نطفة صغيرة بأحشائها كيف سيتمكن من أن يكون؟.
بالمملكة. وبالأخص بجناح بيرت…
أقترب منها بذهول يغمره الفرحة: ماذا؟
ابتسمت لفرحته حتى عاودت تكرار كلماتها مجدداً: أجل بيرت أنا أحمل بمولودنا…
لم تسعه الفرحة فاحتضنها بسعادة قائلاٍ بصوتٍ لا يعلم مخرج الكلمات: لا أصدق ما أسمعه، سأصبح أبٍ!..
إبتعدت عنه بعشق: أشعر بالسعادة لأني سأحمل قطعة منك بأحشائي…
أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بحب يسبقه بالحديث: أتعلمين كم تمنيت أن تكونِ ملكٍ لى منذ أن تعلقت عيناي بكِ…
تابعته بصمت واهتمام فأكمل ويديه تجذبها إليه: كثيراً راوند تمنيتك كثيراً رغم أنى أعلم جيداً برفض والدي للحوريات ولكن لم يضعف ذلك عشقي بك بل تعلقت بكِ كثيراً غير عابئ بالعواقب…
ابتسمت بفرحة بعدما تسللت كلماته لداخل قلبها فصنعت بهجة خُصصت لها ليكمل هو ويديه تحتضن جنينها الصغير: أعلم بأن ما بداخلك سيكون مميز للغاية من نسل الحوريات والمملكة.
أسرعت بالحديث بحماس: أتتوق لرؤيته حقاً.
قبل رأسها برابط يبعث العشق لها قائلاٍ بهدوء وحروف كلماته تزف: قريباً عزيزتي، هيا أرتاحي قليلاٍ سأذهب لأخبر أبي سيسعد كثيراً.
وحملها بين ذراعيه ثم وضعها بالفراش وخرج ليخبر الملك بذلك الخبر السار…
بقاعة المملكة…
زُين القصر بزينة خالدة للغاية فاليوم هو حفل زفاف وتتوج الملك، فبدأ العمل على أكمل وجه حتى أن الملكة حرصت على أدق التفاصيل لترى زفافٍ أسطوري…
بينما قامت ضي بتزين روكسانا بفستانٍ مرصع بأزهاراً من اللون الأحمر اللامع ومطرز بحرافية ليزينه بعض الصخور الحمراء الجذابة…
أنهت عملها لتعاونها على الوقوف قائلة بأعجاب: أنتِ جميلة حقاً.
ابتسمت روكسانا قائلة بعفوية: وأنتِ لستِ بهذا السوء.
تعالت ضحكات ضي لتعدل من ثيابها ثم توجهت للخروج قائلة بتسلية: حسناً سأغادر الآن لأبدل ثيابي.
أشارت لها روكسانا وعيناها تتابع بطنها المكتورة باستغراب، بالأمس علموا بأمر حملها فكيف كبرت بتلك السرعة!..
وقفت تتحسس جنينها بذهول فلم تشعر بوجوده من قبل مازال حجم بطنها كما هو لم يتغير أبداً، لا تعلم بأن نساء الكوكب يلدن بسرعة كبيرة لذا يعد اليوم الواحد بمثابة شهر كامل للمرأة العادية…
خرجت عن شرودها حينما شعرت به يقترب منها ليهمس جوار أذنيها: ماذا يشغل عقل صغيرتي؟
أغمضت عيناها بقوة وأنفاسه تلفح رقبتها، وجوده بجانبها يدفع الآمان بداخلها، استدارت لتتصنم من الذهول حينما رأته يرتدي حلى ملكي لا يليق سوى به لتظهر جماله الفتاك، أكمل أناقته ذاك التاج المرصع بشعار المملكة بأكمله…
رفع يديه لها قائلاٍ بجدية وعبير صادق: الآن لن يقوى أحداً على تفريقنا، أنتِ ملكٍ لى وأنا ملكٍ لكِ…
ثم قربها إليه مستنداً بجبينه على جبينها قائلا بصوتٍ يلفح وجهها: سنترك للعالم بصمة بأسم لوكاس و روكسانا حتى يتعلم كلا منهم ما هو العشق؟..
ابتسمت بخجل وتباعدت عنه قليلا لتصبح أمامه فأبتسم قائلا وعيناه تتفحصها: أجمل نساء الكوكب بأكمله. روكسانا…
تسللت الفرحة لوجهها ولكن سرعان ما رفعت يدها على جنينها بذهول حينما شعرت بتحركه السريع، تخفى سريعاً ليظهر أمامها قائلاٍ بقلق: ما بكِ؟
ابتسمت وهي تحمل يديه ليحتضن بها جنينه هو الأخر فشعر بحركاته القوية رغم جسده الضئيل لا يعلم بأنه سيخلده التاريخ وربما قدومه قد أوشك ليظهر لهم قوته رغم صغر حجمه…
أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بعد صمت طال بتأملها: اليوم ستكونين لي زوجة وملكة أمام الجميع روكسانا، اليوم فقط سأحملك وأطوف للأعلى غير عابئ بأن يرانا أحد من المملكة، اليوم ستحملين لقب ملكة السراج الأحمر فلن يتمكن أحد من مخالفة أمرك…
رفعت يدها والدمع يلمع بعيناها لتحتضن يديه المطوفة لوجهها فطبعت قبلة خافتة قائلة بصدق: لا أريد أن أصبح ملكة. أريدك أنت لوكاس، لا أريد سواك أنت…
احتضنها بقوة وشغف مردداً بهمس ساحر: أنا ملكٍ لكٍ منذ أن غام القلب بهوسك روكسانا…
شددت من احتضانه بفرحة ولكن سرعان ما أبتعدت عنه حينما طرق الباب وولج من الخارج لوثر قائلا بهدوء: الآن لوكاس…
أشار له بهدوء ثم نادى بصوته ليظهر أمامه روجان ، أقترب منه لوكاس ببسمة ساحرة وأخذ يمسد بذراعيه على جسده العملاق قائلا بهمسٍ له: لا طالما كنت الرفيق لى لذا ستلاحقني للعرش روجان.
خرج صوته العالي كدليل سعادته بأن لوكاس لن يتخلى عنه فأبتسم وهو يرفع لها يديه لتصعد خلفه ويتوجه بهم للساحة المقام بها الحفل…
بجناح الملكة الأم…
عاونتها بُوران على أرتداء ملابسها لتشارك بالحفل فأستدارت لها قائلة بأمل وحزن: هل حضر أدلر الحفل؟
حاولت الملكة التهرب من أجابتها ولكن لا محالة من نظراتها فأجابتها بحزن: لا لم يحضر.
ابتسمت الملكة الأم بحزن قائلة بصوتٍ محطم: أعتدت على ذلك إبنتي، طول تلك الأعوام لم يكلف نفسه عناء السؤال عني كل ما يعينه هو العداء بينه وبين شون لأجل العرش. حاولت كثيراً أن أخبره أن السيف يختار الملك الأحق للعرش ولكنه لم يستمع إلى…
رفعت يدها على كتفيها قائلة بأبتسامة هادئة: كل شيئاً سيكون على ما يرام…
أشارت لها ببسمة زائفة ثم توجهت معها للحفل…
تجمعت المملكة بأكملها بحضور ممالك أتوا خصيصاً لتهنئة لوكاس العظيم رغم وجود اعتراضات شتى بالزواج من بشرية حتى أن بعضهم خطط للكثير والكثير، فربما الحروب قد أوشكت بإعلانها ملكة…
جلس الملك شون على مقعد لا يليق الا سواه ولجواره زوجته.
تعالت الصيحات حينما خرج عليهم لوكاس فأوصله روجان لعرشه المزين لاستقباله، هبط لوكاس ثم حملها للمقعد المزين جواره فرفع يديه لهم ليهدأ الجميع…
تابعت روكسانا الحفل بانبهار وخاصة مع العدد المهول التي تراه أمامها، خطف الملك الأجواء حينما وقف فتعالت الهتافات والترحيبات الحارة به فهو محبوب بين شعبه للغاية…
خرج صوته العالى قائلاٍ بثبات: اليوم أعلن روكسانا ملكة لمملكة السراج الأحمر…
ووضع الملك التاج على رأسها فابتسمت بسعادة وهي تتطلع له بأحترام فرفع يديه على كتفيها قائلا بأبتسامة هادئة: منذ أعوام مضت ظننت أن إبني عشق فتاة ولكن لحقني الحزن حينما علمت بأنه لم يكن حباً قط فعودت لليأس من أن هناك إمرأة من نساء الكوكب ستفوز بقلب لوكاس حتى أتيتِ أنتِ لتصنعي المحال رغم كرهنا الشديد للبشر ولكن ما رأيته بعين إبني يستحق الثناء…
غمرت السعادة قلبها فرفعت عيناها على من يقف جوارها لتجده يتأملها بثبات فأشار له الملك أشارة غامضة لروكسانا ولكن تفهمتها حينما رفع يديه لها فقدمته له دون تردد ليطوف بها بين الحشد وهي بأحضانه لا يرى سوى عيناها الفتاكة، حتى هي لم تعد تخشى الارتفاع الشاسع وهي بين أحضانه، تضع لذاتها فرصة تأمل تلك العينان الساحرة، غامت القلوب بدفوف خاصة فتحظى بها سريعاً لمكانه الساحر بداخل جناحه…
نعم لم يعلم به أحد من قبل سواها، لم تشعر بأنه تخفى بها فهى مأسورة بسحر خالد، سحر لوكاس الخاص…
رفع يديه على وجهها يزيح خصلات شعرها المتمردة على عيناها ويتأمل ملامحها الجوهرية مع التاج الملكي فأبتسم قائلا بخفة: لستِ أجمل النساء فقط ولكنك أجمل ملكة ارتدت هذا التاج…
تحمرت وجنتيها بشدة قائلة بهمس: وأنت كذلك لوكاس…
قربها إليه قائلا بعشق: أريد أن أقضي عمره بأكمله أمام عيناكِ روكسانا…
رفعت عيناها له لينقطع عنها الكلمات حينما يقترب منها ليصحبها بعالمه الخاص المزين بنثرات من روحه وروحها، نثرات ترتل بنبضات القلوب ودفوف النغمات. ليشهد العالم أقصوصة عشق ستهز أركانه. عشقٍ خاص ببشرية أسرت قلب كائن الفضاء الخارق…
بالمملكة…
جلسوا يتناولون الطعام جميعاً فأبتسمت راوند قائلة بسخرية: لم أرى زفاف ينتهي بتلك السرعة من قبل…
تعالت الضحكات بينهم فأجابها لوثر بضيق مصطنع: من المؤكد أن لوكاس يفعل المحال عادة…
تعالت ضحكات بيرت قائلاٍ بتأييد: أعتقد ذلك…
ضي بفرحة تغمرها: أتعلم أبي سعادة لوكاس بتلك البشرية أرغمت السعادة أن تتسلل لوجهي حتى أنى بدأت أحب البشر!..
ابتسم الملك قائلا بثبات: البشر كائنات ذكية ضي والا لما عبروا تلك المسافة الشاسعه لعبور ذلك الكوكب، لم يتمكن أحداً منا الهبوط لكوكبهم ولكن تمكنوا هم من ذلك!، مشكلتنا الوحيدة معهم هو ذلك المرض الخبيث ولكن تمكنت منه روكسانا…
شاركته الملكة الحديث: ما فعلته جعل الجميع يتقبلها حتى أنا…
تطلع الملك ل ضي فأبتسموا معاً وأكملوا طعامهم ولكن سرعان ما نهض الملك مردداً بصدمة: أدلر!..
تطلع الجميع لما يتطلع له الملك فأذا برجل يشابهه كثيراً، يولج للقاعة ولجواره إمرأة ذات بشرة زرقاء وأعين مريبة لم يشعر لها أحداً بالارتياح…
وقف أمامه بعيناه المشعة بالخبث راسماً السعادة الزائفة: أخبرت نفسي بأن حان الوقت لأنهاء العداء بيننا فجئت حتى أهنئ لوكاس على العرش.
لم يصدق الملك ما أستمع إليه فأحتضن أخيه بسعادة لا يعلم بأنه هنا للانتقام فربما سينال الجميع حظ الأرتشاف من كأسه المرير…
رفع أدلر يديه يحاوط جسد أخيه وعيناه لامعة بالمكر والخبث فكان عليه الولوج للمملكة حتى يتمكن من بث خططه الدنيئة فوضع البشرية على أول قائمة الموتى…
إبتعد عنه الملك قائلاٍ بفرحة: ستفرح أمي كثيراً هيا لنصعد لها.
أشار له بخفوت ثم أشار لزوجته قائلاٍ بنبرة فحيح تتزين بالهدوء الزائف: إيما زوجتي.
قدم لها الملك التحية ثم عرفه على أفراد عائلته وصعد به للملكة الأم…
بجناح لوثر…
حملها للأعلى بين ذراعيه ثم وضعها على الفراش قائلا بحزم: أخبرتك أن تظلى بفراشك ولكنك مازالتِ عنيدة للغاية
رفعت يديها على كتفيه قائلة بسعادة ودلال: حسناً سأفعل إن ظللت لجواري.
إبتسم لوثر وجلس جوارها محتضنها بين ذراعيه: سأظل هكذا لأخر رمق بي أن أردتِ ذلك…
شددت من احتضانه قائلة بابتسامة مرح: لا بأس يمكنك أن تفعل…
تعالت ضحكاته لتنغمس معه بعشقٍ وحده القلب منذ أول لقاء…
بجناح الملكة الأم…
لم تشعر بالراحة لأبنها وزوجته حتى أن الخوف تسلل لها من أن تكون لأفكارها صلة بالواقع فطلبت من الجميع الخروج لتبقى معهم بمفردها…
ظلت تتأمله هو وزوجته بصمتٍ قطعه أدلر سريعاً حتى لا تتعمق بالفكر: أشتقت إليكِ أمي.
خرج صوتها بحذم غير عابئة بكلماته: أستمع إلى جيداً أدلر إذا كان سبب مجيئك لهنا للأنتقام المريض فأعدك بأنها ستكون نهايتك. لن أخضع لسلطات الأم بل سأفعل ما يجب على فعله.
ابتلعت زوجته ريقها برعبٍ شديد بينما تحدث هو قائلا بهدوء: لا أمي أتيت لأجلك ولأجل أخي
تركته ونهضت عن الفراش قائلة بأمل يتغلغل بأواصرها: سنرى ذلك…
ثم أشارت للتابع فأتى ليصطحبهما للجناح الخاص بهم…
بمكانٍ ما بعيداً عن المملكة.
صاح هذا البغيض ذو الوجه المشابه للذئب: لا لسنا ضعفاء حتى يأتي هو ويجعل بشرية لعينة ملكة لنا!..
أجابه الأخر: وماذا سنفعل بعد أن عُين لوكاس ملكٍ لنا؟
صاح أحداً منهم قائلا بحقد: سنقتل تلك البشرية وأن كلف الأمر القضاء على لوكاس العظيم.
خرج صوت أحدهم برعب: هل جننت؟، من منا يقوى على محاربة لوكاس؟
عاد للحديث: حسناً فلنترك مملكتنا بيد بشرية لعينة تتحكم بنا.
تحدث الصامت أخيراً: سنقتل البشرية دون علم لوكاس حتى لا نقع معه بمتاعب لا آخر لها…
لمعت أعينهم بالشرار وأخذوا يعدون الخطط للقضاء عليها فربما على لوكاس مواجهة العالم بأكمله ليسترد عشقه المتيم!..
اقتربت منه زوجته قائلة بخوف: لا تفعلها أدلر الملكة تشك بك، أن حدث للبشرية شيئاً ستكون أنت محل الشك لها…
صاح بغضب لا مثيل له: جئت هنا لأقتل لوكاس وأبيه حتى تسنح لى فرصة أن أصبح ملكٍ ولكني تفاجأت بتلك الفتاة وما تحمله بأحشائها، سمعت عن ما حدث للحوريات بسبب قوة ذلك الكائن لذا على التخلص منها وممن تحمله بأحشائها…
أقتربت منه إيما قائلة بهدوء: ولكن أن فعلت ذلك سيقتلك لوكاس…
إبتسم بخبث: لا تقلقي زوجتي العزيزة لن يشك بي أحد قط.
ضيقت عيناها بعدم فهم ففتح صندوق صغير وأخرج منه زجاجة صغيرة للغاية تحوى مادة سوداء اللون غامضة لها فقالت باستغراب: ما هذا؟
إبتسم قائلا بأعين تلمع بالشرار: مادة مفيدة لنا وسامة للبشر ستوضع لنا جميعاً بالطعام وسنأكل منها وهي أيضاً لذا من المحال أن يشك بأمرى أحداً.
ثم تعالت ضحكاته بشرار لتبتسم الأخرى على دهائه…
لا تعلم كم مر من الوقت وهي بأحضانه ربما قرون أو سنوات قليلة فربما سطوع الشمس الحمراء هي العلامة الوحيدة التي تخبرها ييومٍ جديد…
فتحت روكسانا عيناها ببطئ تبحث عنه بالأرجاء، أعتادت أنه أول ما تراه عيناها!، ابتسمت بعشق حينما وجدته يجلس على مقربة منها ويخفى بسمة تسليته وهو يراها تبحث عنه كالطفل الرضيع المتعلق بوالدته!
خرج صوته قائلا بخبث: عن ماذا تبحث تلك العينان؟
نهضت عن الفراش واقتربت منه بضيق: أراك مسرور للغاية!
ابتسم بمكر: حبيبتي تبحث عني كل صباح فمن المؤكد بأني سأكون سعيداً للغاية…
تلون وجهها بالخجل فاقترب منها بوجهه قائلا بمكر: أتمتلك فتيات كوكبك مثل تلك العينان؟
استدارت له بغضبٍ تحجر بالعينان ليكمل بخبث: أتمنى أن ألتقى ببشرية أخرى قد أقع أسير عيناها مجدداً.
شعل الغضب لرمقه فحالت الأشعة الصفراء على جسدها بأكمله لتصبح لهيبٍ حارق مثله تماماً، إبتسم وهو يتأملها هكذا فأقتربت منه بغضب ليشل حركاتها سريعاً بين ذراعيه العريضة مردداً بهمسٍ لها: تعلمى التحكم بقوتك عزيزتي وإلا أنقلب الأمر بالسوء.
حاولت تحرر نفسها بغضب ليشدد من تمسكه بها والأشعة الصفراء تغمر أجسادهم معاً حتى لا يتعرض لأذى غضبها، جعلها بقوته تستدير له فترى إبتسامته الحاملة للربح البادي لها فقال وعيناه تتأملها بصوتٍ صادق: كيف سأتمكن من رؤية أخرى وقلبي أطبق عليكِ بقوة…
هدأت قليلا و انصاعت لتحكمه ليعيد خصلات شعرها للخلف قائلا بعشق: أشعر بسعادة العالم بأكمله حينما أرى بعيناكِ لهفة اللقاء بي حتى قلبي يدق بقوة كأنه نجا من موتٍ كاد الفتك به…
ابتسمت بخجل: إذاً لما تحب أن تغضبني؟.
تعالت ضحكاته ليتحكم بذاته أخيراً هامسٍ لها ببعض الخوف المصطنع: لرؤية قتالك الأحمق.
عاد الغضب من جديد إليها فأسرع بشل حركاتها قائلا سريعاً: حسناً أعدك بأن لوكاس العظيم سيقدم لكِ دروسٍ قتالية حتى تصبحين أكثر الملكات قوة.
ضيقت عيناها بغموض ليخرج صوتها الساخر: دعني أفكر بالأمر.
وتركته وتوجهت للجناح لتبدل ثيابها فبقى محله يبتسم بإعجاب على دهائها…
بالمملكة.
تسللت إيما للداخل ثم شرعت بتنفيذ خطة زوجها بأن وضعت المادة بالطعام بأكمله ثم خرجت سريعاً حتى لا يكشف أحداً أمرها…
أما بالخارج.
فهبطت ضي للأسفل بعد أن أزداد حجم جنينها فتفاجئت ب روكسانا تهبط للأسفل هي الأخري فأقتربت منها بقلق: ما بكِ ضي؟
ابتسمت قائلة ببعض التعب: الصغير يود أن يرى عالمه سريعاً.
تعالت ضحكاتها قائلة بعدم تصديق: أتعلمين حينما علمت أن من نسلكم، الولادة بعد أيامٍ قليلة من الحمل تعجبت كثيراً وساورتني الكثير من الأسئلة وكيف أن تلد الأم بأيام ونحن بأشهر كثيرة؟، الآن علمت.
شاركتها ضي الضحك قائلة بحزن: أيامٍ قليلة ولكنها مؤلمة للغاية أما أنتم فلا تشعرون بألمٍ بهذا الحد…
اسندتها روكسانا للأسفل قائلة بابتسامة هادئة: ولكنى أعلم أن الساحرة الشريرة قوية للغاية.
ضيقت عيناها بذهول: من تلك الساحرة؟
حاولت الحديث بحرج: هكذا كنت أنعتك…
صدمت بشدة فأسرعت بالحديث: أعتذر ضي ولكن ما حدث منكِ لم يكن هين!
ابتسمت قائلة بعدم تصديق: ساحرة شريرة!، وتعالت ضحكاتها بقوة حتى هبط لوثر فاقترب منها وألقى التحية بأحترام على روكسانا فهى الملكة بنهاية الأمر ثم استدار ل ضي قائلا باستغراب: ما المضحك لهذا الحد؟
أشارت له قائلة بصعوبة بالحديث: أتعلم بماذا كانت تنعتني الملكة.
تطلع لوثر لها بعدم معرفته لتكمل بضحكة مرتفعه: الساحرة الشريرة…
لم يتمالك لوثر زمام أموره فتعالت ضحكاته قائلا بتأييد: أجل أعتقد ذلك ربما ما فعلتيه بي جعلني أصدق الأمر.
ضيقت عيناها بغضب مصطنع فأسرع بتقبيل رأسها قائلا بثبات زائف: ولكني أعشقك ساحرتي.
كبتت روكسانا الضحك و تأملتهم بصمت. كان يقف بالأعلى يترقبها بسعادة وخاصة بعد أن اندمجت مع الأجواء وخاصة مع شقيقته فهبط للأسفل ليقف لوثر سريعاً ويقدم الوقار قائلا: الرحاب والتحية على ملك السراج الأحمر لوكاس العظيم.
حل الضيق وجهه قائلا بغضب: أخبرتك من قبل حينما نكون بمفردنا لا تعاملني كملك.
ابتسم بمرح: حسناً سأجلس.
وبالفعل جلس لوثر فاقترب الملك من معشوقته ليجلس جوارها قائلا بنبرة جذابة: هل علمت ملكتي طريق الهبوط للأسفل بدوني؟
ابتسمت قائلة بحب لرفيقتها: علمتني ضي.
رفع يديه يلامس خصلات شعرها الذهبية قائلا بعشق غير عابئ بمن حوله: حسناً ولكن كوني حذرة.
أشارت له بأبتسامة هادئة ليأتي صوتٍ من خلفهم.
: هل أقاطعكما؟
استدار لوكاس ليتفاجأ ب أدلر فهو يعرفه جيداً، وقف يتأمله باستغراب فقدم له الولاء لكونه الملك وردد التحية ومازال لوكاس يتأمله بثبات…
تطلعت روكسانا ل ضي باستغراب فأخبرتها بأنه شقيق الملك.
أما أدلر فتبادل النظرات معه برعب من كشفه لمخططه فلوكاس يمتلك عينان توضح له ما بالأنفس…
هبط الملك بوقاره المعتاد و جواره زوجته قائلا بفرحة: العائلة بأكملها مجتمعة!
قدموا جميعاً التحية له حتى لوكاس فعلها فصدم الجميع ولكن تعالت أخلاقه أضعافٍ ومعها وقار الملك شون، جلسوا جميعاً على طاولة الطعام ليشرعوا بتناوله بصمت ونظرات تتقلب فيما بينهم، شغل عقل لوكاس عما يفعل هذا اللعين هنا بعد تلك السنوات! إذاً من المؤكد حدوث كارثة ما…
تناولت روكسانا طعامها مثلما فعل الجميع فربما لا تعلم أنها ترتشف كأس الهلاك لموتٍ سيذبح قلب معشوقها فإن كان سيحارب العالمين بأكملهم لأجلها هل سيتمكن من محاربة الموت؟
التعليقات