التخطي إلى المحتوى

رواية عشق تحت الوصاية الفصل الثامن عشر 18 والاخير بقلم ايمان حجازي 

من يشبهك يا أنت!… لا دنيا تقارن بك… ولا وطن يغني عنك..
مع حلول الظلام وسكون الليل وكعادتهم الدائمه كل منهم يقضي سهرته بمنزل الاخر يتحدثون عن امورهم ومشاكلهم .. دلف ادهم غرفه المعيشه ليجد حسن ممدا علي الاريكه الخاصه بأدهم وهو يهتف
تعالي ياض جبتلك حته فيلم تحفه والله ..
اندهش ادهم منه ونظر اليه شذرا وقال انت اهبل يا بابا .. انت اهبل يا حبيبي .. انت في بيتي ومشغل المونيتور الخاص بيا والفلاشه بتاعتي اساسا وتقولي جبتلك فيلم حلو .. !! 
حسن في برود طيب وفيها ايه ما انا وانت واحد وبعدين انا جاي اودعك ..
قالها حسن ببرائه ولكن لا يدري لما شعر ادهم بغضه اثر هذه الكلمه فرددمتقولش وداع دي يا عم بكرهها .. 
حسن بضحك هههههه يا قلبك الحنين ! .. 
القي ادهم بوساده عليه وهو يهتف بضيق مصطنعقوم يلا من علي الفوتي بتاعي انت قاعد هنا ليه اصلا !! 
ردد حسن في ثقه وعيون حاميه مش قايم واللي عندك اعمله .. ولو طولت زياده في الكلام مش بعيد تبات بره الشقه النهارده .. 
قهقه ادهم قائلا انت هتتحول ولا ايه .. الطيب احسن يا عم .. علي العموم انا سامع الفيلم ده قبل كده اسمعه انت براحتك ..
حسن طب كويس والله حتي تسيب براح وانت خارج بقه تشد الباب في ايدك وبعدها بدقيقتين تكون عاملي فنجان قهوه وياريت كمان شويه فشار لو مفيهاش ازعاج
نهض ادهم وهو يغلق الشاشه وردد في غيظ وهو يتجه اليه ليساعده علي النهوضلا دا انت زودتها
قوي كده .. انت تاخد حاجتك ومن غير مطرود وتتفضل علي بيتكم ..
حسن لا استني بس انت رايح فين دا انا بايت معاك النهارده ..
ادهم لا بات في بيتكم…
قال حسن في تمثيل فكاهي المدام عند امها وانت عارف اني بخاف انام لوحدي…
ادهم ههههههه انت بتتكلم بجد!
حسن وانت مين اصلا عشان اهزر معاك !!
قطع حديثهم اتصال من اللواء جلال لهاتف حسن والذي اجابه مسرعا بعدما تلقي التعليمات…
تمام يا فندم جاي حالا ..
اغلق الهاتف وهو يلتقط الجاكيت الخاص به وسلاحھ في توتر بالغ مما اثار دهشه ادهم فردد حسن في عجاله شكلك كده مفيش مفر من سفرك يا ادهم ..
قلق ادهم بشده وهتفخير يا حسن .. 
حسن بجديهمن امته شغلنا بييجي وراه خير .. ادعيلي يا ادهم ..
ثم قام بأحتضانه بشده وهو يربت علي اكتافه مرددا في حناناشوف وشك بخير يا صاحبي….
حسن تاركا ادهم في ذهول وحيره شديده وازدادت تلك الغصه بقلبه…… جلس علي الاريكه يهدئ من روعه قليلا الي ان اتاه رساله اخري من يمني .. شعر انها اتت بموعدها كان يريد حقا التهوين عن نفسه قليلا .. فتح الرساله..
عشان مبقاش قليله الذوق فعلا .. حبيت اشكرك علي النتيجه قبل الحظر مره تانيه…
لا يدري من اين اتته تلك الابتسامه .. حقا تلك الفتاه مختله عقليا .. بعث لها برساله اخري
ونعم الاحترام والله…….ربنا ياخدك
تسلم يارب .. عقبالك
هو انتي لسانك كده طبيعي يعني !
لا كيصري…..
يا بنتي متضحكنيش انا مش ناقص
ليه بيتك بيولع .. !!
اعوذ بالله من لسانك يا شيخه
لا شيخه مين ! .. من دلوقت اسمي الدكتوره يمني وياريت الالقاب تبقي محفوظه
لا احفظيها لنفسك بقه انا سايبلك البلد كلها ..
! طب يبقي احسن والله اهو توفر علي مصر فرد
اه ههاجر ومش راجع تاني وهريحك مني اهوه ..
هو انت مسافر فعلا !!
اه طبعا .. الظاهر كده اني مش هعيش بأسم ادهم ده كتير
هتبقي ميكيس صح ! مرام قالتلي .. بس موضحتليش .. هو انت اي طبيعه شغلك بالظبط !!
كان ادهم فعلا يحتاج للفضفضه قليلا ليهدأ من روعه شعر بالأرتياح مع حديثها ولا يدري كم من الوقت مر عليهما وهو يقص لها طبيعه عمله فيما عدا خصوصيات عمله السريه طال الحديث الي ان تحول الي مكالمات هاتفيه حكي عن عودته للبلاد مره اخري وعلاقته بحسن وكم احب وجوده كصديق من
________________________________________
بلاده وقلقه ايضا من تلك المكالمه التي اتته من اللواء جلال قصت هي ايضا عليه حياتها باكملها وعلاقتها بوالدتها وتلك السنه اللي اجألت فيها الدراسه لظروف مرضها….
كل منهم بود مختلف تجاه الاخر….
وكأن القلب علي مشارف نبض من نوع اخر يتبادلون نوعا من اللاشئ الممتلئ بالمشاعر لم يكن ظاهرا ليخفي ولم يكن طيفا ليتم اجتيازه فقط اللاشي الذي يمكث بكل شئ فهل يخفي اللاشي……..
رحب عبدالله بحمدي وقدمه الي زوجته مرام لتتعرف عليه احبها حمدي كثيرا واطمئن ان عبدالله لديه زوجه مثل مرام تحبه وتقدم له سعاده العالم وتمني ان تدوم سعادتهم الي الابد تعجب عبدالله في البدايه حول مجئ حمدي فجأه وبدون معاد فأخبره حمدي انه كان دائما يجد هاتفه مغلق فتذكر عبدالله امر غلق الهواتف اثناء السفر .. شعر عبدالله من حديث اخيه بالقلق والتوتر وكأنه يريد الحديث بامر خاص فأستأذن من مرام وذهب بصحبته الي غرفه مغلقه من احدي غرف الفيلا الواسعه…..
عارف انك جايلي مخصوص عشان في مصېبه .. وشك مش بيقول اقل من كده !!
قالها عبدالله في توتر الي حمدي وهو يغلق باب الغرفه استدار له حمدي وهو يخرج ورقه بين يديه ويطبق عليها جيدا وهو يرتجف من رده فعل اخيهفعلا يا عبدالله في مصېبه ومحدش هيعرف يحلها غيرك .. البيت كله مقلوب هناك ..
نظر له عبدالله في اهتمام وقلقخير يا حمدي .. اتكلم علي طول…
ردد حمدي بلسان يتلعثم وقلب ضعيف البيت هناك عرف انك متجوز ومش ناويين يعدو الموضوع علي خير .. انا اسف يا عبدالله مكنتش اقصد…
زفر عبدالله شذرا واجابه كده كده كانوا هيعرفوا يا حمدي دي مراتي قبل رحاب وعمري ما هتخلي عنها ابدا.. ومن ناحيه السكوت فخليهم يعملو اللي هما عايزينه دي حياتي وانا مبتهددش…. انا اتجوزت رحاب عشان عمي مش عشان بحبها.. واساسا كنت ناوي اجيب مرام لهم الايام دي واواجهم بيها عشان بس يكونو عارفين… وميفرقش معايا اذا كانوا هيتقبلوها ولا لا….. اطمن الموضوع هيتحل ان شاء الله
هز حمدي رأسه في أطمئنان قليل قبل أن يتذكر الأمر الأخر الخاص برحاب بس ده مش الموضوع اللي انا جاي فيه بالظبط…
عبدالله بحيرهامال ايه حصل ايه تاني !! 
اخفض حمدي وجهه ناظرا الي الارض وهو يناوله تلك الورقه التي بيديه والتي لم تكن سوي الصوره التي رأها لرحاب مع ذلك الشاب وبيد مرتجفه ردد
رحاب حامل يا
عبدالله…
في صباح يوم جديد يوم قلب السعاده رأسا علي عقب للجميع….
اغلقت يمني الهاتف بعد مكالمات دارت ل ساعات بينها وبين ادهم انذرها هاتفها بضعف البطاريه فأغلقته ووضعته علي الشحن وذهبت في نوم عميق وهي تتذكر حديث ادهم معها..
بعد ان انهي ادهم حديثه مع يمني والذي استمر لصباح اليوم التالي وقبل ان يذهب الي النوم فوجئ بمكالمه هاتفيه من احد زملائه بالعمل يخبره بمقټل صديقه حسن واغيال اللواء جلال ايضا اثناء مطاردتهم لاحدي عمليات الماڤيا وقع الخبر علي مسمع ادهم كالچحيم المبكر ولم يستطع الحراك من مكانه انش واحد فقط……
فجأه مر امامه شريط ذكرياته مع حسن في لمحات كالطيف… وومضات كالبرق…
دلف عبدالله الي غرفته الخاصه به عندما رأته مرام ذهبت خلفه واحتضنته في شوق ورددت في دلع اي يا حبيبي سايبني لوحدي طول الليل كده هنت عليك !! 
يجيبها عبدالله وذهب الي الدولاب مباشره واخرج ثيابا جديده وبدل ملابسه ثم الټفت الي ذلك السلاح الخاص به ووضعه اسفل حزامه وسط ذهول مرام فهتفت في خوف هو انت هتاخد السلاح ده ليه ! مش خلاص مبقتش محتاجه بعد مۏت عمي…
لم يجيبها عبدالله ايضا وشرع في ربط حزائه مما اغضب مرام هو انت مبتردش عليا ليه يا عبده !! .. انت زعلان مني !! 
نهض عبدالله ونظر اليها بوجه خال من التعابير وبلكنه لم تعهدها منه من قبلانا راجع البلد دلوقت مرضتش امشي بالليل عشان متبقيش لوحدك .. الزمن من هنا لهناك بياخد ساعتين .. هرجع لك بالليل برضه عشان متبقيش لوحدك .. كلمي يمني صحبتك تيجي تقعد معاكي واياكي تتحركي من الفيلا لحد ما ارجع ..
تعجبت
________________________________________
بشده من حديثه فهتفت في قلق ولهفه طب فهمني في ايه !!
اجابها بنفس اللكنه وهو يذهب الي الاسفل الي حمدي الذي كان بأنتظاره اللي قلت عليه يتنفذ…….
ذهب عبدالله بصحبه حمدي وتركها وهي في شده قلقها وخۏفها عليه ومن ذلك السلاح ايضا ايقنت ان زياره حمدي تلك لم تكن سوي السبب الرئيسي لكل ذلك .. تناولت هاتفها وقررت الاتصال علي صديقتها الوحيده لتقص عليها ما حدث وتطلب منها المجئ الي منزلها ولكنه اخبرها ان الهاتف مغلق فرددت في ضيق
كالعاده طبعا موبايل فاصل وعلي الشحن وهي نايمه شكلي هتضطر اقعد لوحدي استناه لحد بالليل..
فجأه سمعت مرام انذار البوابه الخارجيه فأكملت في نفسها..
اي ده هو ده شغال ليه .. مبيشتغلش الا اما يكون عم عوض مش موجود يا تري مين اللي جاي يمكن يكون عبدالله رجع تاني…
من مقعدها وذهبت الي الخارج لتفتح البوابه بنفسها ما انا رأت هويه القادم حتي برقت عيناها في ڠضب وحده وذهول وهي تهتفسمر !!!!
ابتسمت سمر في كراهيه وخبث وهي تقول اي شفتي عفريت !! .. اه سمر…
ابتسمت مرام ساخره وربعت ذراعيهاوليكي عين تيجي بعد اللي اتعمل فيكي !!
اجابتها سمر بأبتسامه ساخره ايضا مټخافيش .. انا مش هطول بس جيت ابلغك حاجه نسيت اقولهالك .. انتي عارفه طبعا غلاوتك عندي واني مقدرش اسيبك علي عماكي ..
هتفت مرام في صرامه بطلي تهري في كلام ملوش فايده وانجزي قولي انتي عايزه ايه عشان مش فاضيالك ..
رددت سمر في استفزاز امال عبدالله فين مش شايفاه !! 
ازدادت حده مرام وهي تهتف عبدالله ملكيش كلام معاه ولا عليه ولتاني مره بحذرك ابعدي عن جوزي يا اما هتلاقي وش تالت مني مش هيعجبك…
سمر في سخريه
لا بقيتي بتخربشي يا مرام وبيتخاف منك…. بس يا تري بقه مراته التانيه بتحبه زيك كده !! .. ده يبقي محظوظ فعلا..
نظرت اليها مرام في ذهول مرات مين !! انتي عبيطه!!!
شهقت سمر في تمثيل بالصدمهاي ده هو انتي متعرفيش !! ازاي ميقولكيش انه متجوز بنت عمه هناك في بلدهم .. لا بجد زعلت ازاي يخبي عليكي حاجه زي دي !! 
ابتسمت مرام في تحدي وهي تعقد ساعديها امام صدرها في ثقه لو انتي مفكره انك كده هتخليني اصدقك واعيط بقه واعمل فيها مصدومه تبقي غلطانه .. انا خلاص مبقاش ينضحك عليا من واحده زيك ومش انتي اللي هتبعدينا عن بعض…. انا عارفه نيتك وطريقتك بقت مكشوفه خلاص
اشاحت سمر وجهها وهي تبتسم ايضا مسكينه يا مرام فعلا !! .. واكبر دليل علي انك لسه عيله انه فعلا مضحوك عليكي ونادي علي عبدالله دلوقت قدامي واسأليه .. وشوفي هيقولك ايه !! 
اردفت مرام بنفس الثقه والكبرياءاولا عبدالله مش هنا .. حتي لو كان هنا مش هيفرق معايا ولو الدنيا كلها جت وقالتلي كلامك ده مش مصدقه… تعرفي ليه !! .. لانه بيحبني .. ومعلش بقه انا عذراكي اصل الغل والحقد ده بيبقي مرض يا سمر فحاولي تتعالجي .. 
ڠضبت سمر من حديثها وهتفت في ضحك مصطنعانا مبكدبش يا مرام واما ييجي عبدالله ابقي اسأليه…
ههههههههه
خليكي كده احړقي في سعراتك الحراريه وانتي بالنسبه لي زيك زي الحيطه بالظبط … 
قطع جدالهم دخول طرف اخر في الحديث وهو يعلق علي حديث مرام في حده
بس هي معاها حق .. ودي قسيمه جوازهم .. شوفي بنفسك…
نظرت مرام الي تلك السيده التي تنظر لمرام نظرات فولازيه وهي تتناول الورقه من بين يديها وهي تردد في خوف مين حضرتك !! 
انا الحاجه هدي الزين .. ام عبدالله… يعني حماتك…
اتي لسمر اتصالا من والدتها لتجعلها تنتفض خوفا وهي تردد في بكاء انتي بتقولي ايه !! انا جايه حالا ..
وذهب سمر تاركه مرام مع تلك السيده……..
بعد مرور ساعتين وصل عبدالله وحمدي الي منزل عائله الحسيني بالشرقيه .. دلف عبدالله الي منزله ليجد الجميع متجمهرين والحزن مخيم عليهم نظر بينهم دون القاء السلام عليهم فلم يجد والدته ولا رحاب فأردف بوجه خال من التعابير موجهها سؤاله الي اخته رشارحاب فين !!
رشا من لكنته فخاڤت انت تسأله عن شئ وجاوبته فقط في الاوضه فوق .. 
تركهم عبدالله وصعد الي غرفه رحاب فتح باب الغرفه دون ان يطرق عليه ليجد رحاب بصحبه غاده وكانو علي وشك الرحيل .. ما ان راته رحاب علي سقط قلبها بين يديها ولم تحملها قدمها فسقطت علي الارض وهي تنظر له في ذعر دب في كل خليه بجسدها وجه عبدالله حديثه الي غاده التي لم تكن اقل حالا من رحاب قائلا اطلعي بره يا غاده ..
ارتجفت غاده وبسرعه البرق اختفت من الغرفه ليذهب عبدالله خلفها ويوصد باب تلك الغرفه جيدا ونظر الي رحاب المجثيه علي الارض وهو يقترب منهايا تري كنتي رايحه فين يا عروسه ! 
لم تستطع رحاب نطق اي شئ فأخذت تبتعد بجسدها بعيدا عنه في ړعب وبكاء مرير ارتفعت نبره صوته في حده وڠضب وهو ينزل لمستواها ليصبح مواجهها لها
ما تردي … 
جسدها اثر تلك الكلمه ولم تسطيع الحديث ايضا وازداد بكائها بشده .. ليعاود عبدالله حديثه بقناع القوه الذي يرتديه انتي حامل من مين يا رحاب !! 
في تلك اللحظه ايقنت رحاب ان عبدالله حتما سيقتلها حين رأته يخرج سلاحھ من موضعه وهو ينطق بتلك الكلمه 
وتملك الخۏف كل خليه بجسدها اخذ جسدها يرتجف وقلبها يخفق كطبول الحړب وهي تلهث في ذعر وتردد كالمجنونه بسرعه چنونيه حين ادركت انه المۏت لا محاله
يارب سامحني يارب اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله…….
لحظه يتوقف عليها الزمن فعليا أخذ ينظر الي رحاب ويري الخۏف متملكا منها والدموع تغرقها من كل جانب…
ليأتي بعقله تلك الايام ايام طفولتهم سويا تذكر حين اتي مع والدته واخوته ليحتمي بعمه تذكر عندما فتح عمه ذراعيه له ولأبناء اخيه وردد انتم ولادي ومقدرش اسيبكم بيتي مفتوح لكم لاخر العمر واللقمه هنقسمها سوا ..
حين كانت رحاب صغيره وكانت تأتي اليه لتشتكي ان بعضا من الاولاد يرضبونها ويغضبوها حيث كانت دائما تعتبره رجلها وكيف كان يأخذ لها بحقها ولا يسمح لاحد بأغضابها ابدا اخر ما اوتي بعقله هو اخر حديث بينه وبين عمه وهو يوصيه عليها
بنتي امانتك يا عبدالله انت الواصي عليها من بعدي انا واثق فيك يا ابني اوعي تخذلني في يوم من الايام خليك اب ليها مكاني 
هربت الدموع من اعين عبدالله وهو غير قادر علي اطلاق الڼار عليها خارت قواه وهو ينظر الي جسدها المرتجف وعيناها المغمضه وهي تنطق الشهاده اثر الخۏف .. تغلبت طبيعته الطبيه وقلبه الحنون علي قسوته فاطلق عبدالله ړصاصه في الهواء والقي سلاحھ علي السرير…..
فتحت رحاب عينيها لتجد نفسها علي قيد الحياه ولكن من شده الخۏف لا تشعر بأي الم ولا تدري اكأنت تلك الړصاصه اخترقت جسدها ام لا !!
الي جسدها ولم تجد شئيا تطلعت اليه بقلب ينتفض ذعرا لتجدته يقف كالتمثال وهو يبكي مد لها عبدالله ذراعيه وهو يومأ برأسه لها كي تطمئن امسكت رحاب يذرف دمعا مريرا ولم تكن رحاب بأقل منه مر بضع دقائق وهم علي هذه الحاله الي ان تركها فنطقت رحاب بكلمات متقطعه..
س…سا محڼي… يا عبد الله
امسك وجهها بين يديه وهو يجفف دموعهاليه يا رحاب ! .. ليه يا بنت عمي تعملي فينا كده ! .. ليه تخليني في الحاله دي ! طب اقول لعمي ومقدرش اعمل كده في وصيته .. 
ثم امسكها من يديها واجلسها بجواره علي السرير وهو يهتف في توعد واڼتقاماحكيلي يا رحاب قوليلي كل حاجه ..
شعرت رحاب باﻷمان من حديثه وتذكرت حينما كانت صغيره وكانت تشعر باﻷمان ايضا في حضرته بلعت رحاب ريقها وبدأت في الحديث وهي تقص عليها حكايتها
________________________________________
مع خالد من بدايتها الي أخر ما وصلت إليه…….
دق جرس منزلها فنهضت مسرعه لتفتح الباب حيث تعلم جيدا هويه القادم وكانت بأنتظاره
.. ما ان فتح الباب ورأتها قامت بأحتضانها في لهفه وخوفمرااام مالك يا حبيبتي فيكي ايه !! 
نطقت مرام وهي ټحتضنها في بكاء وقهر الدنيا كلها جايه عليا بشكل قاسې قوي .. والله العظيم تعبت 
دلفت مرام بصحبه اولفت الي منزلها وهي تسندها ثم قامت بأحضار كوب من العصير اليها كي تهدئ من روعها وجلست بجوارها وهي تربط علي اكتافها في حنو احكيلي يا مرام حصل ايه !! .. من وقت ما كلمتيني وقلتي انك جايه وانا مش مطمنه !!
رددت مرام بنبره ضعيفه منكسره وهي تبكي مش قادره يا طنط .. لما اهدي هحكيلك كل حاجه 
أولفت طب ارتاحي يا حببتي وروقي 
كفت مرام عن النحيب لكن عبراتها لم تتوقف عن السقوط .. حين تذكرت تلك السيده التي تدعي هدي الزين وما اخبرت به مرام والي جرأه ما طلبته منها او بمعني اخر الي ما امرتها به….
قليل نهضت من بين ذراع السيده أولفت وهي تجفف دموعها وتحكي لها كل ما حدث بعد مۏت والدتها الي اخر شئ حدث قصت عليها ما علمته من والده عبدالله وما امرتها به حين سمعت أولفت تلك الاعترافات من مرام حتي شعرت بالانتصار مره اخري وارتسمت علي وجهها ابتسامه حاولت بقدر الامكان ان تخفيها ونطقت بحزن مصطنع ودفاع انتي ازاي تسكتي علي حاجه زي دي يا مرام وليه تسمحي لنفسك من الاول بعيشه زي دي ..عبدالله مكنش مناسب ليكي من الأول
ردفت مرام بنبره حزينه انا بحب عبدالله وهو بيحبني ومش عارفه هو عمل كده ليه !! .. بس انا هستني لما يجي ويبرر لي ليه اتجوز بنت عمه !! .. بس مقدرتش اقعد في البيت يا طنط .. كنت حاسه اني هتخنق لو فضلت لوحدي
دهشت اولفت من حديثها وشعرت بمدي سيطره عبدالله عليها وذلك ما سيجعل مهمتها اصعب ولكنها اعلنت عدم هزيمتها مره اخري طيب انا هعرض عليكي عرض وياريت تفكري فيه كويس وتردي عليا قبل ما اسافر .. 
ان استمعت مرام الي حديث اولفت وما اخبرتها به حتي تحولت نبرتها الي هجوميه ودفاععبدالله ده اغلي حاجه في حياتي .. حتي لو غلط في حقي انا متعوده اني اسمع منه هو وبس ولو قالي هو عمل كده ليه هسامحه….انا مبصدقش غيره .. ومستحيل انفذ اللي انتي بتقولي عليه ده .. 
هتفت اولفت بنبره حنونه كاذبه فكري يا مرام انتي زي بنتي وانا عايزه مصلحتك .. 
تركتها وغادرت الي غرفه اخري بينما مرام جلست ضامه ركبيتها بين يديها وهي تحدث نفسها في بكاء..
مستحيل اعمل كده هو كل حياتي ليه كده يا عبدالله !!
بعد ان استمع عبدالله الي حديث رحاب وكل ما فعلته مع ذلك المدعو خالد تركها تبدل ثيابها وتهدئ من روعها كي تذهب معه وهو سينتظرها باﻷسفل……
هبط من غرفتها الي اسفل وهو يحاول التفكير في كيفيه الاڼتقام لها .. وفجأه هبطت علي عقله صوره مرام وتذكر حبها له وبرائتها وطفولتها وكل يوم جميل قضاه بجوارها يتلذذ عشقها الي ان اتاه اتصال من عم عوض….
يا عم عوض !!
الست مرام يا عبدالله يا ابني مش موجوده في البيت كله من الصبح ..
شعر عبدالله بالقلق الشديد وخفق قلبه في توتر 
يعني ايه يا عم عوض .!!. هتكون راحت فين !!
والله انا جيت ملقتش حد هنا خالص والبوابه مفتوحه علي وسعها ..
التفتت عبدالله للخلف عندما سمع والدته تهتف
ومش هتلاقيها يا ابن بطني ..
نظر عبدالله الي والدته في قلق وهتف في حنق شديد بعد ان تأكد ان والدته لها يد في ذلك الامر وخصوصا انها لم تكن بينهم حين وصل اليهمعملتي فيها ايه !! مرام فين !!
هدي عملت اللي كان لازم اعمله عشان ارجعك تاني لبيتك ومراتك وابنك اللي جاي في الطريق ده ..
وصلت عصبيه
________________________________________
لذروته وهتف بكل ڠضب انا مش عيل صغير عشان تقرري حياتي هتمشي ازاي ..وعشان اريحكم دي هتبقي اخر ايام اقضيها معاكم هنا .. اما الولد اللي بتتكلمي عليه ده ومراتي دي…………
ان يهتف بها وجد رحاب تنظر اليه وعيونها مليئه بالدموع فبتر كلامه وابتعد عنهم جميعا وتناول هاتفه وهو يجري اتصالا بمرام……
كانت ممده علي السرير وهي تبكي في شقه السيده أولفت عندما سمعت رنين هاتفها وردت علي الاتصال وسمعت صوت عبدالله يقول 
هان عليكي تسيبيني وتمشي يا مرام !
اعتدلت في مكانها ورددت في نبره تكسوها البكاء
عبدالله !!
كنتي فاكره ايه اني مش هعرف انك سبتي البيت !! رحتي فين يا مرام !
عند طنط اولفت
مكنش المفروض تسيبي البيت من غير علم جوزك .. كان لازم تسمعيني وتفهميني قبل ما تتسرعي في الحكم عليا .. مهما كان اللي قالتهولك امي..
قصدك اللي قالتهولي عن رحاب مراتك !
وانتي كمان مراتي .. وحبيبتي…
في النهايه اخترتها هي وسافرتلها ..
وخبيت عليا انك متجوز .. معقوله انت بتحبني !!
صدقيني يا مرام في حاجات كتير انتي متعرفهاش .. هي اتفرضت عليا .. انا اخترتك انتي وحبيتك انتي .. واتجوزتك انتي…
وانا مش مصدقاك
قال عبدالله في صرامه شديده
وانا مبكدبش يا مرام .. الموضوع كله حصل بسرعه في وقت مكنتش متوقعه .. ومكنش في قدامي فرصه اني اقولك وقتها وبعدها كنت معاكي انتي ومقدرتش ابلغك عشان محبتش اجرحك وخصوصا ان الموضوع كله كان علي ورق بس وانا متجوزتهاش زي اي اتنين متجوزين.. وانا دلوقت هنا عشان في مشكله كبيره هحلها .. وبعدين هاجي ارجعك معايا ڠصب عنك واعرفك ازاي تعملي عمله زي دي من دماغك…
قالت في ڠضب مصطنع وقلبها فرح من عدم تخليها عنه 
لا مش هتقدر يا عبدالله
اسمعي يا مرام احسنلك متتحدنيش في حاجه اني عارفه كويس اني اقدر اعملها وبطلي تعاندي معايا عشان متخسرنيش في النهايه….
اليه في صمت وسمعته وهو يزفر في ضيق ثم قال بنبره صوت اهدأ عندما وجد رحاب خلفه واستمعت الي المكالمه
معلش يا مرام مضطر اقفل معاكي دلوقت وهكلمك تاني بكره لان الوضع سئ جدا هنا .. خليكي واثقه فيا مرام ومن حبي ليكي .. مع السلامه ..
الټفت عبدالله الي رحاب التي كانت تبكي ندما علي انها فعلت ذلك مع عبدالله ولم تخبره منذ البدايه عبدالله الزوج والاخ والصديق والحبيب الاول
اوعي تبعد عنها يا عبدالله
قالتها رحاب الي عبدالله الماثل امامها ربت عبدالله علي كتفها وهو يردد في حنو
متقلقيش يا رحاب .. ويلا بينا نروح نشوف مشكلتك ..
متصنعا الثباتانت مين ! وقصدك ايه !
عبدالله پغضب ميخصكش انا مين .. اللي يخصك دلوقت انا ممكن اعمل فيك ايه !!
اردف خالد بنبره خوف عرف ان يخفيه جيدا وصوت عال انا مبتهددش علي فكره ودي اخر واحده انا ممكن اتجوزها وبعدين اتجوزها ازاي وهي متجوزه .. !!
.. ولما تخلص عدتها هتتجوزها ودلوقت عشان الضمان هتمضيلي علي ورك وشيكات تعدي المليار جنيه لحد ما تتجوزها وتطلقها برضه بس بعد ما تثبت اللي في بطنها بأسمك….
وضع عبدالله ذلك المبلغ بعد تفكير حيث يعلم ان عائلته من اغنياء البلد ولكن ثروه مثل هذه بالفعل لا يقدر عليها حتي وإن باعوا أملاكهم بأكملها
هتف خالد في تحدي اوعي تفكر انك كده بتخوفني لا انا متجوزها ولا ثابت حد بأسمي ولا برضه همضي علي حاجه واللي انت عايزه اعمله…..
ثم نظر الي رحاب بوقاحه واضاف في استنكاروانا ايه ضمني انه ابني !! 
..
هتف خالد صارخا من هول الالممواااااافق .. مواااافق اعمل اللي انت عايزه….
هنا انزل عبدالله سلاحھ واشاح بوجهه بعيدا
________________________________________
عنه وهو يقوم بالاتصال بحمدي اخيه كي يجهز له الاوراق المطلوبه كي يمضي عليها خالد الذي حين رأه تشتت بعيدا عنه .. اخرج سلاحا من الدرج المجاور له في هدوء وهو يصوبه بأتجاه عبدالله…… لمحته رحاب وبسرعه البرق ذهبت مدافعه عن عبدالله وهي تصرخ عبدالللللللله 
ان نظر اليها عبدالله حتي وجد الړصاصه اخترقت قلبها لتسقط بين يديه وهي تلهث بأنفاس متقطعه
سامحني.. يا .. ابن .. عمي
بعد مرور شهر….
سمع ادهم رنين جرس منزله فلم يبالي كعادته ولم يتحرك من مكانه لكن ذلك الصداع لم يهدأ ابدا وظل اكثر من ساعه يضرب دون ملل فأضطر ادهم الي النهوض لرؤيه القادم ما ان فتح الباب حتي رأي اخر من كان يتوقعه علي الاطلاق
يمني !!
كان التوتر والقلق يجري بجميع اوصالها حين رأته علي تلك الحاله ثياب عته.. وذقن كبيره.. ووجه شحب ..وجسد ضعيف…
بقالك شهر قافل علي نفسك انا عرفت الخبر وكل يوم كنت بكلمك بس انت مبتردش ..
قالتها يمني وهي تدلف باب شقته في خوف فتلك المره الاولي التي تقوم بعمله مثل هذه .. ولكن حقا صدق مشاعرها وبرائتها هما من قادوها علي فعل ذلك نظر اليها ادهم وكأنها الوحيده التي كان يحتاجها حقا تلك الايام .. وبدون سابق انذار ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير فقد امه يبكي بشده .. ظلت يمني ثابته مكانها لا تدري ماذا تفعل ولكنها حقا تشعر به وبأوجاعه علي فقدان صديقه ربتت عليه في حراره دون ان تنطق حرفا ظل ادهم ويمني علي تلك الحاله الي ما يقارب النصف ساعه .. وفجأه نهض ادهم ونظر اليها في ثقه وتعبيرات غريبه طالت كثيرا مما اربك يمني بشد…
ان اصبح السبب الرئيسي في كل ما حدث لعبدالله وسمع نطق القاضي بالحكم….
حكمت المحكمه حضريا وبأجماع الاراء علي المتهم عبدالله احمد الحسيني بالسجن لمده سبع سنوات .. رفعت الجلسه 
اتجه سيف كالمچنون الي الفيلا التي يقيم بها عبدالله ومرام حين رأه عم عوض حاول منعه بالقوه واخبااره ان مرام ليست بالمنزل وايضا عبدالله اطلق سيف ړصاصه اخترقت قدم عم عوض واتجه الي داخل الفيلا يبحث عنها في كل الغرف ولكن
 
ليست بأي واحده منهم….
صعد الي سطح الفيلا والي اسفلها ولم يجدهاا فصړخ عاليا وهو يهتف في ڠضب..
مرااااااااااااااااام……هلاقيكي يعني هلاقيكي مش هتهربي مني… هتكوني ليا….
كانت تجلس في المطار بصحبه السيده اولفت وبيدها اخر رساله وصلت لها من عبدالله والذي اعادت قرائتها مرارا وتكرارا وهي غير مصدقه علي الاطلاق ان عبدالله تخلي عنها بكل تلك السهوله لم تكف عن البكاء منذ يومين حين تسلمت تلك الرساله من حمدي ولم يخبرها اي شئ كما طلب منه عبدالله فقط اعطاها الرساله وذهب والذي كان محتواها…
مرام.. ميمتي وبنتي وجميلتي… إنتي الحاجه الوحيده اللي عمري ما حبيت قدها في حياتي.. انتي اللي اتمنيت من قلبي أنها تفضل معايا لأخر عمري… والوحيده اللي هتفضل في قلبي لحد اخر نفس ليا.. سامحيني يا مرام انا وعدتك اني هاجي أخدك ونرجع بيتنا بس مقدرتش.. لأول مره اوعدك بحاجه واكون عاجز اني انفذ وعدي ليكي.. ڠصب عني يا مرام انا فعلا عاجز إني أكمل معاكي… عارف انك مصدقاني لأنك عارفاني اني مبكدبش.. سامحيني يا مرام علي اللي عملته ده.. وسامحيني لأني…. لأني هبعتلك ورقه طلاقك
مرام الورقه بيديها وهي توجه حديثها الي السيده اولفت…..
يلا يا طنط عشان منتأخرش علي الطياره…. مبقاش ليا مكان في مصر خلاص…..
يا ليت الزمان يعود واللقاء يبقي للأبد….. ولكن مهما مضي من سنين سيبقي الفراق هو الأنين….وستبقي الذكريات قاموسا تتردد عليه لمسات الوداع والفراق…..
انتظروووني في الجزء التاني من..

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *