رواية وود الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي
كريس جفلت. “وود، مع مين بتتكلمي؟ تعالي هنا فوراً.”
أدارت وود رأسها ببطء نحو كريس، وابتسمت ابتسامة صغيرة ولكنها غير مألوفة “مع وود، ماما
صديقتي قالت إنها مش عايزة تخوفك هي لطيفة… إنتي بس ما تعرفيهاش.”
لم تستطع كريس الرد. شيء ما في تلك الكلمات جعل صدرها ينقبض
رفعت يدها ببطء وأغلقت النافذة بعنف، محاولة استعادة السيطرة على المكان
لكنها شعرت بحركة طفيفة خلفها، كما لو أن الهواء ذاته كان يتمزق بخطوات خفيفة لا تُسمع.
“وود، تعالي هنا!” صوتها ارتفع هذه المرة، واندفعت نحو طفلتها، لتسحبها بين ذراعيها
لكن حين حملتها، شعرت بشيء غريب، جسد وود كان بارداً، كما لو أنها وقفت في الخارج طوال الليل.
“إنتي بردانة يا حبيبتي؟” سألتها وهي تغطيها بالبطانية، محاولة كبح ارتجافها الخاص.
وود، التي كانت تتكلم بحرية قبل لحظات، أصبحت صامتة تماماً الآن كانت تنظر إلى كريس بعيون واسعة كأنها تحمل سؤالاً لم تجرؤ على طرحه.
بقيتا هكذا، تحدقان في بعضهما البعض، حتى انقطع الصمت بصوت خفيف قادم من الخارج، كأن أحدهم يمشي بين أوراق الشجر الجافة.
نهضت كريس ببطء، وضغطت على باب الغرفة لتغلقه جيداً، ثم أطفأت الأنوار تماماً، علّها تخفي وجودهما عن أي شيء قد يكون بالخارج
وضعت وود بجانبها في السرير، لكنها لم تنم بقيت عينها مفتوحة، تراقب الظلال التي تتحرك على الجدران بفعل ضوء القمر.
في مكان ما بعيداً، سمعت صوتاً ضعيفاً… ضحكة خافتة بالكاد يمكن سماعها. ضحكة طفل.
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم الشروق للروايات
التعليقات