
اتصدمت ،اتوترت ،عيوني زاغت في كل مكان إلا عيونه
دقات قلبي اتسارعت ، انهارت حصوني ،اتبخرت قوتي وعيوني بدأت تنهمر زي الشلال!
بصيتله والدموع متجمعة في عيوني وسكت
كان الكلام صعب وتقيل
كل محاولاتي للدفاع عن نفسي اتبخرت
كل قوتي ،ثباتي ،كرامتي اتهدروا
بعدت أيده اللي ماسكة في دراعي وقومت وقفت
كنت لسه ههرب من نظراته ،عيونه ،ق*سوة مشاعره وكلامه مسك ايدي:
-لولا رجعت وقتها وشوفتك وأنتِ بتحطيلي السحر جوا القهوه كان زماني بحبك وعايش معاكي قصه خياليه اسطوريه من وحي خيالك ومن صُنعك
سكت لحظه بعدها قرب من ودني وهمس بنبرة هاديه لكنها قاس*ي*ة:
-اللي متعرفهوش أن قلبي مهما حاولتي استحاله يحبك وحتي لو كان اتأثر بسحرك كان هيجي يوم وسحر القهوه هيختفي!
اترددت وقتها جملته الاخيره جوايا كصدي صوت
وقتها بس أدركت حقيقه واحدة
كان صعب اتقبلها
لكنها أمر واقع
قانون ثابت ومؤكد
أن الحُب مش بالعاف*ية
مش بالمحاولات
مش بالأسحار
اللي بيحبك بجد هيحبك من الوهلة الأولي
هيحب تفاصيلك ،جنونك ،روحك ،عصبيتك ،وحتي عيوبك هتتحول في عيونه مميزات مش ممكن يلاقى زيها في شخص تاني وانك مش مضطر تعمل اراجوز عشان تبهر اللي بتحبه لو بيحبك هينبهر بيك كل مره يشوفك فيها بدون اي مجهود منك لانه بكل بساطه بيحب قلبك وروحك مش بس شكلك بيبهره!
نفضت ايدي من أيده ،مسحت دموعي ،بصيتله وسكت لحظه بعدها سألت بهدوء :
-ولما انت عرفت الحقيقة سكت ليه لحد اللحظة ديه؟!
رد بابتسامه كلها شر وهو بيهز أكتافه:
-كنت بتسلي عايز اشوف اخرك ،عايز اشوف رد فعلك وانتِ كل يوم مستنيه خطوبتي تتلغي واجيلك اقولك بحبك يا ايمي بم*وت فيكي يا ايمي انا اسف ومقدرش اعيش من غيرك يا إيمي و……
مسبتلوش فرصه يكمل كلامه ونزلت بكفي علي خده وانا ببصله بكُره وبقول من بين اسناني:
-انت بني آدم ح*قير يا يونس حقي*ير
مستنتش رد فعله وفوراً طلعت اجري من المكان
كنت بجري وانا بجر ورايا خيبه املي ومشاعري وكرامتي اللي بكل غباء وسذاجة ضيعتها علي اكتر شخص ميستاهلش ذره واحده من مشاعري!
“ها وبعدين ايه اللي حصل يا إيمي”
اخدت نفس عميق وانا بقفل الدفتر اللي بين ايديا ورديت بكل هدوء :
-وبعدين طلبت من الشركة تنقلني فرع اسكندريه
هزيت اكتافي بحيرة:
-كنت عايزه ابعد عن كل حاجه وكل الناس ،مكنتش حابه حد يشوف ضعفي ولا خوفي ولا مشاعري اللي حاولت اداريها سنين طويلة،عملت بنصيحة صاحبتي وموقعتش فضلت مكمله رغم التعب وانعدام الشغف والطاقه اللي احياناً بتوصل ل zero ،فضلت بشتغل وبنجح وبذاكر وبحضر للدكتوراه بتاعتي وراكمت كل حزني جوايا، لدرجة بقيت اخاف اتعرض لأي موقف بسيط يكشف القناع المزيف اللي بتداري بيه عن عيون الناس ويظهر ضعفي وتنكشف وقتها مشاعري!
ردت صاحبتي وعيونها بتلمع بالدموع :
-لسة بتحبيه؟؟
هزيت راسي بنفي :
-كرهته بسبب أفعاله لكن قلبي مقدرش يتخطي الآذي النفسي اللي كان هو السبب فيه لو مكانش بس عشمني من البدايه مكانش كل ده حصل ،مكنتش هحبه ولا هستناه ،كنت هستغل كل الفرص وافتح قلبي لناس شارية خاطري ومشاعري و……
“إيمان عايزك في مكتبي حالاً”
الباب اتفتح فجأه ومن بعدها جه صوت المدير اللي طلبني احصله علي مكتبه
وقتها اتنفضت انا وصاحبتي
فضلت ثواني بحاول استوعب الخضة
وهي كمان
بصينا لبعض وضحكنا فجأه
ضحكنا بصوت عالي
صاحبتي بهمس:
-مجنون!
رديت وانا سانده خدي علي ايدي :
-بس لذيذ
رفعت حاجبها وردت :
-إيمان!
ضميت حواجبي في بعض وانا ببصلها :
-نعم؟؟
-نو امان لاي مان مهما كان ياقلبي فوقي أنتِ لسه خارجه من تجربه فاشله قلبك مش حِمل بهدلة!
بلعت ريقي وانا بفرك صوابعي بأرتباك :
-ا ايه الهبل ده لا طبعا اكيد مش بفكر احب تاني ا انا ا احم بقولك ايه انا هروحله شكله عنده مشكله ومحتاج مساعدتي
قولت كلامي بتوتر وانا بقوم وبعدل من وضع نضارتي بأرتباك ورعشه وخرجت
******************************
-حضرتك كنت عايزني في ايه ؟!
قولتها بتوتر وانا قاعده علي كُرسي قدام المكتب وببص قدامي
-هو انا شكلي وحش طيب؟؟
لفيت راسي وانا برمش بعيوني اكتر من مره :
-ها ل لا العفو يا فندم ليه حضرتك بتقول كده
هز اكتافه وهو بيبتسم ابتسامه لطيفة:
-اصلك من وقت ما دخلتي المكتب وعيونك علي الكُرسي مش عليا عاجبك الكرسي تحبي اشحنهولك علي بيتك!
ابتسمت بتوتر ومردتش ،مكنتش قادره افسر احساسي في الحقيقه ،متوترة ،عيوني بتبص في كل مكان ،قلبي مش مبطل يدق بسرعة جنونية
في شيئ غريب بيحصلي مش قادره أوضح ايه هو
كل ما اشوفه ابقي عايزه اهرب واجري بأي شكل
وكأني طفلة مراهقة!
يمكن خايفه؟!
خايفه اتعلق
احب نظراته ،احب اهتمامه الزياده بيا دوناً عن كل الموظفين
احب تفاصيله
ملامحه
عيونه اللي جواها سحر بيشدني
خايفه من الحب
خايفه من القلوب اللي بتتغير
والمشاعر اللي بتتبدل
خايفه اعيش تجربه اسوء من تجربتي مع “يونس”
فوقت من شرودي وهو بيطرقع بصوابعه قدام عيوني
اخدت نفس عميق وحاولت اتعامل بكل جدية
-حضرتك عايزني في ايه؟
سند بأيده الاتنين فوق المكتب وهو بيبصلي وبنبرة هادئة وملامح جدية قال :
-تتجوزيني؟!
اتنفضت من مكاني
بصيتله بذهول
اتجمدت
قلبي كان علي وشك يقف من هول الموقف
-مالك يا إيمان انتِ كويسة؟
قالها بقلق وهو بيقوم من مكانه وبيلف من ورا المكتب
رجعت خطوتين لورا وشاورتله يقف وانا بهز راسي بهسترية:
-لا لا متقربش
-في ايه مالك؟؟
هزيت راسي بنفي وقولت بنبرة كلها رعشة:
-لا
-هو ايه اللي لا؟
قولت كلامي وخرجت من المكتب جري ،وصلت مكتبي واخدت شنطتي وطلعت اجري برا الشركه كلها
حاولت صاحبتي توقفني ،حاول المدير يفهم سبب رفضي ،حاولوا الموظفين يفهموا مالي وليه بجري بالشكل ده لكن رفضت أعلن اي سبب ،فضلت أخرج برا الشركه بدون ولا كلمه!
*************************
بليل كنت قاعده في البلكونه انا و”ميار” صاحبتي
بين كفوفي فنجان قهوة وبنتناقش بخصوص اللي حصل بعد ما هديت
ميار بصدمة:
-معقولة يا إيمان حد يرفض طلب زي ده؟!
غمضت عيوني وانا بسند ظهري علي الكرسي وبرد بهمس :
-خوفت يا ميار اول ما جابلي سيرة الجواز خوفت اعيد نفس التجربة ،انا متخطتش “يونس” ولا عمري هتخطاه انا بحبه ومش ممكن احب حد تاني!
بصتلي “ميار” وسكتت شوية بعدها قالتلي جملة عمري ما اقدر انساها:
هو اتخطاكي وخطب البنت اللي قالتله بحب شخص تاني وعاش حياته وأنتِ لسة واقفه في مكانك ارجوكي خليكي جريئه واتحركي خطوه لقدام هتفرق معاكي وهتغير حياتك
قلبت كلامها في عقلي
كان كلام منطقي مُقنع
بالرغم من ق*سوته
إلا أنه حقيقي
-إيمان يوسف شخص كويس اديله فرصة
بصيتلها بتردد بعدها قولت بتوتر :
-بس بس انا خايفه اظلمه معايا ا انا …..
-صارحيه بالحقيقه وهو وقتها يقرر
رديت بصدمه :
-اصارحه!
هزت راسها بتأكييد:
-انتِ رفضتيه بدون اسباب مُعلنة وده شيئ صعب وممكن بسببه يتدمر نفسياً ،مفيش اي شخص يستاهل الرفض بدون اسباب ،مفيش اي شخص يستاهل أنه يتساب لدماغه تسوحه ومفيش اي شخص يستحق يحس أنه مش كفاية ،اسبابك هتنقذ “يوسف” من اي اضطراب نفسي ممكن يتعرض له ومن اي اسئله ملهاش اجابه ،صارحيه وهو وقتها هيقرر يفضل معاكي ويحاول أو يبعد عنك
هزيت راسي وانا ببص قدامي بشرود :
-عندك حق
***************************
٢٠٢٥/١٢/١٥ الساعه السابعة مساءً
كُنت قاعدة في كافيه علي البحر
ببص من الأزاز علي شكل الشوارع وهي غرقانه بالمطر
العربيات وهي بتجري ،الناس وهي بتداري من المطر ،الاطفال الصغيرة وهي بتلعب ،الكابلز اللي واقفين مكلبشين في أيدين بعض،الاب اللي محاوط أولاده بأيد ومراته بالأيد التانيه ،مشاهد حنينه اتمنيت اكون جزء منها في يوم
“وفي الخلفيه اغنيه اواخر الشتا”
وسط الشوراع ناس كتيرة مروحين
والناس ياقلبي هما هما وهو فين
وانا ماشيه بتلفت وبسأل كل يوم
بيعمل ايه دلوقتي وبيحلم بمين!
-اتأخرت عليكي؟!
رفعت عيوني ،كان واقف قصادي ،ريحة البرفيوم بتاعته اخترقت قلبي ،مظهره كان وسيم ،لطيف ،مهندم
رجع قلبي يدق من تاني
هزيت راسي وانا برد بهمس:
-مش اوي
ابتسم وسحب كُرسي وقعد قدامي :
-تشربي ايه ؟
-الحقيقه سبقتك وطلبت قهوة!
هز اكتافه وهو بيشاور للجرسون:
-اذاً نطلب قهوه تانيه
مرفضتش في الحقيقه
كنت محتاجه اشرب فنجان تاني وتالت وعاشر علي الأغلب علشان اعصابي تهدي وأبطل توتر وخوف!
نزلت عيوني وسكت لحظة
اخد نفس عميق وقال بهدوء :
-لو مش حابة تتكلمي أو تعلني أسباب رفضك ده حقك
هزيت راسي ورديت وانا برفع عيوني :
-مش من حقي اكون سبب اضطرابك النفسي
ضحك ورد بذهول :
-اضطرابي النفسي!
فركت صوابعي ورديت بتوتر :
– ا اقصد مش من حقي ارفض واسيب دماغك تسوحك أو اخليك تحس احساس انك مش شخص كافي أو أو …
سكت ومكنتش عارفه اقول ايه
كل الكلام اتبخر
ابتسم وقال:
-سامعك يا إيمان ممكن اعرف أسبابك؟؟
اخدت نفس عميق وبدأت احكيله
حكيتله كل حاجه من البدايه
حكيتله عن نفسي وعن مشاعري
فتحتله كتاب قلبي
خليته يتطلع علي كل المكتوب جواه
بدون خوف
كان ساكت تماماً
ملامحه جامده
عيونه ثابته
بيهز رأسه مع كل حقيقة بيكتشفها عني
-انا حكيتلك لاني قررت اديلك فرصه لكن قبل ده كان لازم تعرف الحقيقه مش هتحمل اكون سبب اذيتك والقرار قرارك
اتنهد تنهيده طويله وهو بيحط أيده فوق ايدي وبيبص جوا عيوني :
-انا حابب ناخد فرصه
-مش خايف تندم؟
شبك صوابعه في صوابعي وقال بصدق:
-انا بحبك
فات يوم ورا الثاني
فات شهر والثاني
لحد ما فاتت سنه!
وقت طويل
لكنه كان كفيل يداوي جروح دامت لسنين طويلة
مكنتش حابه أخوض التجربه وأعلن وجوده قصاد الناس
إلا بقلب صافي
قلب مش جواه ندوب
قلب بينبض بأسمه هو وبس
وفي يوم كُنا قاعدين مع بعض في نفس الكافيه اللي اعترفتله فيه من سنه بمشاعري
نفس اليوم ونفس الساعه
٢٠٢٥/١٢/١٥ الساعه السابعة مساءً
-يوسف النهارده مش بيفكرك بحاجه
غمض عيونه نص غمضه بتفكير :
-عيد ميلادك؟
برقت ورديت بذهول :
-انت مش فاكر عيد ميلادي ياليله مش فايته
ضحك وهو بيشاورلي اهدي:
-لا طبعا فاكر انا بهزر بس
قلبت شفايفي وبصيتله بحزن مصطنع فقلب عيونه بتفكير:
-عيد الشرطة طيب ؟
-انت بتستظرف ودمك تقيل النهارده اوي انا ماشية
كنت لسه هقوم بس هو مسك ايدي بسرعة:
-خلاص خلاص والله بهزر معاكي والله فاكر
معقوله انسي اي حاجه تخصنا!
خرج علبة قطيفه لونها بينك من جيب الجاكيت بتاعه وفتحها وهو بيبص جوا عيوني وبيهمس :
-تتجوزيني؟
اخدت نفس عميق وانا ببص للقهوه اللي قدامي بتوتر فضحك وقال بهزار :
-لا بطلب منك الجواز بكامل قوايا العقلية ومن غير اي تأثير سحري في القهوة!
ابتسمت وانا برفع عيوني وبهز راسي:
-موافقة
لبسني الخاتم وباس باطن ايدي برقه وهو بيهمس :
-بحبك
رديت بصدق وانا بضغط علي أيده:
-وانا كمان بحبك
يجوز الصدفة تجمعنا.. بناس بتحب تسمعنا
فـ يداوا الحزن ف عنينا.. اكيد الجاي خير لينا
الرابع من هنا
التعليقات