التخطي إلى المحتوى

اسكريبت🖤بقلمي إيمان شلبي🖤

-خطب!

قولتها بصدمة وذهول حاولت اداريهم عن “ماما” اللي بلغتني بخبر خطوبته وهي مبسوطة كأنه ابنها

ابتسمت ابتسامة بسيطة وانا برد برعشة مقدرتش اتحكم فيها :

-ربنا يسعده

-يارب ياحبيبتي وعقبال ما افرح بيكي مع حد جميل زي قلبك

فضلت تتكلم وتسألني هنعمل ايه في خطوبته

هنلبس ايه؟

هنجيب هدية ايه؟

هأجر فستان ولا هجيب طقم شيك؟

اسئلة كتير منها في المقابل اجابات مختصرة مني معظمها “معرفش ربنا يسهل”

-مالك يا حبيبتي أنتِ كويسة؟

خرجت من شرودي وكالعادة وبكل براعة ابتسمت ابتسامه مزيفه وانا بقول بكل ثبات :

-انا تمام ياحبيبتي الحمد لله مُرهقة شوية بس

طبطبت علي كتفي وردت بحنان :

-طب ادخلي ريحي شويه لحد ما اعمل الغداء وهصحيكي

هزيت راسي وقومت من قصادها روحت علي اوضتي

قفلت الباب،سندت ظهري عليه ،وقعدت علي الارض،وقتها بس اتسارعت دقات قلبي ،وخرجت دموعي اللي داريتها عن ماما!

في الحقيقه احساس بشع أن البني آدم بعد ما كان طاير لسابع سما فجأة يجيلة س*هم من اقرب الناس لقلبه يوقعه علي جدور رقبته،يك*سر أجنحته،يح*طم قلبه،يجعله ي*م*وت بالبطئ وكأنه بيع*اقبه أنه وثق فيه!

ضميت رجلي في بعض وسندت عليها وانا ببص قدامي وبسأل سؤال واحد من تلت حروف

سؤال واحد كفيل يلخص كل حاجة

ليه؟

ليه يتبعها الف سؤال والف شعور سيئ

مسكت الفون وبأيد بتترعش ضغطت علي رقمه

مفاتش ثواني إلا وجالي الرد

-إيمو حبيبتي عاملة ايه؟!

بلعت ريقي وسكت شوية وانا بحاول اسيطر علي دقات قلبي…

-إيمو أنتِ معايا؟

غمضت عيوني ورديت بنبرة مهزوزة:

-صحيح اللي انا سمعته ده يا يونس؟

رد بأستغراب:

-سمعتي ايه ؟

-انت قريت فاتحة؟!

رد ببرود :

-اه عقبالك

رديت بغ*يظ وع*صبية:

-انت ازاي بجح كدة!!!

قالها ببرود اكبر فأخدت نفس وحاولت اتكلم بهدوء :

-انت قولت انك بتحبني ووعدتني ان هيجي يوم وتتقدملي

سكت شويه بعدها رد بهدوء :

-ده كان من تلت سنين يا إيمان

-قصدي أن مشاعر الواحد بتتغير كل يوم عن اليوم اللي قبله ووعدي ليكي للاسف مش هقدر انفذه لأن قلبي مش ملكي!

حطيت ايدي فوق قلبي ورديت بوهن :

-طب ليه وعدتني من الاول ليه تعلق قلبي بوهم وتخليني ابني احلام ورديه وارفض اي شخص واي فرصه تجيلي علي امل يجي يوم وتوفي بوعدك ليا!!!

اخد نفس عميق ورد بنبرة حزينة:

-من تلت سنين كنت لسه شاب طايش مش قادر احدد مشاعري ،مش قادر احدد مستقبلي ،برمي وعود لاي بنت حلوه تقابلني، وأنتِ كنتِ لسه صغيره في ثالثه ثانوي مكنتش متوقع تاخدي كلامي علي محمل الجد بالشكل ده،حقيقي كنت فاكر أن اول ما تدخلي الجامعه هتنسي كل حاجه كانت ما بينا ،انا اسف يا إيمان اكيد مكانش قصدي اعيشك في وهم و……

الموبايل وقع من إيدي ومسمعتش باقي الكلام، سندت راسي على الباب وبصيت قدامي بشرود، ملامحي كانت ثابتة، هادية، ودموعي نشفت، كان حزن هادي، نفسي أص*رخ، أعيط، أتكلم، بس مفيش صوت،كل حاجة جوايا ساكتة، حتى دموعي خذ*لتني،بقيت حاسة إني تايهة في فراغ كبير، ومفيش حد سامعني أو حاسس بيا

“يستطيع الإنسان أن يح*ترق وهو جالس إلي جوارك دون أن تلحظ،في الشارع أو علي المقهي ،في بيته وبين أحبته ،ولا يترك ذرة رماد علي المقعد”

(فرناندو بيسوا)

فات يومين وانا مازلت علي حالتي ،مبعيطش ،مبتكلمش ،مش بظهر حزني قدام حد ،بتعامل مع اهلي ،بضحك مع اصدقائي،بشتغل ،بدرس،وبهون علي صاحبتي اللي لسه مفركشة خطوبتها!!

مع اني اكتر واحده محتاجه اللي يهون عليا

لكني مش ضعيفه

ومش هسمح لحد يكسرني

انا طول عمري شايفه نفسي غير كل البنات

قوية، جريئة،وناجحة حتي لو مفيش حد مؤمن بموهبتي غيري!

دايماً بستضعف البنات اللي تعيط علي راجل سابها أو خا*نها أو حتي حب غيرها

علشان كده عمري ما هكون نسخه منهم

“هتروحي الخطوبة؟!”

سألتني “تسنيم” صاحبتي فجأة واحنا قاعدين نشتغل فرفعت راسي من علي اللاب توب ورديت بجهل مصطنع :

ردت وهي بتقفل اللاب بتاعها :

-خطوبة يونس ابن خالك يا إيمان

اخدت نفس عميق وانا برجع بظهري علي الكرسي وبرد بهدوء :

-هروح يا تسنيم

-هتقدري تروحي؟

هزيت راسي بأبتسامة باهتة:

-مُضطرة اروح

هزت راسها بنفي وهي بتقولي بأندفاع:

-مش مضطره ممكن تتحججي بأي حاجة!

رديت بسخرية:

-ويقول عليا ضعيفة

ردت بعصبية:

-ما يقول اللي يقوله يا إيمان هو يفرق معاكي في ايه ده واحد ندل وبياع و…..

-انا هأجر فستان وهروح الخطوبه بس مش وانا معزومة

قولتها وانا ببصلها بشر وأصرار وتحدي وثقه ملهاش مثيل

ضمت حواجبها في بعض وردت بأستغراب:

-قصدك ايه مش فاهمة!

اخدت نفس عميق وانا ببص قدامي وبنبرة كلها شر :

-يعني مش هسمحلها تحقق حلمي محدش مسموحله يحقق حلمي غيري

بصتلي بقلق وهي بتقول :

-انتي ناوية علي ايه بالظبط؟!

بصيت جوا عيونها وابتسمت ببرود وانا بقول :

-كل خير

الفون بتاعي رن ،اول ما شوفت الأسم ابتسمت ورديت بخبث:

-ازيك يا يونس

-ا احم ازيك يا إيمان ا انا واقف قدام الكافيه

رديت وانا بقفل اللاب وبلم حاجتي:

-اوك ثواني وهطلعلك

قفلت معاه وكنت لسه همشي لكن تسنيم وقفتني :

-استني عندك انتِ رايحة فين ؟

-هقابل يونس

-نعم تقابلي مين يا عنيا؟؟

شديت دراعي من ايديها ورديت بهدوء :

-هفهمك كل حاجه بعدين يا تسنيم سلام

خرجت لاقيته قدام الكافيه،ساند ظهره علي عربيته،في أيده الفون ،غالباً بيكلمها علي واتساب وده ظهر علي ضحكته ولمعة عيونه!

غمضت عيوني ،اخدت نفس عميق ،حاولت اهدي اعصابي ،وقربت منه بكل هدوء وثبات وثقة

اول ما شافني بقرب منه فتح فويس وقالها بصوت عالي “معلش ياحبيبتي عندي شغل هخلص واكلمك”

قفل الفون وقرب مني لحد ما وصل قدامي مباشرة

قالها بأرتباك وهو بيحاول ميبصش جوا عيوني فأبتسمت ورديت بثبات :

-الحمد لله وانت

-بخير ا أحم طلبتي اننا نتقابل و…..

قاطعته بعتاب :

-هنتكلم في الشارع ؟

رد بتوتر :

-لا ا اسف ت تحبي نركب العربيه ونتكلم ؟

هزيت راسي بنفي :

-بلاش ممكن نروح الكافيه اللي هناك ده لان الكافيه اللي لسه خارجه منه فيه زمايلي وانا مش حابه حد يفهم غلط

بص علي الكافيه وملامحه اتوترت اكتر،فهمت أنه خا*يف حد يشوفنا سوا فيروح يقولها

-متقلقش مش هاخد من وقتك خمس دقائق

هز رأسه بأستسلام واتحركنا نحيه الكافيه

قعدنا وطلبنا اتنين قهوه سادة وهو مش علي بعضه

خاي*ف ،متوتر، وكأنه عامل ج*ريمة

-مالك خايف من ايه انا بنت خالتك علي فكره!

قولتها بسخريه فبصلي ورد بهدوء :

-ايوه لكن جاسمين متعرفكيش

رديت بغموض:

-مسيرها تعرفني

-خير يا إيمان طلبتي تقابليني

هزيت راسي بابتسامه صافية:

-كنت عايزه اقولك اني مش زعلانة منك وان انت كان عندك حق لما قولتلي قلوبنا مش بأيدينا واني كنت فاكرة نفسي بحبك لكن الحقيقه اكتشفت انها مجرد مشاعر وهمية وحُب مراهقة شكراً انك فوقتني بكلامك لولا كلامك كنت هفضل عايشه في وهم!

رد بفرحة :

-إيمان صدقيني أنتِ مش متخيله فرحتيني قد ايه كنت شايل هم وانزاح وحقيقي أنتِ جميله ورقيقة ومثقفه وناجحة وتستاهلي حد يحبك بجد ويقدر قيمتك

رديت بنبرة مهزوزة وانا بحاول اداري دموعي:

-انا كنت جيبالك هدية بمناسبه خطوبتك اتمني تقبلها مني

خرجت من شنطتي علبة صغيرة وحطيتها قدامه فأبتسم وهو بيفتحها بحماس :

-شكرا بجد تعبتي نفسك ليه بس

-ولا تعب ولا حاجه احنا اخوات

-حلوه جدا جدا تسلم ايدك تعرفي أن الساعه دي لون الجرفت بتاعتي

رديت بتعب وانا بحاول افتح عيوني :

-طب حلو

بصلي ورد بقلق :

-انتِ كويسة؟

رديت بضعف وانا بسند راسي علي الترابيزة:

-دوخت شويه بس معلش يا يونس ممكن تروح تجبلي برشام صداع من الصيدلية اللي جنبنا

رد بلهفة:

-اكيد طبعاً حالاً وهبقي عندك

طلع يجري برا الكافيه واول ما طلع فتحت عيوني وخرجت من شنطتي ازازة صغيره فيها سائل لونه شفاف وسكبتها كلها في فنجان القهوه بتاعته وانا ببص قدامي بشر :

-مش هسمح لحد يعيش احلامي غيري.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *