التخطي إلى المحتوى

الفصل الثامن والعشرون : قرار انفصال

رواية / مستنقع الذئاب
تحليلاتكم بقي لحد البارت دا.
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤💙
______________________
توقف الزمن بالنسبة اليه عندما رأى الجميع يدخل و ليث يخبره بأنه رهن الاعتقال ! هز رأسه يمينا وشمالا وهو يقول :
– ايه الكلام الاهبل ده اعتقال و منظمة ايه انت هتلزقها فيا !!
طارق باقتضاب :
– كل حاجة متسجلة صوت و صورة و احنا كمان شوفنا كل حاجة يعني مبتقدرش تنكر ومعانا كل الدلائل كمان.
جاسر بغضب :
– دلائل ايه التسجيل مش دليل كافي !
ضحك ليث بخفة :
– انت فاكر اني عارف حقيقتك من شويا ؟ انا شكيت فيك من لما قتلت الراجل اللي كان تحت حمايتي هو اللي كان هيقولي كل حاجة على المنظمة بس انت قتلته و تاني مرة لما انت دخلت المركز اشارة الشبكة اشتغلت ع الطول وده سبب تاني خلاني اشك فيك بعدين محاولة قتلي مرتين انت فكرت اني طنشت الموضوع صح بس لأ من زمان وانا بدور عليك لقيت الراجل اللي كان في العربية واللي كان في الشاحنة اللي خبطتني و اتخيل انه نفسه اللي اتهجم على اختك !! و اعترف بكل حاجة انت كلفته بيها !! هههههه حتى الحبس دخلته بمزاجي كنت بقدر من المرة الاولى اني ابرئ نفسي و اخرج بس مرضتش عشان كنت عايز تدخل مكاني ع الطول و بتعرف الواحد لما يحس نفسه انه في امان بيرتكب اخطاء كتير وده اللي انت عملته يا جاسر نسيت تأمن على نفسك لانك كنت مشغول بيا وده اللي هخاني اهكر كل مواقعك من دون صعوبة و امبارح بليل ركبت كاميرات في مكتبك و عرفت الكل يسمعوك بتقول ايه و استدرجتك في الكلام والصراحة متوقعتش انك تنفعل زيادة و تقول على كل حاجة عملتها….. ههههه حتى لو محكيتش الدلائل كانت كافية عشان تقبض عليك انت هو الجاسوس و الخاين يا جاسر صاحب اكبر منظمة اجرامية في البلد انت هو و الانكار مش هينفعك !!
نظر له بصمت ثم ابتسم لتنطلق ضحكاته تملأ المكان وهو يردد :
– ههههههه ايوة انا و بعترف قدام الكل طول الفترة ديه كنت بلعب على الجهتين و بسرب معلوماتكم وده اللي خلى كل العمليات تفشل بس بعد ما انت جيت انقلبت الموازين يمكن انا فنظر القانون مجرم ولازم اتعاقب بس ده ميعنيش انك خلصت مني.
اشار اللواء للعساكر فتحركوا و امسكوا ذراعي جاسر ليزمجر بجنون :
– سيبووووني انتو مش عارفين انا مين انا جاسر المنشاوي اللي محدش بيقدر يقف قصاده سيبووني ، حول انظاره لليث وتحدث بغل :
– اوعى تفكر انك ربحت وانا خسرت لا انا مش متعود على الهزيمة ومش هتعرف تخلص متي اوعدك يا ليث !!
طالعه ببرود وتجاهل كلامه لتخرجه العساكر و يذهبون به للحجز استدار ليث للواء والضباط و غمغم بصلابة :
– انتو كده اتأكدتو ان جاسر هو الجاسوس الخاين ياريت تاخدو التدابير الازمة ومتسيبوهش ينفذ من اللي عمله.
اللواء بتوعد :
– اكيد هينال جزاؤه كل خاين لازم يتعاقب….. ربت على كتفه وتابع :
– انا اسف لاني شكيت فيك بس الحاجة اللي انا فرحان علشانها هي اني صدقتك امبارح لما قولتلي انك شاكك فجاسر و ورتني الأدلة بفضلك احنا عرفنا مين الخاين اللي وسطينا.
تنهد زياد وحدث نفسه بحزن :
– مكنتش متوقع جاسر يطلع كده هو فعلا تصرفاته كلها غلط بس مش للدرجة ديه معقول صديقي المقرب يكون الجاسوس اللي بقاله سنين بيخوننا….. بس الحمد لله ان ليث خد براءة على الاقل انسان كويس زيه يستاهل كل خير و هو احسن من جاسر بمراحل……. حمحم و هتف ب :
– ليث انا عايز اا…..
قاطعه بجفاء وهو يضرب السلام للواء :
– عن اذنك سيادة اللوا.
– اتفضل.
خرج ليث من غرفة مكتبه ليجد أسيل تقف بصمت وعندما رأته انتفضت :
– ليث هو بجد جاسر حبسوه يعني مش هيطلع تاني صح !!
هز رأسه و تحرك ليذهب لكنها امسكت ذراعه و همست بدموع :
– خدلي حقي منه يا ليث…. عذبه زي ما عذبني لأيام طويلة انت الوحيد اللي هتقدر تنتقملي و تحميني منه.
نظر لها بحزن وتمتم :
– انا طول عمري كنت بحميكي من اول مرة شوفتك فيها وحبيتك كنت مستعد اضحي بنفسي علشانك بس انتي عملتي ايه ضحكتي عليا و كذبتي و خدعتيني و خبيتي عني اسم حبيبك و في الاخر بدل ما تواجهي اخترتي الطريق الاسهل و طلبتي الطلاق.
هزت رأسها بلهفة :
– انا عملت كده علشانك كنت خايفة ي….
– مش عايز اسمع حاجة منك يلا روحي من هنا و اوعى تجي تاني… اتحركي !!
فزعت من لهجته و مطت شفتها بأسى تجاهلها ليث و ذهب للحجز و عيناه تقدح شررا ، بعد دقائق كان يقف امام جاسر الذي كان يمسك القضبان بكلتا يديه و عيناه حمراوتان من شدة الانفعال و عندما رآه ابتسم بتهكم :
– خير يا ذئب انت جاي ليه ؟

اجابه ببرود وهو يفتح الباب ويدخل اليه :
– جاي اعمل الواجب واطمن عليك زي ما كنت بتطمن عليا وانا في السجن.

جاسر :
– لو فكرت اني هفضل مسجون تبقى غلطان…. قول انت جاي ليه.

تقدم منه و همس بنبرة ثابتة :
– هو سؤال واحد بس… انت عملت في أسيل كده ليه هي غلطت معاك ف ايه و البنات اللي خدعتهم كانو غلطانين ف ايه ؟ ازاي جالك قلب تضحك عليهم مخفتش من ربك ولا على اختك مفكرتش ان ممكن يحصل فيها كده !!

ظهرت ابتسامة شيطانية على وجهه وهو يرد عليه :
– لانهم بنات….. و البنات كلهم خاينين وكلهم بيستاهلو الاهانة و الخداع و الضرب و أسيل…. أسيل كانت مختلفة عنهم كانت بنت قوية و جريئة ومبتخافش من حد و مكنتش بتسمحلي حتى اقرب منها ههههه قال يعني شريفة علشان كده خدرتها وكنت هغتصبها بس انت كالعادة دايما بتبوظ كل حاجة فنفس الليلة انت طلبتني ومقدرتش المسها بس اوهمتها اني عملت ومع ذلك مضعفتش و بسبب حبها ليك سابتني.

تابع بغضب وهو ينظر اليه :
– بسببك يا ليث اتخلت عني ومرضيتش ترجعلي كان المفروض تبقى معايا لاني حبتها بس لا انت زي عوايدك بتاخد مني اللي بحبه أسيل مغلطتش معايا ولا البنات التانيين حتى سهر خطيبة فارس مغلطتش بس دفعت تمن حبها و انتحرت اما عن اختي فهي مش بتهمني و لانها عصت اوامري و راحت مع فارس بعتلها اللي يتهجم عليها و يقتل ابنها…. انا محدش بيهمني غير نفسي و أسيل وانا واحد يعني هي ليا انا وبس.

صرخ بألم عندما وجد قبضة ليث تنزل على وجهه بكل عنف و تلتها عدة لكمات ادمت وجهه لكن جاسر لم يتلقى فقط بل لكمه ايضا و بدآ يضربان بعضهما البعض و ليث يصرخ بجنون :
– انت ازاي تتجرأ تقول عليها انها ليك أسيل مراتي و ملكي انا فااااهم ملكي انا وبس اوعى تجيب سيرتها على لسانك يا ***** هدفعك تمن اللي عملته غالي !!

غضب جاسر و ركله في بطنه ودفعه على الارض سحب ليث قدمه بخفة ليوقع جاسر ايضا ثم وضع يديه على عنقه يخنقه وهو يردد بصوت عصبي :
– صدقني لو كان ب ايدي كنت قتلتك وخلصت منك بس للاسف مبقدرش …… صدقني هعمل المستحيل عشان تاخد اعدام ولو مخدتوش كفاية انك تعفن في السجن لما يحكمو عليك مؤبد.

نهض عنه فشهق جاسر بعمق وهو يسترجع انفاسه رمقه ليث بإشمئزاز و تحرك ليذهب لكن اوقفه صوته الخبيث :
– و انت كمان يا ليث صدقني مش هتنسى ان فيوم من الايام مراتك كانت بتحب غيرك ايوة صح انا ملمستهاش بس كفاية اني شوفت جسمها العريان كله وحضنتها و بوستها وديه حاجة هتخليك تكرهها و تكره نفسك كمان.

شد على قبضته و كم اراد قتله لكنه حاول تجاهل كلامه والذهاب ف اذا استمع له لا يدري كيف سينتهي بهما الأمر…… غادر ليث مسرعا و كلامه يتردد في اذنيه ليشعر بعاصفة بداخله تنذر بوقوع شيء خطير…… خطير جدا !!

_______________________

مرت الايام و انتشر خبر اعتقال ابن اغنى عائلة بسرعة البرق انصدم الجميع خاصة نور و أمه جميلة بحقيقة جاسر وانه يملك منظمة اجرامية حاول والده محمد انقاذه و جلب اكبر المحاميين في البلد لكنه لم يستطع سوى تخفيف العقوبة من الاعدام الى السجن المؤبد !
_____________________

يوم جديد.

كانت نور في منزل والدتها تجلس معها و تهون عليها ما حدث حيث قالت جميلة بدموع :
– متوقعتش جاسر يكون كده ابدا معقول ابني انا يكون مشترك مع مافيا لا وحاول يقتل ضابط بيشتغل معاه اكتر من مرة و لبسله التهمة وكان هيتعدم انا مش مصدقة.

نور بجفاء :
– كل واحد بيغلط لازم يتعاقب و ابنك غلط كتير و المؤبد قليل عليه ده حتى انا اللي اخته من لحمه ودمه اتربيت معاه ومع ذلك مسلمتش من شره و قتلي ابني وهو فبطني كل ده عشان ينتقم من فارس ويثبت لنفسه انه قوي و بسببه اتخانقت معاه.

انتبهت لكلامها فسألتها :
– انتي متخانقة مع فارس بسبب اخوكي ازاي يعني ؟

تنهدت بضيق و اخبرتها بما حدث وانه عندما اخبرها فارس بأن شقيقها من كان خلف عملية التهجم عليها اتهمته بالكذب و بأنه من الممكن ان يكون هو السبب ليكمل انتقامه منها….. شهقت جميلة بدهشة :
– انتي اتهمتيه بجريمة اخوكي ازاي تعملي كده !!
– مش عارفة انا رغم حقارة جاسر بس متوقعتش للدرجة ديه ولما فارس قالي انه اخويا السبب افتكرت انه لسه بيحاول ينتقم مني و يشكنني فعيلتي و الكلام طلع مني من غير ما احس واهو مضايق جدا ومش راضي يكلمني ولا حتى يبصلي….. بس متقلقيش انا هعرف اصالحه.

اومأت بخفة وهي تهمس :
– ربنا يسعدك يا بنتي.

نهضت نور و استأذنت من والدتها و غادرت اتجهت لمنزل فارس و دخلت لتجد فريدة في الصالون تتفرج على احدى المسلسلات التلفزيونية و عندما رأتها قالت :
– انتي كنتي فين يا نور ؟

اجابتها بابتسامة :
– كنت مع ماما يا طنط سوري لاني تأخرت.

– لا ياحبيبتي انا كنت بسأل عشان فارس كان قلقان عليكي و اتصل بيكي كتير بس تلفونك كان مغلق.

ضربت رأسها بخفة و اخرجت هاتفها لتجده مغلقا مطت شفتها ثم ابتسمت فجأة :
– كان قلقان عليا ؟

اومأت فريدة و استدارت تتابع التلفاز بينما دخلت نور الى غرفتها و عندما رآها فارس انتصب واقفا بعصبية :
– انتي كنتي فين يا هانم و قافلة تلفونك لييه ؟!!

فزعت من صراخه و اردفت :
– اانا كنت مع ماما و قفلت الفون و نسيت افتحه تاني.

كتف يديه امام صدره بحدة :
– ومقولتليش انك رايحة ليه ان شاء الله انتي بتطلعي من غير ما تستأذني.

مطت شفتها بضيق و اجابته :
– والله انا رنيت عليك اكتر من مرة و بعتلك ميسيج اقولك اني رايحة بس جنابك متنازلتش عشان تقرا كلامي اصلا يبقى الغلط عليك مش عليا انا و بعدين انت قلقان ليه بعد تجاهلك ليا فكرت اني مش مهمة ووجودي من عدمه واحد.

اقترب منها بخطوات سريعة جعلتها تعود للخلف بفزع امسكها من كتفيها و غمغم بنبرة مخيفة :
– مش عايز كلام كتير ديه اخر مرة تطلعي فيها من غير اذني ولو فكرتي تخرجي. اتصلتي وانا مردتش يبقى تفضلي مكانك ده مش بيت ابوكي عشان تعملي اللي في دماغك كلامي مفهوم !

اغمضت عينيها و ابعدت وجهها للخلف قليلا مجيبة :
– م م مفهوم…. ممكن تبعد شويا انا مش عارفة اتنفس.

همس فارس بتخدير وهو يقترب اكثر :
– لا مش هبعد…. هقرب منك اكتر ومش هتقدري تمنعيني.

توردت وجنتيها و ارتبكت من قربه كاد فارس يقبلها لكنه توقف في اخر لحظة عندما تذكر شجارهما و اتهامها له….. تراجع خطوتان للخلف ثم غادر الغرفة تاركا نور متعجبة من تصرفه تنهدت بعمق وتمتمت :
– لسه زعلان مني انا لازم اعتذر منه بقى.

______________________
زفرت بقوة و القت الهاتف على السرير وهي تهتف ب :
– ماشي يا ليث كنسل مليون مرة انا بستاهل اصلا عشان بقالي اسبوع بتصل وانت بتفصل فوشي بس لو انا حمارة لو اتصلت بيك تاني…… اكملت بحزن متذمر :
– المفروض النهارده نروح مع بعض نختار فستان فرح انا عارفة انه عايز يطلقني طب يقول من دلوقتي و يعرف الكل ليه سايبني فوش المدفع كده هقول لماما ايه دلوقتي اوووف.

طرق باب غرفتها و دخلت فريدة وقالت :
– يلا يا أسيل جهزي نفسك ليث هيوصل بعد شويا.

أسيل بغباء :
– يوصل على فين معلش ؟

تأفأفت و اجابتها بإيجاز :
– ركزي معايا شويا المفروض انتي و ليث تروحو تجيبو الفستان اتصل بيا من شويا و قالي عشان تجهزي نفسك ، بس مستغربة ليه مكلمكيش انتي.

حمحمت و ردت عليها بكذب :
– احم اصل كنت قافلة الفون و فتحته دلوقتي و لقيت اتصال منه و…. المهم انا هقوم البس.

نهضت و ارتدت بنطال ازرق جينز و بلوزة لحد الركبة باللون الرمادي و طرحة بنفس اللون كذلك كانت متوترة من لقائه فمنذ سجن جاسر لم تكلمه او حتى تراه والان هي خائفة من المواجهة…… بعد مدة سمعت صوت ليث يتكلم في الخارج مع والدتها اخذت نفسا عميقا و خرجت من غرفتها….

كان ليث يتجاهلها منذ اسبوع و يحاول قدر الامكان ان لا يحتك بها كان حائرا في مشاعره فهو لا يعلم ما يجب عليه فعله هل يكمل معها او يتركها و ينفصلا حاول جاهدا عدم رؤيتها لكي يتسنى له الوقت الكافي للتفكير لكن أمه اخبرته و أكدت عليه ان يذهبا لشراء فستان مناسب و ترك خلافاتهما جانبا فاضطر للموافقة و اتصل بفريدة…… عندما سمع صوت الباب يغلق رفع بصره بسرعة ليراها تقترب منه ببطئ ابتسم دون ادراك وشعر بأنه اشتاق اليها حقا و اشتاق لملامحها الجميلة لاحظت أسيل نظراته و طالعته أيضا وهي تود حفر ملامحه الوسيمة داخل ذاكرتها قبل ان يتركها.

افاقهما من شرودهما صوت فريدة :
– اقعد يابني ارتاح شويا لسه بدري.

نفى برأسه مغمغما :
– لا مفيش وقت انا عندي شغل ولزم اخلص بسرعة….. يلا يا أسيل.

امسك ليث يدها و خرجا سويا و ركبا السيارة و انطلق بها وهو صامت تماما لا ينبس ببنت شفة…… بعد دقائق وصلا لمول كبير و انبهرب أسيل به دخلا و رحبت به احدى الفتيات :
– اهلا سيد ليث حضرتك نورتنا.

ليث بابتسامة :
– ميرسي يا منال ده من زوقك.

بادلته الابتسامة و مررت يدها على طول ذراعه بدلع :
– وحشتني اوي على فكرة مشوفتكش من وقت طويل وانت زبون عزيز عليا قولي عايز ايه وانا…. هقدملك افضل الخدمات.

نظر ليدها و حمحم كاد يتكلم لكن أسيل ابعدته عنها وقالت وهي تكاد تنقض عليها لتخنقها :
– عايزين ننقي فستان فرح حلو عشان فرحنا انا وليث قرب.

عقدت حاجبيها بتعجب :
– ليه انت هتتجوز ؟

ليث بضحكة :
– ايوة يا منال عقبالك.

مطت شفتها واجابته بدلع :
– لا انا خلاص مش عايزة ارتبط….. انت بجوازك هتكسر قلوب بنات كتير و اولهم انا.

شهقت أسيل بدهشة وجزت على اسنانها وهي تنوي قتلها ماهذه الجرأة كيف تتكلم معه هكذا حتى هو لم يمانع بل يضحك معها و يجاريها حسنا يا ليث سأريك من أنا.

ذهبت منال لتحضر مختلف التصاميم لفساتين الزفاف ف ابتسمت أسيل بغيظ :
– شوفت البنت حلوة قد ايه.

ليث وهو يتعمد اغاظتها تكثر بقي ينظر لمنال وهو يتمتم :
– اه فعلا بتجنن…. خاصة الفستان القصير اللي لابساه هياخد منها حته.

عضت على شفتها و بغضب امسكته من ياقة قميصه مهمهمة بغضب :
– احترم نفسك يا ليث متنساش اني واقفة قدامك ولا مياعتها عجبتك ديه شويا وهتقوم تبوسك وكمان قلبها وقلوب البنات اللي هتكسرهم يا حرااام انا مكنتش اعرف انك معروف بين ملكات الجمال !!

نظر لها ببرود ونقل عينيه ليديها الممسكتان بملابسه نزعهما بقوة و همس بصوت بارد لكن مهدد :
– ايدك لو اتمدت تاني هكسرهالك و اخليكي تتحسري عليها فاهمة انتي ملكيش حق تستجوبيني محدش بيسأل ليث الشافعي على حاجة اوعى تنسي الكلام ده.

ابتسمت بسخرية وكادت تتكلم لكن جاءت منال و مساعداتها و عرضن عليها التصاميم و اختارت أسيل مجموعة منها لتحضرها احدى الفتيات…… ظلت تتطلع للفساتين البيضاء الناصعة ب انبهار فهي حقا رائعة لفت نظرها فستان طويل ضيق من الاعلى وواسع قليلا من الاسفل به حبات من اللؤلؤ في الصدر لحد الخصر اظهرت بريقا ملفتا و جميلا ابتسمت و طلبت تجربته ودخلت لإحدى الغرف…..

بقي ليث ينتظرها خارجا و يتخيل لو انهم يعيشون ظروفا غير هذه سيكون سعيدا وهو يختار مع حبيبته فستان زفافهما وهو في فمة الفرح لكنه ليس سوى شخص محتار في تصرفاته….. افاق من شروده على صوت منال :
– مستر ليث المدام عايزاك تدخل تشوفها بالفستان.

تعجب ليث ووافق بمضض ودخل بمفرده وجدها مستديرة للمرآة و شعرها الاسود الطويل منسدل على ظهرها ابتسم و تقدم منها و ادارها اليه لينبهر بجمالها في هذا الفستان ، لاحظت أسيل انبهاره فقالت :
– ايه رايك عجبك ؟

ليث بحب :
– ايوة طالع بيجنن عليكي….. كأنه متصمم علشان انتي تلبسيه.

ابتسمت أسيل :
– ميرسي….. ممكن ناخد صورة يا ليث علشان خاطري مترفضش.

كان سيعترض لكنه عندما رأى رجاءها قال باستسلام :
– ماشي صورة واحدة بس مش اكتر.

اومأت و استدارت و رفعت هاتفها فوق ابتسم ليث و احاطها من الخلف هامسا :
– كده احسن ؟

اغمضت أسيل عينيها :
– اممم احسن ، التقطت عدة صور لهما كذكرى اخيرة بينهما فهي متأكدة من انهما سينفصلان عاجلا ام آجلا ابتعد ليث عنها اخيرا وهو يتنفس بقوة من فرط مشاعره اللي اجتاحته وهو يحيط جسدها بيده حمحمت أسيل و لتخفي خجلها قالت :
– اانا…. انا عجبني الفستان ده.

– تمام.

التف ليخرج لكن أسيل امسكت يده و هتفت ب :
– انت ليه بتتهرب مني طب بصلي على الاقل وكلمني انا عملتلك ايه عشان تتجاهلني كده ؟

ابتسم بسخرية منها :
– عملتي ايه ؟ قولي انا معملتش ايه يا… يا مدام.

أسيل بانفعال :
– بس بقى يا ليث بطل تتكلم بالالغاز كده واجهني وقولي في ايه انت عرفت انا ليه خبيت عنك موضوع اغتصابي و عارف ليه طلبت الطلاق منك كنت مضطرة افهم انا….

قاطعها ليث بعصبية وقد نفذ صبره :
– افهم ايه هااا افهم ايه ؟ افهم انك كدبتي عليا من الاول لحد ما خليتيني اكتب كتابي عليكي و افهم انك خبيتي اسم حبيبك عليا افهم اني كنت زي الاهبل بينك و بين الضابط اللي بيشتغل معايا هااا انا كنت بشتغل مع حبيب مراتي ومش عارف وهو كان مخليني قصة بتضحك قدام الكل ودخلت السجن و ماما تعبت كله منك انتي و بدل ما تقفي معاها جيتي طلبتي الطلاق و بتقوليلي مضطرة ؟ انتي كدبتي عليا كام مرة يا أسيل قوليلي انتي مخبية عليا ايييه تاااني !!

انتفضت ونزلت دموعها هامسة :
– مش مخبية عليك حاجة ولا هخبي…. مدام انت مضايق للدرجة ديه ومش طايقني قولي انت حاي معايا ليه ها مكمل معايا ليه ولا عايز تنتقم و تذلني ؟ قولي يا ليث من الاخر احنا هننفصل ولا لأ القرار ليك قول !!

نظر لها ليث مطولا وشعر بأنه في دوامة اغمض عينان بقوة ثم فتحهما وقال :
– ……………

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *