


اندمج سريعًا مع المكان واصبح جزء لا يتجزأ منه .. يعمل به صباحًا .. ويجلس ليلًا الي الشاطئ .. يتأمل تلاطم امواجه .. او يتأمل الغروب الساحر .. او يتمتع بتلك الأضواء الخافته التي تعطي للمكان روح وبهجه .. ولكن افكاره الدائره حول حقيقته تجعل سعادته وراحته لا تدوم كثيرًا .
فمن ذاك الذي يجهل هويته واصله ويحيي قرير العين مرتاح البال ؟!!
وهو غير جاهل لهويته وأصله فقط .. بل ويمتلك خلفيه سيئه جدًا عما حدث معه كذلك .. وبداخله ظن يكاد يفتك به !
كانت تهتم بأمور المنزل وترتيباته قبل ان يستيقظ وليد وتبدأ وصلة الاهتمام به والتي لا تنتهي .. ليقاطعها طرقات علي باب منزلها .
مريم بهدوء : ايوه مين ؟
اسلام : عفاريييت النهااار .
فتحت مريم الباب وهي تبتسم بهدوء : يا أهلا بوجع الدماغ والوش .
اسلام : بقي كده ؟.. وانا اللي جايبلك اروي وريجو علي رأي سي وليد !.. يلا يا اروي هنلف ونرجع تاني .
مريم وهي تسحبه للداخل : ترجع فين يا عم انت ؟.. هو دخول الحمام زي خروجه .. تعالي يا بت يا ريجو .
حملتها مريم بعدما عانقت اروي وأخذت تقبل الصغيره بحب وهي تتمتم بين كل قبله واخري : عسل .. سكر .. قمر .. منجه .
وليد من خلفها : ريجووو .
اريج وهي تمد يديها لوليد كي تتركها مريم : ليييد . اسلام وهو يَقْلِبُ عينيه : ابتدينا .. ادخل ياض انت غسل وغير لبس النوم ده .
مريم بضحكه : خدي يا اروي بنتك عشان متلحقناش زي المره اللي فاتت .
اسلام باستفهام : تلحقكوا فين ؟.. اي حصل المره اللي فاتت؟
اروي بضحكه : كنا جينا مره الصبح زي كده ومريم كانت سايبه وليد في الاوضه عشان بتغيرله .. ومكنتش لسا لبسته حاجه .. وبعدين قالت هلبس وليد واجيلك .. بنتك يا خويا مقعدتش ثانيه وطارت ورا مريم وزقت باب الاوضه وطبِّت ع الواد وهو من غير هدوم .
اسلام بصدمه وهو يلوح بيديه في الهواء : خاالص ؟
مريم بضحكه : خالص .
اسلام وهو يضع يده علي وجهه في خزي مصطنع : يا تربيتك العفشه يا اسلام انت واختك .
ضحك الجميع علي فعلته وكلماته لتدلف مريم لعدة دقائق ومن ثم خرجت لهم في حين ركض وليد ليلعب مع اريج في سعاده .
مريم بهدوء : فطرتوا ؟.. ولا نفطر سوا ؟
اسلام : لا هنفطر سوا .. يلا هنقوم ع المطبخ كلنا .
دلف ثلاثتهم للمطبخ ليجلس اسلام الي الطاوله في هدوء في حين تحضر مريم واروي الافطار .
اسلام بهدوء : مريومه عايز اخد رأيك في حاجه .
استدارت له مريم رافعه احدي حاجبيها وهي تتمتم : خير يا آخرة صبري ؟
اسلام : اي يا بت هو انا دوستلك علي طرف قبل كده !
مريم بضحكه : لا ي خفيف .. بس لما كنت خاطب اروي كنت بتيجي تتمسكن وتقولي يامريومه وتفضل تدوي زي الحزين عشان تسمع صوتها وهي بتكلمني .. فاكر ولا نسيت ؟
اسلام وهو يفرك مؤخرة رأسه بسذاجه : قلبك ابيض يا حبيبتي .
ضحكت مريم بخفه لتتحدث اروي بغناء : ضحكت .. يعني قلبها مااال .
نظرت لها مريم بعدم فهم ليتمتم اسلام : دي اغنيه لعمرو دياب .
مريم : اغنيه ؟.. بتسمعي اغاني يا اروي ؟!
اروي : لا لا والله لا .. دي كنت سمعتها كده عادي مش فاكره فين وعلقت في دماغي .
نظرت مريم لاسلام باستفهام : وانت عرفت منين انها اغنيه لعمرو دياب ؟
اسلام بسرعه : كانت بتغنيها قمت دخلت علي جوجل بحثت وعرفت .
مريم : امممم .. طيب .. ها قول كنت عايز اي ؟.. ولو هترجع تتكلم في موضوع اسيب البيت هنا واروح بيت بابا .. فيستحسن تقفل ع الموضوع خالص .. ولو الموضوع برضو زي ما ماما جت كلمتني الشهر اللي فات عشان اشوف حياتي وموقفهاش عشان لسا صغيره .. فبرضو قفل ع الموضوع .. لاني وباختصار لا هسيب بيتي .. ولا هيكون في حياتي راجل بعد جود .. لانه بكل بساطه ” المرأه مع آخر زوج لها في الجنه “.. وانا بدعي ربنا من يوم ما عرفته يكون رفيقي دنيا وآخره .. ها كنت عايز تتكلم في اي حوار فيهم ؟
اسلام واضعًا يده علي رأسه : ماسورة غاز وسرَّبتي ؟؟.. اي يا بنتي افصلي .
مريم بهدوء : بوضحلك بس الامور .
اسلام : لا يا ستي مش هتكلم في حاجه منهم .. لان في الحالتين دي حياتك وانتي حره فيها وقرارك علي راسنا كلنا يا قلب اخوكي .. اما اللي كنت عايزك فيه يا ستي .. هو اننا نطلع رحله لاسكندريه .
مريم بعدم فهم : مين دول اللي هنطلع ؟.. واشمعنا اسكندريه ؟.. وليه رحله اصلا ؟
اسلام بهدوء : نغير جو يا مريم .. العيال عايزه تغير جو .. احنا مفحوتين في الشغل طول النهار ومبنلحقش نقعد معاكوا .. عايزين نغير جو وروتين الايام شويه .
مريم بتنهيده : معنديش مانع يا اسلام .. ماشي .
اسلام بعدم تصديق : وافقتي ؟.. لا لا بالله وافقتي ؟
مريم بجانب عينها : انت كنت فاقد فيا الامل ولا اي ؟
تحرك اسلام وضمها من الخلف بقوه واضعًا ذقنه فوق كتفها لتستكين مريم وهي تتذكر جود الذي ما يلبث ان يفيق من نومه حتي يأتي اليها محتضنًا اياها من الخلف بنفس الطريقه .. لم تشعر بتلك الدمعة الساخنه التي هربت من محبسها الا علي يد اسلام التي محتها بحنان وهو يتمتم :ادعيله بالرحمه حبيبتي .. واذكري الله .
ابتسمت بخفوت قبل ان تتحرك الي دورة المياه لتغتسل .
الجميع يطلب منها ان تدعو له بالرحمه … لكن لماذا لا يطاوعها قلبها كي تدعو له بتلك الدعوه .. تشعر بشئ ما داخلها يخبرها انها لم تفقده بعد .. بداخلها نبض لا يزال يطمئنها بوجوده .. تنهدت بألم من نار الشوق التي تحرق قلبها كل يوم وكل ليلة ..
دلف لمنزله ليقابله الهدوء والظلام .. ضم بين حاجبيه بتعجب وتساؤل .. ولم يدُم تعجبه سوي لحظات حتي قفز اليه مالك وملك ليجفل وهو يعود للخلف قبل ان يستمع لضحكة المشاغبه خاصته .. عادت الاضواء لينظر مروان تجاه شهد بفقدان أمل : عمرك ما هتكبري .. اي اللي عملتيه ده ؟
ملك بضحكه : سوفتي بابا وهو بيخاف يا ماما ( شوفتي بابا وهو بيخاف يا ماما ) ؟
ضحكت شهد وهي تومئ برأسها .. ليقترب مروان حاملاً ملك بين يديه متمتمًا : متطلعيش هبله لامك .. اعقلي كده وقولي عقلت .
ضحكت ملك وهي تضع كفها الصغير علي فمها متمتمه : قِلت ( عِقِلت ) .
ضحك مروان ومن ثم قبلها في وجنتها قبل ان يضعها ارضا وينزل لمستوي مالك وهو يتمتم : وانت يا بيه اي ظروفك .. طب امك هبله .. بتعوم علي عومها ليه ؟
مالك وهو يلاعب حاجبيه بعبث : اللي ميسمعش كلام ماما يبقي وحش .
مسد مروان وجهه بيده متمتمًا : ايوه صح .. انا اعلمك الصح وامك تاخده لصالحها .. يلا ياض انت وهي من قدامي .
ركضت ملك وخلفها مالك ليذهب كل منهما للنوم .. بينما اقتربت شهد بهدوء ودلال من مروان وهي تتمتم : حمد الله علي سلامتك .
مروان رافعًا احدي حاجبيه : اي ؟
شهد وهي تحاوط عنقه : اي انت ؟
مروان : بت انتي شاربه حاجه ؟
شهد بضحكه : هو عشان بستقبل جوزي حبيب قلبي ابقي شاربه حاجه !
مروان : امممم .. طب تعالي اتأكد بنفسي .
جذبها معه لغرفتهما تحت ضحكاتها .. وبعد بعض الوقت تحدث بهدوء وهو يلاعب خصلاتها : هنسافر اسكندريه الاسبوع الجاي .
شهد بابتسامه : كويس اوي .. لازم مريم تشم هوي نضيف وتخرج من اللي هي فيه ده .
مروان بتنهيده ألم : ربنا يقدم الخير يا شهد .
شعرت شهد بألمه من أجل مريم .. تعلم انه لا يزال يحمل لها مشاعرًا بقلبه رغم تلك السنوات ورغم كل ما مرَّا به معًا .. رغم كونه أصبح اب لطفلين توأم ورغم تعامله معها بكل الحب .. وليست حزينه لأجل هذا .. هي فقط حزينه لأجله هو .. فهي تعلم مدي الذنب الذي يحيا به يوميًا إزاء مشاعره تلك .
عادت بذاكرتها لذاك اليوم الذي أصبحت به زوجته قولا وفعلا ..
ففي ذاك اليوم كانت تقف بالمطبخ مرتديه برموده رصاصيه بها خط بمبي من الجانبين يعلوها تيشرت نصف اكمام بمبي من نفس درجة خطي البرموده مكتوب علي صدره كلمات انجليزيه باللون الرصاصي وخلفيه بيضاء .. وترفع شعرها بمشبك شعر رقيق .. وتحاول ان تصل للرف العلوي لتحضر الدقيق كي تصنع البيتزا .. لكن محاولاتها باءت بالفشل في كل مره .. احضرت مقعد من مقاعد طاولة الطعام ووقفت اليه وصعدت واستطاعت ان تصل لمرادها .. ولكنها الان تواجه صعوبة النزول .. تنهدت بضيق وقد استنفذت كل طرق المحاوله .. لتنادي علي مروان الذي أتي بسرعه متمتمًا : اي في اي ؟؟
شهد بهدوء : عايزه انزل .
مروان بعدم فهم : نعم يا ختي ؟
شهد : عاوزه انزل مش عارفه انزل يا مارو .
مروان بابتسامه : مارو عشان ليكي مصلحه مش كده ؟
شهد : مروااان نزلني .
مروان : هاتي الدقيق ناوليني .. وانزلي بعد كده .
شهد بخبث : لا مش هعرف الكرسي هيتحرك وهقع .
مروان بتنهيده : يا مثبت العقل يارب .
اقترب بهدوء وأمسك بالكرسي وتحدث بهدوء : يلا انزلي .
شهد : لا يا شيخ .. كده حليت الازمه انت ؟
مروان بمكر : امال انتي عايزه اي يا بنت الناس بس .
شهد وهي تلوي شفتيها : امسك الكرسي امسك .
ضحك مروان في داخله .. واستعدت هي للنزول حامله الحقيبه الكبيره التي تحوي علي ما يقارب الخمسة عشر كيلو من الدقيق .. وما ان استدارت حتي اجفلها مروان برفعه اياها عن المقعد لتصبح بين ذراعيه وحقيبة الدقيق في احضانها .
شهد وهي ترمش سريعًا :اااا .. اي ؟
مروان بلامبالاه زائفه : قلتيلي نزلني .. واديني بنزلك .. اي غلطت ؟
شهد وهي تزدرد ريقها بتوتر : طـ طب خلاص نزلني .
مروان بابتسامه جانبيه : هو دخول الحمام زي خروجه ولا اي ؟!
شهد : يعني اي؟
مروان : يعني انا جيت من بره علي ملي وشي وشلتك انتي والدقيق .. المفروض بقا ليا مقابل .
شهد بتذمر : ايه هو ده .. هو في حد بياخد مقابل مساعدته لمراته !
مروان وهو يقرب رأسه بخبث : مراته ها ؟
شهد بتوتر : ااا .. اخته اخته .. قصدي اخته .
مروان : بس انا زهقت من الفكره وقررت اننا ناخد خطوة الصحوبيه بقا .
شهد : اممم .. طب نزلني .
مروان : ما انا معرفتش اي المقابل .
شهد بنفاذ صبر : قول عايز اي ؟
مروان وهو يؤشر علي وجنته بسبابته : هنا واحده .
ومن ثم ادار وجهه وأشار الي الوجنة الأخري متابعًا : وهنا واحده .
شهد وهي ترمش عدة مرات بعدم تصديق : اا .. لـ لا طبعا .
مروان : لا لا .. انا علي كل حال مرتاح كده .
شهد باستسلام : خلاص هات .
مروان بابتسامه : اجيب اي ؟
شهد : هات خدودك يا بايخ .
مروان وهو يقرب وجنته اليمني : اتفضلي .
اقتربت شهد وطبعت قبله رقيقه علي وجنته .. ومن ثم ادار مروان وجهه واعطاها الوجنه الاخري .. اقتربت شهد لتطبع قبلتها التاليه ولكنه فاجأها حينما استدار برأسه فجأه .. أجفلتها حركته وجعلت عينيها تتوسع وهي تزدرد ريقها بتوتر ومن ثم انزلها مروان علي الارض وهو يتمتم بابتسامه انتصار : كده خالصين .
تركها متجمده مكانها وغادر بابتسامه واسعه ..
استفاقت شهد اخيرا ووضعت اطراف اصابعها علي شفتيها وهي تتمتم : الاستغلالي .
وضعت حقيبة الدقيق علي الطاوله وركضت خلفه .. لم يكن قد وصل للمقعد بعد .. حينما تشبثت بعنقه من الخلف وقامت بلف قدميها علي خصره وهي تعض اذنه متمتمه : يا استغلاااالي .. يا استغلاااالي هموتتتك .
ضحك عليها مروان وهو يدور بها حتي استطاع ان يحكم قبضته عليها وادارها اليه وهو يتمتم : شكلك ليكي حق عندي وجايه تاخديه .. وانا مش معارض .
شهد وهي تضربه علي صدره بحرج : انت مهزأ اوي علي فكره .
امسك مروان بكفيها وقربها منه وهو يتمتم : صحاب ؟
شهد بتوتر : اا .. اه .. صـ صحاب .
ابتسم مروان بهدوء ومن ثم طبع قبله رقيقه علي جبينها وذهب يتمم ما كان يفعله .. في حين ركضت هي للغرفه تستجمع شتات امرها وتهدئ ضربات قلبها الثائره .
وبعد مرور قرابة الشهر من مشاكستهما لبعضهما واستغلال مروان الدائم لمواقف احتياجها له ..
قررت هي ذات ليله ان تعلن له عن عدم رفضها لخوض حياة زوجيه مستقره .. بعدما رأت منه تقبل تام لحياة جود ومريم .. وعدم تحدثه عنها بكثرة الا اذا تطلب الامر .. لا يجب ان تبقي بعيده عنه … عليها ان تسكن روحه .. عليها ان تجعله جزءًا منها .. هو بحاجتها كما تحتاجه هي الأخري .. فما المانع في البدء من جديد .. لتسكن هي قلبه بدلًا من غيرها … هي احق به وبقلبه وهو كذلك .
قامت بتجهيز عشاء بسيط وأغلقت الأضواء الا من ضوء هادئ .. وارتدت فستان سواريه اسود اللون بأكمام تصل لما بعد الكوع شفافه ضيقه ويسقط احدي كتفيه مظهرًا عنقها وكتفها بوضوح .. مع طوله المناسب الذي يصل للارض .. بحزام فضي من الخصر .. ونقوش الفستان تتداخل مع القماش مكونه اوراق اشجار متناسقه .. وقامت بترك العنان لخصلاتها وتكحلت بعنايه ووضعت ملمع شفاه بالكاد يظهر ..
نظرت لنفسها برضا تام قبل ان تخرج في انتظاره .. ولم يمر الكثير من الوقت حتي سمعت طرقته علي الباب ومن بعدها دلوفه تحت تعجبه من الضوء الخافت بالمكان وكأنه بالكاد ضوء شمعه ..
مروان بقلق : شهد ؟!!.. شهد !!
سمع صوت يأتي من المطبخ ليمد يده كي يفتح مقابس الكهرباء ومن ثم تحرك بهدوء تجاه المطبخ وهو ينادي بقلق : شهد !!
أجفله خروجها من المطبخ ممسكه بطاسه بين يديها متمتمه : انت مين .. وعرفت مكاني ازاي ؟
رمش عدة مرات وعقله لا يستوعب شيئًا .. طلتها هذه بالفستان .. خصلاتها المنسابه بسحر علي كتفيها .. وقفتها الغريبه المستعده للقتال .. مسكتها للطاسه .. حركة حاجبها الايمن .
لم يتمالك نفسه حينما تذكر ذاك المشهد في كارتون ” روبانزل ” .. حينما دخل ” يوجين ” للبرج الذي تسكن فيه وقامت بضربه بالطاسه ومن ثم قامت بربطه في المقعد بواسطه شعرها وحينما استفاق سألته : انت مين ؟.. وعرفت مكاني ازاي ؟
ضحك اكثر وقد علم انها تفعل مثل الكارتون .. يا الهِ لقد تزوج من طفله ..
شهد بابتسامه : يييييه .. كده بوظت المشهد ؟!
مروان بعد ان هدأ قليلا : انتي يابنتي مجنونه ؟
شهد : لا … بس بستقبلك .
مروان بضحكه : كده بتستقبليني ؟.. بت انتي شاربه حاجه ؟
شهد بدلال : هو انا عشان بستقبل جوزي ابقا شاربه حاجه ؟!
مروان بانتباه : جوزك ؟
شهد بابتسامه خجوله : مروان انا معنديش مانع نعيش حياتنا الزوجيه زي اي زوجين .
مروان : بس .. بس انا .. انتي …
شهد مقاطعه : انا بعفيك من وعدك ليا يا مروان .. وبقولهالك انا عايزه اعيش حياه زوجيه معاك زي اي اتنين .. انت عايزني ولا لا ؟
مروان باندفاع : طبعا عايزك .
ابتسمت في خجل ليتمتم مروان بخفوت : طب وقلبي يا شهد ؟
شهد بهدوء : انا هحاول اخلي قلب جوزي ليا انا وبس .. زي ما جوزي قدر انه ياخد قلبي ويخليه ليه هو وبس .
مروان بذهول : قصدك .. قصدك اي ؟
شهد بهدوء : مش جعان ؟.. انا مجهزه العشا .
مروان بهدوء : لا .. انا .. انا عايز افهم قصدك .
شهد بتوتر : قصدي اللي انت فهمته يا مروان .. بس انت مش مجبر انك ..
قاطعها مروان باقترابه منها وجذبه لها محتضنًا اياها بقوه ..
تفاجأت في بادئ الامر ولكنها حاوطته بعدها بهدوء وابتسامه متوتره تعلو ثغرها .. ومن هنا بدأت حياتهما كزوجين طبيعيين جدًا .. لأول مره وسيحاولان تعويض بعضهما .. كما تعاهد كل منهما بداخله .
تحركت بخفه من جانبه ودلفت لدورة المياه وبيدها اختبار الحمل .. وتدعو بداخلها ان يمُن عليها الله بقطعة منه تملء حياتهما .. فهي منذ خمسة أعوام وهي تُعالج الرحم لوجود مشاكل به ككونه رحم مقلوب بسبب عيب خلقي منذ الصغر ومصاب بالانتباذ الباطني وكذلك بعض المشكلات الأخري والتي تُصعب عليها الحمل .. وقد انتهت فترة علاجها منذ حوالي الشهرين .. نظرت للإختبار بأمل كبير لكنه قد خاب .. لم يأذن الله بعد .. تألمت بداخلها ولكنها تنهدت بهدوء وهي تتمتم بالدعاء من قلبها ..
خرجت بهدوء لتجده يجلس الي الفراش ونظر لها بابتسامه اختفت حينما وجد عينيها حمراوان ..
معاذ : رقيه مالك ؟.. انتي تعبانه ؟
رقيه بابتسامه : لا .. هو عشان كنت نايمه حبيبي بس .
معاذ بشك : متأكده ؟
رقيه وهي تجلس الي جانبه محتضنه اياه : اه حبيبي .. جعان أجهزلك اكل ؟
معاذ وهو يحيطها اليه ويقبل رأسها بحب : لا يا قلبي مش جعان .. نكمل نوم ؟
اماءت رقيه بهدوء ولكن قاطعهما صوت هاتف معاذ الذي أعلن عن اتصال ..
رقيه : مين هيتصل في نص الليل كده ؟!!
معاذ وهو ينظر للهاتف : هيكون مين غير الرزله .
رقيه بضحكه : حبيبتي .. طب والله وحشتني .. هات انا هرد .
وبالفعل أجابت رقيه ليأتيها صوت مروان : ساعه عما ترد .. اي نايم في العسل بسلامتك ؟
احمرت وجنتيها وازدردت ريقها وهي تعطي الهاتف لمعاذ الذي ضم بين حاجبيه : اي يا بت مال وشك قلب ليه كده ؟
ثم امسك الهاتف وأجاب بهدوء : الو .
مروان : اي يا بني في اي ؟
معاذ : انت قلتلها اي يخربيتك ؟
مروان بعدم فهم : هي مين دي ؟
معاذ : رقيه اللي ردت عليك فكرتك شهد .
مروان : اوبس .. طب الحمد لله اني مقلتش غير العسل .
معاذ : عسل؟
ضحكت رقيه بخفه .. ليتابع مروان : اسف معلش حصل لبس .. اعتذرلها نيابه عني .
معاذ : ما علينا .. اشمعنا متصل من تليفون شهد ؟.. تليفونك فين ؟.. وشهد فين ؟.. واشمعنا متصل في اخر الليل كده ؟
مروان : اي يا عم .. خزان اسئله واتفتح .. اهدي علي نفسك شويه .. فوني فصل شحن وحطيته ع الشاحن ومفتحتوش ومش عايز عشان مش عايز وجع دماغ .. وشهد بتبص ع العيال .. اما بقا بكلمك ليه فده عشان اقولك تعمل حسابك ان فيه طلعه اسكندريه الاسبوع الجاي كله .
معاذ : مين
التعليقات